البناء
واشنطن منشغلة بمسلسل الانهيارات المصرفية: الطائرات الروسية أسقطت لنا مسيّرة
الأسد في موسكو في زيارة دولة على رأس وفد كبير… يلتقي بوتين والقيادة الروسية
التلويح بالمقاطعة المسيحية لانتخابات بلدية بيروت يطرح عدم إجرائها على بساط البحث
مع بلوغ دولار بيروت عتبة المئة ألف ليرة ودخوله عالم المجهول واحتمالات القفزات المتتالية طرح الخبراء الماليون السؤال حول مبرّر بقاء منصة صيرفة التي تمّ تبريرها بصفتها أداة للسيطرة على سعر الصرف، وثبت أنها دون جدوى على هذا الصعيد، وأن وظيفتها الفعلية تبرير الزيادات في فواتير الهاتف والكهرباء والضرائب والرسوم التي تمّ ربطها بسعر صيرفة يوم كان السعر منخفضاً، لكن بعدما ثبت أن الرفع الأخير لسعر صيرفة الذي تمّ تسويقه تحت شعار السيطرة على سعر السوق مجرد مناورة وخداع بصريّ صارت صيرفة مجرد منصة لحصر شراء الدولار بسعر منخفض بالمحاسيب وأصحاب النفوذ وغطاء لتحويل المزيد من الدولارات الى الخارج دون توازن وتكافؤ وباستنسابية فاضحة، بينما يواصل مصرف لبنان تبرير طباعة المزيد من الأوراق النقدية لتبرير شراء الدولارات من السوق لتمويل صيرفة بصفتها أداة صالحة وفعالة. وبإلغاء صيرفة يصبح إلزامياً منع حاكم المصرف من طباعة المزيد من الأوراق النقدية، وسط تأكيدات بأن خروج مصرف لبنان من سوق الصرف سوف يؤدي إلى انخفاض سعر الدولار بدلاً من ارتفاعه، لأن الوارد من الدولارات لا يزال أكبر من الصادر منها، لكن استيلاء مصرف لبنان عليها يحول دون تظهير هذا الانخفاض.
دولياً، بدت واشنطن تطلق خطاباً ناعماً حول الاتفاق الثلاثي الصيني السعودي الإيراني بخلاف المواقف الانفعالية التي صدرت فور الإعلان عن الاتفاق. فقد صرح جاك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي بأن الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات الدبلوماسية، «إيجابي في وقف تصعيد التوتر في المنطقة، وهو أمر طيب». وأضاف سوليفان، أن واشنطن «ليست في وضع يسمح لها بالوساطة» بين السعودية وإيران، ورأت مصادر سياسية أن هذه النعومة الأميركية ناتجة عن العجز عن القيام بأي خطوات تعطيلية للاتفاق قد تؤثر على الاستقرار في منطقة حساسة أصبحت مورداً وحيداً للنفط والغاز في العالم، بينما واشنطن المرتبكة في تداعيات حرب أوكرانيا، وقد أعلنت عن خسارة إحدى طائراتها المسيرة فوق البحر الأسود بواسطة اعتراض طائرة روسية مقاتلة لها، منشغلة أكثر بتداعيات انهيارات مصرفية متلاحقة، كانت قبل أول أمس لمصرف واحد، وصارت أول أمس لمصرفين، وصارت أمس لثلاثة، حيث أعلنت السلطات المالية الأميركية إفلاس بنك «سيغنتشر»، أكبر مقرض في مدينة نيويورك بموجب الائتمان للإسكان لذوي الدخل المنخفض، ليلحق بكل من «سيلفر جيت كابيتال بنك» الصديق للعملات المشفرة و»سيليكون فالي بنك» التابع لمجموعة «إس في بي فايننشال غروب».
في موسكو يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي وصل الى موسكو على رأس وفد وزاري كبير، وبدا واضحاً من نوعية الاستقبال الرسميّ الذي لقيه الأسد في المطار والترتيبات المعدّة للزيارة بمستوى زيارة دولة رسمية، أن اجتماعات متعدّدة بين القيادتين الروسية والسورية سوف تتناول مستقبل العلاقات الثنائية وآليات تعزيزها وتطويرها، بالإضافة الى المساعي الروسية لمصالحة سورية تركية والدعوة للقاء رباعي روسي إيراني تركي سوري لا تزال سورية تتحفظ على المشاركة فيه، طلباً لخطوات تركية عملية ضد الجماعات الإرهابية شمال غرب سورية، ولموقف تركي واضح حول السيادة السورية يتصل بالالتزام بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وإعادتها الى السيادة السورية، بينما تحدثت المصادر الروسية عن أن البحث سوف يطال مسار العملية السياسية في سورية أيضاً.
