الأخبار
واشنطن وأبو ظبي تخرجان الحريري من الصندوق: مع «الاعتدال» لا مع أبو عبيْدة!
كانَ الأربعاء، 14 شباط، يوماً استثنائياً للمُستقبليّين. وكانَ، أيضاً، يوماً مُتناقضاً. بدأ بالحشود المتحمّسة للتوجه إلى الضريح للالتفاف حول الشيخ سعد الحريري، وانتهى بإعلان «الخيبة» بعدما أعلن أنه ليس عائداً الآن، وأن أوان هذا القرار لم يحن و«كل شي بوقتو».الأهم في كل المشهد الشعبي والسياسي والدبلوماسي الذي رافق زيارة الحريري، هو مقابلته الحصرية على قناة «العربية – الحدث». فـ«القصة» كلها قد تكون هنا. ومن هنا، واجب التساؤل: هل كانت هذه إشارة إلى شيء ما؟
للمرة الأولى، منذ اعتكافه العمل السياسي، يتحدّث الحريري بهذه الكثرة. يعطي تصريحات سياسية لأن «الاعتكاف لا يعني عدم قول الرأي». هكذا قال أمس، علماً أنه لزِم الصمت طوال الفترة الماضية. الممنوع من فعل السياسة أصبحَ مسموحاً له الحديث فيها فقط، وهذه خطوة أولى في طريق ستتضِح معالمه لاحقاً. وإلى أن يحين ذلك، يُمكن الحسم بأن زيارة الحريري لبيروت هذه المرة كانت لها وظيفة أدّاها «الشيخ» وفقَ المطلوب، وهي وفقَ الآتي:
أولاً، إحياء النبض السّني في لحظة حسّاسة ودقيقة في المنطقة. وهذا لم يكُن ليتأمّن من دون وجود الحريري الذي ثبت بالوقائع عدم قدرة أيّ من القيادات السّنية على ملء الفراغ الذي خلّفه، وأن ما من شخصية من بيروت أو الشمال أو الإقليم قادرة على استقطاب الآلاف إلى وسط بيروت. أُخرِج الحريري من «الصندوق» للقول إن للطائفة السنية في لبنان رأياً في قضايا المنطقة عامة وفي ما يخص لبنان تحديداً، وإن لها زعيماً متى اتُّخذ قرار بتحريكه سيكون جاهزاً.
ثانياً، قيل الكثير في تفسير الموقف السّني من عملية «طوفان الأقصى». وقيلَ أكثر في تفسير هذا الموقف من عمليات المقاومة في جنوب لبنان نُصرة لأهل غزة ومساندة للفلسطينيين. صحيح أن سنّة لبنان، في غالبيتهم، بدوا في الظاهر وكأنهم يجلسون في المقعد الخلفي لمشاهدة العدوان على غزة، لكنّ الموقف غير معدوم الأساس. صحيح أن مشكلتهم الكبيرة كانت في غياب القائد الذي يوجّه البوصلة، لكنّ القاعدة عبّرت عن انحيازها الكامل إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وكانت صور أبو عبيدة (الناطق الرسمي باسم الجناح العسكري لحركة حماس) التي انتشرت في طريق الجديدة وعدد من المناطق وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خير تعبير عن وجهة هذه القاعدة ودعمها للمقاومة ضد العدو الإسرائيلي. جيء بسعد الحريري، في هذه اللحظة بالذات، ليتحدث عن منطق الاعتدال في وجه منطق التطرف في المنطقة. والتطرف، من وجهة نظر محور الاعتدال في المنطقة (المناصر لسياسة الولايات المتحدة) تمثله حركات المقاومة ضد إسرائيل. وبالتالي، كانت الرسالة إلى الطائفة السّنية بعدم الخروج من عباءة هذا المحور.
ثالثاً، اختيار قناة «العربية ــ الحدث» (التي خصّها الحريري بمقابلة حصرية) يبيّن بما لا يبقي مجالاً للشك، أن هناك محاولة إحتواء سعودية لكل الحركة المفتعلة حول الزيارة. أصرت الرياض على أن يعلِن الحريري من إحدى وسائلها الإعلامية أن أوان العودة لم يحِن بعد، ما يعني أن لا قرار سعودياً بفكّ أسر الحريري السياسي.
اختيار «الحدث العربية» لمقابلة حصرية مع الحريري محاولة سعودية لاحتواء الضجة والتأكيد أن لا عودة الى السياسة
إلا أن قراءة باردة في كل الإطلالة، توضِح أن ما حصل لا يُمكن أن يكون يتيماً من دون تبني خارجي. والسؤال من سمح للحريري بفعل ما فعله وقول ما قاله؟ وفي وجه من؟
المعلومات تتحدث عن غطاء أميركي – إماراتي للرجل، وهذا الغطاء هو من وفر الدعم المالي الذي أتاح تجميع الصورة بالشكل الذي خرجت به. فقد كان واضحاً الترحيب الأميركي، الذي عبرت عنه السفيرة الأميركية ليزا جونسون خلال لقائها به. وكان هناك تقصّد بإظهار الرعاية الأميركية له، وهو موجه للرياض أولاً، وهو ما قد يرتد سلباً على الحريري نفسه إذا ما قرأتها رسالة تحد لها.
