افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 10 أيار، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 18 شباط، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 7 آب، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 06 شباط ، 2024

اللواء
«انتفاضة المودعين» تحدّد الأهداف: السلطة والمصارف
مخاوف من ضغط استهداف غزة على الاستحقاق.. وشيا تبحث عن «داتا المعلومات» عند البيسري
كما هي حال المنطقة بصراعاتها وتحولاتها وتحركات اطرافها ودولها، كذلك حال لبنان المتقطع الأوصال في ما خص مؤسسات الدولة والمنشغلة قواه في حسابات، أقل ما يقال فيها، لا تتقاطع عند المصلحة الوطنية العليا.
ولئن كانت «انتفاضة المودعين» سجلت خطوة متقدمة، على طريق مهاجمة «أهداف محددة» ولو ادى الامر الى صدام مع القوى الامنية، عبر استهداف السلطة والمصارف في وقت واحد، فإن حركة البحث عن رئيس بقيت اسيرة الحوار الذي ينشده نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، الذي التقى نواباً في اللقاء الديمقراطي و«التغييريين» قبل ان يعلن من عين التينة ان الحوار هو السبيل الوحيد للخروج مما وصفه «بالفراغ القاتل» او تتقاطع او تتباعد مع حركة السفراء، لا سيما سفراء المجموعة الخماسية، الذين يواصلون اتصالاتهم على مستوى مختلفة: إما لايضاح مواقف دولهم من انجاز الاستحقاق، وإما للحث على تجاوز العقبات وإنهاء الخلو الرئاسي.
وتتحدث المصادر المعنية بالمسار الانتخابي عن تزايد الفجوة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اذ في حين يعلن نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان «أملنا زاد لانتخاب من اخترناه رئيساً، في اشارة الى النائب السابق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يتحرك النائب جبران باسيل للتطلي وراء موقف «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب الرافض لفرنجية، باعتباره مرشح حزب الله او «الثنائي الشيعي»، مكرراً معزوفات ممجوجة عن الميثاق والشراكة، مراهناً على عدم تأمين النصاب الدستوري لعقد جلسة نيابية تؤدي لانتخابه.
وفي الاطار، لا تخفي المصادر إياها المعلومات عن جهد دبلوماسي لعقد جلسة بعد منتصف حزيران او في الاسبوع الاول من تموز لانتخاب الرئيس، بعد ان تكون القمة العربية التي يمثل لبنان فيها الرئيس نجيب ميقاتي، ومن المتوقع ان يتضمن البيان الختامي دعوة ملحة لانهاء الفراغ الرئاسي واعادة الحياة الى مؤسسات الدولة اللبنانية.
ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ«اللواء» أن لا جديدا على صعيد الرئاسة والمبادرات الفردية تأخذ مداها دون أن يعني أنها قادرة على معالجة تعقيدات الملف. وقالت المصادر إنه على الصعيد المحلي يستكمل التواصل بين القوى السياسية إنما من دون إحراز تقدم فيما يتجه المبادرون إلى جوجلة النتيجة قبل أي خطوة جديدة.
وأوضحت أن المواقف السياسية التي عبر عنها رؤساء الكتل النيابية اظهرت انقساما في مقاربة هذا الملف ، لكن المساعي مستمرة ولم يعلن أحد إقفال الأبواب امامها بأنتظار تلاقيها مع مبادرة خارجية من العلم أنها غير جاهزة بعد.
وختمت ان عودة الحديث عن ارتفاع حظوظ قائد الجيش العماد حوزف عون في الاستحقاق الرئاسي ينتظر ترجمة والا يبقى في سياق تكرار تحليلات سابقة ليس الا.
وفي اطار رئاسي متصل، اعتبرت مصادر سياسية السقطة التي وقع فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خلال مقابلته التلفزيونية الاخيرة، بخصوص تاييده وجود الثلث المعطل في اول حكومات العهد اذا انتخب رئيسا للجمهورية، ورؤيته لكيفية المداورة بتوزيع الحقائب،بانها زادت من تقلص تأييد عدد من النواب السنّة الذين كانوا يرغبون بتاييد انتخابه للرئاسة اولا، واثارت حفيظة القيادات السنيّة ثانيا والكتل المعترضين على انتخابه اساسا،باعتبار ان ما يحمله سلفا من رؤى وتصورات، لايعدو نسخة طبق الأصل عن توجهات فريق الممانعة الذي يتبنى ترشحه للرئاسة، ولا يبشر بتغييرات واعدة في الاداء السياسي وادارة السلطة.
وشددت المصادر على ان طرح فرنجية لشكل الحكومة الجديدة، لم يكن موفقا، بل زاد من تقلص نقاط تاييد انتخابه بعدما سقطت رهانات داعميه للرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالحصول على موقف سعودي داعم له، يقلب مواقف القوى السياسية الرافضة لانتخابه وتحديدا من المعارضة.
واشارت المصادر إلى ان اعتماد حكومات الثلث المعطل،لم تكن نموذجا ناجحا، لاعادة تكرار تطبيقه، بل كان مجرد واجهة يتلطى وراءها فريق الممانعة اوبعضه،للامساك بزمام القرار السياسي،او لتعطيله متى يشاء، وتعطيل انطلاقة الدولة اللبنانية وقراراتها.
