… ولاحظت الصحيفة [“العرب” السعودية، التي تصدر في لندن] أن [وزير الداخلية اللبناني نهاد] المشنوق «فقد توازنه بسبب انتصار الوزير ريفي الطرابلسي، كما أن صعود ريفي أثبت أن الخوف من تشرذم السنة لن يحصل»، معتبرة أن «تصريحات المشنوق الأخيرة أطلقها عمداً لإغراق سعد الحريري أكثر وتمهيداً لانشقاقه عن تيّار «المستقبل»، واستفتاحاً لارتباطه الاقليمي الجديد بعيداً عن المملكة». وأردف الكاتب قائلاً: «يذكرني المشنوق بمشروع حزب الله «سرايا المقاومة»، أي الطابور السني الخامس»، متسائلاً: «بعد كل هذا كيف دخل المشنوق إلى دائرة الحريري الضيقة والمؤثرة؟».
+++++++++++++++++++++++++++
النهار
حملة ضبط الخلايا إلى مزيد من التشدّد
“جنة” ومطمر بيروت مجدّداً أمام الحكومة
“لم يكن الصمت الثقيل الذي خيم على المشهد السياسي الداخلي مطلع شهر رمضان سوى مؤشر لجمود ظرفي يسبق بعض المحطات المقبلة خلال هذا الاسبوع إن على الصعيد النيابي والحكومي أم على الصعيد السياسي، علماً ان ثمة موعدين متصلين بملف قانون الانتخاب اليوم والخميس في جلستين للجان النيابية المشتركة سيحركان نسبياً هذا الجمود . واذا كانت أكثر الاهتمامات السياسية لا تزال متمحورة على ترقب ما يتردد عن مواقف منتظرة للرئيس سعد الحريري تتسم بأهمية استثنائية خلال شهر رمضان وبدءاً من أواخر الاسبوع الجاري، فان المعطيات الوحيدة التي توافرت عن الاتجاهات المحتملة للمواقف التي قد يعلنها الحريري لخصتها أوساط معنية لـ”النهار” مكتفية بالتذكير بما قاله أول من أمس من انه “سيتحدث عن كل شيء وبصراحة خلال شهر رمضان”، مشيرة الى انه بخلاف ذلك لا توقيت محدداً ولا اتجاه محدداً وكل ما عدا ذلك مجرد تأويلات.
وعلمت “النهار” ان الرئيس الحريري غادر بيروت مساء أول من أمس الى الرياض عشية بدء شهر رمضان للمشاركة في المناسبات الرسمية لشهر الصوم على ان يعود الى بيروت تحضيراً للافطارات التي يرعاها وخصوصاً هذا الاسبوع في “بيت الوسط” و”البيال”.
وفي غضون ذلك شككت مصادر سياسية بارزة في ان يكون الموقف الذي عبر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حديثه الاخير الى “كلام الناس ” من تأييده لانتخاب رئيس “تكتل التغيير والاصلاح “النائب العماد ميشال عون شرط ان توافق عليه كل القوى المسيحية مؤشراً لتبديل جدي في المأزق الرئاسي، باعتبار ان جنبلاط اشترط أولاً الاجماع المسيحي على عون وهو أمر بالغ التعقيد. ثم ان هذا الموقف بدا متصلاً بخصوصية الحسابات الجنبلاطية أكثر من كونه انعكاساً لقراءة لدى الزعيم الجنبلاطي لمؤشرات اقليمية متغيرة حيال أزمة الفراغ الرئاسي في هذه الظروف. واستبعدت المصادر ان يؤثر ما جرى في الفترة الاخيرة في “المقلب الحريري” سواء فوز اللواء اشرف ريفي في انتخابات طرابلس البلدية، أو عاصفة الموقف التي أثارها الوزير نهاد المشنوق على موضوع ترشيح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية ما دامت المعطيات الداخلية والاقليمية التي حكمت هذا الترشيح واقامت “معادلة المرشحين” عون وفرنجية لم تتأثر بالمجريات الداخلية. وترددت معلومات أمس عن احتمال عقد لقاء للعماد عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع للبحث في آفاق المرحلة المقبلة عقب خوض طرفي “تفاهم معراب” تجربة الانتخابات البلدية والاختيارية بما يشمل ملفات اساسية عدة منها تقويم هذه التجربة والملف الرئاسي وملف قانون الانتخاب.
قانون الانتخاب
وفي موازاة هذا المناخ، تعاود اليوم اللجان النيابية المشتركة مناقشة ملف قانون الانتخاب وسط أجواء لا تبشر بارتفاع منسوب التفاؤل بتقارب بين مختلف الكتل حول صيغة النظام المختلط. وتقول أوساط نيابية معنية مشاركة في جلسات اللجان إن البحث سيطول في نقطتين جوهرتين في أي مشروع قانون انتخابي هما تقسيم الدوائر وعدد النواب مؤكدة تالياً أن أي خلاف على هاتين النقطتين يوحي بان لا تقدم حقيقياً في هذا الملف. وأشارت الاوساط نفسها الى ان الجلسات الاربع السابقة للجان أظهرت ان النقاش لم يبدأ فعلاً بعد إلا الجلسة الاخيرة الاسبوع الماضي حين باشر النواب عملياً التوقف طويلا عند تقسيم الدوائر ولكن سرعان ما برزت الخلافات الجوهرية بما يؤكد ان درب اللجان سيكون شاقاً، خصوصاً انه لن تكون أمام النواب الا فرصة انعقاد العقد العادي الثاني للمجلس بدءاً من تشرين الاول المقبل. ولا تستبعد الاوساط ان تكون الفترة الحالية مع حلول شهر رمضان فترة تقطيع وقت من دون تسجيل أي انجازات.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت “النهار” ان جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته العادية قبل ظهر الخميس المقبل وفق التوقيت الرمضاني يتضمن بنديّن ساخنيّن:سد جنّة الذي حضرت في ملفه ثلاث دراسات فرنسية والمانية ولبنانية لا تؤيد مشروعه.والبند الثاني قرار بلدية بيروت الاستغناء عن مطمر برج حمود والانصراف الى حل خاص بالمدينة مما يفرض معطى جديداً في شأن عملية تلزيم المطمر المعروض على مجلس الوزراء.
