اللواء
ميقاتي وهوكشتاين: «الحل الدبلوماسي» يساهم في الاستقرار ويعيد النازحين
الحريري يختم زيارته باستقبالات بيروتية ودبلوماسية.. ورسائل نصرالله: لا نفرض رئيساً وصواريخنا تطال إيلات
بقيت الرسائل عبر الميدان والأثير بين اسرائيل وحزب الله، تتصدر المشهد من الجنوب الى ميونيخ حيث يعقد مؤتمر الامن السنوي، ويشارك فيه لبنان على مستوى رئيس الحكومة، وهناك التقى المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، وشدّد خلال اللقاء معه على ضرورة «ايجاد الحل» الدبلوماسي للتوترات المفتوحة في الجنوب.
وعليه، تتجه الانظار الى ما بعد كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي بعث فيها برسائل واضحة لاسرائيل في ما خص استهداف المدنيين في النبطية والصوانة.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه لم يعد في الامكان الحديث عن وقائع ميدانية مضبوطة على الساحة الجنوبية من الآن وصاعدا طالما أن طرفي النزاع ذهبا إلى رفع السقوف وواصلا التصعيد، على أن تهديد العدو الإسرائيلي الدولة يطرح هواجس عن إمكانية تنفيذه هذا التهديد وإعداد خطط في هذا المجال مع العلم أن لا شيء واضحا. ولفتت إلى أن جبهة الجنوب وبناء على ما تقدم لن تهدأ في الوقت الذي لم تظهر فيه صورة حاسمة بشأن المساعي الديبلوماسية للتهدئة.
إلى ذلك، أكدت هذه المصادر أن حديثا انتشر في الكواليس عن تراجع الثنائي الشيعي في دعم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وأن كلام السيد نصرالله فسر في في سياق هذا العنوان، إلا أن أوساط نيابية دعت إلى انتظار تداعيات موقف الأمين العام لحزب الله وما إذا كان هناك من موقف أكثر توضيحي قد يصدر.
وقبل ان يجف حبر الكلام، اطلق حزب الله صواريخ باتجاه كريات شمونة، ودوت صافرات الانذار في المنطقة. كما استهدف تجمعاً لجنود الاحتلال في موقع راميا، واستهدفت موقع المالكية.
وفي تل ابيب، دعت الاوساط الاسرائيلية الى التعامل بجدية مع تهديدات الامين العام لحزب الله.
ميقاتي وهوكشتاين
وحضر الوضع الجنوبي المتفجر ومخاطره في لقاءات الرئيس نجيب ميقاتي في ميونيخ، إذ التقى ظهر أمس مع المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، على هامش المشاركة في «مؤتمر ميونيخ للامن» في المانيا.
وحسب ما تسرّب، جرى عرض التوتر المستمر على جبهة الجنوب، واكد ميقاتي وهوكشتاين على ان الحاجة باتت ملحة الى «حل دبلوماسي» يساهم في الاستقرار الدائم وعودة النازحين الى قراهم.
وفي كلمة له في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تساءل عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف عدوان اسرائيل المتمادي، مشددا على ان لبنان يشدد على ضرورة الاستقرار في المنطقة، ودعوة كل الاطراف للامتناع عن التصعيد، مشيرا الى ان اسرائيل مستمرة في عدوانها.
وفي ميونيخ، بحث ميقاتي مع المديرة العامة للمنظمات الدولية للهجرة ايمي بوب ملف النازحين، وابلغ رئيس الحكومة المسؤولة الدولية رفض لبنان استرجاع اي نازح يهاجر عبر القنوات غير الشرعية الى لبنان.
