النهار
ضربة استباقية جديدة لـ”داعش”
لبنان يلتزم العقوبات الأميركية
اخترقت عملية استباقية جديدة للجيش ضد موقع لتنظيم “داعش” على أطراف بلدة عرسال المناخ الداخلي الغارق تدريجاً في الاستعدادات للانتخابات البلدية والاختيارية وسط انحسار واسع للحركة السياسية والرسمية التي يستمر جمودها الى ما بعد عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي. وشكلت العملية العسكرية انجازاً نوعياً إضافياً للجيش اذ تمكن خلالها من قتل “أمير” التنظيم الارهابي في منطقة عرسال الامر الذي يعد ضربة موجعة لـ”داعش” باعتبار ان الارهابي القتيل فايز الشعلان الملقب “أبو الفوز” هو أحد المطلوبين الأساسيين لوقوفه وراء عمليات تفجير وقتل عدة ومتهم بقتل المؤهل في شعبة المعلومات زاهر عز الدين قبل أشهر وسط بلدة عرسال.
ونفذت وحدة من الجيش العملية صباح امس بعد اجراءات احترازية في البلدة ومن ثم حصار مبنيين عند أطرافها بالقرب من المدرسة الاهلية النموذجية حيث كانت تقيم مجموعة من قادة “داعش” في المنطقة. واقتحمت القوة المكان حيث دارت اشتباكات عنيفة تمكن عقبها الجيش من اقتحام المبنى واعتقال عدد من المسلحين، فيما قتل شعلان ومرافقه أحمد مروة وجرح ثالث واصيب ثلاثة من أفراد الجيش اصابات طفيفة.
وفي سياق متصل، كشف أمس ان وفداً عسكرياً لبنانياً برئاسة رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن وليد سلمان موجود في واشنطن منذ أيام حيث يجري محادثات مع عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين في وزارتي الدفاع والخارجية الاميركيتين تتناول برامج التعاون العسكري بين لبنان والولايات المتحدة وخصوصاً في موضوع مكافحة الارهاب.
في غضون ذلك، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بوضوح ان لبنان سيلتزم تنفيذ القانون الاميركي الصادر أخيراً في شأن العقوبات على “حزب الله ” والذي بدأ تطبيق مراسيمه التطبيقية في الشهر الجاري. وقال في حديث الى برنامج “كلام الناس” مساء أمس ان لبنان مضطر الى مراعاة القانون الاميركي الجديد وسيصدر مصرف لبنان الاسبوع المقبل تعميماً يؤكد فيه التزامه تنفيذ القانون الاميركي ويحمل المصارف اللبنانية مسؤولية تنفيذه. وأوضح ان التعميم يمنع الاستنساب أو الاستهداف غير المبرر ولا يمكن التوسع أكثر من المطلوب اذ ان على المصارف ان تضع أسسا للتعامل مع الموضوع لعدم حصول أي مواربة على القانون. واشار الى ان فتح الحسابات واقفالها يجب ان يخضعا لاجراءات حماية الشمولية المالية ولا يكون هناك أي استهداف لشريحة من اللبنانيين. كما أكد سلامة ان السرية المصرفية باقية عكس الاعتقاد ويجب الا يحصل اصطدام لقانون خارجي بالسرية المصرفية في لبنان.
بيروت واعمار سوريا
هذه الاجواء لم تحجب تنامي الدور المرشح لبيروت في الاعداد لعمليات اعادة اعمار سوريا التي برزت في الفترة الاخيرة. وحصلت “النهار” في هذا السياق على نسخة عن بيان صادر عن مجلس الأعمال الروسي اللبناني أورد فيه أسماء شركات ضمن وفد روسي رسمي سيزور لبنان للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده بين الخامس والسابع من أيار المقبل في فندق “هيلتون – حبتور” والذي يهدف الى إجراء محادثات مع رجال أعمال في لبنان وسوريا لإستكشاف آفاق مشاريع الاعمار في سوريا على رغم الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الغرب على روسيا.وقد وجّه المجلس دعوات إلى أكثر من مئة شركة للمشاركة في المؤتمر، كما تولت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية توجيه دعوات مماثلة الى الشركات الروسية. وانتهت هذه الاتصالات الى تشكيل وفد روسي يضم الشركات الآتية: اورالفاغونزافود، غازبروم الدولية، ج أس سي سترويترانزغاز، ج أس سي كرويماش غاز، ج أس سي روزافتوترانز، وكالة الاستثمار الروسية – العربية، وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، مجلس الاعمال الروسي – العربي، روسلخوزنادزور، ج أس سي أنيكوت إضافة الى عدد من المسؤولين في الشركات الروسية.
