افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 26 تموز، 2016

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس، 9 حزيران 2022
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 6 كانون الأول، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 26 حزيران، 2018

مشكورة موريتانيا أن بادرت الى تلقف المهمة المفاجئة التي ألقيت على عاتقها لاستضافة القمة العربية، وهي بالتأكيد، كما استشعرت طويلا غياب العرب عنها، استشعرت بفداحة النيران التي تلتهم المشهد العربي في صورته الواسعة، ولا تلام بالتالي على هزالة الاجتماع العربي ولا مقرراته البائسة، وغالبية الدول العربية ساقطة في متاهات الأمن والانقسام والعوز.. أو العمالة، حتى لتبدو قمة انشاص قبل 70 سنة صورة زاهية عن حال العرب وقوتهم! …
مشهد من الجلسة الافتتاحية للقمة العربية
/++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
قمة نواكشوط بسبعة زعماء ويوم واحد//
التزام مكافحة الارهاب “أياً كانت صوره”//
“وسط الإنقسامات والأزمات المستمرة في المنطقة العربية، انعقدت القمة العربية السنوية في العاصمة الموريتانية نواكشوط في حضور ستة فقط من الزعماء العرب واختصرت الى يوم واحد بدل يومين كما كان مقررا.

وكان أعلن في وقت سابق عن مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ولكن اعلن لاحقاً انه لن يحضر “لاسباب صحية”. كذلك لم يحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب “اجندة داخلية مثقلة بالمواعيد”. لكن صحيفة “المصري اليوم” عزت اعتذار السيسي عن حضور القمة إلى كشف محاولة اغتيال كانت ستستهدفه في العاصمة الموريتانية.

ونسبت إلى مصادر طلبت عدم ذكر اسمها أنه وردت “معلومات مؤكدة” إلى رئاسة الجمهورية تفيد أن الرئيس السيسي سيتعرض لمحاولة اغتيال حال وجوده في موريتانيا، موضحة أن هذه المحاولة ليست الأولى تستهدف السيسي خلال جولاته الخارجية، وأنه بناء على تلك المعلومات تقرر عدم مشاركة الرئيس في القمة.

وقد حضر كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورؤساء السودان واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر، فيما أوفد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين رئيس الوزراء هاني الملقي.

وأكد الزعماء العرب في “إعلان نواكشوط” الذي اصدروه في ختام القمة “التزام تطوير آليات مكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية”.

وشدد الإعلان على مركزية القضية الفلسطينية، وحض على تكريس الجهود للتوصل الى حل شامل وعادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية.

وأبدى ترحيب الزعماء العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية السنة الجارية، يمهد له بوقف جميع النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية، وفق إطار زمني.

ودعا البيان الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. وناشد الافرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد الى اليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.

وأعرب عن الأمل “في أن يتوصل السوريون إلى حل سياسي يعتمد على الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها”، وأكد “دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الارهابي”.

وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت في شباط الماضي نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن استضافة الاجتماعات التي كانت مقررة في نيسان الماضي.

قمة مختصرة

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قال لدى افتتاحه القمة إن الإرهاب أحد التحديات التي تواجه العرب، وإن المنطقة ستبقى في حال عدم استقرار ما لم تحل القضية الفلسطينية.

وتسلم الرئيس الموريتاني الرئاسة الدورية لقمة جامعة الدول العربية من ممثل الرئيس المصري رئيس الوزراء شريف إسماعيل الذي ألقى خطاب السيسي أمام القمة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الذي يحضر القمة الاولى منذ انتخابه اميناً عاماً خلفاً لنبيل العربي في وقت سابق من هذه السنة: “سأحرص على الحيادية خلال عملي كأمين عام للجامعة”، معتبراً أن “الجامعة العربية في حاجة إلى التطوير العاجل لمواجهة التحديات”.

وقال الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير: “إننا نجدد دعمنا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سلمي للنزاع السوري”.

وقدّر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي “موقف العرب المساند للشعب اليمني والشرعية”، وذكر أن “الحوثيين و(الرئيس اليمني السابق علي عبدالله ) صالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب”، “الشعب اليمني لايزال يقاوم الميليشيات الطائفية”.

أما رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، فقد أبدى ترحيبه بالمبادرات الساعية الى إنهاء الأزمة السياسية لليبيا، لافتا إلى أن “الجيش الليبي يواجه داعش على رغم ضعف الإمكانات”، مشدداً في السياق ذاته على “رفضه لأي تدخل خارجي ينتهك السيادة الليبية دون الاتفاق مع حكومة بلاده”.

/+++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
لاءات موريتانيا الثلاث: لا قمة ولا قرارات ولا عمل//
من أنشاص إلى نواكشوط: 70 سنة من الهزال العربي//
“أقصر القمم العربية وأكثرها بعداً جغرافياً. وكأن التاريخ يعيد نفسه. كلما اجتمعوا انتكسنا. وكلما أصدروا بيانا أو تبنوا إعلانا من عاصمة عربية، انهالت على أمتنا الويلات. وكلما قالوا بتحرير فلسطين، كلما بادروا الى معاهدات صلح وتفاوض. وكلما قالوا اجنح الى السلم، كلما ابتلع العدو المزيد من أرضنا وحقوقنا.