وختمت المصادر بأن فرنجية اسقط صدقية، ما روج عنه من ضمانات للجانب الفرنسي لدى زيارته لباريس مؤخرا،في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، لانه لايملك زمام التحكم بها وخصوصا مايتعلق بسلاح حزب الله،واعطى الاطراف السياسيين المعارضين حججا اضافية للاستقواء بها، والتمسك برفض انتخابه للرئاسة، وفتح الابواب امام احد المرشحين الرئاسيين المطروحة أسماؤهم، للتقدم اكثر من خطوة الى الامام في السباق الرئاسي.
بالمقابل أبدت مصادر سياسية خشيتها من ردات الفعل وتدهور الاوضاع، جراء العدوان الاسرائيلي الذي استهدف كوادر من الجهاد الاسلامي وابرياء في قطاع غزة، وإمكانية تمدد التصعيد الاسرائيلي، ليطال المناطق المحاذية لاسرائيل، وتحديدا جنوب لبنان، وما يمكن ان يجره من تداعيات ومخاطر، تنسحب على الداخل اللبناني، وتزيد من التصادم السياسي الداخلي حول ملف الانتخابات الرئاسية وتداعياته السلبية على الوضع اللبناني المتردي اساسا.
وتعزو المصادر مخاوفها من التصعيد والتازم المحتمل للعنوان الاسرائيلي الى جملة عوامل ابرزها، اختيار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، توقيتا حساسا جدا، يتزامن مع قرار الجامعة العربية بإعادة سوريا إليها مؤخرا، وثانيا حصول الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية لاول مرة بمعزل عن الدول الغربية الداعمة لإسرائيل وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، اما لاختبار ردات الفعل الايرانية باعتبار الجهاد الاسلامي تلوذ بالفلك الايراني، ومدى مخاطرها، في حال استهداف المفاعلات النووية الايرانية لاحقا، ولارسال رسالة اعتراض للمملكة، مفادها رفض إسرائيل لمثل هذه الاتفاقات التي تعيق خطط إسرائيل للاستكمال تطبيع علاقاتها مع الدول العربية ولاسيما بالخليج العربي.
اما العامل الثالث والمهم، فهو شدشدة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بعدما ترهلت بفعل الاعتراضات والانقسام على التعديلات المقترحة على صلاحيات السلطة القضائية، وبداية تفسخ الحكومة الإسرائيلية، واعادة تجميع القوى السياسية وراء الحكومة المتطرفة، من خلال تكبير حجم المخاطر والتحديات التي تواجه إسرائيل، وهو ماكانت تلجأ اليه الحكومات الإسرائيلية للخروج من مأزقها الداخلية باستمرار.
وفي الوقائع، استمرت اللقاءات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، ومنها حراك النائب بو صعب الذي اعلن انتهاء المرحلة الاولى من مبادرته متوقعا ان تؤدي الى الخلاص، وذلك بالتوازي مع لقاءات السفيرين السعودي والقطري مع القوى السياسية وترقب نتائجها، لكن وسط اجواء تفيد ان اي شيء لم ولن يتبلور قبل اتضاح نتائج القمة العربية في 19 الشهر الجاري وكيفية تعاطي الزعماء العرب مع الازمة اللبنانية، هل يستمرون في اسداء النصائح وتحديد المعايير لمساعدة لبنان، ام تحصل مبادرة عربية ما تدفع الاستحقاق الرئاسي الى حدود التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية ومعالجة باقي الازمات تباعاً وابرزها ازمة النازحين السوريين بعد عودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية.
وفي معلومات «اللواء» من مرجع سياسي، ان الحلول ما زالت بعيدة خاصة بعد اعلان الدول المعنية العربية والغربية عدم تدخلها لا في اسماء المرشحين ولا في ما يقرره اللبنانيون بل يدعون للتفاهم ويحكمون على النتائج، وبعد تعذر التوافق الداخلي على اسم مرشح للمعارضة مقابل ترشح سليمان فرنجية. فيما يتردد ان مرشحي المعارضة بعد التخلي عن النائب ميشال معوض بموافقته، باتوا معروفين وهم: قائد الجيش العماد جوزف عون، النائب نعمة افرام، الوزراء الاسبقين زياد بارود وصلاح حنين وجهاد ازعور. الى جانب اسماء اخرى غير جدية. ما يمكن ان يفتح الطريق امام جلسات انتخابية تنهي الشغور الرئاسي خلال منتصف الصيف.