لبنانياً، مع استمرار حال الترقب في الملف الرئاسي، واقتراب موعد إجراء الانتخابات البلدية والحاجة لحسم أمر إجرائها خلال الأيام القليلة المقبلة لتوجيه الدعوة للهيئات الناخبة، وتوقعت مصادر سياسية متابعة أن تشهد مرحلة ما بعد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من زيارة الفاتيكان سلسلة مشاورات تتصل بالانتخابات البلدية، حيث تقول وزارة الداخلية أنها جاهزة لإجرائها وأبدت جهات دولية مانحة منها الاتحاد الأوروبي استعداداً لتمويل كلفتها، والجيش اللبناني والقوى الأمنية يدرسان خططاً أمنية لضمان إجرائها، ولو على مراحل، بانتظار القرار السياسي الذي تعترضه مواقف كتل نيابية وأحزاب سياسية مسيحية كبرى بمقاطعة انتخابات بلدية بيروت ما لم يتم تعديل القانون، ويخشى أن تأتي النتائج بصورة مؤذية للعيش المشترك في حال المقاطعة، وأن تتحول الانتخابات البلدية إلى إشارات انقسام طائفي خطير. وتقول مصادر قانونية واكبت انتخابات بلدية سابقة إنه في مرات كثيرة لم يتم تعديل القانون للتمديد للبلديات وتأجيل الانتخابات، ولم يتم إجراء الانتخابات، وتم لاحقا إصدار قانون يمدد الولاية من تاريخ انتهائها، واستمرت البلديات في هذه الفترة الممددة دون تمديد بنص تشريعي، بقوة إدارة المرفق العام. وتقول المصادر إنه من غير الوارد إجراء الانتخابات في كل لبنان باستثناء بيروت، وإن الأفضل هو استمرار الوضع على حاله لحين انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ليتم النظر في الملف تشريعياً وإجرائياً.
لا تزال البلاد تحت تأثير الصدمة الإيجابية الناجمة عن اتفاق بكين بين السعودية وإيران، وسط ترقب حذر لانعكاس هذا الاتفاق على المنطقة، ومن ضمنها الساحة اللبنانية بتسوية سياسية تفتح باب الحلول للاستحقاق الرئاسي، وسط تصاعد وتيرة الانهيار المالي والاقتصادي مع الارتفاع الجنوني والقياسي بسعر صرف الدولار الذي تجاوز المئة ألف ليرة لبنانية.
ووفق مصادر «البناء» فإن «الاستحقاق الرئاسي دخل الى المرحلة الثانية أي التفاوض الجدي والجهود تنصب حالياً لفتح حوار شامل وحقيقي مع الكتل النيابية للتوفيق بينها على مواصفات معينة تمهيداً لإسقاطها على المرشحين لاختيار أحدهم».
وعلمت «البناء» أن كتلة الاعتدال الوطني زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري الأسبوع الماضي وكانت جلسة لاستطلاع الرأي، حيث «سأل بري الكتلة عن رأيها وموقفها وتوجّهها من الاستحقاق الرئاسي ومن المرشحين»، ولفتت المعلومات إلى أن «كتلة الاعتدال مع كتلة اللقاء الديمقراطي تشكلان بيضة القبان لحسم الملف الرئاسيّ ولا تمانعان انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو غيره من المرشحين، حينما تنضج ظروف التوافق الوطني والظروف الخارجية».
وأشارت أوساط كتلة الاعتدال الوطني لـ»البناء» إلى «أن التواصل قائم ومتواصل ولم ينقطع بين الكتلة مع كافة المرجعيات لا سيما مع الرئيس بري، لكن لم يدخل أحد معنا مؤخراً بتفاصيل أسماء المرشحين للرئاسة والأمور تراوح مكانها، لكن هناك إيجابية مستجدة تتمثل بالاتفاق السعودي – الايراني الذي نأمل أن ينعكس ايجاباً على الساحة اللبنانية بتسهيل التسوية الرئاسية».
ولفتت المصادر إلى «أننا ككتلة سنعلن موقفنا في الوقت المناسب»، نافية أي تواصل مع السعودية والسفير السعودي في لبنان بالشأن الرئاسي، جازمة بأن موقف الكتلة موحّد وعددها 6 نواب وستصوّت للمرشح التي تتفق عليه، وقد ينضم نواب آخرون إلى الكتلة كالنائبين نبيل بدر وعماد الحوت».
وعن إمكانية دعم الكتلة لترشيح فرنجية اعتبرت المصادر أن «فرنجية له مكانته واحترامه وتمثيله، لكن سنحسم موقفنا في الوقت المناسب».
في غضون ذلك، يواصل راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران أنطوان بو نجم، مساعيه وجولته على المرجعيات السياسية لا سيما بين الأقطاب المسيحيين في محاولة لإحداث خرق في الجدار المغلق، إلا أن معلومات «البناء» تشير الى أن «التباعد بين الآراء سيد الموقف في ظل رفض القوات اللبنانية الحوار المسيحي – المسيحي أكان ثنائياً أم جماعياً إلا إذا كان منتجاً وليس لتضييع الوقت ورفض ثلاثي من التيار الوطني الحر، للنائب المرشح ميشال معوض وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكذلك سليمان فرنجية»، وبالتالي لم يسجل أي خرق بهذا الاتجاه وفق المصادر.
