افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 2 تموز ، 2024

الشيخ ماهر حمود : سيطرة المجموعات الإرهابية على مخيم الحلوة غير واردة على الاطلاق
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 20 شباط، 2021
بيار فتوش : جنبلاط يريد نسبة 51 في المئة من مشروع معمل الإسمنت وإلا…!؟

الأخبار
المخابرات الألمانية في حارة حريك مجدّداً: زيارة استطلاع لتفادي الحرب الشاملة
بعد نحو نصف عام على اللقاء الأوّل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم (راجع «الأخبار» السبت 27 كانون الثاني 2024)، عاد ديال إلى بيروت لاستكمال ما بدأه ولقاء قاسم مجدداً مساء السبت الماضي، وأمضى في لبنان بضع ساعات مع فريقه قبل أن يغادر صباح الأحد عائداً إلى برلين من دون أن يلتقي أياً من المسؤولين اللبنانيين.وفيما رفض الطرفان التعليق على اللقاء أو تأكيد صحّته، نشر موقع «ليبانون برايفت جيتز» خبراً على حسابه على منصة X، بعد ظهر الأحد، أن طائرة تُستخدم غطاء للمخابرات الفدرالية الألمانية (BND) حطّت في مطار بيروت الدولي لبضع ساعات ليل السبت – الأحد، قبل أن تعود إلى ألمانيا.
وتؤكّد مصادر اطّلعت على أجواء لقاء ديال وقاسم في حضور مدير محطة بيروت في المخابرات الألمانية، أن «أجواء الجلسة إيجابيّة»، وعرض خلالها الطرفان وجهتَيْ نظرهما من الأحداث الجارية في المنطقة والمعركة في غزة وجنوب لبنان. وأكّدت المصادر أن ديال لم يحمل أي رسائل تهديدية كما درجت عادة الموفدين الغربيين في لقاءاتهم مع المسؤولين اللبنانيين، كما لم يحمل أي مبادرة متكاملة، بل جاء ليستكمل اللقاء الأول مباشرةً، وما بدأته وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في زيارتها الأخيرة لبيروت مع المسؤولين اللبنانيين، بـ«الواسطة».
وبحسب المعلومات، فإن زيارة الموفد الألماني استطلاعية تُكَمِّل أسئلة بيربوك حول الفكرة الأساس عمّا يمكن فعله في جنوب لبنان لتفادي الحرب الشاملة. وعرض الألمان لوجهة النظر القائلة إن العدو الإسرائيلي يريد إعادة المستوطنين الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة بسبب ضربات المقاومة، وهو يهدّد بالحرب الشاملة لتحقيق هذا الهدف، وإن أي خطأ غير مقصود من الطرفين خلال التبادل العنيف لإطلاق النار قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة، سائلين عن كيفية تفادي التدحرج الكبير. ولم يكن ردّ قاسم مغايراً لموقف المقاومة المعلن أو لموقفه في اللقاء السابق في كانون الثاني الماضي، إذ كرّر أن أي بحث في وقف إطلاق النار في الجنوب مرتبط بوقف إطلاق للنار تقبل به المقاومة الفلسطينية في غزّة، وأن على الدول الغربية إذا كانت تخشى اندلاع حرب كبرى، أن تمارس الضغوط على إسرائيل لتوقف حربها على غزة، وعندها يمكن الحديث عن جبهة الإسناد في الجنوب. وبحسب المصادر، أكّد قاسم أمام الموفد الألماني أن تهويل العدو بالحرب الشاملة لا يخيف المقاومة، وهي قوية ومستعدّة، وما أظهرته من بأس هو ما يمنع الحرب على لبنان. وسأل قاسم الألمان حول المواطنين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم في ألمانيا بتهم تتعلّق بالانتماء أو العمل لحزب الله، فأكّد ديال أن موضوع الموقوفين في عهدة القضاء وليس من ضمن ملفات المخابرات الألمانية.