الحملة الامنية
في السياق الامني المتصل بحملة الجيش والاجهزة الامنية في مواجهة الخلايا الارهابية، علمت “النهار” ان سبحة الاعترافات بعمليات قتل عسكريين والاعداد لعمليات تفجير ارهابية كرت في شكل كثيف عقب تمكن الجيش ومخابراته من تصيد رؤوس جديدة قبل يومين لمرتبطين بخلية خربة داود في عكار. وتشير المعلومات المتوافرة في هذا السياق الى ان كشف الخلية وامتداداتها ليس العملية النوعية الاخيرة في ضبط هذه الموجة وان الجيش يتابع عمليات التضييق على الخلايا والشبكات المشتبه فيها وتتواصل عمليات الدهم والتحقيقات والتوقيفات وسط اطار متشدد من السرية بهدف انجاح خطواته. وتجري هذه العمليات بتنسيق تام بين مخابرات الجيش والاجهزة الامنية الاخرى لرصد الخلايا وتعقبها وتوقيف المتورطين فيها.
++++++++++++++++++++++++++++++++
السفير
هل كانت معركة طرابلس رئاسية.. أكثر من جونيه؟
المشنوق للحريري: هذه روايتي.. وليست إدانتي!
“في الزمن السياسي اللبناني الضائع، تكثر الاجتهادات والآراء. يمكن لها أن تصيب أو أن تخطئ. لا ضير من هذا أو ذاك، طالما أن مواسم الحصاد السياسي مؤجلة ولا ارتدادات لا على الاستقرار ولا على التوازنات الضامنة له داخليا.
يطلق السيد حسن نصرالله موقفا يدعو فيه الى عدم تضييع الوقت أكثر. تريدون رئيسا حاوروا المعني الأول والأخير واسمه ميشال عون. بعد أيام قليلة، يتهم الشيخ نعيم قاسم «تيار المستقبل» بأنه لا يخطو أية خطوة باتجاه التفاوض المباشر مع الرابية. يسارع الرئيس سعد الحريري للرد بالقول: «نزولا عند رغبة الشيخ قاسم يقترح «تيار المستقبل» على السيد نصرالله جمع حليفيه ميشال عون وسليمان فرنجية الى طاولة حوار معه، على ان تنتهي طاولة الحوار بين نصرالله وحليفيه المرشحين بإعلان انسحاب احدهما لمصلحة الآخر برعاية صاحب الخطوات والمبادرات حزب الله»!
تتدحرج المواقف. يطلب فرنجية من الحريري ألا يكون محرجا في خياراته. يفاجئ أشرف ريفي الجميع في الشمال. ما لم يكتب حتى الآن، هو سؤال وليس جوابا: هل لعبت أجهزة أمنية عربية أو لبنانية دورا مرجحا لمصلحة ريفي لاعتبارات رئاسية بحتة، وهل كانت معركة طرابلس البلدية رئاسية بامتياز وربما أكثر ضراوة من معركة جونيه؟
زادت الطين بلة تلك الإطلالة التلفزيونية المثيرة للجدل لوزير الداخلية نهاد المشنوق عبر برنامج «كلام الناس». قال كلاما لم يكن منسقا مع أحد. لا مع الزميل مرسيل غانم ولا حتى مع أقرب المقربين اليه من المستشارين أو حتى من بعض أفراد عائلته. اختار الرجل أن يقدم روايته لوقائع عايشها عن قرب من مواقعه المتعددة: صحافي ونائب ووزير في السنوات العشر الأخيرة. لعل أبرز نقطتين حساستين تطرق اليهما هما مبادرة الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز المتعارف عليها بالـ «سين سين» ومبادرة ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
لكن الأكثر جرأة من هذه أو تلك، إبداء رأيه السياسي الذي يردده مؤخرا أمام المقربين منه بأن حالة الهريان السياسي والاقتصادي تكاد تصل الى حد تهديد استقرار البلد برمته وبالتالي الصيغة السياسية (الطائف)، وصار لا بد من مقاربة شجاعة للاستحقاق الرئاسي من أجل كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها البلد منذ سنتين تقريبا. اما مراوحة بعنوان استمرار تبني ترشيح فرنجية مع كل ما يمكن أن يستجلبه ذلك من ضرر على «الصيغة».. واما كسر المراوحة بتبني ترشيح «الجنرال» وعندها لا حاجة الى صياغة خارجية ويمكن اختبار مواقف جميع الأطراف المحلية ومن يريد منها رئيسا للجمهورية ومن لا يريد؟
كان المشنوق مدركا أن كلامه سيستدرج ردود أفعال خصوصا من «البيت المستقبلي»، وهو العارف بوجود «متبرعين» كثر لاعطاء تفسيرات لكلامه من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد: دك اسفين في علاقته الاستثنائية بالحريري وأيضا في علاقته الدافئة بالسعودية.
