الأخبار
بداية الردّ على اغتيال «أبو نعمة»: العدو إستنفر غرباً والمقاومة ضربت شرقاً
حرص رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، في خطاب حفل وداع القائد الجهادي الشهيد محمد نعمة ناصر «الحاج أبو نعمة»، على دعوة العدو إلى عدم اعتبار اغتيال القادة، أنه يتيح له استباحة الجنوب. وأكّد أن جيش الاحتلال لن يتمكن من تحقيق انتصارات في أيّ معركة أو مواجهة. فيما كانت تل أبيب تجهّز نفسها لـ«عدة أيام صعبة بعد الاغتيال»، لأن تلك العملية «لن تغيّر من موقف حزب الله الذي سيستمر في القتال حتى وقف إطلاق النار في غزة»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت».وطوال يوم أمس، كان الإعلام العبري يعلن تارة عن «أخبار سيئة»، وأخرى عن «حوادث صعبة» في مناطق متفرقة من الشمال، بفعل سلسلة مكثّفة من عمليات الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة» نفّذها حزب الله وغطّت مواقع قيادية وثكنات وتجمعات معادية ممتدّة من الجليل الأعلى إلى الجولان وصولاً إلى الجليل الغربي. وبفعل عمليات حزب الله، دوّت صفارات الإنذار في جونين، كفار بلوم، عمير، وكفار سول، وفي نهاريا ومحيطها، وفي ديشون، يفتاح، المالكية وراموت نفتالي، وفي كريات شمونه ومحيطها، وفي أفيفيم، يرؤون، المالكية، وإيليت هشاحر، أيضاً في حانيتا، شلومي، بتست، متسوفاه، ليمان، جعتون وكابري. ودوّت صفارات الإنذار في كدمات وفي جنوب الجولان، وفي كتسرين ومحيطها جنوب الجولان، وفي أورتال وشاعل أقصى شمال الجولان.
مفاجأة المقاومة للعدو أمس، تمثّلت في أن الرد الأول جاء من خلال عمليات استهدفت المقار القيادية والعملاتية في القطاع الشرقي، مع استهداف واحد لموقع أساسي في القطاع الغربي، سيما أن العدو كان قد بنى حساباته على قاعدة ما قام به حزب الله رداً على اغتيال قائد وحدة نصر الشهيد طالب عبدالله. وانطلق تقدير العدو، من أن حزب الله سوف يقوم بضرب الأهداف في القطاع المقابل لقطاع عمل القائد الشهيد. ولذلك، كان جيش الاحتلال قد اتخذ احتياطات غير عادية في كل القطاع الغربي، وأخلى غالبية النقاط التقليدية أو المستحدثة، وتوقّفت قواته عن أي حركة في المنطقة، كما سارع إلى إعلان إجراءات خاصة لجبهته الداخلية.
صفي الدين: ستستمر الردود التي تستهدف مواقع جديدة لم يكن يتخيّل العدو أنها ستصاب، وستبقى هذه الجبهة قوية ومشتعلة
لكن الذي حصل، هو أن المقاومة نفّذت سلسلة مكثّفة من العمليات بواسطة الصواريخ والطائرات المُسيّرة، باتجاه مواقع القطاع الشرقي، ما أتاح تحقيق إصابات مباشرة، أودت إحداها بقتل ضابط وجرح عدد من الجنود في أحد المواقع في الجولان، ما دفع مراسل القناة 14 في الشمال، إلى التساؤل «لماذا لا يكشف المتحدث باسم الجيش للجمهور عن عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها من جنوب لبنان على إسرائيل؟»، خصوصاً أن هذه العمليات أدت إلى نشوء وضع أمني صعب.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط (نائب قائد سرية في الوحدة 8679) بعد سقوط صاروخ لحزب الله في منطقة الجولان. بالإضافة إلى ذلك أُصيب عدد من الجنود، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إخلاء جرحى إلى مستشفى رمبام في حيفا عبر المروحيات العسكرية، وكذلك تم إخلاء جرحى إلى مركز زيف الطبي في صفد.