وعلمت «البناء» أن بكركي وبعد استمزاج جميع آراء الكتل طرحت 11 مرشحاً لرئاسة الجمهورية يمثلون أغلب القوى السياسية المسيحية ومنهم، ابراهيم كنعان وفريد الياس الخازن وجهاد أزعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزاف عون وزياد بارود. إلا أن المطران بو نجم لفت الى أن «المعلومات عن الأسماء التي يجري تداولها أخيراً في الإعلام، على أنّها الأسماء المقترحة من قبل غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للرئاسة غير دقيقة». وأكد أنّ «البطريرك لا يدخل في لعبة الأسماء، ولا يمكن اعتبار هذه اللائحة رسميّة من قبل بكركي، إذ إنّ هناك أسماء خارج الأسماء المتداولة».
من جهته، غمز النائب طوني فرنجية، في حديث تلفزيوني من قناة القوات اللبنانية الى أنه «من يعاير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأنه سيكون امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون هو نفسه من انتخبه وأوصله إلى رئاسة الجمهورية». ولفت فرنجية، الى أنه «في مكان ما لم يكن هناك تواصل يومي مع السعودية، وإذا عاد هذا التواصل فسنذلل الهواجس الموجودة».
في المقابل عضو كتلة تجدّد الداعمة للنائب معوض، أديب عبد المسيح نعى ترشيح معوض، وأشار لـ»البناء» إلى أن معوض قال في البداية إنه يمثل مشروعاً وليس شخصياً، ولا بد لمعوض أن يضحّي في المعركة وهذا سيتم بالتنسيق مع معوض، لكننا نريد مرشحاً يحمل مواصفات معوّض. وجدد عبد المسيح رفض كتل المعارضة لترشيح فرنجية.
واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه «علينا أن ننطلق من ضرورة انتخاب رئيس جمهورية، فنحن لا نستطيع انتخاب رئيس للتحدّي لا من هذا الفريق ولا من ذاك الفريق، نريد رئيساً توافقياً نعم، ولكن لا نريد رئيساً توافقياً من أجل التوافق بل رئيس توافقي من أجل الإصلاح، وهذا هو رأيي، كفانا تحديات وكفانا إملاءات».
وشدد جنبلاط على «ضرورة معرفة الجميع أننا جميعاً في لبنان ولا يجب على أحد إلغاء الآخر، وعلى الجميع التحاور». وأشار إلى أن «ما قام به الامير محمد بن سلمان كان خطوة مهمة قد يتساءل البعض متى ستأتي نتائجها إلى لبنان؟ فلدينا العديد من الملفات أولها الإصلاحات وانقطاع الكهرباء وقطاع المصارف، لدينا جدول أعمال كبير مطلوب منّا حالياً وبعده قد تأتي نتائج الانفراج الإقليمي إلى لبنان». ووصف جنبلاط، الاتفاق السعودي – الايراني بـ»الحدث الكبير»، آملاً أن «يترجم هذا التقارب بتسوية في لبنان، تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل حزيران».
وأوضح مصدر نيابي في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن «التيار لن يتبنى مرشحاً للتيار، لأنه لن يخوض معركة خاسرة ولا يستطيع إيصاله وحده وحتى مع الحلفاء لن نستطيع تأمين أكثرية الـ 65 نائباً، ومجرد طرحنا لمرشح سيسقط»، وأضاف: «أجرينا دراسة داخل التكتل وأخذنا سلة أسماء تملك الكفاءة وإذا طرح علينا اسم منها فيمكن لرئيس التكتل إبداء الرأي بها، لكن حتى الساعة، ونلتقي مع تكتل ما على اسم وعلى تكتل آخر على اسم ثانٍ، ولو وجدنا تقاطعاً مع عدة كتل على اسم لكنا سرنا به».
واعتبر تكتل لبنان القوي بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل أن «الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية الصين حدث هام قد تكون له تأثيرات ايجابية على لبنان، وهو يدعو اللبنانيين الى أداءٍ يجعل أي اتفاق في المنطقة لصالح لبنان لا أن يكون من ضحاياه».
وأكد على موقفه من اعتبار رئاسة الجمهورية استحقاقاً سيادياً، لا يجوز مطلقاً ربطه بأي تطور خارجي. وجدّد الدعوة الى حوار بين القوى السياسية حول هذا الاستحقاق على قاعدة الاتفاق على برنامجٍ إنقاذي ينتهجه الرئيس المنتخب وتنفذّه الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب، على ان يتم انتخاب الرئيس الأنسب لهذا البرنامج الإصلاحي والإنقاذي. وفي هذا الإطار يتحمّل المسيحيون المسؤولية الأولى في الاتفاق بين الراغبين من بينهم على ذلك، لاختيار الشخص الأنسب.
