افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 16 كانون الأول، 2023

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 20 تموز، 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 18 تشرين الأول، 2017
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 18 كانون الأول، 2018

الأخبار
نواب السفارات ينجزون المهمة: التمديد للـقائد
سجّلت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وقطر والسعودية ومصر انتصاراً سياسياً كبيراً في لبنان أمس، عبر إخضاع غالبية الطبقة السياسية لرغبتها بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وبدت النتيجة في ظاهرها، نكسة لتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله. بينما سادت حالة من الزهو «نواب السفارات» وقواهم السياسية، والذين نفّذوا ما طُلب إليهم بالحرف دون أي اجتهاد، في مشهد يعيدنا إلى أيام «الفرمانات السورية» بالتمديد لهذا أو ذاك من المسؤولين المدنيين والعسكريين.ولم يدخل «النواب السياديون» أي تعديل على سيناريوهات 1995 – 2005، فهم التزموا بتنفيذ الطلب الخارجي بإعداد اقتراح قانون يمدّد ولاية قائد الجيش، من خلال عملية استنفار لكامل قواهم النيابية والسياسية والإعلامية، ثم حضروا صاغرين إلى مجلس النواب، وانتظروا الوقت المناسب لأداء الدور، ولم يكتفوا بتكرار لعبة التصويت برفع الأيدي، بل عمدوا أيضاً إلى التصفيق ابتهاجاً وتبادل التهاني على انتصار لا يعرف اللبنانيون لمصلحة من أُنجز.
على أن الأمر ما كان ليتم لولا وجود تواطؤ بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، ما وفّر الأدوات التنفيذية للمسرحية. وهو ما تجلّى في مناورات شارك فيها قائد الجيش نفسه عبر الإيعاز إلى المتقاعدين من العسكريين بلعب دور المشاغب في الشارع.
الفصل الأول: تطيير نصاب الحكومة
منذ صباح أمس، تحوّلت الأنظار إلى السراي الكبير حيث كان متوقّعاً عقد جلسة لمجلس الوزراء هدفها إقرار تأجيل تسريح قائد الجيش، وبعدما تبيّن أن القرار سيُطعن به بسهولة أمام مجلس شورى الدولة، برز «النظام الأمني – السياسي» في وجه جديد، تمظهر باعتصام «غبّ الطلب» للعسكريين المتقاعدين في محيط السراي الحكومي، ما «تسبب» بمنع وزراء من الوصول إلى الجلسة. وبعد دقيقة من الموعد المقرر لبدء الجلسة، أعلن ميقاتي أن النصاب لم يكتمل وأقفل باب القاعة.
وقال عدد من الوزراء إنهم كانوا في أجواء تطيير الجلسة، لأن رئيس الحكومة لا يريد تجرّع الكأس وحدَه، وأنه لا يقدر على مواجهة الضغوط الخارجية. ليتبيّن أنه كان في حالة توافق مع آخرين، يقف في مقدّمهم الرئيس بري وجنبلاط إلى جانب آخرين من الذين تركّزت الاتصالات الخارجية معهم في الفترة الأخيرة.
وينقل بعض الذي اطّلعوا على الاتصالات التي أجراها الأميركيون، حول مسألة التمديد لقائد الجيش، أنهم هدّدوا «بفرط الجيش عبر رفع الدعم عنه وإيقاف المساعدات وبرامج الشراكة والتدريب ونحو ذلك»، في حال لم يتمّ التمديد لعون، ما يعني أن الجيش سيصبح عرضةً للتمزّق والتفرّق، ولن يبقى موحّداً، وهو ما يشكّل هاجساً لدى غالبية القوى اللبنانية، التي ترى في المؤسسة العسكرية نموذجاً للمؤسسات الجامعة والموحّدة في البلد.
حتى «حزب الله» لم يكن بعيداً عن الهاجس، حيث إن آخر ما يتمنّاه الحزب – خصوصاً في الظروف الحالية – هو أن يرى الجيش ينهار ويتهدّده التمزّق، مع ما يترتّب على ذلك من مخاطر أمنية كبرى. لذلك، اعتمد الحزب موقفاً وسطياً، فلم يقف إلى جانب التمديد، ولم يقد حملة ضده، وهو يرى أنه يحمي المؤسسة العسكرية ويحافظ على تماسكها. بينما مثّل موقفه التزاماً مع حليفه التيار الوطني الحر.
وتبيّن أن الضغوط الخارجية لم تقتصر على دول «اللجنة الخماسية» الخاصة بلبنان، بل شملت أيضاً الفاتيكان التي استجابت لطلبات الولايات المتحدة والبطريركية المارونية، وأجرت وزارة الخارجية في الفاتيكان اتصالات بعدة جهات سياسية لبنانية، تمنّت خلالها التمديد لقائد الجيش. حتى إن أحد المطّلعين على مداولات التمديد قال في معرض تعليقه على الضغوط الجارية لإقرار التمديد وضمناً «تمنيات» الفاتيكان: «حتى الله بدّو يمدد لجوزف عون»!