وفي محاولة لقراءة المشهد في الشمال على ضوء عمليات الردّ النوعية المكثّفة لحزب الله، نشرت «جيروزاليم بوست» تحليلاً للكاتب سيث جيه فرانتزمان، رأى فيه أن «رسالة حزب الله واضحة من هجماته: لديه ترسانة كبيرة من الطائرات من دون طيار وكذلك ترسانة الصواريخ والقذائف لاختيار مكان الهجوم وزمانه. وقد اتجه إلى ترسانته من الطائرات من دون طيار خلال الأشهر الماضية، ما زاد من استخدامها. لأن الطائرات من دون طيار يمكن أن تكون دقيقة وفعالة، كما أنها تسبب صفارات الإنذار في مناطق واسعة». وأضاف: «يمكن لحزب الله استهداف المناطق الإسرائيلية بدقة، وكذلك التسبب في إجبار المناطق المدنية على اللجوء إلى الملاجئ من خلال صفارات الإنذار».
وكما في الحالات السابقة، وقفت إسرائيل عاجزة أمام الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن أكثر من 25 طائرة مُسيّرة تسلّلت من لبنان إلى شمال فلسطين المحتلة، وقالت إن هناك عدة حوادث تم التبليغ فيها عن انفجار طائرات بدون طيار. في حين قالت قناة 14 العبرية إنه «لمدة ساعة، هاجم حزب الله شمال إسرائيل بهجوم مشترك بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وسقطت صواريخ داخل قاعدة عسكرية في الشمال». وأقرّ مصدر عسكري لإذاعة جيش الاحتلال، بأن حجم الهجوم يتوافق تماماً مع ما أعلن عنه حزب الله. وقالت «يديعوت أحرونوت» إن «الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله أحدثت إصابات مباشرة هذه المرة أيضاً».
وكان حزب الله قد أعلن في سلسلة بيانات متلاحقة أنه في إطار الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة»، قصف بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت، ومقر قيادة اللواء المدرّع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقر فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. كما شنّ حزب الله هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية استهدف مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 إيلانيا، مقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا.
وفي السياق، استهدف حزب الله تموضعاً مستحدثاً لجنود العدو في مستعمرة كفربلوم بصلية من صواريخ الكاتيوشا، كما استهدف مبنى يستخدمه الجنود في مستعمرة أدميت، إضافة إلى قصف مواقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، والمرج، وموقع البغدادي، وبياض بليدا بصواريخ بركان الثقيلة، كذلك تمّ استهداف التجهيزات التجسسية في موقع المطلة. ونعى حزب الله الشهيد هادي أحمد شريم (حيدر) من بلدة حولا في جنوب لبنان.
تشييع ناصر
وكان حزب الله قد أقام احتفالاً ظهر أمس، لوداع الشهيد ناصر في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، بمشاركة شعبية كبيرة. وألقى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين كلمة الحزب، مؤكداً أنّ «الجنوب سنحرسه جميعاً بعمائمنا وتاريخنا وثقافتنا ومجاهدينا، وسنبقى على العهد مع الشهداء الأبطال».
وقال: «في مقاومتنا لا تسقط راية ولا تختلّ جبهة ولا تضعف مواجهة، فحينما يرتقي قائد شهيداً يتسلّم الراية آخر وتقوى فينا الإرادة ويتصلّب فينا الموقف»، وتوجّه إلى العدو قائلاً : «هذا الاغتيال لا يُعطيك أي ميزة عسكرية ولا يُحتسب لك كإنجاز، بينما الإنجاز هو ما حقّقه القائد أبو نعمة». وأضاف: «إن الفشل في غزة يدل على أن هذا الجيش المُنهك لا يقوى على تحقيق الانتصارات، وهذا الجيش بعد الضربات المتتالية منذ عام 2000 إلى يومنا هذا لن يتمكّن من تحقيق انتصارات في أي معركة أو مواجهة».