حركة بو صعب
زار بو صعب امس الرئيس بري ووضعه في أجواء اللقاءات التي اجراها مع المرجعيات الروحية والقيادات السياسية والكتل البرلمانية. وعلمت «اللواء» انه يطرح على من زارهم اقتراحات لتقريب وجهات النظر عبر شكل من اشكال الحوار للإلتقاء على رؤية موحدة للإستحقاق الرئاسي. وخلال عشرة ايام قد تتبلور فكرة او صيغة لشكل من اشكال الحوار والتلاقي سواء عبر تداول مباشر اوطاولة حوار لكن الفكرة ما زالت قيد التبلور. وقد طالب اللقاء الديموقراطي بعناوين الحوار والمدى لزمني للمبادرة، حتى لا تتحول المبادرة الى افق مفتوحـة لذلك لا بد من معرفة مدى قابلية كل القوى السياسية لمبدأ الحوار وما قد ينتج عنه بغض النظر عن شكله، ومن هو اسم المرشح الوافقي للرئاسة لا رئيس التحدي، وما هو المشروع الذي يحمله، حيث ركز اللقاء الديموقراطي على التزام اتفاق الطائف وتطبيق اللامركزية الادارية وتحقيق الاصلاحات المالية والاقتصادية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
واعلن من عين التينة: لمست من الرئيسبري نفس التفاهم ونفس الأجواء، والرئيس بري مازال على طرحه بالحوار الذي دعا اليه تقريباً من فترة على مرحلتين والذي لم يحصل، ومن بعدها حصل ترشيح لبعض الأسماء وطبعاً صارت معروفة الأسماء المرشحة.
وأضاف: نحن نحاول أن نجد طريقة ثانية من أجل أن نرى ما هي التطورات التي تجعلنا نذهب بإتجاه جديد لجمع كل الأفرقاء «ويصير في حكي»، وجدت أن هناك تطابقاً في وجهات النظر وإتفقت مع الرئيس بري على الخطوات القادمة التي ممكن أن نقوم بها والتي هي مقبولة. لا اريد ان اتكلم بالتفاصيل كثيراً الآن.
واوضح ان هذه المبادرة التي اقوم بها، مبادرة او حركة استكشافية، هي على مراحل عدة. المرحلة الاولى تقريباً تنتهي اليوم (امس) والتقييم يحصل في ضوئها وننطلق الى المرحلة الثانية، الهدف منها أن نحرك الركود الموجود لأنه، كما قلت من قبل واليوم أكرر، المنطقة والاقليم كله يتغير، والإستقرار في المنطقة قادم، وعلينا كلبنانيين أن نتكلم مع بعضنا البعض ونلتقط الفرص وهذا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يخلصنا من الفراغ القاتل الذي نعيشه في لبنان.
بعدها، توجه بوصعب الى كليمنصو حيث التقى رئيس كُتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، بحضور كلاّ من النواب وائل أبو فاعور، هادي أبو الحسن، فيصل الصايغ ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، حيث جرى عرضٌ للأوضاع الراهنة والمستجدات السياسية.
وإثر اللقاء قال أبو الحسن: نرحّب بهذه المبادرة، خصوصاً وأننا في «اللقاء الديمقراطي» نؤمن بالحوار سبيلاً للخروج من الأزمات، وقمنا بعدّة محاولات في موضوع الاستحقاق الرئاسي مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي والمعنيين جميعاً، للدفع قدماً لكسر الجمود وانتخاب رئيس للجمهورية ولكن لم نوّفق في ذلك، علماً أن رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط قامَ بخطوة ومبادرة لكسر الجمود لم تلقَ حتى اللحظة الصدى المطلوب.
ومساء التقى بو صعب عددا من نواب مجموعة التغيير.
السفير السعودي
اما السفير السعودي وليد البخاري فقد زار أمس، رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وقال في تصريح بعد لقائه: واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل».
كما اجتمع البخاري في مكتبه في السفارة مع رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون. وتم استعراض المستجدات على الساحة اللبنانية والاقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل بخاري في مقر إقامته باليرزة، السفير البريطاني لدى لبنان هاميش كاول. وجرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية التي تربط البلدين الصديقين إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وكان تكتل «الاعتدال الوطني» قد زار السفير السعودي في منزله في اليرزة مساء امس الاول، وتطرق البحث الى الاوضاع العامة في البلاد لاسيما الاستحقاق الرئاسي، وأكد السفير بخاري، بحسب بيان للتكتل، «الموقف الحيادي للمملكة العربية السعودية وضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق». واكد اعضاء التكتل امام السفير «ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة، وشددوا على ضرورة عدم مقاطعة اي كتلة او نائب جلسات الانتخاب لأن من واجب النواب حضور هذه الجلسات والتعبير عن رأيهم بكل ديموقراطية وشفافية. وتم الاتفاق على لقاء قريب لاستكمال البحث».
في الموازاة، إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي، السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وكان عرض للمستجدات على الساحة المحلية.
على صعيد آخر، وفيما لا يزال ملف النزوح السوري في الواجهة، استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري في مكتبه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتم البحث في التطورات على الساحة الداخلية، لا سيما الدور الذي يضطلع به البيسري لجهة التنسيق مع الجانب السوري لاعادة النازحين السوريين، وعما اذا كان تسلم «داتا المعلومات» من مفوضية اللاجئين وما تضمنته من اعداد رسمية موثقة لتوادهم في لبنان وحركة الدخول والخروج.
تحرك المودعين
وعلى المستوى المعيشي وبإنتظار ما ستقرره الحكومة، عاد المودعون في المصارف الى حركة الشارع واعتصموا امام المجلس النيابي مطالبين باستعادة اموالهم وحاول بعضهم اقتحام بعض المصارف فليم يتمكنوا فقاموا بتحطيم واجهاتها، واحرقوا الاطارات امام مجلس النواب ودارة الرئيس نجيب مقاتي وجمعية المصارف، مطالبين بودائعهم واصطدموا بقوى الامن الداخلي، بعدما حاول البعض الاخر من المحتجين اقتحام الشريط الشائك امام منزل ميقاتي، وعملت القوى الامنية على اطلاق المفرقعات النارية والقنابل المسيلة للدموع لابعاد المتظاهرين.