من جهته، أشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، الى أن «الاتفاق الإيراني السعودي بارقة أمل لتعاون دول المنطقة، وأمنها وتطوير اقتصادها وتعزيز استقلالها وخياراتها الحرة»، معتبراً أن «هذا الاتفاق هو ضربة قاضية لمشروع العداء لإيران الذي كان يعمل عليه الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع أميركا، حيث أرادوا أن يجمعوا دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج لتكون إيران هي العدو بدل الكيان الإسرائيلي».
وقال: «إذا كان هناك التباس عند البعض في وضعية المقاومة بين المقاومة والسلاح، فنحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وأعطينا نموذجاً تطبيقياً في الترسيم البحري في مواجهة الكيان الإسرائيلي واستنقذنا الثروة النفطية والغازية بتكامل بين المقاومة والدولة من دون إحراج الدولة بتبعات ما فعلته المقاومة من تهديد حقيقي كان يمكن أن يوصل إلى حرب لاستنقاذ الحقوق».
وبرزت زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لبيروت، حيث قال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري: «سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت ويجب أن نسرع بهذه الخطوة لأن الأمور خطيرة».
كما شدد أبو الغيط من السرايا الحكومية بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على»أن القمة السعودية – الصينية – الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي إرساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وإيران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».
واستقبل الرئيس ميقاتي وفداً من البنك الدولي برئاسة نائب رئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج، الذي أوضح أن «بالنسبة إلى موضوع تمويل الكهرباء الذي نبحث فيه منذ نحو سنة، فقلت مرة أخرى لدولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه بأن هذا المشروع لا يزال في إطار التعاون بين البنك الدولي ولبنان، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تسير بها الحكومة بشكل واضح».
وعلى وقع تسجيل سعر صرف الدولار في السوق السوداء رقماً قياسياً وتاريخياً فاق المئة ألف ليرة لبنانية، أضربت جمعية المصارف أمس، ووفق المعلومات لا قرار حالياً لدى المصارف بالتصعيد، وهي منفتحة على أي حوار يؤتي بالنتائج المأمولة تمهيداً لتعليق الإضراب، وإلا فهي متمسّكة به حتى إشعارٍ آخر، وتضع نفسها في حالة ترقّب وانتظار لما ستُفضي إليه المشاورات المفتوحة».
ووفق معلومات «البناء» فإن الرئيس ميقاتي عاود الدخول على خط النزاع المصرفي – القضائي ويعمل على إحياء الهدنة التي سبق وتمّ التوصل اليها الشهر الماضي، إلا أن العقدة تكمن باستمرار القرارات القضائية الصادرة عن بعض القضاة بحق عدد من المصارف وإجبارها على دفع الودائع لأصحابها بناء على دعاوى رفعوها خارج لبنان. متوقعاً أن تعلن المصارف فك الإضراب الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى جلسة الاستماع الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، من قبل محققين أوروبيين في قصر عدل بيروت. وقد أفيد أن جلسة الاستماع سيحضرها سلامة شخصياً، ووكيله القانوني الفرنسي ومعه المحامي اللبناني وأن عدد الأسئلة التي ستطرح خلال الجلسة يقارب الـ 100 سؤال.
ولفتت المعلومات الى أن الجلسة لن تُعقد في غرفة قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا الأساسية، ولكن في غرفة أخرى داخل قصر عدل بيروت، وتحديدًا في أحد مكاتب مجلس الشورى»، مؤكدة أنّ «سلامة ينوي حضور جلسة استجوابه، ومعه محام لبناني والوكيل القانوني له في فرنسا سيحضر أيضًا».
على صغيد قضائي آخر، كشف المدعي العام في إمارة موناكو، أنّ «الإمارة تواصل التحقيق مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشأن مزاعم غسل الأموال، رغم إسقاط القضاء اللبناني تحقيقاً خاصاً به في مزاعم احتيال مرتبطة بخطة قروض الإسكان المدعومة التي يُزعم أنها تضم أفرادًا من عائلة ميقاتي، وفق ما اشارت صحيفة «ذا ناشيونال».
وأوضحت الصحيفة أن «الملف بقي لمدة عامين لدى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، لكن المدعي العام اللبناني غسان عويدات أبلغ موناكو في آذار من العام الماضي أن التحقيق المحلي أسقط في الشهر السابق». ورأت أن «بعض المحامين كانوا يخشون في ذلك الوقت من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض القضية في موناكو، حيث يتمتع ميقاتي بمصالح كبيرة».
الأخبار
عبوة مجدو تثير «هلَع» تل أبيب: تذكّرنا بعبوات «حزب الله»!