وشدّد صفي الدين على أنّ «الرد على اغتيال القائد «أبو نعمة» بدأ أمس (أمس الأول) وستستمر هذه السلسلة من الردود التي تستهدف مواقع جديدة لم يكن يتخيّل العدو أنها ستصاب»، مضيفاً: «ستبقى هذه الجبهة قوية ومشتعلة».
وبعد انتهاء المراسم في الضاحية، نُقل نعش الشهيد في موكب سيّار كبير باتجاه بلدته حداثا في قضاء بنت جبيل، حيث أقيم له مأتم حاشد، شارك فيه الآلاف من أبناء البلدة والقرى المجاورة، عكس الشعبية الواسعة التي كان يتمتّع بها الشهيد، نظراً إلى قربه من الناس في نطاق عمل وحدة «عزيز» في المقاومة التي كان قائداً لها. ومنذ دخول موكب الشهيد القائد مدخل منطقة عمل وحدة «عزيز» عند نهر الليطاني، استُوقف النعش في عدة قرى على الطريق لإلقاء نظرة أخيرة وتحية ونثر الورود والأرز عليه.
بين أكاليل الورود وأعلام فلسطين ولبنان ورايات المقاومة، دخل موكب الشهيد القائد البلدة، وسُجي في باحة زيّنتها صوره، واصطفّت على جنباتها فرقة موسيقية تابعة لكشافة المهدي وتشكيل من مقاتلي المقاومة ولفيف من العلماء من طوائف مختلفة. ثم تقدّم فصيل حملة النعش الذي نُثرت عليه أوراق الورود، وأدّى التحية العسكرية للشهيد. ثم وضع نجل الشهيد، علي، وابن عمه، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في «حزب الله»، الحاج عبدالله ناصر (أبو حسين)، إكليلاً من الزهر الأبيض على النعش، وألقيت كلمة لرفاق الشهيد، وبعدها صُلي على الجثمان الذي ووري الثرى في جبانة البلدة.
اللواء
اشتعال جبهة الجنوب يتصاعد وحزب الله يلوِّح بمهاجمة مواقع جديدة
دخول مسيحي على خط الحرب وجعجع لجلسة نيابية وباسيل لرفع السقف والخارجية في الناقورة
عاش الشمال الاسرائيلي، امتداداً الى الجولان السوري يوماً صعباً، وضاغطاً، على كل الاصعدة العسكرية والسياسية والنفسية في ضوء صواريخ حزب الله ومسيَّراته التي هزت «أربع عشرة قاعدة وموقعاً اسرائيلياً من الساحل الى جنوب طبريا، ومن صفد الى جبل الشيخ في اطار الرد على اغتيال القيادي في المقاومة الاسلامية، محمد نعمة ناصر (أبو ناصر)، والذي شيع امس في بلدته حداثاً على مرمى من جنود الاحتلال ودباباته وطائراته.
وتأتي هذه التطورات الميدانية قبل ايام قليلة من بدء عاشوراء في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع والجبل، ومع ارتفاع وتيرة الرهانات العربية والدولية على إمكان احداث اختراق جدّي في مفاوضات وقف الحرب في غزة من دون اغفال الخطر الجاثم فوق المفاوضات المتمثل بالسلوك الاسود لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتوقف المراقبون عند حجم الرد المفتوح على «جبهة مشتعلة قوية» بتعبير حزب الله، اذ فاقت الـ200 صاروخ، مع اعلان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين عن امكانية مهاجمة مواقع جديدة داخل اسرائيل.
ورأى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان ان وقف النار في غزة قد يساعد على وقف توتر الحدود بين اسرائيل ولبنان، مبدياً قلق بلاده من «خطر توسع الحرب في لبنان» قائلاً: «لا نرى اي افق سياسي».