دبلوماسياً، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب من مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة تقديم شكوى بتاريخ ١٥ شباط ٢٠٢٤ امام مجلس الامن الدولي عقب سلسلة اعتداءات اسرائيلية بتاريخ ١٤ شباط ٢٠٢٤ على أهداف مدنية تعتبر الأعنف والأكثر دموية منذ ٨ تشرين الأول الفائت. وقد تضمّن نص الشكوى المرفوعة ان طائرة مسيرة إسرائيلية إستهدفت بصاروخ موجّه بناية سكنية في مدينة النبطية جنوب لبنان ما أدّى الى مقتل ١٠ اشخاص بينهم نساء واطفال، وهي حصيلة غير نهائية نظراً لاستمرار اعمال البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض. ولقد ألحقت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المستهدف ليصبح آيلاً للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة التي اصابته مما حمل سكان المبنى الآخرين إلى إخلائه. كما تضررت الأبنية السكنية المجاورة له والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف…
الحريري قبل مغادرته
وفي اليوم الخامس من عودته الى بيروت، وعشية مغادرته المرتقبة في الساعات المقبلة، تلقى الرئيس سعد الحريري اتصالًا هاتفيًا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جرى خلاله استعراض مختلف التطورات.واستقبل الرئيس الحريري في بيت الوسط قائد الجيش والرئيس السابق لأساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم استقبل الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول: «ناطرينه يرجع».
كما استقبل الحريري وفد الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير محمد شقير، الذي اعلن ابلاغ الحريري ان البلد بحاجة اليه، كما استقبل وفدا من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الاسمر، الذي دعا الى عودة الحريري الى لبنان لتحقيق التوازن.
كما التقى وفدا من مخاتير بيروت، ومن جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت برئاسة رئيس الجمعية الدكتور مازن شربجي، الذي اكد ان الناس تحب هذا البيت الوطني والزعيم الوطني مشيرا الى ان رئاسة الحكومة ودار الفتوى والمقاصد ستبقيان يدا واحدة.
كما التقى الحريري المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وعرض معها الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
مالياً، كشف اتحاد المودعين ان التعميم 166 لم ينشر بعد في الجريدة الرسمية، مع العلم ان المصارف تسجل ايضا اعتراضات عليه.
ووصف التعميم بأنه «إلباس للمودعين ثوب التوسل المذل». متوعدا بالطعن به امام مجلس الشورى بعد نشره في الجريدة الرسمية.
رسائل نصر الله
والبارز في خطاب السيد نصر الله بعد ظهر امس تضمينه جملة من الرسائل لاسرائيل وللداخل اللبناني وللاميركيين وحتى الفلسطينيين.
للداخل، بعث السيد نصر الله برسائل عدة ابرزها:
1 – لا توجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية، لانها مرسمة، وان مفاوضات ستكون علي قاعدة «اخرجوا من ارضنا اللبنانية».
2 – ان لا حزب الله ولا امل ولا اي فصيل شارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية او تعديل بالحصص او النظام السياسي على ضوء الجبهة.
3 – ان سلاح المقاومة هو لحماية لبنان فقط.
4 – نطالب بأن يكون الجيش قوياً قادراً على حماية لبنان، لكن اميركا هي التي تمنع ذلك.
وفي رسالة تهديد واضحة الى اسرائيل بعد استهداف المدنيين او التفكير بتوسيع الحرب في الجنوب، ستدفعون الثمن وصواريخنا تمتد الى ايلات.
وقال ان قصف الصوانة والنبطية تطور يجب التوقف عنده.
وحول المفاوضات الجارية للتوصل الى اتفاق في غزة، اكد نصر الله لا نتدخل في ما يجري بالمفاوضات، والفصائل الفلسطينية هي صاحبة القرار.
هستيريا القصف
ميدانياً، لم تتوقف الغارات الاسرائيلية والقصف منذ الفجر الى الفجر، في ما يشبه الهستيريا، فاستفاقت قرى المحاور التقليدية على القصف، وبعد الظهر، شنت الطائرات المعادية غارة على وادٍ بين بلدتي ياطر وبيت ليف، كما اطلقت رشاقات باتجاه بلدة كفركلا.
وكشف تقرير اسرائيلي ان «لواء غولاني» يستعد لحملة عسكرية واردة في اي لحظة ضد جنوب لبنان، بعدما خضع لتدريبات عسكرية شملت «محاكات للتقدم في الاراضي اللبنانية».
ونعى حزب الله عدداً من الشهداء، وكذلك حركة «امل»، على وقع تشييع الشهداء، سواء في النبطية او في مساقط رأس هؤلاء.
واعلنت «المقاومة الاسلامية» عن استهداف موقع المالكية بصاروخ بركان، واصابته اصابة مباشرة، كذلك استهدفت موقع زبدين في مزارع شبعا وموقع راميا.
