اللواء
إستعداد أميركي للتوسُّط في الترسيم البري.. وتمديد متوازن لليونيفيل
برّي يلاقي لودريان: 7 أيام حوار وبعدها جلسات متتالية للانتخاب
بين ترحيب لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر مساء امس بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) رقم 2695، على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال، واعلان كبير مستشاري الطاقة والامن الاميركي آموس هوكشتاين بأنه استطلع ما هو متوافر من اجل درس الخوض في ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل، الامر اكده البيت الابيض مساء امس بتأكيده استعداد الولايات المتحدة الاميركية لدور في إنهاء الاشكاليات الحدودية بين البلدين.
ولئن كان قرار التمديد لليونيفيل، جنّب البلد والمنطقة مشكلات كان يمكن ان تنشأ، على خلفية ما تضمنه من توازن في مندرجاته، من ضمن اتفاقية Sofa التي تنظم مهمات قوات الطوارئ الدولية حول العالم، ومنطق السيادة اللبنانية ومندرجات قرار مجلس الامن الدولي، فإن الاهتمام الاميركي المستمر بلبنان، يعكس رغبة بإطفاء المشكلات القائمة، والعودة الى ضمان الانتظام والاستقرار، بالتزامن مع انطلاق عمليات الحفر في البلوك رقم 9، والتوجه الى توسع هذه العملية في المدى القريب، في ضوء ما تقرره الشركات التي رخَّص لها بالعمل.
واعتبر هوكشتين، في احاطة صحفية سريعة من المطار لدى مغادرته مساء امس، ان التنقيب بداية لاستثمارات وفرص عمل، موضحاً: انا دائماً ايجابي في ما خص لبنان وملفاته الداخلية، والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية.
وقال: اتيت لاستمع وافهم وأدرك المزيد كما نحن بحاجة اليه من اجل ترسيم الحدود البرية.
ولاحظت مصادر سياسية ان تصريحات وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان لدى وصوله الى مطار بيروت الدولي، يحمل ايجابيات لجهة اعلانه انه سمع من المسؤولين السعوديين الذين التقاهم (في اشارة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان) بتصريحات بناءة بشأن دعم لبنان، داعيا الدول التعاون من اجل ذلك.
واستبق الرئيس نبيه بري، في مهرجان الامام السيد موسى الصدر في ذكرى مرور 45 عاماً على تغييبه، وصول الوسيط الفرنسي جان- ايف لودريان بتجديد الدعوة الى الحوار.
أقول للمرة الاخيرة تعالوا في ايلول لحوار سبعة ايام وبعدها نذهب الى جلسات انتخاب متتالية..
وحسب مصادر سياسية معنية، فإن كلام بري يحمل في طياته اشارات ايجابية، لملاقاة المتغيرات الحاصلة حول عدم دفع البلد الى الانهيار، والمدخل الاول هو احياء مؤسسات الدولة، بإنهاء الشغور الرئاسي.
وتوقعت المصادر ان تحرّك هذه الدعوة الركود السياسي، وتفتح كوة حقيقية في الانسداد الداخلي.
واكدت المصادر ان فرص الاطراف الداخلية، بات ضيقة، وان الحوار بعد وصول لودريان، سيصبح مسألة اجراءات على الارض فقط.
عملنا من اجل انجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد انه كان يجب ان ينجز بالامس قبل واليوم وغدا قبل بعده وقبل فوات الاوان. ولا بد من المصارحة لتصويب مسار بعض الاطراف في الداخل لا سيما للوشاة، لا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة، ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل اعمالها، هل كان على رئيس المجلس ان يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟
وأردف رئيس مجلس النواب:»اقول للوشاة انهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم»خيطوا بغير هالمسلة».
وشدد على أن»التشريع حق بقوة الدستور. واليوم قد مر سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية، وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد، هل أصبحت الدعوة الى التوافق والحوار جريمة؟ اي قيمة للبنان اذا سقطت فيه ميزة الحوار؟.
واضاف: سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد ان نصدق أن احدا في لبنان لا يريد رئيسا للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس اشباعا لنزواته، أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية.
وعن تلزيم البلوكات قال رئيس المجلس: سكتنا طويلا، لكن الان مرة اخرى سأبين الحقائق لكل اللبنانيين. طرحت منذ سنوات على مجلس الوزراء ان تطرح البلوكات كلها ونلزم من نختار ولكن لزم البلوك رقم 4.
وتوالت الردود النيابية على رسالة لودريان، وجاء في رد اللقاء الديمقرطي تأكيد على ضرورة تطبيق الإصلاحات المطلوبة، والتي تبدأ قبل كل شيء بوقف الهدر والفساد في قطاع الكهرباء الذي استنزف ٢٤ مليار دولار في السنوات العشرة الأخيرة من الخزينة العامة وأموال المواطنين لمصلحة المستنفعين الذين أثروا على حساب عدّاد الدين العام، وهذا ما يستوجب تطبيق القانون النافذ وإنشاء الهيئة الناظمة للكهرباء ومحاسبة كل المتورطين في هذه الفضيحة المستمرة تحت عنوان السِلف وبواخر الفيول المشبوهة.
ووزع النائب ايهاب مطر نص الرسالة التي اجاب فيها على الموفد الفرنسي ومما جاء فيها: إن مهام ومواصفات رئيس الجمهورية واضحة في الدستور ووثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في الطائف. ولا تحتاج إلى تفسيرات أو توضيحات أو توافقات، فسلطة الدستور وحدها قادرة على انتاج رئيس بكل ديموقراطية.