نواب في الناقورة
والبارز، محلياً، كانت زيارة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة الى مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، حيث استقبلها القائد العام لليونيفيل الجنرال ارلدو لاثارو، واكد علامة ان لبنان «لا يريد الحرب»، مشدداً على دور اليونيفيل والتجديد لها، وتنفيذ القرار 1701، واكدت المتحدثة باسم اليونيفيل كانديس ارسل ان الزيارة مهمة، تؤكد اهمية عمل اليونيفيل، مشيرة الى ان الوضع خطير، ولا بد من وقف الاعمال العدائية، نحو حل سياسي وديبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل الى جنوب لبنان.
والتقى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب بيار ابو عاصي، قائد اليونيفيل، وجرى البحث في الوضع في الجنوب.
باسيل لرفع السقف
سياسياً، ذهب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى ركوب موجة، ما بعد توقف الحرب، فقال بعد كل التضحيات لا يجوز ان نعود الى قواعد الاشتباك او المعادلة التي كانت قائمة قبل الحرب.. وحدَّد 5 اهداف لبنانية: «1 – استعادة الاراضي المحتلة، 2 – وقف الانتهاكات الجوية والبحرية، 3 – حماية الثروات من مياه والبحر، 4 – ايجاد حل لمسألة اللجوء الفلسطيني، 5 – ايجاد حلول لمسألة النزوح السوري».
جعجع لجلسة نيابية
واعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن إعداد عريضة نيابية وتوقيعها، ورفعها للرئيس نبيه بري لدعوة مجلس النواب الى عقد جلسة لمناقشة الوضع في الجنوب.
وكشف جعجع انه اجتمع مع الموفد البابوي لاكثر من ساعة بعيدا عن الاعلام، وتداولنا بمواضيع عدة، ونحن والكتائب تفاهمنا على حجم حضورنا في اجتماع بكركي.
وتساءل جعجع، ما الفائدة من اجتماع القادة المسيحيين الاربعة سوياً مع امين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين «يجتمع معنا لبعض ساعات، ثم يغادر الى الفاتيكان، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيصبح جبران باسيل قديساً وهل سأصبح أنا شيطاناً».
وقال جعجع: «لو كان الامر متروك الى الرئيس بري لكان لدينا رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية»، مشيرا الى انه «اذا اخطأنا في اتفاق معراب، هل هذا يعني ان نخطئ مرة ثانية؟ واذا وصل فرنجية الى الرئاسة سيتصرف محور الممانعة حينها بالبلد».
وقال جعجع: فليدعُ بري الى جلسة رئاسية «منروح كلنا سوا، واذا ما انتخبنا من الدورة الاولى يعلق الجلسة، ولا يغلقها، ويقول تحاوروا في ما بينكم وعودة لنفتح دورة ثانية. فبهذه الطريقة ننتخب رئيساً».
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة ادميت بالاسلحة المناسبة، وحققت الضربة اصابات بين قتيل وجريح مع اشتعال النيران في المبنى.
كما استهدف حزب الله التجهيزات التجسسية في موقع المطلة بالاسلحة المناسبة.
بالمقابل، نقلت هيئة البث الاسرائيلية خبراً اسمته «القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي انها ستواصل ملاحقة كبار مسؤولي حزب الله».
وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الناقورة بقذائف من العيار الثقيل.. كما استهدف القصف اطراف بلدة الضهيرة..
واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان المقاتلات الاسرائيلية قصفت بلدات القنطرة ورب الثلاثين ودير سريان وطلوسة.
واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل ضابط برتبة رائد في هجمات حزب الله على مواقع اسرائيلية في الجولان.
