افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 14 تموز، 2023

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 5 شباط، 2018
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 3 شباط، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 16 تشرين الثاني، 2022

اللواء
مصرف لبنان يدخل الإثنين المرحلة الإنتقالية.. ومهمة لودريان مهدَّدة!
«تغريدات كلامية» بمواجهة القرار الأوروبي.. وفرنجية محور تجدُّد الحوار بين الحزب وباسيل
في آخر يوم عمل لأسبوع منتصف تموز، الذي يصادف ذكرى 14 تموز العيد الوطني الفرنسي، حيث ستتوافد الشخصيات الرسمية والحزبية والسياسية الى قصر الصنوبر، للتأكيد على عُرى الصداقة والعلاقة، على الرغم من جرح قرار البرلمان الأوروبي بالتصويت لصالح بقاء النازحين السوريين في لبنان، وفي وقت لم تأتِ معلومات جديدة عن حركة المبعوث الشخصي للرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان جان- ايف لودريان، الذي اجرى محادثات امس الاول في المملكة العربية السعودية مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا حول العلاقات الثنائية ولبنان، ووسط تأكيدات على مشاركته (اي لودريان) في الاجتماع الخماسي، الذي سيُعقد الاثنين في الدوحة حول كيفية معالجة استمرار خلافات اللبنانيين حول كيفية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
رسمت مصادر سياسية صورة تشاؤمية بخصوص مسار الانتخابات الرئاسية، استنادا إلى مواقف الاطراف السياسيين الأساسيين، وحراك الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان بين المملكة العربية السعودية وقطر، واعتبرت ان بقاء الانقسام السياسي الحاصل بالداخل اللبناني على حاله، وعدم استعداد اي طرف من الطرفين للتقدم خطوة الى الامام بإتجاه الطرف الآخر، مؤشر سلبي، لا يساعد الى التوصل للاتفاق على مرشح توافقي مقبول، يتم انتخابه رئيسا للجمهورية، بل يُبقي الملف الرئاسي مجمدا حتى اشعار آخر، بانتظار مسار الحراك الفرنسي ونتائجه وقدرته على تضييق شقة الخلاف الحاصل وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، باتجاه انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
واشارت المصادر إلى ان لبنان لم يتبلغ بعد اي موعد رسمي ونهائي لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان بعد، وكل ما يتردد بهذا الخصوص، يستند إلى توقعات ووعود، بعودته بعد جولة المشاورات والاتصالات التي يجريها بالرياض ومع اعضاء دول اللقاء الخماسي، لوضعهم في حصيلة زيارته للبنان والانطباعات التي خلص اليها، لرسم خارطة تحركاته المستقبلية ومواصلة مهمته الرئاسية، وكشفت انه لم يتم وضع اي تصور لدى اللقاء المذكور منذ اجتماعه مطلع شباط الماضي، لمناقشته مع لودريان، بل على الارجح سيكون اللقاء مناسبة، لجوجلة الافكار واستخلاص كيفية مقاربة الازمة وسبل المساعدة على حلها، والتي ماتزال معقدة حتى الان، في حين تشير المصادر إلى ان الموفد الرئاسي الفرنسي، سينتقل إلى باريس للقاء الرئيس ماكرون واطلاعه على خلاصات مهمته بلبنان والسعودية وقطر، وبنتيجتها سيتقرر، كيفية تحرك لودريان، وما اذا كان سيسرِّع الخطى ام يتريث لاستكمال مشاوراته مع دول واطراف اخرين،كإيران مثلا لتذليل العقبات والعراقيل القائمة في طريق مهمته.
وفي الداخل، لم تسجل المصادر تحولات ملفت ومؤثرة بالمواقف، من شأنها ان تحدث تبدلات بالاستحقاق الرئاسي، واعتبرت اعادة فتح الحوار بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب الله، بانه كان متوقعا، ولم يفاجىء احدا، لان كلا الطرفين يحاول الإستفادة منه، بالرغم من الندوب التي تسببت بها انتقادات باسيل الحادة ضد قياديي الحزب وقالت: ان باسيل لم يستطيع أن يجد مكانا له في صفوف المعارضة، لانعدام الثقة به بالمطلق، وبقي يغرد وحيدا، ولو انه تلاقى على تأييد مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد ازعور في جلسة الانتخابات الرئاسية الاخيرة، في حين يبدو أن فتح الحوار مجددا مع الحزب، مشروط باعتذار عن الانتقادات التي وجهها مباشرة للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وكشفه لفحوى لقاءاته به، ولوقف حملاته على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، واعتباره من ضمن المرشحين الرئاسيين الذين يتم التداول بأسمائهم في اي لقاء حواري او تشاوري حول اختيار رئيس توافقي مقبول بالمرحلة المقبلة.
وفي المقابل تعتبر المصادر ان هناك مصلحة للحزب باعادة العلاقات مع باسيل، من زاوية ابعاده عن المعارضة وتحديدا عن القوات اللبنانية، لاضعاف موقفها وخلخلة الاجماع المسيحي ضد ترشيح فرنجية او اي مرشح اخر، في الانتخابات الرئاسية والاستمرار في إبقاء التيارالوطني الحر كطرف مسيحي يدعم توجهات الحزب وسياساته.