كما سلّم امين الخارجية في حزب الوطنيين الاحرار جو ضو الى السفارة الفرنسية في بيروت، رسالة رئيس الحزب النائب كميل شمعون الجوابية على الاسئلة التي سبق للمبعوث الفرنسي، وقد أكد النائب شمعون في معرض رده»على المواصفات السّيادية والإصلاحية التي يجب يتمتع بها الرئيس العتيد في هذه المرحلة الاستثنائية، التي تتطلب تضافر جهود الجميع لانقاذ لبنان».
عبد اللهيان في بيروت
وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي قادما من العاصمة السورية دمشق متأخرا ساعات عديدة، في زيارة رسمية الى لبنان تستمر يومين او ثلاثة، يلتقي في خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وقد ادى تأخره الى تأجيل زيارته الى رئيس مجلس النواب نبيه بري من امس الى اليوم، وايضا بسبب انشغال بري بالتحضير للإحتفال بذكرى تغييب الامام موسى الصدر.
وقال الوزير عبداللهيان في مطار بيروت: خلال المباحثات الّتي سنجريها في لبنان، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، وأنّ قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة.
وتمنّى»الخير والإصلاح والتّنمية للبنان»، مشيراً إلى أنّ»المتوقَّع من مختلف الجهات الإقليميّة والدّوليّة، هو دعم لبنان اقتصاديًّا وتجاريًّا، لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
وقال: أنّنا واثقون من قدرة القادة اللّبنانيّين والشّعب على اتّخاذ القرار السّياسي الصّحيح لانتخاب رئيس للجمهوريّة.
وأضاف عبداللهيان: أنّنا نسأل الله دائماً الخير للبنان حكومةً وشعباً وجيشاً ومقاومةً.
وكشف أنّه»خلال المباحثات الّتي أجريناها مع المسؤولين السّعوديّين، سمعنا منهم تصريحات إيجابيّة وبنّاءة بشأن دعم لبنان». ودعا جميع الدّول إلى»التّعاون مع لبنان ودعمه، وإيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان».
وفي تطور التوتر بين فرنسا وايران، مع وصول عبد اللهيان، وبعده بعشرة ايام او اكثر لودريان، فقد اعلنت الخارجية الفرنسية استدعاء القائم بأعمال السفارة الايرانية بعد ان اقدمت طهران على ختم أبواب المعهد الفرنسي للأبحاث حول ايران بالشمع الاحمر.
واعتبرت الخارجية الفرنسية ان وضع الاختام يحرم فرنسا من الوصول الى مجموعة من الاعمال القيِّمة التي جمعتها اجيال من الباحثين الفرنسيين والايرانيين طوال اكثر من قرن.
هوكشتاين: وساطة الحدود البرّية
وفي جديد زيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، انتقل امس، الى الجنوب والتقى قائد القوات الدولية الجنرال لازارو وجال عند الخط الأزرق متفقداً.
بعدها، انتقل الى قصر بسترس حيث التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب. وحسب المعلومات الرسمية،»تطرّق المجتمعون إلى مشروع القرار حول تمديد ولاية اليونيفيل، حيث أكّد هوكشتاين حرص إدارة بلاده على الإستقرار في الجنوب. وشرح بوحبيب أنّ الموقف الذي حمله إلى نيويورك هو موقف الحكومة اللبنانية بالتشاور مع مختلف الأطراف المحليين، وذلك في سبيل الحفاظ على السيادة والمصلحة اللبنانية والإستقرار في الجنوب».
وأفاد هوكشتاين عن تطلّعه لمواصلة المسار المتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، مشيراً إلى وجود إهتمام عالمي بالتنقيب، ومعرباً عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الإستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الإقتصادي وتعزيز الإستقرار.
وفي ما يتعلق بتثبيت الحدود الجنوبية البرية، أفاد هوكشتاين أنّه، وبعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحرية، هو في صدد تقييم مدى إستعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب. حول ذلك، أعرب بوحبيب عن جهوزية لبنان لإطلاق هذا المسار، بما يتناسب مع حفظ الحقوق اللبنانية.
وحسب المعلومات، تركزت محادثات هوكشتاين حتى الآن مع الذين التقاهم على مواضيع عديدة من الثروة النفطية في البحر اللبناني واعمال الحفر والتنقيب، الى ضرورة مواكبة ذلك بالتشريعات والاصلاحات اللازمة، مرورا بالوضع عند الحدود البرية وسبل التهدئة فيها والبحث في امكانية التفاوض لحل لتحفظات اللبنانية وصيغة التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وصولاً الى الاستحقاق الرئاسي.
واختتم هوكشتاين لقاءاته في لبنان، بلقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بحضور السفيرة دوروثي شيا قبل التوجه إلى المطار.
ومن المطار قال الموفد الاميركي: أنا دائماً إيجابي في ما خص لبنان وملفاته الداخلية، والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية بعد أن تمكنّا من رسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يمكن الآن العمل على رسم الحدود البرية.
ولاحقاً، قال مسؤول في البيت الأبيض: ان أميركا تبحث إمكان ترسيم الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
انتهت مفاوضات التجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان بإصدار مجلس الامن الدولي عصرامس قرار التجديد لسنة واحدة تنتهي آخر آب من العام 2024، بصيغة وسطية تراعي كل الاطراف بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن حرية حركة قوات الأمم المتحدة، وبغالبية ١٣ صوتاً مع امتناع كل من روسيا والصين عن التصويت. ومماجاء في نص القرار: أنه عملا بالاتفاق المتعلق بمركز الأمم المتحدة، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (SOFA) بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج اليونيفيل إلى إذن مسبق أو إذن للقيام بالمهام المنوطة بها، وأن اليونيفيل مرخص لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل”، ولاحظ تقديره لمواصلة التنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. إن الحكومة اللبنانية، مع استمرارها في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، وفقاً لاتفاقية وضع القوات.