أما للقوى السياسية، فكانت رسالة أخرى بعث بها الحريري تؤكد أن «عودته إن تقررت من ضمن ترتيبات اليوم التالي في غزة وحصة لبنان منها، فستكون وفقَ رسم بياني محدد وهو عدم مهادنة حزب الله في الداخل، كما حصل سابقاً».
في آخر تصريحاته قال الحريري: «إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا بتدخّل». وأضاف أن «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صديقي تماماً كما الوزير السابق جهاد أزعور». ومن الخطأ اعتبار أن الرجل لا يأتي بجديد، وأنه يتكلم لتثبيت مواقفه القديمة في أذهان المستمعين.
هذان الموقفان هما فاتحة لخريطة طريق مرسومة للرجل، وهو عبّر عنها: أحد بنودها، ما ذُكر سابقاً. والبنود الأخرى، مرتبطة بالملف السياسي وبأي تسوية رئاسية قد تأتي لاحقاً. ومضمونها أن الحريري لا يؤيد انتخاب سليمان فرنجية رئيساً (حالياً) لذا وضعه في الخانة نفسها مع الوزير جهاد أزعور.
ما حصل ليس صدفة. وليس ردّة فعل عاطفية في ذكرى عاطفية. بل ورقة ضغط جديدة، بأداة داخلية، هي سعد الحريري
اللواء
الحريري يحذِّر من نوايا نتنياهو.. والبنتاغون لمنع توسُّع النزاع
حفاوة برئيس المستقبل في عين التينة .. ومجزرة النبطية ترفع منسوب المواجهة
هل انزلق الوضع اللبناني الى نقطة الانفجار الكبير؟
كل الوقائع الميدانية تؤشر الى بلوغ التصعيد نقطة تحوُّل في مسارات المواجهة المفتوحة عند جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، عبر ضربات للمقاومة وغارات متوسعة ومتوحشة لجيش الاحتلال، طالت مروحة واسعة من القرى لا سيما في قضائي بنت جبيل والنبطية وصولاً الى المجزرة الموصوفة في المدينة، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 10 شهداء، ونعي الحزب لسبعة شهداء.
وفي وقت انتقل فيه الملف الى ميونيخ مع الرئيس نجيب ميقاتي والوفد اللبناني، الذي يشارك فيه الوزير عبد الله بو حبيب حول الأمن السنوي، في ضوء رسالة وصلت للوفد اللبناني حول لا مسؤولية حزب الله عن قصف صفد، حذر الرئيس سعد الحريري من ان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الثمن.
والبارز في تحركات الرئيس الحريري بعد عودته الى بيروت، واحياء الذكرى 19 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، زيارته الى عين التينة مساء امس حيث استقبله الرئيس نبيه بري بحفاوة لافتة، وأبقاه الى مأدبة العشاء، وجرى عرض الوضع في لبنان في ضوء «طوفان الأقصى» وما يخطط على صعيد القضية الفلسطينية في ضوء حرب غزة، والتصعيد الاسرائيلي الحاصل في الجنوب.
ولدى وصوله الى عين التينة، لاحظ بري ان هناك ضوءاً قوياً، فرد الحريري: هيدا ضوء المستقبل.
وقال الرئيس الحريري: الناس قالت كلمتها في الامس في 14 شباط.
وفي دردشة مع الصحافيين، اشار الحريري الى ان لبنان «يعاني من ازمات عدة، والامور لا تنتظم الا بعودة المؤسسات، وأولها انتخاب رئيس الجمهورية»، محملا الكتل مسؤولية ما يحصل.
وعن عودته قال: «كل شيء بوقته حلو ولا أرى ان اليوم هو هذا الوقت الحلو»، موضحاً ان التقارب السعودي الايراني يفيد المنطقة، ويجب ان تنتهي المشكلات والحروب بين الدول لكي تزدهر هذه المنطقة.
وقال: «كل ما يكتب عن علاقتي مع المملكة العربية السعودية لا صحة له، وانا تركت العمل السياسي بقرار مني، وليس بقرار من اي احد آخر، ونقطة على السطر». مشيرا الى ان تجربة تسوية 2016 كانت فاشلة، ولكن هذا لا يعني ان كل التجارب فاشلة.
