افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 18 أيار ، 2024

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 6 شباط، 2020
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 21 آذار، 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 8 تشرين الأول، 2018

الأخبار
خطة قوى المقاومة في مواجهة معركة رفح: استنزاف دامٍ من غزة إلى لبنان وصولاً إلى اليمن
بعد 32 أسبوعاً من المواجهات العسكرية الدامية، جاء فشل المفاوضات حول غزة، ليشير إلى أن حكومة العدو تصرّفت وفق منطق يقول بأن أي اتفاق يحصل اليوم، سوف لن يحقق أياً من النتائج المركزية للحرب. فلا قدرة على الخلاص من المقاومة، ولا على استعادة الأسرى من دون تحرير المعتقلين في سجونها. ولا مناص من فك الحصار عن القطاع. كما يعتبر العدو الاتفاق الآن، بمثابة انتصار إضافي لخصومه في جبهات أخرى. فهو لن يجبي من لبنان أي ثمن، بل يعلم أن كل المبادرات لن تغير من جوهر الأمور شيئاً، وأن حلفاء العدو، سيذهبون مرغمين نحو تسويات كبرى مع «أنصار الله» في اليمن، لا يقل ثمنها عن وقف الحرب وفك الحصار والتسليم بحضور تيار المقاومة هناك. هذا كله إلى جانب هاجس آخر، كون العدو ينظر إلى حصاد اإران من هذه الجولة، وكيفية تعزيز حضورها ونفوذها على صعيد المنطقة ككل. لا بل إن العدو يرى أن الإقرار بالهزيمة، يعني تبدلات كبيرة ستظهر تباعاً في أكثر من ساحة.بهذا المعنى، يمكن فهم رفض العدو السير بالمقترح الأخير للمفاوضات، وبهذا المعنى، يمكن فهم التغطية الأميركية لهذا القرار، ومواصلة دعم أهداف العدوان في غزة وبقية الجبهات، والمشاركة في توفير الدعم الاستخباراتي واللوجستي إلى جانب الإمداد بالسلاح. فيما لم يقف أحد في إسرائيل مذعوراً عندما أطلق قادة أميركا مواقف بدت بالنسبة إلى البعض انعكاساً لخلافات حقيقية مع العدو.
وعلى طريقة «أعطوني فرصة ثانية»، قرّر العدو مواصلة الحرب وفق المنطق العسكري والسياسي والإجرامي نفسه. فأعاد حشد قواته البرية والهجومية مع نحو ألف دبابة ومركبة وأسراب من الطائرات لأجل القيام بعملية واسعة في منطقة رفح، مستنداً إلى افتراضات بأن المدينة ومحيطها يحتضنان القيادة العسكرية المركزية للمقاومة، وفيهما يُحتجز الأسرى، ومكرراً معزوفة الأنفاق الممتدة نحو سيناء. وهي خلاصة برّر فيها فشل عملياته السابقة في كل مناطق القطاع. لكنّ العدو فوجئ وقبل انطلاق العملية الكبرى، بأن هناك تطورات لا تناسبه قد أطلّت برأسها من شمال غزة، وتحديداً من المناطق الشرقية المقابلة للغلاف، ما أجبره على إعادة توجيه ألوية هجومية مع مئات الدبابات لخوض معارك مجنونة في جباليا وحي الزيتون، دون أن يحقق أي هدف عسكري، بل زاد من خسائره، وأظهر لجيشه وجمهوره وللعالم أن المقاومة لم تُصب بأضرار تحول دون استئناف أو مواصلة القتال في كل منطقة من القطاع.
وإذا كانت الولايات المتحدة وحلفاء العدو من الغربيين والعرب يعتقدون بأن بنيامين نتنياهو يقود هذه الجولة لأجل تعزيز موقفه التفاوضي، فهم يقولون للمقاومة، إن هدف الجولة الجديدة، له حد أقصى موجود فقط في مخيلة العدو، وحد أدنى يخص المفاوضات نفسها. وما فُهم من خلال جولات التواصل التي جرت بعد إعلان العدو رفضه مقترح التفاوض، أنه لم يعد هناك الآن من فرصة لاستئناف المفاوضات قبل أن تنتهي عملية رفح.
