الأخبار
لودريان يستكشف من دون مبادرة
مع تسليم القوى السياسية باستحالة إنتاج حل رئاسي داخلي، طغى الجمود منذ جلسة 14 حزيران الجاري، في انتظار وصول الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت اليوم لتحريك الإيقاع السياسي. وإلى ما قبل ساعات من وصول لودريان، تكثّفت اتصالات شخصيات لبنانية مع جهات خارجية لاستكشاف حقيقة ما دار في اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجمعة الماضي، وتحديد حصة لبنان فيه. ولم تسفر الاتصالات عن أكثر من المعلومات التي كرّرت أن «مهمة لودريان ستكون أولاً الاستماع إلى مواقف الكتل النيابية والشخصيات التي سيلتقيها وإعداد تقرير بذلك، على أن يبدأ العمل الجدي بناءً على المعطيات التي تتوافر بين يديه».
وعلمت «الأخبار» أن لودريان لن يسوّق لأي مبادرة، كما يأمل البعض ربطاً بلقاء ماكرون ـــ بن سلمان. وقالت مصادر سياسية بارزة إن «لبنان الذي حضر بإيجاز في البيان الذي صدر عن الإليزيه، وكان موضوعه ثانوياً في محادثات القمة الفرنسية ـــ السعودية»، إذ تطرق إليه الطرفان بإيجاز واتفقا على «بذل كل الجهود لإخراجه من أزمته مع التأكيد على أن هذا الأمر لا يحصل إلا بالتوافق»، مع «تمنّ فرنسي بأن تلعب الرياض دوراً أكبر في معالجة الأزمة قابله بن سلمان بإيجابية».
وعشية اللقاءات التي سيجريها المبعوث الفرنسي، والتي ستشمل، بحسب المصادر، سفراء دول اللقاء الخماسي «لوضعهم في خلاصة محادثاته وعما إذا كانت هناك جهوزية لبنانية للتوافق تسمح بتفعيل عمل اللقاء للبحث عن حل خلال الأسابيع المقبلة»، برز خبر العشاء الذي يقيمه السفير السعودي في بيروت وليد البخاري على شرف وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في فندق فينيسيا غداً، والذي دُعي إليه عدد كبير من السفراء العرب والأجانب، من بينهم السفير الإيراني مجتبى أماني والقائم بأعمال السفارة السورية علي دغمان، إذ فتحت دعوة السفير باب التحليلات التي ربطتها بالملف اللبناني وبتحول في الموقف السعودي في ما خصّ الملف الرئاسي، وهو ما نفته أوساط سياسية أشارت إلى أن «الموقف السعودي لا يزال على حياديته الإيجابية»، مشيرة إلى أن «دعوة السفير الإيراني والقائم بالأعمال السوري إلى العشاء تأتي في إطار التأكيد على سياسة الانفتاح السعودية على الجميع، وتحديداً طهران ودمشق، وتتويجاً لمسار تطبيع العلاقات القائم منذ أشهر معهما». واعتبرت المصادر أن الدعوة تأتي في سياق الرسائل التي تبعثها الرياض إلى المعترضين على إدارتها الجديدة، ورداً على الإجراءات التي يقومون بها، كإلغاء الاتحاد الأوروبي اجتماعه للمرة الثانية مع جامعة الدول العربية بعد استعادة سوريا مقعدها في الجامعة».
الموقف السعودي لا يزال في مربّع «الحياد الإيجابي»
وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد اليوم، استمر الاشتباك الوزاري، بعد الإشكال الذي وقع الأسبوع الماضي بين وزير السياحة وليد نصار ووزير الاقتصاد أمين سلام، وذلك بعد أن تضمّن جدول أعمال مجلس الوزراء بنداً بتعديل القرار المتعلق بمشاركة لبنان في إكسبو الدوحة، ما أثار غضب نصار الذي تقدّم برسالة اعتراض دفعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى سحب البند، وإعادة إرسال جدول الأعمال المعدّل. وبينما تردّدت معلومات أن سلام غضب إثر سحب البند، وقد لا يحضر جلسة اليوم، أكّد سلام في تصريح «أنني ذاهب إلى مجلس الوزراء لأشكره على إعادة صلاحيتي بشأن إكسبو قطر، لا للاعتذار من نصار كما طلب».