البناء
عملية نوعية للمقاومة قرب أسدود… وأبو عبيدة يلوّح بالاحتكام للميدان مجدداً
السيد نصرالله: العدو سيدفع ثمن الدماء بالدماء… من كريات شمونة إلى إيلات
المقاومة لا تصرف انتصاراتها في تغيير معادلات الداخل السياسية والطائفية
تبدو صفحة السياسة وقد طُويت في المنطقة، بعدما ترك مسار باريس الذي تولى رعايته مدير وكالة المخابرات الأميركية وليام بيرنز انطباعات توحي بتقدم احتمالات التوصل إلى اتفاق ينتقل من الهدنة إلى إنهاء الحرب ويبدأ بتبادل الأسرى وصولاً إلى إنهاء الملف بالتزامن مع خطوات مرحلية لانسحاب قوات الاحتلال وبدء مسار إعادة الإعمار، لكن يبدو أن الرهانات الأميركية والاسرائيلية على المسار التفاوضي كانت مبنية على فرضيات تتيح تحقيق أهداف الحرب عبر التفاوض، بحيث تتم محاصرة المقاومة بالحاجات الإنسانية لمواطنيها وقد بات أغلبهم نازحين جوعى بلا أدنى مقومات الحياة. ويتم تطويق المقاومة بالمداخلات العربية التي تتقاسم مستقبل غزة عبر المال والأمن والسياسة على حساب قوى المقاومة. وتبدو ورقة معركة رفح والتلويح بها بديلاً يقدّمه الأميركي والاسرائيلي للمقاومة ما لم تقبل بالصفقة المعروضة عليها، والتي كان تجاهل الحديث عنها في بيان أبي عبيدة الناطق بلسان قوات القسام رداً بليغاً يقول إنها دون مستوى الردّ، وفيما كان أبو عبيدة يحذّر من مقتل ما تبقى من الأسرى الصهاينة بحوزة المقاومة بقصف جيش الاحتلال، ويبدي ثقة المقاومة بالاحتكام للميدان رداً ضمنياً على التلويح بمعركة رفح، دون ذكر رفح بالذات، لكن في توقيت لافت كانت خلاله المقاومة تنفذ عمليّة نوعيّة شمال أسدود اعترف جيش الاحتلال بأنها أوقعت قتيلين وعدداً من الجرحى.
ربما يكون كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المنسجم مع المسار ذاته الذي حملته رسالة أبي عبيدة، قد حمل الرسائل الأشدّ وضوحاً حول حجم التصعيد المقبل، حيث يبدو للمقاومة أن الأميركي والإسرائيلي لم يقوما بقراءة واقعيّة لموازين القوى، ولا لعقلانية قوى المقاومة بتفادي الذهاب إلى المنازلة المفتوحة، بحيث بات التصعيد الإسرائيلي، سواء على جبهة غزة عبر التلويح بمعركة رفح، أو عبر جبهة لبنان عبر الاستهداف المتعمّد للمدنيين، بحاجة الى ضربة على الرأس تُعيد فتح العين على المعادلات الحقيقية كي يتخذ الإسرائيلي والأميركي قرارهما بوضوح ما إذا كانا يريدان الحرب ام الذهاب الى التهدئة.
الضربة على الرأس من كريات شمونة إلى ايلات، كانت تتمة كلام السيد نصرالله عن أن الاحتلال سوف يدفع ثمن الدماء دماء، لكن التتمة السياسية كانت في الخطاب التفصيلي الموجّه إلى اللبنانيين حول خطورة انتصار الاحتلال على المقاومة في غزة، والمصلحة اللبنانية بمنع عملية تهجير جديدة، سوف يكون للبنان منها نصيب جديد من اللاجئين، هذا عدا عن أن الكيان المنتصر في غزة سوف يرتدّ بحربه على لبنان. وكان السيد عملياً يمهّد داخلياً لخطوات المقاومة المقبلة، وما تفتحه من احتمالات توسيع رقعة المواجهة، سواء في المدى الجغرافي ونوعية الأسلحة وطبيعة الاستهداف، ولأن حجم التصعيد غير مضبوط بسقوف كما يبدو، حرص السيد نصرالله على تقديم جرعة إضافية من الطمأنة للداخل اللبناني جوهرها أن المقاومة لا تصرف فائض قوتها ولا تستثمر انتصاراتها لتغيير المعادلات السياسية والطائفية في الداخل اللبناني.
وأشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته خلال احتفال «القادة الشهداء» (الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية)، الذي أقامه الحزب في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، وتزامناً في بلدة النبي شيت في بعلبك، وطير دبا في الجنوب وفي بلدة جبشيت، إلى أن «العدو الذي يظن أنه بقتله لقادتنا ومجاهدينا وعائلاتنا وللنساء يمكن أن يدفعنا للتراجع أو يجعلنا نضعف أو نتخلى عن المسؤولية، أبداً».
وتعليقاً على مجزرتي النبطية والصوانة، لفت نصرالله إلى أنّ «العدوان هذا تطوّر يجب التوقف عنده لأنه استهدف المدنيين ونعتقد أنّ ما حصل أمر متعمّد، ولو كان يريد استهداف المقاومين كان باستطاعته تجنب قتل المدنيين». وأكّد أنّ في «معركة المقاتلين والجنود، نقاتلهم ويقاتلونا ومن الطبيعي سقوط شهداء. نحن في قلب معركة»، مشيراً إلى أنّ «في المعركة ينال منّا حيث يستطيع»، و»المقاومة تقوم بهدف واضح ومحدّد».
ولفت إلى أنّه «حين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة لنا هذا الأمر له حساسية خاصة»، موضحاً «أننا قلنا دائماً بأننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، رغم أنّ ذلك من التضحيات، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب بهذا الأمر بعيداً، والأمر لا علاقة له بالمسافة، وأمام استهداف المدنيين، أريد أن أقول إن هدف العدو من خلال قتل المدنيين هو الضغط على المقاومة لتتوقف، لأنّه منذ 7 تشرين الأول، كل الضغوط في العالم وكل الاتصالات مع الدولة أو معنا، كانت تهدف إلى عدم فتح الجبهة، وحين فُتحت كان هدف الضغوط أن تقف». وذكر أنّ «هذه الجبهة متواصلة والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم»، معلناً أنّ «الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعاً وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك»، مؤكداً أنّ «هذا الأمر لا يمكن أن يترك»، مشدداً على أنّ «نساءنا واطفالنا الذين قتلوا سوف يدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماءً»، موضحاً أنّ «ثمن دماء المدنيين سيكون دماءً لا مواقع واجهزة تجسس وآليات وليعلم العدو بعد ذلك أنه لا يستطيع أن يتمادى ويمسّ بمدنيينا وخصوصاً بنسائنا واطفالنا». وأكّد أنّه «للتذكير هذه المقاومة في لبنان تملك من القدرة الصاروخية الهائلة التي يجعلها تمتدّ يدها من كريات شمونة إلى إيلات».
وشدد السيد نصر الله على أنه إذا توقف الجسر الجوي الأميركي المفتوح لنقل الأسلحة إلى كيان العدو تتوقف الحرب على غزة شاء نتنياهو أم أبى، وأوضح أنّ كلّ دول العالم تطالب بوقف الحرب على غزة إلا إدارة بايدن، وأقول إنّ من يُصرّ على هدف القضاء على حماس هي أميركا أكثر من «إسرائيل»، مشدداً على أن كل قطرة دم تسفك في غزة وكل المنطقة المسؤول الأول عنها هو الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الحرب لديه لويد جيمس أوستن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن. وأضاف السيد نصر الله أن عملية طوفان الأقصى كشفت الهدف الحقيقي الإسرائيلي وهو تهجير الفلسطينيين من فلسطين المحتلة أي تهجير أهل غزة والضفة وأراضي الـ 48 وإقامة دولة يهودية خالصة، واعتبر أن الحصار على قطاع غزة كان هدفه الوصول إلى الموت جوعاً دون أن يشعر بهم أحد في العالم وطوفان الأقصى أوقف هذه المهزلة وفضح العدو وجعله يدفع ثمناً باهظاً وخطيراً، وأكد انه يجب ان يكون هدف دول وحكومات المنطقة ان يكون عدم تهجير الفلسطينيين وهذا يحتاج الى مواجهة كبرى.