وهكذا وصلت القمم العربية الى حضيضها السياسي والشعبي المطلق. من مؤتمر قمة انشاص في العام 1946 في محاولة اولى لإنقاذ فلسطين، ثم في بيروت في العام 1956 بعد العدوان الثلاثي، وصولا الى قمة القاهرة في العام 1964 التي قررت تكليف أحمد الشقيري إعداد الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال، ثم قمة الاسكندرية من بعدها لتحرير فلسطين عاجلا أو آجلا وتأييد تأسييس منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني ومؤتمر «لاءات الخرطوم» في العام 1967. وما تلى هذه القمم لم يكن أحسن حالا، فمن انهيار الى آخر، ومن مساومة الى تنازل، والى مبادرات عربية متتالية تقابلها اسرائيل بمزيد من الدم والاحتلال. وصرنا الآن «ننفتح» على العدو بالتنسيق الأمني والسياسي والأكاديمي ونأمل استضافتهم في عواصمنا .. وآخرها الرياض!

مشكورة موريتانيا أن بادرت الى تلقف المهمة المفاجئة التي ألقيت على عاتقها لاستضافة القمة، وهي بالتأكيد، كما استشعرت طويلا غياب العرب عنها، استشعرت بفداحة النيران التي تلتهم المشهد العربي في صورته الواسعة، ولا تلام بالتالي على هزالة الاجتماع ولا مقرراته البائسة، وغالبية الدول العربية ساقطة في متاهات الأمن والانقسام والعوز.. أو العمالة، حتى لتبدو قمة انشاص قبل 70 سنة صورة زاهية عن حال العرب وقوتهم!

ولهذا، ربما تكون القمة العربية الأولى والأخيرة التي تستضيفها موريتانيا التي لم يمض على انضمامها للجامعة العربية أكثر من ثلاثة وأربعين عاما.

تطرح قمة نواكشوط، بعد قرار المغرب عدم استضافتها، أسئلة كثيرة، منها أن القمة صارت عبئا على العرب الذين اعتادوا الهرب في خضم التحديات، فكيف الحال وهم في لحظة يجمعون فيها على أولوية مواجهة تحدي الإرهاب المركزي، لكنْ «كل على ليلاه»، خصوصا عندما تختلط الحسابات بالأحقاد وعندما تتبدل فجأة هوية «العدو»، فيصبح «الإيراني» أكثر خطرا من «الاسرائيلي»، وعندما تصبح قضية فلسطين مجرد شماعة، بينما تهرول دولة تلو دولة للتطبيع مع العدو!

وبمعزل عن بيان ختامي كتبه أهل الخليج في ديوانياتهم، قبل وصولهم الى موريتانيا، و «إعلان» صار شبه تقليد ليس بمضمونه المكرر بل في عدم اقتران القول بالفعل عربيا، وبمعزل عن خطابات بدت مملة وممجوجة، فإن القمة بدت وكأنها مسروقة، شكلا ومضمونا، بدليل أن من حضر من قادة العرب، كأميري قطر والكويت، وغيرهما من ممثلي الدول، أعطوا الأوامر بعدم إطفاء محركات طائراتهم، فكان أن ألقوا كلماتهم وشاركوا في التقاط الصورة الرسمية وعادوا من خيمة القمة الى المطار مباشرة.

وهكذا، لم يكن منتظرا إلا أن تكون النتائج هزيلة لقمة الساعات السبع المبتورة الحضور والمناقشات برغم الجهد الجبار الذي بذلته موريتانيا لعقد القمة العربية السابعة والعشرين على أراضيها، بعد اعتذار المغاربة لأنهم لا يريدون أن يكونوا شهود زور «على توصيات عادية وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن العربي»!

شارك في القمة سبعة زعماء ورؤساء (الكويت وقطر واليمن وموريتانيا والسودان وجيبوتي وجزر القمر) وستة من رؤساء الحكومات ونواب الرؤساء، فيما تمثل باقي الدول بوزراء الخارجية، وانعقدت في خيمة بلاستيكية كبيرة قرب قصر المؤتمرات الذي لم ينته العمل به بعد، وفي ظروف بالغة التعبير كانقطاع الكهرباء والانترنت وتعذر الاتصالات وانقطاعها، فيما كانت البلاد تشهد مطرا صيفيا وحوادث معبرة على هامش القمة مثل إصابة أحد الوزراء العرب بنوبة قلبية مفاجئة.

غاب أكثر الزعماء العرب تأثيرا في سير المناقشات واتخاذ القرارات، بمن فيهم الرئيس السابق للقمة عبد الفتاح السيسي الذي لم يكلف نفسه عناء تسليم الراية لنظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي ألقى كلمة افتتاحية أعلن فيها استنكار بلاده للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية. أما حضور الرئيس السوداني وأمير الكويت وأمير قطر والرئيس اليمني المختلف على شرعيته، فقد كان من باب اللياقة ومحاولة إثبات الحضور لا أكثر ولا أقل. أما الغائب الأكبر، فكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع أن الموضوع الأساس للقمة، هو القضية الفلسطينية!

حتى أن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون نأى بنفسه عن قضايا العرب وغاب عن القمة التي دُعي إلى حضورها وكلّف ممثله في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تمثيله وإلقاء كلمة عنه.

ولم تكن «قمة الأمل» بمستوى عنوانها، لا بل إن الأمل تراجع الى حد كبير في تحقيق ولو خطوة نوعية واحدة باتجاه وقف حمامات الدم السائلة في أكثر من بلد عربي، ووقف حالات الانقسام والتفتت وتدمير الذات العربية.

وحده أمير الكويت المخضرم أضفى بحضوره على القمة تأثيرا لكنه بدا مشوبا بعجز بلده عن إنجاز المصالحة اليمنية وتقديم مبادرات في باقي الاتجاهات العربية والاقليمية. لكن الجو العربي الضاغط، ووجود أمين عام جديد للجامعة (أحمد أبو الغيط) مكبّل اليدين، لم يؤد إلى ما ينتظره الشارع العربي، برغم أن كلمته في افتتاح أعمال القمة أكدت وجوب التغيير الجذري في بنيان الجامعة العربية.