وأكد مجلس الأمن في قراره على سلطة اليونيفيل في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قوّاتها وفي حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية، ومقاومة المحاولات بوسائل القوّة لمنعها من القيام بولايتها، مرحّباً بتوسيع الأنشطة المنسّقة بين اليونيفيل والجيش اللبناني، وندعو إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون من دون المساس بولاية اليونيفيل.
وذكر نص القرار: نجدد التأكيد على ضرورة نشر الجيش اللبناني بشكل فعال ودائم وسريع في جنوب لبنان. ونحث حكومة إسرائيل على التعجيل بسحب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المجاورة بشمال الخط الأزرق.
وفي قراره،»أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء نصب الخيام جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، مشدّداً على خطر أن تؤدي الأعمال العدائية إلى صراع جديد لا يستطيع أيّ من الأطراف أو المنطقة تحمّله. وحضّ مجلس الأمن جميع الأطراف على بذل كل جهد لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية، وممارسة أقصى قدر من الهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي عمل أو خطاب من شأنه أن يعرّض وقف الأعمال العدائية للخطر».
اضاف في قراره: أنّه يلاحظ بقلق تركيب الحاويات وغيرها من البنى التحتية على طول الخط الأزرق والتي تُقيّد وصول اليونيفيل إلى الخطّ أو رؤيته، مؤكداً من جديد تصميمه على ضمان ألّا تمنع أي أعمال ترهيب قوّة اليونيفيل من تنفيذ ولايتها وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى ضرورة قيام جميع الأطراف بضمان أمن أفراد اليونيفيل وحرية حركتهم بشكل كامل، وأن يحظى “اليونيفيل” بالاحترام.
كما أدان مجلس الأمن بأشد العبارات جميع المحاولات لتقييد حرية حركة أفراد اليونيفيل، وجميع أعمال المضايقة والترهيب وجميع الهجمات ضد حفظة السلام.
وتردد ان الصيغة الجديدة شطبت عبارة أطراف بلدة الماري بالاشارة الى الجزء اللبناني من بلدة الغجر.
في السياق، أعلنت مندوبة لبنان في مجلس لبنان جان مراد أنّ قرار التمديد لليونيفيل لم يعكس أزمات لبنان بصورة كاملة، ولم يضع في الاعتبار خصوصية الواقع الحالي. موضحة أنّ الخصوصية هي السيادة، وإذا حاول لبنان جاهداً إدخال التعديلات على مشروع قانون تمديد عمل قوات اليونيفيل، فهو من باب الحرص على السيادة اللبنانية، وأنّ»قوات اليونيفيل لديها كامل حرية الحركة لكن بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية.
وقالت: أنّ الحركة يجب أن يكون لديها ضوابط من أجل حفظ سلامة هذه القوات والاطلاع على مهامها، ولبنان طلب تصحيح وترشيد اسم»شمال قرية الغجر»، وهي ليست تسمية هذه المنطقة.
وشددت مراد على أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كان واضحاً في توصيف الوجود الإسرائيلي في لبنان بأنه احتلال، سائلة: لماذا اللجوء في القرار الحالي للغة تشبه لحد كبير القرارات المعتمدة وفقًا للفصل السابع؟
وبعد صدور القرار، رحب الرئيس ميقاتي بقرار التمديد، واعتبره يساهم في تعزيز الامن والاستقرار، مؤكدا تمسك لبنان بالقرار 1701 واحترام سائر القرارات الدولية، مشددا على انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومنطقة الماري.
رد باخرة الفيول
ردّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على طلب وزير الطاقة وليد فياض من الحكومة بفتح اعتمادات لباخرة فيول، مؤكدا»عدم الموافقة وليتحمل الوزير مسؤولية تصرفه بدون الرجوع الى موافقة مجلس الوزراء واللجنة الوزارية». وطلب من الوزير الرجوع عن طلب الباخرة. واشار ميقاتي في رده إلى خطأ الوزير الذي اجرى عقد استيراد الفيول بناء لخطأ في التقدير بإعترافه امام مجلس الوزراء.
وفعلا اعلن الوزير فياض لاحقاً، أن»ردّ باخرة الفيول من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكّل خسارة جولة في مسار تنفيذ خطة الطوارئ للكهرباء ومن المعلوم ان كلفة المولدات الخاصة هي الأعلى كلفة».وقال: خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، ان مناقصة الباخرة الراسية في البحر تمت بموافقة هيئة الشراء العام، واعتبرنا أنّ السكوت علامة الرضا، ولذلك وقعنا العقد المتعلّق بباخرة الفيول الراسية في البحر مع الشركة وقد وصلت الباخرة بعد تمنّع شهر ونصف شهر عن فتح كتاب الاعتمادات.
وأضاف: تواصلنا مع شركة»كورال» لإلغاء العقد أو الشحنة، وتمكّنا بعد التفاوض معها من إلغائه من دون ترتيب أي كلفة علينا.
وعلى الصعيد المالي، أعلنت وزارة المالية انها رفعت امس، مشروع قانون موازنة العامة للعام ٢٠٢٤ الى مجلس الوزراء ليصار الى مناقشته، وبذلك تكون الوزارة قد التزمت بالمهلة القانونية التي حددها الدستور.
