افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 8 آب، 2016

إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 21 أيلول، 2019
دراسة : هكذا يفوز باسيل ـ جعجع والحريري وجنبلاط بـ89 مقعداً في برلمان 2017
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 27 نيسان، 2018

وبالعكس مما كان منتظرا بعد الانقلاب التركي الفاشل، لا يملك الرئيس التركي في لحظة احتدام مواجهة حاسمة مع الجناح الاخر للاسلاموية التركية، وتصفية الاتاتوركية، رفاهية التخلي ايضا عن خمسة اعوام من التدخل في سوريا، او اسقاط ورقة حلب، التي قد تكون آخر اوراق المساومة التي لا يزال قادرا على استخدامها في مواجهة الجميع: الروس والاميركيين والايرانيين، من اجل اعادة صياغة علاقاته بالجميع على ضوئها، او استقبال الادارة الاميركية الجديدة ايا كان القادم الى البيت الابيض، من دون الامساك بمفاتيح الحرب المقبلة على الارهاب، التي ستظل لوقت طويل ورقة رابحة للتدخل في ما يتعدى جنوب الاناضول. وفي لحظة تراجع الجيش التركي … …

/++++++++++++++++++++++/
النهار//

حلب محاصرة بين معادلتي الراموسة والكاستيلو//
المعارضة خرقت الطوق على الأحياء الشرقية//
“تبدل المشهد في حلب في اليومين الاخيرين مع تمكن مقاتلي المعارضة بما فيهم “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً التي كانت مرتبطة بتنظيم “القاعدة”) من اختراق الحصار الذي يفرضه النظام على الأحياء الشرقية لحلب، بفتح طريق إمداد من جنوب المدينة بعد الإستيلاء على مجمع للكليات العسكرية والراموسة. وبذلك باتت فصائل المعارضة تطوق الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام.

وبينما أكد الاعلام السوري الرسمي ان الجيش النظامي أوجد طريقاً بديلاً الى الأحياء الغربية، طغى الخوف على السكان فسارعوا الى تخزين المواد الغذائية التي سرعان ما سجلت أسعارها ارتفاعاً كبيراً.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “تدور اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل” في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري مواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة.

وأعلنت فصائل مقاتلة وجهادية في اطار تحالف “جيش الفتح”، أهمها “حركة احرار الشام” و”جبهة فتح الشام”، بعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز على الأحياء الشرقية لحلب ويقيم فيها 250 الف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب آخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية. وتحدث مصدر في الفصائل عن ادخال المقاتلين “سبع شاحنات خضار وفاكهة” الى الاحياء الشرقية من طريق الراموسة.

الا ان المرصد السوري رأى ان المدنيين لن يتمكنوا من المرور عبر هذا الطريق لخطورته. وقال قائد قطاع حلب في “حركة نور الدين الزنكي” المقاتلة عمر سلخو: “الطريق للاستخدام العسكري حالياً… وسيسمح للمدنيين بعبورها بعد تأمينها بشكل كامل”.

وصرح قيادي في ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين: “بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة… ونحن في خنادقنا و(تشنّ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل”، مشيراً الى استخدام قنابل “عنقودية وفراغية”.

وقال معارضون والمرصد السوري إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.

وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة، يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.

واستناداً الى المرصد، فقد قتل أكثر من 700 رجل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ أسبوع، غالبيتهم من الفصائل نتيجة “التفوق الجوي” لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية.

وكان الجيش السوري قد فرض طوقاً على خطوط امداد الاحياء الشرقية في حلب عندما سيطر على طريق الكاستيلو شمال غرب المدينة في 17 تموز الماضي.

نفي رسمي
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن مصدر عسكري أن “هذه المجموعات الارهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين فى الاحياء الشرقية”. وقال المصدر إن “سلاح الجو ينفذ 21 طلعة قتالية ويوجه 86 ضربة جوية الى تجمعات الارهابيين ومحاور تحركهم في جنوب وغرب حلب خلال الساعات الـ12 الماضية”.

