افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 20 أيار ، 2024

«القوات» تعرض والراعي يرفض: 64 نائباً مسيحياً ينتخبون الرئيس في بكركي
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 24 كانون الأول، 2020
حركة حماس : “كلام البطريرك الراعي يحمل نفساً تحريضيا ولا يخدم الاستقرار”

البناء
حادث مقلق لطائرة الرئيس الإيراني وجهود مكثفة لكشف مصيره والوفد المرافق
الخامنئي للإيرانيين: عليكم بالدعاء ولا داعي للقلق ولن يكون هناك خلل في البلاد
غانتس يواكب الفشل العسكري وانقلاب الرأي العام في الكيان ويمنح نتنياهو مهلة
حبست شعوب كثيرة مؤيدة للمقاومة وفلسطين على مستوى المنطقة، أنفاسَها ليل أمس، وقد نامت ليلتها وهي قلقة على سلامة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ووفد مرافق، بعد تعرُّض الطائرة التي كانت تقلّهم لحادثة هبوط مقلق، وانقطاع الاتصال بهم، في ظروف جوية شديدة الصعوبة وفي منطقة شديدة الوعورة. والحادثة التي وقعت على حدود أذربيجان، وبعد مشاركة الرئيس رئيسي في احتفال افتتاح أحد السدود المشتركة مع الرئيس الأذربيجاني، فتحت الباب للتكهنات حول عمل مدبّر في ظل حجم حضور الموساد في أذربيجان، وخصوصاً على حدود إيران. وبينما دعت مصادر إيرانية تتابع البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق إلى تجنب الخوض في تحليلات من نسج الخيال إلى إعطاء الأولوية لكشف مصير الرئيس الإيراني ومَن معه أولاً ثم ترك المجال للتحقيقات الإيرانية لكشف حقيقة ما جرى، وإيران لن تخفي أي نتيجة تظهر عملاً مدبراً، لكن الترجيحات لا تزال لكون ما جرى حادثة تتصل بسوء الأحوال الجوية.
الإمام علي الخامنئي خاطب الإيرانيين داعياً إلى الدعاء لعودة الرئيس رئيسي إلى حضن أمته، مطمئناً بأنه مهما كانت الأوضاع فلا مبرّر لقلق على إيران، مؤكداً أنه لن يكون هناك خلل في تسيير أوضاع البلاد.
في المنطقة كان الحدث داخل كيان الاحتلال، حيث خرج عضو مجلس الحرب بيني غانتس، ببيان يعتبر التوصل الى اتفاق ينهي قضية الأسرى أولوية، داعياً رئيس الحكومة في الكيان بنيامين نتنياهو الى التحرر من اليمين المتطرف وتغيير الاتجاه. ورغم تأييد غانتس لسياسات نتنياهو في القضاء على حماس، إلا أنه واكب الفشل العسكري الذي تظهره جبهات القتال في غزة وجنوب لبنان من جهة، واتجاهات الرأي العام التي أظهرتها استطلاعات الرأي، وقد صار مؤيّدو الحرب أقلية تعادل المصوّتين لبقاء نتنياهو في رئاسة الحكومة بنسبة 38%، بينما أيّد صفقة الأسرى أولاً 54% وهي النسبة ذاتها التي كان يحوزها بني غانتس لتشكيل حكومة، قبل أن تنخفض نسبة مؤيديه بسبب بقائه في حكومة نتنياهو الى 42%.
لن يطرأ أيّ مستجد على الملف الرئاسي، فرغم اجتماع سفراء اللجنة الخماسية في مقر السفارة الأميركية في عوكر، تؤكد مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن لا تطور ملموساً في شأن الاتصالات السياسية الراهنة. واستبعدت المصادر زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت في وقت قريب بعدما تبلغ الأخير من مسؤولين لبنانيين ومن السفير الفرنسي أن أي تطور لم يحصل على خط حل الأزمة الرئاسية. وبحسب المصادر فإن سفراء الخماسية يبدون اقتناعاً أن فصل الملف اللبناني عن تطور الأحداث في غزة أمر صعب، وأن الضغوط التي كان يفترض أن تحصل من الخارج على لبنان لم يحن وقتها بعد عند الدول المؤثرة ولذلك لا صحة لما يحكى عن اتفاق سفراء الخماسية على فرض عقوبات على المعطلين والمعرقلين للملف الرئاسي.
