واستبعد مصدر وزاري التقى الرئيس سلام أمس انعقاد اجتماع قريب للجنة الوزارية للنفط، قبل أن يطلع رئيس الحكومة على تفاصيل التفاهم النفطي بين الرئيس برّي والوزير جبران باسيل، وهذا يعني بحسب الوزير المعني، أن يعقد لقاء قريب بين الرئيس سلام والرئيس برّي للوقوف منه على التفاصيل، وعندها يدعو رئيس الحكومة اللجنة الوزارية لإقرار مرسومي النفط والغاز، ومشروع القانون الضريبي للشركات، مقدمة لوضع الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي قد يتأخر لنهاية الشهر الجاري. لكن مصادر السراي استبعدت أن يتم لقاء برّي – سلام قريباً، مشيرة إلى أن الرئيس سلام اطلع على التفاهم النفطي من الصحف، ولم يبلغ بتفاصيله من مصادره الرسمية، علماً أنه يرى أن هذا الملف هو ملف وطني بامتياز وليس تفاهماً سياسياً بين فريقين، ويقتضي أن يناقش من كافة القوى السياسية في البلد …
/++++++++++++++++++/
النهار//
لقاءات واسعة لايرولت مع الزعماء السياسيين//
أرقام قاتمة في الجلسة المالية لمجلس الوزراء//
“اتخذت زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت لبيروت التي وصل اليها أمس بعدين متلازمين، الاول يتصل بالذكرى العاشرة لحرب تموز الاسرائيلية على لبنان والتي انتهت باصدار القرار 1701 الذي وسع انتداب القوة الدولية “اليونيفيل” في منطقة عملها مع الجيش اللبناني، والثاني يتصل بالتحرك الفرنسي المتواصل من اجل انهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان. وبدا واضحا ان وزير الخارجية الفرنسي اراد لمهمته اظهار التلازم بين الاستقرار على جانبي الحدود اللبنانية – الاسرائيلية عشية الذكرى العاشرة لحرب تموز والسعي الفرنسي الى تحييد الازمة المؤسساتية الداخلية عن النزاع الاقليمي، فحط في المحطة الاولى من زيارته في مقر قيادة “اليونيفيل” قبل ان يشرع مساء في قصر الصنوبر في سلسلة لقاءات واسعة مع الزعماء السياسيين وممثلي القوى السياسية.
وأعلن ايرولت من الناقورة ان بلاده ستبذل كل ما في وسعها للحفاظ على السلام في لبنان وانها ستبقى ملتزمة المشاركة في قوة الامم المتحدة، علماً ان فرنسا تشارك بزهاء 850 عسكريا في هذه القوة. وقال امام الجنود الفرنسيين المشاركين في اليونيفيل: “قبل عشر سنين بالتمام نشبت حرب مدمرة بين اسرائيل وحزب الله”، لافتاً الى ان “استقرار الخط الازرق اولوية لفرنسا”، وان فرنسا ستبقى “ملتزمة تماماً” البقاء داخل هذه القوة. وأضاف: “اتيت الى هنا حاملاً رسالة دعم لقواتنا وللشعب اللبناني ونريد ان نقول أيضاً للاسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود اننا نقوم بكل ما هو ممكن لضمان السلام والامن للجميع “. واذ لاحظ “ان هناك اليوم أخطاراً أخرى تهدد لبنان” وخلص الى انه “يجب ان يبقى لبنان بمنأى عن النزاع السوري “.
وبدأ وزير الخارجية الفرنسي لقاءاته السياسية مساء في قصر الصنوبر في حضور السفير الفرنسي ايمانويل بون ، فالتقى الرئيس سعد الحريري الذي بدا انه عاد الى بيروت أمس من اجل هذا اللقاء. وافاد المكتب الاعلامي للحريري انه تخلل اللقاء عرض للجهود الجارية لوضع حد للفراغ في رئاسة الجمهورية والاتصالات الدولية التي تجريها فرنسا والمساعدات المطلوبة للبنان لمواجهة اعباء النزوح السوري الى أراضيه كما لتدعيم الدولة اللبنانية ومؤسساتها والحفاظ على استقرار لبنان في ظل المخاطر الاقليمية والارهابية المحيطة. وبعد ذلك سافر الحريري في رحلة عمل الى الخارج.
كما التقى ايرولت رئيس “تكتل التغيير والاصلاح ” النائب العماد ميشال عون، ثم رئيس “تيار المردة ” النائب سليمان فرنجية يرافقه وزير الثقافة روني عريجي، فرئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع. واقيم عشاء جمع الى الوزير الفرنسي عددًا من الشخصيات من أبرزهم عون وفرنجية والرئيس فؤاد السنيورة وجعجع ووزراء بينهم وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العمل سجعان قزي والوزير عريجي.
ومن المقرر ان يستكمل ايرولت لقاءاته اليوم ومن ابرزها لقاء ورئيس “كتلة الوفاء للمقاومة ” النائب محمد رعد، علماً ان وزير الخارجية الفرنسي سيقوم بجولة تشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي عاد أمس من الولايات المتحدة. ويختم زيارته بلقاء وزير الخارجية جبران باسيل يعقدان بعده مؤتمراً صحافياً مشتركاً.
الملف المالي
الى ذلك، علمت “النهار” ان جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية اليوم ستشهد من خارج موضوعها المتعلق بالمالية العامة مداخلات لعدد من الوزراء الممتعضين من طريقة طرح الملف النفطي في حوار ثنائي، لكن ذلك سيكون عرضاً لينصرف الوزراء بعدئذ الى الاحوال المالية لجهة تبيان حقائق إمكانات الخزينة كي يتبيّن للوزراء حدود المشاريع التي يمكن طرحها. وقالت مصادر وزارية في هذا الصدد انه ستجرى جردة حساب للمالية العامة في غياب الموازنة وإرتفاع الدين العام ومدى ضرورة الذهاب الى مجلس النواب للتشريع المالي ومعرفة سبل تخطي القاعدة الاثني عشرية للانفاق.ولم تتوقع ان تنتهي الجلسة الى نتائج ملموسة في المجال المالي في المدى المنظور.