وأغارت الطائرات الحربية السورية والروسية على احياء عدة في الجهة الشرقية، وتضمن ذلك القاء براميل متفجرة. وأكد مراسل التلفزيون الرسمي ان “الجيش أوجد طريقاً بديلاً لدخول المواد الغذائية والمحروقات” الى الاحياء الغربية. وأوضح عبد الرحمن أن “قوات النظام تعمل على فتح طريق جديد من الاحياء الغربية في اتجاه الشمال وتسعى حاليا الى تأمينها لضمان امكانية استخدامها”.

وعلى رغم ذلك، بدا الخوف والتوتر واضحين على سكان الاحياء الغربية، فسارعوا الى الاسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتخزين تحوطاً لاستمرار الحصار.

وقال أحد سكان الاحياء الغربية طلب عدم ذكر اسمه: “الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الأكيد ان الايام المقبلة ستكون أصعب”.

ولاحظ المرصد أن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أضعاف في غرب حلب. واعتبر عبد الرحمن ان “قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جداً”. وقال إن الفصائل المقاتلة والجهادية “لم تتمكن من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية فحسب بل انها قطعت أيضاً آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة” ويقيم فيها نحو مليون و200 الف نسمة.

السفير//
«ثغرة الراموسة» تعيد «التوازن» قبل لقاء سان بطرسبورغ؟//
معركة حلب تستعر: ممر «غير آمن» إلى حين//
تقرير : محمد بلوط /
 حلب بانتظار سان بطرسبورغ، وقد تنتظر العمليات العسكرية اللقاء الرئاسي التركي الروسي، قبل ان تحتدم من جديد، او تتضح وجهة العمليات، والصفقة السياسية. العودة الى ما قبل محاصرة الجيش السوري حلب الشرقية قد تكون الورقة التي حاول الهجوم التركي، عبر المجموعات المسلحة في حلب الحصول عليها، قبل ان يضع الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غدا في سان بطرسبورغ، نقطة النهاية على مصالحة تنتظر مصافحة، وربما قبلات الختام. ولكي لا يلتقي الرئيس التركي بنظيره الرئيس الروسي، مهزوما استمات الاتراك، والحزب الاسلامي التركستاني، بالمعنى الحرفي للكلمة، وليس مجازا، بل وانتحروا بالعشرات عند اسوار كلية المدفعية والتسليح والفنية الجوية جنوب غرب حلب من اجل ممر، غير آمن، يبلغ عرضه ٩٠٠ متر، بطول كيلومترين، ويمتد من اطراف العامرية شرق حلب مخترقا الراموسة حتى كلية التسليح، حيث التقت ارتال المهاجمين، بالخارجين من حلب الشرقية وحصارها.