الفصل الثاني: التمديد في المجلس
وبعدما طارت جلسة الحكومة، توجّهت الأنظار من جديد إلى مجلس النواب الذي كان منعقداً لمناقشة مجموعة من مشاريع واقتراحات القوانين، وسرعان ما أعلن الرئيس بري طرح اقتراح قانون معجّل مكرر مقدّم من كتلة الاعتدال الوطني ويقضي «بتمديد سنّ التقاعد للعماد قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والذين يمارسون مهامهم بالأصالة أو الإنابة أو الوكالة وبرتبة عماد أو لواء لمدة سنة من تاريخ إحالتهم إلى التقاعد».
وبعدما خرج نواب حزب الله من الجلسة، بدأ تنفيذ الجزء الثاني من السيناريو، والذي قضى بنزول «نواب السفارات» جميعاً من الطابق العلوي، أو المتواجدين في الباحة الخارجية، وانضموا إلى الجلسة. وبينما كان «التغييريون» مارك ضو وميشال دويهي ووضاح صادق قالوا سابقاً بأنهم يرفضون القيام بدور الحكومة، وهو ما صرّح به النائب ضو لـ»الأخبار» قبل أسبوع أنه ودويهي والصادق باتوا يشكلون تكتلاً واحداً ولن يغطوا تقصير السلطة التنفيذية التي تتهرّب من كل الملفات الملحّة وترميها على مجلس النواب، فمسؤولية التمديد تقع على عاتق رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومجلس الوزراء (راجع «الأخبار» في 8/12/2023)، لكن ما إن دق النفير حتى تأهّبوا وشاركوا في العملية، وانضم إليهم بقية «نواب السفارات» من سامي الجميل وفيصل الصايغ إلى أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وميشال معوض وأديب عبد المسيح. وهؤلاء التزموا الصمت طيلة النقاش، واكتفوا بتنفيذ ما طُلب إليهم عبر رفع الأيدي والتصفيق تماماً كما كان يفعل كبارهم خلال الوجود السوري في لبنان. لكنّ الجميل حاول كما في كل مرة، المزايدة على «القوات» بتلاوة خطاب شعبوي ختمه بالتأكيد على تصويته مكرهاً حماية للأمن القومي لأنه ضد التمديد ولم يلجأ إليه يوماً في حين أنه كان أول من وافق على تمديد ولاية المجلس النيابي في عام 2013. في المقابل، انسحب نواب حزب الله من دون أن يطيّروا النصاب رغم إعلانهم أنهم ضد الفراغ في قيادة الجيش. وبقي كل من النواب بولا يعقوبيان وملحم خلف وياسين ياسين وفراس حمدان جالسين على مقاعدهم مع الصحافيين من دون أن يشاركوا في الجلسة.
وخلال النقاش في القوانين المقترحة من النواب للتمديد ورفع سن التقاعد للأجهزة الأمنية، بدا المجلس كله على وئام خصوصاً «القوات» وحركة «أمل»، إذ كان رئيس المجلس النيابي واضحاً معهم منذ البداية بإهدائهم التمديد إذا أهدوه التشريع. وهكذا كان. أما الكتائب والمستقلون و»التغييريون» فكانوا مجرد أرقام في لعبة النصاب. في حين بدا واضحاً أن الاتفاق قائم على مبادلة التمديد لقائد الجيش بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، فأعلنت كل الكتل ومنها «القوات» التخلي عن مقترحها الذي يحصر الامتياز بعون، معلنة تأييد اقتراح كتلة الاعتدال الوطني الذي يشرّع التمديد لكل قادة الأجهزة الأمنية بما يشمل عثمان.
اللافت أن عبد المسيح والنائبين هادي أبو الحسن وبلال عبدالله اعترضوا على عدم شمل كل أفراد الأجهزة الأمنية من كل الرتب بهذا القانون، مشيرين إلى غبن سيلحق بالضباط الذين يخرجون قريباً إلى التقاعد، ولكنهم في الوقت نفسه قالوا إنهم سيصوّتون للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية حصراً بما يتنافى مع مبدأ شمولية التشريع، موجهين «تحية وفاء للجيش». وما إن كان أي نائب ينتهي من الحديث حتى كانت كتلة «القوات» تصفّق له بحرارة كونها «أم الصبي».
أما الرئيس بري فشدّد في كلمته أن كل اللبنانيين مع الجيش اللبناني والصلاحية الأولى والثانية والثالثة بالتمديد تقع على عاتق الحكومة. ولكن مع تعذّر عقد جلسة، «ارتأينا عقد جلسة مجلس النواب قبيل 15 يوماً من الأعياد خوفاً من الفراغ في قيادة الجيش». وعُرض القانون على التصويت، رفع الكلّ أيديهم تأييداً. وما إن أعلن بري التصديق عليه حتى بدأ النواب يتبادلون التهاني والقبل والعناق كأنهم انتهوا للتوّ من انتخاب رئيس للجمهورية، وخرجوا يتسابقون على المؤتمرات الصحافية والتبجيل بقيادة الجيش.