اما بالنسبة لزيارة باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي، اشارت المصادر إلى ان باسيل اطلع البطريرك على توجهه اعادة فتح الحوار مع حزب الله، وتأثيره في تحريك ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ومبينا الاسباب التي دفعته لاعادة موقفه من الحوار، باعتباره يتركز على ملف الانتخابات الرئاسية ولايتناول اي مسائل وقضايا اخرى لها علاقة بالنظام السياسي اوتعديل الدستور.
ولئن بدا ان الاستعصاء الرئاسي يجعل من فكرة الحوار التي يسعى الى بلورتها الدبلوماسي الفرنسي السابق، بلا آلية عملية، مع انتصاب متاريس رفض الحوار بين الكتل، سواء في مجلس النواب او قصر الصنوبر، فإن ثمة متابعة للحوار المستجد بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي ينطلق من مسلّمتين:
1 – لا احد بإمكانه فرض مرشحه.
2 – عدم التخلي المسبق عن النتائج التي آلت اليها جلسة 14 حزيران، ولم تؤدِ الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد بروز «معادلة التوازن» السلبي بين الاصوات التي نالها المرشحان سليمان فرنجية (51 صوتاً) وجهاز ازعور (59 صوتاً).
وحسب المعلومات، فإن حزب الله يحاور التيار من زاوية عدم التفريط «بالصداقة» معه، وعدم اسقاط مرشحه فرنجية، بل هو من ضمن الاسماء المطروحة، ضمن مسلًّمة الحزب للرئاسة الاولى، لرئيس بشخصه لا يطعن المقاومة في الظهر.
وحسب مسؤول مقرَّب من قيادة الحزب، فإن عودة باسيل الى الحوار هي طبيعية، ومكانه تحت راية «تفاهم مار مخايل».
وحسب المسؤول المقرَّب، «مخطىء من يعتقد ان اي منهما غير موقفه او تنازل عن قناعاته الرئاسية.. كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تمسكه بفرنجية كخيار رئاسي ثابت وكمرشح لا يطعن المقاومة بالظهر هو القاعدة التي سينطلق منها التفاوض مع باسيل من اجل «ايجاد الظروف المناسبة والارضية المشتركة لاقناعه بفرنجية»…
باسيل في الديمان
وتطرق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال لقائه مع النائب باسيل الى النتائج التي يمكن استخلاصها من جلسة 14 حزيران، واستئناف الحوار مع حزب الله، والامتناع المشترك للطرفين، بعد ثلاثة اجتماعات بأن لا مفرَّ من الحوار للاتفاق على رئيس قبل دعوة مجلس النواب مجدداً لعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فقد سجلت في الحركة السياسية امس، زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرافقه النائب جورج عطالله والمستشار انطوان قسطنطين، الى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في مقرّه الصيفي في الديمان وعرض معه للاوضاع وللاتصالات الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي.
واكتفى النائب باسيل الذي «بدا مرتاحا جدا»، بعد اللقاء، بالقول: أترك ما تم تداوله في عهدة أبينا البطريرك. وما تم تداوله أهم بكثير من اي كلام للاعلام. وما قلناه لا يقال للاعلام.
وافادت مصادر اطلعت على اجواء لقاء البطريرك الراعي مع باسيل ان الزيارة تقليد سنوي اعتمده باسيل مع انتقال الراعي الى الديمان، مؤكدة ان التواصل دائم بين الطرفين. وقد وضع رئيس التيار الراعي في اجواء جلسة الحوار التي عقدها مع حزب الله، واعتبر ان المشكلة مع الحزب في الملف الرئاسي في حصرية ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فيما يأخذ الحزب على باسيل رفضه فرنجية وعدم طرح اي اسم آخر في المقابل.
واشارت المصادر الى ان الراعي يشجع كل حوار  يمكن ان يوصل الى نتيجة  تخدم الوطن، وتمنى على باسيل استكمال الحوار مع الحزب، على امل الوصول الى مشروع اتفاق من شأنه ان يفضي الى طرح سلة اسماء يمكن الاتفاق على واحد من بينها.
كما التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفير القطري في لبنان ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي في زيارة وداعية، جرى في خلالها بحث آخر المستجدات لاسيما ملف الاستحقاق الرئاسي. رئيس الكتائب شدد امام زائره على «رفض وصول رئيس يفرضه حزب الله على اللبنانيين، وان لبنان يحتاج في الظروف التي يمر فيها الى رئيس يحمل مهمّة واضحة لإخراجه من الوضع الحالي ويكون متحرراً من اي شروط قد تقيده في تنفيذ مهمته».
من جهة ثانية، قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: إننا نُرحب بإعادة الحوار بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وهو نموذج للحوار غير المشروط، الذي طالما دعونا إليه، وخطوة في الاتجاه الصحيح بما ينفع لبنان للخروج من أزماته.
حركة منصوري
وإذ، بات بحكم المؤكد ان النائب الاول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، وقبل اسبوعين من انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة، سيتولى المسؤولية في ادارة المصرف، فهو، حسبما كشف، سيبدأ تحركاً مع القوى السياسية والحكومة ومجلس النواب لعرض خارطة طريق للخروج من الازمة، عبر انتقال منتج من حالة الى حالة.