البناء
التجديد لليونفيل: تحفّظ لبنان وامتنعت موسكو وبكين والاستقلال مقيّد بالتنسيق… والعبرة بالتطبيق
برّي في ذكرى تغييب الصدر للوشاة ودعاة استدراج التهديد بالعقوبات: خيّطوا بغير هالمسلة
نحو حوار رئاسي لـ 7 أيام من أيلول في مجلس النواب تليه جلسات متتابعة حتى انتخاب رئيس
تطوران بارزان توزعا المشهد اللبناني أمس، الأول نهاية التفاوض الماراثوني الذي شهدته نيويورك على حافة نهاية مهلة ولاية قوات الطوارئ الدولية، بعد التأجيل لثلاث مرات متتالية بسبب عدم التوصل الى اتفاق بالتراضي يضمن التصويت بالإجماع، وحتى ما قبل التصويت الذي انتهى بإقرار التجديد، حاولت مندوبة دولة الإمارات تقديم نص يتبنى الطرح الأميركي الإسرائيلي ويعاكس تمنيات الدولة اللبنانية وطلباتها، والصيغة التي أقرّت جمعت متناقضات تجعلها عرضة للتأويل عند كل مهمة، ففيها استقلال قوة اليونفيل وفيها شرط إلزامية التنسيق مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، وجاء التصويت تعبيراً عن اصطفاف يربك أي محاولة للتنفيذ المتشدد الذي سعى إليه الأميركيون تلبية للطلب الإسرائيلي، بدعم إماراتي. فالدول المشاركة بالقوات وعلى رأسها فرنسا يهمّها أمن جنودها وتدرك معنى تعريض هؤلاء الجنود للخطر بعدم التنسيق مع الجيش اللبناني وعبره مع الأهالي، وتدرك أكثر ومعها القيادة الميدانية لليونفيل أن امتناع روسيا والصين واعتراضهما الواضح على النصّ كما ورد في مداخلة كل من المندوبين الروسي والصيني، يعني أن نشوب أي صدام ووقوع أي حادث أو إشكال سوف يعرّض القيادة الميدانيّة لتحميلها المسؤولية لأنها لم تأخذ على محمل الجدّ التحذيرات التي رافقت مناقشة قرار التجديد من خطورة عدم التنسيق مع الدولة اللبنانية حكومة وجيشاً، خصوصاً أن التحفظ اللبناني كان صريحاً وواضحاً، ولن يفيد في هذه الحالة ما يصدر عن القوى التي تدفع باتجاه التصعيد وتريد تحميل قوات اليونفيل أثمان مواقفها، ولذلك قالت مصادر تابعت المسار الذي سلكه القرار ومنعرجاته، أن لبنان نجح بإلحاق نصف خسارة بدعاة التصعيد، ولم يحقق سوى نصف ربح، وأن العبرة هي بالتطبيق، حيث سوف يتقرّر مَن يحصد النصف الثاني من الربح، وبيد لبنان ورقة الأهالي الرابحة.
الحدث الثاني كان كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في احتفال إحياء ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، حيث وجّه برّي رداً قاسياً على كل محاولات التلويح بفرض عقوبات أميركية أو أوروبية بحقه بداعي عرقلته لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، قائلاً لمن سمّاهم بالوشاة وجماعة الترانزيت والفنادق الفاخرة، «خيّطوا بغير هالمسلة، غلطانين بالعنوان»، وانتم لا تعرفون نبيه بري وحركة أمل.
عن مقاربة الاستحقاق الرئاسي كانت لبري مبادرة كاملة، فهو دعا لحوار رئاسي يمتد لسبعة أيام في مجلس النواب خلال شهر أيلول، تنتهي بعقد جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس، جامعاً دعوة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لحوار في أيلول في مجلس النواب الى مطلب المعترضين على الحوار بالمطالبة بـ جلسات انتخاب مفتوحة حتى انتخاب رئيس، بصورة توقعت مصادر متابعة أن تنجح بتحريك الركود الرئاسي إذا لم يكن هناك قرار خارجي وداخلي كبير بإبقاء الفراغ الرئاسي لـ أمد غير قصير.
وأطلق الرئيس برّي سلسلة مواقف من مختلف الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية، وذلك في كلمة له باحتفال حاشد أقامته الحركة في منطقة الجناح بالذكرى الخامسة والأربعين لاختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، كاشفاً عن مبادرة للحوار لمدة سبعة أيام في المجلس النيابي تليها الدعوة لجلسات انتخاب متتالية.
وقال بري: «عملنا من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي ونؤكد أنه كان يجب أن يُنجز بالأمس قبل واليوم وغداً قبل بعده وقبل فوات الاوان ولا بدّ من المصارحة لتصويب مسار بعض الأطراف في الداخل لا سيما للوشاة، ولا ينجز الاستحقاق الرئاسي بهذه الطريقة ونؤكد انه لا يتم بفرض مرشح ولا بتعطيل المؤسسات الدستورية التشريعية والتنفيذية وشل أعمالها، هل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول اعمال الجلسة الاخيرة تشريع الشذوذ الجنسي؟».
وأضاف: «أقول للوشاة إنهم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة امل وانصحكم بان توفروا اموال الترانزيت والاكلاف على الاقامة في الفنادق وشراء الذمم «خيطوا بغير هالمسلة».
وشدد الرئيس بري على أن «التشريع حق بقوة الدستور واليوم قد مرت سنة كاملة على الجريمة التي اقترفها نبيه بري بالدعوة لضرورة انتخاب رئيس يتمتع بحيثية وطنية وحددنا يومها موقفنا من المواصفات الواجب توافرها بالرئيس العتيد، هل أصبحت الدعوة الى التوافق والحوار جريمة؟ اي قيمة للبنان إذا سقطت فيه ميزة الحوار؟».
