التجارة العربية ـ الصينية تضعف الدولار : صحيفة بريطانية تنعى نظام الهيمنة الأوروأميركي

التجارة العربية ـ الصينية تضعف الدولار : صحيفة بريطانية تنعى نظام الهيمنة الأوروأميركي

حروب “التتبير” وفرصة احتدام التناقضات الدوليّة
Israel’s secret biological warfare during 1948 ethnic cleansing of Palestine
La guerre en Ukraine fait bouger les lignes dans le Golfe

ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أنّ تجارة النفط العالمية تتراجع عن اعتماد الدولار في التداولات “ببطء، لكن بثبات”. وأشارت إلى أنه يمكن “تذكّر عام 2023 باعتباره العام الذي بدأت فيه الصفقة الكبرى بين الرياض وواشنطن [عقدها الملك السعودي عبد العزيز بن سعود الرئيس الأميركي فرانكلين ديلانو روزفلت عام 1945] بالتحوّل، مع تبلور نظام عالمي جديد للطاقة بين الصين والشرق الأوسط”.

وقالت الصحيفة أنّه “في وقت كانت الصين لبعض الوقت تشتري كميات متزايدة من النفط والغاز الطبيعي المسال من إيران وفنزويلا وروسيا وأجزاء من أفريقيا، بعملتها الخاصة، فإنّ اجتماع الرئيس شي جين بينغ مع قادة مجلس التعاون الخليجي، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كان بمثابة ولادة البترويوان”. وأضافت أنّ “الصين تريد إعادة كتابة قواعد سوق الطاقة العالمية، كجزء من جهد أكبر لإزالة الدولار عمّا يسمى بلدان “بريك” (البرازيل وروسيا والهند والصين) وعدد من الأجزاء الأخرى من العالم، بعد تسليح احتياطيات النقد الأجنبي بالدولار”. وأوضحت الصحيفة البريطانية أنّ ذلك يعني أنه سيتم إجراء مزيد من تجارة النفط بالرنمينبي (العملة الصينية).

وتابعت أن “من شأن ذلك أن يمثل تحولاً هائلاً في تجارة الطاقة العالمية”، إذ تمتلك روسيا وإيران وفنزويلا 40% من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وكلها تبيع النفط للصين، مع منحها خصماً كبيراً. كما تمثّل دول مجلس التعاون الخليجي 40% أخرى من الاحتياطيات المؤكدة. وتوجد الـ20% المتبقية في شمالي أفريقيا وغربيها وإندونيسيا، وهذه المناطق داخل المدار الروسي والصيني.

ورجّحت الصحيفة أنّ “أولئك الذين يشككون في صعود البترويوان، وتضاؤل النظام المالي القائم على الدولار بصورة عامة، غالباً ما يشيرون إلى أنّ الصين، مقارنة بالولايات المتحدة، لا تتمتع بالمستوى نفسه من الثقة العالمية أو سيادة القانون أو سيولة العملة الاحتياطية، الأمر الذي يجعل من غير المرجح أن ترغب البلدان الأخرى في القيام بأعمال تجارية بالرنمينبي”. ولفتت إلى أنّ سوق النفط تهيمن عليها الدول التي لديها قواسم مشتركة مع الصين أكثر من الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، قدم الصينيون شيئاً من شبكة أمان مالية من خلال جعل الرنمينبي قابلاً للتحويل إلى ذهب في بورصات الذهب في شنغهاي وهونغ كونغ، وفق الصحيفة.

وتابعت “فايننشال تايمز” أنه “في حين أنّ هذا الأمر لا يجعل الرنمينبي بديلاً عن الدولار كعملة احتياطية، فإنّ تجارة البترويوان تأتي مع ذلك بآثار اقتصادية ومالية مهمة لصنّاع السياسة والمستثمرين. فاحتمال الطاقة الرخيصة يجذب بالفعل الشركات الصناعية الغربية إلى الصين”. وأشار مقال الصحيفة إلى أنّ “هناك عدداً أقل من المشترين الأجانب لسندات الخزانة الأميركية، وإذا ارتفع البترويوان فإنّه سيشعل نيران فك الدولرة”. ورأت أنّ “سيطرة الصين على مزيد من احتياطيات الطاقة والمنتوجات التي تنبثق مخنها قد تكون مساهمة جديدة مهمة في التضخم في الغرب”، مؤكدةً أنّها “مشكلة بطيئة، لكن ربما لا تكون بالبطء الذي يعتقده بعض المشاركين في السوق”.

وكان الرئيس الصيني قد أكد أن بلاده سترفع بصورة كبيرة حجم وارداتها من دول “مجلس التعاون الخليجي”، بل كما ستزيد التعاون مع هذه الدول في مجال الطاقة متعددة الأبعاد. وتأمل بكين أن تدفع بعملتها القومية كامل ثمن وارداتها الخليجية بالكامل في بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي، وذلك في وقت مبكّر من عام 2025.

وصنفت الصين في “الاستراتيجية الدفاعية” للولايات المتحدة بأنها “أكبر خطر على الأمن القومي”. وقالت مجلة “ذا ناشونال إنترست” في عددها الصادر يوم 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن وصفات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لاحتواء الصين عالقة في ليبرالية لم تعد تلائم حقائق النظام العالمي الفعلي.

مركز الحقول للدراسات والنشر
4 كانون الثاني/ يناير، 2023

 

Please follow and like us:

COMMENTS