اللواء
جلسة الكهرباء منتصف الأسبوع على إيقاع التوتر بين الحزب والتيار
عبد اللهيان من منصة لبنان يُرحّب بالعلاقة مع السعودية.. وصدام بين الأهالي وأمن الدولة بعد توقيف نون
على الرغم من مرارة أزماته وتعددها المريب، لا تزال عواصم المركز والاقليم، تبحث عن مساحة حركة في هذا البلد. فالقضاء الأوروبي (الالماني، والفرنسي، واللوكسمبورغي) يبحث عن نفوذ في خبايا الفساد اللبناني، عبر التحويلات والتبييضات (نسبة الى تبييض الاموال).
والدبلوماسية الايرانية، لا ترى في البلد، من وقت لآخر، سوى منصة للاعراب عن موقف او توجيه رسائل في هذا الاتجاه الاقليمي او العربي او حتى الغربي والأميركي، وهذا ما فعله، كما لاحظت المصادر المتابعة عبر الحركة التي قام بها وزير خارجية ايران أمير حسين عبد اللهيان الى بيروت، واجتماعه الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد نخالة، فضلاً عن مؤتمر صحفي عقده في الخارجية بعد لقاء مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، وفيه تحدث عن عدة نقاط ابرزها «تقدم ما» في العلاقة مع المملكة العربية السعودية، والانفتاح التركي على سوريا.
واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان، كانت بهدف اثبات حضور ايران وجودها ديبلوماسيا في المنطقة، وتحويله إلى منصة، بعد سلسلة التحركات الاخيرة بين موسكو ودمشق وانقرة، لمناقشة الملف السوري واجراء مصالحة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس السوري بشار الاسد، بغياب ايراني لافت، بالرغم من العلاقات الجيدة التي تربط النظام الايراني بالدول الثلاث، ووجود قوات ايرانية ومليشيات تابعة له في مناطق سورية عدة.
وقالت المصادر ان زيارة وزير الخارجية الايراني إلى لبنان والتي تمت بمبادرة منه، لم تتطرق إلى تفاصيل تطوير العلاقات بين البلدين، كما اراد الايحاء بذلك، بل كان حديث عابر لزوم اللياقات الديبلوماسية التي يبرع فيها الوزير الايراني، الذي ركز مجمل احاديثه مع الذين التقاهم عن الوضع الداخلي بايران، محملا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل واعوانهم مسؤولية اشعال الاحداث الاخيرة في بلاده، لاضعاف موقفها بمفاوضات الملف النووي وتسهيل تدخلها بشؤون المنطقة.
ونقلت المصادر عن وزير الخارجية الايراني طمانته لكل من التقاهم، بانه تم القضاء على كل محاولات الاخلال بالنظام واستهداف الثورة الاسلامية وان الاحداث اصبحت في نهاياتها، ولاخوف على الاستقرار، لان الدولة موحدة بكل قواها لمواجهة العناصر المخربة والخارجة عن النظام وتقف لها بالمرصاد، ولا داعي للقلق اطلاقا مما يروج من اعداء الثورة الاسلامية.
اما بخصوص ما عليه وزير الخارجية الايراني عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان لانشاء معملي للكهرباء للمساهمة بحل ازمة الكهرباء، ذكرت المصادر بأن العرض الايراني قديم، وليس بجديد، وسبق للحكومة اللبنانية ان بحثت هذا الموضوع مع المسؤولين الإيرانيين بالتفاصيل خلال زيارة قام بها وفد لبناني تقني إلى طهران، وتبين استحالة قبول العرض الايراني، لنواقص وعدم وضوح في مضمونه، ولتدني مستوى التقنية المعتمدة، والاهم من كل ذلك، الشروط المالية التي تلزم الدولة بتبعات طويلة المدى وباثمان باهظة، خلافا لكل الادعاءات والمواقف التي تصدر عن تسهيلات واعفاءات، ليست موجودة على الاطلاق في المباحث التفصيلية.
ومع بقاء الملف الرئاسي اللبناني خارج حلبة النقاشات، وفقاً لما تيسر من معلومات، فان الكباش الداخلي مستمر اذ لا يفوّت التيار الوطني الحر فرصة إلا ويُعيد فيها حضوره الاعتراضي على ادارة الحكومة المستقيلة لشؤون الدولة، وسدّ ما يمكن سده من احتياجات، لا بد منها كسلفة الكهرباء، وجلسة السرطان وربما جلسات أخرى.
ومع ذلك، فإن جلسة مجلس الوزراء الثانية، ستعقد، ربما الاربعاء او الخميس، في حال وجهت الدعوة اليها الاثنين، من قبل الرئيس نجيب ميقاتي، الذي شكا فيه وزير الطاقة والمياه وليد فياض بأنه لم يرد على اتصاله الهاتفي به.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان الأسبوع الحالي يقفل على سلسلة تطورات يحدر التوقف عندها ولا سيما في الموضوع القضائي وكذلك بالنسبة إلى زيارة وزير الخارجية الإيرانية وما صدر في خلالها من مواقف لا بد من ترقب مفاعيلها. وأشارت هذه المصادر إلى أنه في الملف الرئاسي لم يبرز أمر جديد بأنتظار ما قد يستجد الأسبوع المقبل قبيل جلسة الانتخاب على ان زيارة قائد الجيش الى رئيس مجلس النواب لا يمكن إدراجها في إطار بحث الملف الرئاسي فحسب .