لم يكن مفاجئا للمشنوق أن يتصل به الحريري ولم تكن حلقة «كلام الناس» قد انتهت بعد. سمع عتبا من زعيم تياره السياسي، واتفقا على لقاء عقد، أمس الأول، واستمر ثلاث ساعات وتخللته مصارحة بين الاثنين. قال المشنوق للحريري انه لم يطلق ادانة بل قدم رواية اشبه ما تكون بمراجعة لمرحلة «السين سين». قد تكون ناقصة وبحاجة الى استكمال وخصوصا لناحية تسليط الضوء على المسعى الدولي ـ الاقليمي الذي قاده الملك الراحل، مراهنا على ما افترضها وقتذاك «حسن نية النظام السوري»، قبل أن يكتشف أن هذا النظام «أخذ ولم يعط ووعد ولم يف»، على حد تعبير المشنوق.
كانت ردة فعل الملك عبدالله في ضوء ذلك رفضه «تشريع السياسة السورية في لبنان»، ودخل لبنان بعد استقالة حكومة الحريري في مرحلة سياسية غامضة الملامح، فيما جاءت التطورات السورية في العام 2011 لتجعل سوريا كلها ودورها الاقليمي في مهب الريح.
يقول المشنوق انه ليس هو من يُشكك بموقفه أو تقييمه أو قراءته للدور السعودي في لبنان والمنطقة. ثمة خطابات ومواقف وكتابات وتصريحات تحكي وحدها من دون اضافات. من التدخل في البحرين الى «عاصفة الحزم» في اليمن مرورا بسوريا والعراق. لذلك، أصر على وجوب أن يكون هناك حد فاصل بين «الرواية» وبين «الادانة»، وهو المدرك للأثر السلبي الذي تركته زيارة الحريري الى دمشق عند قواعده وجمهوره.
وما يسري على «رواية السين سين» السعودية يسري أيضا على «رواية ترشيح فرنجية». ربما كان الأصح أن يقول وزير الداخلية «هذه رواية السفير البريطاني السابق توم فلتشر وليست رواية حكومة بلاده»، وهي رواية شخصية لطالما سمعها مرارا المقربون من المشنوق منذ أشهر ولم يقدمها ولا مرة عبر وسائل الاعلام:
توم فلتشر يعرض قبيل مغادرته بيروت صيغة رئاسية وحكومية مركبة سرعان ما تتحول الى مبادرة اقليمية ودولية ولبنانية. بدا وزير الداخلية حريصا أكثر من مرة على القول انها روايته وليست رواية «تيار المستقبل»، فهل من ردوا عليه بالمضمون نفسه، «كانوا يؤكدون المؤكد أم أنهم كانوا يفجرون أحقادهم»، وهم العارفون أن علاقة وزير الداخلية بالسعودية وبآل الحريري «هي علاقة سنوات لا بل عقود طويلة وليست مجرد مواسم انتخابية عابرة»؟
بطبيعة الحال، بدا الحريري متحفظا الى حد كبير على مجمل رواية وزير الداخلية بشأن ترشيح فرنجية، وهو التحفظ نفسه الذي أبداه السفير السعودي علي عواض عسيري، في اللقاء الذي امتد أيضا بينهما نحو ساعتين. قال المشنوق للرجلين، كل على حدة، «كما قلت في المقابلة التلفزيونية انها روايتي.. وأنا أتحمل مسؤوليتها كاملة». تفهم الرجلان موقفه. سارع عسيري عبر الاعلام الى وضع النقاط على حروف الشق الرئاسي، تاركا للحريري أن يكمل الرواية من وجهة نظره في خطاباته في الافطارات الرمضانية التي سيدشنها نهاية هذا الأسبوع (8 في دارته و8 افطارات مناطقية).
ومن راجع على خط بيروت ـ الرياض، فهم من «مصادر سعودية عالية المستوى» انها ابلغت الجميع ان الانتخابات الرئاسية «شان لبناني بحت وعلى اللبنانيين ان يتصرفوا بما يناسب مصلحتهم ومستقبل وطنهم دون العودة الى مواقف سعودية سابقة رافضة او موافقة على ترشيح هذا او ذاك من المرشحين الرئاسيين».
بكل الأحوال، لم يعد خافيا على أحد وخصوصا على فرنجية الذي يتواصل بشكل شبه يومي مع زعيم «المستقبل» أن لا تعديل في حروف المبادرة الحريرية: فرنجية مرشحنا وخيارنا الوحيد لرئاسة الجمهورية وكل ما يقال عكس ذلك لا يعبر عن موقف «تيار المستقبل».
وما لا يعرفه كثيرون أن العلاقة بين فرنجية والحريري تطورت شخصيا الى درجة أن الرجلين يتصارحان في الكثير من الأمور. على سبيل المثال لا الحصر، فان رد الرئيس الحريري على الشيخ قاسم، لم يأت مفاجئا لفرنجية، بل كان مطلعا على مضمونه مسبقا. الأمر نفسه يسري على رد فرنجية. حقيقة الأمر أن الاتفاق بينهما يكاد يكون على «النقطة.. والفاصلة».