وأبلغت مصادر وزارية “النهار” ان مجلس الوزراء سيعود في جلسته الخاصة اليوم الى الدوران حول الملف المالي الذي اعدٰه وزير المال علي حسن خليل مع مستشاريه وخبراء اقتصاديين وماليين في وزارة المال، وبقي معهم حتى ليل أمس يضع اللمسات الاخيرة على المضمون. واشارت الى ان وزير المال سمع في زيارته الاخيرة لواشنطن صرخة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تطلق منذ اكثر من عشر سنين، بسبب غياب الموازنات العامة وتزايد انفاق الدولة دون واردات لتغطيتها، في سابقة لا مثيل لها. وهو ضمٰن تقريره الذي سيعرضه اليوم على مجلس الوزراء لمحة عامة عن زيادة العجز وحجم الدين والنمو، ووضع التدفّقات النقدية، اضافة الى واقع مشروع الموازنة.
وفي مقابل الصورة القاتمة للأرقام، علم ان التقرير يتحدّث عن ادارة جيدة للدين العام، وعن نجاح الإصدارات، وعن التزام الانفاق ضمن القانون أي ان أي انفاق إضافي على آخر موازنة أقرت عام ٢٠٠٥ يأتي بتشريع في مجلس النواب.
وأوضحت المعلومات، أن رواتب الموظفين في الإدارات والمؤسسات العامة تعتبر مؤمٰنة حتى تشرين الاول المقبل، خصوصاً ان لا زيادات كبيرة سجٰلت في هذا القطاع خلال السنة الاخيرة. لكن مصادر مالية تساءلت، يدق وزير المال ناقوس الخطر على مالية دولة منهكة أمام حكومة مشلولة مطعون في صدقيتها وشفافيتها من رئيسها قبل أعضائها، كيف يمكنها ان تغطي الإصلاحات المطلوبة؟ اما الاجراءات المطلوبة سواء بواردات او نفقات فهي تحتاج الى تشريع في مجلس النواب. لذلك تشير المصادر المالية الى ان نتيجة طرح الملف في مجلس الوزراء ستكون رفع وزارة المال المسؤولية عن نفسها ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، إما بوقف أي انفاق جديد، وإما بالذهاب الى المجلس للتشريع، وإما بالدفع نحو البدء باستثمار النفط لانقاذ الاقتصاد اللبناني ومالية الدولة من كارثة محتٰمة.
/+++++++++++++++++++++++/
السفير//
جنبلاط لجعجع: لن أكون جزءاً من أي اصطفاف طائفي//
هل تحدد السعودية موعداً لزيارة عون.. قريبا؟//
“سبعمئة وتسعة وسبعون يوماً ولبنان بلا رئيس للجمهورية. يأتي وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت الى بيروت ويمضي في اليوم التالي، ولا بصيص أمل في إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية. وحده الحوار السعودي ـ الإيراني «الذي لا بد منه»، على حد تعبير الرئيس نبيه بري، هو الكفيل بإحداث انفراج في هذا الملف وفي غيره من الملفات الإقليمية.
التسوية الرئاسية لن تأتي من خارج لبنان. هذا ما ردده وزير خارجية فرنسا، ليل أمس، أمام ضيوفه في قصر الصنوبر، وبينهم أكثر من مرشح رئاسي. في المقابل، لسان حال اللبنانيين أن الفرصة الرئاسية لم تعد بأيديهم. في هذا السياق، قال الرئيس بري لـ«السفير» إنه في حال عدم التوصل إلى قانون انتخابي جديد في موعد أقصاه تشرين الثاني المقبل، فإنه يقطع يده ولا يمدد للمجلس النيابي مجدداً، وبالتالي، سيكون لزاماً على وزارة الداخلية التحضير لانتخابات نيابية ستجري في الربيع المقبل وفق القانون المعمول به، أي قانون الستين.
يأتي موقف بري بالتزامن مع مناخ عمّمه «التيار الوطني الحر» حول ما يجري من حوار داخل «تيار المستقبل»، لجهة حسابات الربح والخسارة من خيار تبنّي ترشيح العماد ميشال عون بدل النائب سليمان فرنجية، وهذا الخيار ينحاز إليه عدد من قيادات «التيار الأزرق» وأبرزهم الوزير نهاد المشنوق وقوامه افتداء «الصيغة» (الطائف) بتبنّي «الجنرال»، فيما يبرز موقف اعتراضي حاد لفريق آخر يتقدمه الرئيس فؤاد السنيورة الذي يعتبر أن هذا الخيار يساوي الانتحار سياسياً.
واللافت للانتباه هو ما قاله مصدر واسع الاطلاع في «المستقبل» بأن الحذر الغربي وتحديداً الأميركي من العماد عون «يكاد يفوق حذر كل الآخرين وبأشواط كثيرة»، وقال لـ «السفير»: «هل يعقل أن يقبل الأميركيون بالعماد عون رئيساً في خضمّ تحشيدهم ضد «حزب الله» ومحاصرته بالعقوبات المالية والمصرفية»؟
وفي المقابل، يحاول العماد عون تبديد بعض الأجواء المتحفّظة أو الرافضة لوصوله الى رئاسة الجمهورية، وتردد في هذا السياق، أنه طلب زيارة العاصمة السعودية من أجل الاجتماع بكبار المسؤولين في المملكة، وذلك غداة العشاء الذي أقامه السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري على شرف قيادات لبنانية قبيل شهر رمضان في دارته في اليرزة. وفهم أن عون تبلّغ اشارات ايجابية لم تترجم بتحديد موعد لزيارته حتى الآن.