على صعيد آخر، علمت «الأخبار» أن وزير المهجرين عصام شرف الدين ومعه عدد من الوزراء سيطلبون خلال الجلسة تحديد موعد زيارة الوفد الرسمي إلى سوريا لطرح موضوع إعادة النازحين إلى بلادهم.
اللواء
«طبخة الرئاسة» بين باريس والرياض وطهران: انتهت فترة السماح
«حكومة التصريف» منشغلة بالتضامن الوزاري.. وبري وميقاتي يشكوان من تداعيات النزوح السوري
الدبلوماسي الفرنسي المخضرم لودريان: سيستمع فقط؟
مع انتهاء شهر حزيران، تكون 8 أشهر بالتمام والكمال انتهت من دون التوصل الى تفاهم نيابي وسياسي على انتخاب رئيس للجمهورية، يُعلن معه انتهاء الشغور في الرئاسة الاولى، تمهيداً لمحاولة جديدة او محاولات تختص بتأليف الحكومة، والعودة الى انجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
اليوم، يصل موفد الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية الاسبق جان – إيف لودريان، ومعه توجه من اجل الاسراع بإنهاء الشغور، فماذا في الأفق؟
الوزير لودريان سيستمع الى المعزوفة نفسها، والتي يعرفها او يحفظها عن ظهر قلب، لجهة المواقف، والجلسات والنصاب وتعطيل النصاب، وفرص المرشحين، وحقوق النواب والكتل، وبعض الدروس عن الديمقراطية، والديمقراطية التوافقية، التي هي مصدر علة النظام في لبنان او الآلية الوحيدة الكفيلة بالاستقرار فيه..
في اللقاءات والاجتماعات الثنائية، مع تكرار نغمة الحوار، وعدم العزل، والإلتقاء عند منتصف الطريق، من دون التأكد من انه سيسمع جيداً، او سيُسمع محدثيه جديداً.
وتجزم مصادر دبلوماسية غربية متابعة ان فترة السماح امام الكتل النيابية واللاعبين المحليين اقتربت من نهايتها غير السعيدة.
وحسب المعطيات المتاحة، فإن باريس التي تدفع بجهود استثنائية لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، واستعادة دورها التقليدي في هذا البلد، تنسق بصورة جدية مع كل من الرياض وطهران للتوصل الى تقاطع حول شخصية الرئيس العتيد، انطلاقاً من قاعدة التعامل مع نتائج الجلسة الاخيرة للانتخاب في 14 حزيران الماضي.
وتؤكد المصادر استناداً الى معلوماتها ان الطبخة الرئاسية وضعت على نار غير بطيئة، وان نتائج ملموسة للطبخة ستبدأ في الظهور في الاسبوعين الاخيرين من شهر تموز المقبل.
وقالت اوساط سياسية لـ«اللواء» أنه من المبكر الحديث عما يمكن أن تحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي من خلاصات واعتبرت أن الزيارة بحد ذاتها تدفع بالإستحقاق إلى الانتقال إلى مرحلة النقاش المتواصل لا سيما إذا أخذ المسؤول الفرنسي على عاتقه الضغط في اتجاه احراز تقدم به.
وفي ملف مجلس الوزراء توقعت الأوساط نفسها أن يتحدث الرئيس ميقاتي عن موضوع إبقاء التجاذبات الوزارية بعيدة عن عمل الحكومة وإن كانت تصرف الأعمال وذلك على خلفية خلاف وزيري الاقتصاد والسياحة في ملف إكسبو قطر، ورأت أن الجلسة ستقر كل ما يندرج في سياق تسيير الملفات الأساسية.
وفي انتظار وصول لودريان، تترقب القوى السياسية التي سيلتقيها ماسيحمله من معطيات فرنسية – سعودية، ولعل اللقاءات الابرز ستكون غدا الخميس في قصر الصنوبر، مع المرشحين الاربعة المطروحة اسماؤهم لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية وجهاد ازعور والوزير الاسبق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون، بعد ان يلتقي فور وصوله الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ثم البطريرك بشارة الراعي صباح الخميس، كما يلتقي على مدى ايام الزيارة رؤساء الاحزاب الاساسية الكبرى والكتل الصغرى وبعض النواب المستقلين والتغييريين سواء في مقار الاحزاب او في قصر الصنوبر.