هل يمكن لموقف وليد جنبلاط، أمس الأول، من ترشيح ميشال عون، أن يحمل في طياته هذه المرة ملامح تبدل في المزاج الدولي والعربي من الملف الرئاسي؟
من راجع السعوديين في الساعات الأخيرة تبين له أن الملف الرئاسي اللبناني ليس مدرجا على جدول أعمالهم نهائيا، وعندما راجعتهم بعض الجهات الدولية بامكان اطلاق مبادرة كان الجواب حاسما: تكلموا معنا بملف اليمن أولا وأخيرا!
هل يملك وزير الداخلية روايات أخرى غير تلك التي أطلقها يوم الخميس الماضي؟
بالتأكيد، في جعبته روايات.. وخيارات لا يفصح عنها حتى لأقرب المقربين منه!
+++++++++++++++++++++++++++++++++
الأخبار
هولاند للحريري: مفتاح الحل في الرابية
“حتى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اقتنع بأن مفتاح حل أزمة الشغور الرئاسي في لبنان بيد العماد ميشال عون. وبناءً على ذلك، وجّه هولاند نصيحة للرئيس سعد الحريري، بالتواصل مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح، لكن دون ذلك فيتو سعوديّ.
لم يَكذب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حين «اعترف» قبل أيام بأنّ المملكة العربية السعودية أجبرت تيار المستقبل على اتخاذ مواقف «غير شعبية» في ما خص ملفات إقليمية ومحلية، كزيارة سوريا.
وهذا «الإجبار» أوصل تيار المستقبل «إلى ما وصلنا إليه اليوم»، وخاصة أن الرياض هي من عارضت انتخاب النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد ترشيح النائب سعد الحريري له. نفي سفارتَي السعودية وبريطانيا تدخلهما في الشؤون اللبنانية الداخلية، وخاصة رئاسة الجمهورية، لم يمنع مصادر من فريق الرابع عشر من آذار من الإفصاح لـ«الأخبار» عن معلومات تؤكّد أن السعودية لا تزال حتى اليوم هي المعرقل الاول، سياسياً، لانتخاب رئيس للجمهورية، عبر منعها الرئيس سعد الحريري من التقارب مع عون. وكشفت المصادر لـ»الاخبار» أنّه خلال زيارته الأخيرة إلى فرنسا في أيار الماضي، سمع الحريري من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كلاماً مفاده أنّ «حلّ أزمتك السياسية الداخلية لن يكون إلا من بوابة عون»، ناصحاً إياه بزيارة الرابية لأن هذا هو المخرج الوحيد للشغور الرئاسي. وكلام هولاند لم يكن «فكرة عابرة»، بل نتيجة للاتصالات التي أجرتها الدبلوماسية الفرنسية مع قوى لبنانية وإقليمية ودولية، وبعدما لمس الرئيس الفرنسي خيبة رهانه على تسوية توصل النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا.
في الأذن الحريرية الأخرى، همست أطراف محلية بأنّ «مرجعية أي حلّ هي في حارة حريك (مقر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله)، لا في إيران ولا سوريا ولا أي مكان آخر». وبأنّ عودة قائد تيار «لبنان أولاً» إلى رئاسة الحكومة هي السبيل الوحيد للملمة واقعه الشعبي والاقتصادي والمالي والسياسي المأزوم، وان دون هذه العودة اتفاق مع حزب الله المتمسّك بخيار عون لرئاسة الجمهورية، بحسب ما تنقل مصادر 14 آذار. الحريري لم يُسجل ملاحظاته على كلام هولاند، ولا على نصيحة أصدقائه المحليين، لكنه أكّد لسائليه خارج قصر الإليزيه أنه لا يستطيع القيام بالخطوة التي اقترحها هولاند، بسبب الرفض السعودي.
من ناحية أخرى، استقبل وزير الخارجية والمغتربين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل القائم بأعمال السفارة الاميركية السفير ريتشارد جونز في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهماته الديبلوماسية في لبنان. وقال جونز «أردت أن أقدم له تحياتي وأناقش معه بصفته رئيساً للتيار الوطني الحر، مواضيع سياسية ونتائج الإنتخابات البلدية بالاضافة إلى أمور أخرى. لقد أجرينا محادثات مهمة ولكنها كانت مناقشات تحليلية لا سياسية». وقال إنهما تحدثا في موضوع رئاسة الجمهورية «واتفقنا على أن انتخاب رئيس في وقت قريب أمر يخدم مصلحة لبنان».
في إطارٍ آخر، رد رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان عبر «تويتر» على النائب وليد جنبلاط، مغرداً: «فوجئت ببعض ما قاله وليد بيك في حديثه (عبر برنامج «كلام الناس») ولن أسرد التفاصيل إلا في حينها بل سأقول للتذكير بأننا نحن اللذين رفضنا المحاصصة الحزبية الإقطاعية التي حاول البعض الموتور المتخلف إدخالنا بها عبر العم والصهر والعشيقة. سأكتفي الآن بهذا الجواب على أمل أن يُسحب هذا الامر من التداول من أجل المصلحة العامة… وإني أشك كثيراً في أنك كنت تعلم بالأمر».