البناء
ارتفاع فرص التوصل إلى اتفاق غزة… وجيش الاحتلال: لوقف الحرب بأي ثمن
المفاوضات تستأنف اليوم في الدوحة… ومرحلة وقف نار وتفاوض بين مرحلتين
ردّ المقاومة: قصف عمق الشمال بمئات الصواريخ وعشرات الطائرات المسيّرة
طغت التطورات المتلاحقة على المسار التفاوضي حول اتفاق غزة على أحداث كبرى بحجم متابعة الانتخابات الرئاسية الإيرانية في جولتها الثانية اليوم بين المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمرشح أمل حافظ سعيد جليلي، بعدما صار الخيار واضحاً بين منهج يقول بأن بوابة حلول المشاكل الاقتصادية والسياسية يتمثل بإحياء المسار التفاوضي لتحسين العلاقات مع الغرب كما يقول المرشح الإصلاحي، أو بالاعتماد على البناء الذاتي لاقتصاد قويّ والانفتاح على الشرق، وإدارة الملف التفاوضي بحذر يستند الى التجارب السابقة التي مرّت بها إيران وخلصت إلى عدم الثقة بالغرب وعلى رأسه أميركا.
الانتخابات الفرنسية الأحد وفرضيّات توازن اليسار واليمين عادت للظهور بعد ترجيحات فوز ساحق لليمين، مع تبادل الفرص بين مرشحي اليسار ومرشحي حزب الرئيس إيمانويل ماكرون لقطع الطريق على مرشحي اليمين، والانتخابات البريطانية تحت مجهر الفحص مع تراجع حزب المحافظين أمام حزب العمال في جولات بدأت فعلياً، حيث يسجل حزب العمال فرص فوز جدّية على حزب المحافظين بعد غياب طويل لحزب العمال عن المشهد السياسيّ، ثم ما يتسرّب من كواليس الحزب الديمقراطي عن بحث جدّي لاستبدال الرئيس جو بايدن كمرشح رئاسي للحزب، والتداول بفرضيّة توافق الرئيسين السابقين بيل كلينتون وباراك أوباما، واسم وزير الخارجية السابق والمرشح الرئاسي السابق جون كيري كبديل، كذلك غابت فرص مراقبة مسار التفاهم التركي الروسي حول سورية بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب أردوغان، وانطلقت منه ورش عمل مشتركة لترجمة التفاهمات.
خطفت تطوّرات المسار التفاوضي حول اتفاق غزة الأضواء، وتقدّمت كحدث أول، حيث بدأت تتكشف المعطيات التي تقول إن جيش الاحتلال يقود مساراً نهائياً للتوصل الى اتفاق، وقد نقلت القناة الرابعة عشرة في كيان الاحتلال عن مسؤول عسكري كبير قوله إن الأولوية هي التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بأي ثمن. فالجيش لم يعد قادراً على تحمل مواصلة حرب بلا أفق، ويأتي هذا الكلام معطوفاً على كلام جنرالات في جيش الاحتلال لصحيفة نيويورك تايمز، يقولون فيه إن تبادل الأسرى ووقف الحرب نهائياً مع بقاء حماس مسيطرة على غزة، ثلاثيّة مقبولة للاتفاق.
نجحت المقاومة في غزة ومعها محور المقاومة فى استراتيجية حرب الاستنزاف، ووصل جيش الاحتلال إلى اللحظة الحرجة التي لا يستطيع معها مواصلة القتال، وبانت خلفيات ما سُمّي بالمرحلة الثالثة والانسحاب من المدن ومناطق الاحتكاك كرسالة استعداد للانسحاب الشامل، كما قال محللون عسكريون في قنوات تلفزيونية في الكيان، واليوم يصل رئيس الموساد إلى الدوحة لبدء المفاوضات، بعد موافقة رئيس حكومة الاحتلال مرغماً على إرساله، واعتبار ردّ حركة حماس المنسّق مع الوسطاء على مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، تطوراً إيجابياً، والجديد الذي تمّ التوصل إليه، كما تقول مصادر متابعة هو إضافة مرحلة بين المرحلتين الأولى والثانية، هي مرحلة التفاوض على الوقف النهائي للحرب واستمرار وقف إطلاق النار خلالها، وعند التوصل إلى الاتفاق تتم العودة إلى تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة.
