الأخبار
تثبيت لإسناد غزّة وتعطيل للمناورات السياسية: حزب الله يرفع سقف المواجهة
ما إن غادر وزير الحرب في كيان العدو يوآف غالانت أمس، ثكنة برانيت التابعة لجيش الاحتلال قرب الحدود مع لبنان، حتى استهدف صاروخ من نوع «بركان» مقر قيادة الفرقة 91 في الثكنة، وهي الفرقة التي كان غالانت قد تبجّح للتوّ بأنها «أبعدت حزب الله عن خطوط التماس مسافات كبيرة»، مهدّداً لبنان بـ«صيف حار»، ما دفع بمراسل «يديعوت أحرونوت» إلى التعليق: «نحن بحاجة إلى وزير دفاع لا إلى مذيع أرصاد جوية»، فيما أشارت قناة «كان» العبرية إلى أنه «بينما كان غالانت يطلق تهديداته، دمّر حزب الله اليوم (أمس) 4 منازل بالكامل في الشمال». كما عبّرت وسائل إعلام العدو عن «تعب» المستوطنين من وعود القادة السياسيين وتهديداتهم، ومن تكرار القادة العسكريين الحديث عن تدريبات وجهوزية بانتظار القرار السياسي، ومن وزراء يقومون بزيارات سرية خاطفة إلى الشمال لتفقّد الجنود ومن بقي من المستوطنين، وإطلاق مزيد من التهديدات والوعود.في المقابل، فإن حزب الله الذي «لم يختفِ» من المنطقة الحدودية وفق غالانت، ثابر خلال الأشهر الماضية على وتيرة تصاعدية في أدائه، وسجّل في الأيام القليلة الماضية تصعيداً كمياً ونوعياً، أقرّ به العدو مع ارتفاع وتيرة اعترافاته بسقوط إصابات بين جنوده، كما أقرّ به غالانت بالقول إن «للحرب تكاليف باهظة على إسرائيل ونسعى إلى عدم الوصول إليها».
وقد حوّل أداء المقاومة الجبهة المفتوحة مع لبنان، بحسب بعض التقديرات في كيان العدو، إلى جبهة رئيسية رغم أنها كانت ولا تزال جبهة إسناد، بالتزامن مع بدء العدو عملية رفح، ومع مساعٍ فرنسية وأميركية تحمل هواجس إسرائيل وتحوّلها إلى مطالب من لبنان لتهدئة الجبهة. لذلك، فإن الضغط الميداني للمقاومة يحمل رسالتين: الأولى، استمرار الجبهة اللبنانية مفتوحة إسناداً للمقاومة في غزة وفي وجه التهديدات الإسرائيلية، والثانية الردّ ميدانياً على محاولات تسويق المطالب الإسرائيلية بقالب تسووي.
وفي هذا الإطار، أشار المسؤول السابق في وحدة الـ504، المقدّم ماركو مورينو، في حديث للقناة 14، إلى أن «هناك شعوراً بتغيّر تكتيكات حزب الله ويمكن أن يحقّق ذلك تغييراً استراتيجياً»، لافتاً إلى أن الأيام الأخيرة شهدت «تكثيفاً لهجماته، وكل يوم تقريباً تقع إصابات في صفوف الجنود»، وهو متغيّر ينطوي على مؤشّرات ورسائل تتصل بمستقبل الوضع على الجبهة، ويفتح الباب أمام مروحة من الأسئلة، وما إذا كان هذا المسار سيتواصل وفق وتيرته الحالية، ما يعني تعاظم الضغوط الميدانية والسياسية على مؤسسة القرار السياسي والأمني، ويُسرِّع عملية اتخاذ القرار في اتجاه محدّد، على عكس السياسات التي اتّبعتها قيادة العدو في الفترة السابقة، وغلب عليها الجمع بين الدفاع والاحتواء والمبادرة المضبوطة.
في هذه الأجواء، برزت أصوات تتمتّع بقدر من الثقل يمثّلها الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست عوفر شيلح الذي رأى أن «على إسرائيل أن تختار أي انتصار سيحقّقه السنوار، فهو حتى لو مات فقد انتصر. كما عليها أن تختار أي هزيمة تريد: الصغرى في مواجهة السنوار، أم الكبرى في مواجهة محور المقاومة؟».