بعيداً عن السجالات السياسية، أصدر النائب وليد جنبلاط بياناً أوضح فيه بعض النقاط المتعلقة بقضية مدير أعماله السابق بهيج أبو حمزة وصفه فيه بـ«المتهم بالسرقة وإساءة الأمانة والإفلاس الاحتيالي وغيرها من الارتكابات». وقال جنبلاط إن أبو حمزة يتحمّل مسؤولية وجوده في السجن، مُشيراً الى أنّ جميع الدعاوى ضده «تتضمن إثباتات دامغة دانه بها القضاء واعترف هو بها في إقراراته القضائية». وغمز من قناة الوزير السابق وئام وهاب، مستنكراً ما سماه «الضغط على القضاة من قبل الأصوات نفسها»، سائلاً: «أليس هذا بذاته دليل إدانة لهم ولمعتقلهم السياسي المزعوم؟ أليست هذه عادات المذنب؟». وطلب إعتبار هذه التصريحات بمثابة «إخبار بجرائم التعدي على القضاء والتدخل السافر في عمله بجرائم المادة 382 وغيرها من مواد قانون العقوبات وجرائم القدح والذم والتشكيك في الأحكام القضائية».
++++++++++++++++++++++++
اللواء
برّي وعسيري لدعم قوى الإعتدال.. ودرء الفتنة
الحملة السعودية على المشنوق تتواصل.. ورهان عوني على إستدارة جنبلاط
“ما تزال مفاعيل النقاشات التلفزيونية والمقابلات تتصدر مواضيع الاهتمام السياسي، نظراً لما ترتب عليها من تداعيات سياسية لم تقتصر على طرف أو فريق.
وبقدر ما ساهمت هذه التداعيات في خلط الأوراق، رفعت من منسوب المخاوف، خشية من تراخي السقف السياسي الذي يحمي الاستقرار، ويجعل من الوحدة الوطنية الداخلية سداً قوياً في مواجهة نقل الفتنة، حيث من الممكن للقوى المتربصة بالبلد واستقراره أن تنفذ إلى الداخل، أو تحجز أمكنة قريبة لها عند الحدود.
وهذه الوقائع، حضرت لدى زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري إلى عين التينة، انطلاقاً من الحرص السعودي – اللبناني المشترك على الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، وفي ضوء الدعم الذي يتلقاه رئيس تيّار المستقبل الرئيس سعد الحريري من كل من رئيس المجلس نبيه برّي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط، بالنظر إلى الموقع الذي يمثله رئيس تيّار «المستقبل» من قوة اعتدال من الضروري أن لا تتعرّض إلى أي وهن أو ضعف، نظراً لدور تيّار «المستقبل» في ترسيخ الاستقرار، سواء عبر المشاركة في حكومة «المصلحة الوطنية» أو الحوار الثنائي مع حزب الله، أو المشاركة بفعالية في طاولة الحوار الوطني من أجل إنتاج قانون جديد للإنتخابات، تعمل اللجان النيابية المشتركة بعد انتهاء الدورة العادية للمجلس على تكثيف الاجتماعات بهدف التوصّل إلى نقاط مشتركة من أجل إقرار قانون جديد والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة لإعادة تكوين السلطة وإظهار الأحجام الحقيقية للقوى السياسية، بعيداً عن المزايدات والحسابات الخاطئة غير الواقعية والموهومة.
ونقل زوّار الرئيس برّي عنه أن الانتخابات البلدية أفرزت إتجاهات واضحة لدى قطاعات واسعة من الشعب اللبناني للتغيير، يصبح معه من غير الممكن الذهاب إلى تمديد ثالث للمجلس أيّاً كانت الاعتبارات. وحسب أوساط رئيس المجلس، في معرض تقييم الانتخابات البلدية في طرابلس والضجة التي أثارتها التصريحات الأخيرة للوزير نهاد المشنوق، أن اعتدال الحريري هو مطلب لبناني يتجاوز الطوائف والمناطق في هذه اللحظة الإقليمية والدولية الصعبة التي تمر بها المنطقة ويتأثر بها لبنان. ووصفت هذه الأوساط إعتدال الحريري بأنه ساعد كثيراً على إقامة الحوار مع «حزب الله» وأن رئيس تيّار «المستقبل» ليس في وارد الانجرار إلى مواقف تصعيدية أو التراجع عن الإنفتاح.
وفي قراءة رقمية للخروقات بين الأصوات التي نالها الفائزون على لائحة وزير العدل أشرف ريفي وتلك التي نالتها اللائحة الخاسرة، فإن خروقات ضئيلة بين اللائحتين، الأمر الذي ينفي أن تكون طرابلس محطة للتطرّف، وأن الطرابلسيين بغالبيتهم الساحقة هم مع العيش المشترك والاعتدال، ولا يرغبون بالعودة إلى أيام الحرب السوداء بين التبانة وجبل محسن.
حملة الإعلام السعودي
في هذا الوقت، واصلت الصحافة السعودية التعبير عن الاستياء المباشر من تصريحات الوزير المشنوق التي بقدر «ما أساءت إلى الرئيس سعد الحريري أساءت أيضاً إلى المملكة العربية السعودية» على حدّ وصف أحد كتّاب المقالات في جريدة «العرب» اللندنية والقريبة من دوائر القرار السعودي.
ونسبت «العرب» إلى مسؤول مقرّب من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل، وصفه الكاتب بأنه من «نجوم تلك المرحلة، قوله «أن المشنوق يعيرنا بزيارة الملك عبد الله إلى سوريا من دون تذكر ظروفها ونتيجتها المباشرة، في تلك الفترة حيث برزت رهانات دولية على تحسين سلوك نظام الأسد كمقدمة لفك ارتباطه عن إيران.. ولم يتزحزح الملك عبد الله في مباحثات س – س الشهيرة قيد إنملة عن مصالح بلاده وعن سيادة لبنان».