أعلن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، ترؤّس الأخير مشاورات أمنية مكثّفة رفيعة المستوى، لم يُكشف عن مضمونها، وسط تداول تقارير تشير إلى أن المشاورات الأمنية تبحث التفجير الذي وقع أول من أمس عند مفترق بلدة مجدو (جنوب حيفا)، وأصيب فيه شاب فلسطيني من بلدة سالم بجروح وُصفت بالخطيرة. وتفرض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتيماً إعلامياً شديداً على الحدث، وتحقّق فيه الأجهزة الأمنية. وشارك في المشاورات رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس «الشاباك»، رونين بارك، ورئيسا شعبة العمليات وشعبة الاستخبارات العسكرية، وضباط رفيعون آخرون. وفي حين ذكر بيان وزارة الأمن أن «المشاورات تأتي في أعقاب الأحداث الأخيرة»، من دون الكشف عن أيِّها يجري الحديث، أكدت وسائل إعلام أن «الوضع غير عادي في المؤسسة الأمنية»، بينما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «المداولات تأتي على خلفية التفجير الذي وقع أمس في مجدو والتتابع المقلق لعمليات التفجير». ووفقاً لموقع الصحيفة، فإنه «تم تقديم نتائج التحقيق الأولي بالأحداث الأخيرة إلى غالانت»، فيما يبدو منها «عبوة مجدو، وعملية زرع عبوة ناسفة على متن حافلة بمستوطنة بيتار عيليت غرب بيت لحم». وبحسب وسائل إعلام العدو، فإن «الشاباك» عبّر عن «قلقه من تصاعد محاولات تجهيز عبوات ناسفة في الأشهر الأخيرة، وإمكانية الوصول إلى صناعة الأحزمة الناسفة على غرار ما كان يجري خلال الانتفاضة الثانية». وتأتي عبوة مجدو، بعد عبوة الحافلة في مستوطنة بيتار عيليت، والعثور على عبوات ناسفة بحوزة مقاومين في بلدة جبع في الضفة الغربية، وقبل كل ذلك عبوة القدس التي قُتل فيها مستوطنان، وجرح العشرات.
وبحسب قناة «كان» العبرية، فإن مسؤولي «المنظومة الأمنية قلقون جداً من تفاصيل القضية»، إذ إن «العبوة التي انفجرت في مجدو، لها مميّزات مختلفة عن تلك المعتادة في الساحة الفلسطينية (…) معظم تفاصيل القضية يحظر نشرها وفقاً لتعليمات الرقابة». في حين قال موقع «واللا»، إنه «وفقاً لمصادر أمنية، تذكّرنا عبوة مجدو بعبوات حزب الله الجانبية». المراسل العسكري ألون بن ديفيد أوضح أن «ما تمّ السماح بنشره هو أنه تم تفجير عبوة ناسفة في شمال إسرائيل عند مفترق مجدو، بطريقة تذكّر بأسلوب عمليات الحزام الأمني في لبنان. وتمّ تفجير العبوة لدى مرور سيارة إسرائيلية، لكن بطريقة غير فعّالة، على مسافة كبيرة نسبياً (…) يتعاون الشاباك والشرطة في التحقيق بالعملية. إنها حادثة غريبة وفريدة من نوعها في شمال إسرائيل». وكان الصحافي الإسرائيلي يوسي يهوشع غرّد على «تويتر»، قبل أن يحذف التغريدة: «تذكير من الماضي: في 12 آذار (مارس) 2002، أي قبل 21 عاماً ويومين، تسلّل إرهابيان من حزب الله، من لبنان إلى كيبوتس ميتزفه باستخدام جهاز متطوّر يشبه السلم، فوق السياج. وانتهى الأمر بمقتل ستة إسرائيليين». والمقصود في كلام يهوشع، هو عملية مستوطنة سلومي، التي نفّذها مقاومان من حركة «الجهاد الإسلامي»، تسلّلا إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولاً إلى مستوطنة شلومي في الجليل، حيث نصبا كميناً في مزرعة للموز، واستهدفا دورية لجنود العدو، وخاضا قتالاً ضارياً تمكنا خلاله من قتل 6 جنود، قبل أن يُستشهدا.
وفي سياق متصل، بحسب «القناة 12» العبرية، فإن «حكومة نتنياهو وجّهت تحذيرات إلى عدة منظّمات في المنطقة، والشرق الأوسط، مفادها أن لا تستغلوا حالة الضعف إثر التظاهرات، لتنفيذ عمليات ضدّنا، لأن ردّنا على محاولاتكم سيكون قاسياً جداً». وفي السياق، ادعت القناة أن «حزب الله، إلى جانب إيران، يعملان في الآونة الأخيرة على تحويل أموال كبيرة لمجموعات مسلّحة تنشط في جنين بشكل خاص، إلى جانب نابلس، لتنفيذ هجمات داخل إسرائيل». في حين قال الكاتب والصحافي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، إن «حماس والجهاد وحزب الله، بالتنسيق مع «الحرس الثوري» الإيراني، يقومون بتسخين المنطقة استعداداً لشهر رمضان، لإحداث انتفاضة مسلحة جديدة في الضفة، وفي أراضي دولة إسرائيل».
ومساء أمس، أعلنت منظّمة جديدة «مجهولة»، تسمّي نفسها «قوات الجليل – الذئاب المنفردة»، مسؤوليّتها عن عملية تفجير عبوة ناسفة قرب مفرق مجدو، بحسب موقع «القناة 7» الإسرائيلية.
اللواء
الدولار يخترق المائة ألف!