حوّلت المقاومة الجبهة اللبنانية إلى جبهة رئيسية رغم أنها كانت ولا تزال للإسناد
وتواصلت عمليات حزب الله النوعية بكثافة أمس، فأعلن في سلسلة بيانات استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة المطلة، ومبنيين مماثلين في مستعمرة شلومي، وآخر في مستعمرة المنارة، واثنين في مستعمرة حانيتا، واثنين آخرَين في مستعمرة أفيفيم، إضافة إلى استهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ «بركان» وإصابته «إصابة مباشرة».
كذلك هاجم الحزب موقع الراهب بالصواريخ الموجّهة «بعد رصد ومتابعة لحركة جنود العدو الإسرائيلي في الموقع وعند دخولهم إلى دشمه». كما قصف التجهيزات التجسسية في الموقع. وبالمثل، «بعد رصد ومتابعة لحركة جنود العدو في موقع المالكية، ولدى دخولهم إلى إحدى دشمه استهدفها المقاومون بالصواريخ الموجّهة وأصابوها إصابة مباشرة». وبالتزامن، دكّ مقاتلو الحزب الموقع بقذائف المدفعية و«أوقعوا أفراد حاميته بين قتيل وجريح. كما استهدفوا تجهيزاته التجسسية ودمّروها».
وشنّ الحزب هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية على مقر قيادة اللواء الغربي المستحدث في يعرا، واستهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وإحدى المنظومات الفنية المستحدثة أخيراً في موقع العاصي بمحلّقة هجومية انقضاضيّة. كما قصف الحزب قوة لجنود العدو أثناء تحركها في محيط موقع راميا.
ونعى حزب الله الشهيدين حسن محمد إسماعيل من بلدة كفرفيلا في الجنوب ومصطفى علي عيسى من بلدة الدلّافة في البقاع الغربي، فيما نعت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهداء محمود محمد بلاوني وأحمد محمد حلاوة ومحمد حسين جود من «كتيبة الشهيد علي الأسود – ساحة سوريا»، بعدما «ارتقوا على حدود فلسطين المحتلة في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى».
اللواء
القصف يتجاوز «قواعد اللعبة».. وقذائف على غالانت قبل «الصيف الساخن»
النزوح يتقدَّم على الـ1701 وملف الرئاسة.. واتصالات لإبعاد الاتهامات عن جلسة الأربعاء
قبل أن يتنبأ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت (على طريقة المنجمين) من جبهة الشمال بأن الصيف قد يكون ساخناً في المنطقة، مشيراً الى ان المهمة لم تكتمل شمال اسرائيل في الصراع مع «حزب الله»، كانت صواريخ المقاومة والمسيّرات الانقضاضية، تضرب ثكنة برانيت العسكرية التي كان يعقد فيها غالانت لقاءً مع الضباط والجنود العاملين على الجبهة المقابلة للحدود الجنوبية مع لبنان.
وحسب الخبراء العسكريين فإن يوم امس، الذي تزامن مع جولة الوزير الاسرائيلي، وبدء العملية العسكرية في رفح، كان الاكثر عنفاً والاوسع استهدافاً من قبل حزب الله، الذي اعتبر ان الوقت الآن، لاظهار ان توسع العمليات الحربية في رفح، من شأنه ان يفجر الحرب في مناطق مختلفة، ومن بينها جبهة لبنان.
وحسب معهد الامن القومي الاسرائيلي، فإن حزب الله وايران ليسا مهتمين بعد بحرب واسعة النطاق، ومع ذلك، فإن توسيع الحملة الاسرائيلية ضد لبنان تظل مفتوحة.
وحسب المعهد، فحزب الله يريد ان يمنع اسرائيل من تحقيق اهدافها في الحرب ضد غزة، مع ادخال اسلحة حربية قصيرة المدى والطائرات من دون طيار.
ولاحظ المعهد ان اسرائيل قد تبادر الى تحرك واسع يتجاوز قواعد اللعبة القتالية، من اجل تغيير الواقع الامني وهذا ما بدأ فعلاً.