وأكد السيد نصر الله ان المقاومة ترتبط بالدفاع عن لبنان وأهله وشرفه وعرضه وماله وأرضه، ولم نفرض باسم المقاومة خيارات سياسية على لبنان، وشدد على ان سلاح المقاومة هو لحماية لبنان وكل اللبنانيين سواء قاتل على الارض اللبنانية ضد العدو الصهيوني او قاتل في مواجهة التكفيريين في سورية، موضحاً ان سلاح المقاومة ليس لتغيير النظام السياسي والدستور ونظام الحكم وفرض حصص طائفية جديدة في لبنان، وهو خارج هذه الحسابات كلها وهذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته.
وعن الانتخابات الرئاسية قال السيد نصر الله، موضوع الرئاسة في لبنان هو موضوع داخلي، مؤكداً ان لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة. وحول تحدث به البعض في موضع ترسيم الحدود قال السيد نصر الله لا يوجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية لأنها مرسمة، وأي مفاوضات ستكون على قاعدة «أخرجوا من أرضنا اللبنانية».
وأشار محللون في الشؤون العسكرية لـ»البناء» الى أنّ السيد نصرالله أعاد تثبيت المعادلات: الردع ضدّ «إسرائيل»، وهي الردّ على استهداف المدنيين في القرى الجنوبية وفي كل لبنان، وثانياً استمرار العمليات العسكرية للمقاومة على الجبهة الجنوبية اسناداً لغزة رغم كل الضغوط الخارجية والعدوان الاسرائيلي على المدنيين وكذلك الأمر على الجبهات الأخرى من سورية الى العراق واليمن، وثالثاً قدرة المقاومة في لبنان على استهداف كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بقوله إننا نستطيع أن نطال من كريات شمونة الى إيلات، ما يعني وفق الخبراء أن حزب الله يملك من الصواريخ كماً ونوعاً ما يمكنه من استهداف كل «إسرائيل».
وتوقع الخبراء أن يردّ حزب الله بضربة مؤلمة للعدو باستهداف هدف عسكري أو مدني يؤدي الى مقتل عشرات الاسرائيليين لتثبيت معادلة الردع لحماية المدنيين في لبنان.
وأمس بقيَ التصعيد سيد الموقف على الجبهة الجنوبية، وأعلن جيش الاحتلال، أنه «تزامناً مع تدريبات جنود اللواءين 146 و210 في الشمال بدأ لواء غولاني هذا الأسبوع رفع جاهزيته».
وزعم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ «على العالم أن يضغط على إيران وحزب الله للانسحاب من جنوب لبنان»، مدّعياً أنّه «إذا لم يتمّ إيجاد حلّ دبلوماسي فسنضطر لإبعاد حزب الله عن حدودنا».
وواصل العدو الاسرائيلي عدوانه على الجنوب وأطلق رشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة باتجاه أحياء بلدة كفركلا المحاذية لحدود المستعمرة. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدات القنطرة ودير سريان ومحيط وادي السلوقي. وادت الغارة على منزل في بلدة القنطرة الى استشهاد ثلاثة شبان، عناصر في حركة امل، عملت فرق الدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية على سحب الجثامين ونقلها الى المستشفيات في المنطقة. كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على دير سريان – الطيبة، وبين القنطرة وقبريخا.
في المقابل استهدف مجاهدو المقاومة مواقع العدو الصهيوني في مستوطنة المالكية، ورويسات العلم وزبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها إصابات مباشرة ومؤكدة، كما استهدفوا مجموعة من جنود العدو تتمركز في موقع رامية، وانتشاراً لجنود العدو في ثكنة دوفيف وأوقعوا إصابات محققة.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ «إنذار كاذب أدى إلى دوي صافرات الانذار في كريات شمونة والجليل ولا سقوط للصواريخ».
في المواقف الخارجية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انه «يجب تجنّب حدوث تصعيد بالمنطقة خاصة في لبنان والبحر الأحمر». واشار الى أن «أي هجوم إسرائيلي على رفح سيتسبّب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد يشكل نقطة تحوّل في الصراع». وشدّد ماكرون في تصريح على ان «الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين»، مشيراً إلى أن «عدد القتلى في غزة غير مقبول».
في الموازاة، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين في «مؤتمر ميونيخ للأمن» في المانيا وتمّ خلال الاجتماع «البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حلّ دبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم».
وجدد ميقاتي «التأكيد على أنّ لبنان سيظلّ ملتزماً بكل قرارات الأمم المتحدة، وأنّ على إسرائيل أن تطبّق هذه القرارات وتوقف عدوانها على الجنوب وانتهاكاتها السيادة اللبنانية وتنسحب من كل الأراضي اللبنانية المحتلة».