جنبلاط مع بكركي لمسيحيَّة الترشيح.. ومواكبة أميركية لاستجواب سلامة اليوم
خيبة مواطن، خيبة وطن: الدولار بـ 100 ألف!
في واحدة من أسوأ انهيارات العملة الوطنية، ابتلع الدولار الاميركي الهائج عبر تطبيقات المتلاعبين، المدعومين بسكوت مخيف من الطبقة السياسية، وفي ظل اضراب بالغ الخطورة والالتباس للمصارف ما تبقى من قدرة شرائية لليرة اللبنانية بمائة ضعف ويزيد فتبارت، مع هذه النتيجة، اسعار المحروقات لتقترب من مليوني ليرة لبنانية صفيحة البنزين، ويتجاوز سعر ربطة الخبز الـ50 ألفاً، مع انعدام الخدمات الصحية والاستشفائية والنقص الهائل في الادوية لما هو مستعصٍ من الامراض، وحتى حبة الاسبرين او البنادول، مما افقد المواطن قدرته على الخروج من منزله او الذهاب الى عمله في شلل غير مسبوق للادارة العامة، التي تعقد رابطتها عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الخميس في مبنى نقابة الصيادلة مؤتمراً صحفياً تتحدث فيه عن استمرار الاضراب والمطالبة بمضاعفة الراتب والتقديمات 5 اضعاف مع تقديمات مماثلة للصناديق الضامنة وتعاونية موظفي الدولة، بعدما حال الطقس السيىء والمخاوف من المطر من تنفيذ الاعتصام، الذي كان مقرراً بعد ظهر اليوم، وسط بيروت..
في ظل هذا الاغتيال الآثم لليرة اللبنانية التي صمدت عقوداً من الاقتتال والحروب والانقسامات، ومعها تجري اقذر عمليات اذلال لشعب، يمثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام التحقيق الاوروبي في قصر العدل، بادارة المحقق اللبناني قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا.
واستبقت جمعية المصارف جلسة الاستجواب التي اعدت الترتيبات لها امنياً ودفاعياً، فهو سيحضر اي الحاكم مع وكيليه الفرنسي واللبناني، ليرد على ما لا يقل عن مائة سؤال كما تردد، بالعودة الى الاضراب اعتراضاً على حدّ ما قيل، على الاحكام الصادرة من القضاء بوجه بعض البنوك لصالح المودعين، الذي اعتبر من قبل جمعيات المودعين بأنه هروب من المساءلة، واستفزازاً للتشريع لحماية البنوك الناهبة لحقوق اللبنانيين من الملاحقة القضائية والقانونية المشروعة.
على ان مصادر مصرفية ابلغت جهات نافذة، حسب معلومات «اللواء» ان مصير الاضراب واستمراره سيتقرر في ضوء نتائج استجواب سلامة، والخطوات المقبلة على ان ينتهي اضراب المصارف الاسبوع المقبل.
وعلى المقلب الرئاسي، يدور السؤال، وسط حركة الموفدين العرب والدوليين: هل تتمكن بكركي مدعومة من التيار الوطني الحر من وضع حاجز امام وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، مدعوماً من ثنائي امل – حزب الله في ترشيح جدي، قال عنه نائب الامين العام لحزب الله انه ليس للمناورة؟سص
واعربت مصادر سياسية عن اعتقادها بأن مرحلة جديدة بدأت بالمنطقة العربية والجوار، بعد التوقيع على الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية، وقالت ان ما قبل الاتفاق ليس كما بعده على الاطلاق، لان كل دول المنطقة بحاجة إلى التفاهم والاستقرار والتفاعل الاقتصادي والتعاون بمختلف المجالات، لتجاوز مؤثرات وتداعيات عقود من الخلافات والحروب والفتن التي تسبب بها التدخل الايراني في شؤون واوضاع الدول العربية الداخلية.
ودعت المصادر الى ترقب نتائج ومترتبات هذا الاتفاق الذي مايزال مضمونه وتفاصيله غير معلنة، لمعرفة ما يتضمنه، للتصرف على اساسه، والبناء عليه في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وحل الازمة التي تعصف بلبنان، ولفتت إلى ان محاولات بعض الاطراف، اعتبار ما حصل انما هو انتصار لفريقه السياسي على حساب خصومهم السياسيين، ليس صحيحا على الاطلاق، ويهدف الى الاستئثار وفرض موقفه، بالقوة، كما كان سائدا يومذاك..