ومع اعتبار الرد الذي سلَّمه الرئيس نبيه بري باسم حركة امل وحزب الله حول المقترح الفرنسي المتعلق بالقرار 1701، والرامي الى توقيع اتفاق بين اسرائيل وحزب الله يسمح بضمان الهدوء والاستقرار وعودة المهجرين من على طرفي القرى الجنوبية والمستوطنات الاسرائيلية، قد اخرج الملف، حالياً من دائرة النقاش، سواء الدبلوماسي او السياسي المحلي، فإن مصادر مقربة من «الثنائي» عادت وخفضت من وطأة الملاحظات على الورقة الفرنسية، وذكرت هذه المصادر ان الاساس في الموضوع لا خلاف عليه، وهو ان تطبيق القرار 1701 هو مدخل التسوية في الجنوب.
النزوح السوري
وحضر النزوح السوري في لقاء الرئيس نبيه بري مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، الذي عرض امامه الورقة التي اعدها اللقاء حول النزوح السوري، وكيفية اعادة النازحين الى بلادهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن دخول بكركي على خط ملف النازحين السوريين من خلال الطاولة التي تستضيفها يعطي لهذا الملف أولوية في المتابعة، مع العلم أن البطريرك الراعي سبق أن أكد أهمية معالجة هذا الملف، في حين أن نقاشات الطاولة ترتدي الطابع التشاوري في حين أن هناك فرضية في إصدار توصيات في سياق الأحاطة بالملف في ضوء الهبة الأوروبية وقراءتها.
وشددت هذه المصادر على أن اجتماعات بين الكتل النيابية انطلقت من أجل عرض الموقف من هذه الهبة في مجلس النواب، وقد تتظهَّر اعتراضات موحدة من الكتل المسيحية أي التيار الوطني الحر وحزبي القوات والكتائب، معتبرة ان انعقاد هذه الجلسة لا يعني أن القرار بشأن مصير الهبة لن يصدر من الحكومة، إلا إذا صدر أمر ما في مجلس النواب.
إلى ذلك، قالت إن الملف الرئاسي في ظل هذه التطورات وبالطبع الواقع الميداني في الجنوب لا يزال يشهد تراجعا في الإهتمامات لكنه قد يشهد حراكا في أي وقت ما.
وكشف مصدر نيابي عن اتصالات تجري لعدم الذهاب الى ما يمكن تسميته بالاتهامات، لئلا يخرج الملف عن الاصول، ويؤدي الى ازمة او مشروع اعتكاف لرئيس الحكومة المستقيلة، مما يؤدي الى شلل واسع في البلاد، يُلحق الضرر بمصالح العباد.
يشار الى ان نائب رئيس حزب الكتائب النائب سليم الصايغ، اعلن مساءً في حوار تلفزيوني (مع الـL.B.C.I) ان على الرئيس ميقاتي لن يدافع عن نفسه مما يشاع عن اقفال ملفاته في اوروبا مقابل ابقاء اللاجئين في لبنان، مطالباً بمحاكمة رئيس الحكومة في حال كان هناك فعلاً رشوة في ملف اللاجئين، لكن اذا تبين في جلسة مجلس النواب ان الهبة ستصرف على الجيش والبنى التحتية فتبقى الارادة السياسية الحية لتدعو الحكومة للقيام بعملها.
يشار الى ان الرئيس ميقاتي هو من طالب بعقد الجلسة.
وفي السياق، يزور وفد من التيار الوطني الحر اليوم كلاً من الرئيس بري والرئيس نجيب ميقاتي للبحث في موضوع النزوح وكيفية معالجته ضمن موقف لبنان واحد موحد رسمياً وسياسياً وشعبياً.
ويحشد التيار الوطني الحر عند الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الاسكوا في بيروت، لاعلان موقف رافض لتصفية النزوح السوري على ارض لبنان.
المعارضة مع ليف في واشنطن
وحضر القرار 1701 بلقاء وفد نواب المعارضة مع مسؤولين في الامم المتحدة، ومع مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف.
واعلن النائب فؤاد مخزومي ان البحث في واشنطن تركز على القرار 1701 وتطبيقه في الجنوب، وكذلك على ملف النازحين السوريين.