وأكد متابعون للحراك الفرنسي حول الاستحقاق الرئاسي انه لاجديد في حركة القوى السياسية والمرشحين لرئاسة الجمهورية، حتى يتم الاستماع الى ما سيحمله الموفد الرئاسي في لقاءاته.
واوضح هؤلاء ان بقاء الاصطفافات السياسية على حالها بين مؤيد لفرنجية ومؤيد لأزعور تدفع المرشحين بارود والعماد عون الى الابتعاد عن الواجهة السياسية، وترقب نتائج الاتصالات واللقاءات التي جرت بين باريس والرياض والدوحة، وما تقرره لجنة المتابعة السعودية- الفرنسية التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري ولودريان والمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل. ولاحقا ما يتقرر في اجتماع الدوحة في تموز المقبل بين الدول الخمس المعنية بالأزمة اللبنانية فرنسا والسعوية وقطر ومصر واميركا.
وعلمت «اللواء» ان النائب احمد الخير سيمثل نواب «اللقاء المستقل»، الذي يعقد اليوم اجتماعا لتحديد الموقف الذي سيبلغه الى لودريان يوم الجمعة، وجوهره ضرورة الحوار والتوافق حول اسم مرشح يحمل مشروعا اصلاحيا، بعد فشل انتخاب رئيس . كما ان النائب فيصل كرامي سيمثل تكتل التوافق الوطني، بعد تلقيه والخير ايضا اتصالا من السفارة الفرنسية للقاء لو دريان. اضافة الى اتصالات جرت مع عدد من النواب المستقلين.
وفي تصريح له، وتمنّى كرامي أن «تكون زيارات الموفدين الى لبنان فاتحة خير لبدء حوار جدي يقود الى التوافق على رئيس جمهورية وحكومة كاملة الأوصاف تستطيع أن تنقذ لبنان، وقال: الخير يأتي دائما من المملكة العربية السعودية. موضحاً ان «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية».
الوفد الاوروبي
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام بعثة العلاقات مع بلدان المشرق في البرلمان الاوروبي التي تزور لبنان: لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية.
وحول الإتفاق مع صندوق النقد، أشار رئيس المجلس الى «أن لبنان أنجز إتفاقا بالأحرف الأولى مع الصندوق ولا يزال هناك بند او إثنان يحتاجان الى حل وفي مقدمها حفظ حقوق المودعين. وفي كل الاحوال إنتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز هذا الإتفاق، الذي يحظى بشبه إجماع لبناني. والمجلس النيابي مستعد وجاهز للقيام بواجباته التشريعية في هذا الإطار» .
كما أمل برّي من الإتحاد الاوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حدا من «الخطورة لم يعد بإستطاعة لبنان تحملها». وأضاف: لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين.
وزار الوفد الاوروبي ايضا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي قال امام الوفد: المشكلة الاساس في لبنان حاليا، الى جانب الازمات السياسية المعروفة، تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبلناهم بكل ترحاب منذ 11 سنة، ولكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين ويتسبب بمشكلات على الصعد كافة، ديموغرافيا واقتصاديا وسياسيا.
أضاف رئيس الحكومة: نحن في حوار متواصل مع مختلف الدول الاوروبية ومفوضية شؤون اللاجئين ونشرح لهم هذا الواقع، وبأن لبنان لم يعد في استطاعته تحمّل هذا النزوح خاصة في غياب اي خارطة دولية لعودتهم.
وأوضح «نحن في صدد اعداد خطة عرضها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب قبل ايام أمام مؤتمر دعم سوريا والدول المضيفة للاجئين (في بروكسل)، ونأمل أن يصار الى التجاوب بشأنها».
وإستقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي، الذي يقوم بحركة هادئة تجاه المسؤولين والقوى السياسية، وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكما إستقبل مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الألمانية توبياس تونكل، في حضور المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر. وأجريت خلال اللقاء جولة افق عن الاوضاع الداخلية وفي المنطقة ومفاعيل التفاهمات الاخيرة.
مجلس الوزراء
وعلى الصعيد الحكومي، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّه، «إلحاقاً بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة التي ستعقد صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 21/6/2023 في السراي الحكومي، أُضيف بندان جديدان على الجدول وهما: تعديل القرار المتعلق بمشاركة لبنان في معرض «اكسبو الدوحة 2023»، واعطاء هيئة اوجيروسلفة خزينة بقيمة الفي مليار ليرة لدفع الرواتب والاجورحتى نهاية العام 2023.