اما بالنسبة إلى جلسة مجلس الوزراء فأتها على قاب قوسين أو أدنى من الانعقاد وتنتظر دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال لها، وهي محصورة بالبنود الأساسية التي لا تحتمل تأجيل.
تدوير زوايا الجلسة
وبعد ان اكد حزب الله مشاركته في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع المقبل شرط حصر البحث فيها بملف الكهرباء، افادت بعض المعلومات ان الدعوة ستوجه الى مجلس ادارة كهرباء لبنان للمشاركة فيها. وعُلم ان الجلسة ستبحث في بندين فقط هما مرسوم سلفة الفيول، ومشروع مرسوم توقيع اتفاقية بيع زيت الوقود بين لبنان والعراق.
وبالنسبة الى موقف الوزراء المعارضين لعقد الجلسة، فقد قالت مصادرهم لـ «اللواء»: حتى الان لم تتم الدعوة الى عقد الجلسة والاتصالات ما زالت قائمة لمعالجة موضوع سلفة الفيول اويل لتشغيل معامل الكهرباء.
وكشفت ان وزير الطاقة والمياه وليد فياض بصدد اعداد مشاريع مراسيم تتعلق بما هو مطروح حول ملف الكهرباء في جدول اعمال الجلسة، بصيغة توقيع 24 وزيراً وتحال الى الامانة العامة لمجلس الوزراء للموافقة عليها وتوقيعها. وقد تم التفاهم بيننا على هذه الصيغة.
لكن المصادر اضافت: اما اذا كان هناك تدوير زوايا لعقد الجلسة لكن ببند وحيد هو ملف الكهرباء، فيمكن ان نعيد النظر بموقفنا من عدم الحضور، لأن ما يهمنا هو تيسير وتسيير شؤون المواطنين.
والى حين البت بالاقتراح لا سيما لجهة قبول الرئيس ميقاتي به وهو الذي يرفض توقيع الـ24 وزيراً كما يرفض المراسيم الجوالة، طرح بعض الخبراء سؤالاً عمّا اذا كانت الاموال متوافرة لدفع ثمن الفيول والغرامات المترتبة على وقوف اربع بواخرمحملة بالمادة في عرض البحر منذ اسبوعين بغرامة قدرها نحو سبعين الف دولار؟ اي اكثر من المبلغ المطلوب لسعر الفيول وهو 62 مليون دولار. وفي حال وفّرتها الدولة… من اي مصدر. هل من ما تبقى اموال المودعين والمضاربات في سوق الدولار السوداء؟.
عبد اللهيان والدعم
دبلوماسياً، شملت لقاءات عبد اللهيان كلاً من الرئيسين بري وميقاتي. وعقد بوحبيب وعبد اللهيان مؤتمرا صحافيا بعد الاجتماع، قال فيه بو حبيب: تشرفتُ بلقاء وزير الخارجية الإيراني ولمستُ منه تأكيداً إيرانياً على أهمية استقرار لبنان والإسراع بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية. وعبّرت للوزير الإيراني عن حرص لبنان على استقرار ايران كما أكدت رفض تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى.
وردا على سؤال حول العوائق امام العرض الايراني لتزويد لبنان بالفيول، قال بو حبيب: هناك محاولات جدّية للاستفادة من المساعدات الإيرانية للبنان وهناك طبعاً عوائق وضغوط خارجية. مع هذا، فإننا في لبنان مستمرون في محاولاتنا بشأن تلك المساعدات.
بدوره، أكّد عبد اللهيان أن «إيران ستبقى دائماً الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء»، مشيراً إلى أنّه «تداول مع بو حبيب في سُبل تعزيز العلاقة بين البلدين على الصعد السياسيّة والاقتصادية والسياحية».
وأضاف: اتفقنا مع وزير الخارجية اللبناني على تفعيل العلاقات الثنائية بين بلدينا وبدأنا نشهد نتائج ملموسة في هذا الإطار، ونحن مُستعدون للالتزام بالأمور الملقاة على عاتقنا من خلال اتفاقٍ بتزويد لبنان بالفيول. واعلن ان «فريقا تقنيا لبنانيا زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء».
وأعلن عبد اللهيان أن «إيران على أتمّ الاستعداد لبناء وتأهيل معامل الطاقة الكهربائية في لبنان بالتنسيق مع الحكومة».
ورداعلى سؤال حول موقف ايران من انتخاب رئيس الجمهورية ومساعيها في هذا المجال؟ قال عبد اللهيان: أن بلاده لا تتدخل في الأمور الداخليّة للبنان، وهي تُرحّب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية. ونحن على ثقة تامّة بأنّ التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والتجربة الكافيتين لإيجاد مخرج للشغور الرئاسيّ.
بعدها توجه عبد اللهيان والوفد المرافق الى السراي حيث إستقبله الرئيس ميقاتي. وتم خلال الاجتماع بحث العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاجتماع أن »الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة«.
والتقى عبد اللهيان بعد الظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبحث معه آخر التطورات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين والمنطقة، وبخاصة «الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرفين في كيان العدو، وموقعية حركات المقاومة وكل محور المقاومة في مواجهة المستجدات والأحداث الإقليمية والدولية» حسبما جاء في بيان عن اللقاء.