لقاء سليم – عون
وفي تطور من شأنه ان ينعكس ايجاباً على تسيير امور المؤسسة العسكرية، لاسيما في ما يخص المساعدات، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة ، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكرية والوضع الأمني العام في البلاد، كما تم التطرق الى التطورات في لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، بدت سياسة الرد الاسرائيلي، استعادة للمشاهد في غزة، فدأبت بقوة على قصف المنازل الآمنة والمسكونة.
فقد تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثث ثلاثة شهداء سقطوا بفعل الغارة التي استهدفت منزلاً في الجبهة الجنوبية الغربية من الخيام.
كما شنت الطائرات الاسرائيلية غارات على بلدة عيتا الشعب واطراف رامية بعدد من الصواريخ.
وقال الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية قصفت مناطق لحزب الله في الخيام والعديسة، ومارون الراس وعيتا الشعب.
في الطرف المعادي، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن صيف ساخن على جبهة الشمال.
وقال: أبعدنا حزب الله عن خطوط التماس الى مسافات بعيدة، لكن لا يعني انه اختفى، مشيراً الى تكاليف الحرب، لكن حسب ما ذكر، اذا كانت الحرب هي الخيار الاخير فسنلجأ الى الحرب.
واعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت احدى المنظومات الفنية المستحدثة في موقع العاصي بمسيَّرة انقضاضية من نوع «درون» واصابتها ودمرتها.
كما استهدفت مقر قيادة الفرق 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان كما استهدفت موقع الراهب.
وكذلك في حايت والمنارة،ومساءً استهدف حزب الله قوة لجنود العدو في محيط موقع راميا..
ونعت سرايا القدس (الجهاد الاسلامي) 3 شهداء، كما نعى حزب الله شهيدين والشهيدالاول هو حسن محمد اسماعيل (من كفركلا) اما الشهيد الثاني فيدعى مصطفى علي عيسى (من الدلافة في البقاع الغربي).
ونشرت وزارة الصحة تقريراً للخسائر منذ بدء العدوان على الجنوب، فأشارت الى سقوط 351 شهيداً و1413 اصابة.
البناء
الاحتلال يواصل العدوان على رفح والمقاومة تستهدف تجمعاته وتشتبك مع قواته
واشنطن تكشف عن تعليق شحنة سلاح للكيان احتجاجاً على «معركة غير منسّقة»
تحوّل نوعيّ في جبهة لبنان: تدمير المنازل التي يستخدمها الاحتلال على الحدود
تتواصل الرسائل المعبرة التي تحملها استطلاعات الرأي لجهة الخط البياني الصاعد في تأييد الرأي العام الفلسطيني للمقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، مقابل خط بيانيّ صاعد لصالح تعاظم التيار الضاغط للمطالبة بالتدخل الفاعل لوقف الحرب على غزة بين الأميركيين، وخصوصاً الشباب والطلاب منهم، وبدء ظهور تراجع تيار مساندة الحرب في كيان الاحتلال للمرة الأولى إلى ما دون الـ 50%، حيث أجاب المستطلعة آراؤهم من صحيفة معاريف على سؤال الأولوية بين معركة رفح وقبول صفقة الاتفاق، بعدما وافقت عليه حركة حماس، بنسبة 54% لصالح أولوية إنجاز الصفقة ولو اقتضى ذلك وقف الحرب، بينما سجل 38% تأييدهم لمواصلة الحرب ولو على حساب صفقة تبادل.
هذا المسار الواضح في حركة الرأي العام عبر عن نفسه ثباتاً في أداء المقاومة التي تستند الى قوة التفوق الأخلاقي بموقفها المؤيّد لمقترحات الوسطاء لاتفاق وقف الحرب، بعدما نجحت بإدخال تعديلات تلبّي الحد الأدنى من شروطها عليه، وهي بذلك تذهب الى القتال دفاعاً عن رفح وشعبها معها، بينما واشنطن لا تبدو قادرة على توفير التغطية اللازمة لمعركة الاحتلال في رفح، فتكشف عن تعليق شحنة سلاح وذخيرة إلى الكيان تحت عنوان الذهاب إلى معركة غير منسّقة في رفح، فيما يبدو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عالقا في معسكر الـ 38% الذي يؤيده رئيساً للحكومة، وبات اليوم هو المعسكر المؤيد لمواصلة الحرب، بعدما كان مؤيدو الحرب بعد الطوفان 94% وقبل ثلاثة شهور 74% وقبل شهر 57%.