وعلى جاري العادة، فإن ما كتبه وزراء الخارجية العرب قبل سنة ونيف في قمة القاهرة هو ذاته ما كُتب في اجتماعاتهم التمهيدية للقمة في نواكشوط، وهو ما ضغطوا لتضمينه في القمة الإسلامية التي عقدت في اسطنبول قبل أشهر، وهو نفسه ما عبّر عنه البيان الختامي للقمة، بما يؤكد «استيطان» حالة الانقسام ربطاً بالتطورات الإقليمية المتسارعة والخطيرة في آن معا.

لبنان: الأولوية لقضية النازحين

أما لبنان، فقد كان وفده الرسمي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام يمنّي النفس بمزيد من التضامن العربي لعله يكون مدخلا لحل الازمات العربية ومنها أزمة لبنان المفتوحة على مصراعيها فراغا دستوريا غير مسبوق منذ الاستقلال حتى يومنا هذا.

وما كان متوقعا ناله لبنان، وهو التضامن اللفظي في موضوع أزمة النازحين السوريين ومكافحة الارهاب، باعتباره موضوعا يهم كل العرب وكل العالم، مرفقا بالدعوة الى استقرار لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية. أما الترجمة بالدعم المالي، فقد كان مصيرها «النأي بالنفس» عن موجباتها.

وبلغة هادئة لكن واضحة وصريحة، خاطب رئيس حكومة لبنان تمام سلام العرب، مقترحاً «تشكيل هيئةٍ عربيّة تعمل على بلورة فكرةِ إنشاءِ مناطقَ إقامة للنازحين داخل الأراضي السورية، وإقناعِ المجتمع الدوليّ بها»، داعيا إلى «إنشاءِ صندوقٍ عربي لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود، وتحسين شروط إقامة النازحين المؤقّتَة».

واعتبر سلام، خلال إلقائه كلمة لبنان أمام القمة العربية، «أن رعايةَ السوريين في أرضهم أقلُّ كلفةً على دول الجوار وعلى الجهاتِ المانحة، وأفضلُ طريقةٍ لوقف جريمةِ تشتيتِ الشعب السوريّ».

وشدّد سلام «على الطابعِ المؤقتِ للوجود السوريّ»، مؤكداً أن «لبنان ليس بلدَ لجوءٍ دائم، وليس وطناً نهائياً إلّا لأهلِه».

وقال سلام إن «هناك ما يقارب مليوناً ونصف مليون نازحٍ سوريّ، في بلدٍ ذي إمكاناتٍ محدودة»، مشيراً إلى أننا «بلدٌ صغيرٌ يؤدي واجبَه الأخويّ بلا مِنَّة، ترفُدُه مساعداتٌ دوليةٌ ما زالت قاصرةً عن تلبية حاجاتِ النازحين والمجتمع المُضيف». أضاف: «أمام هذا الواقع، نتطلّعُ إلى إخواننا العرب، فَمَنْ الأجْدَرُ منهم بسَماعِ شكوانا، والأقدرُ على مساندتِنا».

وأكد «اننا لسنا محايدينَ في كلّ ما يَمَسّ الأمن القوميّ لأشقائنا، وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفضُ أيَّ تدخّلٍ في شؤون البلدان العربية ومحاولةَ فرضِ وقائعَ سياسيّةٍ فيها، تحت أيّ عنوان كان».

«إعلان نواكشوط»

ولم يتضمن «إعلان نواكشوط»، الصادر عن القمة العربية أي جديد يذكر في المواقف من القضايا المطروحة على جدول أعمال القمم المتتابعة.

ودعا الإعلان إلى «حل سياسي للأزمة السورية، يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها».

كما أكد القادة العرب «دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي».

وأشاروا إلى التزامهم بانتهاج أنجح السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، من خلال تطوير آليات مكافحة الإرهاب أياً كانت صوره وتعزيز الأمن والسلم العربيين بنشر قيم السلام والوسطية والحوار ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية.

وأعادوا تأكيد «مركزية القضية الفلسطينية في عملنا العربي المشترك والمضي قدما في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج وتكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل عادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة».

ورحبوا بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني «وفق إطار زمني» في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية.

وطالبوا المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من يونيو 1967.

وشدد القادة العرب على ضرورة تجاوز الخلافات القائمة والتأسيس لعمل عربي بنّاء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي وينطلق من التشبث بالطرق الودية في معالجة الأزمات العربية وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سدا لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية للبلاد العربية.
وتحفظت كل من مصر والعراق وتونس عن إدانة «حزب الله» واتهامه بالإرهاب.

/++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
اجتماع الساعات الست ينتهي بإعلان باهت//
قمة نواكشوط تعرّي الفراغ العربي//
“قد تكون الخلاصة الأولى التي خرجت بها القمة العربية المنعقدة في موريتانيا، أمس، أنّ المغرب أصاب حين أعلن في شهر شباط الماضي تخليه عن استضافة قمة لا تتوافر لها {الظروف الموضوعية» لإنجاحها.

على عكس شعار “قمة الأمل” الذي أعطي للقمة العربية الـ27 التي انعقدت ليوم واحد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، أمس، خلُص الاجتماع العربي السنوي إلى تعرية الفراغ العربي على المستوى الرسمي، وإلى كشف الأزمات التي تتعرض لها الجامعة العربية راهناً، خاصة بعد تحوّلها إلى أداة دبلوماسية بيد الرياض والعواصم الخليجية ذات النفوذ السياسي والمالي.