وعقد عبد اللهيان السادسة مساءً مؤتمرا صحفيا في مجمع الإمام الخميني تحدث فيه حول أهداف زيارته لبيروت، واكدالمضي في تطوير العلاقات الثنائية. وقال: إيران مستعدة لتأمين الفيول لتشغيل معامل الكهرباء عبر اتفاق بين البلدين. كما انها مستعدة لإقامة معملين لإنتاج الكهرباء في بيروت والجنوب بقدرة الف كيلوواط لكل معمل.وإ يران جاهزة للتعاون مع لبنان في مجال الطاقة عندما تكون الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك.
وتطرق الى المسائل الاقليمية فقال: أجرينا 5 جولات من الحوار مع السعودية في بغداد ونحن مستعدون لإعادة العلاقات مع الرياض إلى طبيعتها، لكن السعودية غير مستعدة حتى الآن لتطبيع العلاقات مع إيران.
وأضاف: إن الكيان الصهيوني يمرّ في أصعب الظروف وأستطيع ان اقول وبكل ثقة بعد لقائي مع السيد نصر الله والأخ زياد نخالة، أن المقاومة في أبهى حالاتها سواء في لبنان أو في فلسطين.
دعم اوروبي
على صعيد آخر، اجتمع الرئيس ميقاتي مع المدير الاقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه قبل ظهر أمس في السراي الحكومي. وتم البحث في مشاريع البنك الدولي في لبنان، ومن بينها مساعدات لقطاع التعليم تبلغ نحو 25 مليون دولار تخصص للاساتذة في التعليم الرسمي وتتعلق بالإنتاجية وبحضور المعلمين الى المدارس.
وتناول اللقاء مساعدة تبلغ نحو مليون دولار ستخصص لقطاع الكهرباء من أجل إجراء التدقيق المالي في شركة كهرباء لبنان لأعادة دراسة التعرفة والوضع المالي، وإنشاء الهيئة الناظمة، اضافة الى البحث في إعطاء البنك الدولي قرضا ثانيا لشبكة «أمان».
كذلك تم البحث في الحصول على هبة من الصندوق الائتماني تبلغ نحو ستة ملايين دولار مساعدة لوزارة المالية من أجل النظام المعلوماتي والاصلاحات الضريبية والقانون الجديد للمحاسبة العمومية والتدقيق في أصول 14 مصرفا لبنانيا يمثلون 85 بالمئة من القطاع المصرفي خصوصا وان بدء عملية التدقيق من قبل الشركات الدولية هو أحد الشروط المسبقة للاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
غلاء المعيشة والدولار
على الصعيد المعيشي وفيما تجاوز سعر صرف الدولار امس 49 الف ليرة مقترباً من الخمسين بلا حسيب ولا رقيب ولا سبب مقنع مالي او اقتصادي، كشف وزير العمل مصطفى بيرم أنّه تمّ الاتفاق على زيادة مليون و900 ألف ليرة على رواتب موظفي القطاع الخاص، وتحويل بدل النقل الى 125 ألفاً في القطاع الخاص وسنضغط لإقراره في القطاع العام.
وبعد اجتماع لجنة المؤشر لبحث رفع الحد الأدنى للأجور والتقديمات الاجتماعية، أكّد الوزير بيرم أنّ المنح التعليمية ستُدفَع في أيلول المقبل.
وقال: ما أنجزناه يُلزم الضمان بإجراء تعديلات بخصوص الاستشفاء والدواء والأمومة.
ومع اقتراب الدولار من عتبة الخمسين الف ليرة، أظهر جدول تركيب أسعار المشتقات النفطية الصادر امس، عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، ارتفاعاً في سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان 21000 ليرة لبنانية، وسعر صفيحة المازوت 15000 ليرة، وقارورة الغاز 14000 ليرة لبنانية. وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: صفيحة البنزين 98 أوكتان: 846000 ليرة، صفيحة البنزين 95 أوكتان: 824000 ليرة، صفيحة المازوت: 881000 ليرة، قارورة الغاز: 521000 ليرة.
القضاء الأوروبي
وبدءاً من بعد غد الاثنين، يبدأ الوفد القضائي الالماني والفرنسي واللوكسمبورغي مهمته في بيروت، بعد وضع الترتيبات في قصر العدل، فيستمع الى شخصيات لبنانية مصرفية ورقابية، وعلم انه الى اثنين من نواب حاكم مصرف لبنان السابقين، رئيس هيئة الرقابة على المصارف السابق، ويرجح أن يكون سمير حمود بصفتهم شهوداً وليس إلا.
وفي شأن قضائي آخر، اوقفت دورية من امن الدولة الناشط وليم نون، على خلفية ملاحقته حول ما جرى في قصر العدل في اليومين الماضيين.
واستمر التحقيق مع نون في أمن الدولة، بحضور محاميه والنائب ملحم خلف، في حين حمل نواب في «القوات اللبنانية» على ما وصفوه بالدولة البوليسية، مؤكدين التضامن مع الموقوف نون.
وتحرك أهالي انفجار المرفأ للمطالبة بالإفراج عن نون، الأمر الذي أدى الى إشكال مع عناصر أمن الدولة.
كورونا: 215 إصابة
الكوليرا: صفر إصابات
صحياً، سجلت امس وزارة الصحة 215 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مما رفع العدد التراكمي الى 1.225047 إصابة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة. أو في ما خص اصابات الكوليرا، لم تسجل اي اصابة جديدة، ولا اي حالة وفاة.