وتابع المسؤول الرفيع أن «إنتقاد زيارة دمشق في هذا الزمن سهل، لكن قراءة الظرف الدولي في لحظتها هو المنطلق السليم للحكم الموضوعي عليها، والمملكة تستحق الشكر لأنها أوقفت المباحثات ورفضت التنازل مطلقاً لإيران والأسد».
وأشار المسؤول الرفيع في كلامه «للعرب» اللندنية: «لولا مواقف الملك عبد الله بعيد اغتيال الرئيس الحريري لكان نهاد المشنوق في منفاه الأوروبي أو في سجن تدمر لا عضوا في الحكومة اللبنانية».
وعلّقت الصحيفة على كلام المشنوق من أن الحريري لا يفعل شيئاً من دون توجيه السعودية بأنه «اقترف أكبر إساءة في حق سعد الحريري قبل المملكة، إذ يتطابق كلامه مع اتهامات أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله للحريري، فالشيخ سعد في نظر المملكة زعيم وحليف».
ولاحظت الصحيفة أن المشنوق «فقد توازنه بسبب انتصار الوزير ريفي الطرابلسي، كما أن صعود ريفي أثبت أن الخوف من تشرذم السنة لن يحصل»، معتبرة أن «تصريحات المشنوق الأخيرة أطلقها عمداً لإغراق سعد الحريري أكثر وتمهيداً لانشقاقه عن تيّار «المستقبل»، واستفتاحاً لارتباطه الاقليمي الجديد بعيداً عن المملكة». وأردف الكاتب قائلاً: «يذكرني المشنوق بمشروع حزب الله «سرايا المقاومة»، أي الطابور السني الخامس»، متسائلاً: «بعد كل هذا كيف دخل المشنوق إلى دائرة الحريري الضيقة والمؤثرة؟».
مواقف جنبلاط
سياسياً، التقط «التيار الوطني الحر» تصريحات النائب جنبلاط حول إمكانية قبول النائب ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية والسير به، واعتبرها تقدماً في الاتجاه الصحيح.
وكشف مصدر نيابي عوني أن تكتل «التغيير والاصلاح» في اجتماعه بعد ظهر اليوم سيدرس الموقف بعد تصريحات جنبلاط، فيما اشارت معلومات إلى أن وزير الصحة وائل أبو فاعور ستكون له زيارة اليوم إلى الخارج موفداً من النائب جنبلاط من دون ان يُحدّد الوجهة التي يقصدها.
ولفتت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«اللواء» إلى أن تصريحات جنبلاط، وقبلها تصريحات النائب سليمان فرنجية أظهرت وكأن هناك كلمة سر للوصول إلى اتفاق حول شخص المرشح لرئاسة الجمهورية، ملاحظة بأن الأمور بدأت تتسارع بعد نتائج الانتخابات البلدية، والتي أكدت ضرورة الوصول الى حلول في ما خص قانون الانتخاب والانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية.
وكشف القيادي في التيار الوزير السابق ماريو عون في هذا السياق بأن العماد عون متفائل بالوصول إلى انتخابات رئاسية في هذا الصيف.
مجلس الوزراء
في هذا الوقت، علمت «اللواء» أن الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس ستوجه اليوم، وأن تأخير توجيه الدعوة للوزراء مرده أن الجلسة مخصصة فقط لمناقشة جدول الأعمال الذي لم يناقشه الوزراء في الجلسة السابقة، بسبب انهماكهم في بحث ملف سد جنة.
وفي هذا الخصوص، كشف مصدر وزاري لـ«اللواء» أن معلوماته تُشير إلى أن النقاش حول سد جنة عند إعادة إثارة الموضوع في جلسة من جلسات مجلس الوزراء المقبلة، سيكون التيار العوني أقل تشدداً من زاوية مقاربة الموضوع بيئياً فقط، لكن المصدر نفسه تحدث عن عقدة أخرى برزت حيال جهاز أمن الدولة وتتعلق باقتراح يمكن ان يحمله إلى المجلس أحد الوزراء ويقضي بعدم تسريح العميد محمّد الطفيلي نائب مدير الجهاز، كما حدث أكثر من مرّة بالنسبة لمدير المخابرات السابق ادمون فاضل، الا ان هذا الاقتراح سيجابه بمعارضة وزراء حزب الكتائب وزراء اخرين، بحسب ما أكّد وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«اللواء» بأنه بعد إجراء الانتخابات البلدية بشكل ناجح أصبح التمديد ممنوعاً منعاً باتاً من الآن فصاعداً وفي مختلف المجالات، لكن حكيم أبدى تفاؤلاً بإيجاد الحل الناجح لملف جهاز أمن الدولة طالما أن الملف في أيدي الرئيس تمام سلام الذي سيعاود نشاطه في السراي اليوم والذي «لنا ملء الثقة به»، مشدداً على موقفه الثابت بعدم السماح بمرور أي قرار يتعلق باعتمادات مالية لأي مؤسسة أمنية قبل حل الموضوع المالي للجهاز.
وفي جانب وزاري متصل، أعلن وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر بعد اجتماع عقده أمس للجنة الإدارية الأمنية المعنية بشؤون مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أن منظمة الطيران الدولي (ICAO) قررت رفع إسم لبنان عن هواجس السلامة العامة (SSe) في مجال إصدار شهادات الاستثمار الجوي، متحدثاً عن الخطوات الجارية والمخصصة لمتابعة أمور تعود إلى قطاع الطيران والنقل الجوي وإجراءات إدارية تتعلق بملفي سور المطار وجرارات الحقائب وملف رفع مستوى الحماية الأمنية بهدف تعزيز أمن المطار.