وقال نائب ماروني في «تكتل التغيير» لـ «السفير» إن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «يتحرك تحت سقف «اعلان النيات»، وهو كان صادقا عندما بادر باتجاه كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط من أجل شرح مبررات تبنيه ترشيح العماد عون، وهو تمنى عليهما أن يخرجا البلد من واقع الشغور عبر تبني ترشيح رئيس «تكتل التغيير»، وقد فهمنا أن جواب الحريري لم يتغير جوهرياً، برغم اشارته اللافتة للانتباه بأنه يفضل انتخاب أي رئيس للجمهورية على بقاء الوضع على ما هو عليه حاليا، فيما كان جنبلاط حريصا على القول إنه لن يكون جزءاً من أي اصطفاف طائفي بوجه أي طائفة في محاولة لعزلها أو حشرها تحت أي عنوان من العناوين، وقال جنبلاط لجعجع، وفق المصدر نفسه:»أنصحك بأن تذهب الى عند كل من الرئيس بري وقيادة «حزب الله» وأن تحاول اقناعهما بمبرراتك، فأنا لا أستطيع القيام بأكثر مما قمت به حتى الآن ولا أريد أن أتسبب لنفسي بالمزيد من الاحراجات».
عند هذا الحد، بلغ مسعى جعجع الحائط المسدود، خصوصا أنه كان في لقائه مع الحريري حادا في هجومه على «حزب الله»، معتبرا أن الحزب يتلطى وراء دعم ترشيح عون من أجل اطالة أمد الفراغ، وأن أفضل طريقة لاحراج «حزب الله» وكشف نياته، تتمثل بسحب ترشيح فرنجية وتبني «الجنرال»، على حد تعبير المصدر نفسه».
وأوضح المصدر في «تكتل التغيير» أن العماد عون لم يتطرق خلال زيارته الى عين التينة الى الملف الرئاسي نهائيا، لكن وزير الخارجية جبران باسيل، ولحظة مغادرته مقر الرئاسة الثانية، بعد ابرام «التفاهم النفطي» ألمح الى وجود فرصة لعقد تفاهمات أخرى، فكان جواب بري «عدس بترابو وكل شي بحسابو»، وهنا قال له باسيل «أيا كان موقفك دولة الرئيس، فإن العماد عون يحبك»، وسارع رئيس المجلس للرد «وأنا أحبه أيضا»!
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
باريس في بيروت… بلا المفتاح//
“تحمل الزيارة الاولى لوزير الخارجية الفرنسي لبيروت ضجيجاً اكثر منها جدوى. يحضر لاستكمال ما انتهت اليه زيارة الرئيس فرنسوا هولاند في الشق المرتبط بالنازحين السوريين فحسب. اما الاستحقاق الرئاسي، فمفتاحه في ايدي سواه.
بحسب ما أسرّ به السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون، لا تحمل زيارة وزير الخارجية جان مارك ايرولت لبيروت مضموناً سياسياً، مقدار ما يبدو مهتماً بمناقشة المسؤولين اللبنانيين في مساعدة حكومته للبنان، البالغة 100 مليون يورو، تقسّم مناصفة هذه السنة والسنة المقبلة لمعالجة جزء من مشكلة النازحين السوريين والمجتمع المضيف لهم، في نطاق دعم الدولة اللبنانية، كمجتمع مضيف، على جبه وطأة النزوح السوري.
يذهب ما يقارب ثلث هذه المساعدة الى المجتمع المضيف في سبيل تعزيز البنية التحتية، من شأنها استيعاب عبء هذا اللجوء.
كانت المساعدة هذه تقررت قبل اشهر، واعلن عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في زيارته الثانية للعاصمة اللبنانية في نيسان الفائت. ثم عمد بعد عودته الى بلاده الى توجيه رسالة الى المسؤولين اللبنانيين تؤكد التزام باريس تقديمها في اسرع وقت.
في هذا السياق بالذات تكمن زيارة الوزير الفرنسي، الاولى لمسؤول فرنسي رفيع منذ الزيارة الاخيرة لهولاند. بالتأكيد لا تخلو من كلام سياسي لا يتعدى المواقف المعلنة المعروفة، لاسيما منها ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي، بعدما كان ايرولت ابدى رغبة في الحضور في ايار المنصرم، ثم صرف النظر بناء على نصيحة لبنان، اذ لم يبصر فيها جدوى تتيح الافصاح عن نتائج ملموسة، ولا يريد في المقابل ان تبدو خالية الوفاض. لم يقتصر طلب الارجاء على ايرولت. سبق للبنان ان تمنى على الاليزيه، اواخر السنة الماضية، عندما كشف عن رغبة هولاند في زيارة هذا البلد، ان تمنى تأجيلها للاسباب نفسها بعض الوقت، الى ان رضخ المسؤولون اللبنانيون للموعد الذي تمسك به الرئيس الفرنسي، وهو ان يزور لبنان في نيسان.