الانتخابات
اما على الصعيد الداخلي، فاكتملت أمس الاجراءات لاولى مراحل الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع في الثامن من ايار مع اقفال باب الترشيحات في المحافظتين منتصف ليل الاربعاء – الخميس. وقطعت هيئة التنسيق النقابية الطريق على الشائعات الواسعة التي تحدثت عن اتجاه النقابيين الى مقاطعة عمليات المراقبة والفرز في الانتخابات، فأعلنت انها ليست في وارد تعطيل الاستحقاق الانتخابي الشعبي ودعت السياسيين الى ابعاد مطلبها في اقرار سلسلة الرتب والرواتب عن تجاذباتهم وصراعاتهم أو محاولة تحميل الهيئة وزر تعطيل أي من الاستحقاقات الوطنية والديموقراطية.
كهرباء المخيمات
* جاءنا من وزارة الطاقة توضيح لخبر تقدمها الى مجلس الوزراء باقتراح يقضي بتركيب عدادات في مخيمات اللاجئين السوريين وفيه ان وزير الطاقة ارتيور نظريان عرض موضوع استمداد اللاجئين السوريين الطاقة الكهربائية بطريقة غير شرعية وانعكاس هذا الامر سلباً على مالية مؤسسة كهرباء لبنان ولم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى موضوع تركيب عدادات لمخيمات النازحين السوريين وتحميل البلديات المعنية المسؤولية المادية. وأشار الى ان الوزارة في صدد متابعة الدراسة المطلوبة من مؤسسة كهرباء لبنان والتي ستحدد الطاقة التي استهلكها اللاجئون والتي تقدر بما يقارب الـ 400 مليون دولار سنوياً، مع الاشارة الى ضرورة مساعدة المجتمع الدولي لبنان في تحمل عبء النازحين.
السفير
حاكم «المركزي»: لا خطر على القطاع المصرفي
الجيش يهاجم «داعش»: إعدام أحد خاطفي العسكريين
مع كل تطور عسكري سوري، يضع الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية كل الاحتمالات على الطاولة، وخصوصا احتمال خلق وقائع أمنية لبنانية استثنائية من شأنها أن تؤثر على الوضع العام، وبالتالي، توضع سيناريوهات تحاكي كل الاحتمالات، وأخطرها إمكان تحريك «جبهة ما» (خروق عسكرية أو تفجيرات أمنية) أو تحريك «خلايا إرهابية نائمة» في بعض المناطق.
في هذا السياق، لم يكتف الجيش برفع مستوى جهوزيته، بل بدا أكثر من أي وقت مضى في موقع المبادرة والتحكم، بدليل إقدامه على تنفيذ عملية استباقية أدت الى تصفية أحد رموز الإرهابيين المشاركين في معركة عرسال في آب 2014 ، فضلا عن مسؤوليته عن اعتداءات ارهابية عدة استهدفت عسكريين ومدنيين في المنطقة.
وفي التفاصيل، أنه بنتيجة الرصد والمتابعة، هاجمت قوّة من الجيش، مركزاً قيادياً لـ«داعش» في أطراف عرسال، واشتبكت مع عناصره، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير «داعش» في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ«أبو الفوز»، ومرافقه السوري أحمد مروّة، وتوقيف المسؤول الأمني لـ«داعش» في المنطقة السوري محمد مصطفى موصلّي الملقب بـ«أبو ملهم»، فيما أصيب ثلاثة عسكريين خلال الاشتباك «بجروح طفيفة» حسب بيان صادر عن قيادة الجيش.
وجاء تحديد «الساعة الصفر» للعملية في ضوء عملية رصد مزدوجة (ميدانية وعبر «داتا» الاتصالات)، خصوصا بعدما أظهرت المعلومات مسؤولية «ابو الفوز» عن استهداف مواقع عسكرية وأمنية ومدنية، بينها تفجير مقر «هيئة علماء المسلمين» في قلب بلدة عرسال في الخريف الماضي، فضلا عن مشاركته في جريمة اغتيال المؤهل أول في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي زاهر عز الدين في عرسال.
وتردد أن الجيش كان قد رصد في أوقات سابقة «ابو الفوز»، لكن عوامل ميدانية وانسانية (وجوده بالقرب من مدنيين) جعلت العملية تتأجل الى أن تقرر تنفيذها من دون أية أخطاء صباح أمس، وأدت الى مقتله ومرافقه (مروة)، فضلا عن نجاح القوة المهاجمة بأسر السوري محمد موصلي (المسؤول الأمني لـ«داعش» في منطقة عرسال).
وتردد أن وحدات من الجيش نفذت عمليات تمويه في داخل بلدة عرسال وخارجها بالتزامن مع العملية، علما أن «حزب الله» رفع وتيرة استنفاره في المنطقة بالتزامن مع عملية الجيش اللبناني، وأفاد شهود عيان أنه أعقبت عملية الجيش اشتباكات متقطعة مع المجموعات الارهابية.