يسعى العدو إلى تعزيز موقفه التفاوضي، وتسعى المقاومة إلى جعله يتوسل الاتفاق بأثمان كبرى
بناءً عليه، فإن المقاومة التي تتصرف على أساس أن الحرب طويلة وطويلة جداً، لم تشعر بارتباك إزاء قرار العدو مواصلة القتال، لكنها وإن كانت سعت إلى الاتفاق لمنع المزيد من الجرائم بحق المدنيين، إلا أنها رسمت لنفسها إطاراً جديداً، عنوانه أن العودة إلى أي جولة تفاوض جديدة، ستكون رهن وقائع الميدان. وطالما أن الجميع في محور المقاومة يتصرف بصبر وثبات وعقلانية، فإن المهمة اليوم، تتركز على جعل العدو يعود إلى طاولة المفاوضات متسولاً التسوية ومستعداً لدفع الأثمان الكبرى مما كان يفترض به دفعها سابقاً.
وبناءً عليه، فإن الجولة الجديدة من القتال الجارية الآن، تستند إلى مستوى مختلف تماماً من التنسيق إن على صعيد كتائب المقاومة في القطاع، أو على صعيد جبهات الإسناد خارج فلسطين، وتبرز هنا القيمة الكبيرة والعالية جداً لغرفة العمليات المشتركة التي يتشارك فيها ممثلون عن جميع القوى المعنية بالحرب في غزة، من أجل تنظيم المواجهة الجديدة وعنوانها الوحيد هو: استنزاف قاسٍ ودامٍ لقوات الاحتلال وداعميها.
وأظهرت المعطيات الواردة من القطاع، أن فصائل المقاومة، ولا سيما كتائب القسام وسرايا القدس، قد أعادت تنظيم أمورها في كل محاور القطاع، وفق قاعدة العمل المقاوم المرن، وبعيداً عن كل الأنماط التي كانت قائمة سابقاً على شكل الهرميات والتشكيلات. وقد تثبّت الجميع، من أن وحدة التحكم والسيطرة عاملة بقوة على صعيد تنظيم كل أنواع العمليات. وقد تم إدخال سلاح المدفعية والصواريخ القصيرة المدى وفق قاعدة بيانات حصلت عليها قيادة المقاومة في غزة، وسمحت لها بالوقوف على الكثير من العناصر الأمنية التي تحتاج إليها عن جبهة العدو العسكرية والأمنية وانتشار قواته. وقد نجحت كتائب المقاومة مثلاً، في تعطيل وظيفة القوات التي كانت تتمركز في وادي غزة، ومنعت الاحتلال من تثبيت قواعد عسكرية هدفها الفصل بين الشمال والجنوب، حتى إن الجانب الأميركي اضطر للضغط على قوات الاحتلال، لإعادة نشر قواتها في المنطقة القريبة من رسو الرصيف العائم، من أجل ضمان مشاركة قوة أممية وأجنبية في عملية نقل المساعدات الآتية عبر الممر البحري إلى غزة.
من جهة ثانية، اضطرت قوات الاحتلال، وتحت وطأة القصف المدفعي لإعادة نشر قواتها المؤلّلة في بؤر خاصة على حدود القطاع وليس داخله، واتخذت مساراً عسكرياً غريباً، من حيث الحركة السريعة في التنقل بين الأحياء ومغاردتها فوراً بسبب قناعة القوات على الأرض، بأنها ستكون عرضة لكمائن متنوعة من جانب المقاومة، خصوصا أن أجهزة استخبارات العدو، أدركت بأن حجم الخسائر في صفوف المقاومين الفلسطينيين أقل بكثير مما كانت تعتقد، وبأن خارطة الأنفاق الفعالة لا تزال عاملة بنسبة تصل إلى 85% على الأقل.