وعلم ان منصوري طلب موعداً لزيارة بكركي ولقاء البطريرك الراعي.
وفي الاطار، جدد الرئيس بري التأكيد خلال ترؤسه إجتماعا للقطاع الاغترابي في حركة «أمل» على «تمسك «الحركة» بوجوب ان تشمل أي خطة للتعافي الإقتصادي والمالي حفظ حقوق المودعين، كل المودعين كاملة وتحديدا ودائع المغتربين اللبنانيين».
وبشأن التصرف في مرحلة الفراغ، حول تعيين قائد جديد للجيش، اعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف موريس سليم انه عندما يحدث توافق على هذه الخطوة، اقدّم اسماء لمنصب قائد الجيش.
النزوح والقرار الأوروبي
والواقع، إنشغل لبنان خلال اليومين الماضيين بقرار البرلمان الاوروبي الداعي الى بقاء النازحين السوريين ومنع ترحيلهم، وصدرت مزيد من المواقف المستنكرة للقرار، بإنتظار تحرك الحكومة اللبنانية لمعالجة الموضوع، مع انه غير ملزم ولا صفة قانونية دولية له، لكن ترك تأثيراً خطيراً على خطة لبنان لإعادة النازحين مضافاً اليه مواقف مفوضية شؤون اللاجئين الدولية الممثلة للموقف الاوروبي، وعدم تعاونها مع لبنان بما يكفي لتخفيف عبء النزوح على الاقل.
وصدرت في بيروت الكثير من المواقف الرافضة للقرار الاوروبي من النزوح السوري الى لبنان، لكن البارز فيها موقف وزير شؤون المهجرين المعني بالملف، حيث قال في بيان: أن قرار البرلمان الأوروبي هو قرار تعسفي ومرفوض، وقرار للضغط على لبنان لعدم الذهاب بوفد وزاري رسمي إلى سوريا بهدف البدء بوضع بروتوكول، وتنفيذ آلية للاعادة الآمنة للنازحين إلى ديارهم.
واعتبر شرف الدين القرار يشكّل «تدخلًا سافراً بشؤوننا الوطنية الداخلية»، وقال: طالبت بعقد جلسة طارئة لحكومة تصريف الأعمال، للتنديد والإستنكار بهذا القرار المجحف بحق لبنان، الذي يعاني الكثير  إقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وبيئيا، وقد يعاني مستقبلاً ديموغرافيا من جراء هذا الملف، علماً أننا رحبنا بالأخوة النازحين بقلوب كبيرة في أيام الحرب على سوريا، ولكن مع تغيّر الأوضاع وتبدل الظروف نحو الأفضل وانتفاء الأسباب الموجبة فالعودة الكريمة والآمنة أصبحت أمرا الزاميا.
كما اكد جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية انه «لم يعد باستطاعة لبنان تحمل أعباء اللجوء نتيجة أوضاعه السياسية والاقتصادية- الاجتماعية والديمغرافية. لذا ندعو الغيارى على حقوق الانسان وكرامته في المجتمع الدولي العمل مع لبنان على عودة اللاجئين الى بلادهم والضغط على النظام السوري لتسهيلها، أو إعادة توطينهم في بلدٍ ثالث، أي نقلهم من لبنان إلى بلدانٍ أخرى قد تكون أوروبية أو عربية، توافق على السماح لهم بالدخول، وتمنحهم الإقامة الدائمة والحياة الكريمة».
عودة الهدوء إلى الجنوب
وبعد يوم حافل بالتوترات، عاد الهدوء الى الحدود الجنوبية، ولم تسجَّل اي حوادث، واستمرت اليونيفيل بتسيير دوريات بالتنسيق مع الجيش اللبناني في المناطق التي شهدت احتكاكات بين جنود الاحتلال وشبان جنوبيين.
وبعد التصعيد الحدودي حول بلدة الغجر والشريط الحدودي، دعا وزير «الأمن القومي الإسرائيلي» إيتمار بن غفير، «الجيش الإسرائيلي للتحرك ضد الخيم التي أقامها حزب الله قرب الحدود».
وأعلنت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الاعلامي كانديس ارديل، أنه «بالنظر الى التوترات الأخيرة على طول الخط الأزرق، جاءت حادثة الأمس (الاول) والتقارير حول اصابات في وقت بالغ الحساسية، ولحسن الحظ ان الوضع اليوم هادئ».
وقالت: يواصل رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو  الاتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق، ويواصل جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل مراقبة الوضع، ونحن نحقق في أحداث الأمس.
اضافت: هذا دليل على التزام السلطات على الجانبين بعدم التصعيد أمس. ومع ذلك، رأينا أن الأحداث يمكن أن تتطور بسرعة، ونحث الجميع على الاستمرار في تجنب فعل أي شيء قد يزيد التوترات.
وفي واشنطن، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أي انتهاكات للخط الأزرق وتأثيرها على الاستقرار والأمن في كل من لبنان وإسرائيل، داعيا الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية التي تقوض الأمن والسلامة». وقال في حديث صحافي: ندعو لبنان إلى العمل من خلال اليونيفيل لحل أي انتهاكات من هذا القبيل. وتؤكد هذه الانتهاكات فقط حاجة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق المهمة الرئيسية على طول الخط الأزرق، وهذا الأمر حاسم لمنع دورات التصعيد.