في الشكل، ظهر ضعف اللقاء سياسياً في ظل تغيّب عدد من الزعماء العرب عن حضور القمة المنعقدة في خيمة كبيرة قرب قصر المؤتمرات في نواكشوط، كان أبرزهم، الملك السعودي، سلمان، “لأسباب صحية”، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بسبب “أجندة داخلية مثقلة بالمواعيد”، فيما اكتفى أمير قطر، تميم، بحضور جلسة الافتتاح. واقتصرت مشاركة الزعماء على رؤساء السودان، جيبوتي، جزر القمر، وأمير الكويت، إلى جانب الرئيس اليمني المستقيل، عبد ربه منصور هادي، فيما بقي مقعد سوريا شاغراً.

وكانت مصادر دبلوماسية قد ذكرت قبيل افتتاح القمة أنه “تقرر اختصار مدة القمة ليوم واحد”، الأمر الذي تُرجم بقمة من نحو ست ساعات عمل. واعتادت القمم العربية السابقة أن تستمر على مدار يومين، يكون اليوم الأول منها منقسماً بين جلستين مخصصتين لكلمات القادة والزعماء ورؤساء الوفود، بينما يُخصَّص اليوم الثاني للمناقشات الهادفة إلى وضع اللمسات النهائية على البيان الختامي.

في المضمون، إنّ القمة التي تستضيفها موريتانيا للمرة الأولى إثر اعتذار المغرب قبل أشهر، انتهت بإعلان يتألف من 13 بنداً، يمكن وصفه بالباهت وبأنه تعمّد تأجيل بعض النقاط. ومما قد يشرح ذلك قول مصدر دبلوماسي مصري لـ”الأخبار” إنّ “عدة أمور حسمت خروج القمة بلا قرارات مصيرية، من بينها استمرار نقاط الخلاف حول عدة مشاريع مهمة مثل القوة العربية المشتركة التي سيقوم الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، بجولة مباحثات عربية بشأنها”.

وبما يعكس الهيمنة السعودية على المنظمة العربية، شدد “إعلان نواكشوط” على “رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وبصفة خاصة التدخلات الإيرانية”، مرحباً في الوقت نفسه “بالمبادرة الفرنسية حول القضية الفلسطينية”. ودعا الإعلان الأطراف السورية إلى حل سياسي “يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها”، مشيراً إلى التزام “انتهاج أنجع السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي (عبر) تطوير آليات مكافحة الإرهاب أياً كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين”. وأشار أيضاً إلى “مركزية القضية الفلسطينية… في عملنا العربي المشترك، (مشدداً) على المضي قدماً في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج وعلى تكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل عادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة”. كذلك، ناشد الإعلان “الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد إلى اليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت”، وذلك في وقت كان أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، قد ذكر في كلمته خلال جلسة الافتتاح أنّ “المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت، وعلى مدى أكثر من شهرين، لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر”، وذلك برغم استدراكه بأنّ “الأمل ما زال معقوداً”.

ومن ضمن الكلمات البارزة، فقد أشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى “استحالة أن يكون (للرئيس السوري) بشار الأسد، أو كل من لطخت يده بدماء السوريين، دور في مستقبل سوريا”، معتبراً في كلمة ألقاها نيابة عن الملك السعودي، أنّ “النظام السوري يعطل حل الأزمة السورية سلمياً، ويستمر في أسلوب القتل والتدمير”. وقال إن “العالم العربي يتعرض لخطوب مزمنة مثل قضية فلسطين، أو مستجدة كما في سوريا واليمن والعراق، أو استمرار التطرف والإرهاب”. وبرغم أنّ القمة انعقدت بعد يومين على انتهاء زيارة وفد سعودي غير رسمي برئاسة اللواء المتقاعد، أنور عشقي، لإسرائيل، لفت الجبير إلى أن “القضية الفلسطينية تشكل بنداً ثابتاً في جدول أعمالنا، وهذا يعود لاستمرار التعنت الإسرائيلي المتناقض لرؤى السلام وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

/++++++++++++++++++++++/
اللواء
قمّة نواكشوط لبنانياً: إلتزام الأمن العربي وتنسيق مع الأردن للمناطق الآمنة//
ربط مزارع شبعا بالقرار 242.. والمزاج الشعبي لا يراهن على الإتفاق على عون في آب//
“قبل أيام قليلة من نهاية شهر تموز، وبدء جلسات الحوار على مدى ثلاثة أيام في عين التينة، في 2 و3 و4 آب، خفت صوت الضجيج العوني حول «امكانية جامحة» للتوصل إلى تفاهم وطني على انتخاب النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

وبدت الساحة المسيحية تحت وطأة العودة إلى «حرارة الانقسامات والاتهامات»، في ظل ما يمكن ان يوصف بأنه إعادة تموضع وتجاذب: فالنائب سليمان فرنجية في الديمان مساء أمس لمدة ساعة عمل، خلال الخلوة مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

وفي المعلومات المعممة عن الخلوة والتي استعيض بها عن تصريح للنائب فرنجية، ان الفراغ في سدة الرئاسة الأولى كان الموضوع الرئيسي، لا سيما وأن زيارة فرنجية للديمان جاءت بعد لقائه وفداً من حزب الله ضم مساعد الأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ووفيق صفا.

والرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل يعتبر في مكان ما، ان المؤشرات التي وصلت إليه عن قناعة فرنسية وأوروبية من انه آن الأوان للبحث عن مرشّح خامس، خارج استقطاب الأربعة، جعلته يحمل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مسؤولية معنوية ما عن استمرار الفراغ بدعمه ترشيح النائب عون.