وحرب الاستنزاف التي أعلنت عنها كتائب القسام، هي نفسها التي قرّر حزب الله اعتمادها في لبنان، لكن وفق وتيرة من نوع مختلف، بحيث اتُّخذت جميع الإجراءات الكفيلة أولاً، بتنظيم حركة قوات الحزب عند الحافة الأمامية، وتنويع الاختصاصات المشاركة في العملية بعد قرار إدخال أسلحة جديدة، سواء لناحية الصواريخ أو المُسيّرات المسلحة إضافة إلى المُسيّرات الانقضاضية. وما جرى خلال الأسبوعين الماضيين، كان عبارة عن اختبار أولي للخطة الجديدة، سيما أن لدى الحزب قائمة أهداف أساسية وأخرى مُحدثة تشمل عشرات الأهداف الحساسة التقليدية منها أو المرتبطة بالميدان الآن. وقد اعتمدت المقاومة وتيرة من العمل جعلت العدو أكثر حذراً في التعرض للمدنيين، وهي عاقبته أيضاً على تعمّده حرق أحراج في لبنان، كما ثبّتت في عقل المستوطنين، بأن مصير بيوتهم ومزارعهم ومتاجرهم ومصانعهم صار رهن سلوك قيادتهم العسكرية، وصولاً إلى حد رفض من بقي من المستوطنين في منازله، اقتراب جنود العدو من حدود بيته، لأنه يقر بحق المقاومة في قصفه دون سابق إنذار.
وعلى الوتيرة إياها، باشرت قوات «أنصار الله» وضع اللمسات الأخيرة، على خطة تصعيد تشمل قراراً نوعياً باستهداف كل سفينة لها علاقة بكيان الاحتلال. وهي أوضحت لجميع شركات الملاحة العالمية، بأن أي سفينة، بمعزل عن جنسية مالكها أو العلم الذي ترفعه، وبمعزل عن نقطة انطلاقها وما تحمله من بضائع، تبقى آمنة، إلا في حالة أن يكون لرحلتها أي علاقة بالكيان، سواء بالتوجه مباشرة نحو موانئه أو الاحتيال من خلال عمليات يقوم بها القراصنة في العادة. وبحسب ما يخطط له العسكريون في «أنصار الله»، فإن الاستهداف سوف يتخذ مساراً تصاعدياً في كل المديات التي تصل إليها قدرات اليمنيين، وفي كل البحار والمحيطات، وإن المرحلة السابقة، دلّت لقوى التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، على أن كل ما قام به، لم يعطل أي عملية تقرّرت، وأن فرصة إصابة المدمّرات الأميركية نفسها باتت أكبر من السابق، وهو ما دفع قيادة البحرية الأميركية إلى إجراءات غير مسبوقة في تاريخ عملها.

 

اللواء
معركة «ليّ الأذرع» تحتدم جنوباً.. استباحة البقاع ودعوات لضرب الضاحية
بري لجلسات متتالية.. وقبرص تحذر من انهيار لبنان.. والمفوضية تعترض على الإجراءات الأمنية
احتدم الموقف الميداني بين اسرائيل وحزب الله، بدءاً، من بعد ظهر امس، بعد غارات معادية استهدفت مدنيين، فرفع الحزب من وتيرة ردّه، عبر عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى والجولان.
وليلاً، كثف الاحتلال الاسرائيلي غاراته، فلاحق سيارة في مجدل عنجر، كما شن غارات على اطراف عيناتا وكونين وعديسة، كما استهدفت حولا، الامر الذي أدى الى سقوط شهداء وجرحى.
وقالت مصادر معنية أن ما يجري هو عملية «ليّ أذرع، من غزة الى الجنوب الى سائر الجبهات في ظرف دخلت فيه حرب غزة مرحلة الحسم، سلباً أو ايجاباً، في ضوء الفشل الذريع لجيش الاحتلال والمأزق المتفاقم داخل الكابينت (أو مجلس الحرب).
وربطت مصادر دبلوماسية بين تطور الوضع الجنوبي، كوضع هو أقرب الى الحرب من المناوشات، وبالتالي فصل لبنان التقاط الفرصة، وعدم الإنتظار، بعدما بات البقاع بعد الجنوب مستباحاً، وان ثمة دعوات معادية وأميركية ايضاً لاستهداف الضاحية الجنوبية – بيروت.