تزامن ارجاء زيارة ايرولت في ايار مع تأجيل اجتماع محتمل لمجموعة الدعم الدولية للبنان، رغم سعي فرنسي حثيث الى التئامها، بيد ان الدول الاخرى المشاركة فيها ــ المنشغلة باستحقاقات بعضها داخلي والآخر متصل بالحرب على الارهاب ــ اظهرت عدم حماسة كافية لتوقيت اجتماع جديد غير مثمر. عندما تيقن المسؤولون اللبنانيون من تعثر اجتماع مجموعة الدعم الدولية، طلبوا من باريس تأخير زيارة وزير الخارجية، وكان لبنان خرج من الاجتماع الاخير لمجموعة الدعم في نيويورك في ايلول الفائت، برئاسة الرئيس تمام سلام والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ببيان ليس الا خلافاً لما توقعه. لم يدم ذلك الاجتماع اكثر من 20 دقيقة، وكان ثمة حدث اكثر اهمية خارج القاعة يستحوذ اهتمام الديبلوماسيين الغربيين المشاركين، هو رفع علم فلسطين في الامم المتحدة. في الايام الاخيرة جاء مَن يهمس في آذان المسؤولين اللبنانيين ان مجموعة الدعم قد تجتمع مجدداً في موعد مشابه للسنة الفائتة، في المكان نفسه في نيويورك، في مناسبة مشاركة سلام في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة.
من دون تقليلهم من اهمية الجهد الفرنسي لتوفير الاستقرار في لبنان وإمرار الاستحقاق الرئاسي، يشعر المسؤولون اللبنانيون بأن باريس لا تزال لا تملك مفتاح انتخاب الرئيس اللبناني، ما يقلقهم من انهيار صدقية المساعي الفرنسية التي أخفقت مرة تلو اخرى لدى حاملي المفتاح، الرياض وطهران، حيال تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية. ورغم تنقل ملف محادثاتها معهما من أيد الى اخرى في المملكة وايران كما في باريس، بيد ان لا نتائج ملموسة حتى الآن توحي بإحراز ادنى تقدم في اخراج لبنان من ازمة شغور طالت الى أكثر من سنتين.
يتركز موقف المسؤولين اللبنانيين الذي يستقبلون ايرولت اليوم، في خضم مروحة واسعة من المشاورات سبقه اليها مَن يتقدمه مكانة كهولاند ومن يدنوه كرئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفير جان فرنسوا جيرو عندما عُهد اليه في ملف الاستحقاق، على الملاحظات الآتية:
1 ــ ما لم يحمل الوزير الزائر مفتاح انتخاب الرئيس، لن يكون في وسعه اقناع الرئيس ميشال عون بالتخلي عن ترشحه للرئاسة، ولا اقناع معارضيه بالتخلي عن رفضهم والاقتراع له. بذلك لن يسعه سوى الاكتفاء بالاصغاء الى الافرقاء اللبنانيين جميعاً، وهو سيلتقيهم، من غير ان يتمكن من الحصول من اي منهم على اي تعهد. اذ ذاك تمسي زيارته كومة نصائح يسديها اليهم فحسب.
2 ــ يعتقد المسؤولون اللبنانيون بأن التحضير المتقن للزيارة يؤدي الى النتائج المتوخاة للبنان وفرنسا على السواء. لا يريد لبنان لباريس مزيداً من التورط في الإخفاق وإن يعترف لها ــ وهو ما قيل ايضاً ابان زيارة هولاند ــ بأنها البلد الوحيد الذي لا يزال هذا البلد يشغل اهتمامها. بدورها فرنسا لا تود كذلك خسارة صدقيتها عندما تكثر من جهودها وتحرّكها، فإذا هي لا تعرف من اين تخرج قبعتها؟
موقف كهذا سبق ان سمعه السفير بون قبل اعتماده في بيروت، ابان وجوده في فريق المستشارين الرئيسيين للرئيس الفرنسي.
3 ــ يرى المسؤولون اللبنانيون ان النجاح الرئيسي الذي يمكن ان يسفر عن الزيارة، وقد يكون هو المطلوب بالذات واساساً، سوى مساعدة 100 مليون يورو، تأكيد الوزير الفرنسي في المؤتمر الصحافي الذي يعقده اليوم ــ كما بعد لقاءاته القيادات فرادى ــ دعم الرئيس تمام سلام وحكومته رغم ما فيها من ندوب، كونها لا تزال تمثل واجهة الشرعية الدستورية الوحيدة وعامل الاستقرار في هذا البلد.
/++++++++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
إيرلوت يدعو اللبنانيين للتفاهم على إنتخاب الرئيس//
الجلسة المالية اليوم وسط مؤشرات خطيرة.. وتزاحم بالمواعيد يطيح الجلسة الرئاسية واللجان المشتركة//
“لم تكن محض صدفة ان يختار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان يبدأ زيارته من الجنوب، بالتزامن مع ذكرى مرور عشر سنوات على ما وصفه الوزير الفرنسي نفسه «بحرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله»، فالزائر الفرنسي الذي لا يحمل معه شيئاً مهماً في ما خص إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، حاول ان يقدم موقفاً يعتبر من الثوابت في السياسة الفرنسية تجاه لبنان، بالمطالبة بالحفاظ على «السلام الهش في الجنوب الذي يجب ان يتحوّل إلى وقف نهائي لاطلاق النار»، مضيفاً: «اتيت إلى هنا حاملاً رسالة دعم إلى قواتنا وإلى الشعب اللبناني، وإلى الإسرائيليين على الجانب الآخر من الحدود اننا نقوم بكل ما هو ممكن لضمان السلام والأمن للجميع».
وإذ وصف الوضع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل «بالهش» و«الهادئ»، قال: ان «هناك اليوم اخطاراً تُهدّد لبنان»، في أشارة إلى الحرب في سوريا والأزمة السياسية في ظل عدم القدرة على انتخاب رئيس، داعياً إلى بقاء لبنان بمنأى عن النزاع السوري.