وأكّد أمين سر جمعية صرخة مودعين ريتشارد فرعون أن تحرك الأمس، يأتي من ضمن جملة تحركات تختلف عن سابقاتها، معلناً أن نقطة الانطلاق ستكون من أمام مجلس النواب يتبعها عدة أهداف لم يعلن عنها، مشيراً إلى أن التواصل مع المسؤولين، من أعلى الهرم إلى أسفله، لم يلق اهتماماً ولم يصل إلى أي نتيجة خلال الأربع سنوات الماضية، ما يستدعي التصعيد.
وأوضح فرعون أن وضع المودعين مزرٍ مع المعاناة اليومية التي يعيشونها في ظل الأزمة الاقتصادية، وعدم قدرتهم على تأمين الدواء والاستشفاء، واعتبر ان لا تمييز لدى الجمعية بين مودع صغير جمع أمواله بعرق جبينه ومودع كبير، مفرّقاً بين الأموال المشروعة وغير المشروعة، لافتاً إلى أن بدعة الحسابات المؤهلة وغير المؤهلة تهدف إلى سرقة أموال المودعين من قبل الطبقة السياسية الفاسدة بمصالحها المتشابكة من أكبر المسؤولين إلى أصغرهم.
غادة عون مجدداً
الى ذلك، وبرغم قرار وقفها عن العمل، وبناء للشكوى المقدمة من أعضاء الدائرة القانونية في «جمعية الشعب يريد اصلاح النظام» ضد المصارف بجرائم «الاثراء غير المشروع وتبييض الاموال والاحتيال واساءة الامانة»، وبعد ادعائها سابقاً ضد مصرفي «سوسيتيه جنرال» و«عودة»، ادعت القاضية غادة عون على «بنك البحر المتوسط» ممثلاً برئيسة مجلس ادارته الوزيرة السابقة ريا الحسن «وكل من يظهره التحقيق من أعضاء مجلس الادارة ومدققي الحسابات ومفوضي المراقبة وغيرهم بجرم تبييض الاموال المنصوص عليه في المادة الاولى الفقرة 3 البند ب من القانون رقم 306/2022»، وأحالت المدعى عليهم بموجب ورقة طلب الى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان طالبة اجراء التحقيقات معهم.

 

البناء
سوليفان أبلغ القرار ونتنياهو للتنفيذ: محاولة أميركية «اسرائيلية» لوقف الانحدار والتآكل
اغتيال قادة الجهاد استباق لمواجهات أيار برصيد احتياطي وسعي لتحييد حماس
المقاومة ترد بالوحدة وتستنزف الكيان بدفعه للانتظار على قدم واحدة… أين ومن أين ومتى الرد؟
حردان استقبل القائم بالأعمال السوري: لمعالجة ملف النازحين بتواصل الحكومتين اللبنانية والسورية
بالتزامن مع زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي للمنطقة جاك سوليفان، وعودته غاضباً من الرياض بعد قرار استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، دون اقامة اعتبار للتحذيرات الأميركية، ودون انتظار مناقشة القرار قبل اتخاذه، وتهديده بفرض العقوبات على الشركات والمؤسسات السعودية التي تتحدّى قانون قيصر للعقوبات على سورية، جاءت مناقشات سوليفان لحال التآكل التي تصيب قوة الردع الإسرائيلية بالتوازي مع تآكل الهيبة والنفوذ الأميركيين، وكانت الحسابات التي يقيمها نتنياهو لتفادي التآكل جاهزة على الطاولة، عبر عملية استباقية لمواجهات شهر أيار سواء خلال إحياء ذكرى النكبة وإعلان كيان اغتصاب فلسطين أو مسيرات الأعلام الصهيونية في القدس، وقد رافقها قبل عامين اندلاع معركة سيف القدس، والعملية الاستباقية التي أعدّها الشاباك كما قال الإعلام الإسرائيلي، ووافق عليها قادة جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات ووزير الدفاع تقضي بتنفيذ عملية تمّ التحضير لها وباتت جاهزة لاغتيال قادة بارزين في حركة الجهاد الإسلامي في غزة، والاستعداد لتحمل تبعات جولة مواجهة، مع السعي لتحييد حركة حماس منها، فحصل نتنياهو على الموافقة التي كان يعتقد أنها الأصعب في خطته، لاسترداد المبادرة بعدما تعرّضت حكومته للتصدع وباتت مهددة بالسقوط إثر تراجع نتنياهو عن المواجهة دفاعاً عن خطة شريكه في الحكومة ايتمار بن غفير حول الأقصى والأسرى، بعد تراجعه عن المضي بالتعديلات القضائية، وبعدما بلغ تنامي المعارضة ما بات يهدد بامتلاكها قدرة هز إمكانية بقائه في الحكم، مع بلوغ تظاهراتها الاحتجاجية أرقاماً قاربت النصف مليون يعجز نتنياهو وحلفاؤه عن مجاراتها، فيما كانت صورة الردع تبلغ الحضيض إثر الهروب المستمر من خيار المواجهة، بسبب قلق الجيش والتحذيرات الأميركية من التورط بخطر حرب يصعب السيطرة عليها. وهكذا أصدر نتنياهو أمر التنفيذ وتم تنفيذ المجزرة التي أودت بحياة ثلاثة عشر شهيداً، بينهم زوجات واطفال قادة حركة الجهاد الذين استشهدوا في الاعتداء الإسرائيلي فجر أمس.