ونُقلَ عن وزير الاقتصاد امين سلام انه سيحضر الجلسة، بعد ان ابلغه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية عن إعادة لحظ البند المتعلق بمشاركة لبنان في «اكسبو قطر» على جدول الجلسة ولكن سيتم تعديله. وجاء ذلك بعد الخلاف الذي نشأ في الجلسة الماضية بين سلام ووزير السياحة وليد نصار الذي كلفه مجلس الوزراء تمثيل لبنان.
وتوقع مصدر وزاري إقرار معظم بنود جدول اعمال الجلسة، بما فيها البند المتعلق بترقية الضباط، بعد المعلومات عن توافق سياسي على اقراره.مع ان المعلومات اشارت الى ان وزير الدفاع موريس سليم لن يحضر الجلسة لكنه سبق ووقع على جدول الترقيات ولا مشكلة لديه في هذا الموضوع.
ويبحث مجلس الوزراء ايضاً ملف النزوح السوري عشية توجه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين الى دمشق، للتحضير لزيارة وفد رسمي وزاري بعد عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل بعدما قرر المجلس في جلسته السابقة تشكيل الوفد برئاسة وزير الخارجية، وعضوية وزراء المهجرين، الشؤون الاجتماعية، العمل، الثقافة، السياحة، الزراعة، الإعلام، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، والمدير العام للأمن العام، وعلى أن يكون للوفد أيضاً التنسيق مع اللجنة المشتركة لجامعة الدول العربية بشأن سوريا.
وكان الرئيس ميقاتي قال امام بعثة بلدان المشرق الى البرلمان الاوروبي: المشكلة الاساس في لبنان حالياً الى جانب الازمات السياسية المعروفة تتمثل بأزمة النازحين السوريين الذين استقبناهم بكل ترحاب منذ 11 عاماً، لكن وجودهم بدأ يثقل على اللبنانيين.
كما نقل عن الرئيس بري قوله انه «لم يعد جائزاً لا اخلاقياً ولا انسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن ازمة النازحين السوريين»، معرباً عن امله في ايجاد حل للنزوح نظراً لعجز لبنان عن تحمل تداعياتها.
جمعية المصارف: تمديد
على صعيد آخر، أعلنت جمعية المصارف في بيان، عن انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمصارف العاملة في لبنان امس، و»قرّرت بصورة استثنائية تمديد مدة ولاية أعضاء المجلس المنتخبين من قبل الجمعية العمومية تاريخ 29/6/2021 لسنة واحدة تنتهي بتاريخ انعقاد الجمعية العمومية العادية الناظرة في حسابات السنة المالية 2023».
البناء
نابلس تعزف بالشهادة لحن جنين… والسيمفونية الفلسطينية تفرض إيقاعها على المشهد الإقليمي
اجتماع استانة الرباعي يناقش خريطة طريق روسية إيرانية لترتيب العلاقات التركية السورية
لودريان لإدارة التوازن السلبي في الاستعصاء وتهدئة التوتر تمهيداً للحوار… بانتظار التسويات
كتبت نابلس بدماء شهيديها الأسيرين المحررين مهند شحادة وخالد صباح، لحن الانتقام لدماء شهداء جنين أول أمس، حيث نجحت العملية التي نفذها البطلان الفلسطينيان بقتل أربعة مستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وتكاملت نابلس مع إعجاز جنين التي قالت عبواتها الناسفة إن المقاومة بتقنياتها وتكتيكاتها تنتقل إلى مرحلة جديدة، تشبه ما مرّت به غزة وعرفه جنوب لبنان في الطريق نحو التحرير، وفق ما قاله قادة جيش الاحتلال في توصيف عملية جنين، لتكمل عملية نابلس اللحن الفلسطيني وتفرض حضورها على المشهد الإقليمي عبر القول إن كل ما بدا أنه تحولات حملتها الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد سقطت، سواء ما يتصل بتوسيع الاستيطان الذي يحمل لواءه وزير المالية زعيم التيار الصهيوني المتطرف يسرائيل سموتريتش، بعدما دعا قادة الجيش الى تجميع المستوطنات ليتمكن الجيش من توفير الحماية لها، كما سقطت نظرية زعيم التيار الديني المتطرف ايتمار بن غفير بتأمين مستلزمات المواجهة في الضفة الغربية مع المقاومة عبر إنشاء ميليشيات تتكفل بحماية المستوطنات وإنهاء وجود حالة المقاومة في الضفة الغربية، بعدما ظهر أن الجيش بكل ما لديه من قدرات واستخبارات عاجز عن مواجهة مجموعات المقاومة في جنين.