والدكتور جعجع نفسه، يستعد لحمل الملف في جولة خليجية ربما تقوده إلى بعض عواصم القرار العربي، لبحث أزمة الشغور الرئاسي وتسويق وجهة نظره عن ضرورة دعم عون للوصول إلى إنهاء الفراغ.

وإذا كان هذا الحراك الخافت ايضاً، يبدو من قبيل الحركة بلا بركة، فإن الرهان على ان تنتج جلسات الحوار متغيرات يمكن ان تخدم إنهاء الشغور الرئاسي لمصلحة عون، لا تبدو واقعة في مكانها الصحيح.

ومن المؤشرات السلبية على هذا المنحى، ان النائب وليد جنبلاط الموجود في العاصمة الفرنسية حاول الالتقاء مع شخصية دبلوماسية سعودية رفيعة (تردّد انها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير) في باريس، ولكن ظروف الأخير حالت دون ذلك.

ومن هذه المؤشرات أيضاً، ان تصريحات عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت بالنسبة إلى عون وقعت على رؤوس العونيين كالمياه الباردة، لا سيما ان أي موقف آخر لأي جهة في تيّار «المستقبل» لم ينف ذلك.

ومن المؤشرات ذات الدلالة، ان المزاج الشعبي لا يراهن على جلسات الحوار، ولا على أجواء التفاؤل العوني.

وكشف استطلاع «اللواء» الأسبوعي رداً على سؤال: هل تتوقع ان يتفق في إحدى جلسات آب على تبني عون للرئاسة الأولى؟ جاءت الإجابة على الشكل الآتي: 16 في المئة قالوا نعم، مقابل 84 في المئة قالوا لا، أي انهم لا يتوقعون ذلك.

اما في الشأنين الحكومي والنيابي، فغداً يوم حافل لجهة اختبار القدرة على معالجة الملفات المستعصية في مجلس الوزراء لجهة إقرار أو عدم إقرار خطة الوزير بطرس حرب للاتصالات، أو الاتفاق أو عدم الاتفاق على قانون جديد للانتخاب.

سلام في قمّة نواكشوط

ومن المتوقع ان تتبلور الصورة في الساعات المقبلة مع عودة الرئيس تمام سلام من المغرب اليوم، بعدما شارك في اعمال القمة العربية السابعة والعشرين في العاصمة الموريتانية نواكشوط، مع وفد وزاري تقلص إلى وزير واحد هو وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

وبطبيعة الحال حضرت الشؤون اللبنانية، فضلاً عن تداعيات أزمة النزوح السوري مع استمرار الحرب الطاحنة في سوريا، وتضاؤل فرص التسوية السياسية في هذا البلد، في كلمة الرئيس سلام امام القمة العربية، وفي محادثاته مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ونظيره الأردني هاني الملقي.

وتركت كلمته صدى طيباً لدى المشاركين في القمة، لا سيما لجهة التأكيد على التزام لبنان القضايا العربية، وانه ليس محايداً في ما خص الأمن القومي العربي، وخصوصاً لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما أكّد الرئيس سلام، معلناً رفض لبنان أي تدخل في الشؤون العربية ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها تحت أي عنوان.

اما الموقف الثاني الذي استرعى اهتمام القادة العرب، وفقاً لموفدة «اللواء» لينا الحصري زيلع، فهو اقتراح الرئيس سلام إنشاء هيئة عربية لبلورة فكرة مناطق آمنة داخل الأراضي السورية لإعادة النازحين السوريين إليها، بما في ذلك الاقتراح بتقديم ورقة مشتركة لبنانية – اردنية، الأمر الذي يعني عدم رمي النازحين في الشارع، وفي الوقت نفسه إعلان الموقف السيادي للدولة اللبنانية، بانها وطن اللبنانيين وليس لتوطين أي كان على أرضه.

وعلمت «اللواء» ان لبنان تحفظ على القرار المتعلق باعتبار «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، في سياق إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.

اما بند التضامن مع لبنان، فقد ورد ضمن سياق الفقرة الخامسة والمتعلقة بأن القادة العرب يطالبون المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي المحتلة، بما في ذلك الجولان العربي السوري والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من حزيران 1967، في إشارة إلى ربط مزارع شبعا المحتلة والجزء الشمالي من قرية الغجر بمفاوضات الحل الدائم.

الغجر

ويأتي هذا القرار العربي، بالتزامن مع ما كشفه موقع «واللا» الاخباري العبري من ان رئيس لجنة التخطيط والبناء في المجلس الإقليمي عادوس رودين أبلغ من يعنيهم الأمر في القسم الشمالي من قرية الغجر التي قسمها الخط الأزرق إلى قسمين والتي هي الآن باشراف السلطات اللبنانية، ان الاحتلال سيطبق قوانين البناء الإسرائيلية على الشطرين الشرقي والشمالي في القرية، الأمر الذي وصفته مصادر لبنانية بأنه نكث بما تمّ الاتفاق عليه عام 2010 بين «اليونيفل» والاحتلال الإسرائيلي، من ان الجزء الشمالي يتبع للسيادة القانونية اللبنانية.

ولم يشأ المصدر ان يُؤكّد أو ينفي أية معلومات عن تحرك على هذا الصعيد، في دوائر الخارجية أو في مجلس الوزراء، وذلك بسبب انشغال رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بازمة الترشيحات والعقوبات داخل التيار الحر الذي يرأسه، والذي سيتحدث عنه اليوم خلال اطلالته مع محطة O.T.V الناطقة بلسان التيار العوني.