وشددت المصادر على ان اولى مفاعيل الاتفاق السعودي الايراني على لبنان، سقوط محاولات فرض مرشح استفزازي للرئاسة، كما طرح بالاسابيع الماضية، بعدما فشلت كل من المعارضة بتسويق مرشحها النائب ميشال معوض، وحزب الله وحركة امل وحلفائهما بتسويق الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما اصبح المجال مفتوحا، للبحث جديا بالصيغة التي طرحها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ليتم إختيار الرئيس المرتقب على اساسها، وقد يكون من خارج لائحة الأسماء التي ضمنها بالصيغة، اذا كانت الاطراف موافقة عليه ودعت المصادر الى الاسراع وعدم هدر مزيد من الوقت سدى، إن كان بالتريث لانتظار مدة الشهرين المحددة لتنفيذ الاتفاق السعودي الايراني، لمعرفة كيفية اتجاه الامور ومدى التقيد بمضمونه، لان المكتوب يقرأ من عنوانه، ولا بد من الاسراع بالاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تفاديا لمزيد من التداعيات السلبية الناجمة عن الفراغ الرئاسي ووضع حد للانهيار المالي المتواصل، دون ضوابط.
ومع مواصلة راعي ابرشية انطلياس للموارنة المطران انطوان بو نجم اتصالاته، ونفيه دقة اللائحة المسربة على انها مدعومة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للرئاسة الاولى، اعتبر تكتل «لبنان القوي» الذي اجتمع برئاسة النائب جبران باسيل ان «المسيحيين يتحملون المسؤولية الاولى في الاتفاق بين الراغبين لاختيار الشخص الانسب للرئاسة الأولى».
والتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي وصل الى الكويت مساء امس مع موقف باسيل، حيث اعلن انه يفضل الرئيس التوافقي، الذي يملك بعداً اقتصادياً، متسائلاً في تصريح «لصوت لبنان» لماذا لا نرشح العنصر النسائي.
ونقل موقع جريدة «الانباء» الالكتروني الناطق بلسان الحزب التقدمي عن مصادر مقربة قولها ان «الرئيس يجب ان يكون مقبولاً من القوى المسيحية وغير مستفز»، مطالبة بأن يكون الرئيس مقبولاً من القوى المسيحية الرئيسية.
وعلمت «اللواء» ان جنبلاط توجه عصر امس، إلى الكويت، على رأس وفد نيابي وقيادي من الحزب، من ضمن المشاورات واللقاءات التي يجريها لمعالجة بعض المشكلات التي يُعانيها لبنان على كل الصعد، ولما للكويت من مساهمات على هذا الصعيدلا سيما الانساينة منها.
وستكون لجنبلاط، بحسب مصادر الحزب، لقاءات سياسية مع المسؤولين الكويتيين، ومنها لقاء مع وزير الخارجية الكويتي، الهدف منها شرح مبادرات جنبلاط والحزب لمعالجة المشكلات القائمة ولا سيما تعثر انجاز الاستحقاق الرئاسي ودعوته للحوار للتوافق على مرشح مقبول من كل الاطراف..
وستكون لجنبلاط لقاءات مع الجالية اللبنانية وبعض الشخصيات الاغترابية، كما سيكون هناك لقاء مخصص لمصلحة مركز معالجة سرطان الاطفال في الجامعة الاميركية في الكويت.
وعلى صعيد الحراك العربي والدولي باتجاه لبنان، في اطار تلمُّس ما يمكن فعله لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، على وقع الواقع المعيشي المأساوي في البلاد، استقبل فرنجية في دارته في بنشعي سفير جمهورية مصر العربية الدكتور ياسر علوي، وجرى «بحثٌ معمّق في المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة».
وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان المواقف التي تصدر تعطي الانطباع بأنه ثمة حركة ما لخرق المراوحة، لكن المعطيات تشير الى ان اللقاءات لم تخرج بأية نتيجة فعلية، وان العوائق ما تزال على حالها، داعية لعدم اسقاط استدارة النائب جنبلاط الرئاسية لجهة الدعوة الى الرئيس التوافقي.
أبو الغيط: سيكون للبنان رئيس
فقد جال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم على المسؤولين اللبنانيين، فزار عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقال في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته: سيكون هناك رئيس للجمهورية والمسألة مسألة وقت ويجب ان نسرع بهذه الخطوة لأن الامور خطيرة.
كما زار ابوالغيط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.
خلال الاجتماع أكد أبو الغيط «أن مؤتمر القمة العربية سيعقد في شهر ايار المقبل في المملكة العربية السعودية، ومن المرجح ان يكون الموضوع الرئيسي للقمة اقتصاديا ويتناول كيفية مساعدة الاقاليم العربية المحتاجة .
وشدد على «أن القمة السعودية -الصينية-الايرانية ايجابية جدا، وأن مفاعيلها الاولية هي ارساء نوع من الاستقرار السياسي والأمني بين السعودية وايران، ولكن مفاعيلها على سائر الملفات المطروحة في المنطقة غير واضحة بعد».
«تاسك فورس» تحذّر
كذلك جال وفد من مجموعة العمل الأميركي من أجل لبنان (فورس تاسك فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل على المسؤولين، فزار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب. وبعد اللقاء تحدث بوحبيب الذي أعلن ان زيارة الوفد «هي لتشجيع اللبنانيين والمسؤولين على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، واقرار الإتفاق مع صندوق النقد الدولي لكي يعود لبنان الى ما كان عليه».