قرأت قوى المقاومة العملية الحربية بهدوء وتعاملت معها بهدوء، وفي مقام الأولوية كان الحرص على إحباط محاولات اللعب على وحدة قوى المقاومة، فكانت الوحدة هي الردّ الأول عبر بيان غرفة العمليات المشتركة الذي تضمّن إعلاناً لقرار الرد في توقيت تقرّره المقاومة. وكان الغموض في موعد الرد ومكانه ونقطة انطلاق الردّ الجزء الثاني من الرد نفسه، فوقع الكيان كله في الارتباك، وليس الحكومة فقط، ولا الجيش والمخابرات فقط، الجيش مستنفر ووحداته على أهبة الاستعداد على مدى ساعات طويلة وربما أيام، والمعركة لم تبدأ، المستوطنون يتمّ ترحيلهم من غلاف غزة، وفي المناطق الأخرى يتجمعون على مقربة من الملاجئ بانتظار سماع صفارات الإنذار، والاقتصاد والإدارات في توقف تامّ، وحبس الأنفاس يشمل كل شيء والكل واقف على قدم واحدة، والمقاومة تستعدّ أصلاً لربط مواجهتها رداً على العدوان بالمواجهة التي لا بدّ منها في مواكبة مسيرات الأعلام ويوم النكبة، ولا أحد يعلم كيف وأين ومتى ومن أين؟
المنطقة عشية احتمال حرب، ربما تكون قد تحوّلت إلى ممر إلزامي لتثبيت معادلات القوة، وترجيح كفة على كفة، بعد توازن سلبي خيّم طويلاً على المنطقة ولم يعد قادراً على احتواء المتغيرات، في ظل انزياحات واضحة أصابت معسكر حلفاء واشنطن، مثلت الرياض وأنقرة أبلغ تعبيراته.
لبنان الذي يتابع محاولات إحداث اختراق في الفراغ الرئاسي مستنفر أيضاً على إيقاع المشهد الفلسطيني، لأن احتمالات توسّع المواجهة وارد، وقد تكون العرقلة الأميركيّة للمسار الرئاسي أحد أشكال الرد على تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة وإثبات القدرة على التعطيل أسوة بما جرى في السودان، والكل يحاول أن يقرأ التطورات لبناء خطواته دون الوقوع في دعسة ناقصة، ما جعل الجمود الرئاسي يتلقى شحنة إضافية بانتظار أن ينجلي المشهد الفلسطيني عن صورة واضحة ومسار يمكن البناء عليه.
في شؤون المنطقة والعلاقة اللبنانية السورية كان مضمون المحادثات بين رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان والقائم بالأعمال السوري الدكتور علي دغمان الذي زاره في مكتبه، بحضور قياديين من الحزب، وتحدّث حردان ودغمان بعد اللقاء عن أهمية معالجة ملف النزوح السوري في لبنان بالتواصل بين الحكومتين اللبنانية والسورية.
استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية في بيروت علي دغمان والمستشار السياسي د. علي ضاهر، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، العميد رامي قمر وعضو المجلس الأعلى د. جورج جريج.
وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدّات، وكان تشديد مشترك على أهمية تعزيز العلاقات الرسمية بين دمشق وبيروت، وبحث كلّ الملفات على هذا الصعيد، ومنها ملف النازحين، لكي لا يبقى هذا الملف محلّ استثمار، خصوصاً أنّ الجهات التي استثمرت في التشجيع على النزوح، هي ذاتها تستثمر في التحريض عليهم.
وخلال اللقاء أكد دغمان، أنّ سورية لم تتخلّ يوماً عن مسؤولياتها تجاه الأشقاء العرب، وهي شديدة الحرص على المسارات الإيجابية التي تحقق التعاون والتضامن العربيّين، وتؤطر كلّ الجهود في سبيل الدفاع عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية.
بدوره، أكد رئيس «القومي» الأمين أسعد حردان، أنّ عودة قنوات التواصل بين دمشق والعواصم العربية بعد سنوات من القطيعة، تؤسّس لمرحلة جديدة، تستعيد من خلالها الأطر العربية الجامعة اعتبارها ودورها الفاعل والمؤثر. ورأى أنّ انتصار سورية على الإرهاب، عزّز حضورها وتأثيرها في المعادلات الإقليمية والدولية، وهذه حقيقة تؤكد التطورات صحتها.
وأكد حردان ضرورة أن يتلقف لبنان الرسمي الأجواء الإيجابية تجاه سورية، وأن تبادر الحكومة اللبنانية إلى وضع خريطة طريق للعلاقات الطبيعية المميّزة مع دمشق، وتفعيل الاتفاقيات المشتركة الموقعة في إطار معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، والتي تصبّ في مصلحة لبنان، وكذلك معالجة ملف النازحين السوريين الذين نشدّد على ضرورة عودتهم الى بيوتهم وأرزاقهم، لطي صفحة الاستثمار في نزوحهم من قبل خصوم سورية وأعدائها.
ويواصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حراكه الديبلوماسي ولقاءاته مع المرجعيات والقوى السياسية، والتقى أمس، تكتل «الاعتدال الوطني» في منزله في اليرزة، وتطرق البحث الى الأوضاع العامة في البلاد لا سيما الاستحقاق الرئاسي، وأكد السفير بخاري، بحسب بيان للتكتل، «الموقف الحيادي للمملكة العربية السعودية وضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق». وأكد أعضاء التكتل أمام السفير «ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة»، وشدّدوا على ضرورة «عدم مقاطعة اي كتلة او نائب جلسات الانتخاب لأن من واجب النواب حضور هذه الجلسات والتعبير عن رأيهم بكل ديموقراطية وشفافية وتمّ الاتفاق على لقاء قريب لاستكمال البحث».
ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي سيزور كتلة الاعتدال عصر الخميس المقبل والى حينه ستتضح الأمور ويتبلور تصوره النهائي حيال الرئاسة ويبلغه للتكتل.
كما زار البخاري الرئيس فؤاد السنيورة. وقال في تصريح بعد لقائه: «واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل». كما اجتمع البخاري في مكتبه في السفارة مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون. وتم استعراض المستجدات على الساحة اللبنانية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكشفت مصادر إحدى الكتل التي اجتمعت مع السفير السعودي لـ»البناء» أن «السعودية تدعم إنجاز الاستحقاق الرئاسي وهي حثت الكتل النيابية كافة النزول الى المجلس وعدم التغيب والمقاطعة وانتخاب الرئيس وممارسة اللعبة الديموقراطية». وأشارت المصادر الى أن المملكة تضغط لانتخاب رئيس خلال أسبوعين على أن يحكموا على الممارسة لا سيما سياسة الحكومة الجديدة، مشدّدة على أن لا فيتو على أي اسم ولا مشكلة مع رئيس المردة سليمان فرنجية ولا مشكلة لديها بعلاقته الجيدة مع حزب الله.
كما لفتت المصادر الى أن السعودية تريد انتخاب الرئيس في لبنان أولاً لانتظام عمل المؤسسات وإعادة النهوض الاقتصادي والإنمائي في لبنان، انطلاقاً من إرادة لدى المملكة بحل كل الملفات العالقة في المنطقة من ضمنها الملف اللبناني.
كما أكدت مصادر «البناء» أن الوفد القطري المؤلف من السفير القطري في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي والمستشار في السفارة والمسؤول عن الملف اللبناني مشعل الكواري يعقدان اجتماعات مع قوى سياسية وكتل نيابية بالتنسيق مع السعودية وزار أمس الأول تكتل الاعتدال الوطنيّ ولم يسمّ أي مرشح ولم يظهر أي فيتو على أحد ولا يمانع انتخاب فرنجية.
وأشارت أوساط مطلعة لـ»البناء» الى أن جميع ممثلي الدول الفاعلة في لبنان والصديقة له دعت الكتل النيابية لانتخاب الرئيس وأكدت بأنها لا تضع فيتو على أي مرشح، ما يعني انتقال اللعبة الى الداخل اللبناني. ومن هذا المنطق فإن الرئيس بري وبعد لقائه مع السفير السعودي ابدى ارتياحه للمناخ الإيجابي وسيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس في وقت قريب. ومن المرجح أن تكون الأسبوع المقبل وسيكرّر الدعوة الى جلسات متتالية مطلع حزيران.
وفي موازاة ذلك، تنشط السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو باتجاه المرجعيات وزارت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي، وعرضت معه المستجدات على الساحة المحلية.
على خط رئاسي آخر، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على الكتل النيابية، وحطّ أمس في عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأعلن بوصعب بعد اللقاء «انتهاء المرحلة الأولى والتقويم يحصل بعدها والهدف منها تحريك الركود الحاصل في الاستحقاق الرئاسي في ظل الاستقرار الإقليمي ومن الممكن ان ينتج عنها الخلاص». وأضاف «لمستُ من الرئيس برّي تمسّكه بموقفه، وبعد رفض الحوار نحاول إيجاد طريقة للذهاب باتجاه جديد لجمع الأفرقاء».
بعدها، توجه بوصعب الى كليمنصو للقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ووفداً من «اللقاء». وقال بوصعب: «أكدنا التوافق على ضرورة تنظيم المرحلة المقبلة والعمل على جمع القواسم المشتركة ومد الجسور وطلبت منهم التعاون بهذا الموضوع». اضاف: «لا أدخل في الاسماء ولكنها جزء من الحديث بيني وبين الأفرقاء السياسيين». وتابع: «سنلاحظ نتيجة المبادرة والزيارات في الأسبوعين المقبلين».
وأكدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» أن «الحزب ليس لديه خطة ب في المرحلة الحالية ومتمسك بدعم مرشحه غير المطروح للمناورة والمساومة وأي حديث عن تنازل عن فرنجية لصالح مرشحين آخرين كما يُشاع غير صحيح. وفرنجية لا يزال في صدارة المرشحين لا بل المرشح الأبرز والأوفر حظاً ويمثل تقاطعات إقليمية ودولية ومحلية».