وحسب مصادر الخماسية فعلى اللبنانيين الاختيار بين الجلوس على طاولة المفاوضات أم لا، لأن بعد حزيران ستكون الدول قد انشغلت بملفاتها.
وما تستبعد المصادر أن يزور الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان طهران، وعرض الموقف المطالب بدعم إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان من المسؤولين الايرانيين.
ونقل عن الرئيس بري قوله، أنه سيدعو الى جلسات بدورات متتالية، وليس الى جلسة واحدة بدورات متتالية.
وفي المعلومات أن سفراء الخماسية سيقومون بزيارات الى عدد من القوى السياسية بالتنسيق مع نواب كتلة الاعتدال، في محاولة لحل العقات التي تقف أمام جلسة للحوار.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» إلى أن بيان اللجنة الخماسية احال تحريك ملف الرئاسة إلى القوى السياسية المحلية التي تقع عليها مسؤولية التشاور قبل جلسات الانتخاب المفتوحة، ورأت أن البيان لم يحمل أي طرح قديم وكان تكرار لهذه المسؤولية ، مؤكدة في الوقت نفسه أن المجال ترك لترتيب المرشحين دون فيتوات على احد.
وقالت هذه المصادر أن الخلاف على مبدأ التشاور لا يزال قائما، كما أن المواقف من التمسك ببعض الأسماء المرشحة لم تتبدل، ولكن ثمة اشارات واضحة إلى دخول أسماء جديدة في المرحلة المقبلة ،لافتة إلى أن هناك استحالة لانتخاب رئيس الجمهورية في نهاية الشهر الحالي، إلا إذا ركن الجميع إلى التشاور في القريب العاجل ووضعت مهلة زمنية لحسم الخلاصة قبل جلسة الانتخاب.
تخوف قبرصي
وفي موقف يخدم لبنان، قال وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو أن بلاده مع 8 دول أوروبية ترى أنه حان الوقت لاعلان أماكن آمنة في سوريا لاعادة النازحين السوريين اليها، بعد 13 عاماً من الصراع.
ودعا الوزير القبرصي الى تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان، وقال: «إذا ترك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الاوروبي بأكمله ستتكون لا تحصى»، مشيراً الى أن تدفق المهاجرين السوريين بشكل غير نظامي أضعف جهود لبنان في مراقبة مياهه الاقليمية ومنع مغادرة قوارب المهاجرين.
استغراب تدخل المفوضية
وفي خطوة أثارت استغراباً طالت المفوضية السامية للاجئين من وزير الداخلية والبلديات، بموجب كتاب بوقف اجراءات البلديات لمنع التجمعات والاعمال غير الشرعية للنازحين السوريين، فضلاً عن توقيف الدراجات النارية غير المستوفية لشروط القيادة والسلامة.
وفي السياق، تمكنت البحرية القبرصية من توقيف مركب على متنه 20 سورياً كان متجهاً إلى قبرص قبل 4 أيام من السواحل السورية وتمّت مطاردته، فوصل إلى السواحل اللبنانية عند العريضة الحدودية. وقامت البحرية اللبنانية بتسليمه إلى البحرية السورية في إطار التعاون بين الجانبين في هذا الصدد.
غالانت في الشمال
على جبهة احتدام المواجهة، جال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت على مناطق شمال اسرائيل (قبالة الحدود الجنوبية).
ونقلت «يديعوت احرنوت» عن غالانت قوله: «ادرك حجم الاضرار هنا، لكن الاضرار وعدد المسلحين الذين تم القضاء عليهم يفوق ما تعرضنا له».
وشدد غالانت على أن دولة الاحتلال «ملتزمة بالاستعداد لكل الاحتمالات والخيارات» وطالباً بضرب مطلقي الصواريخ والمسيرات من لبنان. مشيراً انه قال يوما ما للجنود: انتظروا سوف نعمل حتى ——- (في اشارة للمنطقة الحدودية مع لبنان).