ورأى أنه «سنبقى نراهن على صحوة الضمير لهؤلاء ولا نريد أن نصدق أن احداً في لبنان لا يريد رئيساً للجمهورية اذا لم يكن هو الرئيس إشباعاً لنزواته، أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية».
وغمز برّي من قناة التيار الوطني الحر والرئيس ميشال عون، في ملف النفط، وقال: «إن شاء الله ستأتي أكلها مهما «ناوش» البعض وادّعى وتعالى صراخه وردّ على الحملات التي تحاول التشويش على إنجاز ترسيم الحدود والبدء بعملية التنقيب». وبين «الحقائق بالتواريخ والأرقام»، قائلاً: «رغم ذلك، يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه، (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم…) سكتنا طويلاً حتى صدقوا أنفسهم.
وفي أول رد على كلام بري، أعلن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في كلمة من عشاء( التيار في قضاء الكورة، أنّه «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يفضي إلى توافق أو تنافس ديمقراطي، وما سمعناه اليوم من رئيس مجلس النواب جيّد وإيجابي، «وإذا كان هيك انشالله بكون عنا رئيس بشهر أيلول».
وقال باسيل: «كان شرطنا للمشاركة في الحوار أن يفضي لتوافق أو تنافس ديموقراطي وما سمعناه من برّي جيّد وإيجابي». وحذّر من موجة نزوح سوري جديدة، مطالباً بإقفال كامل للحدود ومنع فتح المدرسة للنازح السوري قبل الظهر.
وأضاف: «أنصح المسؤولين «ما يركضوا ورا مطلب إسرائيل» بمعالجة النقاط العالقة على الحدود البرية»، مشيرًا إلى أنّه «يجب أن يكون ثمن هذا الأمر فك السياسة الدولية التي تقضي بتوطين النازحين في لبنان». وأوضح باسيل أنّ «عنوان المرحلة المقبلة هو منع توطين النازحين واللاجئين في لبنان ولا شيء أهم من هذه القضية»، لافتًا في سياق آخر إلى أنه «مهما حاولوا إضعاف التيار الوطني الحر، فردة فعلنا ستكون أننا سنبقى أقوياء».
وأشارت مصادر إعلامية الى أن الرئيس بري طلب من كبير خبراء الطاقة في الإدارة الأميركية آموس هوكشتاين بضرورة توجه الأميركيين الى حلفائهم الداخليين ودفعهم للمشاركة في الجلسات الحوارية والتشريعية على اعتبار أن المصلحة الوطنية تبقى فوق كل اعتبار. وكشفت المعلومات، بأن «بري قال أمام هوكشتاين إنه يسعى للدفع نحو انتخاب رئيس سريعاً، ولكن المعارضة ترفض الحوار وجلسات التشريع التي أُدرجت على جدولها القوانين النفطية الإصلاحية التي طالب بها هوكشتاين».
وانتهت أمس، مهلة تقديم الإجابات على سؤالي الموفد الفرنسي جان ايف لودريان للقوى السياسية، حيث قدمت كتل فريق 8 آذار إجاباتها فيما رفضت المعارضة ذلك، معتبرة أن بيان النواب الـ31 كافٍ ووافٍ، فيما مواصفات الرئيس مدرجة في بيان الدول الخمس، عوض عن أنها ترى في الخطوة إهانة.
ولفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن شهر ايلول سيكون حاسماً بالاستحقاق الرئاسي، متوقعة تكثيف الاتصالات والمشاورات بين الأطراف الداخلية من جهة وأعضاء اللجنة الخماسيّة من جهة ثانية لتوفير الظروف الملائمة لانتخاب الرئيس، متوقفة عند الحركة الديبلوماسية اللافتة تجاه لبنان من هوكشتاين الى عبد اللهيان ولودريان وما بينهما من مبعوثين خليجيين، ما يؤشر الى إرادة دولية وعربية وخليجية باتجاه تسوية رئاسية، لكن المصادر توقفت بحذر عند الموقف الأميركي المراوغ بين الحديث عن دعم الاستقرار اللبناني لا سيما على الحدود وبين عدم بذل جهود جدية لدفع حلفائه في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس. وتردد أمس، أنّ موفدًا قطرياً سيسبق لودريان إلى لبنان، ما فيه دلالة على عدم وحدة مسار اللّجنة الخماسيّة، حيث أنّ القطري لا يُعوّل على المبادرة الفرنسية، وكذلك الأميركي.
وتوقعت أوساط مطلعة على حوار الحزب والتيار لـ»البناء» حصول تطورات إيجابية على صعيد النقاط العالقة في موضوع اللامركزية المالية الموسّعة وإيجاد صيغة مقبولة عند كل الأطراف لا سيّما عند حركة أمل، ما يسهّل عملية انتخاب الرئيس.
وبالتزامن مع وجود هوكشتاين في لبنان، وصل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الى مطار بيروت الدولي قادماً من العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية إلى لبنان يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، ويلتقي اليوم الرئيس بري ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وأشار عبداللهيان، إلى أنّ «خلال المباحثات الّتي سنجريها في لبنان، سنحثّ مختلف الأفرقاء على التّوصّل إلى تفاهمات تؤدّي إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة»، مؤكّدًا أنّ «قادة لبنان هم من يجب أن يقرّروا بشأن انتخاب رئيس للجمهوريّة». وتمنّى، في تصريح بعد وصوله إلى مطار بيروت الدولي «الخير والإصلاح والتّنمية للبنان»، لافتًا إلى أنّ «المتوقَّع من مختلف الجهات الإقليميّة والدّوليّة، هو دعم لبنان اقتصاديًّا وتجاريًّا، لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد».