وشددت الأوساط على أن الظروف الاقليمية والدولية تنعكس على كامل المنطقة لا سيما الاتفاق الإيراني السعودي وعودة سورية الى الجامعة العربية، لكن المشهد سيتبلور أكثر خلال الشهرين المقبلين ويحتاج الى وقت لينعكس جلياً على الملف اللبناني. ولفتت الى أن «الأمور ليست في خواتيمها الإيجابية النهائية لكن ليست سلبية كما تشيع الاطراف المعارضة للتسوية».
وأكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «فرصة انتخاب الرئيس هي اليوم أكثر وضوحاً لكنها غير ناجزة بعد، ونحتاج إلى بعض الوقت وآمل أن لا تكون طويلة».
وقال: «الأصوات المؤيدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وازنة وثابتة وقابلة للزيادة، بينما لا يوجد مرشح آخر حتى الآن. والفارق بين الاسم المطروح من قبلنا والأسماء الموجودة في اللائحة التي تضم ستة عشر مرشحاً، لا تتيح على الإطلاق وجود أي منافسة وازنة بسبب الفارق الكبير بين عدد الأصوات المؤيدة لفرنجية وعدد الأصوات المؤيدة لكل واحد من المحتملين من هذه اللائحة، وهو فارق كبير جداً».
ولفت إلى أن «هناك ثلاثة رهانات قام بها بعض الأفرقاء الآخرين سقطت، رهان التخلي عن ترشيح فرنجية من قبلنا لإلغائه من السباق الرئاسي، وهذا أمر لم يحصل ولن يحصل، ثانياً رهان على الموقف الخارجي ليضغط علينا حتى يمنع انتخابه وقد انتهى هذا الرهان بعد المواقف التي أعلنت بعدم تدخل الدول الإقليمية والدولية لا سلباً ولا إيجاباً، فإذن لا يستطيع هؤلاء في الداخل أن يغطوا عجزهم بتدخلات إقليمية أو دولية. والرهان الثالث الذي سقط كان إصرارهم على إيجاد هجمة إعلامية سياسية على المرشح المدعوم من قبلنا لتيئيسنا تحت عنوان أن لا فرصة لديه لإمكانية الفوز، لكن تبين أن قنابل صوتية لا أثر لها وأن خيارنا للمواصفات كان مصدر قوة حقيقية بثبات هذا الخيار».
على صعيد آخر، اعتصم عدد من المودعين وأحرقوا الاطارات أمام مجلس النواب ودارة الرئيس نجيب مقاتي وجمعية المصارف، مطالبين بودائعهم، في تحرك لم يخل من المواجهات مع القوى الامنية.
أما في ما يتعلق بملف النازحين السوريين، فاستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري في مكتبه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتم البحث في التطورات على الساحة الداخلية.
وعقد اجتماع في وزارة الداخلية والبلديات برئاسة الوزير القاضي بسام المولوي، وتم إبلاغ كافة البلديات إجراء إحصاء ومسح في كل بلدة عن أعداد السوريين وإذا كانوا مقيمين بشكلٍ قانوني. وعليه بدأت البلديات من خلال عناصر شرطة البلدية في كل بلدة إجراء مسح على النازحين السوريين.
وأشارت مصادر أمنية وقانونية ومطلعة على الملف لـ»البناء» الى أن «أزمة النزوح لن تحلّ بشكل جذري وكامل قبل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تنسق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين»، وتحدّثت عن ثلاثة مسارات للحل:
توجه وسياسة الحكومة اللبنانية الجديدة تجاه الحكومة السورية.
اقناع مفوضية شؤون اللاجئين بعدم دفع المساعدات والأموال للنازحين الا في سورية.
توافق دولي على حل سياسي في سورية.
ويخلص المصدر للقول إنه عبر المسار الأول يمكن إعادة جزء مهم من النازحين بالتفاوض بين الحكومتين، لكن لن يتمكن من حل الملف.
ورحّب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب في حديث تلفزيوني بزيارة سورية إلى لبنان، ونحن قمنا بزيارة الى سورية بعد الزلزال الذي ضربها وقد التقينا الرئيس السوري بشار الأسد»، وذكر أن «السعودية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ستوجهان الدعوة للأسد لحضور القمة العربية في جدة، ومن الممكن أن يجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الأسد في قمة الرياض».
على مقلب آخر، أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، «أن ثمة سبباً للتفاؤل بعدما عبر الرئيسان التنفيذيان لشركتي «توتال إنرجيز» الفرنسية و»إيني» الإيطالية عن تفاؤلهما بخصوص منطقة الامتياز رقم تسعة، التابعة للبنان». ولفت فياض خلال جلسة نقاش في المؤتمر العالمي للمرافق في أبوظبي، إلى أنه «من المقرر أن تبدأ أعمال التنقيب عن النفط والغاز قبالة الساحل اللبناني في أيلول المقبل».