وخلال كلمة القاها في الجلسة الافتتاحية لـ»مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ60»، في ألمانيا، وكان عنوان الجلسة» حماية الأبرياء والمتطوعين في الإغاثة في الحروب»، قال ميقاتي: «بينما يشدد لبنان على ضرورة الاستقرار في المنطقة ودعوة كل الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، نجد إسرائيل مستمرة في عدوانها، مما يدفعنا إلى السؤال عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان المتمادي».
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب أوعز الى مندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة بتقديم شكوى بتاريخ 15 شباط 2024 امام مجلس الامن الدولي عقب سلسلة اعتداءات اسرائيلية بتاريخ 14 شباط 2024 على أهداف مدنية تعتبر الأعنف والأكثر دموية منذ 8 تشرين الأول الفائت. وقد تضمّن نص الشكوى المرفوعة «ان طائرة مُسيّرة إسرائيلية إستهدفت بصاروخ موجّه بناية سكنية في مدينة النبطية جنوب لبنان ما أدّى الى مقتل 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال، وهي حصيلة غير نهائية نظراً لاستمرار أعمال البحث عن مزيد من الضحايا تحت الأنقاض. لقد ألحقت الغارة أضراراً جسيمة في المبنى المستهدف ليصبح آيلاً للسقوط بسبب التصدعات الكبيرة التي اصابته مما حمل سكان المبنى الآخرون إلى إخلائه. كما تضررت الأبنية السكنية المجاورة له والسيارات المركونة في الطريق وشبكتا الكهرباء والهاتف».
بدوره، أشار رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان الى إن «هويتنا وأصالتنا في بني معروف بوصلتهما اليوم أبناء الجولان العربي السوري المحتل ومشايخه. وموقف الهيئة الدينية والزمنية فيه يمثّل كل موحّد أصيل وشريف في العالم».
ولفت أرسلان في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أن «لا مكان لمن يرضخ للتجنيد الإجباري في جيش العدو بيننا، ومن يراهن في هذه المرحلة الدقيقة على انتصاره فهو واهم».
على صعيد آخر، كشف زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفق مصادر إعلامية أنّه «ربما يقوم رئيس مجلس النواب بالمبادرة لإجراء حوار او مشاورات مع الكتل النيابية تسبق الدعوة الى جلسة انتخابية قبيل شهر رمضان المبارك».
الأخبار
على العدوّ أن ينتظر حضوراً وفاعلية وتوسّعاً أكبر
نصرالله: دماء مقابل دم المدنيين
رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أي محاولة للعدو الإسرائيلي للتنصل من المسؤولية عن استهداف مدنيين في جنوب لبنان، وأعلن تفعيل خيار الرد على هذه الاستهدافات لإفهام العدو بأن أي توسعة للعدوان، جغرافياً أو مدنياً، سيكون التعامل معها مختلفاً، واضعاً الإسرائيلي أمام خيارين: إمّا العودة إلى قواعد الاشتباك التي كانت سائدة، أو مواجهة توسعة في ردود المقاومة على توسعة عدوانه. وحسم بأن حزب الله سيردّ على سقوط 10 مدنيين في مجزرتَي النبطية والصوانة هذا الأسبوع لأن «هذا الأمر لا يمكن أن يُترك»، مؤكداً أن الردّ «سيكون بتصعيد العمل المقاوم في الجبهة… ونساؤنا وأطفالنا الذين قُتلوا سيدفع العدو ثمن سفكه لدمائهم دماء، لا مواقع وأجهزة تجسّس وآليات. والأمر متروك للميدان». واتّهم العدو بتعمّد استهداف المدنيين بهدف «الضغط على المقاومة لتتوقف… نقول له: هذا يزيدنا حضوراً وقوة واشتعالاً وغضباً وفاعلية وأيضاً توسّعاً، وعليه أن يتوقّع ذلك وأن ينتظر ذلك».وفي كلمة له أمس في احتفال بذكرى «القادة الشهداء»، قال نصرالله: «في معركة المقاتلين والجنود، نقاتلهم ويقاتلوننا ومن الطبيعي سقوط شهداء (…) وحين يصل الأمر إلى المدنيين، بالنسبة إلينا هذا الأمر له حساسية خاصة. قلنا دائماً إننا لا نتحمّل المسّ بالمدنيين، ويجب أن يفهم العدو أنّه ذهب في هذا الأمر بعيداً». وردّ على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّه «للتذكير، المقاومة في لبنان تملك قدرة صاروخية هائلة تمكّنها من مدّ يدها من كريات شمونة إلى إيلات».
