الاخبار
الأسد: الجميع يتعرض لضغوط أميركية لمنع المساعدات
من سوريا، البلد الذي نكره كل جيرانه، عاد الوفد الوزاري اللبناني مساء أمس، محملاً بتقديرات الرئيس بشار الأسد للزيارة الرسمية الأولى بعد قطيعة طويلة، داعياً للبناء عليها في سياق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
بحفاوة عند نقطة الحدود السورية، استقبل سفير سوريا السابق في لبنان علي عبد الكريم علي ممثلاً وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الوفد اللبناني برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب يرافقه وزراء الزراعة والأشغال العامة والنقل والشؤون الاجتماعية، عباس الحاج حسن وعلي حمية وهيكتور حجار، والأمين العام لوزارة الخارجية هاني شميطلي ومدير الشؤون العربية في الخارجية علي المولى والمدير العام بوزارة الصحة فادي سنان ورئيس الهيئة العليا للإغاثة محمد خير.
أولى المحطات كانت في وزارة الخارجية، حيث تحدّث بو حبيب ناقلاً تضامن لبنان شعباً وحكومةً مع الشعب السوري في هذه المحنة. ولفت إلى وقوف سوريا إلى جانب لبنان في أوقاته العصيبة. ونقل الحاج حسن تعازي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكذلك فعل الحجار معزياً باسم رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
بعدها قصد الوفد قصر المهاجرين، في محطة هي الأبرز والأهم بدلالاتها السياسية. بحرارة استقبل الأسد ضيوفه فرداً فرداً. هي أول زيارة رفيعة المستوى منذ القطيعة في أعقاب اندلاع الحرب على سوريا. أجواء اللقاء تفيد بأن الأسد عكس ثقة بالقدرة على تجاوز المحنة التي تتعرّض لها بلاده. قدّر تدابير لبنان وعرض لحجم الكارثة الناجمة عن الزلزال، واستعرض مبادرة معظم الدول العربية لتقديم المساعدات، وحرص على تقديرها مهما كانت قائلاً «خصوصاً أننا نعرف أن الكثير من الدول تتعرّض لضغوط أميركية». وأردف «دول المنطقة تدرك أنه ليس لأميركا حلفاء أو أصدقاء لذلك نقدّر ظروف الجميع».
واستفاض حمية في شرح خطوات لبنان لجهة استقبال المساعدات في مرافقه الجوية والبرية وإعفائها من الرسوم الجمركية ورسوم العبور، وكذلك إعفاء وزارة الخارجية للقادمين إلى سوريا عبر لبنان من تأشيرات الدخول، لسحب ذريعة شركات الطيران والشحن البحري الممتنعة عن القدوم إلى سوريا لأن شركات التأمين ترفض تغطيتها. أما المستجد فكان إرسال لبنان معدات ثقيلة يستخدمها المقاولون في القطاع الخاص ومزوّدة برافعاتٍ ضخمة لرفع الأنقاض. فرد الأسد «مساعداتكم تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري».
ولاحقا أقام وزير الخارجية السوري مأدبة غداء على شرف الوفد اللبناني حضرها عن الجانب السوري وزير الزراعة وعدد من السفراء.
البناء
الكارثة تطلق موجة إنسانيّة تجتاح قانون قيصر وتحاصر إدارة بايدن بتهم جرائم بحق الإنسانيّة
رؤساء الكنائس والمراجع الدينية والقيادات الشعبية والجمعيات الحقوقية يندّدون بحصار سورية
الأسد يستقبل الوفد الحكومي اللبناني… أملاً بأن تكون صفحة جديدة في العلاقات الأخوية
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالمواقف الداعية للتضامن مع سورية بوجه الحصار والعقوبات، وفيما كانت الحملة التي بدأها المؤتمر القومي العربي ومؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي الإسلامي، تستنهض النخب العربية وقوى الرأي العام العربي للتعبير عن التضامن مع سورية، تنمو وتكبر، حوّلت كارثة الزلزال وما حملته من تعبير فاضح عن الازدواجية التي يتعامل بها العالم الغربي مع ضحايا الكارثة في كل من تركيا وسورية، النداءات الداعية لرفع العقوبات وفك الحصار الى نداء إنساني عاجل، فرض حضوره على مواقف حكومات ودول، وعلى المنظمات الأممية، وبالرغم من عدم ظهور تحوّلات بارزة في المواقف الدولية تتجاوز حدود الاستعدادات الكلامية، كانت في المنطقة صورة جديدة تقول إن مفاعيل قانون قيصر عاجزة عن تقييد حركة التضامن مع سورية، وإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تلبس ثوب الإجرام بحق الإنسانية في تمسكها بقوانين العقوبات، أمام مشهد إنساني بالغ التأثير، وغير قابل للتجاهل. وبدت مشاهد الطائرات التي تحمل المساعدات الى سورية كرة ثلج تكبر، لتشمل المزيد من الدول، ومثلها الاتصال بالرئيس السوري بشار الأسد بدا مرشحاً للاتساع ليشمل المزيد والمزيد من الرؤساء وقادة الدول. وصدرت مواقف روحية جمعت رؤساء الكنائس والمراجع الدينية الإسلامية تدعو لفك الحصار ورفع العقوبات، وفتح باب المساعدة والتبرعات لصالح سورية، وخرجت قيادات شعبية عربية وازنة في العديد من الدول العربية تقود حملات التضامن وجمع التبرّعات، ولبنان كخاصرة حرجة في العلاقة مع سورية، تحتزن الكثير من علامات وعناصر التأثير الدولية والعربية، كان بذاته مصدراً لمشهد استثنائي، فحملات التبرع والتطوع تشمل كل المناطق وعابرة للطوائف، والمواقف تتصاعد إيجاباً، والمواقف الحكومية ملاقاة أو تعبير عن هذا المزاج الشعبي الآخذ في الاتساع، وزيارة الوفد الحكومي وقرار بحجم الاستعداد لفتح مطار بيروت والموانئ اللبنانية أمام الطائرات والسفن التي تحمل المساعدات لسورية، رغم العقوبات يختصر هذه الحقيقة.
سياسياً، جاءت زيارة الوفد الحكومي إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ولقاءاته مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد ووزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد، فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الأخوية بين البلدين، مع تعبير الوفد اللبناني عن استعدادات عالية للمشاركة مع سورية في مواجهة الكارثة، وتقدير سوريّ لحجم ما يتضمنه هذا الموقف.
وفيما تتواصل عمليات إغاثة العالقين تحت الإنقاض في سورية وتركيا إثر الزلزال المدمر، فرض الحدث نفسه على العلاقات اللبنانية – السورية وتمكنت الطبيعة بإعادة التواصل بين المسؤولين في الدولتين بعد سنوات من القطيعة، فبرزت زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية بتكليف من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، وضمّ وزراء الأشغال علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد اللبناني في قصر تشرين لمدة 45 دقيقة. وقد نقل الوفد رسالة تعزية واحترام وصداقة باسم رئيس حكومة تصريف الأعمال. وأكد الأسد للوفد على أهمية التعاون بين لبنان وسورية في جميع المجالات انطلاقاً من الإمكانيات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التي تجمعهما.
وشكر الرئيس الأسد خلال لقائه الوفد على الإجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سورية، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
كما استعرض أعضاء الوفد للرئيس الأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سورية من أيّ دولة.
وكان الوفد اللبناني عقد لقاءات مع المسؤولين السوريين تناولت الشؤون الإنسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سورية، ومن ضمنها لقاء عقده مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الإغاثة».
ورأت مصادر سياسية الى أنه وإن كانت زيارة الوفد اللبناني الى سورية ذات طابع إنساني فرضه الزلزال، لكنها تحمل أبعاداً سياسية، وأملت عبر «البناء» أن تشكل الزيارة الإنسانية فرصة ونافذة لإعادة العلاقات الى طبيعتها وتفعيلها على كافة المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية، لا سيما في مسألة أزمة النازحين والتجارة الخارجية.
وإذ لم تدفع الكارثة الطبيعية التاريخية في سورية وتركيا، الدول الكبرى الغربية والعربية الى فك الحصار المفروض على سورية على كافة المستويات لا سيما عبر قانون العقوبات الأميركي قيصر، ولو بفك جزئيّ تحت دواعٍ إنسانية، دعت الهيئة السياسية لـ «التيار الوطني الحر» في بيان، بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، الدول الخارجية الى «رفع الحصار والظلم لأن المسألة لم تعد استهدافاً لنظام، بل أصبحت استنزافاً قاتلاً لشعب، وهو ما ترفضه الشرائع السماوية والوضعية».
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أن الزلزال «كل الشعوب والدول خصوصاً تلك التي تمتلك القدرات وتتغنّى بحماية حقوق الإنسان، وكذلك من المنظمات والمؤسسات الدولية، وقفةً تضامنيّةً جادّة ومسؤولة وتضافر جهود ومساعدات لاستنقاذ ما يمكن استنقاذه من تحت الركام ولبلسمة جراحات المنكوبين وإيواء المشردين فضلاً عن إعادة البناء والتعمير».
ولفتت، إلى أن «سورية تحمّلت معاناة أزمة مريرة على مدى سنواتٍ من الاستهداف للدور والموقع وللخيار الوطني والقومي المناهض للتسلط والاستكبار، وكذلك تركيا التي نسجّل لشعبها وقفاته التضامنيّة والتزامه الدائم بنصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، يستحقان من كل دول العالم العربي والإسلامي والدول المناهضة للعنصرية والاستعمار كل دعم ومساندة».
وواصلت فرق الإغاثة اللبنانية مشاركتها بأعمال الإنقاذ وانتشال الضحايا من الركام في المناطق المنكوبة في سورية وتركيا، وعلمت «البناء» أن فرق حزب الله وحركة أمل تشارك بفعالية في عمليات الانقاذ. بدوره أعلن الجيش اللبناني أن «عناصر المجموعتين التابعتين لفوج الهندسة تواصل أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في الجمهوريتين التركية والعربية السورية، بالتعاون مع عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني».
على صعيد اللبنانيين العالقين في تركيا وسورية، فقد تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على باسل حبقوق من بلدة مغدوشة وسحبه من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا وهو بحالة جيدة، فيما تحاول فرق الإنقاذ انتشال الشاب الياس حداد من تحت الركام، بعدما صدر عنه صوت استغاثة، اضافة الى محمد المحمد.
وأكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص تحت الأنقاض. علماً ان لا إحصاء دقيقاً لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجّل وهو في رحلة سياحة أو عمل».
وتعرّض لبنان وسورية وفلسطين الى سلسلة هزات متلاحقة مساء أمس، ما يحمل مؤشرات خطيرة عن تعرّض المنطقة الى مزيد من الهزات والزلازل لا سيما أن الهزة الأخيرة التي ضربت لبنان أمس قريبة من فالق اليمونة في البقاع.
وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية أنه عند الساعة 20،58 بالتوقيت المحلي (أمس) وقعت هزة بقوة 4،2 درجات على مقياس ريختر على بعد 5 كيلومترات من الهرمل جنوباً، وشعر بها سكان البقاع والشمال والمتن وكسروان وبيروت.
على الخط الرئاسي، سُجلت حركة ناشطة أمس، فقد زار وفد من «اللقاء الديمقراطي»، النائب ميشال معوّض في بعبدا. وأشار النائب وائل أبو فاعور بعد اللقاء إلى أنه «لا تبدو الأمور رئاسيًّا واعدة حتى اللحظة وليس لدينا أي مرشّح آخر ولكنّنا نسعى ونبحث عن حلّ وتسوية وكلّ تأخير يحمّل المواطن المزيد من الأعباء».
وفيما تتجه الأنظار إلى مبادرة ما قد تطرحها بكركي على الصعيد المسيحي، تردد أن أحد المطارنة كلف إجراء اتصالات مع الاقطاب الاربعة المسيحيين سمير جعجع، جبران باسيل، سامي الجميل وسليمان فرنجية لسؤالهم عن مدى قابليتهم لعقد اجتماع رباعي في بكركي، وقد جاءه الجواب سلبياً، ومدى استعدادهم لعقد الاجتماع النيابي المسيحي الموسّع فسمع قبولاً ولكن بشروط.
وزار وفد من حزب الله بطريركية الأرمن الكاثوليك في الاشرفية حيث التقى البطريرك ميناسيان. بعد اللقاء، أشار ابراهيم أمين السيد باسم الوفد، رداً على سؤال عن لقاء باريس الخماسي الى أن «الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو أن يجلسوا ويتحاوروا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
بدوره شدد نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في تصريح على أن «استجداء التدخل الخارجي لا يمكن أن ينتج رئيساً بل يعقِّد الأمور، وأغلب من في الخارج منكفئ عن هذا التدخل، لأنَّ أدوات التدخل بالنسبة إليه قاصرة عن أن تؤدي إلى تحقيق ما يريد».
وأشارت أوساط مطلعة لـ«البناء» إلى أن «الرئيس نبيه بري يقوم بحركة اتصالات ولقاءات ومشاورات لإحداث خرق بالجدار الرئاسي من خلال الاتفاق على مرشح موحد وفي حال تعذر ذلك، فسيعمل على تأمين أغلبية نيابية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن المعضلة وفق المصادر موقف الكتلتين المسيحيتين التيار القوات، إلا إذا استطاع فرنجية جذب بعض أصوات تكتل لبنان القوي الذين هم على خلاف مع باسيل في الملف الرئاسي، ونواب آخرين من تكتل التغيير والمستقلين، أما الحل الثاني فهو أن تثمر المشاورات الخارجية لا سيما الفرنسية – السعودية «قبة باط» سعودية تترجم بحضور كتلة القوات الجلسة وتؤمن النصاب والميثاقية المسيحية وينتخب فرنجية الذي أصبح رصيده حتى الآن أكثر من 65 صوتاً».
إلا أن مصادر التيار الوطني الحر نفت أن يكون هناك انقسام بين التكتل وتوجّه بعضه الى التصويت لفرنجية، مشيرة لـ«البناء» الى أننا «ننتظر آلية الاجتماع الذي ستدعو اليه بكركي لكي نبدي رأينا ونريد له أن يكون منتجاً»، موضحة أن «مسألة الرئاسة تتجاوز المسألة المسيحية، الى أكثرية الـ86 صوتاً وعلى القوى المسيحية والمسلمة التوافق»، ولفت الى أننا نختلف مع حزب الله على المقاربة الرئاسية لكونه يطرح مرشحاً ويريد فرضه علينا، لكن الأمر يتعلق برئاسة الجمهورية اي الموقع الماروني الاول والكتلة المسيحية الأكبر معنية فيه، وبالتالي هي تطرح المرشح وعلى الحزب أن يدعمه وليس العكس».
على صعيد الكهرباء، رأس ميقاتي اجتماعاً للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السراي الحكومي. وقال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع «مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بياناً يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يومياً»، وأعلن فياض عن الشروع بالجباية على اساس التسعيرة الجديدة خلال الأيام العشرة المقبلة، متوقعاً ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ».
ودعا الرئيس بري هيئة مكتب مجلس النواب الى اجتماع، الاثنين المقبل، كمقدمة للدعوة الى جلسة تشريعية الأسبوع المقبل. ورجّحت مصادر «البناء» أن يشارك التيار الوطني الحر بالجلسة التشريعية وأن يصوّت على قانون التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وواصل التيار الوطني الحر هجومه على ميقاتي وقال في بيان: «تحت وطأة الزلزال وسيطرة أخباره، دعا رئيس الحكومة المستقيلة والمصرفة للأعمال إلى جلسة خرق فيها مرة جديدة الدستور والميثاق. وكان واضحاً أن هدف الجلسة هو الإمعان في الاستفزاز، فلا شيء في جدول الأعمال يبرر الجلسة ولا أمور طارئة ليست لها حلول دستورية كانت تستدعيها، لا بل تمّ افتعال بنود لتبرير عقد الجلسة، وهذا أمر مرفوض. ومن المؤسف أن المشاركين في تغطية هذه المجزرة الميثاقية يساهمون في تسبب مزيد من الانقسام والشرخ الوطني، ويمعنون في ضرب الشراكة والميثاقية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو القبول به».
في المقابل لفتت أوساط محسوبة على ميقاتي لـ«البناء» الى أن «جميع الأطراف اقتنعت بتجنيب أمور الناس الحيوية عن التجاذبات السياسية، لكن التيار مصرّ بمسار معارضة عقد الجلسات تحت عناوين دستورية عدة، وتساءلت هل يمكن تجاهل ملفات خطيرة من دون اتخاذ قرار بشأنها كرفع الدعم عن أدوية السرطان وانهيار القطاع التربوي والأمن الغذائي فضلاً عن الحدث الكبير المتمثل بالزلزال الذي ضرب تركيا وألقى بتداعياته الكبيرة والهائلة على سورية ولبنان؟ علماً أن خطر وقوع زلازل وهزات أرضية لم يغادر لبنان والمنطقة وبالتالي على مجلس الوزراء والوزارات والإدارات والقطاعات كافة البقاء على أتم الجهوزية لمواجهة أي حدث».
وأكدت الأوساط أن «ميقاتي سيدعو الى جلسة للحكومة كلما دعت الحاجة وسيضع جدول أعمالها بالتشاور مع الوزراء كافة، وبالتالي ميقاتي لم يخرج عن الاتفاق الذي تم بعقد جلسات للحكومة وفق الضرورة».
إلا أن الأوساط حملت بشدة على حزب القوات اللبنانية بسبب موقفة المتناقض والموجه بحسب مصلحته من انعقاد الحكومة، ووفق الأوساط فإذا كان التيار واضحاً منذ البداية برفض عقد الجلسات، فإن القوات تساوم على اجتماعات الحكومة، ففي حين أعلن رئيس القوات سمير جعجع منذ أسبوع أن اجتماع الحكومة دستوري وقانوني وأن ميقاتي لا يستهدف حقوق المسيحيين، لكنه عاد وأعلن منذ أيام بأن انعقاد الحكومة غير قانوني، ما يفضح موقف القوات بأنها تمارس الابتزاز مع ميقاتي.
على صعيد آخر، علمت «البناء» أن المدير العام للجمارك بدري ضاهر يحضر كتاباً لإرساله إلى وزارة المالية يشرح بموجبه كل الوقائع والمعطيات وما جرى معه منذ توقيفه حتى إخلاء سبيله ومسار التحقيقات معه قبل وخلال توقيفه من قبل المحقق العدلي الحالي والسابق.
الى ذلك، أعلنت وزارة الزراعة أن نتائج التحاليل المخبرية للشحنة العائدة لشركة «N.R&S Trading CO»، التي يملكها شخص من آل الرفاعي، جاءت مطابقة لما هو مصرح عنه، أي سيلفات الأمونيوم وليس كما أشيع نيترات الأمونيوم.
وأكدت الوزارة حرصها الشديد في تطبيق جميع شروط السلامة العامة وسلامة الغذاء في عمليات إدخال المنتجات الزراعية ومدخلاتها، كما حرصها على الأمن الوطني والأمن الغذائي وذلك بالتنسيق التام مع جميع الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية المختصة.
وأشار المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري بتوقيف رئيس مرفأ بيروت أيمن كركور بعد التحقيق معه من قسم المباحث المركزية على خلفية دخول الباخرة «سكاي لايت» الى مرفأ بيروت ومخالفة إشارة النيابة العامة التمييزية بعدم دخولها الى المرفأ. وقرر القاضي الخوري التوسّع بالتحقيق بالاستماع الى موظفين آخرين في المرفأ.
اللواء
لقاء دمشق أكثر من إغاثة وأقل من تطبيع: نحو إعادة النازحين
غداً 4 ساعات كهرباء وفواتير جديدة.. ونجاحات باهرة لفرق الإغاثة اللبنانية
فتح لقاء الرئيس السوري بشار الاسد مع الوفد الوزاري اللبناني الطريق الى وضع ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم على الطاولة، ما إن تنتهي أو تنجلي معطيات الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب السوري، والشعب التركي وأشخاص من جنسيات متعددة، من بينها لبنانيون قتلوا تحت ركام «الزلزال المروع» الذي ضرب مناطق واسعة متجاورة في تركيا وسوريا.
وحسب مصدر لبناني واسع الاطلاع فان الزيارة بحد ذاتها، وإن أخذت طابعاً اغاثياً اخوياً، الا ان ما دار في اللقاء مع الرئيس الاسد ووزير الخارجية فيصل المقداد يتجاوز الطابع الاغاثي، لكنه لم يفتح الباب امام «تطبيع سياسي» بالكامل.
وبالتوازي، ولكن على مسار مختلف، فتح اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي الطريق أمام استعادة المبادرة، في ما خص وضع المرحلة الاولى من خطة زيادة التغذية موضع التنفيذ، بدءاً من غد الجمعة بمعدل 4 ساعات يومياً، واطلاق العنان على الفور لتنظيم الجباية على أساس التسعيرة الجديدة، خلال 10 ايام، على ان يشعر الناس بالفرق في التغذية، قبل ذلك، وفقاً لتصريح وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال.
ولم تتأخر مؤسسة كهرباء لبنان باصدار بيان يكرس ما حصل في اجتماع اللجنة الوزارية، معلنة عن رفع الانتاج الحراري الى 450 ميغاواط، بدءا من غد الجمعة، ورفع ساعات التغذية 4 ساعات يومياً، مع بدء شن حملات نزع التعديات بمواكبة عناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، على ان تباشر المؤسسة في طباعة الفواتير وفق التعرفة الجديدة ليصار الى البدء في تحصيل تلك الاصدارات نهاية الاسبوع المقبل.
ولاحظت مصادر سياسية أن المسؤولين يلهون اللبنانيين بامور ومشاكل جانبية، بدلا من التركيز وايلاء ملف الانتخابات الرئاسية، اهتماما استثنائيا، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن، والانطلاق بعدها لباقي الخطوات المهمة الاخرى المواكبة، اي تأليف حكومة جديدة والنهوض بالدولة من كل جوانبها.
وقالت المصادر منذ مدة تعقد الاجتماعات الوزارية والتقنية وترصد الاموال بالنقد الأجنبي، لزيادة التغذية بالتيار الكهربائي لكافة المناطق اللبنانية، بساعتين تارة وباربع ساعات او خمس يوميا تارة اخرى، حسب وزير الطاقة وليد فياض، ثم تتناقص الى ساعتين بعد ذلك، وفجأه تتبخر الوعود وتعمم العتمة الشاملة على اللبنانيين، وتخترع الحجج والذرائع التي تعيد التغذية الى حالة الصفر بالتغذية، بدءا من عدم صرف الاموال المخصصة لشراء الفيول، مرورا بعدم حل مشكلة قانون قيصر لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من الاردن ومصر وصولا إلى التعديات الحاصلة على الشبكة وعدم تعاون الاحزاب والمسؤولين لنزع هذه التعديات.
بالامس عادت مؤسسة كهرباء لبنان، لتعلن بدء تنفيذ خطة الكهرباء الجديدة، بزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى اربع ساعات يوميا، وبشرّت اللبنانيين بالبدء الجباية على اساس التسعيرة الجديدة، بينما تجاهلت المؤسسة بأن العديد من المناطق بالعاصمة تحديدا، موضوعة خارج خريطة التغذية بالتيار منذ مدة طويلة، ولا حتى بساعة واحدة أسبوعيا.
لم يقتصر الامر على تخبط الحكومة ووزير الطاقة بمشكلة الكهرباء فقط، قبلها وبالاسبوع المنصرم، اوهمت السلطة اللبنانيين بأن المضاربين على الليرة والصرافيين غير المرخصين، هم أحد اسباب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وتمت ملاحقتهم والقاء القبض على بعضهم من المعروفين بالاستزلام، والتبعية لاحزاب وتنظيمات معروفة ومسؤولين بالسلطة، وكانت النتيجة، استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار.
واشارت المصادر إلى حملة الترويج الوزارية لتسعير السلع بالدولار، ومحاسن فوائدها المزعومة، علها توفر على المواطن، جشع التجار وتلاعبهم بتسعير السلع على هواهم لتحقيق ارباح خيالية. ولكن ألغيت الحملة وتم صرف النظر عنها، وكأن شيئا لم يكن.
وبالطبع، ما زالت مشكلة احتكار الطوابع سارية، ومافيات المحتكرين معروفين من قبل وزارة المال والاجهزة الامنية، ويعملون بغطاءات على عينك يا تاجر، ولا من يحاسب او يحسبون.
وتضيف المصادر، هناك تعطيل العام الدراسي باضراب الاساتذة، واحتمال خسارة التلاميذ عامهم الدراسي، جراء الفشل الحكومي بمعالجة اوضاعهم، بينما يعطل اضراب المصارف مصالح اللبنانيين وجانبا من الدورة الاقتصادية، والسبب تلكؤ الحكومة والمجلس النيابي باقرار خطة الاصلاحات المطلوبة بالمصارف واقرار قانون الكابيتال كونترول وغيره من التشريعات المتعلقة بحل الازمة الضاغطة.
والخلاصة باجراءات الحكومة الترقيعية، زيادة صاروخية بالرسوم والضرائب على اختلافها، تحليق مستمر لاسعار الطاقة بكل انواعها، وتكلفة باهظة للكهرباء، دون مقابل مواز لساعات التغذية الموعودة مع وقف التنفيذ، استمرار تحليق سعر صرف الدولار، من دون ضوابط أو إجراءات رادعة.
وعلى الجملة، فالعالم ما زال منشغلا بمتابعة نتائج الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا واودى بحياة نحو 12 الف مواطن حتى الان عدا الضحايا بالالاف تحت الانقاض، فيما انصبت المساعدات الدولية ومنها العربية على تركيا، مقابل مساعدات عربية وروسية ومن بعض الدول لسوريا بسبب الحصار المفروض على سوريا نتيجة قانون «قيصر»، وقد كان البارز امس انتشال عدد من اللبنانيين أحياء من تحت الانقاض، بينما يستمر البحث عن آخرين، وزيارة الوفد الوزاري اللبناني الى دمشق حيث التقاه الرئيس الدكتور بشار الاسد ووزير الخارجية فيصل المقداد.
اما نيابياً، فدعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب مجلس النواب الى إجتماع، وذلك في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الإثنين المقبل، للبحث في جدول اعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها بري هذا الشهر. وحسب معلومات «اللواء»، فإن جدول اعمال الاجتماع لم يوزع على الاعضاء بعد، ورجحت مصادر نيابية ان يتم انجازه يوم الجمعة ليتم توزيعه وبحثه.
واوضحت المصادر ان هناك العديد من اقتراحات ومشاريع القوانين الجاهزة، ومنها مشروع قانون الحكومة للكابيتال كونترول، واقتراح كتلة اللقاء الديموقراطي التمديد لكل الضباط العامين في كل المؤسسات العسكرية والامنية ومنها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. لكنها اشارت الى ان هذا الاقتراح قابل للنقاش وفقاً لمواقف الكتل النيابية الاخرى.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه باستثناء لقاء كتلة اللقاء الديمقراطي مع رئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض، لم تسجل أي حركة على الجبهة الرئاسية، وقالت المصادر أن اللقاءات الخارجية التي تعقد لم تدخل في التفاصيل الرئاسية، ومن هنا فإن التركيز ينصب على المعطيات الداخلية.
وفهم من المصادر أن اللقاء الديمقراطي وعلى الرغم من تأكيده على أفضل العلاقة مع معوض إلا أنه مهَّد لإنسحاب تكتيكي من دعم رئيس حركة الإستقلال في السياق الرئاسي.
وقالت أن هناك لقاءات أخرى يستكملها الحزب الإشتراكي وإن مواقف باقي الكتل النيابية قد تخضع لتبديل معين لناحية طرح أسماء مرشحة أو حسم قرارها في عناية التأييد وأخرى قد تواصل عملية الأنتظار .
ورأت المصادر ان الحركة في الإجمال لا تزال ِخجولة وليس في المدى المنظور إلا بعض المبادرات التي لم تشق طريقها بعد وابرزها مبادرة بكركي.
وقال عضو الوفد الذي ترأسه النائب تيمور جنبلاط: الزيارة للتشاور، وغير صحيح أن اللقاء الديمقراطي يُدير ظهره لميشال معوض، ونحن منفتحون على الخيارات التي مازالت غير متوافرة. وهناك قناعات مشتركة كالسيادة والاصلاح والوحدة الوطنية جمعتنا مع معوض منذ اليوم الاول من الاستحقاق الرئاسي، ولكن من الاساس اتفقنا على أن المسألة ليست شخصية ونؤكد على أننا في موقع النقاش المشترك.
تابع أبو فاعور: لم نرشّح معوّض كشخص إنّما كمبادئ ونموذج وأردنا أن نحشد المزيد من الأصوات، وعملنا على إقناع البعض بهذا الترشيح ونحن نبحث عمّا يمكن أن يقود الأمور قدماً.
وقال: لكن لا تبدو الأمور رئاسيّاً واعدة حتى اللحظة، وليس لدينا أي مرشّح آخر غير معوض، ولكنّنا نسعى ونبحث عن حلّ وتسوية وكلّ تأخير يحمّل المواطن المزيد من الأعباء.
اما معوّض فقال: اللقاء مع كتلة اللقاء الديمقراطي كان مهماً لوضع خارطة طريق للبننة الاستحقاق الرئاسي. والأساس هو المشروع وليس الشخص، وأنا مستعدّ لخوض معركة أي شخص يريح اللبنانيين ضمن المشروع الذي لا يمكن أن نساوم عليه.
تداعيات الزلزال
استمرت المحاولات لمعرفة مصير اللبنانيين المفقودين جراء زلزال تركيا، وافيد امس انه تم أنقاذ الشاب باسل حبقوق ابن مغدوشة من تحت أنقاض فندق في أنطاكيا – تركيا وهو بخير.كما تم انتشال الشابة فاطمة زكريا من تحت الانقاض في تركيا وهي على قيد الحياة وبصحة جيدة.
وأفادت معلومات، بأنّ فرق الإنقاذ في تركيا تحاول إنتشال الشاب اللبناني الياس حداد من تحت الركام بعدما صدر عنه صوت إستغاثة، كما محاولة انقاذ محمد المحمد.
وتعمل السفارة اللبنانية في تركيا مع السلطات التركية والجهات المعنية للكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين، وأكد السفير اللبناني في تركيا غسان المعلّم أننا «تبلغنا بوجود حوالى 10 إلى 15 لبنانياً معظمهم في حالة جيدة، ونجحنا في التواصل معهم، في حين أن هناك حوالى 4 إلى 5 أشخاص موجودون تحت الأنقاض» .
وقال: مع ذلك، لا يوجد إحصاء دقيق لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا، لأن بعضهم غير مسجلّ وهو في رحلة سياحة أو عمل.
ويصف المعلّم الوضع بالـ«صعب جداً»، والمشاهد «أقسى بكثير مما نراه على شاشات التلفزة، بعض الطرقات مقطوعة ولا يمكن الدخول إليها نتيجة الدمار الهائل، وتعمل طواقم الإنقاذ التركية على تلبية النداءات، وننتظر جواباً عن مصير اللبنانيين المفقودين».
وحول عمل فرق الاغاثة والانقاذ اللبنانية في سوريا تركيا، أعلن الجيش اللبناني ان عناصر المجموعتين التابعتين لفوج الهندسة بدأوا أعمال البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة في الجمهورية التركية والجمهورية العربية السورية بالتعاون مع عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني.
وكان عناصر المجموعة الأولى قد وصلوا إلى مدينة أضنة التركية وانتقلوا إلى مدينة البستان برًّا، فيما وصل عناصر المجموعة الثانية إلى مدينة جبلة السورية ليلًا عن طريق البر كذلك.
وأفادت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت ان «عمليات البحث عن ناجين وعمليات الانقاذ التي يقوم بها فريق الانقاذ والاسعاف الموفد الى تركيا وسوريا والمؤلف من فوج اطفاء مدينة بيروت والدفاع المدني وفرق الهندسة في الجيش اللبناني وعناصر من الصليب الأحمر اللبناني، لا تزال مستمرة وعلى وتيرة عالية لمحاولة انقاذ العالقين والمصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام المباني المدمرة جراء الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا .
وقالت في بيان: نجحت الجهود المبذولة من قبل رجال فوج الاطفاء والصليب الأحمر والجيش اللبناني في إنقاذ إمرأة تركية حامل وطفلتها وانتشالهما أحياء من تحت انقاض أحد المباني المدمرة بالكامل واسعافهما الى احد المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج اللازم، كما نجحوا أيضاً في انقاذ إحدى العائلات وعدد من الأطفال الذين كانوا عالقين داخل احد الأبنية التي انهار جزء منها في احدى الولايات التركية.
وغرد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين الموجود مع البعثة اللبنانية في تركيا، عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: اول مهمة لفريق بحث وانقاذ من البعثة اللبنانية الى تركيا بدأت أمس، لانقاذ طفل عالق تحت الانقاض في مدينة البستان في محافظة قهرمان مرعش. تحية ليوسف وجيلبير وافيديس ورفاقهم في مهمتهم الإنسانية.
وكشف الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أنّ فريق الانقاذ اللبناني الذي يعمل في كهرمان في تركيا، يعمل في ظروف مناخية صعبة لا سيما وأن الحرارة متدنية جداً، مشيرا الى أنّه تمّ تشييد غرفة عمليات مشتركة حيث تجري عمليات الاغاثة والبحث والاسعاف والنقل.
أما في سوريا، فأوضح كتانة أن الصليب الأحمر اللبناني يعمل في منطقة جبلة في حي الرملية والبياضة في محافظة اللاذقية مشاركاً بالبحث والانقاذ وسط تجاوب كلي من المجتمع السوري والاجهزة المتواجدة على الأرض.
وعن مصير اللبنانيين في المناطق المتضررة، كشف كتانة عن افتتاح خط ساخن للم شمل العائلات اللبنانية في تركيا سيتم الاعلان عنه سريعاً وسيجري التواصل مع الهلال الأحمر التركي بهذه المسألة من أجل تسهيل هذه المهمة.
وأكد كتانة أن عمل البعثة في سوريا وتركيا سيستمر بين خمسة الى ستة ايام، مشيرا الى أنّ كلّ تأخير في عمليات الانقاذ تقلل من فرص ايجاد الناجين.
وشعر سكان البقاع والشمال بهزة ارضية قال مرصد بحنس ان قوتها 4.2 على مقياس ريختر ومركزها جنوب الهرمل.
وفي طرابلس، اخلى السكان المنازل القديمة خشية حدوث سقوط لها، والتسبب بخسائر وضحايا.
الاسد والمقداد التقيا الوفد الوزاري
وفي سوريا، التقى الرئيس السوري بشار الاسد الوفد الوزاري اللبناني الذي ترأسه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب وضم وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، وكبار المستشارين والمسؤولين في الوزارات الاربع، لمدة 45 دقيقة، حيث قدم الوفد تعازيه بضحايا الزلزال واكد تضامن لبنان حكومة وشعبا مع سوريا في محنتها ووقوفه الى جانبها. وجرى بحث في ما يمكن ان يقدمه لبنان من دعم لتخفيف اثار ونتائج الكارثة.
ووفق بيان سوري رسمي فإن الوفد نقل للرئيس الأسد «تعازي وتضامن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وجميع أعضاء الحكومة مع سوريا، إثر الزلزال الذي تعرضت له، مؤكّدين أنّ هذه الزيارة تأتي لتقديم واجب العزاء وواجب المساعدة، لأنّ اللبنانيين يعتبرون أنفسهم شركاء بالحزن لما حصل وعليهم الوقوف مع الشعب السوري في هذه المحنة».
واستعرض أعضاء الوفد للرئيس الأسد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها حكومة تصريف الأعمال من أجل تقديم المساعدة والتنسيق مع المؤسسات السورية التي تعمل على الأرض للإنقاذ والإغاثة، وأشاروا إلى استعداد لبنان لفتح المطارات والموانئ لاستقبال المساعدات التي ترد إلى سوريا من أيّ دولة أو جهة.
ويترأس الوفد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، ويضمّ وزير الاشغال علي حمية ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتورحجار ووزير الزراعة عباس الحاج حسن ومستشارين ومسؤولين في الوزارات الأربع.
وشكر الرئيس الأسد الوفد على الإجراءات العملية التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل تقديم وتسهيل وصول المساعدات إلى سوريا، والتي تحقق آثاراً فعلية على الأرض وتترك أثراً معنوياً لدى الشعب السوري.
وأكّد الرئيس الأسد على أهمية التعاون بين لبنان وسوريا في جميع المجالات انطلاقاً من الإمكانات التي يمتلكها البلدان والمصالح المشتركة التي تجمعهما.
وتوجّه صباح امس الوفد الوزاري إلى دمشق، مكلّفاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي تضرّرت بسببه مناطق عدة في سوريا.
وإلتقى أعضاء الوفد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد معلنين «تضامنهم مع الشعب السوري في هذه المحنة بالإمكانات المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة، كما قدّموا التعازي متمنين «الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للجرحى».
الكهرباء: جباية و4 ساعات
ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بتقييم خطة الكهرباء الوطنية . وقال وزير الطاقة وليد فياض بعد الاجتماع: اتخذت في الاجتماع قرارات بناءة ومفيدة لجهة تنفيذ خطة الطوارئ. وأهم قرار هو أن مؤسسة كهرباء لبنان أصبحت جاهزة لزيادة التغذية وستصدر بيانا يوم الجمعة المقبل تعلن فيه بأن التغذية ستصبح بحجم 500 ميغاوات اي ما يعادل نحو 4 ساعات تغذية يوميا. أضاف: وما مكن مؤسسة كهرباء لبنان من اتخاذ هذا القرار هو التزام الوزارات المعنية خصوصا وزارتي الداخلية والدفاع بالمؤازرة الأمنية التي تحتاجها فرق كهرباء لبنان ومشغلي خدمات التوزيع لنزع التعديات عبر تسمية ضباط ارتباط من وزارتي الدفاع والداخلية ومن قوى الأمن الداخلي ومن الجيش، وكان هناك أيضا التزام من وزير العدل بأن النيابات العامة تبلغت هذا الأمر وتبلغت ضرورة قيام الدعم القانوني لحملات نزع التعديات. واعلن فياض عن الشروع بالجباية على اساس التسعيرة الجديدة خلال الايام العشرة المقبلة، متوقعا ان يشعر الناس بالفرق في التغذية قبل هذا التاريخ. وقال:«تمت الموافقة أيضا على الايعاز لمصرف لبنان بتعجيل فتح الاعتمادات اللازمة لإدخال بواخر الفيول «الف وباء» التي لم تدخل بعد والتي يترتب عليها غرامات، وسيتم التفاوض لخفض الغرامات.
وصدر عن الاجتماع القرارات الاتية:
أولاً: التأكيد على الجهات الأمنية تأمين المؤازرة والحماية المطلوبة في ما يتعلق بالجباية ونزع التعديات على خطوط النقل وعلى أن يتم التواصل بهذا الخصوص مع مدير العمليات في الجيش ورئيس شعبة الخدمة والعمليات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
ad
ثانياً: إصدار تعميم عن رئيس مجلس الوزراء يطلب فيه من الإدارات كافة التعاون مع مؤسسة كهرباء لبنان وسداد المستحقات المتوجبة لها.
ثالثاً: أخذ العلم بالطلب الذي وُجّه من قبل السيد وزير العدل إلى النيابة العامة التمييزية والذي طلب بموجبه إعطاء التوجيهات لمن يلزم لجهة التشدد وأولوية البت في المحاضر المتعلقة بالتعديات على شبكات الكهرباء.
رابعاً: البدء بجباية الفواتير من قبل مؤسسة كهرباء لبنان خلال مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخه.
خامساً: الإيعاز لمصرف لبنان لفتح الإعتمادات اللازمة من أجل تفريغ البواخر المحملة بالفيول A,B والسماح لمؤسسة كهرباء لبنان بإستعمالها.
سادساً: السماح بإجراء مناقصة جديدة لشراء 66 ألف طن من الغاز أويل على أن يتم إطلاع اللجنة على نتيجة هذه المناقصة ومراحل تنفيذ الخطة خلال فترة التجميد وعدم البت بها قبل صدور قرار واضح بهذا الخصوص عن اللجنة.
ولاحقاً، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها ستقوم ضمن المرحلة الثانية من خطتها، برفع إنتاجها الحراري صباح الجمعة 10 الجاري تدريجياً إلى حوالي 450 ميغاواط، ما سيرفع التغذية بالتيار الكهربائي لحدود 4 ساعات يومياً بالتوازي مع البدء بشن حملات نزع تعديات على 216 مخرجاً.
وافادت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان، بأنها ستباشر في طباعة الفواتير وفق التعرفة الجديدة، ليصار إلى البدء في تحصيل تلك الإصدارات المعنية نهاية الأسبوع المقبل.
معالجات معيشية
وكان رئيس الحكومة قد إجتمع صباح أمس مع رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الذي أعلن بعد اللقاء:» بحثنا مسألة الإنتاجية التي طرحت ورفع بدل النقل في القطاع العام على أن تشمل الإنتاجية كل مسميات القطاع العام، أي المؤسسات العامة، المصالح المستقلة، البلديات واتحادات البلديات، المستشفيات الحكومية، الضمان الإجتماعي وتلفزيون لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تعويض النقل. وطرحنا التعجيل في إعطاء هذه الإنتاجية ومبدأ ان يدمج الراتبان في مقابل أساس الراتب في القطاع العام الى صلب الراتب حتى يتقاضى الموظف لدى ترك عمله تعويضا لائقا، فالموظف لا يزال يتقاضى تعويضه على سعر ١٥٠٠ ليرة لبنانية.
وردا على سؤال عن تنفيذ هذه المطالب قال: بالنسبة الى القطاع العام الأمور تتجه إلى المعالجة بشكل سريع أما بالنسبة إلى دمج الراتبين في صلب الراتب فيتطلب الأمر استشارة وزير المالية، وأنا طرحت بالأمس هذا الأمر معه والموضوع هو قيد الدرس، وهو مهم لأنه ينعكس إيجابا على تعويضات من سيتقاعدون من القطاع العام. وطلبنا أيضا بأن يشمل بدل النقل العسكريين في كل القطاعات، فالعسكري يتقاضى اليوم بدل نقل نحو 1800000 ليرة لبنانية وفي الصيغ المطروحة يجب أن يتقاضى 3.500.000 ليرة لبنانية شهريا.
كورونا: 125
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل « 125 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1229771، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة «.
كذلك نشرت الوزارة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات23.
COMMENTS