قام اللواء خليفة حفتر قائد الجيش الليبي بزيارة إلى موسكو لم يعلن عنها مسبقاً. وكشفت مصادر متابعة في منطقة المغرب العربي أن هدف الزيارة عسكري وسياسي. فاللواء حفتر الذي يتركز نفوذه في شرق ليبيا، ويحظى بمساندة القاهرة، يريد كسر الحظر الدولي على تصدير السلاح إلى الجيش الليبي، بينما يتدفق هذا السلاح الأطلسي والتركي و”الخليجي” إلى على ميليشيات “فجر ليبيا” في طرابلس الغرب وفي غرب ليبيا.
ويطمح حفتر حسب هذه المصادر إلى إعادة تجديد ترسانة الجيش الليبي من السلاح الروسي، وتأهيل الخبرات العسكرية الليبية التي تدربت وتعلمت على أيدي الخبراء الروس منذ عهد الرئيس الشهيد العقيد معمر القذافي. ويستند توجه حفتر على الموقف السياسي الذي أعلنته روسيا بدعم وحدة ليبيا واستقلالها، وبرفض التدخل الأطلسي و”الخليجي” في شؤونها.
وأضافت المصادر أن زيارة حفتر إلى موسكو ترمي إلى فك العزلة الأورو ـ اميركية المضروبة حول ليبيا. حيث جرى إقفال خطوط النقل الجوي والبحري بين ليبيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.
وأكدت المصادر أن اللواء حفتر قد زار القاهرة قبل وصوله إلى موسكو، وقد التقى في العاصمة المصرية بوفد روسي، من دون أن يتم الكشف عما جرى في هذا اللقاء. ومن المعلوم أن مصر تدعم الجيش الليبي والبرلمان الشرعي في طبرق، ولا تعترف بـ”المؤتمر الوطني العام” في طرابلس الغرب، الذي يخضع لميليشيات “فجر ليبيا” التي يقودها تنظيمات “الإخوان” والسلفيين الوهابيين، وهي تسيطر العاصمة الليبية وأجزاء من الغرب الليبي.
وتأتي زيارة حفتر إلى موسكو، فيما تترنح “حكومة الوفاق الوطني” برئاسة فائز السراج المدعومة من حلف شمال الأطلسي وأذنابه في تركيا ودول “التعاون الخليجي”. وتوشك حكومة السراج على السقوط بعد المجازر الأخيرة التي ارتكبها في طرابلس الغرب عناصر “فجر ليبيا”. وقد فشلت هذه الحكومة في ضبط الأمن الوطني ضد هذه الميليشيات “الإخوانية”، وهي لم تنل اعتراف برلمان طبرق المنتخب بعد.
وتنبئ هذه الأزمة السياسية باندلاع القتال مجدداً بين طبرق وطرابلس الغرب. ويحتاج حفتر إلى الرد على الدعم الغربي لميليشيات “فجر ليبيا” والقوى المحلية التابعة للأطلسي، وهو يتوخى أن يأتي ذلك من الدعم الروسي المتوقع للجيش الليبي حتى يعود التوازن إلى معادلة القوى الداخلية. وختمت المصادر بأن مصر لعبت دورا بارزا في التقارب بين اللواء خليفة حفتر وروسيا.
مركز الحقول للدراسات والنشر
30 حزيران / يونيو 2016