++++++++++++++++++++++++++++
البناء
سورية تفتتح برلمانها الجديدة بـ «هدية» تأكيداً للدولة المدنية والتمسك بالوحدة
لافروف يُنهي المهل ومع الجيش السوري في حلب… ووحداته تقترب من الطبقة
بري وجنبلاط يسعيان لتأمين هبوط آمن للحريري في مدارج التفاهم مع حزب الله
“وجّهت القيادة السورية رسالة قوية بافتتاح أعمال مجلس الشعب الجديد المنتخَب، بانتخاب أول سيدة لرئاسته، حيث فازت الدكتورة هدية خلف عباس برئاسة المجلس بالتزكية، فيما بدا واضحاً أنه إعلان تمسك بمفهوم الدولة المدنية التي تحتلّ المرأة فيها مكانة لا تختلف عن الرجل، ويأتي انتخاب الدكتورة هدية بمثابة هدية للمناطق الشرقية في سورية تعبيراً عن الالتزام بالوحدة الترابية للأراضي السورية، والرئيسة الجديدة للمجلس تنتمي لمنطقة دير الزور التي يخوض الجيش السوري فيها يومياً معارك ضارية بوجه داعش.
في الميدان، كان الجيش السوري يحقق تقدماً نوعياً في محاور هجومه نحو مدينة الطبقة باقترابه من طريق حلب الرقة، وبلوغه مسافة كيلومترات من مطار الطبقة العسكري بعدما تمكّن من قطع قرابة الخمسين كليومتراً في عمق محافظة الرقة منذ بدء الهجوم، بينما شهدت محاور حلب وأريافها اشتعالاً شاملاً، يؤكد ما تحدثت عنه التقارير العسكرية من توقعات حول رمضان حار، خصوصاً مع الإعلان الروسي القاطع عن نهاية المهل الممنوحة للجماعات المسلحة لفك التشابك بينها وبين جبهة النصرة، وتصريح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن وقوف روسيا بكل إمكاناتها إلى جانب الجيش السوري في معارك حلب وأريافها، مشيراً إلى خطة تركية تستهدف إسقاطها بيد جبهة النصرة بعدما قدمت لها الكثير من المستلزمات والتسهيلات.
لبنانياً، لا زال مستقبل «المستقبل» على المشرحة السياسية، وسط التكهنات حول كيفية تصرف الرئيس سعد الحريري أمام تشظي تياره السياسي رغم مكابرة رموزه السياسية، فوفقاً لمصادر متابعة لوضع الزعامة الحريرية، أن ما يملك الحريري التصرف به اليوم قد لا يملك التصرف به غداً، وهو الإمرة لكتلته النيابية لاستخدام تصويتها في استحقاقات هامة كرئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية، وهي كتلة لن ينجح باستعادتها في أي انتخابات مقبلة، وفقاً لأي قانون، ولن تضمن له أي انتخابات منصب رئاسة الحكومة وحصانتها وزعامتها، ما لم تنجده تحالفات الخصوم، خصوصاً حزب الله.
على هذا الخط يبدو تحرّك مشترك للكل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب وليد جنبلاط لاحتضان الحريري، وتأمين هبوط آمن لطائرته في مدارج حزب الله السياسية، وبدء حوار جدي حول الخيارات الرئاسية والنيابية قانوناً وتحالفات، وفقاً لمبادرة الرئيس بري تحت عنوان السلة المتكاملة.
بري: أنا مع الحريري
انشغل الوسط السياسي بالمواقف التي أطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يوم أول أمس، لا سيما موقفه من الاستحقاق الرئاسي والرسائل التي بعث بها إلى الرئيس سعد الحريري. ونقلت مصادر عين التينة عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله إنه مع الحريري ظالماً كان أم مظلوماً، ولم تستبعد المصادر أن يلتقيا إذا كان هناك من ضرورة.
وأشارت مصادر في تيار المستقبل لـ «البناء» إلى أن «الحريري سيطلّ خلال هذا الأسبوع في إفطار رمضاني وسيجري جولة أفق سياسية في الملفات المطروحة لا سيما الاستحقاق الرئاسي والانتخابات البلدية ونتائجها».
وحول كلام جنبلاط الأخير لفتت المصادر إلى أن «مواقف جنبلاط جاءت على طريقته المعتادة في توجيه الرسائل»، موضحة أن «جنبلاط يسعى خلال هذه المرحلة للعمل مع حزب الله والمستقبل على تهدئة الوضع الداخلي وكلامه للحريري يأتي في إطار تبريد الأجواء وتخفيف الاحتقان بين الطرفين والابتعاد عن التطرّف»، مضيفة: «جنبلاط أيضاً أسدى نصائح للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن يساهم في هذه التهدئة وتخفيف اللهجة الهجومية ضد الخليج ولا سيما ضد السعودية».
الحجار لـ «البناء»: مستمرّون بترشيح فرنجية
ونفى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار أن يكون تيار المستقبل يعاني من انقسامات داخلية، وأوضح لـ «البناء» أن «الأوضاع الصعبة التي يمر بها المستقبل على صعد عدة أوحت للآخرين بأن هناك انقسامات وتشنجات داخل التيار، لكن ذلك لا يعبر عن حقيقة الواقع»، مشيراً إلى أن «التيار يجري الآن تقييماً داخلياً سيتوّج بمؤتمر عام للمستقبل قريباً».