وأوضح نصرالله أنّ «هدفنا في محور المقاومة، في هذه المعركة أن يُهزم العدو بفشله في تحقيق أهدافه، وأن تلحق به أكبر الخسائر الممكنة، وأن تخرج غزة، وخصوصاً حماس، منتصرة»، مؤكداً أن جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية، في لبنان واليمن والعراق، تشكل عنصر قوة ميدانياً، وعنصر قوة سياسياً يمكن لحماس الاستفادة منهما في تثمير تضحيات الشعب الفلسطيني.
نذكّر العدو بأن المقاومة في لبنان تملك قدرة صاروخية هائلة تمكّنها من مدّ يدها من كريات شمونة إلى إيلات
ونبّه الأمين العام لحزب الله إلى أن «الهدف الذي يعمل له العدو منذ سنوات هو تهجير الفلسطينيين وإقامة دولة يهودية خالصة قومية لليهود» بدعم أميركي تام، و«أهمية طوفان الأقصى أنه كشف هذا المستور». ودعا نصرالله إلى عدم الانخداع بالنفاق الأميركي وهو ما يجب أن يُبنى عليه في السياسة والميدان، مؤكداً أن «من يتحمّل المسؤولية في هذه المعركة هو الإدارة الأميركية. السلاح والصواريخ وقذائف المدفعية للحرب على غزة كلها تأتي من أميركا. وإذا أراد الأميركيون فعلاً وقف الحرب فليوقفوا الجسر الجوي إلى فلسطين المحتلة فتتوقف الحرب». وأضاف: «أميركا تصرّ على هدف القضاء على حماس أكثر من إسرائيل. وكل قطرة دم تُسفك في غزة وفي كل المنطقة المسؤول الأول عنها، هو (الرئيس الأميركي جو) بايدن و(وزير الخارجية الأميركي أنتوني) بلينكن و(وزير الدفاع الأميركي لويد) أوستن. الإدارة الأميركية هي المسؤولة. أما نتنياهو وغالانت وغيرهما فليسوا سوى أدوات تنفيذ». وشدّد على أنّه «أمام أميركا ومشروع التسلّط والنهب والمشروع الصهيوني في الاحتلال والسيطرة والإبادة، نحن أمام خيارين: مقاومة أو استسلام، فأيّهما أكبر كلفة؟ الاستسلام يعني ذلاً وهواناً وعبودية واستهانة بأعراضنا».
ولفت إلى أنّ «المقاومة الشعبية اليوم أثبتت جدواها في إنجاز التحرير، والمقاومة في لبنان أنجزت ميزان ردع وحماية، والمقاومة في لبنان وفلسطين هشّمت ميزان الردع الإسرائيلي (…) في بلد كلبنان يجب أن نتمسّك بالمقاومة وسلاحها وإمكاناتها أكثر من أي وقت مضى، لأن هذا ما يجدي، والذي يجعل العدو يرتدع ويخاف»، مشدّداً على أن سلاح المقاومة لحماية لبنان وليس لتغيير وقائع سياسية. وقال: «لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدّث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل في الحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة (…) موضوع المقاومة خارج هذه الحسابات كلها، هذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته». وأضاف: «سلاح المقاومة ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان ولا تغيير الدستور في لبنان، هذا السلاح لحماية لبنان وشعبه وكل اللبنانيين، سواء قاتل على الأرض اللبنانية أو قاتل بمواجهة إسرائيل أو قاتل بمواجهة التكفيريين في سوريا»، مشيراً إلى أنّه «ليس هناك في الحدود البرية ما يُسمى مفاوضات ترسيم حدود حتى نُتهم بأننا نريد التفاوض بغياب رئيس الجمهورية. الحدود البرية مرسّمة وأي مفاوضات ستكون على قاعدة اخرجوا من أرضنا اللبنانية».
COMMENTS