وميدانيا أيضا، واجه السوريون تحالفا أميركيا – تركيا فعالا على الأرض لمنع الجيش السوري من التقدم في حلب، بخلاف كل ما ذهبت إليه التأويلات بشأن الانشغال الداخلي التركي ما بعد الانقلاب، عن سوريا، أو تراجع الانخراط الأميركي في قيادة الهجوم المضاد، بعد التفاهم مع روسيا، للتقليل من أهمية الإنجاز السوري، إذ استمرت طلعات الأواكس التركية منذ الرابع من تموز في طلعاتها التجسسية فوق المواقع السورية، لتزويد المجموعات المسلحة بها. وفي الثاني من تموز نقلت «شركة جوخدار» للنقل التركية في عينتاب، كتيبة مدرعات لفرقة الحمزة في شمال سوريا، كما لم تتوقف محاولات إرسال أرتال التعزيزات من إدلب باتجاه حلب. وارتفعت نسبة إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات، لا سيما «الكورنيت» التي أطلق منها ما يقارب الأربعين صاروخا. وظهرت للمرة الأولى في المعارك صواريخ «هار ٦٦» التركية المضادة للمدرعات، والمعدلة عن صواريخ «لاو ام ٧٢ « الأميركية. ولم يغير التفاهم الأميركي الروسي في الجهد الأميركي لدعم المجموعات المسلحة، إذ لا يزال الهدف الأميركي بضرب الجيش السوري، واستنزافه مع حلفائه هدفا أوليا، يتقدم على أي تفاهمات …
/++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
معركة حلب ممر روسي إلى تركيا//
طلاق بالتراضي بين “النصرة” و”القاعدة”//
“مرة أخرى برزت حلب باعتبارها عاملاً حاسماً في تحديد مسار الحرب السورية. فالتطورات الميدانية المتسارعة في المدينة ومحيطها تتجه الى فرض معادلات عسكرية وسياسية جديدة بدعم مباشر من روسيا التي تستعد لفتح صفحة جديدة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تزداد علاقاته توتراً بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها في 15 تموز الجاري ومطالبة أنقرة لواشنطن بتسليم الداعية فتح الله غولن المتهم بأنه وراء هذه المحاولة.
وبينما حذرت الولايات المتحدة من أن أي قرار هجومي في حلب لن يتفق وقرار الامم المتحدة، برز حدث آخر غير بعيد من التحولات الجارية في سوريا ومحيطها، إذ أعلنت “جبهة النصرة” الفرع السوري لتنظيم “القاعدة” فك ارتباطها بالتنظيم الذي قاتلت تحت رايته منذ عام 2013 وذلك بلسان زعيمها أبو محمد الجولاني الذي كشف وجهه للمرة الاولى في شريط فيديو.
حلب
وبعد ساعات من اعلان الجيش السوري سيطرته على حي بني زيد في حلب، تحدث وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو بدء “عملية انسانية واسعة النطاق” في حلب اعتباراً من يوم أمس، موضحاً ان ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية “من أجل المدنيين المحتجزين رهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام”.
وأوضح أن ممراً رابعاً سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو، ليسمح “بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن”، مؤكداً ان الامر لا يتعلق إلاّ “بضمان أمن سكان حلب”.
وباتت الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش نحو 250 ألف شخص استناداً الى الأمم المتحدة، محاصرة تماماً منذ تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو آخر منفذ اليها في 17 تموز الجاري.
وتزامنت المبادرة الروسية مع اصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً تشريعياً ينص على ان “كل من حمل السلاح أو حازه لاي سبب من الاسباب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارياً عن الأنظار، يُعفى نن كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة” في مهلة ثلاثة أشهر.
وفي اطار تطبيق المبادرة الروسية، قال محافظ حلب محمد مروان علبي ان ثلاثة معابر افتتحت لخروج المواطنين من الاحياء الشرقية.
والقت طائرات سورية مناشير عدة على الاحياء الشرقية بتوقيع قيادة الجيش التي ارفقت منشوراً موجهاً الى اهالي المدينة، برسم توضيحي يظهر أماكن وجود المعابر الاربعة في المدينة.
كما القت الطائرات أكياس بلاستيك تضم مواد غذائية بينها الخبز والمربى والسكر ومستلزمات نظافة منها حفاضات للاطفال ومناديل معطرة.
وفي أول ردود المعارضة السورية، رأى رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أنس العبدة أن ما يجري في مدينة حلب هو “جريمة حرب وإبادة وتهجير قسري”، محملاً روسيا “المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية عما ينجم عن أفعالها الأخيرة بحق الشعب السوري”.
تشكيك غربي
وشككت الامم المتحدة في المبادرة الروسية. وقال رئيس مكتب العمليات الانسانية ستيفن اوبراين: “من الضروري ان تحصل هذه الممرات على ضمانات جميع اطراف” النزاع وان تستخدم “طوعاً يجب الا يجبر أحد على الفرار، عبر طريق محددة أو الى وجهة معينة”.
وقال المندوب البريطاني الدائم لدى الامم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت: “اذا اجازت هذه الممرات نقل المساعدات الى حلب، فهي موضع ترحيب”، رافضاً فكرة استخدامها “لافراغ حلب” تمهيداً للهجوم على المدينة.
وأكد المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أن الامم المتحدة “لم تستشر” في شأن اقامة هذه الممرات، محذراً من ان “الوضع دقيق للغاية… وعلى الارجح هناك امدادات لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون النظام السوري وحلفاءه الى وقف فوري للحصار “الكارثي” لمدينة حلب.
وحذّرت وزارة الخارجية الأميركية من ان أي عمل هجومي من جانب روسيا في حلب سيكون غير متفق وقرار الأمم المتحدة.
“جبهة النصرة”
على صعيد آخر، بثت قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية شريطاً أعلن الجولاني فيه تغيير اسم “جبهة النصرة” الى “جبهة فتح الشام”. وقال: “نزولاً عند رغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا وروسيا في قصفهم وتشريدهم عامة المسلمين في الشام بحجة استهداف جبهة النصرة التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد، فقد قررنا الغاء العمل باسم جبهة النصرة واعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم جبهة فتح الشام”.
واضاف ان “هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية”، متوجها بالشكر الى قادة تنظيم “القاعدة” وعلى راسهم زعيمها ايمن الظواهري على “تقديم مصلحة أهل الشام وجهادهم وثورتهم المباركة وتقديرهم لمصالح الجهاد عامة”. وبدا الجولاني في الشريط شاباً مبتسماً بلحيته السوداء الكثة وعمامته البيضاء.
لكن قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال جو فوتل سرعان ما صرح بان “جبهة النصرة” لا تزال تشكل في الواقع تهديداً وانها على علاقة بتنظيم “القاعدة” على رغم اعلانها فك ارتباطها به. وقال خلال منتدى امني في اسبن بولاية كولورادو: “ان هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة بشكل غير عادي. ينبغي ان نتوقع قيامها بأشياء”. وأضاف فوتل الذي يشرف على القوات الأميركية في سوريا والعراق وأفغانستان: “يمكنهم اضافة فرع الى شجرة، وجعله مختلفاً قليلاً، لكن هذا الفرع يجد جذوره في ايديولوجية ومفهوم أصوليين. ووسط كل هذا، فإنها لا تزال تنظيم القاعدة”.
وقال الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن تشارلز لستر انه “في نهاية المطاف سينعكس هذا التغيير بشكل طفيف على النصرة كتنظيم، وعلى كيفية تصرفها وعلى أهدافها. لقد تدفق العشرات من كوادر القاعدة القدامى الى سوريا خلال السنتين الماضيتين لتعزيز صورة النصرة وبينهم أحمد سلامة مبروك الذي ظهر بجانب الجولاني في شريط الفيديو”.
وصدر اعلان الجولاني بعد ساعات من تسجيل صوتي نشره تنظيم “القاعدة”، توجه فيه أحمد حسن ابو الخير، “نائب” الظواهري وفق التسجيل الى “جبهة النصرة” قائلاً: “نوجه قيادة جبهة النصرة الى المضي قدماً بما يحفظ مصلحة الاسلام والمسلمين ويحمي جهاد أهل الشام ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الامر”.
/+++++++++++++++++++++++++/
السفير//
هكذا مهّد الجيش لموقعة بني زيد… وعفو رئاسي وتسليم سلاح//
حلب: تعديل شروط الحل السوري؟//
“وفي الأسبوع السابع انتصر، واستراح. وخلال الساعات الماضية تجاوز الجيش السوري والحرب في سوريا، من بوابة حي بني زيد شمال المدينة، الخطوط الحمراء الأميركية والتركية. وليس مبالغة أن استعادة الحي وتطويق آلاف المسلحين شرق حلب، وقطع خطوط إمدادهم مع حاضنتهم التركية والأميركية، يعني الانتصار في قطع البؤرة السورية المشتعلة عن وقودها الخارجي الأساسي للمرة الأولى منذ خمسة أعوام.
وهي المرة الأولى التي يتقدم فيها الجيش في مدينة كبيرة وأساسية كحلب، تمثل بوابة الحرب السورية بأكملها. وغامر مسؤول سوري كبير بالقول لـ «السفير» إن اقتحام حي بني زيد يفتح جديا بوابة الحل السياسي في سوريا، بشروط سورية طبعا.
وتمثل مسارعة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إصدار عفو عن كل من حمل سلاحا، بغض النظر عن الأسباب، والدعوة إلى مصالحة وطنية، فور الإعلان عن الانتصار الحلبي، محاولة للالتفاف على دعوات الحلول الغربية، وإرساء معالم حل داخلي بشروط سورية، وتقوية عناصر الحل السوري الداخلي، واغتنام فرصة انتصار حلب لتقليص قدرة الأميركيين والأتراك على المناورة، في لحظة انشغالهم الداخلي، والإمساك بمبادرة تتجاوز إملاءات جنيف، لكن الشراكة الداخلية لا تزال تنقصها حتى الآن.
وجلي أن الفرصة لتطوير المعركة نحو انتصار أكبر وأوسع في أم المعارك السورية حلب، تقترب أكثر فأكثر، مع تطابق الموقف الروسي ـ السوري، واستخلاص الروس لعبر هدنة شباط الماضي الفاشلة. ولن يتكرر خطأ إيقاف العملية العسكرية الحالية، قبل استكمال هدف القضاء على المجموعات المسلحة شرق حلب، إذ لم تصل هدنة شباط، التي أوقفت «عاصفة السوخوي» عند مشارف التحول الميداني، لا إلى تحريك العملية السياسية في جنيف، ولا إلى إقناع المعارضة أو الدول الإقليمية بتقديم أي تنازلات سياسية، تاركة الروس أمام خيار الهزيمة في سوريا والانسحاب، أو الاندفاع نحو دفع تكاليف الانتصار. وكان واضحا ما قاله وزير الدفاع الروسي في انعدام التوجه نحو أي هدنة في حلب، أو الرضوخ لأي ضغوط أميركية أو غربية، إذ قال سيرغي شويغو: «دعونا مرات عدة المجموعات المسلحة لوقف إطلاق النار، لكن المقاتلين انتهكوا الهدنة في كل مرة، وقصفوا مناطق مأهولة، وهاجموا مواقع القوات الحكومية».
وباقتحامه حي بني زيد الحلبي، تَوَّجَ الجيشُ السوري اليوم التاسع والأربعين لمعارك حلب، في هجوم خاطف استغرق ثماني ساعات، لم يواجه فيه مقاومة عنيفة، لا من «جبهة النصرة» ولا من «جيش المجاهدين»، التي تلقت أوامر عند الفجر بالانسحاب من الحي، بعد أن كانت «الفرقة ١٦» قد أخلت مواقعها على عجل أيضا، وانسحبت لتفاوض مندوبي غرف العمليات في الجيش على تسليم أسلحتها، وممر آمن.
ولا يعود الانتصار إلى معركة الساعات الثماني الأخيرة، بل إلى عملية مديدة بدأت في الثلاثين من أيار الماضي . فخلال الأسبوعين الأولين من حزيران، نفذ الروس أكثر من ثلاثة آلاف غارة في شمال حلب ومن بينها ألف غارة على مناطق حندرات والبريج. ولم تتحرك قوات العقيد النمر نحو أهدافها إلا في العاشر من حزيران، بعد أن تلقت خطوط الإمداد مع تركيا ومستودعات الأسلحة، والبنى التحتية للمسلحين ضربات جوية كثيفة، أدت إلى شلها. وتحولت مزارع الملاح إلى مصيدة للتعزيزات من آلاف المقاتلين من جماعة «نور الدين الزنكي» و «جبهة النصرة» ، و «جيش المجاهدين» ، و «الجبهة الشامية» التي فقدت مجتمعة بحسب مصادر في غرفة العمليات السورية، ما يقارب الخمسة آلاف مقاتل بين جريح وقتيل. وتعرضت «نورالدين الزنكي» إلى خسارة ثلثي قدراتها العسكرية التي مثلها ٨ آلاف مقاتل قبل بدء عمليات اقتحام مزارع الملاح.
أحدث الجيش السوري في عمليات مزارع الملاح وحي بني زيد، تغييرا تكتيكيا كبيرا في عملياته الهجومية، إذ قاد العقيد النمر سهيل الحسن، عمليات خاطفة ومنسقة، اتسمت بالسرعة في الهجوم المباشر بعد التمهيد الناري الجوي والصاروخي، من دون أن يترك للخصوم فرصة إعادة ترميم خطوطه او إرسال تعزيزات، وهي ثغرة كبيرة في بعض عمليات وحدات الجيش التي كانت تنتظر ساعات للهجوم بعد التمهيد الناري. واعتمد الحسن بكثافة على طائرات الاستطلاع لتحديث استخباراته، وتكييف العمليات مع التغييرات الميدانية بسرعة فائقة في مواجهة قوات تعتمد أساليب حرب العصابات بالانسحاب أمام أي هجوم واسع وإعادة التجمع لضرب العدو، بعد انخفاض وتيرة القصف، وهي مرونة سمحت له بالتقدم بسرعة، والاعتماد على سلاح المشاة للاقتحام، في منطقة لم يتوقعها المسلحون، خصوصا أن عمليات الخريف الماضي ما قبل الهدنة لم تشملها، وانتظرت نهاية أيلول لكي تتلقى الضربات الجدية، وبشكل تصاعدي من الجيش السوري و «السوخوي» الروسية.
الإنجاز يبدو مضاعفا ميدانيا وسياسيا
فميدانيا، يمتلك الإنجاز السوري عناوين كثيرة تتفرع محليا وإقليميا . ومن دون ترتيب، يبرز مباشرة من الآن، إغلاق الجيش السوري الطوق على أكثر من عشرة آلاف مسلح في القطاع الشرقي من المدينة، ومحاصرة الذراع التركية في المدينة التي تتألف خصوصا من المجموعات التي تديرها المخابرات التركية: من «النصرة»، فـ «نورالدين الزنكي» ، فالتركمان من مجموعات «ألوية السلطان سليم»، و «جيش المجاهدين». وبدأ التقدم في الشمال الشرقي نحو مخيم حندرات الذي أصبح مطوقا من الشمال والشرق والجنوب، لفتح ممرات جديدة لحلب الغربية التي لا تملك سوى معبر واحد من حي الراموسة جنوبا، والتوسع قريبا نحو كفر حمرة غربا، لإغلاق طرق الإمداد بين إدلب وحلب، والتي تحولت في معارك الأسابيع السبعة، إلى الممر الحيوي للأتراك والأميركيين وغرف عمليات أنطاكيا، لنقل المئات من المقاتلين والأسلحة. كما تطورت المعركة إلى قتال مع وحدات «إدلبية» دفع بها إلى حي بني زيد، بعد أن اختار «الحلبيون» لا سيما في «الفرقة ١٦» الانسحاب من معركة خاسرة سلفا.
لكن العناوين الميدانية للإنجاز، تتسع لأكثر من مجرد دخول أحد الأحياء الحلبية، وأعرضها على الإطلاق إسكات «مدافع جهنم» فيه، ومرابض الصواريخ، التي حصدت ثمانية آلاف مدني في غرب حلب، وهي لحظة طال انتظار مليون ونصف المليون من أبناء المدينة لها، منذ أن غزا التحالف التركي السلفي الإخواني، بمقاتلي الأرياف الحلبية الفقيرة، القطاع الشرقي من عاصمة سوريا الاقتصادية، في التاسع عشر من تموز العام ٢٠١٢. كما أن إلحاق الهزيمة بـ «جبهة النصرة» في الشمال السوري، يعني افتتاح مرحلة انكفاء أمام أبو محمد الجولاني، قبل ساعات من انكشاف وجهه وفك بيعته للقاعدة، وانصياعه للنصائح التركية القطرية، للمساعدة على إعادة تدويره في الحرب السورية، ومنع التفاهم الروسي الأميركي غير المكتمل أصلا، من الذهاب إلى النهاية لوضع «النصرة»، شرعيا، في مرمى الضربات الجوية الروسية، علما أن الولايات المتحدة لم توجه، ولن توجه أي ضربة إلى «النصرة»، باستثناء «مجموعة خراسان» في سرمدا وإدلب، في ظل تدهورعلاقاتها بتركيا والسعودية. كما لا يزال البنتاغون والمخابرات الأميركية، يرفضان توجيه أي ضربة إلى العمود الفقري للمعارضة السورية المسلحة، وهو ما يعنيه بالضبط التفاهم الأميركي الروسي في هذا، لو حصل فعلا. وهو بأي حال يمهد لو حصل، لجهوزية أميركية للتضحية بالمجموعات المسلحة في سوريا، والقبول بالدخول في صفقة سياسية تنهي الحرب في سوريا، وهو أمر لا يزال بعيد المنال.
ولا يخالج أيا من البنتاغون أو المخابرات الأميركية التي تتبع إستراتيجية الاستنزاف تجاه الروس والإيرانيين وحزب الله والجيش السوري، كما لا يتجاوز لجوء الإدارة الأوبامية إليه، عتبة الاهتمام بتوريث إدارة هيلاري كلينتون المقبلة، معارضة سورية قادرة على مواصلة الحرب، بعد أن أخفقت في الانتصار فيها، وإسقاط النظام السوري.
وميدانيا أيضا، واجه السوريون تحالفا أميركيا – تركيا فعالا على الأرض لمنع الجيش السوري من التقدم في حلب، بخلاف كل ما ذهبت إليه التأويلات بشأن الانشغال الداخلي التركي ما بعد الانقلاب، عن سوريا، أو تراجع الانخراط الأميركي في قيادة الهجوم المضاد، بعد التفاهم مع روسيا، للتقليل من أهمية الإنجاز السوري، إذ استمرت طلعات الأواكس التركية منذ الرابع من تموز في طلعاتها التجسسية فوق المواقع السورية، لتزويد المجموعات المسلحة بها. وفي الثاني من تموز نقلت «شركة جوخدار» للنقل التركية في عينتاب، كتيبة مدرعات لفرقة الحمزة في شمال سوريا، كما لم تتوقف محاولات إرسال أرتال التعزيزات من إدلب باتجاه حلب. وارتفعت نسبة إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات، لا سيما «الكورنيت» التي أطلق منها ما يقارب الأربعين صاروخا. وظهرت للمرة الأولى في المعارك صواريخ «هار ٦٦» التركية المضادة للمدرعات، والمعدلة عن صواريخ «لاو ام ٧٢ « الأميركية. ولم يغير التفاهم الأميركي الروسي في الجهد الأميركي لدعم المجموعات المسلحة، إذ لا يزال الهدف الأميركي بضرب الجيش السوري، واستنزافه مع حلفائه هدفا أوليا، يتقدم على أي تفاهمات، إذ نقلت سفينة أميركية شحنة أسلحة بلغارية إلى المجموعات المسلحة، عبر ميناء العقبة. وانطلقت السفينة بشحنة من ١٧٠٠ طن من الذخائر والصواريخ، من مرفأ بلغاري على البحر الأسود، في الحادي والعشرين من حزيران، أي في ذروة المعركة، وبداية الحديث عن التفاهمات الروسية الأميركية، وشوهدت في السابع والعشرين من حزيران وهي تبحر في البحر الأحمر باتجاه العقبة.
ويمكن القول إن انتصار حلب قد أسقط بالتقادم أي تفاهم روسي أميركي حول «جبهة النصرة»، إذ إن عملية حي بني زيد تغني بشكل كبير عن أي تفاهم حول «النصرة»، وتتجاوز النقاش والمساومات حول ضربها بعد أن تمت محاصرتها في حلب، خصوصا أن تصنيفها بالإرهابية في مجلس الأمن منذ حزيران ٢٠١٣، وتسميتها بالإسم كهدف مشروع في القرارات ٢٢٥٣ و ٢٢٥٤، لم يدفعا التحالف الدولي إلى ضربها، بل لم يمنع الأميركيين من فرض حماية سياسية وديبلوماسية حول «النصرة» لمنع الروس من توجيه ضربات إليها.
ويسمح الصمت في إسطنبول، بالاستنتاج أن هزيمة حلب كانت منتظرة منذ فشل التعزيزات التركية، عبر إدلب في وقف تقدم قوات «النمر» سهيل الحسن التي تقدمت من مزارع الملاح الشمالية في الثامن والعشرين من حزيران، لقطع طريق الكاستيلو بالنيران في التاسع من تموز، في حين اقتصر رد فعل فرنسا وبريطانيا على بيان متواضع من وزيرَي خارجيتيهما جان مارك ايرولت وبوريس جونسون، يدعو إلى تفادي كارثة إنسانية في حصار الجيش السوري لحلب، وهو أحد مؤشرات المعركة الديبلوماسية المقبلة، والورقة التي ستستخدمها هذه الدول، لمنع الجيش السوري والروس من استكمال الإنجاز وحماية ما تبقى من المجموعات المسلحة في المدينة، لا سيما «نورالدين الزنكي» و «جبهة النصرة».
ويتزامن تراجع أهمية التفاهم مع إستراتيجية «إنسانية» روسية – سورية لاحتواء الهجوم الدبلوماسي الغربي والأميركي المقبل ضد روسيا وسوريا، لوقف العملية بحجة حماية مئات الآلاف من المدنيين المحاصَرين في الجزء الشرقي من المدينة. وينبغي إسقاط ورقة الحصار التي قد تثقل على عملية عسكرية أو سياسية، ومنع المعارضة وحلفائها من استخدامها، وهو الملف الذي سيكون الأكثر تداولا في الساعات المقبلة لفرض وقف العمليات، وهو ما بدأت المجموعات المسلحة بإغنائه عبر منع المدنيين من الخروج من المدينة .
وكان وزير الدفاع الروسي قد أعلن أن الحكومة السورية قد فتحت ثلاثة معابر نحو غرب حلب، كما تركت للمسلحين معبرا آمنا عبر الكاستيلو إلى الريف الشمالي. وواجهت المجموعات المسلحة في معبر القصر، بالرصاص والقنص، عشرات المدنيين الذين وُجِّهت إليهم الدعوة للخروج إلى حلب الغربية. وتقول مصادر سورية إن عشرات المسلحين كانوا قد تعهدوا بإلقاء أسلحتهم والتوجه إلى خان العسل، غرب حلب، لكن مقاتلي «الزنكي» و «النصرة» هددوا بالقتل من يفكرون بالاستسلام. وخلال النهار، حاول الهلال الأحمر السوري، عبثا تنظيم قافلة لإخراج المدنيين. وتقول مصادر سورية إن مفاوضات قد بدأت قبل أسبوعين مع المجموعات الصغيرة المحلية الحلبية لتسليم أسلحتها وتوفير ممر آمن لها، من دون أسلحة نحو خان العسل أو الريف الشمالي، وأن اتفاقا قد تم التوصل إليه مع وزارة الدفاع السورية لتنفيذه، وهو اتفاق لا يزال قائما.
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
نهاية «دويلة الشمال» السوري//
“مجموعة مشاريع وسياسات دفنت في الأيام الأخيرة في حلب. أوّلها، اندثار دويلة في الشمال ترعاها تركيا والخليج بخروج العاصمة عن «السمع والطاعة». فشل هذا المشروع تبلور في تطورات الساعات الأخيرة بعد تراكم إنجازات محور دمشق في حلب، تُوّجت بتثبيت الحصار على الأحياء الخاضعة لسيطرة المسلحين وخروح حيّ بني زيد من «الخدمة».
باكتمال طوق حلب، يُقفَل باب رئيسي من أبواب تقسيم سوريا، وتُغلَق نافذة كبرى أراد محور أميركا ــ تركيا ــ السعودية وحلفاؤه استخدامها لليّ الذراع السورية ــ الروسية في المفاوضات، ولاستعادة القدرة على تهديد وجود النظام السوري، فيما لو تمكّن مقاتلو الفصائل المعارضة من إخراج عاصمة الشمال برمّتها من كنف الدولة السورية. يكفي للدلالة على أهمية ما جرى أمس، التذكير مجدداً بما قاله حقان فيدان، مدير الاستخبارات التركية، أمام نظراء له عام 2013. حينذاك، قال الرجل بثقة: عندما نأخذ حلب، ستسقط باقي المناطق السورية، مهما حقّق النظام وحلفاؤه من إنجازات في الوسط والجنوب.
يمكن بسهولة القول إن تاريخ إكمال الطوق حول حلب، هو واحد من سبعة منعطفات كبرى في الحرب: غزوة دمشق الكبرى وتفجير مبنى الأمن القومي وغزوة حلب الكبرى وسقوط أحيائها الشرقية بيد المعارضة في تموز 2012؛ تطويق الجيش وحلفائه لغوطة دمشق الشرقية في نيسان 2013 وحماية العاصمة ثم بدء تحرير الحدود اللبنانية ــ السورية؛ صفقة الكيميائي في أيلول 2013؛ إعلان الخلافة الداعشية في حزيران عام 2014، ثم بدء التدخل الأميركي في العراق فسوريا؛ اندفاعة المعارضة في إدلب ربيع عام 2015؛ دخول سلاح الجو الروسي الحرب في أيلول 2015 وصولاً إلى هدنة شباط 2016؛ ثمّ… تطويق الجيش لمدينة حلب.
كان للانعطافة الحلبية أصداء واسعة دولياً. ظهرت موسكو في دور الظهير الذي يحمي الإنجاز الميداني في أروقة الصراع مع واشنطن، لتمنع «فيتو» رُفع مراراً عند كل تلويح بإطلاق معركة في عاصمة الشمال. حق النقض هذا كان روسياً أيضاً يوم إعلان اتفاق الهدنة، لكن في حكم «التجربة» ظهر أن واشنطن تريد في الحد الأدنى «الحفاظ على الوضع القائم» في ساحات القتال البعيدة عن «داعش».
قبل أسابيع، أشارت مصادر سورية لـ«الأخبار» إلى «حسم» موسكو موقفها بالنسبة إلى طوق حلب. مصادر أخرى في «محور المقاومة» أكدت «رؤية» روسيا الجديدة. سريعاً، بدأت قوات الجيش والحلفاء بنقل عدد كبير من الوحدات العسكرية إلى الشمال. كانت الخطة معدّة سلفاً، وفي وجهة «المحور» قرار بفتح معركة حلب حتى لو لم يشارك فيها الجانب الروسي.
على مدى 50 يوماً، ظهر العمل على جبهة حلب بطيئاً. لا موجات هجومية كبيرة على شاكلة ما حدث في معارك الريف الجنوبي. بُلعت «الموسى» رويداً رويداً، فجاء تحرير مزارع الملاح على دفعات، وعلى النحو ذاته جرى التقدّم في محور الليرمون وحيّ الخالدية، جنوب طريق الكاستيلّو. ظهرت الأمور أنها ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات، بالتوازي مع إجهاض هجمات مضادة عنيفة من قبل المسلحين.
دُفنت، بعدها، المبادرات «الارتدادية» بعد إقفال طريق «الكاستيلّو» بالنار، ليتم الإطباق في اليومين الأخيرين على الطريق، وصولاً إلى دوار الليرمون، ليسقط معهما حيّ بني زيد المحاصر. طوال تلك المدة كانت الطائرات الروسية تؤمن غطاءً نارياً كثيفاً يُذكّر بمعركة فك الحصار عن نبّل والزهراء.
اليد الروسية في الجو، ظهرت على الأرض بتحرّك القوات الكردية في الشيخ مقصود نحو «السكن الشبابي»، لتساهم في الإطباق على حيّ بني زيد. عضو «المجلس المحلي» في الشيخ مقصود، عبد القادر موسى، أكد لـ«الأخبار» أن «التقدم المزدوج للجيش (السوري) والوحدات (حماية الشعب الكردية) تم بالتنسيق الكامل مع الجانب الروسي، المشرف على العمليات العسكرية في المنطقة».
تُركياً، تبدو ملامح ضعف الحيلة ظاهرة على وضع المجموعات المرتبطة بأنقرة. فالمقاتلون التركمان يرون في اللاذقية معركتهم الأم، أما «حركة أحرار الشام» فرفضت المشاركة في المعارك الأخيرة، لأنها «انتحار عسكري»، واكتفت بحضور رمزي بعد اتهام «النصرة» بالتفرّد بزعامة حلب.
عملياً، تبتعد «دولة أردوغان» عن مصادرة القرار الكامل في الشمال. نصف الاستدارة نحو موسكو، معطوفاً على الهزة الانقلابية الداخلية، جعلاها تقف موقف المشاهد المنكفئ إلى ترتيب أوضاعه الخاصة. ليس في يدها حيلة، ونزهة دباباتها في الأراضي السورية لم تعد متاحة. المشهد الحلبي يلفظ أنقرة في مراحله الحالية، رغم أنّ ردود الفعل منتظرة من «النصرة» (سابقاً) وأخواتها، حيث يُحاصر آلاف المسلحين داخل المدينة… وعلى بعد عشرات الكيلومترات تغلي أرياف حلب وإدلب.
/+++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
الجولاني مفاوضاً يفك الإرتباط بالقاعدة ويتحوّل إلى «جبهة فتح الشام»//
واشنطن على موقفها.. وموسكو تفتح الممرّات لخروج المدنيين والمسلّحين من شرق حلب//
“اعلنت جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، امس فك ارتباطها بالتنظيم الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013 وذلك بلسان زعيمها ابو محمد الجولاني الذي كشف وجهه للمرة الاولى في شريط فيديو.
بالتزامن،اعلنت موسكو اقامة ممرات انسانية في مدينة حلب تمهيدا لخروج المدنيين والمقاتلين المستعدين لتسليم سلاحهم، بعدما باتت الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة محاصرة بالكامل من قوات النظام السوري الذي دعا رئيسه بشار الاسد مقاتلي المعارضة الى الاستسلام.
وفي الشريط الذي بثته قناة»الجزيرة»القطرية اعلن الجولاني، تغيير اسم النصرة الى «جبهة فتح الشام». وقال «نزولا عند رغبة اهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي وعلى رأسه اميركا وروسيا في قصفهم وتشريدهم عامة المسلمين في الشام بحجة استهداف جبهة النصرة التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد، فقد قررنا الغاء العمل باسم جبهة النصرة واعادة تشكيل جماعة جديدة ضمن جبهة عمل تحمل اسم جبهة فتح الشام».
واضاف ان «هذا التشكيل الجديد ليس له علاقة بأي جهة خارجية» متوجها بالشكر الى قادة تنظيم القاعدة وعلى رأسهم زعيمها ايمن الظواهري على «تقديم مصلحة اهل الشام وجهادهم وثورتهم المباركة وتقديرهم لمصالح الجهاد عامة».
غير ان الخارجية الأميركية سارعت الى القول إن جبهة النصرة ما زالت هدفا للطائرات الأميركية والروسية في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن إعلان جبهة النصرة يمكن أن يكون ببساطة مجرد تغيير للمسميات وإن الولايات المتحدة ستحكم عليها من تصرفاتها وأهدافها وعقيدتها.
اما البيت الأبيض، فقد اكد إن لديه مخاوف متزايدة من قدرة «جبهة النصرة» على مهاجمة الغرب وإنه لا يزال يجري تقييما لوضعها. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن تقييم واشنطن لجبهة النصرة لم يتغير. وأضاف إيرنست أن النصرة لا تزال تشكل تهديدا إرهابيا للولايات المتحدة وأوروبا.
من جانبه، قال قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال لريد اوستن ان «جبهة النصرة ستبقى جزءاً من تنظيم القاعدة حتى لو غيرت اسمها»، واضاف «ان بلاده لا تزال ققة من جبهة النصرة رغم التغيير الذي طرأ».
ممرات حلب
في هذا الوقت،اعلنت موسكو اقامة ممرات انسانية في مدينة حلب تمهيدا لخروج المدنيين والمقاتلين المستعدين لتسليم سلاحهم، بعدما باتت الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة محاصرة بالكامل من قوات النظام السوري.
واكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ببدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في حلب اعتبارا من اليوم، موضحا ان ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية «من اجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام».
واوضح شويغو ان ممرا رابعا سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح «بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن»، مؤكدا ان الامر لا يتعلق سوى «بضمان امن سكان حلب».
وشككت الامم المتحدة بالاعلان الروسي مكررة ان الحل الافضل هو السماح بنقل المساعدات الانسانية بكل حرية وامان الى المدنيين. كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن الإجراءات الإنسانية التي تتخذها روسيا وسوريا في حلب تبدو وكأنها في الحقيقة محاولة لإجلاء المدنيين قسرا ولدفع الجماعات المسلحة على الاستسلام. واضاف أي عمل هجومي من جانب روسيا في حلب سيكون غير متوافق مع قرار الأمم المتحدة
وتزامنت المبادرة الروسية مع اصدار الاسد مرسوما تشريعيا ينص على ان «كل من حمل السلاح او حازه لاي سبب من الاسباب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارٍ عن الأنظار، يُعفى عن كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة» خلال مدة ثلاثة اشهر.
والقت طائرات سورية مناشير عدة على الاحياء الشرقية موقعة من قيادة الجيش التي ارفقت منشورا موجها الى اهالي المدينة، برسم توضيحي يظهر مناطق وجود المعابر الاربعة في المدينة.
وسيطرت قوات النظام امس على حي بني زيد بعد اشتباكات عنيفة ضد الفصائل التي خسرت قبل يومين حي الليرمون المجاور.
وفي اولى ردود المعارضة ، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن ما يحدث في مدينة حلب هو «جريمة حرب وإبادة وتهجير قسري»، محملاً روسيا «المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية عن ما ينجم من أفعالها الأخيرة بحق الشعب السوري».
وشككت الامم المتحدة بالمبادرة الروسية. وقال رئيس مكتب العمليات الانسانية ستيفن اوبراين «من الضروري ان تحصل هذه الممرات على ضمانات جميع اطراف» النزاع وان تستخدم «طوعا»، موضحا «يجب الا يجبر احد على الفرار، عبر طريق محددة او الى وجهة معينة».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون النظام السوري وحلفاءه الى وقف فوري للحصار «الكارثي» على مدينة حلب.
/++++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
صفعة يمنية للسعودية بإعلان مجلس سياسي للحكم رداً على العربدة العسكرية//
الجيش السوري يدخل بني زيد ويتقدّم… والنصرة لـ «التبييض»… وكارتر للجنوب//
نصرالله لشارة نصر حلب… وحردان لتوافق على الأولويات… والحوار ترقُّب//
“في الوقت المستقطع للتفاهمات الإقليمية والدولية، انطلاقاً من سورية، ردّت القوى الوطنية اليمنية بصفعة قاسية على العربدة العسكرية السعودية والمماطلة بالتأقلم مع ضرورات التسوية السياسية بالإعلان عن تشكيل مجلس سياسي لإدارة شؤون البلاد وفقاً للدستور في ظلّ الحرب، بانتظار إنجاز الحلّ السياسي، والتوافق على آلياته وأطره والسير نحو دستور جديد وانتخابات جديدة.
الخطوة اليمنية الجريئة فعلت فعلها، فشكلت استقطاباً للحضور السعودي، وجذباً للقدرات السعودية والاهتمام الدبلوماسي بكيفية متابعة الوضع في اليمن وتداعياته، فغابت الرياض وجماعتها الذين ينتظرون تعليماتها، عن الحدث السوري المتسارع، لأنّ القادة الكبار منشغلون باليمن وليسوا على السمع، تماماً كما فعل الانقلاب العسكري بتركيا.
في غياب تركي سعودي، الحدث اليوم هو تدحرج انتصارات الجيش السوري وحلفائه على جبهات حلب، مع دخول حي بني زيد الذي أذاق مسلحوه الموت الزؤام لأهالي حلب وأحيائها، وضبطت في مستودعاتهم مصانع المتفجرات وجرار الغاز وما يسمّونه بمدفع جهنم بنسخ معدلة، وهو الحي الذي يُعتبر معقل جماعة نور الدين زنكي، والذي كان يمسك بجبهات الكاستيلو قبل تحريره من الجيش السوري وحلفائه، وخرجت تظاهرات شعبية ليلية بقيت حتى منتصف الليل وما بعده شارك فيها الآلاف من الحلبيّين يحتفلون بالانتصارات التي ترافقت مع انهيارات الجماعات المسلحة.
بالتزامن مع التقدم العسكري في حلب، أعلنت جبهة النصرة تغيير تسميتها استجابة لنداء زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أنها تنظيم مستقلّ وغيّرت اسمها لتصير «فتح الشام»، وأعلن الأميركيون موقفاً متلعثماً أكد أنّ التصنيف للنصرة سيبقى كتنظيم إرهابي، لكنه قال إنّ واشنطن ستراقب سلوك النصرة وعقيدتها لتحكم على طبيعة التغيير ونوعها، بينما بدا أنّ التغيير في وضع النصرة يتمّ في إطار تخديم الحاجة الأميركية لما وصفه وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بتطويق داعش جنوب سورية، وما يعنيه من سعي لتسليم جماعات تحمل لواء المعارضة تحت الرعاية الأميركية خط الحدود مع الجولان المحتلّ، وعلى الحدود مع الأردن وصولاً إلى معابر الحدود العراقية السورية، وتبدو جماعات النصرة هي المرشّحة للمهمة بعد التغيير المتزامن، بما يشبه عمليات تبييض الأموال بنقلها من اسم إلى اسم ومن مصرف إلى مصرف.
دمشق وحلفاؤها مهتمّون بإنهاء وضع الشمال قبل الاستدارة نحو ما يعدّه الأميركيون للجنوب، ويبدو تسارع التطورات الميدانية مؤشراً على تفوّق كاسح للجيش السوري وحلفائه، مع التجاوب الكبير الذي لقيه الإعلان عن المعابر الآمنة للمدنيين والمسلحين الراغبين بمغادرة الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة، مع صدور مرسوم رئاسي بالعفو عن المسلحين الذين يستجيبون مع نداءات التسوية وترك مواقع القتال.
الحدث السوري والحلبي بوجه خاص، سيحضر في خطاب مرتقَب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بعدما كان خطابه الأخير بالتزامن مع خطاب الرئيس السوري بشار الأسد قد شكلا الإعلان عن انطلاق عمليات تحرير حلب، بينما اللبنانيون يتابعون ما يجري في سورية وهم من مواقعهم المختلفة يلتقون على حجم تأثير ما يجري في سورية على لبنان سياسياً وأمنياً، ويترقبون انعكاسات على أعمال هيئة الحوار التي لا تبدو الآمال كبيرة ببلوغها نتائج إيجابية ما لم يحدث اختراق يغيّر قواعد اللعبة الإقليمية ينتظر أن تصنعه التطورات السورية. وعلى ضفة آمال الحوار وتوقعاته، دعا رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان إلى اتفاق وطني على الأولويات يؤسّس لتفاهمات سياسية على الاستحقاقات، ويضمن الالتفاف حول الجيش بوجه الإرهاب.
إجازة قسرية مفتوحة…
وتستمر السياسة في إجازة قسرية مفتوحة فرضتها التعقيدات المحيطة بالاستحقاقات المترابطة، من الملف الرئاسي وقانون الانتخاب وتشكيل الحكومة والتعيينات الأمنية، وصولاً إلى إقرار الموازنة، وملف النفط، فيما البلد غارق في سبات عميق رغم وجع المواطنين على أبواب المستشفيات، والأزمات الحياتية كأزمة المياومين، انقطاع الكهرباء 24/24 في أكثر المناطق اللبنانية، لا سيما في الضواحي المحيطة بالعاصمة الإدارية، تلوّث الليطاني…
بات مؤكداً أن أي خرق سياسي لن يسجل قبل يوم الثلاثاء في الثاني من آب، الموعد المعقود للجلسة الأولى من الخلوة الحوارية التي تستمر حتى يوم الخميس وتلتئم بغياب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لم يحسم بعد قرار حضوره من عدمه ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
حردان: للتوافق على الأولويات الوطنية
وفي السياق، شدد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على ضرورة الوصول إلى توافق على الأولويات الوطنية التي تسهم في تحصين لبنان بمواجهة المخاطر والتحديات.
وخلال استقباله رئيس الحزب الوطني العلماني الديمقراطي «وعد» جو حبيقة. حدّد الجانبان قائمة الأولويات اللبنانية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الرسمية كافة، وقانون انتخابات نيابية على اساس لبنان دائرة واحدة، واعتماد النسبية. ولفتا إلى أنّ الاهتمام بالشق الاقتصادي والاجتماعي يجب أن يكون متلازماً مع الأولويات السياسية والإصلاحية، وأكدا أن «الجيش اللبناني يشكل ضمانة حقيقية لوحدة لبنان وصون استقراره، وهذا يجعل من تسليح الجيش بالأسلحة اللازمة وتوفير كل الإمكانيات له، أولوية ثابتة ودائمة».
نصرالله يُطلّ اليوم
وبانتظار ما سيحمله الأسبوع الطالع من مستجدات، يُطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم في احتفال عند الساعة الخامسة والنصف عصراً، في ذكرى أسبوع القيادي اسماعيل أحمد زهري.
وعلمت «البناء» من مصادر عليمة أن «السيد نصر الله سيبدأ كلمته بنبذة عن ازهري ودوره وجهاده وسيركز في خطابه على نقطتين أساسيتين: الأولى إسرائيل والمقاومة، وتصدّي رجال المقاومة للعدوان الصهيوني. الثانية: إسرائيل والمملكة العربية السعودية، من تاريخ السعودية وسياساتها ودورها في حرب تموز، الى العلاقة بينهما السرية والعلنية، وصولاً الى التطبيع بينهما لجهة أسبابه وخلفياته». وسيتطرّق السيد نصر الله، بحسب المصادر، إلى دور موريتانيا الدولة العربية الوازنة والمهمة والمؤثرة بتاريخها وحضارتها، وسيشيد بموقف أربع دول في القمة العربية تونس، الجزائر، موريتانيا والعراق من قضية حزب الله.
وإذ أكدت المصادر أن «المزيد من المواقف سيطلقها السيد نصر الله يوم الأحد في 14 آب المقبل في ذكرى عيد الانتصار»، لفتت الى أن «الوقائع المتدحرجة في حلب ستفرض نفسها على الخطاب، ربطاً بخطابه السابق وكلامه عن حلب، سيُعيد رسم الصورة الاستراتيجية على ضوء تسارع الوقائع في الميدان، خاصة أن خطابه الذي تزامن مع كلمة الرئيس بشار الأسد في مجلس الشعب الجديد منذ نحو شهر ونصف، كانا إشارة الانطلاق لمعركة الكاستيلو ومزارع الملاح والليرمون التي أسست لسقوط بني زيد».
الوفاء للمقاومة: الحوار فرصة وطنية
وعشية إطلالة السيد نصر الله دانت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان لها بعد اجتماعها الدوري «كل الاتصالات واللقاءات والخطوات التطبيعية الوقحة التي يواصلها بشكل منهجي النظام السعودي مع «إسرائيل»، وترى فيها مروقاً واضحاً وارتماءً مهيناً في أحضان العدو الوجودي لكل الشعوب العربية والإسلامية وتخلياً مخزياً ونهائياً، عن القضية الفلسطينية وعن حق الشعب الفلسطيني ونضاله المشروع لتحرير أرضه وتقرير مصيره»، وتمنّت الكتلة من ناحية أخرى، «أن تسفر مداولات هيئة الحوار المنوي عقدها في مطلع شهر آب عن توافقات إيجابية تدفع باتجاه إعادة الحياة المنتظمة الى المؤسسات الدستورية كافة»، مؤكدة «أن الحوار يشكل فرصة وطنية يفترض بكل الحريصين على لبنان اغتنامها».
بري يكثف اتصالاته قبل آب
وعلى الرغم من الأجواء التشاؤمية بأن الحوار لن يخرج بأي خرق في الملفات العالقة، طالما أن التسويات الإقليمية لم تنضج. فإن مصادر مطلعة تؤكد لـ «البناء» أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري يجري اتصالات مكثفة مع المعنيين لإنهاء الفراغ الرئاسي، وكان ولا يزال على تواصل مع المكونات الاساسية رغم سفره».
ولفتت المصادر إلى «أن رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة لا يزال عند موقفه الرافض انتخاب رئيس تكتل والتغيير والإصلاح العماد ميشال عون، رغم أن مسألة انتخابه تطرح جدياً في المجالس وفق سيناريوات متعدّدة». واذ استبعدت أن تعلن الكتلة تأييد أو دعم العماد عون، رأت أن السيناريو الأقرب الى المنطق يتمثل بحضور نواب كتلة المستقبل الجلسة من دون التصويت، لافتة إلى «أن التبدل في المواقف لن يحصل من دون الحوار، لأن أحداً لن يقدم على تقديم تنازلات تجاه الآخر من دون تسوية سياسية تضمن الجميع وتحفظ ماء الوجه، لذلك فإن المواقف سوف تحتاج إلى ثلاثة أيام على الأقل لتخرج هذه القوى وتؤكد أنها قررت تخطي الحسابات الداخلية لمصلحة لبنان». واعتبرت المصادر «أن عجز الحوار عن الوصول الى اتفاق يعني أن البلد سيدخل في المجهول».
وعون مرتاح ومتفائل…
ونقلت مصادر مطلعة عن أوساط مقربة من السعودية تأكيدها أن هناك «تعديلاً في لهجة المملكة تجاه وصول عون للرئاسة وبات ذلك خياراً قائماً ووارداً».
ونقلت مصار قيادية في التيار الوطني الحر عن العماد ميشال عون لـ «البناء» «ارتياحه وتفاؤله حول المعطيات والمؤشرات الداخلية والإقليمية في الآونة الأخيرة لحل الأزمة في لبنان لا سيما في موضوع رئاسة الجمهورية»، مضيفة «تمت حلحلة العقبات التي تمنع وصول العماد عون إلى الرئاسة مع بعض الأطراف الداخلية باستثناء الرئيس سعد الحريري حيث يعمل الرئيس فؤاد السنيورة المستحيل لقطع الطريق على أي اتفاق يوصل عون لرئاسة الجمهورية والحريري الى رئاسة الحكومة لاعتبار السنيورة بأن وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة يعني نهاية حلمه في الوصول إلى هذا الموقع»، مرجحة «حضور العماد عون شخصياً جلسات آب الحوارية إذا رأى جدية في طرح الملفات الخلافية».
ولاحظت المصادر «جدية في إشارات رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تجاه وصول عون للرئاسة والتطور الإيجابي في العلاقة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يمانع وصول عون وإعادة تأكيد رئيس القوات سمير جعجع على موقفه الداعم لترشيحه، بينما موقف حزب الله محسوم لصالح عون».
ولفتت المصادر إلى أن «تبدل وتغير بعض المواقف هي نتيجة التحولات العسكرية الكبيرة الحاصلة في سورية وفي تركيا وما سبقها من اعتذار الرئيس التركي رجب أردوغان لروسيا حول إسقاط الطائرة الروسية والتكويعة التركية والتقدم على داعش في سورية والعراق بعد معارك الفلوجة والتقدم نحو الموصل والتفاهمات الأميركية – الروسية بعد لقاءات كيري لافروف». مشيرة إلى أن «رئاسة الجمهورية ليست مسألة تقنية ويحاولون تصويرها على هذا النحو، لكنها مشكلة ميثاق وطني وحق في الشراكة الميثاقية»، متساءلة: «هل يريد تيار المستقبل الشراكة في الوطن أم لا؟». وأكدت المصادر أن «العلاقة بين عون والرئيس بري جيدة وهناك تواصل غير مباشر من خلال وزراء التيار الذي يزورون عين التينة بشكل دائم ونقاش الملفات المطروحة».
النسبية الكاملة خيارنا
وحول موقف «التيار» من قانون الانتخاب على طاولة الحوار المقبلة، قالت المصادر: «النسبية الكاملة خيارنا، لكن التيار يقدر التركيبة اللبنانية وآراء وحسابات الأطراف الأخرى في رفض النسبية»، وموضحة أن «طرح القانون المختلط يؤدي إلى قوطبة المستقبل على حقوق الشركاء في الوطن المسيحيين وغيرهم، لأن النسبية تسمح بتمثيل الأقلية الوازنة لدى الطائفة السنية».
المشنوق: انتخاب الرئيس قريب
اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في حديث تلفزيوني، أنّ «انتخاب رئيس للجمهورية باتَ قريباً جداً، وقبل رأس السنة»، وقال إنّه «صديق العماد عون، لكن ليس مهمّاً من نحبّ ومن نكره». واعتبر، أنّ «النفط السياسي في لبنان هو بانتخاب رئيس، ولا أشجّع على توقيع مراسيم النفط قبل هذا الانتخاب»، أضاف: «مرشّحنا حتى الآن هو النائب سليمان فرنجية، لكن لا يكفي أن نكون ملتزمين وجالسين كلّ في بيته وننتظر القدر الذي لا نعرف متى يأتي، ولا مَن سيأتي به. لنقل إنّ مهمّتنا أن نستمر في الحركة السياسيّة للحثّ على انتخاب رئيس للجمهوريّة».
التعيين وإما التمديد لقهوجي
وفي سياق آخر، يعود ملف التعيينات الأمنية إلى الواجهة، مع اقتراب إحالة رئيس الأركان في الجيش اللواء وليد سلمان إلى التقاعد ونهاية مدة التمديد الثاني لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي في قيادة الجيش في 30 أيلول المقبل، في ظل اتجاه لتمديد ثالث لقهوجي في حال لم يتم الاتفاق بين الأطراف السياسية على تعيين قائد جديد للجيش في مجلس الوزراء وفق ما تؤكد مصادر وزارية لـ «البناء»، وأوضحت مصادر عسكرية لـ «البناء» «أن التمديد لقائد الجيش يحصل بقرار من وزير الدفاع لعام واحد فقط إذا فشل التعيين في مجلس الوزراء. وهذا ممكن، لأن القانون يجيز بقاء الضابط برتبة عماد في الخدمة العسكرية حتى 26 عاماً ورتبة لواء حتى 61 عاماً وبالتالي لا يمكن التمديد لرئيس الأركان، مشيرة إلى أن لا مشكلة لدى قوى 8 آذار في التمديد لقهوجي ولا في قوى 14 آذار لا سيما في ظل الظروف الأمنية الحالية التي يواجهها لبنان والمهمة الملقاة على الجيش في حماية الحدود والداخل، بينما رأت مصادر في التيار الوطني الحر أن «التمديد لقائد الجيش الحالي مخالف للقانون والدستور، داعية الى إجراء تعيينات أصيلة للمواقع الشاغرة وهنا الكثير من الضباط الأكفاء وبالتالي لا يوجد سبب للتمديد، مؤكدة لـ «البناء» أن «التيار لن يلجأ إلى الشارع اعتراضاً على التمديد، لكنه سيستخدم كل الوسائل السلمية والقانونية لردع وزير الدفاع سمير مقبل عن هذا القرار المخالف للدستور».
واعتبر الوزير مقبل في تصريح أن «موضوع التعيينات العسكرية لا يزال سابقاً لأوانه و«لمّا منوصل اليها منصلّي عليها»، لافتاً الى أن «التمديد لرئيس الاركان في الجيش غير وارد، لانه تخطى الحد الاقصى لسنوات الخدمة بينما لا يزال التمديد لسنة ممكناً لقائد الجيش».
خطة «داعش» للسيطرة على عين الحلوة
أمنياً، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ «البناء» عن «قرار لدى تنظيم «داعش» لوضع اليد على مخيم عين الحلوة كمرحلة أولى للسيطرة على المفاصل الرئيسية في المخيم واستقدمت لهذه الغاية حوالي 120 عنصراً قادرون على تجنيد أشخاص داخل المخيم وتمهد لمرحلة ثانية لوضع اليد على كامل المخيم ومحيطه لتنفيذ المرحلة الثالثة أي التمدد في محيط المخيم وخارجه للوصول الى الساحل وبالتالي التجول في صيدا وقطع طريق بيروت الجنوب»، ولكنها أشارت إلى أنه «حتى الآن يواجه التنظيم نوعين من الصعوبات، الأول داخل المخيم، رفض الفصائل الفلسطينية الوازنة لهذا الأمر. وهناك استعداد من قبل الفصائل لمواجهة داعش بالسلاح، ورفض من قبل الفلسطينيين بشكلٍ عام تحويل المخيم الى يرموك آخر. أما النوع الثاني فهو التعزيزات والإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني لمواجهة أي تمدد إرهابي خارج المخيم يضاف إليه رفض أهالي صيدا لمحاولة سيطرة داعش على مدينتهم وقطع طريقها على الجنوب».
ولفتت المصادر إلى أن «وجود هذه العوائق لا يعني أن داعش تراجع عن الخطة، لكن المخيم عرضة لمواجهة بين إرادتين، إرادة داعش الإرهابية وإرادة فسلطينية – لبنانية لرفض خطة التنظيم وهو ليس في المستوى الذي يمكنه من تحقيق أغراضه وأهدافه، والوضع تحت السيطرة اللبنانية خارج المخيم وتحت السيطرة الفلسطينية داخل المخيم».
الادعاء على عسكريين في قضية الإنترنت
وعلى صعيد فضيحة شبكة «الإنترنت غير الشرعية»، إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على ثلاثة نقباء وأربعة مؤهلين أول في قوى الأمن الداخلي، بناء على طلب النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، في جرم الإهمال في القيام بالوظيفة وعدم تنظيم محاضر ضبط في حق أصحاب محطات الإنترنت غير الشرعي في الزعرور. وأحال الملف الى قاضي التحقيق العسكري الأول.