وأكد الحجار أن «المستقبل لن يتراجع عن مبادرة ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، بل هي مستمرة ولم يتغير شيء، ومن يقول إن هناك تغيرات فليؤمن الأكثرية والنصاب لمرشحه الرئاسي في المجلس النيابي».
جنبلاط لم يعُد «بيضة القبان»
وقالت مصادر مطلعة في 8 آذار لـ «البناء» إن «جنبلاط يدرك أنه لم يعُد يملك التأثير الذي كان يملكه في مراحل سابقة على الساحة الداخلية، ولم يعُد يمثل بيضة القبان في المجلس النيابي لجهة انتخاب رئيس للجمهورية بل هناك أصحاب دول إقليمية كبرى بات هي صاحبة القرار في ملفات المنطقة، والصغار لا محل لهم في المعادلة».
وأشارت إلى أن «جنبلاط يطلق تصريحات نارية وجذابة للفت الأنظار إليه، ووصف رقصة التانغو التي أطلقها على المشنوق تنطبق عليه، فهو يقدم نفسه للآخرين ويوجه رسائل إليهم». وأضافت: «إذا كان جنبلاط جاداً بتأييده لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون فلينزل هو وكتلته إلى المجلس النيابي لتأمين الأغلبية لانتخاب عون رئيساً للجمهورية في ظل إعلان 14 آذار عدم مقاطعة أي جلسة».
وأوضحت المصادر أن «جنبلاط قرأ نتائج انتخابات طرابلس جيداً، حيث اجتاح التطرف مجلسها البلدي ما دفعه لتحذير الحريري بعدم لعب لعبة وزير العدل أشرف ريفي وإلا يصبح ريفي آخر، وحذره من أن الهجوم على حزب الله والشيعة سيؤدي إلى فتنة داخلية». وشددت على أن «ريفي ليس سوى رئيس بلدية ولا يملك مؤهلات ولا إمكانات التمدد الوطني رغم الدعم السعودي له».
وقالت مصادر أخرى لـ «البناء» إن «كل التصريحات التي يطلقها المسؤولون في تيار المستقبل هي مجرد قنابل دخانية، إذ لا مشروع داخلي للسنة في لبنان بل الوضع ممسوك من السعودية فلا الحريري ولا ريفي ولا المشنوق يخرجون من العباءة السعودية، والمشروع المرسوم سعودياً على مستوى لبنان أو المنطقة».
نقاش اللجان لا يبعث على التفاؤل
على صعيد آخر، تعقد اللجان النيابية المشتركة اليوم جلسة لاستكمال البحث في قانون الانتخاب المختلط بالصيغتين الأولى التي قدّمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والثانية الصيغة الثلاثية المستقبل الاشتراكي – القوات .
ونقلت مصادر عين التينة لـ «البناء» أن «الأجواء ليست إيجابية والأمور لا تزال تراوح مكانها والنقاشات لا تبعث على التفاؤل لا سيما أن المستقبل متمسّك بموقفه الرافض للنسبية، ولن يقبل إلا بالقانون المختلط بالصيغة التي قدّمها مع الاشتراكي والقوات».
.. والمختلط الخيار الوحيد
ورجّحت مصادر نيابية مشاركة في الجلسات لـ «البناء» أن يقرّ قانون الرئيس بري بسبب الإحراج الذي أصاب جميع الأطراف من إجراء الانتخابات النيابية المقبلة على قانون الستين لكن لن يُقرّ في وقت قريب»، وشدّدت على أن الخيار بات اليوم بين قانون بري المختلط وبين الستين لكن إجراء الانتخابات أمر محسوم»، لافتة إلى أن «المشروع الحكومي لا حظوظ له بسبب رفض تيار المستقبل كل القوانين التي تستند إلى النسبية».
وتوقّعت المصادر أن تكون «المماطلة في إقرار قانون انتخاب سيدة الموقف في الجلسات التي ستطول وستتحول من جلسة أو جلستين أسبوعياً إلى جلسة كل أسبوعين أو ثلاثة إلى أن يتم التوافق على القانون المختلط قبل الانتخابات بأشهر قليلة وإما العودة إلى الستين».
القضاء وعد اللجنة بتقرير وافٍ
على صعيد الإنترنت غير الشرعي لن تعقد جلسة الإعلام والاتصالات اليوم جلسة على أن تجتمع الثلاثاء المقبل بعد أن طلب القضاء مهلة ليستكمل تحقيقاته وليجيب على طلبات واستيضاحات النواب.
وعلمت «البناء» من مصادر اللجنة أن «القضاء وعد اللجنة بأن يقدّم في الجلسة المقبلة تقريراً كافياً ووافياً وتفسيرات عن كل طلبات النواب»، وأوضحت أن «مدّعي عام التمييز المالي القاضي علي إبراهيم طالب وزارة الداخلية ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص برفع الحصانة وتقديم بعض ضباط وعناصر قوى الأمن للتحقيق في قضية التقصير عن إغفالهم عن تركيب محطات الإنترنت غير الشرعية والتواطؤ بإدخال التجهيزات والمعدّات عبر الحدود لكن لم يتلقّ أجوبة حتى الآن»، وأشارت المصادر إلى أن «المشكلة هي بين المدّعي العام المالي وبين الداخلية اللواء بصبوص وليس مع رئيس اللجنة، خصوصاً أن كلام بصبوص فُهم وكأنه ردّ على رئيس اللجنة»، وفسّرت المصادر «تمنّع وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن عن تقديم العناصر والضباط إلى القضاء العسكري والتمييزي بسبب رغبتها في إجراء تحقيقات داخلية».