ووفق مرجع أمني واسع الاطلاع، فان عملية عرسال النوعية «تمت بفعل جهد أمني استثنائي لمخابرات الجيش، وأدت الى توجيه ضربة موجعة لـ«داعش» في منطقة عرسال وجرودها»، وأكد المرجع لـ«السفير» أن الجيش أثبت مجددا انه يمسك بزمام المبادرة في وجه المجموعات الإرهابية، «ومن هنا تندرج عملية عرسال في سياق العمل اليومي للجيش الذي وضع «بنك أهداف» يعمل على رصدها واصطيادها في الزمان والمكان المناسبين».
وأوضح المرجع أن الأهم في العملية انها تنطلق من خلفية حماية أبناء عرسال من خطر الإرهابيين، عشية استعدادهم للمشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية الشهر المقبل، وأكد أن ما يحفز الجيش أكثر «هو احتضان أبناء البلدة له وقناعتهم بأن الجيش هو خشبة الخلاص لهم من تلك المجموعات الإرهابية التي تستبيح بلدتهم، وتتخذ من بعض مخيمات النزوح السوري ملاذا لها، ونقطة انطلاق للقيام بعمليات إرهابية في المناطق اللبنانية الآمنة».
سلامة: القانون الأميركي سياسي بامتياز
من جهة ثانية، أعلن حاكم مصرف لبنان المركزي الدكتور رياض سلامة أن لا خطر على القطاع المصرفي في لبنان وأن السرية المصرفية باقية وأوضاعنا المصرفية جيدة من حيث السيولة والثقة بلبنان ونحن نشهد استقرارا في السوق لناحية سعر القطع والفوائد. ورأى أن الثقة الدولية بالقطاع المصرفي اللبناني مستمرة.
وأعلن سلامة في مقابلة مع الزميل مرسيل غانم ضمن برنامج «كلام الناس» ليل أمس، أن مصرف لبنان سيصدر في الأسبوع المقبل تعميما يؤكد فيه التزام لبنان بتنفيذ القانون المالي الاميركي المتعلق بحظر التعامل مع «حزب الله»، والذي أُتبع بمراسيم تطبيقية صدرت في 15 نيسان الجاري، وقال ان لبنان لديه التشريعات والقوانين اللازمة للتجاوب مع التشريعات الجديدة، داعيا المصارف اللبنانية الى عدم مخالفة القانون الأميركي.
وشدد على أنه لا يمكن الالتفاف على القانون الأميركي المذكور لأن مراسيمه التطبيقية شملت كل العملات بما فيها العملة اللبنانية، ودعا المصارف اللبنانية الى ابلاغ مصرف لبنان المركزي بالأسباب التي تحول دون فتح أو اقفال حساب للأفراد ومبرراتها، وقال: «أي مصرف يرفض فتح أو اقفال حساب وفقا للقانون الجديد يجب أن يتم ابلاغنا به».
واعتبر أن القانون الأميركي الجديد هو قانون سياسي بامتياز، لكن لبنان يتعاطى معه بطريقة احترافية ومالية بامتياز.
وأوضح أن توطين الرواتب لوزراء أو نواب ينتمون الى «حزب الله» لا تشمله العقوبات الأميركية لأن التحويلات تأتي من لبنان وعبر مصرف لبنان ووجهة استخدامها محددة، واعتبر أن شراء البطاقات المدفوعة سلفا بات ممنوعا اذا لم تكن مرتبطة باسم وحساب مصرفيين (ص2).
الاخبار
«فيدرالية الحروب» السورية وتأثيراتها اللبنانية
في غمرة انشغال اللبنانيين بالانتخابات البلدية والاختيارية وبقانون الانتخاب، يتحرك المشهدان العراقي والسوري في صورة متسارعة، الى حد تبدو الانشغالات اللبنانية كأنها تغرد خارج سرب الأحداث الإقليمية المجاورة. وإذا كان سياق الوضع العراقي أخيراً يشكل في حد ذاته تطوراً لافتاً، إلا أن ما يعني لبنان مباشرة يتعلق بطبيعة الحال بما سيؤول إليه الوضع السوري، الذي تتجاذبه المفاوضات السياسية المتعثرة والعودة المحتملة الى جولة عنف جديدة وواسعة.
منذ أن رسا المشهد السوري على تمركز النظام وبقائه في المناطق المحاذية للبنان، صار الوضع اللبناني أكثر التصاقاً بمصير هذا النظام وبنتائج الحرب المستعرة. لكن بقدر ما يسعى النظام السوري الى إحكام سيطرته في هذه المناطق عسكرياً وسياسياً، يتأكد يوماً بعد آخر واقع جديد يصفه مصدر سياسي لبناني بأنه «فيدرالية الحروب السورية».