على جبهة لبنان واصلت المقاومة ردّها على اغتيال القيادي “أبو نعمة”، وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين إن الرد بدأ وسوف يستمر قوياً وفاعلاً، وكان أمس وأول أمس قد شهدا سقوط مئات الصواريخ وعشرات الطائرات المسيّرة فوق تجمّعات جيش الاحتلال ومستوطناته وقياداته ومقاره العسكرية وقبته الحديدة وصولاً الى عكا، والناصرة وأطراف الضفة الغربية وبحيرة طبريا غرب الجولان المحتل.
غداة اغتيال القيادي البارز في حزب الله أبو علي ناصر، استهدف حزب الله تموضعًا مستحدثًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفربلوم بصلية من صواريخ الكاتيوشا. وقصف بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع، مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة كتيبة المدرعات التابع للواء السابع في ثكنة غاملا، ومقر قيادة الفرقة 210 (فرقة الجولان) في قاعدة نفح، ومقرّ فوج المدفعية التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن. واستهدف موقع بياض بليدا بصاروخ بركان. وشنّ الحزب هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة اييلايت، ومقر قيادة اللواء المدرع السابع في ثكنة كاتسافيا، ومقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، وقاعدة استخبارات المنطقة الشمالية ميشار، ومقر قيادة لواء حرمون 810 في ثكنة معاليه غولاني، والقاعدة الرئيسية الدائمة لفرقة 146 ايلانيا، ومقر لواء غولاني ووحدة إيغوز في ثكنة شراغا. واستهدف الحزب موقع البغدادي بصاروخ بركان، ورويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ بركان ثقيل، وأصابه إصابة مباشرة حيث اندلعت فيه النيران ودمّر أجزاءً منه وأوقع فيه إصابات مؤكدة وأيضاً وأصاب إصابة مباشرة موقع المرج بصاروخ بركان ثقيل. وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابات خطيرة بين الجنود بعد استهداف آلية عسكرية بقصف من لبنان وأفيد عن مقتل أحدهم. وأشار جيش العدو الإسرائيلي الى «اندلاع حرائق في عدة مناطق في الشمال جراء عمليات اعتراض لصواريخ ومسيرات أطلقت من لبنان».
وشدّد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين على أنّ «الرد على اغتيال القائد أبو نعمة بدأ أول أمس، وستستمر هذه السلسلة من الردود التي تستهدف مواقع جديدة لم يكن يتخيّل العدو أنها ستصاب»، مضيفًا «ستبقى هذه الجبهة قوية ومشتعلة».
في المقابل، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي غارات على عيترون وعيتا الشعب وراميا. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الخيام. وتعرضت أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلا في حولا أسفرت عن سقوط شهيد. وأغارت مسيّرة إسرائيلية بثلاثة صواريخ على حي المعاقب فوق الملعب في بلدة حولا أيضاً. وأُصيب مواطنان جراء استهداف منزل الأول بقذيفة في أطراف كفرشوبا. وفي ظل القصف المدفعي المركّز على كفرشوبا جرى تشييع أحد أبناء البلدة. واستهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في بلدة القنطرة قضاء مرجعيون ودمّرته بالكامل.
وزارت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب برئاسة النائب فادي علامة، المقر العام لقيادة «اليونيفيل» في الناقورة. النائب علامة ألقى كلمة قال فيها: «إن لبنان لا يريد الحرب، يريد تنفيذ القرارات الدولية، واليوم أكثر من أي وقت مضى نؤكد الحاجة الى دور اليونيفيل. وأضاف: يحضر موعد التجديد لقوة حفظ السلام بعد تصاعد الأعمال العدوانية الإسرائيلية والخرق المتواصل للقرار 1701 خلال السنوات الماضية من خلال آلاف الطلعات الجوية والخروق البرية والجوية والبحرية وخطف المزارعين اللبنانيين وغيرها الكثير من الاعتداءات التي أحصتها التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، لينتقل للخروق المتفجّرة من خلال الاعتداءات اليومية على العديد من المناطق لا بل أكثر، حتى أنه وفي تلك الاعتداءات التي هي أشبه بحرب، فإن العدو الإسرائيلي لم يلتزم بالقانون الدولي الإنساني. وثبت مسلسل اعتداءاته على مدنيين ومسعفين وإعلاميين كذلك استعمل القنابل الفوسفورية الحارقة والمحرمة ولا بد أنكم تلحظون ذلك بشكل يومي حيث لم توفر إسرائيل استهداف البشر والبنى التحتية فضلاً عن تدميرها البيوت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية».