ومع أن حزب الله ينفي ارتباط أي من الموقوفين اللبنانيين الذين تمّ اعتقالهم خلال الحملات ضد الجمعيات الدينية بعد قرار حظر أنشطة حزب الله على الأراضي الألمانية بالعمل لصالحه، يمكن أن يُفهم من قرار القضاء الألماني بإصدار حكمين حتى الآن على موقوفين تتهمهما برلين بالعمل لحساب حزب الله، بأنه جزء من تفكيك الملفّ بين برلين وحارة وحريك، إذ إن الأحكام تعني أن الإفراج عن الموقوفين قريب بعدما أمضيا جزءاً من محكوميتهما.
ويُظهر حرص الألمان على محاولة تهدئة الجبهة الجنوبية وتفادي الحرب الشاملة بالتواصل المباشر مع المقاومة، أن الدول الغربية الكبرى، بما فيها تلك المنخرطة في الدعم الأعمى لإسرائيل مثل ألمانيا، باتت تعي خطورة وجديّة اندلاع حربٍ من هذا النوع، والقدرات التي تملكها المقاومة على المواجهة وتوسيع رقعة النار، بعد أشهر من التهويل والضغط على لبنان وتبنّي التهديد الإسرائيلي.
يُظهر حرص الألمان على التواصل المباشر لتفادي الحرب الشاملة أن الدول الغربية تعي قدرات المقاومة على المواجهة
كما يدلّ الإصرار الألماني على رفع مستوى التواصل مع حزب الله، على اقتناع برلين بأن لعب دور فاعلٍ على الضّفة الشرقية للمتوسط يتطلّب مقارباتٍ مختلفة في السياسة الخارجية عن تلك التي تبنّتها خلال العقد الأخير، ولا سيّما في إطار السعي نحو دور الوسيط السابق الذي يتواصل مع أصحاب الشأن جميعهم ومباشرةً من دون قطع الجسور والمواقف العاطفية.
وما يُؤَكِّد سياسة الانفتاح الألمانية الجديدة، تطوّر التواصل الألماني مع حزب الله من القنوات الأمنية حصراً، إلى التواصل السياسي، إن من خلال اللقاءَين الأخيرين بين ديال وقاسم، أو من خلال اللقاءات التي تحصل بين حين وآخر بين ممثّلين عن السفارة الألمانية في بيروت وممثلين عن حزب الله، بما يصبّ أيضاً في إطار التواصل السياسي وتبادل الآراء لتقريب وجهات النظر.
ورغم أن برلين لا تزال تعلن مواقف متشدّدة تجاه الحكومة السورية، إلّا أن اكتمال دائرة التأثير بالنسبة إلى برلين، خصوصاً مع التوتّر غير المسبوق في العلاقة الألمانية – الإيرانية، تنقصه عودة التواصل المباشر مع دمشق التي ترفض حصر التواصل بالشق الأمني، من دون رفع الاتصالات إلى المستوى السياسي. ومع تأكُّد الألمان يوماً تلو آخر بأن سياسة «الإنكار» تجاه سوريا لا تحلّ الأزمات المشتركة، فإن توقّع نزول برلين عن شجرة الأزمة السورية (راجع «الأخبار» الخميس 11 أيار 2023) قد لا يطول، بعد أن تكسّرت العزلة العربية عن دمشق وباتت دول الجنوب الأوروبي بأكملها تطالب بعودة العلاقات مع سوريا.

 

اللواء
«هدف سياحي» في مرمى التوتر.. وتناقض أميركي بين رفض الحرب وعدم السفر إلى لبنان
زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري
في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان مخططا لها، مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها.
وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي، مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال.
إلى ذلك، افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.
«مشوار رايحين»
فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية.
وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة.
وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان».
يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار.
وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
ما بعد حرب غزة؟
ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى حماس وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية.
مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي.
وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب.
واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل وحزب الله واعادة الهدوء اولوية لدينا.
وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله بالجنوب في النصف الثاني من تموز».
وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط.
ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.
المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب
وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة.
كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.
زكي يتراجع
عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان حزب الله ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات.
واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان.
واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف حزب الله ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».
تمديد العروض للشركات النفطية
نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة.
وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي.
واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت.
كما هاجم حزب الله مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة.
واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.

 

البناء
خيار أردوغان نحو سورية يفجّر علاقته بالميليشيات… وحرق أعلام وبيوت
نتنياهو يعلن الاستعداد لمرحلة انسحاب في غزة أملاً بتخفيض التصعيد شمالاً
اليمن يعلن عمليّات نوعيّة باستهداف سفن تجارية وحربيّة في الأحمر والهندي
انفجر الوضع في شمال سورية وجنوب تركيا، بين الجيش التركي والميليشيات التي تعمل بدعم ورعاية من تركيا، والتي طالما تسبّبت حمايتها ورعايتها بالأزمات مع روسيا وإيران واستمرار تعقيد العلاقة مع سورية، بمواصلة الرفض التركي لشرط الالتزام بالانسحاب من سورية، الذي لا يوفر لتركيا أمناً بل يوفر للميليشيات الإرهابية الملاذ والحماية والرعاية. وعندما دقت ساعة القرار بالانعطاف التركي نحو المصالح العليا التي تمليها على أنقرة متغيرات دولية وإقليمية، في ضوء التبدلات الأوروبية التي حملت اليمين إلى موقع القرار وما يحمله من عداء عنصري نحو المهاجرين والمسلمين منهم خصوصاً، والتحولات التي تشهدها حرب أوكرانيا لصالح روسيا، وتقدّم محور المقاومة في حروب المنطقة، تكتشف تركيا أنها عندما تتخذ قراراً يلبي مصالحها العليا فإن هؤلاء ليسوا إلا ألغاماً موقوتة جاهزة للانفجار. وبالمقابل انفجرت العنصرية التركية بوجه اللاجئين السوريين بحرق بيوت العمال السوريين وتهجيرهم قسراً عبر الحدود في الكثير من مناطق الجنوب التركي، بينما كان شمال سورية يشهد حرق أعلام تركية ومهاجمة نقاط تمركز الجيش التركي.
على جبهة الحرب في غزة وجنوب لبنان، مزيد من الخسائر في جيش الاحتلال وفقدان زمام المبادرة في جبهات القتال، ومساء أمس، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو أنها سوف تبدأ بتنفيذ ما يُسمّى بالمرحلة الثالثة في غزة، وتحدث مسؤولون حكوميون وعسكريون في كيان الاحتلال أن الرهان على هذا القرار يتعدّى جبهة غزة وتفادي المزيد من المواجهات فيها، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيض التصعيد على جبهة لبنان.
عسكرياً، أعلنت القوات اليمنية التنفيذ الناجح لمجموعة عمليات نوعية، أبرزها استهداف سفينة ( MSC Unific ) الإسرائيليةَ في البحرِ العربيِّ بصواريخ مجنحة وكانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرة. أما العمليةُ الثانيةُ فقد نفذت بعددٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ، واستهدفتْ سفينةَ ( Delonix ) النفطيةَ الأميركيةَ في البحرِ الأحمرِ للمرةِ الثانيةِ خلالَ هذا الأسبوعِ. والعمليةُ الثالثة استهدفت بصواريخ مجنحة، سفينةَ الإنزالِ ( Anvil Point ) البريطانيةَ في المحيطِ الهنديِّ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرةً. أما العمليةُ الرابعةُ فاستهدفتْ سفينة ( Lucky Sailor ) في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، بسبب انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، حيث كانتِ الإصابةُ دقيقةً ومباشرة.