وشدّد على «أنّنا واثقون من قدرة القادة اللّبنانيّين والشّعب على اتّخاذ القرار السّياسي الصّحيح لانتخاب رئيس للجمهوريّة». وركّز عبداللهيان على «أنّنا نسأل الله دائمًا الخير للبنان حكومةً وشعبًا وجيشًا ومقاومةً»، كاشفًا أنّ «خلال المباحثات الّتي أجريناها مع المسؤولين السّعوديّين، سمعنا منهم تصريحات إيجابيّة وبنّاءة بشأن دعم لبنان». ودعا جميع الدّول إلى «التّعاون مع لبنان ودعمه، وإيران ستسمرّ في دعمها القوي للبنان».
والتقى عبداللهيان، في بيروت، قادة الفصائل الفلسطينية في اجتماع ضمّ قيادتي حركة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي»، وبحسب ما نقلت قناة «الميادين»، فقد أكّد عبداللهيان «تمسك طهران باستراتيجية دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وقضية تحرير الأرض»، مذكّرًا قيادتي «الجهاد الإسلامي» و»حماس» بـ»إعلان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بضرورة دعم الضفة الغربية»، مشيرًا إلى أنّ «الجمهورية الإسلامية لن تتراجع عن خياراتها الفلسطينية واستمرار دعمها المقاومة بقوة».
بدورها، أكّدت القيادات الفلسطينية في اجتماعها مع عبد اللهيان «تمسكها بخيار المقاومة خياراً استراتيجياً للشعب الفلسطيني»، مشدّدة على «عدم التراجع عن عمليات المقاومة في الضفة الغربية، كأولوية في هذه المرحلة».
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم.
في غضون ذلك اختتم المنسّق الرّئاسي الأميركي لأمن الطّاقة والبنى التّحتيّة الدّوليّة آموس هوكشتاين، زيارته الى لبنان، وقال في كلمة له من مطار بيروت الدولي، قبيل مغادرته لبنان، «إنّني أتيت لأستمع وأفهم وأدرك المزيد لما نحن بحاجة إليه من أجل ترسيم الحدود البريّة». وأكّد «أنّني دائمًا إيجابي في ما خصّ لبنان وملفّاته الدّاخليّة، والتّنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشّباب اللّبناني وتفعيل العجلة الاقتصاديّة».
وكان الموفد الأميركي واصل جولته في لبنان أمس، فزار الجنوب والتقى قائد القوات الدولية وجال عند الخط الأزرق. بعدها، انتقل الى مقرّ وزارة الخارجية في وسط بيروت، حيث التقى الوزير عبدالله بوحبيب، ترافقه سفيرة الولايات المتّحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا. وتطرّق المجتمعون إلى مشروع القرار حول تمديد ولاية اليونفيل، حيث أكّد هوكشتاين حرص إدارة بلاده على الاستقرار في الجنوب.
وأعرب هوكشتاين عن تطلّعه لمواصلة المسار المتعلق بالتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، مشيرًا إلى وجود اهتمام عالمي بالتنقيب المذكور، ومعربًا عن تفاؤله بأنّ هذا الزخم، إن رافقته الإصلاحات الضرورية وإنجاز الاستحقاقات الدستورية اللازمة، سيضع لبنان على السكة المؤدية إلى النهوض الاقتصادي وتعزيز الاستقرار. وفي ما يتعلّق بتثبيت الحدود الجنوبيّة البرية، أفاد هوكشتاين أنّه، وبعد نجاح الوساطة التي قام بها لإنجاز الحدود البحريّة، هو في صدد تقييم مدى استعداد الأطراف المعنية لإطلاق هذا المسار، كما ودراسة جدوى إجراء هذه الوساطة في الوقت الراهن، توصّلاً لحلّ النقاط الخلافية الحدودية المتبقية في الجنوب.
بدوره، أعرب بوحبيب عن جهوزية لبنان لإطلاق هذا المسار، بما يتناسب مع حفظ الحقوق اللبنانية.
وعلمت «البناء» أن هوكشتاين طرح ملف الترسيم البري مع المسؤولين من باب جسّ النبض، لكنه لم يعرض مشروعاً متكاملاً لهذا الأمر، لكن زيارته تركّزت على ملف النفط والغاز واستجرار الفيول والغاز من مصر والأردن. إلا أن هوكشتاين سمع من الرئيسين بري وميقاتي رفض ترسيم الحدود بل تثبيت الحدود، لأنها محددة ومرسمة منذ العام 1923 ولبنان مستعدّ لحل مسألة النقاط المتحفظ عنها الـ 13 حيث تمت تسوية 7 نقاط والباقي 6، على أن تجري تسويتها وفق الحدود الرسمية مع فلسطين المحتلة وليس وفق الخط الأزرق، كما يريد الاسرائيلي.
الى ذلك، وبعد تأجيل من منتصف ليل أمس الأول إلى عصر أمس، صوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لصالح تمديد مهمة حفظ السلام «اليونفيل»، المستمرّة منذ فترة طويلة في لبنان، لمدة عام آخر، بعد التوصّل إلى حل وسط بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن صياغة تتعلّق بحرّية حركة قوات الأمم المتحدة. وحظي القرار بـ13 صوتاً مؤيّداً فيما امتنعت كلّ من روسيا والصين عن التصويت.
وأعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء نصب الخيام جنوب الخط الأزرق في مزارع شبعا المحتلة، مشدّداً على خطر أن تؤدي الأعمال العدائية إلى صراع جديد لا يستطيع أيّ من الأطراف أو المنطقة تحمّله.