بينما استمرّت معارك رفح، حيث يتقدم جيش الاحتلال في منطقتي المطار والمعبر، وتتصدّى له وحدات المقاومة، وتقصف تجمعاته بالصواريخ المتعددة الأنواع وقذائف الهاون الثقيلة، كما قالت بيانات كتائب القسام وسرايا القدس، كانت جبهة لبنان تسجل تحوّلاً نوعياً تمثل بما شهدته الجبهة من تدمير منهجي قامت به المقاومة بصواريخها الموجهة وطائراتها المسيرة الانقضاضية، يستهدف إضافة لمواقع الاحتلال وتحصيناته في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، المنازل التي يتمركز فيها جنود الاحتلال داخل المستوطنات الواقعة على الحدود.
تسلّمت السفارة الفرنسية الردّ اللبناني على الورقة الفرنسيّة تحت عنوان «خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701 من رئيس مجلس النواب نبيه بري وانطلق من أن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته هو مدخل الحل في الجنوب مع إضافة بعض التعديلات على بعض النقاط والمصطلحات التي كانت قد وردت في الورقة الفرنسية».
وفيما زار المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، مصر، حيث التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وتم البحث في الملف اللبناني سيقوم الموفد الأميركي أموس هوكستين بزيارة قريبة الى باريس للاجتماع بلودريان لمتابعة المراحل التي وصل إليها ملف الرئاسة في لبنان. وأعلنت الخارجية الاميركية أنها قلقة من توسّع رقعة الحرب إلى لبنان.
واستمرّ ملفا النزوح السوري وتطبيق القرار 1701 يتفاعلان من بيروت الى عين التينة ومن اليرزة وصولاً إلى واشنطن. وترددت معلومات أن البرلمان الأوروبي وافق على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتخصيص الأموال لدعم لبنان وبناه التحتية على اعتبار انه يستضيف أكثر من مليون ونصف نازح. واشترط ميقاتي أن يمرّ التمويل عبر الحكومة اللبنانية بعدما كانت مؤتمرات بروكسل توصي بإقرار المساعدات المالية بشكل مباشر إلى اللاجئين.
إلى ذلك تستضيف بكركي اليوم اجتماعاً للمؤسسات المارونية وشخصيات مستقلة بحضور عدد من الوزراء أبرزهم عصام شرف الدين وهكتور حجار لعرض خطة إعادة النازحين.
وبينما بدأت الكتل النيابية بإعداد ملفاتها لجلسة المناقشة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من الجاري، علمت «البناء» أن الكتل النيابية كافة سوف تحضر الجلسة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الجلسة سوف تتخللها مناقشة الاوراق التي اعدتها الاحزاب السياسية في شأن ملف النزوح، ولافتة في الوقت عينه الى أن الجلسة لن تشهد إقرار أي قانون يلزم الحكومة برفض هذه الهبة او قبولها بشروط، انما سوف تنتهي الجلسة بتوصيات حيال كيفية التعاطي مع ملف النزوح والهبة الأوروبية.
وحضرت تطورات الجنوب وملف النزوح عشية الجلسة في عين التينة. فقد زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري، على رأس وفد ضمّ نواب اللقاء الديمقراطي حيث جرى عرض مختلف المستجدات والأوضاع الراهنة. وخلال اللقاء تطرق الوفد إلى ما يجري في فلسطين وكذلك في جنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي، وكان تأكيد على ضرورة حصول وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتطبيق القرار الدولي 1701، لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، حيث كان تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني.
وبحث وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، الأوضاع في الجنوب وأهمية تطبيق القرار 1701، إضافة إلى تداعيات أزمة النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة من خلال منظماتها في مساعدة لبنان على تجاوز هذه الأزمة.