أما المتحدثة باسم «اليونيفيل» كانديس أرديل، فقالت: «الوضع في الجنوب اليوم متوتر ونحن نواصل العمل من خلال آليات الارتباط والتنسيق لدينا، ونتحدث إلى السلطات على جانبي الخط الأزرق لحثها على العودة إلى وقف الأعمال العدائية، وحث جميع الأطراف الفاعلة على إلقاء أسلحتها حتى نتمكن من المضي قدماً من خلال القرار 1701، من خلال إطار وقف الأعمال العدائيّة نحو حل سياسي وديبلوماسي يعيد الاستقرار على المدى الطويل إلى جنوب لبنان».
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين التقى بمسؤولين فرنسيين وناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط، بحسب وكالة «رويترز». أضاف: «إن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حلّ الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الدبلوماسية ما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن»، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان و»إسرائيل».
ولفت وزير الخارجيّة السّعوديّة فيصل بن فرحان آل سعود إلى أنّ «وقف إطلاق النّار في غزة، قد يساعد على وقف توتّر الحدود بين «إسرائيل» ولبنان»، ومشدّدًا في كلمة خلال مؤتمر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجيّة في مدريد، على «أنّنا قلقون للغاية من خطر توسّع الحرب في لبنان ولا نرى أفقًا سياسيًّا».
وقام وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بزيارة رسميّة إلى كندا، حيث التقى بنظيرته الكندية، وزيرة الخارجية ميلاني جولي. تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة تداعيات الحرب على غزة ولبنان. وتمّت خلال اللقاء مناقشة الدور الحيوي الذي تلعبه كندا ضمن مجموعة السبع الكبار، حيث دعا بو حبيب كندا إلى استخدام نفوذها لتخفيف التوتر في المنطقة ومنع اندلاع حرب شاملة، ومن ثم العمل على حلّ شامل للقضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. بدورها أكدت جولي على التزام كندا بدعم الاستقرار في لبنان والمنطقة والعمل مع الشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف.
في غضون ذلك، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي وتناول البحث الاوضاع العامة والتطورات في الجنوب. كما زارت بلاسخارت النائب الياس بوصعب الذي حملها «رسالة الى الأمم المتحدة لايجاد حل سريع وجدي في قضية النازحين السوريين، حيث لا يجب بعد اليوم إطلاق صفة النازحين عليهم، بل أصبح من الأفضل إطلاق صفة مهاجرين غير شرعيين».
واستقبل الرئيس بري سفيرة قبرص لدى لبنان ماريا هادجيثيو دوسيو، حيث تناول البحث التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وقطاع غزة إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
واجتمع الرئيس ميقاتي مع المنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وتناول البحث التنسيق بين الحكومة ومؤسسات الأمم المتحدة على الصعيدين الخدمي والإنساني.
وجددت حركة أمل في يوم الشهيد تمسكها بالحوار والتلاقي والتشاور نهجاً وسلوكاً في مقاربة كافة القضايا والعناوين الخلافية، لا سيما السياسية منها وفي مقدمها الأزمة الراهنة المتصلة بانتخاب رئيس للجمهورية، وهي في هذا الإطار منفتحة ويدها ممدودة باتجاه أي مسعى يفضي لإنجاز هذا الاستحقاق وفقاً لقواعد الدستور وتحت قبة المجلس النيابي.
COMMENTS