ولئن كانت أولى لقاءات الوزير الفرنسي مع رئيس تيّار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، والذي التقاه في قصر الصنوبر مساء أمس، في حضور السفير الفرنسي ايمانويل بون، قبل ان يتوجه الرئيس الحريري في رحلة عمل إلى الخارج، فإن الاجتماعات اللاحقة سواء السياسية أو الرسمية تركزت على ثلاث نقاط:
1- المرحلة التي بلغتها الاتصالات في ما يتعلق بالملف الرئاسي، ودور فرنسا على هذا الصعيد.
2- كيفية مواجهة النزوح السوري، ان لجهة رفض التوطين والحد من النزوح والمساعدة في إعادة الاعداد التي يمكن اعادتها إلى مناطق آمنة في سوريا.
3- الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي بما في ذلك دعم الحوار القائم، سواء على طاولة الحوار، أو الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» لدرء المخاطر الإقليمية والارهابية عن لبنان.
ومن استقبالات ايرولت مساء أمس كلاً من المرشحين الرئاسيين رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية الذي رافقه إلى قصر الصنوبر وزير الثقافة روني عريجي، ورئيس تكتل «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، اللذين شاركا مع رؤساء الكتل النيابية في العشاء المحدود الذي اقامته السفارة الفرنسية على شرف ايرولت، وشارك فيه أيضاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد.
ومن المقرر ان يزور الوزير الفرنسي اليوم كلا من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان ينتقل عصرا الى وزارة الخارجية للقاء نظيره اللبناني جبران باسيل ويعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا في السابعة مساء يتحدث خلاله عن نتائج زيارته الى لبنان. وبعد عشاء تكريمي يعود الى بلاده.
وفي المعلومات ان الوزير ايرولت أكّد للقيادات اللبنانية اهتمام فرنسا بالوضع في لبنان، ولا سيما أزمة الفراغ الرئاسي، واطلعها على محصلة اللقاءات التي أجراها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع كل من ولي ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سليمان ومع وزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف، مشدداً على ان المهم ان يحصل نوع من التفاهم بين هذه القيادات على إنهاء الشغور الرئاسي، لكي تستطيع فرنسا ان تفعل شيئاً على هذا الصعيد.
مجلس الوزراء
ويسبق لقاء الرئيس سلام مع الوزير ايرولت جلسة يعقدها مجلس الوزراء مخصصة للوضع المالي في ظل التقرير الذي اعده وزير المال علي حسن خليل، والذي وصفته أوساط الوزير بأنه يتضمن ارقاماً مخيفة، وهو بمثابة دق ناقوس الخطر، ما لم تتخذ إجراءات جذرية سياسية ومالية وتشريعية واقتصادية، بما في ذلك إقرار الموازنة، وإنهاء الصرف على الطريقة الاثني عشرية، وضبط النفقات، والحد من التوظيف العشوائي والتهرب الضريبي.
وعلى الرغم من خطورة التقرير، فإن عدداً من الوزراء لم يكونوا قد اطلعوا على الأرقام التي تضمنها وتشخيص الحالة المالية للدولة والموزعة على 41 صفحة فولسكاب.
وإذ غاب ملف النفط عن أنشطة الأسبوع الجاري، كشف الرئيس سلام خلال رعايته إطلاق وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس موقع «خرائط المخاطر والموارد» في السراي الكبير، ما يمكن أن يبلغه لوزير الخارجية الفرنسي في ما خصّ موضوع النازحين، والمتعلق بدعم المجتمع للنزوح بما في ذلك إقرار سلسلة من المشاريع والتوجهات لهذه الغاية، داعياً للابتعاد عن أفخاخ الاستثمار السياسي لملف النزوج السوري، مشدداً على أن النازحين السوريين في لبنان أخوة لنا، وهم مقيمون بيننا لظروف حياتية شاقة وصعبة وخطرة مروا فيها في بلدهم، في حين حذّر الوزير درباس من الانزلاق غير الواعي في اتجاهات غير مجدية، أقلها التذمر والتأفف وأخطرها الوقوع في شرك العنصرية وحملات التحريض.
وأمل درباس أن يكون هذا الإطلاق للموقع الالكتروني الخطوة الأولى في مشروع صمود يطفئ النار ويخلق الفرص ويحكم العقل ويتمسك بالثوابت التي أجمع عليها الشعب اللبناني والتي تتوافق مع رغبات ومصالح أخوتنا السوريين لا سيما النازحين منهم، وهي أن لكل منا وطنه وهويته وأرضه ومؤسساته.
واستبعد مصدر وزاري التقى الرئيس سلام أمس انعقاد اجتماع قريب للجنة الوزارية للنفط، قبل أن يطلع رئيس الحكومة على تفاصيل التفاهم النفطي بين الرئيس برّي ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وهذا يعني بحسب الوزير المعني، أن يعقد لقاء قريب بين الرئيس سلام والرئيس برّي للوقوف منه على التفاصيل، وعندها يدعو رئيس الحكومة اللجنة الوزارية لإقرار مرسومي النفط والغاز، ومشروع القانون الضريبي للشركات، مقدمة لوضع الملف على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي قد يتأخر لنهاية الشهر الجاري.
لكن مصادر السراي استبعدت أن يتم لقاء برّي – سلام قريباً، مشيرة إلى أن الرئيس سلام اطلع على التفاهم النفطي من الصحف، ولم يبلغ بتفاصيله من مصادره الرسمية، علماً أنه يرى أن هذا الملف هو ملف وطني بامتياز وليس تفاهماً سياسياً بين فريقين، ويقتضي أن يناقش من كافة القوى السياسية في البلد.