اضاف بو حبيب: كما بحثنا في موضوع صندوق النقد الدولي، وملف النزوح السوري لأنهم سند قوي لنا في هذا الملف.
بدوره تحدث السفير السابق إدوارد غابرييل الذي قال: اننا قلقون جدا على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وقد لمسنا معاناة الشعب اللبناني في تدبير معيشته من خلال اللقاءات التي أجريناها، في ظل عدم توافر الكهرباء والمياه وكل مقومات العيش، وفي ظل الركود الاقتصادي المتردي لا يمكن للمواطنين اللبنانيين ايجاد الوظائف.
أضاف: جئنا لنستطلع سُبل مساعدة الشعب اللبناني وقد التقينا اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتحدثنا عن السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية هذه الاراضي، ونرى ان الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد جدا بمساعدة الولايات المتحدة، ليس فقط في موضوع الامن وحفظ الاستقرار، ولكن ايضا في موضوع مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، وقد تلقينا تقريرا جيدا عن هذا الموضوع من قِبل قائد الجيش.
وزار الوفد ايضاً، وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، وقال غبرييل: جئنا للتحدث مع وزير العدل لفهمٍ أفضل لكيفية عمل القضاء من أجل تحقيق العدالة في ملف انفجار المرفأ وغيره من الملفات بشكل عام، وفهم العملية المتعلقة بانفجار المرفأ وكيفية تحقيق العدالة القضائية المستقلة لهذا الملف. وقد كان الوزير صريحا جدا معنا في وصف التحديات التي واجهها منذ البداية، والتحديات التي يواجهها في الملفات الأكثر شيوعا والتي قرأنا عنها بشكل عام في كل المجالات.وسننقل هذه المخاوف الى واشنطن ونعبّر لصانعي السياسة هناك عما علمناه، لكننا نترك للوزير انطباعا مباشرا بأن هناك مثل هذا القلق الذي يجب أن نبدأ فيه محادثات تحسين استقلالية القضاء آملين مواصلة هذا الحوار.
وقال الخوري: وصل الوفد الى لبنان للاستعلام عن كل الأوضاع اللبنانية ومنها الاقتصادية والمالية والسياسية، وبما فيها أيضا الشأن القضائي، وكيفية سير العدالة في لبنان. لقد شرحنا للوفد الوضع القائم بحيث ميّزنا ما بين الفترة 2019 حين كانت الأمور تجري بشكل سليم وصحيح وقانوني، وما بعد 2019 والمصاعب التي اعترضت حسن سير العمل القضائي، كما تطرقنا أيضا الى الملفين اللذين يشغلان الوضع اللبناني داخلياً وخارجياً وهما ملف انفجار المرفأ وملف المصارف.
اضاف: من الطبيعي أن هناك أموراً لا يمكن لوزارة العدل إعطاء أي معلومة حولها بما فيها الملفات القضائية لأنه لا يحق لنا التدخّل في الملفات كجهة سياسية، وقد طلبنا من الوفد مساعدتنا على البت بهذه الملفات من خلال الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية تأمين صور الأقمار الصناعية إن أمكن، لأن هذا الأمر يساهم بتعجيل البت بالملف وبالتالي في إحقاق العدالة.
والتقى الوفد ايضاً نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ثم قائد الجيش العماد جوزف عون واطّلع أعضاء الوفد على المهمات التي يقوم بها الجيش لحفظ أمن لبنان واستقراره، والصعوبات التي يمر بها في ظل الأزمة الحالية وسبل مساعدته لتخطيها.
غلاء المعيشة
على الصعيد المعيشي، استقبل ميقاتي الذي يغادر الى الفاتيكان في الساعات المقبلة، رئيسَ اتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر الذي قال بعد اللقاء: بحثنا في اصدار مراسيم زيادة غلاء الأجور في القطاعين العام والخاص، واشار الى امكان ان يبحث في أول جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل بعد عودته من روما في هذه المواضيع.
اوضح ان هذه الزيادات التي بحثت تم الإتفاق عليها عندما كان سعر الدولار نحو 40 الف ليرة لبنانية، وهي لم تعد تفي بالغرض أمام دولار بلغ نحو مئة الف ليرة، لذلك دعونا الهيئات الاقتصادية ووزير العمل لإعادة إحياء لجنة المؤشر في هذه المرحلة الخطرة، لاقرار زيادة أخرى تتماشى مع الوضع وتفي بالغرض، اي اقرار سلّمٍ متحركٍ للأجور مرتبطٍ بالدولار الأميركي في القطاعين العام والخاص حتى لا نبادر الى اجتماعات يومية.
وقال: نحن أمام سعر متحرك للدولار، وما من مسؤول يحاسب أو يبادر الى اتخاذ إجراءات معينة، واقصد هنا المسؤولين الماليين، لتثبيت سعر صرف الدولار، لأن هذا الارتفاع يؤدي بنا من كارثة الى أخرى، ومن هنا ضرورة تثبيت سعر صرف الدولار لنتمكن من البدء بالمعالجات.
COMMENTS