فحين اندلعت الحرب السورية قبل سنوات، أفرزت الاشتباكات والتدخلات الإقليمية قوتين: النظام والمعارضة، التي حملت لاحقاً صفة الجيش السوري الحر وفصائل متفرقة. لكن تطور الحرب أدى الى أن تفرز المعارضة نفسها لتصبح أجنحة عدة وتظهر الى جانبها تنظيمات جديدة؛ أكثرها بروزاً «داعش» و»جبهة النصرة». وتدريجاً، صار لكل فريق معارض أرضه ومعركته، كما هي حال النظام أيضاً من خلال سيطرته على مناطق محددة.
لا تبدو خريطة سوريا اليوم مجزأة حسب مناطق نفوذ متعددة، بل صار لكل حرب وجه خاص وأهداف أخرى مختلفة عن الأخرى. حتى في تطلعات القائمين بها، يصبح لكل منطقة وسائلها الخاصة للسيطرة سياسياً وعسكرياً عليها، كما هي حال حرب الجنوب وحرب الشمال وحلب والشرق. وهكذا تقدم فيدرالية الحروب نفسها، على قاعدة أن لكل منطقة حربها وهويتها الخاصة. يضاف الى ذلك أنه أصبح لكل منطقة «راع» إقليمي أو دولي. فكما تلعب روسيا وإيران دور الراعيتين لنظام الرئيس بشار الأسد، وإن كانت روسيا اليوم في مفاوضات مع واشنطن حول مصيره، كذلك تؤدي تركيا ودول الخليج ومنها السعودية دور الراعي الرسمي إما لجماعات المعارضة أو لمناطق تحولت بفعل الحرب والتهجير والنزوح الى مناطق من لون واحد وأهداف وغايات واحدة، من دون أن ننسى دور إسرائيل ولا سيما في التحول الأخير ومحاولتها اعتبار الجولان أحد «كانتونات» هذه الحرب الدامية، وتعاملها معه على هذا الأساس.
لا يمكن التعامل مع توزع الكانتونات الحربية السورية إلا لجهة الخطورة التي تنتجها هذه التقسيمات وتتفرع منها، وما قد تلعبه في المرحلة المقبلة، في ظل السيناريوات المطروحة لحل الأزمة السورية. ففيدرالية الحروب تأخذ أهميتها في ضوء تعثر المفاوضات، واحتمال انهيار الهدنة الحالية والعودة مجدداً الى جولة عنف جديدة، قد تكون الأقسى وسط معلومات عن آفاق التدخل الغربي العسكري واحتمال دخول منظومات الصواريخ أرض جو الى فصائل معارضة والمخاوف من عدم القدرة على التحكم بها والخشية من التعرض لحركة الطيران العسكري والمدني. فأي جولة عنف جديدة، يمكن أن تقع في لحظة دولية حساسة، وخصوصاً في ظل الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية، وغرق دول أوروبا في أزمة اللاجئين السوريين وتنقل الإرهاب الأصولي، لن تكون هذه المرة جولة عابرة، بل ستكون مؤشراً على معركة طاحنة لكسر التوازن العسكري الحالي، بتدخل من الأطراف الإقليميين والدوليين المتورطين أساساً في المستنقع السوري.
أما العنصر الأكثر تأثيراً فيكمن في معرفة الاحتمالات الروسية من تطبيق الاتفاق مع الأميركيين حول مصير الأسد، وتجاذب موقفه بين الرغبة الغربية والتشدد الإيراني، علماً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحاً أخيراً حين اختصر أبرز أهداف التدخل الروسي الجوي في ضرب «الإرهابيين الآتين من روسيا الى سوريا»، ما يثير تكهنات حول احتمال أن ينأى بنفسه تدريجاً عن الواقع السوري طالما حقق ما يريده في «تصفية آلاف الإرهابيين؛ ومنهم منحدرون من روسيا»، وطالما أن إيران مستمرة في موقفها المغاير للموقف الروسي في تحديد مصير الأسد ومنحى المفاوضات والحرب.
ما يعني لبنان من هذه الصورة، هو أنه يصبح يوماً بعد آخر أكثر التصاقاً بالوضع السوري مع بقاء سيطرة الجيش السوري على المناطق المحاذية للبنان وبقاء النظام مع كل عثراته قائماً في انتظار تحديد مصيره، إما من خلال المفاوضات المتأرجحة، أو من خلال استمرار الاستنزاف السوري لتحديد وجهة الحرب وتقاسم النفوذ على الأرض السورية. وهذا يؤدي تلقائياً الى استبعاد أي تطور محلي داخلي، فلا قانون انتخاب ولا انتخابات نيابية أو رئاسية في المدى المنظور، والاستحقاقات الأساسية صارت مرتبطة حكماً بالاستحقاقات السورية ومصير الأسد. ما عدا ذلك، يغرق الوضع الداخلي أكثر فأكثر في مستنقع الخلافات الداخلية والاهتراء، في ظل تقاذف السياسيين الاتهامات في شأن الفساد ومتفرعاته، والتضييق الأميركي المالي والاقتصادي الذي أصبح واقعاً حقيقياً، والأمن الداخلي المتفلت من كل ضوابط. كل ذلك واللبنانيون غارقون في حمى الانتخابات البلدية والخلافات المحلية فتتوجه أنظارهم الى حيث يتعذر الوفاق، وخصوصاً في مدن تشكل ثقلاً لهذا الفريق أو ذاك.