جلستا انتخاب الرئيس وقانون الانتخاب
إلى ذلك توقفت مصادر سياسية عند ما أعلنه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية عدم انتخاب الرئيس، في موقف وصف بأنه تنصّل من الدور المسبق الذي تعرفه الدوائر الفرنسية والإقليمية من رفض إيران تسهيل الاستحقاق الرئاسي ودور «حزب الله» في الامتناع عن المشاركة في الجلسات وهو نوع من الهروب إلى الأمام، عشية الجلسة 42 لانتخاب الرئيس التي تصادف غداً في توقيت يطرح أكثر من علامة استفهام في ما خصّ التزامن مع جلسة اللجان المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب.
ولاحظت مصادر نيابية، أن توقيت توجيه الدعوتين لعقد جلسة انتخاب الرئيس في الثانية عشرة ظهر الأربعاء، مع جلسة اللجان المشتركة في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم نفسه، من شأنه أن يفقد نصاب اللجان سريعاً، لئلا يختلط الحضور النيابي لجلسة انتخاب الرئيس مع جلسة اللجان، لا سيما بالنسبة إلى النواب الذين يقاطعون عادة جلسة انتخاب الرئيس، وهم بمعظمهم من نواب تكتل عون وحزب الله، وبالتالي لم يتمكن النواب من متابعة البحث في جدول مقارنة بين الصيغتين المطروحتين للقانون المختلط بين النسبي والأكثري، والصيغة المطروحة من الرئيس برّي أي المناصفة بين النسبي والأكثري، والصيغة المتفق عليها بين المستقبل و«القوات اللبنانية» واللقاء الديموقراطي على أساس 68 للأكثري و60 للنسبي.
ورأت المصادر النيابية لـ«اللواء» أن الحديث منذ الآن عن توافق حول قانون للانتخاب ليس في مكانه، مستبعدة حصول أي أمر في هذا الاتجاه قبل جلسات الحوار المقبلة.
وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا لـ«اللواء»: «لست في جو أن هناك توافقاً على القانون الانتخابي الجديد، إنما هناك نقاش داخل اللجان النيابية المشتركة والجميع يُقرّ أنه إذا كان هناك من حل فيجب أن يكون من خلال القانون المختلط، مذكراً بأنه في الاجتماع السابق للجان، لم تكن مواقف القوى السياسية قد تبدّلت».
وأضاف: «إن شاء الله تحلّ النعمة على الموجودين وألا يغادروا مجلس النواب قبل الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الأربعاء لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».
من جهتها، لا تتحدث مصادر في التيار الوطني الحر عن رفض لقانون المختلط، مؤكداً أن هناك حلحلة للوصول إلى قانون موحّد مع الاقتراب إلى النسبية.
/++++++++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
الجيش السوري للإمساك بداريا وشدّ الخناق على المسلحين في الغوطة بعد ميدعا//
حلب: بني زيد والليرمون ساحات اشتباك بعد الكاستلو… وفشل الهجوم المعاكس//
إيرولت يلتقي حزب الله اليوم… ويسمع من برّي موقفاً حازماً من التوطين والنفط//
“كلّ العيون على سورية مع التحوّلات النوعية الفاصلة التي حملتها معارك الأمس، حيث اشتعلت جميع الجبهات، وصولاً إلى توغّل «إسرائيل» خارج خط وقف النار ترقباً لتطوّرات الأحداث، فقد كتب ليوم الثاني عشر من تموز في الذكرى العاشرة للحرب التي شنّتها «إسرائيل» على المقاومة في مثل هذه اليوم وانتهت بهزيمة «إسرائيلية» مدوية، أن يفتتح صباحه بهزائم متتالية ونوعية للجماعات المسلحة التي تشكل جبهة النصرة عمودها الفقري في شمال سورية ووسطها وريف عاصمتها، والتي قال قادة الاحتلال إنها كفرع رسمي لتنظيم القاعدة تعتبر جهة مؤتمنة على أمن «إسرائيل».
الجيش السوري وفقاً للقنوات المموّلة والمشغلة من السعودية وتنسيقيات الجماعات المسلحة سيطر على أغلب نقاط ومفاصل ما تبقى من داريا بيد الجماعات المسلحة، وتطبق على خناقها بتوغّل يفوق الخمسمئة متر داخل مناطق انتشار المسلحين، وفي الغوطة تمكّن الجيش السوري بعد تطهير ميدعا من وضع الجماعات المسلحة في الغوطة تحت نيرانه، وقد أحكم الحصار عليها وقطع خطوط إمدادها. أما في أم المعارك في حلب، فقد شكل فخ مزارع الملاح التي اختارها الجيش السوري وحلفاؤه ميداناً لمعركتهم الفاصلة مدخلاً لاستدراج المئات من مقاتلي جبهة النصرة وفتح كلّ أنواع النيران عليهم ليتمّ إخراجهم من المعركة بين قتيل وجريح، اعترفت النصرة بمئة وخمسين منهم، وقالت إنّ تسعين قتيلاً بينهم وقرابة الستين جريحاً، بينما تقول مصادر متابعة للمواجهات في الملاح إنّ العدد الإجمالي يفوق الستمئة بين قتيل وجريح. ومع فشل الهجوم المعاكس على محاور الملاح، حاولت الجماعات المسلحة التي وحّدت صفوفها وأنشأت غرفة عمليات موحدة، أن تنقضّ على عدد من المواقع الحساسة للجيش السوري وحزب الله، كفرع المرور ومقرّ قيادة حزب البعث وقلعة حلب، وزعمت تحقيق إنجازات، فاجأها التلفزيون السوري ببث مباشر من المواقع المزعومة للإنجازات وتكذيبها، مؤكداً أنّ الجيش والحلفاء لا زالوا يمسكون بمواقعهم دون تعديل، وأنّ المعارك تدور على أحياء بني زيد وبستان القصر وبستان الباشا والكلاسة وأنّ الجيش يحقق المزيد من التقدّم في الليرمون، لإحكام المزيد من الحصار على الأحياء التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في شرق حلب، وعلى مخيم حندرات، الذي يشكل ضمّه للائحة أهداف الجيش والحلفاء تحقيقاً لربط مواقع الجيش في غربي حلب بمواقعه قرب المطار وصولاً لطريق السلمية حماة.