الوضع الميداني
ميدانياً، وسّع العدو الاسرائيلي من دائرة عدوانه على الجنوب حيث تعمق بالضرابات فاستهدف منطقة الزهراني والنجارية حيث اصاب النادي الحسيني وبيك آب واغار على بؤرة للخرضوات، مما اسفر عن استشهاد مواطن لبناني وطفلين سوريين اضافة الى عدد كبير من الجرحى، وسرعان ما ردت المقاومة باكثر من 80 صاروخاً اصابت اهدافها بدقة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي سلسلة غارات على منطقة الزهراني قرب بلدة العدوسية والمصفاة في منشآت النفط وفي بلدة النجارية حيث أصاب النادي الحسيني وبيك أب تابع للبلدية وافيد عن إصابات في صفوف المواطنين، كما اغار على بورة فرحات.
بدوره، وسع حزب الله من نطاق رده، فاستهدفت المقاومة الاسلامية كذلك موقع الراهب، كما استهدف مرابض العدو في الزاعورة، بدفعة من صواريخ الكاتيوشا.
واستهدف حزب الله موقع جل العلام بالاسلحة الصاروخية بالقذائف المدفعية، كما استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا.
ونعت حركة «حماس» الشهيد شرحبيل علي السيد (أبو عمرو) الذي قضى على طريق المصنع بين لبنان وسوريا.

 

البناء
أبو عبيدة: حرب الاستنزاف بدأت والاحتلال فتح أبواب الجحيم وعليه تلقي النتائج
ارتباك قادة الكيان تجاه رعب الشمال بين صعوبة الاحتمال وخطورة المواجهة
8 دول في الاتحاد الأوروبي بينها إيطاليا واليونان وقبرص تدعو لعودة النازحين
أعلن أبو عبيدة الناطق بلسان قوات القسام أن الاحتلال خسر 100 آلية عسكرية خلال أيام قليلة مضت، وقال إن حرب الاستنزاف الطويلة قد بدأت الآن، وإن الاحتلال الذي توهّم أنه قادر على احتلال رفح سوف يكتشف أنه فتح أبواب الجحيم على قواته وعليه تلقي النتائج، متوعّداً ألوية جيش الاحتلال وقادته بأن قوات القسام سوف تذيقهم مرارة المواجهة التي اتخذوا قرار بدئها، لكنهم لن يستطيعوا التحكم لا بمسارها ولا بكيف ومتى تنتهي.
على جبهة جنوب لبنان تثبت المقاومة بجدارة واقتدار إمساكها بزمام المبادرة، وتتحوّل كوابيس ما يسمّيه المحللون والمعلقون في وسائل إعلام الكيان برعب الشمال، إلى ما يصفونه بالأزمة الوطنية، حيث الارتباك سيّد الموقف رغم الكلام الصاخب الذي يُصدره المسؤولون عن نيات الحسم كل فترة، وهم يعلمون أنهم عالقون حيث المواجهة خطرة وفوق طاقتهم اتخاذ قرار الحسم والخروج من حرب الاستنزاف المفروضة عليهم إلى الحرب الكبرى، بمثل ما يعترفون بأن التحمّل والتعايش مع الوضع الحالي فوق طاقتهم، كما هو فوق طاقة سكان مستوطنات الشمال الذين تحوّلوا إلى قنبلة موقوتة في مناطق التهجير، سياسياً بمواقف نارية معارضة للحكومة وقيادة الجيش، واجتماعياً بحاجاتهم المتزايدة التي تفوق تقدمات الحكومة وقدراتها.
على ضفة ملف النزوح السوري، وتحت تأثير ما صدر عن الجلسة النيابية وما أظهرته من ضيق لبناني بالموقف الأوروبيّ القائم على نية تحويل لبنان الى خزان استقبال للنازحين السوريين ليتحمل في أمنه أثمان قرار أوروبا والغرب بتجويع السوريين، بدلاً من أن تتحمّل أوروبا باستقبال النازحين تبعات قرارها. ويبدو أن صرخة لبنان قد وصلت كما يجب الى الأسماع الأوروبية، وجاء أول الغيث على لسان وزير خارجية قبرص، كونستانتينوس يوانو الذي كشف أن بلده من ضمن ثماني دول أوروبية «تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن». وأوضح يوانو أن «الحكومات الثماني تعتقد أنه بعد 13 عاماً من الصراع، يحتاج الاتحاد إلى إعادة تقييم الظروف الأمنية المتغيرة في سورية»، لافتاً إلى أنه «حان الوقت للاتحاد الأوروبي أن يُعيد تحديد موقفه» بشأن سورية. ولفت الى أنه «لم تتم استعادة الاستقرار في البلاد بشكل كامل لكن يجب علينا تسريع العمليات لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لتهيئة الظروف التي تسمح بعودة الأفراد إلى سورية». ودعا إلى «تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان»، مؤكداً أنه «إذا ترك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الأوروبي بأكمله ستكون لا تحصى». بينما قالت حكومات ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، إنه تجب إعادة تقييم الوضع في سورية للسماح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم. وفي إعلان مشترك، أفاد مسؤولون من النمسا وجمهورية التشيك وقبرص والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا أنهم اتفقوا على إعادة تقييم من شأنها أن تؤدي إلى «طرق أكثر فعاليّة للتعامل» مع اللاجئين السوريين الذين يحاولون الوصول إلى بلدان الاتحاد الأوروبي. وذكرت الدول الثماني، التي أجرت محادثات خلال اجتماع قمة في العاصمة القبرصية، أن الوضع في سورية «تطور بشكل كبير»، على الرغم من عدم تحقيق الاستقرار السياسي الكامل. وشهدت قبرص في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً فى عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى الدولة الجزيرة من لبنان على متن قوارب متهالكة.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها مع محاولة جيش العدو الإسرائيلي فرض قواعد اشتباك جديدة من خلال استهداف مناطق بعيدة عن الحدود وللمرة الأولى واغتيال قيادات في المقاومة، ما دفع حزب الله الى الضرب في عمق شمال فلسطين المحتلة وبأسلحة جديدة وأهداف حساسة وحيوية.
ووفق خبراء عسكريين فإن حزب الله يكشف يومياً عن مفاجآت عسكرية واستخبارية وتقنية وتكنولوجية فائقة الأهمية وتغيّر في مسار المواجهة الدائرة وتكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة وتُحدث صدمة وقلقاً لدى قيادة الاحتلال العسكرية والأمنية، وبالتالي تزيد الضغط على المستوى السياسي صاحب القرار في «إسرائيل». وأشار الخبراء لـ»البناء» الى أن المقاومة منعت الكيان من فرض قواعد اشتباك جديدة من خلال الحفاظ على معادلات ميدانية معينة، أي أن الحزب لا يمرّر أي عدوان إسرائيلي من دون رد مماثل. وهذا ما يحمي معادلات الردع ويمنع العدو من تكريس أمر واقع على المقاومة. ولاحظ الخبراء المسار التصاعدي الذي تتبعه المقاومة وفق تطوّر الميدان لكي تُبقي زمام المبادرة بيدها، لا سيما أن حزب الله لم يستخدم سوى نسبة ضئيلة من قدراته على كافة الصعد، وطالما أنه يكشف المفاجآت كماً ونوعاً وطبيعة الأهداف الحساسة والدقيقة والاستراتيجية، يعني أن لديه قدرات أكثر تطوراً وحداثة وفعالية قد يستخدم بعضها في هذه الحرب ويُخفي البعض الآخر إلى المواجهة الشاملة إن اندلعت.
ورداً على ‏الاغتيال الذي قام به العدو الإسرائيلي في محيط بلدة قانا، استهدفت المقاومة الإسلامية خيم استقرار ومبيت ضباطه وجنوده، فأصابت أهدافها ‏بدقة وأوقعت عدداً منهم بين قتيلٍ وجريح. وأطلق حزب الله رشقة صاروخية كبيرة من جنوب لبنان باتجاه «إسرائيل» حيث دوّت صفارات الإنذار في كتسرين جنوب الجولان وأعلن لاحقاً عن استهداف قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان بـ 50 صاروخ ‏كاتيوشا، فيما طاول القصف المدفعي الإسرائيلي محيط بلدة راشيا الفخار.