وأورد في قراره أنّه يلاحظ بقلق تركيب الحاويات وغيرها من البنى التحتية على طول الخط الأزرق والتي تُقيّد وصول «اليونفيل» إلى الخطّ أو رؤيته، مؤكداً من جديد تصميمه على ضمان ألّا تمنع أي أعمال ترهيب قوّة «اليونفيل» من تنفيذ ولايتها وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى ضرورة قيام جميع الأطراف بضمان أمن أفراد «اليونفيل» وحرية حركتهم بشكل كامل، وأن يحظى «اليونفيل» بالاحترام.
وأكد مجلس الأمن في قراره على سلطة «اليونفيل» في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مناطق عمليات قوّاتها وفي حدود قدراتها، لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها للقيام بأنشطة عدائية، ومقاومة المحاولات بوسائل القوّة لمنعها من القيام بولايتها، مرحّباً بتوسيع الأنشطة المنسّقة بين «اليونفيل» والجيش اللبناني، وندعو إلى مواصلة تعزيز هذا التعاون من دون المساس بولاية «اليونفيل».
وشددت مندوبة لبنان في مجلس لبنان جان مراد على أنّ «قوات اليونفيل لديها كامل حرية الحركة لكن بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وأن يكون لديها ضوابط من أجل حفظ سلامة هذه القوات والاطلاع على مهامها»، مشيرة إلى أنّ «لبنان طلب تصحيح وترشيد اسم «شمال قرية الغجر»، وهي ليست تسمية هذه المنطقة».
وشددت مراد على أنّ «الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كان واضحًا في توصيف الوجود الإسرائيلي في لبنان بأنه احتلال»، سائلة: «لماذا اللجوء في القرار الحالي للغة تشبه لحد كبير القرارات المعتمدة وفقًا للفصل السابع».
في المقابل ذكرت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن توماس غرينفيلد، أنّ «القرار يؤكد حرية تنقل قوات يونفيل وتنظيمها دوريات معلنة وغير معلنة ويؤكّد حرية قوات اليونفيل في التنقل بشكل علني أو سري».
لكن مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، أعرب عن أسف بلاده «لعدم أخذ تحفظات لبنان الدولة المضيفة لليونفيل موضع الاهتمام في القرار»، مشيراً الى أن «التنسيق مع الجيش اللبناني ضروري لحفظ السلام».
ولفتت إلى أنّ «القرار يؤكّد من جديد تفويض اليونفيل بإجراء عملياتها بشكل مستقل مع الاستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، في ما يتعلق بالسيادة اللبنانية. ويبقى الهدف النهائي للقرار 2695، كما هو حال القرار 1701، وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للنزاع».
ومن جهته، أعرب مندوب روسيا لدى مجلس الأمن أيضاً عن أسف بلاده «لأنّ النص الذي اعتُمد لم يراعِ التوفيق الذي تم التوصل إليه مع لبنان»، كما أكد مندوب روسيا على «أهمية تنسيق اليونيفل مع الجيش اللبناني».
من جهته، رحّب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالقرار، معتبراً أنه يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار»، وأشار إلى أن «قرار التمديد، لحظ بنداً أساسياً طالب به لبنان ويتعلق بقيام «اليونفيل» بعملها «بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية المقر».
وأكّد النّائب السّابق وليد جنبلاط، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، أنّ «من الأفضل عدم تغيير مهمّة قوّات الأمم المتحدة في الجنوب اللّبناني، الّتي تنصّ على مساعدة الجيش اللبناني في بسط سيادة الدّولة اللّبنانيّة، والتّنسيق مع الجيش اللّبناني».
وبعد قرارها رفع يدها عن ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بسبب دعوى المخاصمة المقدمة من سلامة ضدها، أعلنت الهيئة الاتهامية المناوبة في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضوية المستشارين القاضيين جوزيف بو سليمان وكريستل ملكي، وبهدف الحؤول دون عرقلة السير بالدعوى المقدّمة في وجه الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، أنها وجّهت كتاباً الى الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت، عارضة فيه التنحّي عن النظر بدعوى مخاصمة الهيئة الاتهامية في بيروت المقدمة من سلامة.
على خط موازٍ، أعلن مصرف لبنان أن «الموجودات السائلة الخارجية بالعملات الأجنبية لدى مصرف لبنان تعادل 8542 مليون دولار أميركي، أي أنها انخفضت بين آخر شهر تموز ومنتصف شهر آب 2023»، وأشار إلى أنّ «الانخفاض في الموجودات السائلة نتج عن تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأميركي خلال الفترة نفسها، ومن تسديد فوائد استحقت على الودائع العربية وتكاليف التعميم 158 كما يلاحظ خلال الفترة نفسها ارتفاع القيمة السوقية لمحفظة سندات اليورو بوند من 387 إلى 421,8 مليون دولار أميركي بحسب منصة Bloomberg».
هذا، وجدد الحاكم بالإنابة وسيم منصوري التزامه بعدم المساس باحتياطيات المصرف المركزي الخارجية إلا لتسديد الالتزامات المستحقة على مصرف لبنان، كما لدفع المبالغ المطلوبة بالتعميم 158».
وأعلنت وزارة المالية، في بيان، أنّ «الوزارة رفعت مشروع قانون موازنة العام 2024 إلى مجلس الوزراء، ليُصار إلى مناقشته»، مشيرًا إلى أنّ «بذلك تكون الوزارة قد التزمت بالمهلة القانونيّة الّتي حدّدها الدّستور».
وفيما تواصل السجال الكهربائيّ بين رئاسة الحكومة ووزارة المال من جهة ووزارة الطاقة من جهة ثانية، ردّ مجلس الوزراء على مطالبة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض بفتح اعتمادات لباخرة فيول، معتبراً أن «الاقتراح بالعدول عن طلب الباخرة أضحى الحل المناسب للموقف الراهن الناتج عن الخطأ المرتكب من قبلكم ويقتضي السير به».
في المقابل، اعتبر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن «ردّ باخرة الفيول من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشكّل خسارة جولة في مسار تنفيذ خطة الطوارئ للكهرباء، ومن المعلوم ان كلفة المولدات الخاصة هي الأعلى».
وأشارت مصادر وزارية لـ»البناء» الى أن «استمرار وزارة الطاقة بسياسة استيراد البواخر يؤدي الى مزيد من الاستنزاف في خزينة الدولة وفي احتياطات مصرف لبنان»، متسائلة عن إصرار وزارة الطاقة على استيراد البواخر في ظل وجود الفيول العراقي بعد تجديد العقد مع العراق لتزويد لبنان بالفيول لتشغيل المعامل ورفع الكمية»، علماً أن كلفة البواخر المرتفعة وفق المصادر لم تستطع رفع ساعات التغذية التي وعدت بها الوزارة، ما يعني أن المواطنين يستندون على المولدات الخاصة طالما أن ساعات التغذية لا تتعدى الـ 3 ساعات والـ 6 ساعات في الحد الأقصى، فلماذا ننفق مئات ملايين الدولارات إذاً؟». ولفتت الى أن الحل الأمثل في هذه الحالة هو وقف استيراد البواخر لتفادي تكبيد الدولة الكلفة العالية. وأبدت المصادر استغرابها حيال تهديد وزارة الطاقة الحكومة والمواطنين بالعتمة الشاملة بدل البحث عن حلول أقل كلفة وأكثر إنتاجية، طالما أن واردات الوزارة ارتفعت بشكل كبير بعد ارتفاع فواتير الجباية وتشديد المراقبة بهذا الإطار.
على صعيد آخر، كشف الوزير السابق يعقوب الصراف عبر منصة «إكس» عن منشور يتعلق بانفجار المرفأ وقال: «الوثيقة الأولى: تصريح ربان السفينة الذي أعلم وزارة العدل عام 2014 بأن الباخرة تحمل 2750 طناً من المواد الخطرة والسامة AMMONIUM NITRATE، لماذا لم تتحرك وزارة العدل حينها؟ المستند واضح وأتحدّى من يقول أنه مزور».
الأخبار
بري: لحوار حدّه الأقصى 7 أيام… تليه «جلساتٌ مفتوحة»
أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال إحياء الذكرى الـ 45 لإخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه، في بيروت، أمس، مبادرةً لكسر الجمود في الملف الرئاسي، إذ دعا رؤساء وممثّلي الكتل النيابية إلى حوار في مجلس النواب خلال أيلول الجاري لـ«مدّة حدّها الأقصى سبعة أيام، وبعدها نذهب لجلسات مفتوحة ومتتالية حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية». وفي إِشارة إلى حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، سأل بري: «ما معنى أن يرفض الطرفان المعنيان بهذا الاستحقاق أي صيغة من صيغ الحوار والتوافق؟»، مؤكداً أنه سيبقى يراهن على «صحوة الضمير الوطني لهؤلاء، ولا نريد أن نُصدّق أن أحداً ما في لبنان لا يريد رئيساً للجمهورية إذا لم يكن هو الرئيس». وأعاد بري التذكير بدعوته الكتل النيابية قبل عام إلى «وجوب إنجاز توافق وطني يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرّق، رئيس يتمتع بحيثية مسيحية كما الحيثية الإسلامية وقبل أي شيء حيثية وطنية».
وهاجم بري المحرّضين عليه في واشنطن وبروكسل، واصفاً هؤلاء بـ«فريق الوشاة الذي يُسيّر خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويُشكّل مجموعات ضغط في أكثر من عاصمة تحريضاً وتشويهاً». وقال لهم: «إنكم مخطئون في العنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة أمل، أنصحكم بأن توفّروا أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم، إنتو غلطانين بالنمرة وخيطوا بغير هالمسلّة».
وإذ أكد أن «هذا الاستحقاق لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوات على مرشح»، شدّد بري على أنه «لا يُنجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية وشلّ أدوارها، ولا سيما عمل السلطة التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة، وفقاً لما نصّ عليه الدستور اللبناني، ولا يكون بشلّ عمل السلطة التشريعية التي لها الحق أن تُشرّع في كل الأحوال وهي ضرورة قصوى تفرض على الجميع تفعيل عمل هذه المؤسسة لا تعطيلها».
وفي ملف التنقيب عن النفط والغاز، قال بري، في إشارة إلى التيار الوطني الحر، إنهم «يحاولون تشويه هذا النصر بزعمهم أنهم هم الذين أنجزوه»، مُذكّراً بالدور الذي قام به منذ عام 2002 «عندما كلّفت شركة (سباكتروم) بإجراء مسح في بحر لبنان كله، وكان الجنرال عون آنذاك في باريس (…) كل هذا تمّ قبل الوصول إلى مجلس الوزراء في العهد الغادر واختلفوا من أين يبدأون».
وأكّد بري «ضرورة استكمال معركة تحرير كلّ التراب الوطني اللبناني من العدوانية الإسرائيلية من أعلى نقطة في العرقوب إلى الشطر الشمالي لقرية الغجر مروراً بالنقاط المتحفّظ عليها عند الخط الأزرق وصولاً إلى النقطة B1 عند رأس الناقورة بالإضافة إلى مزارع شبعا».
COMMENTS