وحول الرئاسة قال: سليمان فرنجية صديق، وجهاد ازعور صديق، وألتقيته في ابوظبي اكثر من مرة، وانا احافظ على الصداقة واحب سليمان فرنجية، وقال: هناك احزاب لديها تواصل مع ايران، لكن هذا لا يعني ان ليس لدى حزب الله هامش للعمل في الداخل اللبناني.
ووجه الحريري كلاما لاهل الجنوب: الله يعينهم، والله يجنبهم الحرب، والواضح ان نتانياهو يحاول الذهاب الى الحرب مهما كلف الامر.. مضيفاً اذا لمست ان الطائفة السنية في لبنان تميل الى التطرف، ساعتها انا بتدخل».
الزخم في الوسط
ومنذ سنوات، وفي رسالة واضحة المعالم، عاد الزخم الى وسط بيروت حيث سجل حضور كبير واستثنائي للحشود السياسية والشعبية، إحياء للذكرى الـ١٩ لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووفاء لنهجه، ودعوات للرئيس سعد الحريري للعودة عن قرار اعتكافه، تحت عنوان «نازلين لترجع وما بدنا اياك تفل»، اما الرد فجاء على لسان الحريري بان «كل شي بوقتو حلو» موجها رسالة الى الجميع بالقول قولوا للجميع انكم عدتم الى الساحة وحافظوا على البلد».
وأشارت مصادر سياسية الى حركة اتصالات مستمرة بالداخل والخارج، ولاسيما مع سفراء دول اللجنة الخماسية، للابقاء على متابعة ملف الاستحقاق الرئاسي من قبل هذه الدول، وتفعيل الاتصالات والمساعي اللازمة،لتذليل العقبات والعراقيل، ودفع عملية انتخاب رئيس للجمهورية قدما الى الامام.
وقالت: انه بالرغم من انسداد آفاق انتخاب الرئيس حاليا كما هو ظاهر من رتابة الحركة الحركة السياسية، او لعجز الاطراف السياسيين الأساسيين عن الالتقاء والتفاهم فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية،الا ان استمرار اللجنة الخماسية في اجتماعاتها خارج لبنان،والاتصالات التي تجريها، ادت الى تذليل العديد من الصعاب، في حين يأمل معظم اعضائها بتحقيق اختراق ملموس بهذا الملف،في حال نجحت المساعي المبذولة،لتحقيق وقف لاطلاق النار، او الاعلان عن هدنة طويلة او ما شابهها لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة،وعندها يمكن استغلال هذا الحدث، للانطلاق قدما للتحرك بين الاطراف السياسيين المحليين، والدفع باتجاه أجراء الانتخابات الرئاسية، لاسيما وان الاتصالات التي أجراها بعض سفراء دول اللجنة مع أكثر من جهة اقليمية ودولية، كانت ايجابية وتؤيد مساعي اللجنة بهذا الخصوص.
واعتبرت المصادر ان التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة، يشكل فرصة مهمة، يجب على الجميع استغلالها للانطلاق منها لاجراء الانتخابات الرئاسية، بعد زوال ذرائع بعض الاطراف ولا سيما حزب الله، التذرع والانشغال بحرب غزّة، لتجميد ملف الاستحقاق الرئاسي.
اشارات حزب الله
ومن ميونيخ، تحدثت معلومات نقلا عن الرئيس ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب اللذين وصلا اليها لتمثيل لبنان في مؤتمر الامن السنوي ان هناك «اشاارت ارسلت من «حزب الله» الى من يعنيهم الامر بأنه ليس الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ على صفد.
واعربت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن قلقها ازاء ما يحدث عند الحدود اللبنانية- الاسرائيلية ونكثف جهودنا لمنع توسع النزاع خارج غزة.
وكشف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان 3 لاءات تحكم سياسة حزب الله: لا تراجع عن المساندة، ولا خضوع للتهديدات، ولا نقاش حول مستقبل الجنوب بصيغته الا بعد توقف الحرب على غزة.
وكان الرئيس ميقاتي تابع العدوان الاسرائيلي المتمادي على جنوب لبنان والمجازر الجديدة التي يرتكبها في حق المواطنين اللبنانيين لا سيما ما حصل ليل امس في النبطية حيث استشهد سبعة اشخاص من عائلة واحدة بالقصف الاسرائيلي. وقال رئيس الحكومة: ازاء التمادي في هذا العدوان الاسرائيلي وسقوط الشهداء والدمار الهائل الذي يسببه العدوان، تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد اسرائيل الى مجلس الامن الدولي.
واكدت مصادر حكومية على عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس او الجمعة المقبلين.