وحول زيارة آموس هوكشتين لاسرائيل وعما اذا كانت تضمنت نقاشا حول الملف اللبناني، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: ليس لدينا أي تعليق على المحادثات الدبلوماسية الأميركية الخاصة التي ربما حدثت أو لم تحدث.

 

البناء
الإعلام في الكيان: نجح السيد نصرالله بفرض معادلة كاريش على البر ولا خيار إلا التراجع
قرار البرلمان الأوروبي ببقاء اللاجئين بخلفية عنصرية لمنع اللاجئين من التوجّه الى أوروبا
حردان: للحوار مع سورية.. والفراغ لفرض الفدراليات… والرئيس السيادي لا يفرّط بالمقاومة
سيطرت التعليقات والقراءات في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على الشاشات التلفزيونية في كيان الاحتلال، وكانت أغلب التحليلات والتعليقات تجمع على أن نصرالله نجح في فرض تمديد معادلة كاريش القائمة على التلويح بالاستعداد للذهاب إلى الحرب لفرض مطالب حدودية يراها موضع إجماع لبناني سياسي ورسمي، وأن التملص منها صعب دولياً، أسوة بما فعله في ترسيم الحدود البحرية، مستفيداً من أن الوضع على الحدود البرية أكثر وضوحاً ولا يحتاج الى الترسيم. وقرأ المعلقون في قنوات التلفزة والضيوف الكبار من قدامى القيادات العسكرية، أن كلام نصرالله واضح بوضع معادلات القوة في كفة، والمطالب الحدودية في كفة موازية.
لبنانياً، طغى القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان على النشاط السياسي الداخلي، رغم فتور الردود واقتصارها على مواقف منفردة لعدد من الوزراء والنواب. وقد قرأت مصادر دبلوماسية في القرار، إضافة الى اللغة الاستعمارية التي تستعيد سلوك الدولة المنتدبة قبل قرن مضى، تعبيراً عنصرياً عن رفض الأوروبيين لدخول اللاجئين إلى بلادهم، وعلى قاعدة رفض تسهيل عودتهم يصير الحل الضغط على لبنان الذي لا يقارن بأصغر الدول الأوروبية لجهة قدرة الاستيعاب، لإبقاء اللاجئين على أرضه، واتهام شعبه ومؤسساته بالعنصرية، بنية استثمار هذا البقاء للتأثير على الأمن اللبناني وتركيبته السكانية، ربطاً بما سبق وطرح على لبنان تحت نظرية الاندماج مرة والتوطين مرات، وبما يمثله أي انفجار اجتماعي سرعان ما يتحوّل إلى بعد أمني قابل للاستثمار والتوظيف في الفوضى، وربما في مشاريع مشبوهة.
في الشأن السياسي اللبناني والإقليمي تحدّث رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، في اجتماع قيادي للحزب خصص كلمته الافتتاحية فيه للحديث عن ذكرى استشهاد مؤسس الحزب وزعيمه، بصفته مؤسس مشروع مقاومة لكيان الاحتلال، وتناول القضايا الراهنة معتبراً أن هناك رهانات على إطالة أمد الفراغ الرئاسي لفرض الفدراليات كأمر واقع، وأن الرئيس السيادي معياره التمسّك بعناصر قوة لبنان وفي طليعتها المقاومة، وأن الردّ على قرار البرلمان الأوروبي يكون بتسريع الحوار اللبناني مع سورية.
وعقد مجلس العمُد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسته الدورية برئاسة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في دار سعاده الثقافية الاجتماعية، ضهور الشوير، ناقش خلالها جدول الأعمال المقرّر.
واعتبر حردان أن «الإرث التموزي دمٌ زاكٍ وانتصارٌ زاهٍ، وهو يحتّم الوفاء للدماء وتحصين الانتصار؛ وهذان أمران لا يتحققان إلا من خلال المقاومة وتثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة»، وحذّر من «التمادي والذهاب بعيداً في الرهانات الخاسرة على إطالة أمد الشغور الرئاسي والوصول إلى فيدراليات ومحميات طائفية ومذهبية… هذه رهانات تهدّد لبنان في كيانه وهويته».
ورأى أن «الحوار بين القوى السياسية أمر مطلوب لتحصين استقرار لبنان وسلمه الأهلي وحلّ أزماته الاقتصادية والاجتماعية ولإنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وفي المواقع كافة»، داعياً الى «انتخاب رئيس للجمهورية يكون مؤتمناً على الدستور وتطبيقه ويعمل لصون وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي ولا يفرّط بعناصر قوة لبنان، وهذا هو المعنى الحقيقي للرئيس السيادي».
وأشار حردان الى أن «قرار البرلمان الأوروبي بشأن النازحين السوريين انتهاك سافر لسيادة لبنان وعلى الحكومة اللبنانية التحرّك ضدّ هذا الانتهاك والتواصل سريعاً مع الحكومة السورية لحلّ هذه الأزمة».