ورأت مصادر في عين التينة لـ”البناء” أن بيان الخماسية في ما خصّ التشاور يتماهى مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار، بخاصة أن بري دعا في أيلول العام 2023 إلى حوار في مجلس النواب لـ«مدّة حدّها الأقصى سبعة أيام، وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، لكن بعض القوى السياسية رفضت ذلك ولا تزال”. ورأت المصادر أن الرئيس بري يعتبر أن عقد جلسات انتخابية متتالية أمر ضروري على أن تتضمن كل جلسة 4 أو 5 دورات، وفي حال تعذّر انتخاب الرئيس تتم الدعوة لجلسة بعد انقضاء 24 ساعة، إلى أن يتمكن النواب من انتخاب الرئيس. وفي سياق متصل أكدت مصادر اللجنة الخماسية لـ”البناء” أن السفراء سيزورون الرئيس بري خلال أيام من أجل العمل على إيجاد مخرج للعقد التي تعطل عملية الانتخابات، مع إشارة المصادر إلى أن زيارة السفراء عين التينة، سوف تنتظر انتهاء السفراء من جولتهم على الأطراف السياسية للوقوف على رأيها في ما خصّ أهمية المشاورات التي وردت في بيان الخماسية.
وأمس توجّه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه النائبان تيمور جنبلاط وهادي ابو الحسن إلى الدوحة لإجراء محادثات مع المسؤولين القطريين حول التطورات في غزة والجنوب اللبناني إلى جانب الملف الرئاسي.
ورأى البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي التقى حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، في عظة الأحد أن من الضرورة بمكان وجود رئيس للجمهوريّة يستطيع دون سواه الجلوس إلى مائدة التفاوضات. فلا يوجد بالنسبة إلينا أي سبب مبرِّر لعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة لكي تنتظم المؤسّسات الدستوريّة وتتمّ المحافظة على الدستور والكفّ عن مخالفته يوميًّا.
وفي شأن الوضع في جنوب لبنان، أفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأنه “إذا لم يستجب “حزب الله” لمطالبنا فعلينا شن حرب في العمق اللبناني”. وأشار سموتريتش إلى أننا “في طريقنا إلى الحرب مع “الحزب” فهي أمر لا مفر منه.
وأطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي قذائف فوسفورية على بلدة ميس الجبل قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي، مما سبب باندلاع حريق بالمكان، امتد وتوسع بسرعة بسبب الرياح. وقصفت المدفعية الاسرائيلية محيط بلدتي علما الشعب والناقورة بقذائف متتالية، وأفيد عن اطلاق قذائف على أطراف بلدة حولا، مما تسبب باندلاع حريق بالمكان. واستهدفت المدفعية الإسرائيلية سهل مرجعيون بالقذائف.
في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن “المقاومة مطمئنة للمرحلة التي وصلنا إليها”، وشدد على أن “المقاومة تصعّد من عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي بمقدار، من أجل أن تحفظ معادلة الردع، حتى لا يتوهّم الجيش الاسرائيلي ولو لبُرهة أنه أصبح قادراً ومهيّئاً من أجل الانقضاض على لبنان وتحقيق أوهامه فيه. وبالتالي، نحن سنخرج منتصرين حين نحبط أهداف الجيش الاسرائيلي”.
وأعلن حزب الله أنه رداً على ‏عملية الاغتيال التي حصلت في مجدل عنجر شنَّت المقاومة الإسلامية بعد ظهر يوم الأحد هجوماً بمسيرة انقضاضية على مقر قيادة سرية إستطلاع من ‏كتيبة 6551 تابعة للواء 551 مظليين احتياط (قوة نخبة) في مستعمرة المطلة. وأعلن حزب الله، الأحد، عن استهداف موقع الراهب العسكري الإسرائيلي بقذائف مدفعية، وذلك مع تواصل القصف المتبادل مع الجيش الإسرائيلي على طوال الحدود مع الحزب. وأيضاً، استهداف تجهيزات التجسس المستحدثة للجيش الإسرائيلي في ثكنة “برانيت”، مما أدى لتدميرها. كما قصف مقر قيادة كتيبة “ليمان” بقذائف المدفعية وحقق بها إصابة مباشرة، وموقع جل العلام، وتجمعاً لجنود العدو في ثكنة زبدين، وموقع الرمثا ورامية.