وضع كيان الاحتلال أمام مأزق جديد يعبر عن جوهر المأزق الوجودي المتعاظم، تحمله الضفة الغربية التي رغم تشابه مقاومتها اليوم مع ما شهدته غزة وما شهده جنوب لبنان، لا يمكن للاحتلال أن يضع قرار الانسحاب منها على الطاولة أسوة بما فعله في جنوب لبنان وفي غزة، بينما يعجز عن امتلاك رؤية واضحة لكيفية إدارة المواجهة.
في المنطقة أيضاً اهتمام خاص بما يجري في استانة، حيث الاجتماع العشرون لممثلي الرباعية الروسية الإيرانية التركية السورية، وهو الاجتماع الأول بعد الانتخابات الرئاسية التركية، وأفاد مراسل الأناضول، أن الاجتماعات التي انطلقت في أحد فنادق أستانة، صباح الثلاثاء، شهدت عقد مباحثات تشاورية ثنائية وثلاثية ورباعية بين وفود الدول الـ4. وفي هذا الإطار، أجرى الوفد التركي مباحثات ثنائية مع الوفدين الإيراني والروسي ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون. وشهدت النسخة الـ20 من اجتماعات أستانة، مباحثات لأول مرة حول «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات السورية التركية، بينما قالت وكالة أنباء سبوتنيك نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية، أن نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسورية وإيران ناقشوا في أستانا عناصر «خريطة طريق» لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة. وذكر التقرير الصادر في اجتماع 20 حزيران/ يونيو في أستانا: «وفقاً للاتفاقات التي تمّ التوصل إليها في اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في موسكو في 10 أيار، حيث بدأ المشاركون مناقشة عناصر خريطة الطريق لإعادة العلاقات السورية التركية على المستوى الرسمي للدولتين بالتنسيق مع العمل الذي تقوم به وزارتا الدفاع وجهازا المخابرات».
لبنانياً، يصل وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان إلى بيروت اليوم، ليتولى إدارة التوازن السلبي الذي كشفت عنه جلسة 14 حزيران، وفتح الطريق لحوار سياسي تشارك فيه كل الكتل النيابية، بانتظار تبلور مشهد التسويات الكبرى في المنطقة، التي تتحرك على مسارات التفاهم النووي بين واشنطن وطهران، وتتحرك نحو سورية بقوة على عدة جبهات، وتنخرط في رسم أطرها تفاهمات سعودية فرنسية ومشاورات سعودية إيرانية.
وتنتظر الساحة الداخلية ما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان من طروحات وحلول للخروج من الأزمة الرئاسية، وسط تضارب المعلومات بين مَن يرى بأن الزيارة مجرد جولة استطلاعية والاستماع إلى آراء القوى السياسية وبين معلومات تشير إلى أن الموفد الفرنسي يحمل طرحاً جديداً سيستمزج مواقف القوى السياسية حياله قبل أن يتحول إلى طرح أو تسوية رسمية.
ويلتقي لودريان رؤساء الكتل النيابية بالإضافة الى المرشحين الرئاسيين وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وسيستهلّ نشاطه من عين التينة، كما سيزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد غد.
وعلمت «البناء» أن السفارة الفرنسية في بيروت حددت مواعيد لعدد كبير من رؤساء الكتل النيابية وشخصيات سياسية ونواب، لكن لم تشمل كافة الانتماءات السياسية، كذلك استثنت معظم نواب قوى التغيير والمستقلين.
وأشار عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا إلى أن «الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيجتمع مع رؤساء الكتل في مقارهم الحزبية أو منازلهم وسيجتمع مع النواب المستقلين في قصر الصنوبر». وشدّد أبي رميا على أن «لودريان لا يحمل أي طرح رئاسيّ، ولكن سيستمع إلى كل الأفكار وسيكتب تقريرًا عما سمعه في لبنان للرئيس ماكرون وعلى أساسه سيجري التنسيق مع الدول الخمس».