وكان قرار البرلمان الأوروبي بشأن النازحين السوريين في لبنان خطف الأضواء المحلية من الملفات والأزمات الداخلية والتطورات على الحدود مع فلسطين المحتلة. وقد أجمعت المواقف السياسية على إدانة هذا القرار ورفضه والدعوة الى مواجهته رسمياً على الصعيد الحكومي والديبلوماسي وتعطيل مفاعيله السياسية والأمنية والقانونية والاقتصادية.
وحذّرت أوساط سياسية وديبلوماسية عبر «البناء» من مشروع قديم جديد لدمج النازحين السوريين في لبنان، وفرضهم على الحكومة والدولة اللبنانية كأمر واقع، وما القرار إلا تتويج لمسار طويل من الإجراءات الاوروبية تجاه النازحين في لبنان. ولفتت الأوساط الى أن الأوروبيين استغلوا الانقسام السياسي والفراغ الرئاسي والحكومي والأوضاع الاقتصادية في لبنان لفرض إرادتهم وقراراتهم على اللبنانيين. ولفتت الأوساط الى أنه إذا لم تتحرك الدولة بكامل مؤسساتها لإسقاط هذا القرار سيتحول الى أمر واقع وستبدأ الخطوات التنفيذية لتطبيقه على الأرض ويجري دمج النازحين في لبنان تحت شتى العناوين الإنسانية والقانونية والاقتصادية. وربطت الأوساط بين هذا القرار وبين الضغط الخارجي على لبنان، وحذرت من أن دمج النازحين في المجتمع اللبناني هو توطين مقنع وهو أحد أهداف مشروع إشعال الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية في 17 تشرين 2019 حتى الآن. وأبدت الأوساط استغرابها الشديد للصمت المريب لرئيس الحكومة والحكومة.
واعتبر وزير المهجّرين عصام شرف الدين أن «قرار البرلمان الأوروبي هو قرار تعسفي ومرفوض، وقرار للضغط على لبنان لعدم الذهاب بوفد وزاري رسمي إلى سورية بهدف البدء بوضع بروتوكول وتنفيذ آلية للإعادة الآمنة للنازحين إلى ديارهم».
ورأى شرف الدين القرار «تدخلًا سافرًا بشؤوننا الوطنية الداخلية، إذ طالبت اليوم بعقد جلسة طارئة لحكومة تصريف الأعمال، للتنديد والاستنكار بهذا القرار المجحف بحق لبنان الذي يعاني الكثير اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنياً وبيئياً، وقد يعاني مستقبلاً ديموغرافياً من جراء هذا الملف، علماً أننا رحبنا بالأخوة النازحين بقلوب كبيرة في أيام الحرب على سورية، ولكن مع تغيّر الأوضاع وتبدل الظروف نحو الأفضل وانتفاء الأسباب. الموجبة فالعودة الكريمة والآمنة أصبحت أمراً الزامياً».
بدوره، أشار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، الى ان «قرار عودة النازحين بيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والخطة موجودة لكن لا نية بالتنفيذ»، لافتاً الى ان «قرار الاتحاد الأوروبي بشأن النازحين هو مفتاح لسلسلة قرارات؛ والكارثة آتية لا محالة».
ورأى في حديث تلفزيوني أن «الحكومة في غيبوبة، وبعض المسؤولين اعتادوا على الخضوع ولا يزالون، ولكن بوضعية مختلفة». ولفت إلى أنه «لا يوجد وفد ذاهب الى سورية». وأكد أن «ما بعد 2015 لا نعتبرهم نازحين وهذا خلافنا مع المفوضية»، مشيرا الى ان «معظمهم أتى بطريقة غير شرعية».
وبقيت الأوضاع جنوباً ومواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس الأول، في دائرة الاهتمام الرسمي والسياسي والخارجي، ويتردّد صداه في الكيان الاسرائيلي وحكومته، لا سيما تأكيد السيد نصرالله على حق وإرادة المقاومة والجيش والشعب بتحرير الغجر اللبنانية والدفاع عن لبنان.
وإذ لم يعلن حزب الله ولا الحكومة اللبنانية أي موقف من الحادث الأمني الذي حصل على الحدود، يرى خبراء عسكريون عبر «البناء» أن ملف شبعا والغجر فتح على مصراعيه بعد نصب الخيمتين والإجراءات الاسرائيلية في الغجر، الأمر الذي يفتح على كافة الخيارات والسيناريوات ومنها سيناريو التدحرج الى حرب عسكرية، في ظل اصرار «اسرائيل» على أعمالها العدوانية في الغجر في مقابل إعلان السيد نصرالله رفض الترسيم البري والاعتراف بأي أمر واقع في الغجر وحق لبنان ومقاومته بتحريرها، والأهم إعلان السيد نصرالله استعداد المقاومة لأي محاولة اسرائيلية لفرض أمر واقع وتعديل قواعد الاشتباك وموازين القوى والردع التي فرضتها المقاومة مستغلة انشغال لبنان بأزماته والفراغ الرئاسي والانقسام السياسي، كما حصل في القرار الأوروبي بشأن النازحين.