اللواء
المجلس يردم الهوَّة: التمديد لعون وعثمان
كولونا تراجع برنامج الزيارة.. وسوليفان يبلغ مجلس الحرب رفض امتداد الصراع
أنهى مجلس النواب في جلسته بعد ظهر امس، والتي جاءت احتياطاً، اذا لم يتمكن مجلس الوزراء من تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون ستة اشهر، قطوعاً حاداً في البلاد، فأقر بتوافق تام، غاب عنه فقط التيار الوطني الحر ببعض كتلته ورئيسه، اقتراح قانون التمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الامنية والعسكرية لمدة سنة من تقاعدهم في غياب نواب «حزب الله» الذين خرجوا من الجلسة لحظة طرح الاقتراح على النقاش، وذلك تماهياً مع موقف تكتل «لبنان القوي» الذي قاطع الجلسة، وهو ما دفع بنوّاب الكتائب» وكتلة «تجدد» وبعض النّواب التّغييرين، الى الدخول في هذه الاثناء الى القاعة العامة خوفاً من فقدان النصاب بعد ان كانوا قد جلسوا في بداية الجلسة على الشرفة المخصصة للاعلاميين وكبار الزوار والمطلة على القاعة العامة.
وابدى الرئيس نبيه بري حرصاً على الحؤول دون فقدان النصاب من خلال الطلب الى بعض النواب الابقاء في اماكنهم وعدم المغادرة خلال مسار النقاش، ملتزماً بما قطعه من ان الفراغ مرفوض في قيادة الجيش، وبحضور الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكد نائب كتلة تجدد أديب عبد المسيح في تصريح لـ «اللواء» أن ما جرى في مجلس النواب هو انتصار لكل اللبنانيين وليس للمعارضة فحسب وقال: لنكن واقعيين لولا إدارة ومشاركة رئيس مجلس النواب وحضور كتلته لما حصل كل ذلك، والتعاون الذي حصل يجب أن يترجم بانتخاب رئيس الجمهورية..كما ان التوافق والاجماع على مصلحة الجيش يجب أن ينسحب على الاجماع في ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية.
وأشار النائب عبد المسيح إلى أن من انتصر اليوم هو المؤسسة العسكرية والشعب اللبناني وقوى الأمن الداخلي ومصلحة لبنان العليا ومصلحة الأمن القومي ، ولم يكن في امكان جهة واحدة أن تقوم بأي عمل لوحدها، مؤكدا أن ما حصل هو نتيجة تعاون المعارضة وقيام اتفاق مع رئيس المجلس ونقاش مع باقي الأفرقاء وتوافق مع الاشتراكي و«حركة تجدد»، معلنا أن خلية نحل عملت بجد من أجل الوصول إلى ما هو عليه اليوم وإن الانتصار الذي تحقق هو انتصار للمجلس النيابي.
أقرت الهيئة العامة بالتصويت على اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى التمديد لرتبة عماد ولواء المقدم من كتلة الاعتدال الوطني، باعتراض النائب جهاد الصمد.
وحسب الرئيس بري، فإنه «كل اللبنانيين دون استثناء هم مع الجيش اللبناني وما حدا يزايد على الثاني»، نعم الصلاحية كانت للحكومة اولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً، والمجلس لا يستطيع سوى القيام بدوره في هذا المجال، قادمون على فترة اعياد وعطل قد تمتد 15 يوماً، واذا لم نقم بهذا العمل اليوم، نخشى ان ندخل في الفراغ.
وفيما امتنع حزب الله عن التعليق على ما حدث، اوضح النائب علي حسن خليل، ان الحزب «عبّر عن موقف مبدئي له، ولا علاقة له بالجيش وقائد الجيش».
وشكلت قضية النصاب هاجس نواب المعارضة، فعندما خرج نواب الحزب، سارع النواب ميشال معوض ووضاح الصادق واشرف ريفي الى مغادرة مقاعدهم على شرفة المجلس، ودخلوا الى قاعدة المجلس بسبب فقدان النصاب، كما سارع النائب سامي الجميل الى الدخول لتوفير النصاب.
وأقر المجلس اقتراح قانون الايجارات للاماكن غير السكنية، بعد التصويت عليه مادة مادة، واخذ اقتراح قانون تعديل المادة 73 (الدفوع الشكلية) من قانون اصول المحاكمات الجزائية، وردت الهيئة العامة اقتراح القانون الرامي الى استقلال القضاء العدلي وشفافية بناء لطلب رئيس الحكومة، واقترت اقتراح القانون المتعلق بالصيدلة السريرية، واعطاء مساعدة مالية بقيمة (650) مليار ليرة لحساب صندوق تعويضات افراد الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة.