لجان مشتركة
نيابياً، وبينما لا يبدو نصاب جلسة مجلس الوزراء في 22 الجاري مؤمنا، دعا الرئيس نبيه بري لجان: المال والموازنة، الادارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط التربية والتعليم العالي والثقافة، الى جلسة مشتركة في تمام الساعه 10:30 من قبل ظهر الثلثاء وذلك لدرس جدول الآعمال الاتي : 1- مرسوم رقم 12836 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بتعديل بعض أحكام قوانين تتعلق بتنظيم الهيئة التعليمية في المدارس الخاصة وتنظيم الموازنة المدرسية.2- مرسوم رقم 12837 الرامي الى إعادة القانون المتعلق بإعطاء مساعدة مالية إلى مجلس ادارة صندوق التعويضات لافراد الهيئة التعليمية في مدارس الخاصه المنشأ بالقانون الصادر بتاريخ 5/6/1956/3. 3- اقتراح القانون الرامي الى إستيفاء ضريبة استثنائيه على الشركات والمؤسسات التي إستفادت من دعم المصرف المركزي للسلع والبضائع المقدم من النائب بلال عبد الله.
وفي اطار نيابي متصل، تقدّم النواب غسان حاصباني وجورج عقيص ورازي الحاج باسم تكتل الجمهورية القوية باستدعاء امام المجلس الدستوري طعنا بقانون الموازنة لعام ٢٠٢٤، «لافتقادها الشروط الدستورية والقانونية المطلوبة مثل عدم وجود قطع حساب بحسب الأصول»، ليسجل الطعن في قلم المجلس اصولا بتاريخ اليوم ١٥ شباط ٢٠٢٤. وكان القانون صدر في الجريدة الرسمية صباح أمس. ووقع على عريضة الطعن معظم نواب التكتل، واستندت الى اسباب عدة اهمها غياب قطع الحساب وفرسان الموازنة.
جمعية المصارف مجدداً
ورحبت جمعية المصارف بقرار مجلس شورى الدولة بتاريخ 6/2/2024 والقاضي برد مشروع الحكومة لالغاء جزء من النزاعات مع مصرف لبنان بالعملات الاجنبية تجاه المصارف.
وطالبت الجمعية في أية مفاوضات تجريها أو الآراء التي تصدرها بخصوص أي مشروع قانون يتعلق بإعادة هيكلة المصارف يجب أن تستند إلى النقاط التالية كحد أدنى، ولا يجوز التراجع عنها بأي شكل قبل الرجوع إلى الجمعية العمومية من جديد:
أن يتضمن المشروع نصاً واضحاً وصريحاً لا يقبل التأويل أو الاجتهاد يوضح أن الأزمة المالية الحالية في لبنان هي:
ان تتحمل الدولة جميع التزاماتها القانونية خاصة فيما يتعلق بتغطية الخسائر في ميزانية مصرف لبنان، مما يعود بالمسؤولية على الدولة ومصرفها المركزي لإعادة جميع الإيداعات من مصرف لبنان إلى المصارف لكي تعيدها بالكامل إلى المودعين.
من جانبها، أعلنت الهيئات الاقتصادية اللبنانية في بيان بعد إجتماع لها إن أي مشروع يتم طرحه من قبل السلطة لمعالجة الوضع المالي والنقدي ولا يكون أولويته القصوى تمكين المودعين من استعادة ودائعهم، فإن الهيئات ستكون في طليعة من يتصدى له.
واستغربت الهيئات الاقتصادية إصرار السلطة السياسية على تبديد الودائع، في حين ان هناك إمكانية كبيرة لإعادة تكوينها، عبر برنامج تعافي مالي اقتصادي عادل وموثوق، البلد بأمَسّ الحاجة له، وهذا ما عملت على تحقيقه الهيئات الاقتصادية عبر وضع مشروع للتعافي المالي في صيف العام 2022 وتسليمه الى مختلف السلطات في البلد والى صندوق النقد الدولي والذي تم الثناء عليه من دون الأخذ به للأسف أو تبنيه من قبل السلطة في لبنان.
14 شباط جنوباً يوم حزين
على الأرض في الجنوب، ومع التهاب الموقف العسكري، كان يوم الاربعاء 14 شباط يوما حزينا على الجنوب لينسحب ايضاً على يوم امس الخميس حيث ارتكب العدو الاسرائيلي خلالهما ابشع المجازر بحق الاطفال والنساء والمواطنين العزل، واستمر بعربدته الجوية واستهدافه بالغارات البيوت والاحراج والوديان.
ومن النبطية افاد مراسل «اللواء» سامر وهبي أن 7 شهداء من عائلة برجاوي هم حصيلة غير نهائية للمجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي مساء الاربعاء في مدينة النبطية، بالاستهداف الذي نفذته مسيرة معادية بصاروخ موجه على شقة سكنية لال برجاوي وسط المدينة.في مبنى مجاور لمحطة فلسطين في شارع مرجعيون وسط مدينة النبطية ب،ادى الى تدمير الشقة واحداث تصدعات كبيرة في المبنى الايل للسقوط.
وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف الليل من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الانقاض حيا، بعد اكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين.
وكانت المقاومة قد استهدفت مراكز العدو وصولا الى صفد التي سقط فيها عدد من القتلى والجرحى.
واعلنت المقاومة امس انها «استهدفت التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ فلق وأصابها إصابة مباشرة». كما استهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة». واستهدفت «التجهيزات التجسسية في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة».
وليلاً، اعلن حزب الله عن استهداف ثانٍ لكريات شمونة بعدد من صواريخ خلق ردا على مجزرتي النبطية والصوانة.
وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي انه تم اطلاق 14 صاروخا من لبنان باتجاه كريات شمونة.. على 3 دفعات واطلقت صفارات الانذار.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن الاستعداد للهجوم، وتحدث عن غارات واسعة على عدد من القرى والمناطق، فضلا عن المجزرة الكبيرة في مدينة النبطية التي طاولت عائلة برجاوي حيث ارتفع عدد الشهداء الى 10، بينهم شهيد نعاه حزب الله هو محمد علي الدبس.
البناء
هنية يحدّد شروطاً لا تنازل عنها للتهدئة: وقف نهائيّ للحرب وتبادل جدّي وانسحاب
قاسم يعد بالرد وقصف كريات شمونة بعشرات الصواريخ… وكلمة لنصرالله اليوم
الحوثي: الجرائم في غزة بـ 3000 قنبلة أميركية ثقيلة… واستهداف سفينة بريطانية
على صفيح ساخن تتأرجح المنطقة، حيث فرضيات التفاوض على الطاولة للتوصل الى تهدئة تفتح باب إنهاء الحرب، ومقابلها مخاطر التصعيد تلوح في الأفق من جبهات غزة ومخاطر استهداف رفح والنازحين إليها. وبالتوازي التصعيد على جبهة لبنان ومخاطر اشتعالها، فيما جبهة اليمن تواصل استهداف السفن المشمولة بقرار المنع.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتحدث لـ»رويترز» عن مراوحة مفاوضات القاهرة في نقطة لا تبدو فيها فرص تؤشر لاتفاق التهدئة، محدداً شروطاً لا تنازل عنها بالنسبة للمقاومة، أولها أن تضمن وقفاً نهائياً للحرب والثاني أن تتضمن صيغة جدية لتبادل الأسرى، تتناسب مع ما طرحته المقاومة منذ طوفان الأقصى لجهة السعي للإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والثالث ضمان انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
بالتوازي مع كلام هنيّة كانت قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وهدف الأمس كان مجمع ناصر الطبي في خان يونس الذي يتكرر فيه مشهد مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي قيل يومها إنه مركز لقيادة قوات القسام ومكان لإخفاء الأسرى، وهو ما قيل أمس على لسان الناطق العسكري لقوات الاحتلال عن مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
على الجبهة اللبنانيّة بعد مجازر استهداف المدنيين في النبطية وعدشيت والصوانة، أعلن الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية أن قوات المقاومة استهدفت مستعمرة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، وكان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد أكد أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنردّ عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا، وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائيّ أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة». وختم قاسم بالقول «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة. عندها تجري النقاشات. وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد»، بينما ينتظر أن يرسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم في ذكرى القادة الشهداء معادلات المعركة الإقليمية الدائرة بأبعادها السياسية والعسكرية.
وبينما أعلنت المقاومة العراقيّة أنها هاجمت هدفاً عسكرياً في الجولان المحتل، بالطيران المسيّر، دعماً لغزة وشعبها ومقاومتها، أعلن الجيش اليمني استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ أرض بحر، فيما أكد زعيم حركة أنصار الله في اليمن أن موقف اليمن المتميّز والمؤثر على ثلاثي الشر أسقط أهداف الأميركي وكل ثلاثيّ الشر وصنع تحولاً ومعادلات جديدة ومتغيرات مهمة جداً، مبيناً أن «ما يجري هو تحوّل استراتيجي ومعادلات جديدة طرأت على الساحة لصالح كل أمتنا الإسلامية».
وقدّم السيد الحوثي أرقاماً تشير الى الخسائر الاسرائيلية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الواردات الإسرائيلية والصادرات وفق إحصاءات العدو للعام 2020 تصل إلى نحو 133 مليار دولار عبر باب المندب وأن عمليات قواتنا المسلحة إلى إغلاق شبه كامل لميناء أم الرشراش باعتراف العدو، محمّلاً أميركا مسؤولية المجازر التي ارتكبها ويرتكبها جيش الاحتلال في غزة، كاشفاً عن بعض التقارير التي تشير إلى تقديم أميركا 3 آلاف قنبلة تصل وزنها الواحدة إلى 2000 رطل إضافة إلى أنواع أخرى، مضيفاً أن جيش الاحتلال اعترف بإطلاقه أكثر من 90 ألف قذيفة وصاروخ مدفعي على غزة خلال 50 يوماً.
وشهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً هو الأعنف منذ 8 تشرين الأول الماضي، إذ كثف العدو الإسرائيلي غاراته على قرى الجنوب مستهدفاً منازل مأهولة بالسكان في عدشيت والمنصوري وصولاً الى النبطية ما أدى لسقوط عددٍ من الشهداء، فيما رفع المسؤولون الإسرائيليون وتيرة التهديد بتوسيع الحرب على لبنان، عشية إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. بينما ردّ حزب الله بضربات قاسية على كريات شمونة أحدثت أضراراً كبيرة وهلعاً عارماً في صفوف المستوطنين.. وهذه تطورات دراماتيكية على الجبهة الجنوبية تؤشر الى الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة أكثر قسوة وخطورة قد تنزلق الى مستويات أعلى بحال طال أمد الحرب في غزة ولم تتوصل الجهود الدولية والمفاوضات في القاهرة الى نتائج إيجابية، وفق ما يشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لـ»البناء».
وأبلغ وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، نظيره الأميركي لويد أوستن، أمس، بأن «لا تهاون في الرد على هجمات حزب الله». ونقلت قناة العربية عن غالانت زعمه أن «طائراتنا في سماء بيروت تحمل قنابل ثقيلة وقادرة على ضرب أهداف بعيدة»، مدّعياً «أن التصعيد الراهن ضد حزب الله ليس سوى عُشر ما نستطيع القيام به ويمكننا الهجوم حتى عمق 50 كلم في بيروت وأي مكان آخر».
وإذ نقلت أوساط نيابية عن دبلوماسيين أوروبيين تخوّفهم من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان اذا لم يلتزم حزب الله بسحب قواته 10 كلم الى شمال الليطاني، علمت «البناء» أن المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا لبنان خلال الأسبوعين الماضيين تحدثوا مع المسؤولين في الدولة اللبنانية عن مهلة تنتهي آخر الشهر الحالي للموافقة على المقترح الفرنسي الذي يتضمن انسحاب حزب الله 10 كلم شمالاً وتعزيز قوات اليونفيل والجيش اللبناني على الحدود لتطبيق القرار 1701، وإلا سيوسّع الجيش الاسرائيلي عملياته العسكرية على طول القرى الأماميّة وصولاً الى الليطاني. كما علمت «البناء» أن لا موعد محدداً لزيارة الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين الى لبنان الذي جمّد زيارته الى لبنان، بعدما زار «إسرائيل» وغادر مباشرة الى الولايات المتحدة، وذلك بعدما أحجم لبنان عن إرسال الأجوبة على مقترح هوكشتاين. علماً أن المقترح الفرنسي وفق المراقبين هو مقترح أميركي – إسرائيلي ويعكس المصلحة الإسرائيلية والتي سبق ونقلها هوكشتاين خلال زيارته لبنان.
ومساء أمس، عممت دوائر السرايا الحكومية معلومات عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى هوكشتاين (قد يكون التقاه ليلاً) في ميونخ لوضعه في أجواء التصعيد العسكري والتداول في ملفات على صلة بالحدود والجنوب. وأشارت مصادر إعلامية الى أن «ميقاتي اجتمع مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في ميونخ التي انتقلا اليها في الساعات الماضية للمشاركة في مؤتمر الأمن السنوي».
من جهته، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، أن «هوكشتاين ما زال يعمل على ما بدأ به، بشأن الوضع في الجنوب»، موضحًا أنّ أفكار الفرنسيين والأميركيين مختلفة.
وكشف بوصعب في تصريح تلفزيوني «أنّني بُلّغت رسميًا من حزب الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري أن لا أجوبة على طروحات هوكشتاين قبل وقف إطلاق النار، وأعطيت جواباً أنه في النهار الذي يحصل فيه التفاهم بين حماس و»إسرائيل» باللحظة نفسها يطبق هذا الأمر بلبنان».
ولفت إلى «أننا في حالة حرب»، مشيرًا إلى أنّ حزب الله لا يزال يلتزم بعسكر مقابل عسكر والإسرائيلي «شطح» لأنّه متوتّر، معتبرًا أنّ الإسرائيلي لن يفكّر بالدخول بريًّا إلى لبنان، وقال: «برأيي أن أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله يتصرّف بمسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني الذي لا يريد الحرب».