كما استهدفت المقاومة مبنيين يتموضع فيهما جنود العدو في مستعمرة المطلّة بالأسلحة المناسبة ‏وأصابتهما إصابة مباشرة.
وزفت المقاومة الإسلامية المجاهد حسين خضر مهدي «أبو خضر»، من مواليد عام 1962 من بلدة النجّارية في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدًا على طريق القدس.
وأفادت هيئة البثّ الإسرائيلية، بأنّ «حزب الله بدأ يكثف عمليات إطلاق الصواريخ على «إسرائيل» ويستخدم صاروخ أرض – جو إيراني الصنع». وأعلنت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، عن حرائق واسعة في الجولان في أعقاب إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان ولم يُسيطَر عليها حتى الآن.
وبعد أيام على وصف الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله لوزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بالـ»المسطّل»، زعم غالانت من جبهة الشمال عند الحدود مع لبنان، «الاستعداد لكل الخيارات، كما قلت للجنود قبل دخول غزة، أقول لكم انتظروا فسوف نعمل، نعلم أن للحروب أثماناً وعلينا الاستعداد وكل شيء قد يحدث». وأقرّ بحجم الخطر الكبير على «إسرائيل»، وقال: «أدرك حجم الضرر هنا، لكن الجانب الآخر تعرّض لضرر أكبر».
في المقابل، أشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، خلال تشييع أحد عناصره في بعلبك الدكتور محمد حسن علي فارس شمص، الى أننا «أقوى من أيّ وقت مضى وقد أتيحت الفرصة لمواجهة هذا العدو لأن كل المقاومين، وكل الذين سبقوا شهداء، وكل الذين ينتظرون هم على بصيرة ووعي من أمرهم». وأكد يزبك، أننا «لن نتراجع ولن نتخاذل ولن نخذل فلسطين وغزة والجنوب، بل سنستمرّ في مواجهة هذا العدو حتى ينتصر الحق، ونحن على يقين من أمرنا بأننا منتصرون مهما بلغت التضحيات». واعتبر أن «فلسطين بحاجة إلى فعل وليست بحاجة إلى بيانات، والمقاومة الإسلامية فرضت معادلتها بفضل المقاومين والمجاهدين»، داعياً الأمة «لأن تنتفض وتتجاوز الحدود لنصرة غزّة وفلسطين».
على صعيد آخر، وبعد إحالة توصيات المجلس النيابية لمعالجة أزمة النزوح في لبنان إلى الحكومة تباشر في تنفيذها، دعا وزير الداخلية القبرصيّ كونستانتينوس يوانو، إلى «تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان»، مؤكداً أنه «إذا تُرك لبنان ينهار، فإن العواقب على الاتحاد الأوروبي بأكمله ستكون لا تُحصى».
ولفت الى أن «قبرص من بين ثماني دول أعضاء على الأقل في الاتحاد الأوروبي تريد إعلان مناطق آمنة في أجزاء من سورية للسماح بإعادة اللاجئين من الحرب المستمرّة منذ أكثر من عقد من الزمن».
وبحسب أوساط معنية في ملف النزوح لـ«البناء»، فإن المقاربة الأميركية والأوروبية للأزمة لم تتغير وإن خرجت بعض المواقف الداعية لإعادة النازحين والتي تندرج في إطار المناورة والخداع والتضليل واحتواء الغضب اللبناني، لا سيما الحديث القبرصي عن الإعلان عن مناطق آمنة في سورية، علماً أن الجزء الأكبر من الجغرافيا السورية بات محرّراً من التنظيمات المسلحة ويخضع لسلطة الدولة والقوات المسلحة السورية منذ سنوات. وكل المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية هي مناطق آمنة ويمكن للنازحين العودة إليها باعتراف كل المنظمات الأممية العاملة في سورية، ومن بينها ممثل الأمم المتحدة المقيم في سورية، وذلك في اجتماعات عدة حصلت مع المسؤولين السوريين وبحضور وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب الذي أبلغ من الدولة السورية استعدادها للتعاون مع الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين».