اما بالنسبة لكلمة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الخامسة والنصف من عصر يوم الجمعة المقبل لمناسبة تأبين القيادي في الحزب إسماعيل أحمد مزهر، والذي سيقام في مسقط رأسه النبطية الفوقا وعبر الشاشة التلفزيونية كالمعتاد، فلم يعرف ما إذا كان الحزب سيتطرق إلى هذا الموضوع، أم يتركه للاتصالات البعيدة عن الأضواء.

وبالنسبة لمجلس الوزراء غداً، فقد أوضحت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان التيار الوطني الحر لا يزال متمسكاً بالنقاط الواردة في دفتر الشروط لتجديد العقود للخليوي والتي نشرت في العام 2015 بعدما أقرها المجلس، مؤكدة ان التيار لا يملك مشكلة إزاء العودة إلى هذه النقاط بعد ان بدلها وزير الاتصالات بطرس حرب دون أي سبب وعرضها في الجلستين الماضيتين. وقالت المصادر ان هناك انتظاراً لما سيتقدم به الوزير حرب في جلسة مجلس الوزراء بعدما سمع آراء وافكار الوزراء.

وإذ استبعدت المصادر ان يفجر ملف الخليوي جلسة الحكومة، قالت ان البحث بملف الانترنت غير الشرعي سيكون حامياً، موضحة ان لا معلومات مؤكدة ما إذا كان الوقت سيسمح بمناقشة هذا الملف مع العلم ان الوزراء لم يتسلموا تقارير معنية حوله.

واعتبرت المصادر ان وضع مجلس الوزراء يقاس كل جلسة بجلستها وكل يوم بيومه، مؤكدة ان لا انسحابات لوزراء التيار الوطني الحر من الحكومة، لافتة إلى انه في الوقت نفسه لا بدّ من انتظار ما سيخرج من جلسات الحوار المقبلة، ومن المستبعد الحديث عن أي قرارات أو توجهات معينة قبل ذلك.
إلى ذلك لم يتبلغ الوزراء بموعد لجلسة للحكومة بعد غد الخميس، وفي هذا الإطار لم تتوقع المصادر الوزارية أي جلسة للحكومة في هذا اليوم.

/+++++++++++++++++++++++/
البناء//
قمة عربية لتغطية «دولة غزة»… واليوم تطلق صفارة التفاهم الروسي الأميركي//
سلام: لصندوق عربي للنازحين السوريين… ولا لتصنيف حزب الله إرهاباً//
حوار آب ومحاولة اختراق للجمود من بوابة صيغة مجلسَيْ نواب وشيوخ//
“وفقاً لحسابات أميركية دقيقة، يكون المؤشر على تقدّم مسار إقفال الحرب في سورية تقدّم مسار تسوية فلسطينية «إسرائيلية» بتغطية عربية، فينطلق بالتوازي مسار جنيف بتنسيق روسي أميركي أممي اليوم بلقاء معاوني وزيري خارجية أميركا وروسيا بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف لوضع خارطة طريق لانطلاق صيغتي التنسيق حول الحرب على تنظيمَي النصرة وداعش، والترتيبات الموازية تحت سقف العملية السياسية السورية السورية باستئناف محادثات جنيف وتجديد العمل بأحكام الهدنة للذين يقفون خارج التموضع مع النصرة وداعش. وينطلق في توقيت واحد مسار خارطة طريق رسمت في باريس بلمسات أميركية «إسرائيلية»، لبدء مفاوضات فلسطينية ـ «إسرائيلية» تحت عنوان قبول «إسرائيلي» لفظي بالمبادرة العربية للسلام، ضمن مفهوم تفاوضي يرتكز إلى تبادل الأراضي وتأجيل مصير القدس واللاجئين، ويقوم أساساً على قيام دولة فلسطينية غير مسلحة في قطاع غزة، تحكمها حكومة مصالحة بين فتح وحماس ولها ممثلية في رام الله وأريحا، حتى ينتهي التفاوض الذي لا سقف ولا أفق لنهايته. فتنعقد القمة العربية في نواكشوط لتعلن المباركة العربية لصيغة باريس دون شروط، وتمنحها التفويض المفتوح، إعلاناً لانطلاق المسار الذي يفترض أن يعقد العرب لأجله قمة، بينما كلّ ما في الجسد العربي مثخن الجراح، وفي المقدمة خطط الاستيطان والتهويد التي تنزف تحتها فلسطين.

القمة الهزيلة تشبه هزال خطاب الثنائي المتولي مهام التحضير والقيادة والمتمثل بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، تناولت ببيان تقليدي كلّ الشؤون المتفجرة من سورية إلى العراق وليبيا واليمن، بينما كان الجديد الوحيد هو المكانة البارزة التي نالها التحضير الفرنسي لإطلاق مفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، ومنحها ترحيباً وتفويضاً بلا شروط.

لبنان المشارك في القمة بوفد يترأسه رئيس الحكومة تمام سلام، متمترس عند خطوط حماية ودفاع جامعة، رغم قسوة الوضع العربي والضغوط التي يعيشها رئيس الحكومة من داعميه، لتختصر مصادر رئيس الحكومة همومه واهتماماته في القمة العربية بأمرين، تثبيت موقف لبنان الرافض لتصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً، بصيغة ولغة لا تصدمان المشاركين ولا تتسبّبان بأزمات معهم. وفي المقابل فتح ملف النازحين السوريين من خلال ما أشار إليه رئيس الحكومة تمام سلام بالدعوة لصندوق عربي لمساعدة الدول العربية المضيفة للنازحين، والسعي لإقامة منطقة آمنة لعودة النازحين داخل الأراضي السورية، من دون إشارة إلى كيفية تحقيق هذا الهدف، مع أو بدون التنسيق مع الحكومة السورية.