تحسين شروط اللقاء بين المتصالحين، واتمام العرس التركي ـ الروسي، قد يكون فرض اعادة تصحيح ميزان القوى نسبيا، بعد ان اختل كليا لمصلحة الجيش السوري في حلب، مركز الصراع على سوريا. الحرب على حلب من اجل التوازن في سان بطرسبورغ اعلن عنه رجب طيب اردوغان، الذي قال امس الاول ان «النظام حاصر حلب لكن المعارضة اعادت التوازن».
وبالعكس مما كان منتظرا بعد الانقلاب التركي الفاشل، لا يملك الرئيس التركي في لحظة احتدام مواجهة حاسمة مع الجناح الاخر للاسلاموية التركية، وتصفية الاتاتوركية، رفاهية التخلي ايضا عن خمسة اعوام من التدخل في سوريا، او اسقاط ورقة حلب، التي قد تكون آخر اوراق المساومة التي لا يزال قادرا على استخدامها في مواجهة الجميع: الروس والاميركيين والايرانيين، من اجل اعادة صياغة علاقاته بالجميع على ضوئها، او استقبال الادارة الاميركية الجديدة ايا كان القادم الى البيت الابيض، من دون الامساك بمفاتيح الحرب المقبلة على الارهاب، التي ستظل لوقت طويل ورقة رابحة للتدخل في ما يتعدى جنوب الاناضول. وفي لحظة تراجع الجيش التركي وانهماكه لسنوات طويلة بعمليات اعادة هيكلة وتطهير مضنية، ستقلص من دوره الداخلي، والخارجي، لا بد من التعويض عن الخسارة الاستراتيجية العسكرية، ومواصلة استخدام الساحة السورية، ساحة تنافس مع القوى الدولية الاخرى، عبر ما تتيحه اجهزة المخابرات التي لا تزال مخلصة للرئيس التركي، والتي لا تحتاج الا للمجموعات الشيشانية والتركستانية، وتحالف عريض ومنظم من الاخوان المسلمين والسلفيين، لمواصلة التدخل في سوريا.
وليس مؤكدا باي حال، حتى ولو قرر الاتراك تكتيكيا اعتبار ثغرة حلب، وملحمتها الكبرى مجرد عملية تقتصر مفاعيلها على موازنة لقاء سان بطرسبورغ، الا انه من المستبعد ان تستدير السياسة التركية ١٨٠ درجة ، وتغير من تحالفاتها الاستراتيجية مع حلف الاطلسي والولايات المتحدة، لبناء تحالف تكتيكي مع ايران والروس. ان المصالحة الروسية التركية كانت لا تحتاج الى صفقة على سوريا الى ان بدأ الروس بالانخراط جويا عبر «عاصفة السوخوي»، ووضع قدم على الارض السورية.
كان الروس والاتراك والايرانيون ايضا، قد بنوا نموذجا فريدا من العلاقات البراغماتية التي نجحت، مع بعض التوتر، في ارساء فصل كامل بين الملف السوري والحرب بالوكالة بينهم في سوريا من جهة، وبين الوصول الى اتفاقات اقتصادية وتجارية كبيرة من جهة ثانية. وهكذا سارت اتفاقية السيل الجنوبي الروسية التركية، وانشاء مفاعلات نووية روسية في تركيا التي عقدها الرئيسان بوتين واردوغان، على وقع المواجهة في سوريا، وتعايش الروس والايرانيون مع دور تركي كبير في الحرب على سوريا. اردوغان سيذهب في لحظة التوازن الجديدة كما يعتقد الى استنباط حل مشترك او صفقة اقليمية بقوله انه «سيدعو الى مؤتمر اقليمي من اجل الحل في سوريا».
ان استمرار هذا النموذج من العلاقات البراغماتية، قد لا يكون ممكنا اليوم بعد انخراط الروس مباشرة في سوريا والذين اصبحت حدودهم المباشرة مع حلف شمال الاطلسي وتركيا، كما ان هزيمتهم في سوريا، لو كانت ممنوعة فعلا، قد لا تسمح بهذا النوع من العلاقات مع تركيا، التي تشكل رأس الحربة في القتال ضد مصالحهم ومصالح حلفائهم في سوريا، وهو ما ينبغي ان يجيب عليه لقاء سان بطرسبورغ. ورسميا لا تقع سوريا على اجندة اللقاء الذي سيقتصر رسميا، على تفعيل الاتفاقات التجارية، واحياء مشروع السيل الجنوبي، لنقل الغاز الروسي الى اوروبا عبر تركيا.
وجلي اليوم ان الثغرة التي احدثت في الراموسة، ليست وليدة رد الفعل من فصائل حلب على محاصرتها في شرق المدينة، كما روجت لذلك عناوين الحملة الاعلامية، والطرق الاعلامي السعودي والقطري الذي رافق الهجوم على المدينة، بل هي عملية عسكرية، خاض فيها الجيش السوري معارك مع جيش كلاسيكي، يملك اسلحة دبابات ومدرعات، وراجمات صواريخ، وطائرات استطلاع، واجهزة استخبارات ومعلومات وفرتها طلعات طائرة «اواكس» تركية لم تتوقف عن التحليق في المنطقة منذ شهر ونصف الشهر. وتقول المعلومات ان ٣٠٠ آلية، من بينها ٥٠ دبابة هاجمت مواقع الجيش السوري على جبهة تنقص عن ٨ كيلومترات، بالاضافة الى عشرات الانتحاريين.