كما ناقش بوحبيب مع المديرة العامة لشؤون الأونروا دوروثي كلاوس الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها لتغطية حاجات اللاجئين الفلسطينيين، بسبب الصعوبات المالية إضافة إلى التطورات العسكرية الحاصلة في غزة والتي تمنع المنظمة من القيام بدورها. هذا وجرى التطرق إلى أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان والدور الذي تلعبه الأونروا في استمرار رعاية اللاجئين الفلسطينيين.
والتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكريّة والوضع الأمني العام في البلاد، كما تمّ التطرق الى التطورات في لبنان.
وعشية زيارة للجمهورية القوية الى مفوضية اللاجئين اليوم لتذكيرها أن لبنان بلد عبور لا لجوء، التقى وفد نيابي ضم نواباً من المعارضة الموسعة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في نيويورك، وجرى البحث في القرار 1701 وكيفية تطبيقه خصوصاً في ظل ما يحدث في جنوب لبنان. كما تم التركيز على ملف النازحين السوريين لجهة إيجاد حلول قريبة تخفف من وطأة الأزمة التي يعيشها لبنان من جراء تداعيات هذا الملف.
الى ذلك، ينظم التيار الوطني الحر في تمام الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الإسكوا في بيروت، تأكيداً للتمسك بلبنان ووجوده، ورفضاً لكل المحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوج السوري على أرضه ويلتقي وفد منه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً.
هذا وتخصص جلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية لمتابعة النقاش في موضوع النزوح السوري والإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها بهذا الشأن في حضور وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.
وشهد الجنوب اللبناني تصعيداً عسكرياً كبيراً، فلم تهدأ الغارات ولا استكانت المدفعية الاسرائيلية متسببة بسقوط عدد من الشهداء كما قضت على الأخضر واليابس في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق.
وتخطّت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان خلال سبعة أشهر، المليار ونصف المليار دولار، بحسب رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، الذي بين أن 80 في المئة من هذه الإحصاءات تمكّنا من الوصول إليها عبر فرقنا الموجودة على الأرض.
ولا تشمل هذه التقديرات مجمل الأضرار اللاحقة وفق حيدر بـ«مناطق يصعب الوصول إليها» مع استمرار القصف، خصوصاً القريبة من الحدود.
ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، والمنطقة الحرجية الواقعة بين عيتا الشعب ورامية. كما سجّلت غارة على الأطراف بين حولا ومركبا، فيما استهدفت مدفعية العدو أطراف الناقورة وكفرشوبا وحلتا وكفرحمام وبلدة يارون. واستهدفت طائرات العدو أيضاً تل نحاس في أطراف بلدة كفركلا، وكذلك تلة الغزلان في عرمتى في جبل الريحان، وعلى بلدة الخيام، حيث دمّرت مبنى ما أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء. وأدّت الغارات إلى اشتعال النار في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب.
وادعى جيش العدو الإسرائيلي مساء أمس، أنه قصف موقعًا عسكريًّا لـ»قوة الرضوان» التابعة لحزب الله في «جبل رسلان» جنوبي لبنان.
وأعلن الحزب أيضاً عن استهدافه بصاروخ بركان مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت الإسرائيلية وحقق إصابة مباشرة. فيما أشارت وسائل إعلام العدو إلى أن «حزب الله استهدف قاعدة بيرانيت في الجليل الغربي بصاروخ بركان بعد وقت قصير من مغادرة وزير الحرب يوآف غالانت». كما استهدف حزب الله «موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانيّة المحتلة بالأسلحة الصاروخية»، و»إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في موقع العاصي بمحلّقة هجومية انقضاضيّة «درون» وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها».
وأشارت وسائل إعلام العدو في وقت سابق الى «حادثة على الحدود الشمالية أدّت إلى مقتل جندي احتياط وعدد من الإصابات، وأن حزب الله أطلق أكثر من 50 صاروخاً مضاداً للدروع على شمال «إسرائيل»».
وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أثناء تفقده الحدود مع لبنان: «يبدو أن الصيف المقبل سيكون ساخنًا»، لافتاً إلى أن «العمليات في الجبهة الشمالية لم تكتمل».
COMMENTS