واشار الرئيس ميقاتي الى ان هناك نوعاً من الوعي لدى كل الاطراف بأنه يجب تجنيب لبنان الحرب والاتصالات الدبلوماسية مستمرة، ونطالب الجهات الدولية بالضغط على وقف الاستفزازات الاسرائيلية في الجنوب.
مجلس الوزراء
ويعود مجلس الوزراء الى عقد جلسة الثلاثاء عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً، لبحث المواضيع التي كانت مدرجة على جدول جلسة يوم امس الجمعة التي لم تنعقد بسبب تطيير النصاب تحت تأثير اعتصام العسكريين المتقاعدين، اضافة الى بنود جديدة، منها الموافقة على اصدار ترقيات الضباط وكالة عن رئيس الجمهورية، وطلب وزارات الزراعة والمالية قبول هبات، ونقل اعتمادات واصدار مشاريع مراسم وكالة عن رئيس الجمهورية.
وكانت الامانة العامة اعلنت ان المجلس لم يعقد جلسته لقلة عدم اكتمال النصاب، بسبب تعذر حضور العدد المطلوب من الوزراء لتأمين النصاب القانوني للجلسة، بعد الاعتصام الذي نفذه «حراك العسكريين المتقاعدين» الذي نفذ اعتصاما قبالة السراي الكبير، معلنا عدم التنازل عن الحقوق، ورفض المخادعة والاساليب الملتوية، محملاً الحكومة مسؤولية قراراتها العبثية.
وعقد لقاء تشاوري للوزراء الذين تمكنوا من الوصول اما سيرا على الاقدام او على الدراجات النارية. وكان حضر الى السراي كل من: نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء المال يوسف الخليل، الصحة فراس الابيض، الأشغال العامة والنقل علي حميه، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، البيئة ناصر ياسين، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، العمل مصطفى بيرم، الاتصالات جوني قرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الإعلام زياد مكاري والسياحة وليد نصار.
واشنطن: لا ترغب بامتداد الحرب الى لبنان
على صعيد الوضع في الجنوب، قال متحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان واشنطن واضحة لجهة عدم امتداد الصراع الى لبنان، وهو الامر الذي ابلغه جيك سوليفان لاعضاء مجلس الحرب في اسرائيل، لا سيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
واعرب سوليفان عن اعتقاده ان هناك حلاً تفاوضياً مع لبنان في ما يتعلق بالتحدي الامني مع اسرائيل.
كولونا غداً
وتصل الى بيروت غداً، وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في اطار زيارة «متابعة» للأوضاع في لبنان، وفي ضوء الطروحات المتعلقة بترتيبات وضع القرار 1701 موضع التنفيذ.
ومن المتوقع ان تزور، فضلا عن وزير الخارجية، كُلاً من الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وتزور الناقورة، للاجتماع مع قائد قوة اليونيفيل، وتتفقد وحدة بلادها العاملة في الجنوب.
الجنوب: استمرار الاعتداءات والتهديدات
ميدانياً، باكرت اسرائيل في استهداف المنازل الآمنة في القرى الجنوبية، من يارين الى حولا ومحيبيب وطيرحرفا.
وكان جيش العدو صعَّد من هجماته وتعدياته ليل امس، فأغار الطيران الحربي الاسرائيلي والطيران المسيَّر على عدد من الاهداف المدنية في قرى القطاعين الغربي والاوسط، ما أدى الى إلحاق أضرار جسيمة في مسجد بلدة الجبين وفي منزل في بلدة عيتا الشعب.
وعملت فرق الإنقاذ منذ الامس على رفع الأنقاض في بلدة مركبا اثر العدوان الذي استهدف البلدة بغارة.
كما تعرضت قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة ، اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب لقصف مدفعي متقطع.
وحتى صباح امس، استمر جيش العدو بإطلاق القنابل الضوئية وتحليق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور وبعمق جنوبي فوق مجرى نهر الليطاني.
مناشير
ألقى الطيران الإسرائيلي مناشير فوق مناطق جنوبيّة، توجّه فيها الى سكّان الجنوب.
وعاود وزير الدفاع الاشتراكي يوآف غالانت تهديداته لحزب الله، وقال: إن لم يُبعد العالم حزب الله عن حدودنا، فسنفعل ذلك، مشددا على الحاجة لعمل سياسي الى جانب العمل العسكري.
وكشفت المقاومة الاسلامية عن استهداف مباشر لمقر قيادة كتيبة الاستخبارات في ثكنة ميتات، وموقع حانين، وموقع الراهب الذي استهدف بصواريخ بركان. وتصدت لمحاولات التجسس عبر المسيرات والمناطيد.
وليلا، نعى حزب الله الشهيد حمد احمد يوسف (من بلد عين بعال) الذي سقط خلال مجابهته العدو الاسرائيلي في الجنوب.