البناء
البنتاغون والناتو لخطوات ما بعد خسارة أوكرانيا… وواشنطن تستعد لمعركة سقف الدين العام
عبد اللهيان إلى دمشق: التقى نصرالله مؤكداً العروض الكهربائية والتحسّن في العلاقة بالسعودية
الحكومة لجدول أعمال يضمّ الكهرباء وتعويضات النقل وترقيات الضباط… والتيار معارض
رغم إنكار الجيش الأوكراني هزيمته في سوليدار وتداعياتها على معارك كل منطقة الدونباس، والتحذير من خطورة الوضع على الجبهة مع بيلاروسيا، يتصرف البنتاغون وحلف الناتو على قاعدة أن روسيا تتجه لانتصار كبير في أوكرانيا، والمقالات التي تتحدث عن قرب انهيار الجيش الأوكراني تملأ الصحف الغربية، والبنتاغون والناتو يعترفان بعدم القدرة على تقديم المزيد ويستعدان لنشر أسلحة وعتاد في رومانيا وبولندا تحت شعار التحسب للحراك العسكري الروسي نحو دول الناتو، وواشنطن لا تجد استغراباً في كلامها عن تجديد التزامها بالدفاع عن كل أعضاء حلف الناتو، بدلاً من التشديد على أنها لن تتساهل مع إلحاق الهزيمة بأوكرانيا.
في واشنطن، خصوصاً في الكابيتول، مجلس النواب يستعدً لبدء العمل التشريعي واولى الأولويات التي تنتظره قضية رفع سقف الدين، التي تراهن عليها إدارة الرئيس جو بايدن كجزء من خطة مكافحة التضخم بحلول تقنية، عبر زيادة ديون الخزينة بفوائد مرتفعة، يعرف الداعون إليها نتائجها المدمرة على الاقتصاد وتسببها بركود الاستثمارات في القطاع الخاص الذي يعجز عن مجاراة الدولة في دفع الفوائد المرتفعة، والموضوع كان من أبرز قضايا الخلاف التي رافقت انتخاب رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والمتمردين داخل الحزب الجمهوري، الذين حصلوا على تعهد مكارثي بعدم السير بأي مقترح على هذا الصعيد دون التشاور المسبق والتوافق داخل الكتلة الجمهورية، وسيكون الملف أول اختبار للاتفاق الذي حمل مكارثي الى رئاسة مجلس النواب، فإذا التزم بالاتفاق وثبت امتلاك المتمردين حق الفيتو، ولم يتم رفع سقف الدين، أو تم بصورة جزئية محدودة لا تلبي طلب إدارة بايدن، تتفاقم الأزمة المالية ويزيد التضخم وترتفع الأسعار، وإذا تنكر مكارثي للاتفاق وتمت الاستجابة لطلب إدارة بايدن برفع سقف الدين بالحدود التي طلبتها الإدارة، ينخفض التضخم وتزداد البطالة ويتراجع الإنتاج، عدا عن مخاطرة مكارثي بمواجهة طرح الثقة برئاسته بعد سنة، وكانت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين قد بعثت برسالة إلى الكونغرس تدعو فيها إلى رفع سقف ديون الحكومة الأميركية، محذرة من بلوغ السقف الحالي الخميس المقبل. وأكدت يلين أنه بمجرد أن يصل الدين العام الأميركي إلى 31.381 تريليون دولار، ستضطر الوزارة إلى اتخاذ «بعض التدابير الاستثنائية»، بما في ذلك تعليق المساهمات في صناديق التقاعد والصناديق الاجتماعية، من أجل تجنب التعثر الفوري.
في لبنان قطعت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مناخ الجمود السياسي الذي ترزح فيه البلاد بوحي ما يحصل على مسار الاستحقاق الرئاسي من مراوحة في المكان وتجديد للعجز، وجال عبد اللهيان على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، والتقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، والتقى مساء بنخبة من السياسيين والإعلاميين، وجاء اجتماع عبد اللهيان مع السيد نصرالله محورياً لارتباطه بما يتعدّى العلاقة التقليدية بين إيران وحزب الله، لكون الوزير الإيراني في طريقه إلى دمشق لتنسيق زيارة قريبة للرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي، حيث يمثل السيد نصرالله دور الشريك الثالث في العلاقة الثنائية بين سورية وإيران، كما قالت مصادر متابعة لملف الزيارة، وأكد عبد اللهيان في كل لقاءاته على أمرين، الأول استمرار الالتزام الإيراني بالتعهدات الخاصة بملف الكهرباء تجهيزا وتزويدا بالوقود، رغم التعثر اللبناني، والثاني نقل الأنباء الإيجابية عن تحسن العلاقات الإيرانية السعودية، عسى يسهم ذلك في تحرير بعض القيادات السياسية من القلق من فتح قنوات الحوار الداخلي، خصوصاً مع حزب الله خشية أن يستدرج الغضب السعودي عليهم، وفقاً لقراءة المصادر المتابعة.
في الشأن الحكومي، قالت مصادر وزارية إن جدول أعمال الجلسة المرتقبة يوم الاثنين، لم يوزع على الوزراء، ربما لبحث جدي بإضافة بندي التعويضات للموظفين وترقيات الضباط المتفق على أهميتها وإلحاحها بين الأطراف المشاركة في اجتماع الحكومة بما فيها حزب الله، والتي كانت تأمل أن يؤدي حصر البحث بملف الكهرباء الى تذليل معارضة التيار الوطني الحر، وبعدما تبلغ الجميع موقف التيار المعارض بمعزل عن جدول الأعمال، تقول المصادر الوزارية إن البحث بدأ بتوسيع جدول الأعمال دون التخلي عن شرط تضمينه المسائل الملحة والتي تكتسب صفة الضرورة، خصوصاً لاتصالها بشؤون الناس.