مع تراجع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان واسع على لبنان لصالح تقدم الحلول الدبلوماسية، استبعدت مصادر سياسية معنية بالملف الحدودي توسع دائرة الحرب بين حزب الله و»إسرائيل»، مشيرة لـ»البناء» إلى أن الجهود الأميركية تتركز على إنهاء الحرب في غزة لإنقاذ «إسرائيل» من مأزقها ولتفادي الحرب الإقليمية ودخول الإدارة الأميركية مرتاحة الى الانتخابات الرئاسية، وانطلاقاً من ذلك من غير المنطقي السماح لـ»إسرائيل» فتح جبهة جديدة قد تفتح الباب أمام حرب إقليمية تهدّد أمن «إسرائيل» والمصالح الأميركية في المنطقة». ولفتت المصادر الى أن «الجهود الأميركية والدولية نجحت باحتواء التصعيد على الحدود الجنوبية وعدم الانزلاق الى حرب واسعة النطاق بعد تحذير الحكومة الإسرائيلية من تداعيات هذه الخطوة، ودعوة الحكومة اللبنانية لضبط الحدود قدر الإمكان لتمرير المرحلة الفاصلة عن خفض العمليات العسكرية في غزة والانتقال للمرحلة الثالثة». وأكدت المصادر أن الأميركيين لن يسمحوا للحكومة الإسرائيلية بشن عدوان شامل على لبنان، إضافة الى أن الجيش الإسرائيلي لن يسير بأي خيار يعرف تداعياته الكارثية على الجيش وعلى الكيان الإسرائيلي بخاصة بعد تحذيرات كبار الجنرالات الأميركيين لـ»إسرائيل».
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن “لا أحد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حرباً أخرى، فلا إسرائيل وحزب الله ولبنان وإيران يريدون الحرب”. ولفت الى أن “طهران لا تريد حرباً لأنها لا تريد رؤية حزب الله مدمّراً، وتفقد ورقة أخرى في المنطقة، بالمقابل “إسرائيل” لا تريد الحرب في لبنان، لكنها مستعدة لذلك”. ورأى بأن “الهدنة في غزة في مصلحة “إسرائيل” الاستراتيجية”.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أن “اندلاع حرب شاملة مع “حزب الله” ستكون فكرة سيئة لأن “إسرائيل” ستعاني من ألم لم تشهده في تاريخها”. وفي مقابلة مع شبكة “سي ان ان” الاميركية لفت الى انه “إذا اندلعت حرب شاملة في الشمال من المرجح أن يختفي لبنان، سيكون هناك دمار شامل، لدينا القدرة على القيام بذلك، لكن في الوقت نفسه إذا استخدم حزب الله كل القوة، وهو سيستخدمها، ستعاني “إسرائيل” من ألم أكبر من أي وقت مضى في تاريخ مواجهاتنا مع الدول العربية”.
ووفق معلومات “البناء” فإن حكومة الاحتلال بدأت المرحلة التمهيدية للمرحلة الثالثة التي ستبدأ خلال أسابيع قليلة وتقضي بخفض العمليات الحربية لإراحة الجيش المنهك خلال تسعة شهور على جبهات عدة، وتراجع الجيش خلف خطوط الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية لتخفيف الخسائر والانتقال الى مرحلة إطباق الحصار على غزة وسدّ كل منافذ تمرير المساعدات والأسلحة والمؤن والقيام بأعمال أمنية موضعية وضرب أهداف تضعف من قدرات المقاومة وقيادتها وتحميلها مسؤولية الأوضاع الكارثيّة لسكان غزة والاستثمار على هذا العامل لتأليب الرأي العام في غزة على المقاومة”.
وشدّد القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري، “أن على “إسرائيل” أن تدرك عجزها عن إعادة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين الأول وأن الجرائم والقتل لن يعوّضا هزيمتها الاستراتيجية”. وقال: “المقاومة في لبنان ستكبد إسرائيل ثمناً غالياً رداً على أي اعتداء”. وقال لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “المقاومة في لبنان على أهبة الاستعداد للردّ على تهديدات إسرائيل”.
إلى ذلك، أظهرت معطيات معهد الأبحاث “علما” لأبحاث التحديات الأمنية على الجبهة الشمالية في كيان العدو، أنه خلال شهر حزيران الأخير نفّذ 288 هجومًا على الساحة الشمالية، بمعدّل 9.6 هجوم في اليوم، وذلك مقابل 320 هجومًا في شهر أيار بمعدّل 10 هجمات في اليوم.