وفي سياق ذلك، دعا وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، «الجيش الإسرائيلي للتحرك ضد الخيم التي أقامها حزب الله قرب الحدود». وحذر مسؤولون آخرون من أن حزب الله يستعدّ لشن هجمات على «اسرائيل».
وأشارت نائبة مدير مكتب «اليونيفيل» الإعلامي كانديس أرديل، إلى أنّ «الوضع اليوم هادئ». وأكّدت، في تصريح صحافي، أنّ «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللّواء أرولدو لاثارو يواصل الاتّصال بالسّلطات على جانبَي الخطّ الأزرق، ويواصل جنود حفظ السّلام التّابعون لليونيفيل مراقبة الوضع، ونحن نحقّق في أحداث الأمس».
وفي موقف أميركي لافت، كشف متحدّث باسم الخارجية الأميركية أن «الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء أي انتهاكات للخط الأزرق وتأثيرها على الاستقرار والأمن في كل من لبنان و»إسرائيل»، داعياً الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال الاستفزازية التي تقوّض الأمن والسلامة.
وفي حديث صحافي دعا لبنان «إلى العمل من خلال اليونيفيل لحل أي انتهاكات من هذا القبيل». واعتبر أن «هذه الانتهاكات فقط حاجة السلطات اللبنانية إلى ضمان حرية حركة اليونيفيل ووصولها إلى المناطق المهمة الرئيسية على طول الخط الأزرق، وهذا الأمر حاسم لمنع دورات التصعيد». وحول زيارة آموس هوكشتين الى الأراضي المحتلة وعما اذا كانت تضمنت نقاشاً حول الملف اللبناني، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «ليس لدينا أي تعليق على المحادثات الدبلوماسية الأميركية الخاصة التي ربما حدثت أو لم تحدث».
وعشية العودة الوشيكة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، زار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرافقه النائب جورج عطالله والمستشار انطوان قسطنطين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقرّه الصيفي في الديمان وعرض معه للأوضاع وللاتصالات الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي.
ولفتت معلومات «البناء» الى أن هذه الزيارة تندرج في إطار الحوار بين القوى المسيحية السياسية والروحية والتنسيق لاتخاذ المواقف من الاستحقاقات لا سيما الملف الرئاسي والزيارة المرتقبة للمبعوث الفرنسي ودعوته للحوار. ولفتت المعلومات الى أن بكركي تؤيد أي دعوة للحوار بين اللبنانيين أكانت موجّهة من الداخل أو الخارج، وترحّب بأي جهود خارجية للتوفيق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن الأمر في نهاية المطاف بيد اللبنانيين بعيداً عن الضغوط والمصالح الخارجية. كما أشارت مصادر التيار الوطني لـ»البناء» الى أن التيار سيستجيب لأي دعوة للحوار أكانت مع الشركاء في الوطن أو من الخارج، وهو سيرحّب بأي دعوة فرنسية للحوار لكن بعيداً عن الفرض والإملاء ومصادر قرارنا وخياراتنا السياسية.
وفي سياق ذلك، أكد النائب سيمون ابي رميا، أننا «نؤيد طاولة حوار منتجة، تؤدي الى انتخاب رئيس، من دون الدخول في تفاصيل تتطلب وقتاً طويلاً، والتوجه هو لعقدها رغم عدم وضوح أجوبة البعض وسلبية آخرين».
وأشار في تصريح الى أن «الفرنسيين لم يضعوا أي خيار رئاسي جانباً وطرح المبعوث الرئاسي الى لبنان جان إيف لودريان، سيتبلور بعد مشاركته للمرة الاولى في اجتماع اللجنة الخماسية الاثنين في الدوحة، وسيعود الى بيروت في 24 تموز».
لكن معلومات «البناء» كشفت أنه من المحتمل أن يؤجل لودريان زيارته الى لبنان بضعة أيام أي بعد الاثنين المقبل ريثما ينتهي من إعداد تقريره حول زيارته الاولى الى لبنان ثم انتهاء مشاوراته في السعودية مع المستشار في مجلس الوزراء السعودي نزار العلولا على أن يجري تقييماً لهذه المشاورات ثم يتشاور مع أعضاء الخماسية الدولية بشأن لبنان، على أن يضع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حصيلة المباحثات بتقرير مفصل وتتقرر على ضوئه الخطوة التالية وتوقيت عودته الى لبنان. وتوقعت المصادر أن يصل لودريان الى لبنان أواخر الأسبوع المقبل أو نهاية الشهر الحالي بالحدّ الأقصى، والأمر مرهون بالرئاسة الفرنسية.
على خط موازٍ أفصح عن لقاءات عدة بين حزب الله والتيار الوطني الحر حصلت بعيداً عن الأضواء وسط اتفاق بين الطرفين على سريتها وعدم تسريب معلومات عن مضمون النقاشات.
وأفادت مصادر إعلامية أنّ مسؤول وحدة التّنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا عقد أكثر من اجتماع مع رئيس «التيار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل، والمشاورات وُصفت بـ»البدايات المشجّعة»، مشيرةً إلى أنّ «الحوار بين الجانبين هو على الملف الرّئاسي».