وخرقت زيارة وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان جمود المشهد السياسي، حيث كشف الوزير عن عروض كهربائية بالجملة للبنان تنتظر موافقة الحكومة اللبنانية. وجال عبد اللهيان على المسؤولين مؤكداً أن بلاده لا تتدخل في قضايا لبنان وأبرزها الانتخابات الرئاسية، وأنها مستعدة لدعم بيروت في محنتها خاصة على صعيد الكهرباء والفيول.
وأعلن الدبلوماسي الايراني في مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية أن »إيران ستبقى دائمَا وأبدا الصديق الوفي للبنان في السراء والضراء»، لافتا الى ان «التعاون بين إيران ولبنان ينعكس إيجابا على مصلحة شعبينا». واعلن ان «فريقا تقنيا لبنانيا زار إيران واجتمع مع المعنيين لتأمين الفيول والمحروقات التي يحتاجها لبنان من أجل الكهرباء.» وقال ردا على سؤال: «لا نتدخل بحال من الأحوال في شؤون لبنان وندعم ونرحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية لحل مسألة الشغور الرئاسي ونحن على ثقة تامة ان التيارات السياسية لديها الوعي السياسي والتجربة لتضع مخرجاً للشغور».
وفي السراي الحكومي بحث عبد اللهيان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العلاقات بين لبنان وإيران وسبل تطويرها، اضافة الى الوضع في المنطقة. وأكد ميقاتي خلال الاجتماع أن »الاوضاع في لبنان صعبة، ولكننا نعمل على تسيير الأمور ولدينا الثقة والعزيمة للعمل على الخروج من هذه المحنة». أما وزير الخارجية الايراني، فشدد على ان «إيران ستقف الى جانب لبنان ودعمه في كل الظروف، وترغب في تطوير العلاقات وتفعيلها على الصعد كافة».
كما التقى عبد اللهيان، في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري. كما عقد اجتماعاً مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
في غضون ذلك، بقيت الدعوة المرتقب أن يوجهها ميقاتي لعقد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، في واجهة الاهتمام نظراً لتداعياتها السياسية في ظل موقف التيار الوطني الحر الرافض لعقد الجلسة والمشاركة فيها، مقابل اعلان حزب الله مشاركته فقط لإقرار بندي الكهرباء.
وأشارت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ«البناء» الى أن موقف الحزب بالمشاركة في جلسة مجلس الوزراء المرتقبة لا يستهدف أي طرف سياسي ولا الوقوف مع طرف ضد آخر، بل ينطلق من حرصه على مصالح الناس وشعوره بآلامهم ومعاناتهم اليومية لا سيما في ملف الكهرباء والأدوية وارتفاع الأسعار وغيرها، ولا يجوز تعطيل المؤسسات حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الحزب حصر مشاركته ببندي الكهرباء حرصاً على علاقته مع التيار، علماً أن معظم بنود جدول الأعمال ملحة ومهمة.
وحمل كلام وزير العمل مصطفى بيرم بعد اجتماع لجنة المؤشر، رسالة الى التيار الوطني الحر، بتحميله المسؤولية لكل من يعرقل اقرار الملفات الملحة في مجلس الوزراء، ولفت بيرم الى أنّه »تم الاتفاق على زيادة مليون و900 ألف على الزيادات السابقة على الضمان الاجتماعي وبدل النقل 125 ألفا في القطاع الخاص وسنضغط لإقراره في القطاع العام، لكن الأمر ينتظر إقرار مجلس الوزراء».
وإذ لم يصدر التيار الوطني الحر أي موقف من جلسة مجلس الوزراء، بانتظار توجيه رئيس الحكومة الدعوة رسمياً، أشارت مصادر التيار لـ«البناء» الى أننا لن نسكت أو نستكين إزاء أي دعوة جديدة لاستهداف موقع رئيس الجمهورية وانتهاك الدستور وضرب الشراكة الوطنية، مذكرة بأن الرئيس ميقاتي عندما تحدث عن تأمين الكهرباء عشر ساعات في كانون الأول الماضي كانت حكومته تصريف أعمال ولم يقل إنه سيعقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار سلفة الكهرباء، فلماذا الآن يصر على عقد الجلسة ولأي أهداف؟
وعن تعليق التيار على موقف حزب الله بحضور الجلسة فقط ببندي الكهرباء، لفتت المصادر الى أنه «اذا عقدت الجلسة وشارك فيها الحزب سيكون لنا موقف يناسب هذه الخطوة التصعيدية، وحصر مشاركته ببندي الكهرباء غير مقنع وغير كاف للتضامن معنا بل القضية مبدئية. وتساءلت لماذا علينا أن نتفهم موقف الحزب دائماً ولا يتفهم موقفنا؟ وعندما يكون هناك شراكة حقيقية يجب التعامل بالطريقة نفسها، وغمزت المصادر من قناة عين التينة بحثها ميقاتي على الدعوة في اطار استهداف التيار طيلة العهد الماضي.