لكن مصادر قوى التغيير والمستقلين أوضحت لـ»البناء» أننا لم نتلقّ أي اتصال أو دعوة من السفارة الفرنسية للقاء مع لودريان، مشيرة إلى أن استحقاق رئاسة الجمهورية استحقاق وطني لبناني نرفض أن تتدخّل أي جهة فيه.
وكشف النائب أحمد الخير، أنّ «تكتل الاعتدال الوطني تلقّى اتصالاً من السفارة الفرنسية للقاء الموفد الفرنسي جان إيف لودريان اليوم، على أن يمثّل التكتل في هذا اللقاء».
ولفت الخير، في حديث تلفزيوني إلى أنه «صارح نواب التكتل بأنه لا يستطيع أن يأخذ أعضاء التكتل معه بناءً لطلب الفرنسيين، وبالتالي سيكون هو ممثلاً للاعتدال».
وأقرّت مصادر نيابية في فريق المعارضة لـ»البناء» بأن فرنسا لا زالت تدعم تسوية تتضمن رئيس جمهورية ورئيس حكومة مع تأييدها لوصول الوزير السابق سليمان فرنجية، لكن الجلسة الأخيرة أظهرت وجود رأي عام مسيحي أو إرادة مسيحية ترفض فرض أي مرشح عليها.
إلا أن مصادر مطلعة أشارت لـ»البناء» إلى أن «الفرنسيين وبعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تبلور لديهم توجّه جديد وهو طرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية وليس فقط استمزاج مواقف وآراء القوى السياسية من هذا الترشيح كما يقال، لكن لا يعني ذلك أن الفرنسيين سيفرضون قائد الجيش إلا أن باريس شعرت بأن لا إمكانية لأحد الأطراف انتخاب رئيس للجمهورية بالتحدّي والاستفزاز».
لكن مصادر الثنائي حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر أكدوا لـ»البناء» رفض ترشيح قائد الجيش كلٌ لأسبابه.
وتشير مصادر مطلعة على الموقف الفرنسي لـ»البناء» الى أن «الفرنسيين لا يفرضون على لبنان مرشحاً أو رئيساً أو تسوية ما، بل ما يقومون به هو محاولة لمساعدة لبنان وهذا ليس بجديد، بل بدأ منذ ما قبل انهيار البلد عبر مؤتمرات مالية، ولو التزموا بمقرّرات وتوصيات مؤتمر سيدر في فرنسا لم يكن الانهيار ليقع ويحصل بعده انفجار مرفأ بيروت». ولفتت الى أن «فرنسا ليس لديها أي اسم أو برنامج يفرض على اللبنانيين الذين عجزوا عن اجتراح الحلول لإدارة الأزمة».
وأكدت المصادر أن «فرنسا ليس لديها مرشح، ودعمت فرنجية ضمن خريطة طريق للخروج من الجحيم»، مشيرة الى أن «الفرنسيين يريدون الخروج من الأزمة، وهناك سلسلة من القرارات كسلة متكاملة، انتخاب رئيس الخطوة الأولى، والثانية تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة لتفادي أي مماطلة بالاستحقاقات المقبلة، لأننا لا نملك ترف الوقت في زمن الانهيار وهذا الوضع المأساوي وفي ظل حالة الإنكار من السلطة السياسية». وأوضحت أن «تسوية فرنجية – نواف سلام، للحفاظ على التوازن السياسي في البلد، الأول ينتمي الى فريق المقاومة ورئيس الحكومة للخط السياسي الآخر».
وأشار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام وفد نيابي أوروبي على المسؤولين إلى أن «لا بد من التوافق والحوار بين الأطراف كافة للخروج من الازمة السياسية». وأكّد بري أن «انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيلها هما المدخل لإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي». كما أمل برّي من الاتحاد الأوروبي، مساعدة لبنان في إيجاد حل سريع لمسألة النازحين التي بلغت حداً من «الخطورة لم يعد باستطاعة لبنان تحملها». وأضاف: «لم يعد جائزاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً ولا قانونياً تجاهل التداعيات الناجمة عن أزمة النازحين السوريين».