 

الأخبار
واشنطن تدخل على خط العرقلة… دعماً لقائد الجيش
طوال الفترة السابقة، صبّت رهانات حلفاء واشنطن والرياض في بيروت على دور سعودي مُعرقِل لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى بعبدا. ولكن، بعد تبلّغ هؤلاء بـ «الموقف الرسمي» السعودي الذي نقله السفير وليد البخاري، بدوا أكثر إرباكاً، وإن كان بعضهم سمع من الأخير كلاماً فيه تحريض غير مباشر، من قبيل تكراره أن «الأمر بيدكم، وإذا نجحتم في تعطيل وصول فرنجية، لن نعارض ما تقومون به».
غير أن هذا الإرباك، معطوفاً على شعور أميركي بفشل الدول التي اعتقدوا أن بإمكانها منع وصول فرنجية، دفعا واشنطن، على ما يبدو، للعودة إلى الدخول مباشرة في اللعبة. وتؤكد مصادر على صلة بالحركة الديبلوماسية الأميركية الدائرة حول لبنان وجود «تبدّل في الخطاب والسقف الذي عبرت عنه سابقاً السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا ومساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف». وتشير المصادر إلى أن «هذه الأجواء بدأت تتظهر منذ أسبوعين. فبعد تأكيدات سابقة لشيا بأن بلادها لا تدعم أي اسم للرئاسة وستتعامل مع أي شخص ينتخب، سواء فرنجية أو غيره، باتت حالياً تنقل مواقف مغايرة بالتزامن مع معلومات عن تواصلها مع معارضي فرنجية لحثّهم على التوافق حول اسم مرشح في وجهه». كما نُقل عنها قولها أمام سياسيين إن «هناك فرصة لكسر فرنجية، والمعطيات تشير إلى أن المتمسكين به يرفعون سقفهم إعلامياً، لكنهم في الجلسات المغلقة يفتحون الباب أمام خيارات أخرى».
كما نُقل عن شيا أن ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون «يحظى بموافقة غالبية القوى المعارضة لترشيح فرنجية»، وأن فكرة الوصول إلى تسوية قد تكون صعبة في حالة إصرار ثنائي أمل وحزب الله على رئيس المردة في مقابل تشدد الفريق الآخر بدعم قائد الجيش.
وتؤكد المصادر نفسها أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وضِع في أجواء هذا التحوّل الأميركي، ونقل عنه زواره أن «الأميركيين بدأوا يتحركون»، وهو ما يتقاطع مع ما نقله نواب مسيحيون على تواصل مع الفريق الداعم لوصول فرنجية. التحوّل الأميركي تزامن مع حركة السفير البخاري، وتعزز مع استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، والحديث عن خطوات تطبيعية قريبة بين الرياض ودمشق، ما دفع أوساطاً سياسية إلى الخروج بالانطباعات التالية:
أولاً، انتهاء فترة السماح التي منحتها واشنطن لباريس للتوصل إلى مرشح «توافقي» وضمان عدم وصول مرشّح فريق 8 آذار، بدليل أن ثمة ملامح لتدخل أميركي لدى قوى المعارضة (قوات، كتائب، «تغييريون» و«مستقلون») لحشدهم خلف مرشح للرئاسة مقابل فرنجية.
ثانياً، سعى الجانب الأميركي بداية إلى عدم الإيحاء بأن لا دور رئيسياً له في الملف الرئاسي، حتى لا يدفع فريق 8 آذار، وتحديداً حزب الله، إلى التشدد في دعم فرنجية. فكلف باريس إدارة الملف كونها قادرة على التفاوض مع الحزب. إلا أن الأجندة الفرنسية كانت مختلفة، إذ تمسكّ الفرنسيون بتسوية تتيح لهم تحقيق مكاسب في السياسة ويحافظ من خلالها على شعرة معاوية التي ربطتهم أخيراً مع حارة حريك، بل وسعَوا إلى إقناع المملكة العربية السعودية بالتسوية.
ثالثاً، تثير تطورات الإقليم قلق الأميركيين من أن تتحول فرصة لكسب الفريق المناوئ لهم في الصراع الرئاسي، من عودة سوريا إلى الجامعة العربية إلى الانفتاح السعودي على دمشق ما قد يمنح الأخيرة قدرة على إقناع الرياض بالتسوية في لبنان. وبذلك قد يكون الرهان على الموقف السعودي في وقف التسوية سقط، وهي إن لم تكن إيجابية في التعامل مع انتخاب فرنجية، إلا أن موقفها المحايد لن يدعم الفريق الآخر.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن القلق الأميركي ينبع من إبلاغ البخاري من التقاهم عدم وجود فيتو سعودي على فرنجية، ما قد يخفف الضغط عن عدد من الكتل النيابية، ومن بينها كتلة الاعتدال الوطني. وكان بارزاً أمس موقف النائب سجيع عطية، بعد اللقاء الذي جمع الكتلة بالبخاري، بأن المملكة «لا تضع فيتو على أي اسم، ما يعني أنها لا تضع فيتو على فرنجية». وعما إذا كان هذا الموقف رمادياً، قال «كيف يكون كذلك والمملكة أزالت الفيتو». والأمر نفسه قد ينسحب على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي ربما يبدّل موقفه ربطاً بالموقف السعودي.

Please follow and like us:

COMMENTS