وجزمت المصادر بأن وزراء التيار لن يحضروا الجلسة وهذا خارج دائرة النقاش لا سيما أن بنود الكهرباء لا تحتاج الى جلسة لمجلس الوزراء بل يمكن إقرارها بمراسيم جوالة أو موافقات استثنائية، موضحة أننا لا زلنا على موقفنا من حضور اي جلسة في الحالات الطارئة والضرورية اي في القرارات المصيرية التي تحتاج الى قرار سياسي استراتيجي. وشددت المصادر على أن اضافة الى مخالفة الدستور بعقد الجلسة، فإن ميقاتي يضرب مبدأ الميثاقية والتوازن بصيغ المراسيم بتوقيعه مكان رئيس الجمهورية ومتمسكون بتوقيع الـ 24 وزيراً، ولفتت المصادر الى أن «ميقاتي ومن خلفه يستغلون ملف الكهرباء الحيوي الذي يهم المواطنين للدعوة الى مجلس الوزراء لحشر التيار في الزاوية وتحميله مسؤولية عرقلة امور الناس الحياتية».
وإذ توقعت المصادر أن تسوء العلاقة بين التيار والحزب بعد جلسة الأسبوع المقبل، علمت «البناء» أن الاتصالات تحصل بين التيار والحزب منذ أسبوعين لترتيب لقاء بين الحاج وفيق صفا ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لكن لا تقدم ايجابي على هذا الصعيد حتى الساعة.
رئاسياً يستمر الجمود القاتل في ظل جمود المبادرات وبقاء الأطراف على مواقفها، وفيما أفيد عن مشاورات بين أحزاب القوات والكتائب والاشتراكي للبحث بأسماء جديدة غير النائب ميشال معوض، نفى الأخير ذلك، وشدد على أنه «لن ينسحب الا لصالح مرشح من المعارضة يحظى بخمسة وستين صوتا أو لصالح تسوية سيادية وطنية شاملة».
وقد برزت حركة قائد الجيش العماد جوزف عون باتجاه عين التينة والضاحية الجنوبية، وما قد تحمله من اشارات سياسية، إذ بحث آخر التطورات مع الرئيس بري، فيما تفقّد فوج التدخل الرابع في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر العملية التي نفذها الفوج مع مديرية المخابرات منذ يومين في حي الجورة في برج البراجنة.
ولفت قائد الجيش إلى أنّ «وحدات الجيش كافّة تحارب المخدرات على امتداد الأراضي اللّبنانيّة، فهي أخطر من الإرهاب، وواجبنا حماية أهلنا في الضّاحية وسائر المناطق من هذا السّمّ الّذي قد يدخل إلى كلّ بيت وعائلة، وأن نوفّر لهم الأمان ونَرُدّ عنهم وعن أولادهم شرّ هذه الآفة»، مشدّدًا على «أنّنا مصمّمون ومصرّون على خوض حربنا ضدّ المخدرات مهما طالت. الشعبُ بجميع أطيافه وانتماءاته داعم لكم في هذه الحرب، فكونوا على قدر آماله».
بدوره، أشار رئيس الهيئة الشرعية في الحزب الشيخ محمد يزبك الى ان «الأوضاع في لبنان تزداد سوءا يوما بعد يوم، والواجب الخروج من حالة التأجيل وعدم المبالاة، ولا بد من المبادرة إلى التفاهم والتوافق للخروج من نفق الفراغ، بانتخاب رئيس الجمهورية، ولا يكون ذلك بالتحدي والفرض من الخارج. إن اللبنانيين قادرون بأنفسهم، إذا صفت النوايا وفتحت القلوب على المصلحة الوطنية».
على صعيد آخر، سجل ملف انفجار مرفأ بيروت تصعيداً اضافياً، فبعد اقتحام أهالي الضحايا لقصر عدل بيروت وتهديد القضاة وتكسير مكاتبهم والتهديد بتفجير العدلية أمس الأول، أوقفت قوة من أمن الدولة فرع الدكوانة أحد ذوي الضحايا وليم نون على ذمّة التحقيق، بعدما حققت معه لمدة ساعات أمس. وبحسب المعلومات، فإن توقيف وليم نون حصل بناءً على اشارة القاضي زاهر حمادة على خلفية تصريح نون عن تفجير قصر العدل، وسيُحال الاثنين على المباحث الجنائية المركزية بناءً على بلاغ بحث وتحرّ من القاضي غسان عويدات. ووفق المعلومات فإن التحقيق مع وليم نون استمرّ في مديرية أمن الدولة حتى ساعات متأخرة من مساء أمس. وحصلت تجمعات عند جسر الذوق وقطعت الطريق احتجاجاً على التوقيف.
الأخبار
جلسة الحكومة نهاية الأسبوع المقبل: هل تُكسر الجرّة بين التيار والحزب؟
تهدّد جلسة الحكومة التي ينوي رئيسها نجيب ميقاتي الدعوة إلى انعقادها بكسر الجرّة نهائياً بين مختلف الأطراف السياسية، بما فيها حزب الله، والتيار الوطني الحر الذي يرفض «السطو على صلاحيات رئيس الجمهورية».