إلى ذلك، يستقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب اليوم، في مكتبه في الوزارة نائب رئيس الحكومة الإيرلندية ووزير الخارجية والدفاع في إيرلندا مايكل مارتن على رأس وفد.

 

اللواء
«المسيَّرات المقاتلة» تدخل حرب الجنوب.. وجغرافيا النار تتوسَّع
أسبوع الخماسيَّة بين عين التينة وكتلة الإعتدال.. وإطلاق نار ليلاً على بيت الكتائب
في واجهة الأسبوع الحالي، تحرَّك اللجنة الخماسية على مستوى سفراء الدول المؤتلفة من أجل السعي الى إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، في مهلة حثّ قبل نهاية هذا الشهر، ومهلة متوقعة لا تتجاوز حزيران المقبل، وتحديداً بعد عيد الأضحى المبارك.
وفي الوقت الذي يلتقي فيه الرئيس نبيه بري اليوم أو غداً السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو في اطار متابعة بيان اللجنة الخماسية الذي صدر منتصف الاسبوع الماضي، نقل عن عضو كتلة الاعتدال النيابي وليد البعريني ان ثمة «فجوة رئاسية» ناجمة عن التباعد في مواقف الكتل ينبغي معالجتها، قبل الدعوة لأية جلسة تشاور أو جلسة انتخاب..
بالتزامن تدخل جبهة الجنوب مدار الأيام العشرة الأخيرة من شهر أيار، وسط تحولات في مجرى المواجهة المتصاعدة، مع تزايد القلق في الجبهة المعادية من حرب المسيَّرات، التي تزيد القلق، عبر صفارات الإنذار في معظم مستوطنات الشمال والحدود مع لبنان خشية دخول مسيَّرات انقضاضية مجهزة بصواريخ مقاتلة..
وكشفت مصادر نيابية عن تحركات جديدة، على غرار ما حصل من تحضيرات في ما خصَّ جلسة النزوح السوري، ومنها اجراء اتصالات مع سفراء الخماسية، لا سيما السفيرين السعودي وليد بخاري والمصري علاء موسى.
وتحدثت المعلومات عن ان سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان ليزا جونسون قد تتوجه في الايام القليلة المقبلة الى بلادها لاجراء محادثات تتعلق بالاستحقاقات اللبنانية..
وفي جانب محلي، انشغلت القيادات اللبنانية، لا سيما قيادات «الثنائي الشيعي» بمتابعة مجريات ومعلومات الحادث الذي تعرضت له مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته امير حسين عبد اللهيان..
واعربت مصادر سياسية مطلعة عن اعتقادها ان حادثة وقوع طائرة الرئيس الايراني دخلت على خط المتابعة المحلية، وقد تطغى على هذا المشهد لبعض الوقت.
يشار الى أن عبد اللهيان كان بصدد القيام بزيارة الى لبنان الخميس المقبل.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن المشهد المحلي في البلاد لا يزال تحت وقوع توصية النزوح السوري والإجراءات الأمنية لوزارة الداخلية، أما أي اجتماع للحكومة فيتوقع أن يتم في فترة قريبة ، فيما لم يتبلور أي معطى واضح في الملف الرئاسي وكل ما قيل عنه لناحية إجراء الانتخابات في نهاية الشهر الحالي أو بداية تموز المقبل ليس واقعيا، لاسيما أن لا اتفاق حول خارطة الطريق المقبلة ولا آلية التشاور أو الحوار.
في المواقف، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له في عيد «العنصرة»: لا يوجد بالنسبة إلينا أي سبب لعدم انتخاب رئيس للجمهورية كي تنتظم المؤسسات الدستورية وتتم المحافظة على الدستور والكف عن مخالفته، ففي غيابه لا دستور، ولا قانون، سوى النافذين بكل أسف.
نار على بيت الكتائب
وفي تطور امني، يتعين الوقوف عنده، اقدم مجهولون على اطلاق النار ليل امس على بيت الكتائب المركزي في الصيفي.