وعلمت «البناء» بوجود قرار لدى قيادتي التيار والحزب على استمرار الحوار على الملف الرئاسي وبعض الملفات الأخرى حتى لو استمر الخلاف، لكون الحوار هو الباب الوحيد لحل الخلافات ومعالجة الأزمات لا سيما أزمة الشغور الرئاسي، وفي حال تم الاتفاق على شخص الرئيس فهذا أمر إيجابي، وإلا فالحوار سيكون على الخطوط العريضة لمرحلة ما بعد انتخاب الرئيس وبرنامج عمل رئيس الجمهورية والحكومة ويترك أمر انتخاب الرئيس للظروف الداخلية والإقليمية.
ورحب عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، بـ «إعادة الحوار بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» وهو نموذج للحوار غير المشروط، الذي طالما دعونا إليه، وخطوة في الاتجاه الصحيح بما ينفع لبنان للخروج من أزماته».
وأفاد مصدر سياسي مطلع لـ»البناء» الى أن الأبواب لا زالت موصدة أمام الحل في لبنان وعلينا الانتظار لوقت طويل، فلا يظنن أحد بأن هناك حلاً سحرياً لأزمة مركبة سياسية واقتصادية ومالية انفجرت في العام 2019 ولها أبعاد دولية وتعقيدات إقليمية»، موضحاً أن الظروف الإقليمية والدولية لم تنضج لانتخاب الرئيس في لبنان وهناك حوار على مسارات متعددة يجب أن تنتهي لكي تنعكس على لبنان فضلاً عن استعداد الأطراف الداخلية للحل في ظل لعبة عض الأصابع حتى بين الفريق الواحد، بالتوازي مع عجز المجلس النيابي على انتخاب رئيس بسبب تركيبته ذات الأكثريات المعطلة، وعدم قدرة اي فريق من الأفرقاء أو الجبهات على امتلاك أغلبية ونصاب الثلثين لفرض مرشحه. ويخلص المصدر للقول إن على لبنان الانتظار وترقب تطورات المنطقة في أكثر من ملف في سورية والعراق والمفاوضات النووية والحوار السعودي – السوري، وتداعياتها على المشهد الداخلي، وحتى ذلك الحين على الحكومة والقوى السياسية احتواء الأزمة وتعطيل صواعق الانفجارات السياسية والطائفية والأمنية والاقتصادية والنقدية والمالية للبقاء في المنطقة الآمنة وتفادي الارتطام الكبير الى أن يتمكن اللبنانيون من اقتناص أي فرصة خارجية لاختراق جدار الأزمة الرئاسية.
وفي سياق ذلك، كشفت مصادر «البناء» أن نائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري والنواب الآخرين سيتسلّمون صلاحيات الحاكم ويتحملون المسؤولية وفق ما ينص عليه قانون النقد والتسليف، وبالتالي يحق لهم تقديم الاستقالة لكن في حال لم تقبلها الحكومة فتصبح وكأنها لم تكن وبالتالي ملزمين بإدارة المصرف المركزي وفق القوانين المرعية الإجراء.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال ترؤسه اجتماعاً للقطاع الاغترابي في «حركة أمل»، على «تمسك الحركة بوجوب ان تشمل اي خطة للتعافي الاقتصادي والمالي حفظ حقوق المودعين، كل المودعين كاملة وتحديداً ودائع المغتربين اللبنانيين».
ولفت بري، الى أنه «منذ بداية الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة كان موقف الحركة ولا يزال هو ودائع الناس وأموالهم في المصارف هي من المقدّسات ولن نقبل المساس بها تحت أي عنوان من العناوين».
ونوّه بـ»الدعم والمؤازرة التي قدّمها ويقدّمها الاغتراب اللبناني للبنان المقيم»، معتبراً أنه «دعم لا يُقاس بالشكر والامتنان فقط إنما هو أمانة في أعناقنا الى يوم الدين».
وشدد على «وجوب مقاربة ملف الاغتراب اللبناني كقيمة إنسانية وثقافية وليس كقيمة مالية واقتصادية فحسب»، مؤكداً على «ضرورة الالتزام واحترام القوانين والانظمة في الدول التي تستضيف وتحتضن اللبنانيين في كافة قارات العالم».

 

الأخبار
هوكشتين يشارك في إطلاق عملية الحفر جنوباً منتصف آب المقبل: الحوار في المجلس واقتراح فرنسي لجدول الأعمال
«الستاتيكو» السياسي على حاله: انتظار لعودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، واتصالات جانبية تتعلّق بالحوار حول الملف الرئاسي المفترض أن توجه الدعوة إليه. فيما استمر الاهتمام بالوضع جنوباً، مع ارتفاع منسوب الاستفزازات الإسرائيلية.
في الملف الأول، علمت «الأخبار» أن النقاش لا يزال مستمراً حول مكان انعقاد الحوار الذي يُرجح أن يدعو لودريان القوى اللبنانية إلى خوضه. ورغم أن الرئيس نبيه بري أبلغ الفرنسيين بأن مصلحة الجميع أن تُعقد اجتماعات الحوار في المجلس النيابي، هناك من يشير إلى «فعالية أكبر» لحوار يُعقد في قصر الصنوبر، مركز السفارة الفرنسية في بيروت. لكنّ مصادر عين التينة ترجّح أن الجلسات، في حال اتُّفق على الحوار، ستلتئم في المجلس النيابي، وأن النقاش هو حول شكل المتابعة الفرنسية له، لناحية حضور مندوب فرنسي من دون أن يرأس الجلسات. وقالت المصادر إن الحوار يُفترض أن يجري على مستوى رؤساء الكتل النيابية، ما يعفي قيادات سياسية كثيرة من هذه المهمة، علماً أن بري أبلغ الجميع أنه لن يحضر شخصياً وسينوب عنه من يرأس وفد كتلة التحرير والتنمية.