من جهته، شدّد رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي «حرصه على إطلاق حوار جدي بين مختلف التيارات السياسية في لبنان»، موضحاً أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو المرشح الجدي لرئاسة الجمهورية».
وأمل كرامي، أن «تكون زيارات الموفدين الى لبنان فاتحة خير لبدء حوار جدي يقود الى التوافق على رئيس جمهورية وحكومة كاملة الأوصاف تستطيع أن تنقذ لبنان، والخير يأتي دائماً من السعودية».
وأفيد أن فرنسا عيّنت هيرفيه غارو سفيراً لها في بيروت خلفاً للسفيرة آن غريو، وهو الذي يشغل حالياً منصب سفير باريس في تركيا، وشغل سابقاً منصب سفير بلاده في القدس.
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم سيكون على جدول أعمالها ملف ترقية الضباط، وقد يناقش أيضاً ملف النزوح السوري عشية توجّه وزير الشؤون الاجتماعية عصام شرف الدين إلى دمشق وغداة عودة وزير الخارجية عبدالله بوحبيب من مؤتمر بروكسل.
وأمس، أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، أنّه، إلحاقًا بجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخاصة، أُضيف بندان جديدان إضافيان على الجدول، الأول يتعلّق بمشاركة لبنان في «إكسبو الدوحة»، والثاني مرتبط بسلفة خزينة لهيئة «أوجيرو».
وأكدت مصادر حكومية لـ»البناء» أن «مرسوم الترقيات سيقرّ في جلسة مجلس الوزراء اليوم لضباط الرتب العليا (عقيد وعميد وبعض الرتب الأدنى)، وسيستفيد هؤلاء الضباط من المترتبات القانونية، وفق هذا المرسوم لجهة الرتب والمخصصات المالية، لكن من دون مفعول رجعي». وأوضحت أن «الترقيات ستشمل جميع الرتب العليا من أول العام الحالي، كما طلبت الحكومة من المديريات الأمنية جدول الترقيات للضباط المستحقين من 1 حزيران الحالي، إلا أن الترقيات لضباط الرتب أقل من عقيد، لن تُقرّ في جلسة اليوم لسبب أنها لم تُدرج على جدول الترقيات وبالتالي تحتاج الى قانون في مجلس النواب لكون لها مفاعيل مالية».
وأشار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، تعليقًا على الخلاف بينه وبين وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، إلى أنّه «إذا قصد نصار التحدّي من خلال طلبه الاعتذار فأنا لا أحد يتحدّاني، ولكنني لم أتوجّه إليه بالشخصي بل هو من فعل في الجلسة الأخيرة بناءً على أخبار مغلوطة تلقاها بأنني تناولت شقيقه».
وقال: «أتوجّه لنصار بالقول إنني لم أتناوله ولا عائلته بل طالبت بصلاحياتي، وتلقيت شريطًاً مصورًا قبل الجلسة يتناوله وشقيقه لكنني رفضت الدخول بالشخصي»، مؤكدًا «أنني ذاهب إلى مجلس الوزراء غدًا لأشكره على إعادة صلاحيتي بشأن «إكسبو قطر» لا للاعتذار من نصار، وعلينا التعالي عمّا حصل لصون صورة لبنان وحسن مشاركته».
بدوره، أشار المكتب الإعلامي لوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، حول دولرة مساعدات النازحين السوريين في لبنان، إلى أنّه «بعد الاجتماع الذي عقده مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية عمران ريزا في التاريخ نفسه والذي وعد خلاله بالتشاور مع الأطراف المعنية والعودة بخلاصة واضحة للموضوع، اجتمع الوزير حجار اليوم (20 حزيران 2023) بكل من السيد أدوار بيغبيدير ممثلاً السيد عمران ريزا، السيد إيفو فريجسن ممثلا مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان والسيد عبدالله الوردات مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في لبنان».
وخلال الإجتماع، أكد حجار أنه «ما زال على موقفه الرافض لدولرة مساعدات النازحين السوريين. وبما أنه قد تم التواصل والحوار سابقاً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالنسبة لهذا الموضوع، على الجهات المعنية استكمال هذا الحوار مع ميقاتي، مؤكدين رفضنا القاطع لدولرة مساعدات النازحين السوريين في لبنان».
COMMENTS