وذكر ان المسلحين كانوا داخل سيارة رباعية الدفع.
اعتصام بروكسيل
ومع انعقاد مؤتمر بروكسيل الاثنين المقبل (27 ايار) المخصص للبحث حول مستقبل سوريا، ينظم حزب «القوات اللبنانية» اعتصاماً امام قصر العدل في بروكسيل حيث يعقد المؤتمر، ويهدف الاعتصام الى لفت الانظار الى «مخاطر النزوح السوري في لبنان» ودعوة الاتحاد الاوروبي للبحث عن اماكن آمنة في سوريا لاعادة النازحين.
الميدان
ميدانياً، أعلن الاعلام الحربي في حزب الله عند الخامسة والنصف من بعد ظهر امس عن استهداف مستعمرة المطلة بصاروخ موجَّه استهدف ثلاثة جنود، قبل تمركزهم مقابل مطار الخيام.
كما استهدف حزب الله موقع جلّ العلام بقذائف المدفعية.
وقصفت المقاومة موقع الرمثا بالاسلحة الصاروخية وكذلك موقع راميا.
وشنت اسرائيل سلسلة غارات على القرى الحدودية، وتحركت سيارات الاسعاف الى بلدة مارون الراس بعد استهدافها بالقصف ليلاً.
وفي الوقائع الميدانية، تعرض وادي حامول صباحاً لعدد من القذائف المدفعية. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثانية والثلث من بعد ظهر اليوم، غارة على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل.
وأطلق العدو الاسرائيلي قذائف فوسفورية على بلدة ميس الجبل قرب مستشفى ميس الجبل الحكومي، مما سبب باندلاع حريق بالمكان، امتد وتوسع بسرعة بسبب الرياح، وتقوم فرق الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية (مركز ميس الجبل التطوعي) بجهود مضاعفة وبامكانيات محدودة للسيطرة على الحريق.
وناشد أهالي بلدة ميس الجبل الدفاع المدني وآلياته التدخل والمؤازرة في اطفاء الحرائق مع اقترابها من البيوت والممتلكات في حي الجديدة وقرب مستشفى ميس الجبل الحكومي.
والى ذلك، شن الطيران الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة بيت ليف.
وتزامناً، قصفت المدفعية الاسرائيلية محيط بلدتي علما الشعب والناقورة بقذائف متتالية، وأُفيد عن اطلاق قذائف على أطراف بلدة حولا، مما تسبب باندلاع حريق بالمكان.
ونعت المقاومة الاسلامية الشهيدين علي هادي سلامة (من بلدة المجادل) وحسين يحيى نعمة (من بلدة محرونة).

 

الأخبار
الحرب على الموتوسيكلات: الدولة تقطع شريان حياة الفقراء
عندما تكون وزيراً تطمح بأن يُزجّ اسمك بين المرشحين لدخول نادي رؤساء الحكومات، و«يبيعك» المدير العام لقوى الأمن الداخلي «خطة» للبطش بالناس، تكون النتيجة خضة أمنية لا خطة لحفظ الأمن.الخطّة التي بُدئ تطبيقها قبل أيام تجاوزت دورها كإجراء لتطبيق القوانين، وتداخل فيها الأمني بالاجتماعي بالسياسي، ففشلت بالأبعاد الثلاثة، ولم تحقّق هدفها بتعزيز ثقة المواطن بالدولة، بل عمّقت الشرخ بسلوكٍ متهوّر من أعلى الهرم إلى أسفله، نتيجة العجز عن فهم الفرق بين الحزم والبطش، وعن فهم أن قمع المخالفات بمصادرةِ دراجةٍ أو تحرير ضبطٍ هو أداة ردعٍ، وليس غاية قائمةً بذاتها، وأن النوايا السليمة بتحقيق نتائج إيجابية تستلزم توفير الخدمات والتسهيلات للناس، ثم مطالبتهم بواجباتهم تجاه الدولة، وفرز المخالف من الملتزم.