ورغم ترحيب غالبية القوى بالحوار، بقيت القوات اللبنانية على موقفها الرافض، وهو ما أكّده قائدها سمير جعجع أول من أمس، موجّهاً نصيحة إلى الفرنسيين بعدم الإصرار على هذه الفكرة، وحثّ رئيس المجلس وبقية القوى على عقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. لكنّ مصادر مطّلعة أعربت عن اعتقادها بأن القوات لن تتخلّف عن المشاركة في حال حظيت الدعوة إلى الحوار بموافقة غالبية القوى المعنية، وبدعم من البطريركية المارونية. يبقى أن الغموض لا يزال يحيط بجدول أعمال الحوار، مع انتظار الجميع لاقتراح يعرضه الموفد الفرنسي، يأخذ في الاعتبار نتائج اتصالاته الخارجية مع دول اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، وخصوصاً الجانب السعودي.
لا ترسيم للحدود
من جهة أخرى، قالت مصادر دبلوماسية إن ملف «الترسيم البري» ليس موضوعاً على نار حامية كما أشيع في اليومين الماضيين. وأوضحت أن السفارة الأميركية في بيروت سمعت كلاماً من مسؤولين عن الملف، لكنها تثبّتت من أن الحكومة اللبنانية لا تطالب بوساطة أميركية لحسم ملف الحدود البرية. وأضافت أن الأميركيين أبلغوا مسؤولين لبنانيين، أن الإدارة الأميركية منشغلة بملفات أخرى، ولا ترى في الوضع خطورة تستوجب التحرك سريعاً. كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تطلب وساطة للبتّ في الحدود البرية مع لبنان.
وأبلغ مسؤولون لبنانيون الجانب الأميركي وممثلين أمميين أن لبنان لا يعتبر أن هناك حاجة إلى مفاوضات حول ترسيم الحدود، وأن على العدو إخلاء كل النقاط المتحفّظ عنها، وما يريده لبنان هو تحديد الحدود الدولية مع فلسطين وفق النقاط المعترف بها منذ عام 1923. ولفت هؤلاء إلى أن النقاش حول الحدود لا يمكن خوضه وفق المعادلة الإسرائيلية التي تعتبر لبنان غير معنيّ بمزارع شبعا المحتلة، إذ يرى لبنان أن المزارع نقطة جوهرية في أي بحث، وأن الخلاف حول حدودها هو مع سوريا وليس مع كيان العدو.
وقال مصدر رسمي إن الحديث عن اتصالات جارية بواسطة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين لا يتصل بهذا الملف، وإن الأخير زار تل أبيب قبل أيام، في سياق مهمة تتعلق بالمساعي الأميركية لإنجاز عملية تطبيع بين العدو والسعودية، وهو كُلّف بهذه المهمة إلى جانب عمله في قطاع الطاقة، كما أنه مهتم بالاتصالات لترتيب الأمور بين كيان الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
أبلغ لبنان المعنيين أن المزارع نقطة جوهرية في أي بحث وأن الخلاف حول حدودها هو مع سوريا وليس مع كيان العدو
أما بشأن زيارة هوكشتين المرتقبة للبنان، فقد عُلم أن التوقيت المبدئي هو منتصف الشهر المقبل، وهو الموعد المفترض لبدء أعمال الحفر في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الجنوبية. وقال مصدر على تواصل مع الأميركيين إن هوكشتين سيكون في لبنان، بالتزامن مع وصول الحفّارة التي وفّرتها شركة توتال الفرنسية، والتي ستبدأ العمل في النصف الثاني من آب المقبل، على أن تنجز المرحلة الأولى من عملها أواخر العام الجاري، وهو سيكون من ضمن شخصيات ووفود ستشارك في إطلاق عملية الحفر. ولم يستبعد مصدر رسمي أن يجري البحث في أمور أخرى على هامش الزيارة.
وأشار المصدر إلى أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا سبق أن أبلغت الرئيس ميقاتي أن بلادها لا تريد أي توتر في جنوب لبنان، وأنها نقلت رسالة إسرائيلية واضحة بأن تل أبيب لا تريد أي تصعيد. وقالت شيا إن حكومتها تفترض أن من مهمة قوات الطوارئ الدولية التنسيق مع الجيش اللبناني لمعالجة كل نقاط التوتر، في إشارة إلى الخيم التي يريد العدو من المقاومة إزالتها من نقطة تمركزها في أراضٍ لبنانية محتلة. ولفت المصدر إلى أن الأميركيين شدّدوا على أنهم لا يريدون أي طريقة عنيفة في إزالة الخيم، لأنهم لا يريدون نشوب مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل.

Please follow and like us:

COMMENTS