تقترب خلوة آب الحوارية من موعد انعقادها، لتخلي الساحة بعدها لفراغ مرهق، وانتظار طويل، مع عدم وجود مؤشرات على إمكانية إحداث اختراق حقيقي في القضيتين الرئيسيتين المترابطتين اللتين تتمحور حولهما معادلات الداخل، رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية، فيما تبرز مبادرات لتقديم أوراق عمل، تنطلق من التساؤل الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختام الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار، حول إمكانية السير بصيغة مجلسين للنواب والشيوخ وفقاً لما نص عليه اتفاق الطائف وتالياً الدستور، مدخلاً لحلّ الخلاف على قانون الانتخاب، إذا تمّ التفاهم على وضع آلية تجمع بين إجراء انتخابات المجلس النيابي وفقاً لقانون النسبية والدوائر الكبرى، وإجراء انتخابات مجلس الشيوخ وفقاً لإطار ما عرف بالقانون الأرثوذكسي، مع التمسك بالحفاظ على المناصفة في المجلس النيابي، رغم النص على ربط إنشاء مجلس الشيوخ بإجراء انتخاب أول مجلس نيابي خارج القيد الطائفي.

وفقاً لمصادر نيابية مطلعة لا يجوز التوقف عن المحاولات، والمبادرات، لأنها تبقى الردّ الوحيد على الانتظار القاتل والفراغ المقيم، والفرصة الوحيدة لمحاولة إحداث اختراق في جدار الأزمة، وإنْ فشلت يكتب لها شرف المحاولة.

سلام: لإنشاء مناطق للنازحين في سورية

اقترح رئيس الحكومة تمام سلام تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة إنشاء مناطق إقامة للنازحين داخل الأراضي السورية، وإقناع المجتمع الدولي بها، لافتاً إلى «أن رعاية السوريين في أرضهم أقل كلفة على دول الجوار وعلى الجهات المانحة وأفضل طريقة لوقف جريمة تشتيت الشعب السوري».

وخلال إلقائه كلمة لبنان أمام القمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط، دعا سلام إلى إنشاء صندوق عربي لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود، وتحسين شروط إقامة النازحين الموقتة». وشدد على الطابع الموقت للوجود السوري، وأعلن أن لبنان ليس بلد لجوء دائم، وليس وطناً نهائياً إلا لأهله».

واعتبر سلام أن «لبنان ليس محايداً في كل ما يمسّ الأمن القومي لأشقائنا، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفض أي تدخل في شؤون البلدان العربية ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها، تحت أي عنوان كان».

وكان سلام قد وصل الى نواكشوط أمس، يرافقه الوزير رشيد درباس ووفد إعلامي في غياب لافت لوزيري الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل، والتقى سلام أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.

وقالت مصادر نيابية لـ «البناء» إن «لا خلفيات سياسية وراء غياب وزير المال عن الوفد المرافق للرئيس سلام، لكن وجود رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الخارج فرض على معاونه السياسي البقاء في لبنان لمتابعة بعض الملفات».

هل يتجاوز لبنان مطبّ التصنيف؟

وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يتجاوز لبنان مطب مطالبة دول الخليج تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، مرجحة لـ «البناء» طرح دول الخليج على المجتمعين إصدار بيان يتضمّن وضع حزب الله على لائحة الإرهاب، لكنها أوضحت أن «الدول العربية لا تريد أن تذهب في هذا الأمر الى حدٍ يؤدي الى اهتزاز الوضع الداخلي اللبناني، لأنها تقدّر موقف لبنان وتركيبته السياسية والطائفية».

دول الخليج لن تتراجع…

وأشارت المصادر إلى أن «الدول الخليجية لن تتراجع عن موقفها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي أدرج حزب الله على لائحة الإرهاب، لكنها لن تصل مع لبنان الى حد العداوة والضغط عليه لتبني موقفها. متوقعة أن يكون موقف الكويت خارجاً عن الإجماع الخليجي لجهة رفض تصنيف حزب الله إرهابي».

.. وسلام سيرفض…

وأوضحت المصادر أن «إصدار بيان من القمة يحتاج الى أغلبية الأصوات، لكن يحق لأي دولة التحفظ على البيان ككل أو على أحد البنود، وتوقعت أن يتم إيجاد مخرج مقبول ومدروس لموضوع تصنيف حزب الله على لائحة الإرهاب»، ولفتت الى أن «سلام سيرفض أي بيان في هذا السياق وسيؤكد أن الحزب مكوّن أساسي في الدولة ويمثل شريحة واسعة من الشعب اللبناني وموجود في الحكومة والمجلس النيابي وبالتالي سيلقى موقف سلام تفهّماً من قبل العرب».

ولاحظت المصادر تهدئة في الآونة الأخيرة بين حزب الله ودول الخليج لا سيما بين الحزب والسعودية عما كانت في السابق، مردّها الى ضغوط مورست على الطرفين للتهدئة قبل القمة، موضحة أن «تراجع الضغوط الأميركية في موضوع العقوبات على حزب الله لا علاقة له بالتبريد على الجبهة الخليجية – حزب الله، بل العقوبات هو سلاح مسلّط تستخدمه أميركا وقفاً لمصالحها وسياساتها في المنطقة ولا يعني عدم تحريكه أن تسوية ما قد حصلت».

فرنجية في الديمان

سياسياً، برزت زيارة رئيس «تيار المرده» النائب سليمان فرنجيه للديمان للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. واستبقى الراعي، فرنجيه الى مائدة العشاء ثم عقدا خلوة استمرت نحو ساعة تم خلالها عرض المستجدات على الساحة المحلية، لا سيما موضوع الفراغ في سدة الرئاسة. وغادر فرنجيه من دون الإدلاء بأي تصريح.