ميدانياً، ارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منطقة سكنية في مدينة النبطية إلى 8 شهداء و7 جرحى.. الاستهداف الذي أدى الى سقوط سبعة شهداء من عائلة برجاوي في حصيلة غير نهائية للمجزرة نفذته مسيرة اسرائيلية بصاروخ موجّه على شقة سكنية لآل برجاوي وسط المدينة. وتمكنت فرق الاسعاف والاغاثة بعيد منتصف ليل أمس الأول من انتشال الطفل حسين علي عامر من تحت الأنقاض حياً، بعد أكثر من 4 ساعات من البحث عن ناجين، فيما تمّ سحب 5 جثث تعود لصاحب الشقة الوالد حسين أحمد ضاهر برجاوي وابنتيه أماني حسين برجاوي وزينب حسين برجاوي، وشقيقته فاطمة أحمد برجاوي، وابن ابنته زينب الطفل محمود علي عامر، وتمّ نقلهم الى مستشفيات النبطية. فيما استمر البحث عن جثماني زوجة برجاوي أمل محمود عودة وابنة شقيقته غدير ترحيني. كما تمّ نقل صهر برجاوي علي عامر وأكثر من 6 أشخاص جرحى الى المستشفيات في النبطية للمعالجة.
في المقابل أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» قصف مستعمرة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، في ردّ أوليّ على مجزرتي النبطية والصوانة. وأعلن الإعلامي الحربي في بيان ثانٍ، أنه «وفي إطار الردّ على مجزرتي النبطية والصوانة استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثكنة كريات شمونة بعدد من صواريخ فلق وحققوا فيها إصابات مباشرة».
كما استهدفت المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسيّة للعدو في مواقع «المرج» و»رويسات العلم» و»الراهب» بالأسلحة المناسبة، فيما تمّ استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ «فلق».
وكانت صواريخ نوعية أطلقت أمس الأول، واستهدفت مركز قيادة المنطقة الشمالية الاسرائيلية في صفد ما أدّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال، وفق ما أعلن الإعلام الاسرائيلي الذي وصفها بالضربة القاسية. إلا أن حزب الله لم يتبنّ العملية.
في غضون ذلك، يتحدث السيد نصر الله عصر اليوم في مهرجان القادة الشهداء الذي يقيمه حزب الله، في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.
ومن المتوقع وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يتطرق السيد نصرالله بالتفصيل لآخر التطورات الميدانية والسياسية في غزة والظروف الإنسانية المحيطة، والأبعاد الاقليمية والدولية، وآفاق المرحلة المقبلة على المستويات كافة، لا سيما في ظل مفاوضات القاهرة وتهديدات العدو الاسرائيلي بشن عدوان على رفح. كما سيردّ السيد نصرالله على تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بتوسيع الحرب على لبنان ويعيد التذكير بمعادلات ضد استهداف المدنيين لردع العدو الإسرائيلي.
وأشار نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال حفل تأبين عدد من الشهداء، الى أن «هذه المواجهة المسانِدة لا يمكن أن تتوقف إذا لم تتوقف الحرب بشكل كامل على غزَّة.
وأكد قاسم أننا «لن نترك عدواناً على مدنيين إلَّا وسنرُّد عليه بالطرق المناسبة، وسنعلن ذلك وسنُعرِّف أننا ردّينا من أجل المدنيين، حتى ولو كانت قواعدنا الآن التي نعمل عليها باختيارنا وبقرارنا أن تكون المواجهة محدودة في دائرة الجنوب بما يؤدي إلى فائدة غزَّة من دون استخدام كل القوة التي لدينا لندّخرها إلى الوقت المناسب». وشدّد على أنه «إذا جاء هذا الوقت المناسب بغير إرادتنا وفي أي وقت من الأوقات سنكون جاهزين تماماً لكل مواجهة مهما كانت كبيرة، وسنلقِّن الإسرائيلي دروساً لن ينساها أبداً، وسيكون درس 2006 هو درس ابتدائي أمام الدروس التي سيراها في المواجهة المقبلة».
وأوضح قاسم، أننا «لدينا لاءات ثلاثة: أولاً لا تراجع عن مساندة غزة ما دام العدوان قائماً مهما كان الثمن ومهما كانت التطورات، ثانياً لا نخضع للتهديدات ولا للتهويلات الإسرائيلية أو الغربية مهما كانت، لأنَّنا أهل الميدان، ولأنَّنا نعتبر أنَّ الدفاع واجب وبغيره لا استقرار ولا وجود لنا في هذه المنطقة ولا لقضية فلسطين». وأضاف قاسم: «لا نقاش لدينا حول مستقبل الجنوب اللبناني على ضفتيه من جهة فلسطين ومن جهة لبنان إلَّا بعد أن يتوقف العدوان الكامل على غزة، عندها تجري النقاشات وكل النقاشات التي تجري الآن وكل الاقتراحات التي تُقدَّم هي نوع من إضاعة الوقت أو التسلية أو ما شابه ذلك، لأنَّنا غيرُ معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد».
ويستبعد خبراء عسكريون ذهاب حكومة الحرب الاسرائيلية الى حرب شاملة مع لبنان في ظل موازين الردع الحالية مع حزب الله واستنزاف جيشها في غزة، مرجّحين «تصعيداً إسرائيلياً مضبوطاً والاكتفاء بالضربات الموجعة»، وأشار الخبراء لـ»البناء» الى أن «تهديد السيد نصرالله بقدرة الحزب على تهجير مليوني مستوطن من الشمال سيدفع حكومة الحرب ونتنياهو للتفكير ألف مرة قبل الإقدام على حماقة تؤدي الى حرب شاملة مع لبنان». وبرأي الخبراء فإن حكومة الحرب فشلت بالعمليات العسكرية بإعادة المستوطنين الى الشمال، فكيف ستستعيد الأمن الى الشمال بحال توسّعت الحرب وتهجر أغلب مستوطني الشمال؟ وأوضح الخبراء أن «كلام السيد نصرالله سيشكل عامل ضغط كبير على نتنياهو لمنعه من شن حرب شاملة على لبنان أولاً، وثانياً تسريع وتيرة المفاوضات للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب على غزة وتبادل الأسرى».
وفي سياق ذلك، رأى ضابط الاحتياط في جيش الاحتلال اللواء غيرشون هكوهين أن السيد حسن نصر الله يسعى للوفاء بواجبه في مساعدة حركة حماس، لكنّه في الوقت ذاته ينتهز الفرصة لصياغة مستوى جديد في هوية حزب الله كقوة إقليمية، وفق تعبيره.
وفي مقال لصحيفة «إسرائيل هيوم»، قال: «الهجوم الصاروخي على صفد، هو ارتقاء درجة في التصعيد»، ولفت إلى «وجوب تحليل الطريقة الخاصة التي تجعل من السيد نصر الله تهديدًا خطيرًا جدًا لوجود «إسرائيل» ليس فقط بسبب قوته العسكرية، مع حجم القذائف الصاروخية والصواريخ بعيدة المدى، التي يمتلكها حزبه والتي تُعدّ قوى عظمى، بل هو خطير بسبب حنكة سلوكه الاستراتيجي بشكل رئيسي»، على حدّ قوله. واعتبر أنّ السيد نصر الله نجح في «تحويل المنطقة الشمالية إلى ساحة معركة نشطة، ومستوطنات خط المواجهة إلى مهجورة، بعد اقتلاع نحو 70 ألف مستوطن من منازلهم». وخلص هاكوهين الى أن هذا فنّ الابتزاز الذي حسّنه وأتقنه (السيد) نصر الله.
على صعيد المواقف الرسمية، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنني «تشاورت مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في الوضع، وطلبت تقديم شكوى جديدة عاجلة ضد «إسرائيل» الى مجلس الامن الدولي».
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أصدره عميد الإعلام معن حمية، أن مجزرة النبطية التي أعقبت مجزرة الصوانة، استحضرت مشاهد الأطفال الشهداء الذي قضوا في مجزرة قانا وغيرها من المجازر التي يحفل بها سجل الإرهاب الصهيوني في عدوانه على لبنان. كما تسلط الضوء على المجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو بحق أهلنا في قطاع غزة وفي الضفة وكلّ فلسطين المحتلة. وهذه كلها جرائم موصوفة ضدّ الإنسانية. وأكد أنّ تمادي العدو الصهيوني في جرائمه الوحشية، يعكس طبيعته العنصرية المعادية للإنسانية، وأنّ صمت مؤسسات المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم، يضعها والدول التي تسيّرها، شريكة للعدو الصهيوني في مجازره وقتله للأطفال والنساء.
وأشار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط، الى «أنني لا أرى أنه حان وقت عودتي للعمل السياسي».
وذكر الحريري أنّ «رئيس تيار المردة سليمان فرنجية صديقي تمامًا كما الوزير السابق جهاد أزعور». وقال: «هناك احزاب لديها تواصل مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن ليس لدى حزب الله هامش في العمل في الداخل اللبناني»، مضيفًا «صحيح أنني علقت العمل السياسي ولكن مش يعني الواحد ما يعطي رأيو». وقال: «إذا لمست أن سنّة لبنان يميلون نحو التطرف ساعتها أنا بتدخّل».
وزار الحريري الرئيس بري أمس، في عين التينة.
وكانت الساحة الداخلية انشغلت بعودة الحريري الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط حشود شعبية كبيرة فاضت بها شوارع بيروت من مختلف المناطق اللبنانية. وعلمت «البناء» أن الحريري سيغادر الأحد المقبل لبنان على أبعد تقدير عائداً الى أبو ظبي. كما لفتت مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الفيتو السعودي على عودة الحريري الى الحياة السياسية في لبنان لم يُرفع حتى الساعة، وبالتالي لن تكون عودته النهائية إلى لبنان قريبة.
COMMENTS