البناء
تجاذبات بين موسكو وواشنطن حول جيش الإسلام وأحرار الشامالبناء
اليمن يدخل مرحلة صياغة التفاهمات… وحلب تحترق بنيران سعودية تركية
عملية نوعية للجيش ضد داعش في عرسال… ومباحثات مالية لبنانية أميركية
شهدت التصريحات المتقلّبة لواشنطن حول الموقف في حلب وجوارها، مقابل التشدّد الروسي بإضافة جيش الإسلام وأحرار الشام على لائحة الإرهاب، وإلزام جماعة الرياض بإخراجهما، بالتالي من أي تركيبة وفد تفاوضي، دليلاً على الرفض الأميركي لهذا الموقف الروسي المنطلق من وقائع انسحاب وفد جماعة الرياض من جنيف بلا مبرر منطقي، خصوصاً مع التمسك الأميركي بالحديث عن حتمية الحل السياسي واعتبار أي مقاطعة للمحادثات بمثابة خروج منها، وموسكو التي راقبت ميدانياً التزامن بين الانسحاب من جنيف والتصعيد في حلب وجوارها، وراقبت الصلة بين التصريحات النارية لقادة جيش الإسلام وأحرار الشام والتصعيد العسكري، سألت واشنطن ماذا لو كان المنسحب هو وفد الحكومة السورية، واعتبرت الجواب الأميركي العسكري عن اعتبار معارك حلب مع جبهة النصرة التي لا تشملها أحكام الهدنة، موقفاً جيداً، لكنه غير كافٍ لصياغة تفاهم يعيد إحياء محادثات جنيف ويمنع المزيد من التضعضع في الهدنة وفقاً لمصادر إعلامية روسية فسرت الكلام الصادر عن الخارجية الأميركية عن دعوة موسكو للضغط على الحكومة السورية لتخفيض التوتر في حلب وجوارها، بعد كلام الناطق الرسمي باسم قوات التحالف التي تقودها واشنطن ستيف وارن عن مسؤولية النصرة في حلب وليس جماعات المعارضة، معتبرة الكلام الأميركي الجديد بمثابة الردّ على الإصرار الروسي على صياغة متكاملة لقواعد الهدنة والمحادثات تضمن عدم الوقوع في انتكاسة جديدة، تتضمن حسم أمر جيش الإسلام وأحرار الشام، وتعيد تركيب الوفد المفاوض باسم المعارضة بإضافة الفصائل المستثناة وفي طليعتها لجان الحماية الكردية.
تقول المصادر الإعلامية الروسية إنه لا بد من التساؤل عن صلة كل ذلك بالتصعيد الذي شهدته حلب يوم أمس، والذي تمثل بقصف وحشي للعديد من الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري، وتنظيم حملة إعلامية معاكسة عن اتهامات بالقتل العشوائي للجيش لسكان الأحياء التي تسيطر عليها النصرة، وفقاً للناطق الأميركي أول أمس، وتسيطر عليها المعارضة وفقاً للخارجية الأميركية أمس، وتتساءل المصادر، أليس منطقياً التوقف أمام الربط الزمني بين هذا التصعيد الذي تقوده الدولة الإقليمية التي تملك الآلة الإعلامية المواكبة للحرب، والدولة الإقليمية التي تملك التواصل الحدودي القادر على توفير الإمداد العسكري للجماعات المسلحة وفي طليعتها جبهة النصرة؟
حلب التي كانت تحترق يوم أمس، بنيران سعودية تركية تتطلع إلى الجيش السوري لوضع روزنامة خلاصها، بينما تشهد جبهات القتال تصاعداً ينبئ بدنو ساعة مواجهة حاسمة على العديد من محاور المدينة والريف.
التصعيد في حلب تزامن مع جرعات تفاؤل يمنية، نقلتها التقارير الآتية من الكويت التي تحدثت عن النجاح بصياغة مسودة تفاهم يتضمن بدء أعمال ثلاث لجان تتولى إحداها تثبيت الهدنة ورعاية وتسهيل أعمال الإغاثة، وتقوم الثانية بدراسة الوضع العسكري في المدن وبالتوازي دراسة وضع الجيش ووحداته المؤهلة لتسلم المدن اليمنية تباعاً، بينما تقوم اللجنة الثالثة بصياغة قواعد تشكيل حكومة يمنية موحدة تقود العملية السياسية نخو صياغة دستور جديد والذهاب لانتخابات نيابية ورئاسية على أساسه خلال عام من توقيع الاتفاق.