وبحسب معهد “علما”، بحلول منتصف الشهر، بدا واضحًا أن كثافة نيران حزب الله كانت مُرتفعة، خاصة في ظل اغتيال قائد وحدة نصر في حزب الله طالب سامي عبد الله في 11 حزيران. واستمرّت الهجمات ردًا على اغتيال مسؤول كبير في حزب الله ثلاثة أيام، وكان عددها مرتفعًا بشكل خاص.
وأضاف المعهد: “بمقارنة جميع البيانات الشهرية، يمكن ملاحظة أن شهر حزيران يقترب بشدّته من شهر أيار، والذي كان حتى الآن أعنف شهر من هجمات حزب الله ضد “إسرائيل” منذ تشرين الأول 2023”، وأكد أن “شهر حزيران 2024 هو في الواقع ثالث أقوى شهر – بينما كانون الأول 2023 – هو ثاني أقوى شهر”.
وواصلت المقاومة عمليّاتها ضد مواقع الاحتلال فاستهدفت موقع ‏السماقة في تلال كفرشوبا بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة، ‏كما، ‏استهدفوا مبنيين يستخدمهما جنود العدوّ في مستعمرة “دوفيف” ردًا على اعتداء العدو على بلدة كفركلا، ‏وفي مستعمرة “راموت ‏نفتالي” ردًا على اعتداء العدو على بلدة حولا، وأصابوهما إصابة مباشرة.
كما استهدفت ‌‏المقاومة موقع ‌‏”معيان باروخ” بقذائف المدفعية وأصابوه إصابةً مباشرة مما أدّى إلى اندلاع النيران بداخله، ومبنى يستخدمه جنود العدو “الإسرائيلي” في مستعمرة ‌‏المطلّة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة.‏
وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى أنه “مُطمئن للأيام المقبلة بأننا سنصل إلى حل”، وأضاف خلال حفل إطلاق حملة “مشوار رايحين مشوار” للموسم الصيفي 2024 من واجهة بيروت البحرية: “نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى لبنان، وأؤكد أنه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان. المواطنون العرب والأجانب يحبون لبنان ونحن نحبهم، وانا مطمئن باذن الله اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة”.
الى ذلك، أدلى مساعد أمين عام الجامعة العربية السفير حسام زكي بتصريحات عكست تراجعاً عن تصريحاته السابقة لجهة إزالة تصنيف الجامعة العربية لحزب الله بالإرهاب، وفي تصريح لفت زكي إلى أن “تصريحاته السابقة عن حزب الله فُسّرت في غير سياقها الصحيح وهي لا تعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف حزب الله، ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً أيضاً”. ولفت زكي الى أن “قرارات الجامعة العربية تمنع تقديم أي شكل من الدعم للإرهابيين والكيانات الإرهابية”.
وكان زكي أعلن أن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية”.
بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الأمانة العامة “تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات”. وأضاف: “التكليف الصادر للأمين العام المساعد السفير حسام زكي بزيارة لبنان، موفداً شخصياً من جانبه، للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية، هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان وتكليفها للأمين العام في هذا الشأن”.
وأكد المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض أن “لا نية باستهداف حزب الله ولا بوصفه بالإرهابي والبطريرك لم يقصد حزب الله ولا المقاومة في الجنوب التي نقدر كل تضحياتها وما أنجزته من انتصارات كانت محقة وتحية الى كل الشهداء الذين يسقطون في الجنوب.” وشدّد في حديث تلفزيوني على أن التواصل بين بكركي وحزب الله مستمرّ، مضيفاً: “لو كان البطريرك اعتبر حزب الله إرهابياً لأوقف التواصل معه لأنه لا يحاور ارهابيين”. وكشف غياض: ان “سفراء طلبوا من البطريرك وصف حزب الله بالإرهابي وقد رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً مؤكداً ان الحزب فريق لبناني”.

Please follow and like us:

COMMENTS