رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس بغضب الانتقادات الغربية لحملة التطهير الجارية في الجيش التركي والمؤسسات الأخرى في الدولة بعد الانقلاب الفاشل، مشيرا إلى أن البعض في الولايات المتحدة يقف إلى جانب المتآمرين.
وندد حلفاء تركيا الغربيون بالانقلاب الذي قتل فيه ما لا يقل عن 246 شخصاً وأصيب أكثر من ألفين، لكن نطاق الحملة أثار قلقهم.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر الخميس إن حملة التطهير تضر بالحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سوريا والعراق بعزل الجنود الأتراك الذين سبق لهم ان عملوا مع الولايات المتحدة.
وأعرب قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزف فوتيل عن اعتقاده أن بعض شخصيات الجيش التي كانت الولايات المتحدة عملت معها قابعة في السجن حالياً.
ففي كلمة له في مقر للقوات الخاصة في أنقرة، لحقت به أضرار بالغة جراء العنف ليلة الانقلاب، انتقد إردوغان تصريحات فوتيل.
وقال في إشارة إلى الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه الحكومة التركية بالضلوع فيي محاولة الانقلاب: “بدل توجيه الشكر لهذه الدولة التي صدت محاولة انقلاب، تأخذ جانب المتآمرين. الانقلابيون موجودون في بلدك بالفعل”.
وأصدر الجيش الأميركي بياناً نقل فيه عن فوتيل أن أي مزاعم عن تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركياغير صحيحة. وقال: “أي تقارير عن أي علاقة لي بمحاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة في تركيا مؤسفة وغيردقيقة تماماً”. وأضاف: “تركيا شريك استثنائي وحيوي في المنطقة منذ سنوات عدة. نقدر تعاون تركيا المستمرونتطلع إلى شركتنا المستقبلية في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية”.
وأعلنت الحكومة التركية في وقت متقدم مساء الخميس إصلاحات واسعة في جيشها – ثاني أكبر جيوش حلفشمال الأطلسي – فرّقت 99 كولونيلاً الى رتبة جنرال أو أميرال وسرحت نحو 1700 من أفراد الجيش لدورهمالمزعوم في الانقلاب.
وأقيل نحو 40 في المئة من مجموع الجنرالات والأميرالات منذ الانقلاب.
وأبلغ وزير الدفاع التركي فكري إيشيك شبكة “إن تي في” التركية للتلفزيون أن التغييرات الواسعة في الجيش لمتنته بعد، وأن الأكاديميات العسكرية ستكون الآن هدفا “للتطهير”.
وأوردت وكالة “أنباء الأناضول” التركية شبه الرسمية أن عدد موظفي القطاع العام الذين أقيلوا من مناصبهم منذمحاولة الانقلاب يتجاوز 66 ألفاً، بينهم نحو 43 ألفا في قطاع التعليم.
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية إفكان ألا أن السلطات التركية اعتقلت أكثر من 18 ألف شخص بعدمحاولة الانقلاب هذا الشهر وأن جوازات السفر الخاصة بما يصل إلى 50 ألف شخص ألغيت. وقالت وزارة العمل إنها تحقق مع 1300 من موظفيها في شأن احتمال ضلوعهم في الانقلاب.
وكانت وسائل إعلام تركية قد افادت في يوم الخميس الماضي 28 يوليو/تموز الجاري، بأن مشاركين في مسيرة حاشدة معارضة للوجود العسكري الأمريكي في تركيا توجهوا نحو قاعدة “إنجرليك” بالقرب من مدينة أضنة جنوبي البلاد.
وطلب المتظاهرون، الذين وفقا لبعض التقديرات تجاوز عددهم ألف شخص، إغلاق القاعدة، في حين فرضت الشرطة طوفا أمنيا أمام مدخل القاعدة تفاديا لاقتحامهم إياها.
🔵#İncirlik üssü yakınlarında toplanan gruplar üssün kapatılması talebiyle #ABD ve darbe girişimini protesto ediyor
— Mete Sohtaoğlu (@metesohtaoglu) July 28, 2016
🔵#Adana , #İncirlik üssüne giden protestocuların önü kesildi.Gruplar burada #ABD‘yi protesto ediyor
— Mete Sohtaoğlu (@metesohtaoglu) July 28, 2016
وتمثل قاعدة “إنجرليك” العسكرية الجوية إحدى قواعد حلف الناتو الست الواقعة في القارة الأوروبية، التي تخزن فيها الأسلحة النووية التكتيكية.
وقد اعتقلت السلطات التركية، في 11 يوليو/تموز قائد قاعدة “إنجرليك”، الجنرال بكير أرجان فان، بتهمة تورطه في الانقلاب الفاشل، الذي مرت به تركيا ليلة 15 إلى 16 يوليو/تموز الجاري.
وتشهد البلاد تصعيد مشاعر العداء لأمريكا على خلفية محاولة الانقلاب، الذي اتهمت أنقرة المعارض التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن بتدبيره، مطالبة واشنطن بتسليمه لتركيا.
وكالات، 30 تموز 2016