وشدّدت الأوساط استعداد سورية للتعاون بهذا الملف لكن بعد توافر إرادة لبنانية جدية وخطة واضحة وتنسيق كامل وتوحيد الموقف مع سورية في المؤتمرات الدولية بشأن النزوح، وخصوصاً في مؤتمر بروكسل، وأن تكون العودة بشكلٍ تدريجي، والضغط على الدول الأوروبية لرفع العقوبات عن سورية وإعادة إعمار ما هدمته الحرب لكي تتمكّن من استعادة نهوضها وتستقبل مواطنيها المهجّرين.
وأفيد أمس، أن مركباً على متنه 20 سورياً اتّجه إلى قبرص قبل 4 أيام من السواحل السورية وتمّت مطاردته من قبل البحرية القبرصية، فوصل إلى السواحل اللبنانية عند العريضة الحدودية. وقامت البحرية اللبنانية بتسليمه إلى البحرية السورية في إطار التعاون بين الجانبين في هذا الصدد.
وفي سياق ذلك، تمكّنت دوريّة من مديريّة عكار الإقليميّة من توقيف اللبنانيّ (ز.ط.)، الذي وبنتيجة التحقيق معه، تبيّن أنّ هذه المجموعة تقوم بتهريب السوريّين إلى لبنان ومنه عبر البحر إلى الخارج بطريقة غير شرعيّة، وتبيّن أنّه توجد بحقّه مذكّرة توقيف غيابيّة بجرم الاتّجار بالبشر. بعد أخذ إشارة القضاء، اتُّخِذت الإجراءات القانونيّة المناسبة بحقّه، والعمل جارٍ لتوقيف باقي أفراد المجموعة».
على خط رئاسة الجمهورية، وبُعيد اجتماع سفراء الخماسية في عوكر، كتبت السفارة الأميركية على منصة «إكس»: «لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحقّ رئيساً يوحّد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كذلك، فإن انتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليميّة وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسيّ مستقبليّ بشأن حدود لبنان الجنوبية».
وأضافت «محادثات سفراء الخماسية أظهرت أن هذه الكتل متفقة على الحاجة الملحّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مستعدّة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعدّ لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024. وبالتالي، يرى سفراء دول الخماسيّة أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسيّة ضروريّة لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعدّدة حتى انتخاب رئيس جديد. ويدعو سفراء دول الخماسيّة النواب اللبنانيّين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية».
ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» الى أن محاولات جدية تجري بعيداً عن الأضواء للتوصل إلى مخرج يُرضي جميع الأطراف بشأن عقد جولة تشاور وطنيّ بين ممثلي الكتل النيابية في مجلس النواب، على أن تليها دعوة رئيس المجلس نبيه برّي لجلسات نيابية لانتخاب الرئيس في حزيران المقبل.
ولفتت أجواء عين التينة وفق مصادر إعلامية الى أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيدعو إلى جلسات بدورات متتالية، وليس إلى جلسة واحدة بدورات متتالية».
بدوره، أوضح عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب وليد البعريني أن «بيان اللجنة الخماسية يتضمّن آلية معينة بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية»، سائلًا إن كان الفريق الذي يرفض الحوار سيقبل بالتشاور. واذ نفى وجود أيّ مؤشر لانتخاب رئيس قريبًا، تمنّى البعريني أن «يترجم حراك اللجنة على الأرض»، لافتًا إلى «أن اللقاءات والتحركات لا تزال مفتوحة». وكشف أن «من خلال تحركات تكتل الاعتدال الوطني، تبيّن أنه إذا تمّت الهدنة في غزة سيكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان وإذا لم يكن هناك هدنة فلا رئيس».

Please follow and like us:

COMMENTS