سببت التقارير التي نشرتها صحيفة “هآرتس” الصهيونية تفاعلاً متسلسلاً في الوضع السياسي الداخلي للكيان الصهيوني. فقد كشفت هذه الصحيفة في تقرير لها يوم السبت الماضي أن أعداداً كبيرة من المستوطنين قتلوا بنيران الجيش “الإسرائيلي” يوم طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول / أوكتوبر الماضي. ونقلت حينها عن مصدر في الشرطة قوله إن “التحقيق يشير إلى أن مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحادث من قاعدة “رمات داوود” العسكرية وأطلقت النار على منفذي الهجمات هناك، ويبدو أنها أصابت أيضا بعض المشاركين” في المهرجان.
واليوم، نشرت “هآرتس” تقريراً جديداً تحدث عن احتمال أن يكون جيش الاحتلال “الإسرائيلي” استخدم ما يعرف ببروتوكول “هانيبال” الذي يسمح بقتل الجنود “الإسرائيليين” في حال أشرفوا على الوقوع في الأسر. ونقلت الصحيفة عن الطيار العسكري في جيش الاحتلال، “نوف إيرز”، قوله إنه ربما قد استخدم جيش الاحتلال بروتوكول “هانيبال” خلال تعامله مع هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت المعروف باسم طوفان الأقصى. ويقضي هذا البروتوكول بأن يقتل الجيش الصهيوني الجنود وآسريهم.
وبحسب تصريحات الطيار “إيرز” للصحيفة المذكورة، أشار إلى أنه “من غير المعروف ما إذا كانت الطائرات الحربية والمسيرات أطلقت النار على الرهائن حينما تعاملت مع الهجوم الذي شنته حماس!!”. وأضاف قائلا: “يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تنفيذه في مرحلة ما” في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي. وتابع: “لأنه عند اكتشاف حالة احتجاز رهائن، فهذا يستوجب هانيبال، علما أن مناورات هانيبال التي أجريناها طوال العشرين عامًا الماضية كانت تقتصر على مركبة واحدة تقل رهائن، أما ما رأيناه فيعد بمثابة هانيبال واسع النطاق”.
وقالت صحيفة “معاريف” الصادرة في الكيان، اليوم، أن وزير الاتصالات “الإسرائيلي” شلومو قارعي على الحكومة الإسرائيلية فرض عقوبات على صحيفة هآرتس بسبب “نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد الدولة أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.
ونقلت عن مكتب قارعي : إنه “قدم للحكومة اقتراحا لاتخاذ قرار بوقف تمويل مؤسسة صحيفة هآرتس، بما في ذلك وقف الإعلانات ورسوم الاشتراك لجميع مستخدمي الدولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، والشرطة، وجهاز الأمن العام الشاباك، والوزارات، وأي شركة حكومية”.
وقالت “هآرتس”، إن التحقيقات الأولية لشرطة الاحتلال تشير إلى أن المقاومين الفلسطينيين الذين شاركوا في طوفان الأقصى، لم يعرفوا مسبقا عن وجود الحفلة التي قتل فيها 364 شخصا بالقرب من مستوطنة “ريعيم” في غلاف غزة. ونقلت الصحيفة عن محقق، لم تكشف عن اسمه قوله، إن طائرة حربية إسرائيلية وصلت إلى المكان وأطلقت النار باتجاه مقاتلي المقاومة الفلسطينية، وأصابت نيرانها عددا من المشاركين في الحفل. كما ذكرت أن تقييمات المؤسسة الأمنية تشير إلى أن حركة حماس على الأرجح لم يكن لديها معرفة مسبقة بمهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي يوم 7 تشرين الأول / أكتوبر وأنها استهدفت الحفل بشكل عفوي.
وكان مئات المستوطنين لقوا حتفهم خلال إحياء مهرجان “نوفا” الموسيقي بالقرب من قطاع غزة عقب بدء طوفان الأقصى. واتهمت دولة الاحتلال المقاومين الفلسطينيين بمقتلهم، قبل أن يسلط تقرير “هآرتس” الضوء على تورط جيش الاحتلال الصهيوني في قصفهم.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الجمعة، 24 تشرين الثاني/نوفمبر، 2023
COMMENTS