البناء
جيش الاحتلال يقتل بالخطأ ثلاثة من أسراه ويقتل عمداً الصحافي سامر أبو دقة
أهالي الأسرى يتظاهرون طلباً لتبادل كامل فوراً… وغانتس إلى الوسط مجدداً
التمديد لقائد الجيش والقادة الأمنيّين لسنة بمقاطعة حزب الله… والتيار إلى الطعن
واصل جيش الاحتلال عمليّاته المرتبكة في قطاع غزة، مستهدفاً المدنيين بقسوة، بينما ظهر الضعف والارتباك بصورة فاضحة على عملياته العسكرية رغم حشد وحدات النخبة وتأمين أوسع غطاء ناري. وكانت حصيلة أمس، قتل جيش الاحتلال في الشجاعية ثلاثة من أسراه المحتجزين لدى المقاومة، ما أطلق موجة من الغضب داخل عائلات الأسرى وسط دعوات الى المبادرة فوراً الى وقف الحرب والذهاب الى تبادل الأسرى وفق معادلة الكل مقابل الكل. وخرجت تظاهرات في تل أبيب والقدس تندّد بخيار الحرب، فيما سجلت مواقف اصطفافات داخل مجلس الحرب والحكومة على خلفية الخلاف الناشئ بين الإدارة الأميركية ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كان أبرزها كلام غانتس عن مواقف عبثية تضعف التماسك الداخلي والعلاقات الأميركية الإسرائيلية. قالت وسائل الإعلام الاسرائيلية إنه كلام موجّه لنتنياهو، بينما كان الحدث في مجال استهداف المدنيّين قتل المصوّر الصحافي في قناة الجزيرة سامر أبو دقة واصابة مراسل القناة وائل الدحدوح، في غارة مستهدَفة لطائرة مسيّرة لاحقتهما في خان يونس.
على جبهة لبنان تواصل عمليات المقاومة، وسط كلام كثير مصدره السفارات وكلام قادة الكيان، عن مساعٍ دبلوماسية للتهدئة وإنجاز صفقة تنتهي بحل النزاعات الحدودية خصوصاً في مزارع شبعا المحتلة، وانسحاب حزب الله الى الوراء. وهو ما وصفته مصادر سياسية متابعة بالترهات، لأن المقاومة تملك ما يكفي من القوة الشعبية والسياسية والعسكرية لتفرض إرادتها، وفق معادلة سبق وأكدها قادة المقاومة، قوامها استمرار العمليات حتى يتوقف العدوان على غزة، وفق إيقاع تقرره قيادة المقاومة، التي ترفض أي نقاش في كل ترتيبات يجري الحديث عنها ما دام العدوان على غزة مستمراً، وأن المقاومة تتفهّم غيظ الاحتلال من فعالية ما تؤديه جبهة الجنوب اللبناني، وتضع الحراك الدبلوماسي الجاري وتهديدات قادة الكيان في إطار التعبير عن هذا الغيظ، لكن لا التهديدات ولا المبادرات قابلة للتحول إلى وقائع، لأن الكلمة الفصل هي للمقاومة، وقد قالتها.
في مجلس النواب حُسِمَ أمر التمديد لسنة لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية من العسكريين برتبة عماد ولواء، بعدما قاطع حزب الله الجلسة تضامناً مع التيار الوطني الحر. كما تعذّر انعقاد الحكومة بسبب عدم تأمين النصاب بغياب وزراء التيار الوطني الحر ووزراء حزب الله، بينما أعلن التيار الوطني الحر أنه ذاهب للطعن بقانون التمديد، كما كان سيفعل لو تم التمديد بقرار حكوميّ، فيما وصف المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، مقاطعة نواب حزب الله بالأمر المتفق عليه والمفهوم ضمن إطار تعاون طرفَيْ الثنائي الوطني.
بموازاة استمرار المقاومة في لبنان عملياتها العسكرية ضد مواقع الاحتلال في العمق الإسرائيلي، تواصلت الضغوط الخارجية على الحكومة اللبنانية للحث على تطبيق القرار 1701، واللافت هو ارتفاع لهجة التهديدات الإسرائيلية بعمل عسكريّ ضد لبنان عشية وصول وزيرة الدفاع الفرنسية كاترين كولونا إلى بيروت اليوم، إذ قال وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالنت «إن لم يُبعد العالم حزب الله عن حدودنا فسنفعل نحن ذلك». ما يؤكد بأن هدف رسائل التحذير والتهديدات الأوروبية – الأميركية الضغط على لبنان لإبعاد خطر حزب الله على «إسرائيل» وتحقيق ذلك بالطرق الدبلوماسية لعجز «إسرائيل» عن تحقيقه بالحرب العسكرية ما يعمّق فجوة الهزيمة الإسرائيلية والتداعيات على الكيان الإسرائيلي، وفق ما يشير خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية لـ»البناء».
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في حديث لـ»رويترز»، الى أنه «يجب على حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى الانسحاب من الخط الأزرق».