قانون الانتخاب والسلة المتكاملة

وغابت الملفات الخلافية مع غياب الرئيسين بري وسلام ورُحّلت الى ما بعد عودتهما، وتعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعاً غداً لاستكمال البحث في قانون الانتخابات النيابية، بينما تنصبّ الأنظار الى خلوة آب الثلاثية التي ستبحث بتسوية الأزمة وسلة بري للحل الشامل.

وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «لا تقدّم على صعيد قانون الانتخاب ومن المفترض أن تطرح الكتل النيابية أفكاراً جديدة للنقاش». وأوضحت أن «اللجان المشتركة هي المخوّلة برفع أي صيغة توافقية لقانون الانتخاب على طاولة الحوار على الهيئة العامة لإقرارها وبالتالي هي ممرّ إلزامي لتخريج الحل واستمرار اجتماعاتها ضرورة».

ولفتت الى أن «البحث انحصر حالياً بالمختلطين الأول الذي قدّمه الرئيس بري والثاني قانون «المستقبل» »الاشتراكي» و «القوات»، وبالتالي الخلاف بين القانونين يكمن حول نسب النواب الذين سينتخبون على الأكثري أو على النسبي». وحذرت من العودة الى قانون الستين في الانتخابات النيابية المقبلة في حزيران إذا لم يتم الاتفاق على قانون في تشرين المقبل».

موسى لـ «البناء»: خلوة آب الفرصة الأهم

وقال عضو الكتلة النائب ميشال موسى لـ «البناء» إن «إحداث خرق على طاولة الحوار في خلوة آب المقبل مرهون بنية وإرادة الأطراف للوصول إلى حلول للازمات التي يواجهها لبنان»، متحدثاً عن محادثات بين جميع الأطراف لتقريب المسافات، مرجّحاً «عقد خلوات متتالية ثنائية وثلاثية وجماعية على هامش طاولة الحوار للوصول الى اتفاق».

واعتبر موسى أن «خلوة آب بمثابة الفرصة الأهم والأكبر، لأن أيّ حل سيكون صناعة وطنية ويستفيد من دعم الخارج، لكن لن يأتي الحل من الخارج المشغول بأزماته والحروب في المنطقة والإرهاب الدولي وأزمة المهاجرين»، ودعا موسى إلى «البحث الجدي بالملفات الخلافية ضمن سلة متكاملة للحل وليس بالمفرق الذي لم يصل إلى أي نتيجة منذ عامين لا على صعيد قانون الانتخاب ولا رئاسة الجمهورية».

عين الحلوة مجدداً…

على الصعيد الأمني، تطورات بارزة شهدها مخيم عين الحلوة مجدداً، كان أبرزها سلسلة لقاءات لقيادات فلسطينية مع مسؤولين أمنيين أبرزهم قائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم بحث ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان، وفي غضون ذلك، سلم محمد عبد الرحمن شمندر، شقيق الفنان فضل شاكر، نفسه إلى مخابرات الجيش على مدخل مخيم عين الحلوة، بعدما كان متوارياً عن الأنظار منذ أحداث عبرا.

ضربة وقائية لمواجهة المخطط

وقالت مصادر في اللجنة الأمنية العليا في المخيم لـ «البناء» إن «أربعة عناصر في مخيم عين الحلوة ينتمون إلى جماعة الأسير سلّموا أنفسهم إلى استخبارات الجيش، ومن بينهم شمندر، كما سلمت اللجنة الأمنية الجيش 3 عناصر في مخيم المية ومية ينتمون الى تنظيم داعش الإرهابي متورطين بقتل شاب سوري واعترفوا بذلك وسلموا المسدس الذي نفذوا به الجريمة».

وأوضحت المصادر أن «حملة تسليم المطلوبين تأتي في إطار الجهود والإجراءات التي تقوم بها استخبارات الجيش والأمن العام بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية واللجنة الأمنية وكضربة وقائية في مواجهة مخطط التفجير الأمني في المخيم الذي يُعمل عليه منذ سنوات عديدة ولم ينجح حتى الآن، بسبب توافر الإجماع الفلسطيني على رفض التدخل بالشأن اللبناني الداخلي ولا بالشأن السوري ورفض الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني والتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية».

شاكر في تعمير المخيم
وأكدت مصادر أمنية في المخيم لـ «البناء» أن «فضل شاكر يتواجد في تعمير عين الحلوة برفقة مجموعة من مناصريه الذين يتقاضون منه أموالاً طائلة، وهذه المنطقة لبنانية إلا أنها تابعة للمخيم، ولكن شاكر تعهّد منذ دخوله هذه المنطقة بأن لا يعبث بأمن المخيم طيلة وجوده والتزم بذلك حتى الآن ويسعى ويتواصل مع إحدى الجهات لتسليم نفسه ضمن شروط، لافتة إلى أن «الخلاف السياسي في لبنان يمنع تسليمه كما أن الأجهزة الأمنية الرسمية لم تطلب من اللجنة الأمنية العليا في المخيم اعتقاله وتسليمه ولم تحاول هي القيام بذلك».

شقيقا الجباوي في قبضة الجيش
أمنياً أيضاً، وبعد توقيف الإرهابي شرف الدين طبيب زعيم «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي الأحد الماضي، وقع شقيقا المسؤول الإرهابي في «داعش» حمزة الجباوي في قبضة الجيش يوم أمس، وهما معن وعبدو الجباوي، خلال مداهمات في بلدة عرسال، وعثر في منزلهما على رمانات يدوية وذخيرة وأسلحة وعلم لتنظيم «داعش».

Please follow and like us: