كشفت مجلة Magazine في عددها رقم 3065، يوم الجمعة 5 آب 2016، عن تعرض مجموعات من المقاتلين اللبنانيين لرمايات من اسلحة كيميائية، خلال مواجهات بينهم وبين الجماعات الإرهابية في مدينة حلب عاصمة الشمال السوري. وفي تقرير نشرته نقلاً عن مصادر سياسية واسعة الإطلاع، قالت أن إصابات وقعت في الجانب اللبناني الذي يحارب ضد الإرهابيين الإسلاميين في جبهات حلب، لكن من دون أن تحدد عدد المصابين.
ويضيف تقرير الأسبوعية الصادرة بالفرنسية في بيروت، أنه جرى إسعاف بعض المصابين، لكنها أكدت أن الإرهاب الإسلامي الكيميائي قضى، بالفعل، على عدد من المقاتلين اللبنانيين، الذين يشاركون مع وحدات الجيش العربي السوري في محاربة قوى الإرهاب.
واعتبر تقرير Magazine، أن هذه الإصابات تقدم دليلاً جديداً على صحة المعلومات التي تقدمت بها روسيا في الأيام الأخيرة، وأفادت عن امتلاك مجموعات “المعارضة المعتدلة”، وكذلك الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة في سوريا، ما يوصف بأنه “ترسانة أسلحة متطورة”، تشمل سلاحاً كيميائياً، ومدرعات، وشبكات اتصال وتوجيه بالأقمار الصناعية، وصواريخ حديثة محمولة مضادة للطائرات، بالإضافة إلى وسائط القتال الليلي.
وكان رئيس المركز الروسي لتنسيق المصالحة بين اطراف النزاع في سوريا سيرغي تشفاركوف قد أعلن مساء يوم الأربعاء 3 آب الجاري، أن مسلحي “حركة نور الدين الزنكي” استخدموا يوم 2 آب الجاري مواداً سامة في منطقة سكنية بالقرب من حي صلاح الدين في حلب.
كما أكد مصدر عسكري آخر استخدام غاز الكلور في تلك المنطقة، وهو ما يتسبب بحروق في الجهاز التنفسي تؤدي لاختناق الإنسان المصاب. وكشف الجنرال تشفاركوف، أن هذا الهجوم الكيميائي قتل سبعة أشخاص وأصاب 23 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى, وقال أنه قد “تم إبلاغ الجانب الأمريكي بالموضوع”.
وصرح مدير هيئة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبتها في وزارة الخارجية الروسية لوكالة “انترفاكس” بأن موسكو تمتلك معطيات تفيد بأن لدى الارهابيين قدرة على إنتاج المواد السامة. أما المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونير فقد أعلن أن الخارجية الأمريكية لم تحصل على مثل هذه المعلومات.
وتعتبر”حركة الزنكي” من أبرز أذرع الإستخبارات التركية في شمال سوريا، وفي نواحي حلب تحديداً. وهي تتلقى التعليمات من “غرفة عمليات أنطاليا” التي يشرف عليها ضباط أميركيون. وتصنف واشنطن “الزنكي” ضمن مجموعات “المعارضة المعتدلة”، وترفض أن تضعها على لوائح الإرهاب الإسلامي الدولي. في حين أن موسكو تعد “حركة الزنكي” منظمة إرهابية لا تشملها شروط الهدنة.
ويؤكد تقرير Magazine أن تركيا هي الباب الرئيسي لتوريد السلاح إلى “جيوش” الإرهابيين الإسلاميين المنتشرة على جبهات القتال السورية. كما ذكّرت بأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير كان قد دعا في 2 أيار 2016، ومن جنيف، إلى تزويد المعارضة السورية المسلحة بجميع الأسلحة التي تحتاجها بما فيها أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف. وقال أن “السعودية اعتبرت دائماً أنه من الضروري توفير الحد الأقصى من السلاح الفتاك للمعارضة السورية، وسوف نستمر بالدعوة لذلك”.
مركز الحقول للدراسات والنشر
الأحد 7 آب 2016