على خلفية هذه التطوّرات، وما سيليها من تحوّلات تنتظر مسارات الحرب في سورية في الأيام المقبلة، بدأ وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت زيارة رسمية إلى بيروت يريد عبرها تجميع المعطيات وبلورة الأفكار تمهيداً لزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ترجمة لمساعٍ فرنسية بتحقيق قدر من التفاهم السعودي الإيراني على تسهيل الاستحقاقات اللبنانية، بتفاهمات الحدّ الأدنى. كما رأت مصادر تابعت التحضير للزيارة وما يرافقها، خصوصاً لجهة تبديد الانطباع عن تموضع فرنسا على ضفة الموقف السعودي العدائي لإيران وحلفائها بعد استضافة باريس مؤتمر المعارضة الإيرانية المموّل من السعودية، فتضمّن جدول الزيارة لقاء اليوم الذي سيجمع إيرولت بوفد من حزب الله، بينما توقعت المصادر نفسها أن تكون الجلسة الأهمّ هي التي سيعقدها إيرولت مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، سواء لرغبة فرنسية بالاستثمار المشترك مع بري في مسعى إنجاح مشروع السلة التي ينتظر أن تشهد مناقشة مستفيضة في فرصة هامة للتوافق الداخلي، في الخلوة المقرّرة لهيئة الحوار الوطني مطلع الشهر المقبل، أو لما سيُسمِعه بري للوزير الفرنسي من مواقف ناصحة وحازمة لعدم التورّط في ملف توطين النازحين السوريين في لبنان باعتباره خطاً أحمر، وعدم الحياد في ملف الحقوق النفطية اللبنانية أمام مخاطر القرصنة «الإسرائيلية»، على قاعدة النصح بأنّ موقفاً فرنسياً جدياً في هذين الملفين سيبني لفرنسا جسوراً ومرتكزات لدور في التسويات المقبلة.
إيرولت التقى الحريري
انطلق الأسبوع الحالي المزدحم بالملفات والاستحقاقات بحراك خارجي على المستوى الرئاسي بدأه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بزيارة رسمية إلى بيروت التي وصلها قبل انتقاله إلى الناقورة على متن طوافة تابعة لليونيفيل لتفقد قوة بلاده، وعاد إلى بيروت عصر أمس، متوجّهاً إلى قصر الصنوبر، حيث بدأ لقاءاته الرسمية في عشاء أقيم في السفارة الفرنسية وعقد على هامشه لقاءات مع عدد من القادة السياسيين من مختلف التوجّهات السياسية.
والتقى إيرولت رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في قصر الصنوبر في بيروت، في حضور السفير الفرنسي إيمانويل بون. وجرى خلال اللقاء استعراض الجهود الجارية لوضع حدّ للفراغ في رئاسة الجمهورية والاتصالات الدولية التي تُجريها فرنسا والمساعدات المطلوبة لمساعدة لبنان على مواجهة أعباء النزوح السوري الى أراضيه، كما لتدعيم الدولة اللبنانية ومؤسساتها والحفاظ على استقرار لبنان في ظل المخاطر الإقليمية والإرهابية المحيطة.
.. وعون وفرنجية
كما التقى إيرولت رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه.
جولة استطلاعية
وأشارت مصادر مطلعة على الزيارة لـ «البناء» إلى أن «إيرولت لم يحمل شيئاً جديداً على الصعيد الرئاسي، بل إن زيارته عبارة عن جولة استطلاعية وسيردّد الزائر أمام المسؤولين اللبنانيين معزوفة أن الوضع في لبنان يحتاج الى خطوات إنقاذية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، لكن المصادر شدّدت على أن «الملف السوري لا سيما النازحين سيشكل موضوع البحث الرئيسي للزيارة نظراً لأهميته بالنسبة للأوروبيين عموماً والفرنسيين خصوصاً».
بري: التوطين خط أحمر
وأكدت مصادر عين التينة لـ «البناء» أن «إيرولت سيلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، وسيناقش معه كل الملفات والقضايا المطروحة وسيرى بري إذا كانت فرنسا تستطيع مساعدة لبنان في الملف الرئاسي وسيبلغ للمسؤول الفرنسي أنه على استعداد دائم للمساعدة رئاسياً، وكما سيدعو الجميع لمساعدة لبنان لإنهاء أزمته على المستويات كافة، إن كان أزمة الرئاسة وأزمة النزوح أو على مستوى استثمار النفط في البحر المتوسط وعلى صعيد الوضع الأمني»، لافتة إلى أن «بري سيؤكد للزائر الفرنسي أن طرح ملف النازحين رفض لبنان المطلق لتوطينهم على أراضيه»، مضيفة أن «بري متيقن من استحالة حصول التوطين لرفض كل اللبنانيين ولعدم دستورية وميثاقية خطوة كهذه»، مشدّدة على أن «لدى بري قناعة كبيرة بأن هذا الأمر لم ولن يمرّ لا جزئياً ولا كلياً ويُعتبر خطاً أحمر ولا أحد يتجرّأ على إثارة هذا الموضوع بشكلٍ علني بل يحاولون طرحه في الكواليس والأروقة الخارجية ويتردّد صداه في الداخل».
فرنسا داعمة لـ «سلة» بري
وقالت مصادر مطلعة على الملف الرئاسي لـ «البناء» إن «وزير الخارجية الفرنسي يسعى من خلال زيارته لبنان لدفع الأمور باتجاه الحلول ولحثّ اللبنانيين على أن يعوا المخاطر المحدقة ببلدهم والمحيط ولضرورة العمل لانتظام المؤسسات، ويبدأ ذلك بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخاب جديد عادل ومنصف، ثم إجراء انتخابات نيابية، مشيرة إلى أن كلام إيرولت للمسؤولين في لبنان ليس بعيداً عن طرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري السلّة الكاملة للحلّ المدعومة إقليمياً ودولياً، ولفتت إلى أن «إيرولت تمنّى خلال لقائه العماد عون والوزير فرنجية النزول إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس إذا كان كل منهما لديه الثقة بالحصول على الأغلبية النيابية»، لكن المصار أوضحت أن «هذا الأمر لن يتحقق، فالمسؤول الفرنسي لا يملك أمر مهمة من حكومته للتنفيذ، كما حصل في العام 1958 عندما أجبر الفرنسيون الرئيس الراحل كميل شمعون على انتخاب فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية أو كما تدخلوا في انتخابات العام 1976 التي تنافس خلالها الياس سركيس وريمون إده وعندما فرضوا الوجود السوري في لبنان».
انفجار الأزمة في آب
وأضافت المصادر أن «الزائر الفرنسي سيتطرق إلى أزمة النزوح في بلاده وفي أوروبا عموماً، حيث سيطلب من المسؤولين والحكومة الحفاظ على الوضع القائم للنازحين السوريين والسيطرة على أي انفجار لهذه الأزمة. كما تريد فرنسا وكل أوروبا أن يحذو لبنان حذو تركيا بالإبقاء على النازحين السوريين على أراضيه تمهيداً لتوطينهم». وتخوّفت المصادر من «أزمة ستنفجر في شهر آب المقبل نتيجة انهيار الوضع الاقتصادي والمالي والسياحي وتفاعل الأزمة بين حزب الله والمصارف والبنك المركزي».
وعلمت «البناء» أن إيرولت سيلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مطرانية بيروت وسيشدّد الراعي أمام الوزير الفرنسي على ضرورة أن تلعب فرنسا دوراً هاماً لانتخاب رئيس ولرفض أي شكل من أشكال التوطين، كما يقول الدستور اللبناني، والمساعدة على الخروج من أزمة النازحين».
ومن المقرر أن يعقد إيرولت مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره اللبناني جبران باسيل مساء اليوم في قصر بسترس يتحدّث خلاله عن نتائج زيارته إلى لبنان.
سفيرة أميركية جديدة في لبنان
وتزامناً مع زيارة المسؤول الفرنسي، وصلت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة في لبنان اليزابيت ريتشارد الى لبنان آتية من بلادها، وذلك لتقديم نسخة عن أوراق اعتمادها الى المسؤولين اللبنانيين قبيل تسلمها مهامها الدبلوماسية الجديدة كسفيرة لبلادها في لبنان.
قاسم: حل الرئاسة عند السعودية
وعشية الجلسة 42 لانتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء المقبل، اتّهم حزب الله الرياض بعرقلة إنجاز الاستحقاق، فقال على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم إن «المشكلة الأساسية تكمن في التدخل الخارجي، فقد تبين خلال العامين الماضيين أن الجهة الوحيدة التي تقف سداً منيعاً وتشترط خيارها هي السعودية، فقد رفض وزير خارجيتها السابق سعود الفيصل اتفاقاً شبه ناجز لاختيار الرئيس، ومع أن الإشارات التي صدرت من الدول المختلفة خلال هذه الفترة لم تمانع في أي اختيار، فقد بقي «الفيتو» السعودي مانعاً من الانتخاب»، مضيفاً «طريق الحل في معالجة المشكلة، فتشوا عن السعودية، إن وافقت يجري الانتخاب غداً، وإن لم توافق فالأزمة طويلة، ولن تحلّها لا التصريحات ولا التبريرات ولا الزيارات الأجنبية ولا الاتهامات. في اختصار، حل الرئاسة عند السعودية».
جلسة حكومية مالية
على صعيد آخر، يستأنف مجلس الوزراء جلساته الأسبوعية التي توقفت بسبب عطلة عيد الفطر، فيعقد جلسة اليوم تخصص للاستماع إلى تقرير وزير المال علي حسن خليل عن الوضع المالي في البلاد، على أن تناقش جلسة الخميس جدول أعمال عادياً يغيب عنه الملف النفطي الذي حظي بتوافق التيار الوطني الحر- أمل في انتظار توافق سياسي شامل لإدراجه على جدول أعمال المجلس وإقرار مرسوميه.
النفط بانتظار مجلس الوزراء
وأشارت مصادر مواكبة الملف لـ «البناء»، أن «ملف استثمار ثروة لبنان النفطية والغازية تقدمت خطوات إيجابية جديدة لتضع الملف على السكة الصحيحة ويسلك طريقه نحو الخواتيم النهائية بانتظار أن يتخذ مجلس الوزراء خطوات جدية في إصدار المراسيم للانطلاق في التنقيب عن النفط في البحر». وعلمت «البناء» أن «اللجنة الوزارية المختصة في هذا الملف لم تتبلّغ حتى الآن أي دعوة للاجتماع للبحث في الملف»، مرجحة أن «تعقد الأسبوع المقبل جلسة تسبق جلسة مجلس الوزراء التي ستكون مخصصة لإقرار المراسيم».
.. وجلسة للجان الأربعاء
في غضون ذلك، دعا الرئيس بري أمس، اللجان النيابية المشتركة لجلسة قبل ظهر الأربعاء، لمتابعة درس اقتراح القانون الرامي الى تعديل قانون الانتخاب باعتماد صيغة النظام المختلط بين الأكثري والنسبي.