إلا أن مصادر مطلعة على موقف حزب الله، أكدت لـ»البناء» أن المقاومة لم ولن تلتفت لمثل هذه التهديدات، وهي ماضية في عملياتها العسكرية، وفق ما تراه مناسباً وتقتضيه المصلحة اللبنانية والإسنادية لغزة ضد الجرائم الإسرائيلية»، وشدّدت على أن ما لم يأخذه الاحتلال الإسرائيلي في عدوان تموز 2006 يحاول انتزاعه الآن وهو غارق في مستنقع غزة ومطوّق بحلف من الجبهات العسكرية من جنوب لبنان الى الجولان الى العراق واليمن. كما أن المقاومة في لبنان راكمت القوة والقدرات منذ الـ2006 حتى الآن، ولديها مئات آلاف الصواريخ التي تمكّنها من استهداف أي مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما يتحدث عنه المسؤولون الإسرائيليون».
وشدّدت المصادر على أن «الظروف العسكرية والسياسية في غزة وفلسطين والمنطقة وحتى العالم قد تغيّرت لغير صالح «إسرائيل»، ولذلك أي عدوان عسكري إسرائيلي على لبنان سيفتح أبواب جهنم على كيان الاحتلال ولن تبقى الحرب محصورة على الحدود بل ستتدرج وتتدحرج كل المنطقة الى الحرب وتتكامل كل الجبهات وتتحد لتخوض الحرب الكبرى التي لا تخشاها المقاومة وقادرة على خوضها». كما أكدت المصادر أن «كل الحديث عن صفقات وتسويات وترتيبات على الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال كانسحاب قوات حزب الله من جنوب الليطاني غير صحيحة إطلاقاً وتمنيات وأضغاث أحلام غير موجودة سوى في مخيلة الإسرائيلي وأتباعه في لبنان وخارج لبنان». جازمة بأن «حزب الله سيبقى موجوداً حيث يرى مناسباً الآن وبعد انتهاء الحرب، ومستمرّ بعملياته العسكرية وفق الوتيرة التي يجدها مناسبة حتى يتوقف العدوان على غزة». ويستبعد الخبراء العسكريون لـ»البناء» عدواناً عسكرياً واسعاً على الجنوب ولبنان لأسباب عدة أهمها فشل الاحتلال من تحقيق أهداف الحرب على غزة ودخول جيشه في حرب استنزاف طويلة مع المقاومة في غزة وجنوب لبنان، والضغط الأميركي على حكومة نتنياهو لإيجاج مخرج لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. لكن الخبراء يؤكدون لـ»البناء» أن المقاومة تأخذ بالحسبان كل الاحتمالات في ظل المأزق المصيري لنتنياهو وحكومته.
وفي مؤشر على تراجع خطر توسّع العمليات العسكرية على الحدود وفرص عدوان إسرائيلي على لبنان، أعلنت شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا»، عن «استئناف رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت بعد تعليقها في 13 تشرين الأول».
وأعلن حزب الله في بيانات متلاحقة استهداف عدد من مواقع الاحتلال، واستهدف نقطة ‏الجرداح بصواريخ بركان وتمّت إصابتها إصابة مباشرة. كما استهداف قوة إسرائيليّة أثناء دخولها إلى مقرّ قيادة كتيبة الاستخبارات في ثكنة ميتات، و»موقع ‏بياض بليدا وأصابه إصابة مباشرة». ‏
في المقابل، استهدف العدو الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية منطقة اللبونة خراج الناقورة. وتعرضت أطراف علما الشعب لقصف مدفعي كما انفجر صاروخ اعتراضي إسرائيلي في أجواء دبل وحانين. واستهدفت مسيّرة منزلاً في بلدة يارين الحدودية. وتوجّهت سيارات الإسعاف الى المنطقة، حيث سقط جرحى جراء استهداف المنزل ونقلوا إلى صور للمعالجة.
وفي خطوة تهدف للتهويل والضغط النفسيّ، وتعبّر عن يأس الاحتلال من إثارة أهالي الجنوب ضد المقاومة، ألقى طيران الاحتلال مناشير فوق مناطق جنوبيّة، توجّه فيها الى سكّان الجنوب. وأكد شهود عيان في كفرشوبا وكفرحمام، أن مسيّرة إسرائيلية ألقت مناشير، صباح أمس تحذّرهم زاعمة أن حزب الله «يتسلّل إلى بيوتكم وأراضيكم الطاهرة ومحيط عملكم ورزقكم للعمل ضد دولة إسرائيل».
وعشيّة وصول وزيرة الخارجية الفرنسية الى بيروت، كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية لصحيفة «عكاظ» السعودية، عن «تأجيل الزيارة التي كان من المقرّر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان في الحادي والعشرين من شهر كانون الأوّل لأسباب لم تُعرف بعد، وتم إبلاغ المعنيين في لبنان بذلك».