الترابط بين اليمن وسوريا، والسعي السعودي للتغطية على الفشل اليمني لحريق سوري كبير، والسعي التركي لتهجير أكبر عدد من سكان شمال سوريا لامتلاك ورقة ضغط بوجه الاتحاد الأوروبي تضمن المزيد من الأموال وتساهم في تسريع القبول بإلغاء التأشيرة أمام الأتراك في ظل تعقيدات تتصل بالمطالب الأوروبية من تركيا لمواءمة أوضاع الحريات وحقوق الإنسان مع المعايير الأوروبية، لتتشكل عناصر تعاون سعودي تركي، لا تقوم على حساب ربح الحرب، بل جعلها مكلفة على السوريين دولة وشعباً، طالما أن بعض السوريين قد وضع قراره بيد أنقرة والرياض لتحقيق مصالحهما بدماء سورية.
لبنانياً، كان الحدث أمس مع غياب السياسة نسبياً، نجاح الجيش اللبناني بتنفيذ عملية نوعية استباقية في جرود عرسال ضد قيادات داعش، في ظل تواتر المعلومات عن تحضيرات لتصعيد يمكن لداعش والنصرة القيام به على جبهة البقاع مع التقهقهر اللاحق بمواقعهما في سائر الجبهات، بينما تشهد بيروت اجتماعات مالية لبنانية أميركية تتصل بالعقوبات التي تنظمها واشنطن تحت شعار التقييد على حزب الله وملاحقته مالياً ولا تنال «الفوبيا» المالية التي تخلقها حجم العناية السياسية اللازمة، في ظل تصريحات لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة تطمئن عن متانة الوضع المصرفي اللبناني.
عملية أمنية للجيش تخرق الجمود السياسي
دخلت البلاد عطلة أعياد الفصح عند الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، وبالتالي جمدت الملفات السياسية إلى مطلع الشهر المقبل التي تبدأ باجتماع اللجان النيابية المشتركة يوم الثلاثاء المقبل للبحث في مشاريع واقتراحات القوانين التي أحالها رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى اللجان، إلا أن الأمن خرق الجمود السياسي عبر العملية النوعية التي نفّذها الجيش اللبناني فجر أمس في وادي الحصن في جرود عرسال، أدّت إلى مقتل أحد كبار إرهابيي تنظيم «داعش» نايف الشعلان ومرافقه أحمد مروة واعتقال مرافق آخر هو محمد موصلي وآخرين نقلهم الجيش إلى إحدى الثكنات.
وأشارت قيادة الجيش في بيان إلى أن «قوّة من الجيش هاجمت صباح اليوم، أمس مركزاً قيادياً لـ«داعش» في أطراف عرسال، واشتبكت مع عناصره، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير «داعش» في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ «أبو الفوز»، ومرافقه السوري أحمد مروّة، وتوقيف المسؤول الأمني لداعش في المنطقة، السوري محمد مصطفى موصلّي الملقب بـ «أبو ملهم». وقد أصيب خلال الاشتباك ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة.
وفي تفاصيل العملية النوعية والتي وُصفت بالاستباقية أكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ«البناء»، «أنه بعد رصد ومتابعة دقيقة لتحركات المسلحين ومواقعهم، رصدت تحركات غير عادية وسط استنفار لمسلحي التنظيم، وتبين للجيش أن مسؤولاً رفيع المستوى ومساعديه يتواجدون في أحد المواقع المتقدّمة للمسلحين، فقامت وحدة من القوة الضاربة الخاصة في الجيش، بمهاجمة الموقع الذي يقع على أطراف عرسال على الحدود اللبنانية الشرقية، واشتبكت مع عناصره بشكل مباشر، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير داعش في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ «أبو الفوز»، ومساعديه».
ويذكر «أن هؤلاء الإرهابيين قد شاركوا في قتال ضد الجيش اللبناني خلال العام 2014، ومسؤولون عن تجهيز عدد من السيارات المفخخة، والقيام بعدّة تفجيرات واستهداف مراكز الجيش ودورياته بعبوات وسيارات ودراجات مفخخة في بلدة عرسال ومحيطها وعن قتل المؤهل في قوى الأمن زاهر عز الدين».
استراتيجية الضربات الخاطفة
وقالت مصادر عسكرية لـ«البناء» إن «عملية الجيش هي عملية استباقية وهي ليست الأولى، بل حصلت عمليات مماثلة آخرها كانت منذ شهرين تقريباً»، وأوضحت «أنه كما المجموعات المسلحة تراقب بشكلٍ دائم المناطق الحدودية اللبنانية لتنفيذ اختراق في الخاصرة الرخوة كالفاكهة ورأس بعلبك، كذلك الجيش يراقب تحركات المسلحين ومواقعهم وانتشارهم على محاذاة الحدود ويملك وسائل مراقبة متطورة وبنك معلومات وعند توفر أي هدف يقوم باستهدافه كضربة استباقية قبل أن تعزز التنظيمات الإرهابية مواقعها وتستعدّ لشن هجمات ضد مراكز الجيش والقرى الحدودية».
ولفتت المصادر إلى أن «الجيش يعتمد استراتيجية الضربات الأمنية الخاطفة والسريعة والنوعية بعد التأكد من الهدف من خلال جمع معلومات استخبارية، وذلك لأن الجيش لا يستطيع تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد تنظيم داعش بسبب عدم توفر الإمكانات اللازمة لذلك وعدم التنسيق مع الجيش السوري فضلاً عن حاجته إلى الدعم الجوي في أي معركة عسكرية واسعة النطاق». وحذّرت المصادر من تزايد أعداد تنظيم «داعش» في لبنان الذي يعيد تموضعه من مناطق في سورية إلى القلمون الشرقي هرباً من الغارات الروسية والسورية».
ضرورة التنسيق مع سورية
وشددت المصادر على «ضرورة تنسيق الجيش اللبناني مع الجيش السوري، وفقاً للاتفاق الأمني الذي انبثق عن معاهدة الأخوة والتعاون بين لبنان وسورية، فضلاً عن وجود سفير للدولة السورية في لبنان وعلاقات دبلوماسية، لذلك على الحكومة اللبنانية تغيير سياستها والتعاون مع سورية بدلاً من استمرارها بإرضاء بعض الأطراف السياسية في الداخل والخضوع للإرادة السعودية التي عاقبت لبنان والجيش بتوقيف المساعدات للجيش في وقت يقوم بدور كبير في مكافحة الإرهاب».
مقبل: لدعم الجيش في معركة الإرهاب
وفي السياق نفسه، أكد وزير الدفاع سمير مقبل من موسكو في كلمة خلال «مؤتمر الأمن الدولي» أن «لبنان هو خط الدفاع الأول في مواجهة الهجمات الإرهابية الشرسة»، لافتاً إلى أن أي «اهتزاز لصمود الجيش على الجبهات الحدودية لن يجعل دول المنطقة بمنأى عن شرور وإجرام هذا الإرهاب». ودعا مقبل إلى «تقديم الدعم للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية بالعتاد والتدريب المناسبين لتأمين مقومات هذا الصمود في معركته ضد الإرهاب، إضافة إلى تزويد هذه الأجهزة بما يتوفر من معلومات أمنية متعلقة بالإرهاب».
واشنطن تريد توسيع نفوذها في لبنان
وأشارت مصادر لـ«البناء» إلى أنه «لم يعد أمام الجيش اللبناني إلا الولايات المتحدة الأميركية للحصول على السلاح لا سيما بعد تجميد الهبات السعودية وبعد رفض بعض الأطراف الداخلية السلاح الإيراني والروسي». وأضافت المصادر أن «الجيش اللبناني سيذهب إلى واشنطن للحصول على السلاح الذي يحتاجه»، موضحة أن «الولايات المتحدة متحمّسة لتقديم المساعدات العسكرية للجيش وستعمل على رفع نوعية سلاحها وإرسال مدربين عسكريين وذلك بهدف توسيع نفوذها على الساحة اللبنانية كما فعلت في سورية من خلال إرسال قوات من المارينز إلى دير الزور للمشاركة في مكافحة الإرهاب بعد أن رأت أن النفوذ الروسي في سورية يتصاعد فأرادت تحقيق نوع من التوازن».
وتنقل المصادر عن مسؤولين غربيين قولهم إن «لبنان أثبت أنه الأقدر على مواجهة الإرهاب، رغم إمكاناته المتواضعة، حيث كشفت أجهزته الأمنية العديد من الخلايا الإرهابية وأحبطت العديد من العمليات الإرهابية قبل حصولها واستطاع الجيش التصدي لآلاف المسلحين على الحدود وحصارهم في جرود عرسال كما تمكن من إنهاء البؤر الأمنية في جزء كبير من الحدود وفي طرابلس وباب التبانة وصيدا».
الحريري إلى تركيا
في ما عاد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من بلجيكا إلى لبنان والتي استهلها بنفي الحديث عن طرح ولاية رئيس الجمهورية لمدة سنتين، غادر رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري أمس إلى تركيا، وأعلنت مصادر مقربة منه أنه سيبحث خلال الزيارة الاستحقاق الرئاسي وضرورة ملء الفراغ الرئاسي.
سلامة: سنلتزم المراسيم التطبيقية الأميركية
على صعيد آخر، اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن «الوقائع تشير إلى أن الثقة مستمرة في القطاع المصرفي اللبناني وهناك إنجازات تمت واعترف بها لبنانياً وإقليمياً». وكشف سلامة في حديث للـ»ال بي سي»، أن «مصرف لبنان سيصدر تعميماً في الأسبوع المقبل يعلن فيه التزام لبنان تنفيذ القانون الصادر في الولايات المتحدة ويحمل المصارف مسؤولية تنفيذه ضمن المراسيم التطبيقية الصادرة عن الخزينة الأميركية». وأضاف: «سنطلب من المصارف الأسباب المبررة لإقفال الحسابات أو رفض فتحها».
وطمأن سلامة إلى أن «ما يُحكى عن إدراج لبنان على اللائحة السوداء لناحية عدم التعاون في إطار مكافحة تبييض الأموال أمر غير صحيح». وأكد أن «السرية المصرفية في لبنان باقية على عكس الاعتقادات»، مضيفاً، أنه «يجب على التصاريح المالية الآتية من الخارج عدم التصادم مع السرية المصرفية في لبنان». وقال: «نقوم بجولة في لبنان لشرح تفاصيل القوانين الجديدة ولبنان يستوفي كل الشروط والقوانين وليس مطلوباً منه أكثر مما يقدّم».
واعتبر أن «بعض الحملات ضد القطاع المصرفي لا تنجح والوقائع تشير إلى عكس ما يُشاع»، مضيفاً، أن «حجم الترابط المصرفي بين لبنان والخليج هو بين الـ 5 و 7 مليارات ولا يشكل مبادرة لمفاجآت». وفي الإطار، يتوجه مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون الإرهاب دانيال غلايزر إلى لبنان في النصف الثاني من أيار المقبل لمتابعة الإجراءات التطبيقية للقرار.
وأشارت قيادة الجيش إلى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة في الاشتباك الذي وقع في وادي الحصن في جرود عرسال، لافتة إلى ان هؤلاء الثلاثة كانوا شاركوا في قتال الجيش خلال العام 2014، وهم مسؤولون عن تجهيز عدد من السيّارات المفخخة والقيام بتفجيرات عدّة استهدفت مراكز الجيش ومدنيين في عرسال ومحيطها، حسب ما جاء في بيان القيادة.
ووصف مصدر أمني العملية بأنها تأتي في توقيت مناسب، وفي إطار بعث رسالة واضحة للمجموعات المسلحة بأن عمليات الرصد والمراقبة تستهدف منع هذه المجموعات من القيام بأي عملية تخريبية سواء قبل الانتخابات البلدية أو بعدها.
وإذا كان الترقب تراجع في ما خص الاستحقاق الرئاسي، لا سيما بالنسبة لنتائج الجلسة 39 التي ستعقد في العاشر من أيّار، وبالتالي بات بحكم المستبعد رؤية رئيس جديد للبنان قبل 25 أيّار ذكرى مرور سنة ثانية على الشغور الرئاسي، على الرغم من الحراك الدبلوماسي الذي تجريه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سغريد كاغ والتي انتقلت من إيران إلى موسكو بتفويض أوروبي وربما اميركي لاقناع المسؤولين في هاتين العاصمتين بضرورة فصل الرئاسة اللبنانية عن صراعات المنطقة، وتبادل الأوراق من لبنان إلى اوكرانيا، مع عودة حلب إلى واجهة توازن القوى والمصالح بين اللاعبين الدوليين والاقليميين الكبار.
وفي السياق، أكّد سفير فرنسا في لبنان ايمانويل بون ان بلاده تتواصل مع العواصم المعنية إقليمياً ودولياً لانضاج تسوية تتعلق بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة واجراء الانتخابات النيابية، معرباً عن استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر لبنان لانضاج هذه التسوية، مشيراً ان وزير الخارجية جان مارك ايرلون سيعود آخر أيّار إلى بيروت لمتابعة ما أثاره الرئيس فرنسوا هولاند لدى زيارته الأخيرة للبنان، كاشفاً في الوقت نفسه ان الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني علقت لأسباب تخص المملكة لكنها لم تلغ.
الحريري
وقبيل وصوله مساء أمس إلى اسطنبول للقاء المسؤولين الأتراك اليوم جدد الرئيس سعد الحريري ان الأمل يبقى باجراء الانتخابات الرئاسية لانتظام عمل المؤسسات، واصفاً «حزب الله» بأنه المعطل الأساسي في البلد، فهو يعطل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء والانتخابات الرئاسية، مؤكداً على أهمية تكريس مبدأ المناصفة في انتخابات بلدية بيروت والتي تعبر عن الشراكة الحقيقية، معتبراً ان أهمية الانتخابات البلدية تكمن في استنهاض الشارع ولا سيما الشارع البيروتي.
وكان الرئيس الحريري وصل ليل أمس إلى مدينة اسطنبول في زيارة قصيرة إلى تركيا يُقابل خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدداً من كبار المسؤولين ويبحث معهم الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب ما أوضح بيان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، الذي يرافقه في هذه الزيارة كل من الوزير السابق باسم السبع ومستشاره الدكتور غطاس خوري.
COMMENTS