فوزير الداخلية بسام مولوي الذي ارتضى تعطيل مصلحة تسجيل السيارات لعامٍ ونصف عام، بين إقفال تام وتسيير جزئي للعمل، وما نتج عنه من بطء شديد في تسجيل السيارات ومنح دفاتر السوق ودفاتر المركبات وتنظيم اختبارات سوق، والذي يعلم أن مناقصة تلزيم المعاينة الميكانيكية مجمّدة لأسباب غير واضحة، لا يمكنه الاستفاقة فجأة ليسأل عن القانون. بمعيار القانون نفسه، كان على المولوي قبل طلب تحضير خطة أمنية أن يضمن توفّر طوابع السير بأسعارِها الحقيقية، وأن يحمي مصالح الناس عندما عطّلت «إنكريبت» النافعة لأكثر من شهرين، متسبّبة بتوقّف تسيير المعاملات، فيفرض بقوة القانون فتح أبواب «النافعة»، وتعويض المواطنين بالعمل على إنجاز معاملاتهم أيام السبت والأحد، كما يحصل الآن لفك الحجوزات.
لا يناقش أحد في ضرورة احترام القوانين ومعاقبة المخلّين بها، وبينهم سارقون ونشّالون ومجرمون، ولكنّ بينهم أيضاً جيشاً من العمال وعسكريين وطلاباً وأرباب أسر، مثّلت «الحرب على الدراجات النارية»، بالنسبة إليهم، حرباً على لقمة العيش وعلى وسيلة نقل تجنّبهم فوضى تسعير أجرة «السرفيس» التي تبدأ من 200 ألف ليرة بعد أن هدمت الحكومات المتعاقبة النقل العام المشترك، كما تجنّبهم أجرة الأوتوكار بعد أن تركت الحكومات نفسها الحبل على غاربه لكارتيل المدارس. بهذا المعنى، الحرب على الدراجات النارية هي حرب على سبل عيش الفقراء، بل على سبيل عيشهم شبه الوحيد وعلى شريان حياتهم.
عمّمت أحزاب المنطقة على مناصريها مسبقاً بأنها لن تغطي المخالفين
الطامة الكبرى أنّ قوى الأمن لم تكتف بحجز الدراجات المخالفة المارّة على الحواجز، بل عمدت إلى اقتحام مواقف سيارات المستشفيات ومواقف البلديات والمقاهي وسؤال حراس المباني عن الدراجات. ولم تظهر ولو قليلاً من التسامح كتوجيه تنبيه إلى صاحب الدراجة القانونية بضرورة ارتداء الخوذة مثلاً، بل لجأت إلى احتجاز الدراجات المسجّلة وغير المسجّلة، وصولاً إلى حجز آليات تابعة لبلدية الغبيري. هذه المبالغة التي لا معنى لها، معطوفةً على مشاعر غبن، ولّدت غضباً واحتجاجاً ظهرا في أكثر من مكان على شكل قطعٍ للطرقات من سليم سلام وطريق الجديدة إلى الضاحية الجنوبية. لتبدأ حفلة استغلالٍ سياسية تدعم الحملة وتصنّف المحتجّين في الضاحية حصراً بالخارجين عن الدولة، ووصل الأمر بأحد الفاشيين بصفة محام بوصف الناس بالقوارض التي يجب التمتع بدعسها.
هؤلاء لا يريدون التصديق بأنّ أحزاب المنطقة لم تتدخّل مع القوى الأمنية لوقف أو تخفيف إجراءاتها، لا بل عمّمت على مناصريها بأنها لن تغطي المخالفين، ويصعب عليهم الاقتناع بأن أهل الضاحية الجنوبية على وجه التحديد هم أول المستفيدين من بسط الأمن، وهم من يريدون تعزيز مفرزة سير الضاحية التي لا يتعدى عدد عناصرها العشرين بينهم أربعة درّاجين لمئات آلاف السكان، وهم من يتصلون بالمخافر للإبلاغ عن سارق أو عن شجار مسلّح أو عن مروّج مخدّرات، فيكون الجواب بأن لا آليات في المخفر! المفارقة، أن الصور الواردة من الضاحية عن اليد المالحة للقوى الأمنية التي لم تتورّع عن إطلاق النار، لم يرد مثلها من أي منطقة أخرى، رغم أن الخطة الأمنية يُفترض أنها شاملة، وكأنه يُراد للضاحية، بما تمثّل سياسياً، أن تكون ميدان احتكاكٍ دائمٍ مع الدولة.

Please follow and like us:

COMMENTS