وكان وفد يضمّ ضباطاً من قصر الإليزيه ومعهم دبلوماسيون من وزارة الخارجية الفرنسية، أجروا خلال الأيام القليلة الماضية كشفاً ميدانياً لقصر الصنوبر، وصالة كبار الشخصيات في مطار بيروت الذي فتح لهذه الغاية، وتوجّهوا إلى الجنوب اللبناني لإجراء كشف ميدانيّ مماثل باعتبار أن الرئيس الفرنسي آتٍ لزيارة الكتيبة الفرنسية العاملة في إطار «اليونيفيل» لمناسبة الأعياد.
على مقلب آخر، حسم مجلس النواب النزاع حول استحقاق قيادة الجيش بعد شهور من السجال السياسي والجدل القانوني والدستوري والضغوط الخارجية على لبنان، حيث استعاد مجلس النواب كرة النار من الحكومة وأقرّ التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والقادة الأمنيين الآخرين، وذلك في الجولة الثالثة من الجلسة التشريعية.
وأكّد رئيس مجلس النّواب نبيه بري، قبل التّصويت في الجلسة التشريعيّة على اقتراح القانون المعجّل المكرّر الرّامي إلى التّمديد لرتبة عماد أو لواء، المقدَّم من كتلة «الاعتدال الوطني» والّذي تمّ إقراره، أنّ «كلّ اللّبنانيّين دون استثناء هم مع الجيش اللبناني و»ما حدا يزيد على الثّاني». نعم الصّلاحيّة كانت للحكومة أوّلًا وثانيًا وثالثًا ورابعًا، والمجلس لا يستطيع سوى القيام بدوره في هذا المجال». وأشار إلى «أنّنا قادمون على فترة أعياد وعطل قد تمتد لـ15 يومًا، وإذا لم نقم بهذا العمل اليوم فنخشى أن ندخل في الفراغ».
بعدها طرح بري اقتراح كتلة «الاعتدال» على التّصويت، فتمّ إقراره مع اعتراض النّائب جهاد الصمد.
في السياق، قال نائب رئيس المجلس النائب الياس بو صعب في تصريح، بعد انتهاء الجلسة على أنّ «التمديد لقائد الجيش لا يحلّ المشكلة الموجودة داخل المؤسسة العسكرية وفي البلد»، مشيرًا إلى أنّ «القانون تشوبه أخطاء، لذلك قد يكون هناك مكان للطعن أمام المجلس الدستوري».
وفور طرح اقتراح القانون على النقاش خرج نواب أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة من الجلسة، تضامناً مع التيار الوطني الحر الذي قاطع الجلسة.
ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» الى أن تمرير قانون التمديد جاء بعض ضغوط خارجية كبيرة على الحكومة والمجلس النيابي لا سيما من الفاتيكان والفرنسيين والأميركيين والقطريين وحتى السعوديين، حيث زار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بكركي قبل يومين من انطلاق الجلسة التشريعية وأعلن باسم اللجنة الخماسية دعمها للتمديد لقائد الجيش، ما يفضح التدخلات الخارجية في استحقاقات وطنية لبنانية.
وفيما تحدثت أوساط نيابية معارضة عن خلاف بين حركة أمل وحزب الله حول هذا الملف، نفت مصادر «التنمية والتحرير» لـ»البناء» هذا الأمر، مؤكدة التنسيق بين الطرفين في هذا الاستحقاق وغيره، لا سيما التوافق حول عدم الشغور في قيادة الجيش في ظل الظروف الحالية، كما أن حزب الله أبلغ المعنيين بأنه يؤيد أي خيار يتم التوافق حوله في الحكومة أم مجلس النواب ويحظى بحصانة دستورية.
وأوضحت أجواء فريق المقاومة لـ»البناء» أن «الحزب لم ينظر الى هذا الاستحقاق على أنه يخوض معركة ضد أحد، ولا حتى حركة أمل، فالثنائي أحرص الناس على المؤسسة العسكرية واستمرارية عملها ودورها الوطني، وأن القوات اللبنانية وفريق المعارضة أرادوا الإيحاء بأنهم يخوضوا معركة التمديد لقائد الجيش لتسجيل انتصارات سياسية وهمية على التيار الوطني الحر وليس من منطلق وطني، والكل يعلم أن فريق القوات والمعارضة حضروا الى المجلس وفق تعليمات خارجية للتمديد لقائد الجيش لمصالح تخص الخارج، وبالتالي هذا الفريق يبحث عن انتصارات وهمية». ولفتت المصادر الى أن «هذا الفريق كسر الموقف الرافض للتشريع منذ عام حتى الآن تحت حجة الفراغ الرئاسي، تلبية لمطلب خارجيّ وهو تجاهل عشرات اقتراحات ومشاريع القوانين الموجودة في المجلس التي تعني المواطنين وحقوقهم كالكابيتال كونترول والضمان الاجتماعي وغيرها، إذ أن كتلة القوات اللبنانية أمّنت النصاب والميثاقية لجلسة تشريعية ومن دون تدخلها في مناقشة والتصويت على اقتراحات ومشاريع القوانين المعيشية والاقتصادية منتظرة في القاعة العامة لساعات ليأتي دور قانون التمديد».