يُصرّ ميقاتي على عقد الجلسة لبتّ ملف تمويل شراء الفيول للكهرباء، باعتبار مجلس الوزراء الممرّ الإلزامي لإصدار مرسوم سلفة خزينة، بعدما منح وزير الطاقة وليد فياض موافقة استثنائية قبل أن ينقلب على قراره بالاتفاق مع وزير المال يوسف الخليل ورئيس مجلس النواب نبيه بري. في المقابل، يعتبر التيار أن «الموقف بات أبعد بكثير من إعطاء سلفة خزينة لكهرباء لبنان، بل هناك قرار يجري تنفيذه بكسر المكوّن المسيحي في لبنان، يشارك فيه كل من يشارك في جلسة مجلس الوزراء»، بحسب ما أكد تكتل «لبنان القوي» جيمي جبور في مقابلة تلفزيونية أمس، ما يثير علامات استفهام حول التداعيات السياسية لعقد الجلسة وتأثيرها على العلاقة المتوترة أصلاً بين التيار وحزب الله الذي أبلغَ ميقاتي أن وزراءه سيشاركون في الجلسة، من دون أن يصدر عنه أي موقف يؤكد ذلك أو ينفيه.
ووفق المعلومات، سيوجّه ميقاتي الاثنين المقبل دعوة إلى مجلس الوزراء إلى الانعقاد بين الخميس والجمعة، وسط إمعان رئيس الحكومة في استفزاز التيار من خلال دعوة مجلس إدارة كهرباء لبنان للمشاركة في الجلسة «لتقديم إجابات عن أسئلة الوزراء في ما يتعلق بالملف».
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن ميقاتي اتصل بالمدير العام للمؤسسة كمال حايك، طالباً منه الحضور. لكن الأخير رفض لأن «لا صفة له، وأنه لا يُمكن أن يحضر في ظل غياب وزير الطاقة وليد فياض»، فما كانَ من ميقاتي إلا أن ردّ بأن طلب المشاركة هو «أمر»، فأجاب الحايك: «خير»!
وعكست أحداث الساعات الماضية اشتداد التعقيد في ملف إقرار سلفة شراء الفيول لمعامل إنتاج الكهرباء، حيث لا يزال المسار القانوني لتفريغ البواخر العالقة في البحر مجمداً بسبب الخلاف السياسي الذي وصل إلى حدّ رفض رئيس الحكومة الردّ أمس على اتصالات وزير الطاقة كما صرّح الأخير، مؤكداً أن «الحل لهذه الأزمة يُمكن أن يحصل بألف طريقة دستورية من خارج مجلس الوزراء». وقال في اتصال مع «الأخبار» إن «المشكلة تكمن في إخلال ميقاتي بالاتفاق الذي حصل بيننا». وأضاف فياض «لن أعطّل الحل، لكنني أعترض على الصيغة، فالحل الذي يتحدثون عنه هو جزء من الخطة التي وضعتها الوزارة، والمطلوب تأمين مبلغ 600 مليون دولار في دورة تستغرق خمسة أشهر لرفع ساعات التغذية إلى حوالي عشر ساعات». وفي هذا الإطار، رأت مصادر وزارية أن «أجندة رئيس الحكومة ومن يقف خلفه هي تخدير الناس وإعطاء نصف حل، فهل من الطبيعي أنهم يستطيعون تأمين ما يزيد على 700 مليون دولار خلال أيام لعمليات منصة صيرفة مع شركات الصرافة وتحويل الأموال، ولا يستطيعون تأمين 600 مليون لخطة الكهرباء»؟
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من بيروت استعداد إيران لتزويد لبنان بالفيول وتأهيل معامل الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى «وعي التيارات السياسية اللبنانية لإيجاد مخرج للشغور الرئاسي». وشدد عبد اللهيان على أنّ إيران «مستعدة لبناء معامل الطاقة الكهربائية في لبنان وتأهيلها انطلاقاً من توافق مع الحكومة». وقال إنّ الجمهورية الإسلامية تقف «داعمة بشكل واضح للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية»، مؤكداً أنّ طهران «لا تتدخل في الأمور الداخلية للبنان الشقيق، وترحب بتلاقي وتحاور كل التيارات السياسية».
التيار الوطني والقوات: الخطة «ب» مرهونة بوقتها
ما من أحد يتوقع أن تُجرى الانتخابات الرئاسية قريباً. والقوى المسيحية في مقدم غير المتفائلين، والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر يخوضانها على قاعدة الخطة «أ»، فيما الخطة «ب» مرهونة بوقتها (مقال هيام القصيفي).
حين باشر التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية استعداداتهما لمعركة رئاسة الجمهورية، لم يكن هناك من يتوقع مفاجآت في إدارة المعركة الانتخابية، لعلم الطرفين بأن الأدوات المحلية ليست جاهزة بعد لانتخاب صنع في لبنان. كانت المهل تضيق أمام الأطراف المحليين من أجل صياغة استحقاق رئاسي داخلي، قبل أن يصبح مفتاح الانتخابات في جيب عواصم إقليمية وغربية.
في ظل عدم إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ترشحهما الى الرئاسة، خاض التيار معركته بورقة بيضاء، قبل أن يستفحل الخلاف مع حزب الله حول المرشح الرئاسي وانعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، لتصبح الورقة البيضاء موضع مساومة من جانب التيار في اختيار بديل من تلك التي يضعها الحزب في صندوق الاقتراع. في المقابل، فرضت القوات اتجاهاً واحداً بالتوافق مع الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة «تجدد» والكتائب وبعض الأصوات النيابية «التغييرية» التي التحقت بخيار النائب ميشال معوض.
حتى الآن كان إيقاع الطرفين مضبوطاً، الى أن بدأت السيناريوات تتفلّت بعد الجلسة العاشرة واستمرار المراوحة على ما هي عليه، وفق رغبة الطرفين في إجراء الانتخابات وانتخاب رئيس وعدم ترك الفراغ طويلاً. لكن لكل منهما خريطة طريق مختلفة. وتالياً، أصبحت الخطة «ب» لكليهما رهن التحالفات والضغوط المتبادلة، والاستراتيجية التي يفترض اعتمادها للوصول الى انتخاب رئيس.
ليست الخطة «ب» لدى القوات حدثاً من خارج المسار التقليدي منذ اللحظة الأولى لدراسة وضعية الانتخابات. كان الأمر مطروحاً على الطاولة مع الحلفاء الذين قرروا السير بمرشح واحد، رغم أن لكل منهم مرشحين آخرين كانوا يفضلون السير بأحد منهم. إلا أن التوافق على اسم معوض جمع الكل تحت لافتة واحدة. والقاعدة كانت بالاتفاق مع معوض نفسه على السير به «مرشحاً نهائياً» الى حين انتخابه. فالخطة «أ» هي الحصول على 65 صوتاً. لكن إذا استمرت المراوحة بالبقاء على رقم يجاوز الأربعين بأقل أو أكثر بقليل، فهذا يعني إعدام أي فرصة لانتخاب رئيس جديد. وهذا ما يرفضه كل أفرقاء المعارضة ومعوض منهم.
ما لفت القوات أخيراً أن هناك هجمة سياسية من خصومها لتصوير أن المعارضة الحزبية في صدد التخلي عن معوض، «وهو ليس بالأمر الصحيح»، ولا سيما أن الهجمة نفسها كانت قد بدأت منذ اللحظة الأولى لتصويره على أنه مرشح ظرفي، وأن الكل سيتخلى عنه لحظة احتدام المعركة. وقد يكون زاد من حجم الإحاطة بما سبق، حركة معوض السياسية الأخيرة، وبعض المرشحين المفترضين، ما اضطرّ القوات الى إصدار بيان يؤكد تمسكها بمرشحها. هذا التمسك يقابله فتح النقاش مع معوض وغيره من الحلفاء في «نهائية» ترشيح المعارضة له، في مقابل وضع استراتيجية الحصول على أمرين: الضغط لإجراء الانتخابات في الداخل والخارج ودرس الأفكار المطروحة لذلك، وتأمين الأصوات الكفيلة بإيصال مرشحها الى الرئاسة. عدا ذلك، لا شك في أن القوات وحلفاءها يتداولون مع مرشحهم كيفية مقاربة المرحلة المقبلة لكسر المراوحة. فأيّ نتيجة يمكن التوصل إليها في حال اختيار اسمٍ ثانٍ، وحصوله على عدد الأصوات نفسه الذي حصل عليه معوض حتى الآن؟ ببساطة، هذا يعني استبدال مرشح بآخر من دون أي سبب منطقي، والاستمرار في الشغور الرئاسي. في حين أن أي مرشح يمكن أن يحصل على الأصوات الكافية لانتخابه، إضافة إلى المواصفات التي تضعها المعارضة، يفتح المجال أمام تشاور داخلي بين مكونات المعارضة ومرشحها من أجل خطة «ب» واقعية بالتفاهم مع كل أطياف المعارضة. وما تسمّيه المعارضة اليوم «حملة ترهيب على معوض» كان يمكن أن تشكل خطراً على إدارة المعركة لولا «أن المعارضة متنبّهة للسير بخطة واضحة بالاتفاق مع مرشحها الدائم».
في المقابل، تبدو الخطة «ب» لدى التيار الوطني على تماسٍ مع حزب الله، وإمكان تحقيق تفاهم معه. منطقياً، هو الذي يقف حتى الآن بأصوات كتلته أمام انتخاب المرشح سليمان فرنجية. ومعارضة التيار الوطني له تصبّ في مصلحة المعارضة والتيار معاً. إلى ذلك، فإنّ المروحة الواسعة التي فتحها التيار في الحديث عن لائحة عريضة من المرشحين تعني أن لا خطة رديفة طالما أن الخلاف انفجر بينه وبين الحزب حول ترشيح فرنجية، ومن ثم طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون. لكنّ هناك فارقاً بين أن يضع التيار خطته وتزكية واحد من المرشحين وصولاً الى احتمال طرح اسم باسيل نفسه، وبين موافقة حزب الله عليه والسير معاً بمرشح واحد. حتى الآن، لم يكسر باسيل الجرّة مع الحزب رئاسياً. بمجرد أن أشاع جواً لتسمية مرشح أو أكثر، وعاد وحصره بمناقشات داخلية يعني أنه لم يقفل الباب أمام مساعي الحوار مع الحزب ولم يشهر ورقة المعارضة في وجهه. وهو تماماً تصرّف مع لائحة مرشحين غير رسميين، كما يتصرف الحزب مع فرنجية مرشحاً غير رسمي، فاتحاً المجال للتفاوض على سلّة أسماء من دون أن يكون أحدها المرشح الأول والنهائي، الذي قد يكون هو لا سواه في نهاية المطاف.
في المحصلة، يتفق التيار والقوات على أن لا خطة «ب» في الوقت الراهن، تماماً كما أنه لا رئيس للجمهورية قريباً.
COMMENTS