وبينت المصادر أن لا تداعيات سياسية وغير سياسية لهذا التمديد، ولا يمكن إسقاط التمديد لقائد الجيش على استحقاق رئاسة الجمهورية، وبالتالي لا ارتباط بين الاستحقاقين، فلكل استحقاق حساباته وظروفه الداخلية ومؤثراته الخارجية، والتمديد لقائد الجيش لن يغير الواقع في رئاسة الجمهورية ولا بدعم الثنائي وفريقه النيابي والسياسي لرئيس المردة سليمان فرنجية الذي لا يزال المرشح الأقوى للرئاسة.
ولفت عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل، بعد انتهاء الجلسة إلى أنّ «المسألة ليست إنجازات ولا بطولات»، وقال: «نحن وحزب الله متفقون، والجيش اللبناني لكل اللبنانيين وعلى رأسهم حزب الله الذي تربطه علاقات قوية مع الجيش اللبناني»، وتعليقًا على خروج نواب حزب الله من الجلسة، أشار إلى أنّ «حزب الله عبّر عن موقف مبدئي بالنسبة له وليس له علاقة بالجيش وقائد الجيش».
وإذ دحض إدراج الرئيس بري لاقتراحات قوانين التمديد الاتهامات التي ساقها فريق القوات والمعارضة ضد رئيس المجلس ورئيس الحكومة بتدبير خطة للإطاحة بقائد الجيش، تباهى رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ناسباً لنفسه فرض التمديد والفوز بالمعركة، محاولاً إيجاد مبررات لمشاركة كتلته في الجلسة التشريعية، وقال: «ضميري مرتاح نسبيًا بعد التمديد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، ويُمكن أن أقول «قطعنا قطوع»، زاعماً أنّ «همّ جماعة الممانعة أن يرتّبوا أمورهم وبدأوا بالتلاعب بقيادتي الجيش وقوى الأمن، وأن ما فعلناه ليس ضدّ أحد وجلّ ما قمنا به هو واجبنا تجاه بلدنا وجيشنا وأهلنا». وفي أول تعليق للتيار الوطني الحر، اعتبر أنّ «منظومة تمديد الأزمات، تشتري الوقت بأعلى كلفة لتحمي نفسها ومصالحها»، ولفت إلى أنها «اعتادت التمديد منذ التسعينيات لرؤساء جمهورية، وقادة أجهزة أمنية ومجالس نيابية وحاكم مصرف. كنا ولا نزال نعترض على جمهورية التمديد. سواء تمكنا من أن نمنعها أم لا، فإننا منسجمون مع مبادئنا واقتناعنا، ولأننا كذلك سنطعن بالقانون المفصّل على قياس الشخص احترامًا للمؤسسة». وشدّد على أنّه «لا تغرينا وعود ولا يخيفنا تهديد، لا من داخل ولا من خارج، وسنبقى حرّاس الحق والسيادة الوطنية حتى ولو كنا لوحدنا».
وفيما دارت حرب افتراضية بين مؤيدي التيار والرئيس ميشال عون من جهة ومؤيدي «القوات» والعماد جوزاف عون من جهة ثانية مسرحها وسائل التواصل الاجتماعي، شنّت عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ندى البستاني هجوماً لاذعاً على «القوات» وقالت: «إنجاز تاريخي بضرب الدستور، مبروك خصوصًا لنواب القوات اللبنانية على تأمين النصاب وتغطية التشريع الغير الضروري». ورأت أنّ «حزب القوات يريد ويمكنه التراجع عن كلامه حول مقاطعة التشريع بظلّ غياب رئيس للجمهورية، وتناسوا موقفهم الثابت وسمعوا تعليمات الخارج».
واستبعدت أوساط التيار والحزب أي تأثير للتمديد على العلاقة بينهما.
ولم يلئتم مجلس الوزراء في السراي أمس، لعدم اكتمال النصاب. وأصدرت الأمانة العامة تأجيل الجلسة الى الثلاثاء المقبل، «بسبب تعذر حضور العدد المطلوب من السادة الوزراء لتأمين النصاب القانوني المطلوب لانعقاد جلسة مجلس الوزراء، وحال الاعتصام الذي نفذه العسكريون المتقاعدون وقطعهم الطرق، في محيط السراي دون وصول الوزراء بسهولة اليه، فيما عقد لقاء تشاوري للوزراء الذين تمكنوا من الوصول إما سيراً على الأقدام او على الدراجات النارية.
وقبيل الجلسة التي لم تعقد، قال وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في حديث تلفزيوني: «أيّ إجراء يتّخذه ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء بشأن التمديد لقائد الجيش تخطٍّ للصلاحية القانونية والدستورية لوزير الدفاع».

Please follow and like us:

COMMENTS