فمنذ ان بدأت العملية الروسية في حلب نهاية ايار الماضي، وانطلاق التمهيد الناري لها حتى العاشر من حزيران، قبل ان تتقدم الوحدات السورية نحو مزارع الملاح، وتبدأ باقفال طريق الكاستيلو، كان الاتراك يعدون على الفور، غرفة عمليات اضافية في انطاليا، خصصت بعد انطاكيا، لمراقبة تقدم العملية الروسية في حلب. وفي مطلع تموز بدا الاتراك نقل مدرعات، نحو كفر حمرة شمال حلب، تم تعديل ابراجها في مشاغل الجيش التركي، لتسليح «فرقة الحمزة»، و «احرار الشام». وعندما اكتمل الطوق على حلب، في السابع والعشرين من تموز الماضي، فور احتدام المعارك حول حلب، وفي اطار الاعداد لاختراق جنوب المدينة، عبرت الحدود التركية من باب الهوى، الى اعزاز ارتال مؤلفة من مئة شاحنة متوسطة وسريعة، جاءت من ادلب الى تركيا عبر باب السلامة، وحملت ألف رجل من دون اسلحتهم، وعبرت حواجز وحدات حماية الشعب التركية، في منطقة عفرين، واتجهت الى دار عزة قرب حلب، حيث تلقت اسلحتها. وفي مطلع الشهر، نقل الاتراك مجموعات ضمت اكثر من ٨٠٠ مقاتل من «احرار الشام»، كانت تتمركز في اعزاز منذ ثلاثة اشهر، وتشكل جزءا من رتل جاء به الاتراك من ادلب، لتدعيم خطوط المجموعات المعارضة، ومنع تقدم القوات الكردية نحو منطقة باب السلامة انطلاقا من تل رفعت.
وبعد ٢٤ ساعة من القتال المتواصل يومي الخميس والجمعة، وموجتين من الهجمات، لم تكن هناك مؤشرات على احتمال احداث اي ثغرة في الحصار المفروض على حلب الشرقية. وكانت الموجة الاولى من المهاجمين قد انطلقت من قرية المشرفة غرب المدينة، نحو اسوار كلية التسليح ومدرسة المدفعية والفنية الجوية. ودارت المعارك من الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، حتى الواحدة والنصف ليلا من دون ان ينجح جيش من ستة الاف مقاتل على امتداد الجبهة من اختراق مواقع الجيش السوري. وانتهى الهجوم الثاني مساء الجمعة، بعد انطلاقه منتصف الليل، باسترجاع كافة المواقع التي انسحب منها الجيش السوري، وصد الهجمات عند الراموسة.
وبدأ الخرق في الراموسة، وفي كلية التسليح بحسب غرف العمليات السورية، عند التاسعة من ليل الجمعة، دون ان تكون له مبررات عسكرية او ميدانية، حيث كان الجيش السوري في الكليات العسكرية، وحلفاؤه من مقاتلي حزب الله والايرانيين في العامرية، وجنوب الراموسة في معمل الاسمنت، قد ثبتوا خطوط الاسناد، واوقفوا الموجة الثانية من هجمات يوم الجمعة. واتبع المهاجمون نمط انهاك القوى المدافعة عن المدينة بارسال موجات من المهاجمين والدبابات والانتحاريين، مع ميزة القدرة على ارسال قوات جديدة، بعد كل انتكاسة، لتجديد الهجوم، بالابقاء على ارتال جاهزة في الخطوط الخلفية لمتابعة وتيرة العمليات، فيما لم يستطع الجيش السوري وحلفاؤه تعويض الخسائر، او ارسال تعزيرات الا بعد الموجة الثانية من الهجمات، حيث وصل لواء القدس، من حندرات، ووحدات من الحرس الجمهوري كانت ترابط في الليرمون شمال المدينة، وقوات خاصة تابعة للعقيد النمر سهيل الحسن. وكانت القوات المدافعة قد اوقعت اكثر من ٧٠٠ قتيل ومئات الجرحى في القوات المهاجمة، بفعل كثافة الغارات الجوية، والقصف المدفعي، وشجاعة المقاتلين الذين كانوا يتقدمون لضرب المفخخات المهاجمة الى مسافات قريبة بالصواريخ، ومنع وصولها الى اسوار الكليات العسكرية، واستشهد العديد منهم جراء عصف الانفجارات القريبة. وساد الاعتقاد في غرف العمليات ان استنزاف العدو، سيؤدي الى اجباره على التراجع، وهو ما لم يحصل، فضلا عن عدم اتضاح الاوامر بعد صد الهجمات.
ومن اجل ثغرة دبلوماسية لفلاديمير ورجب، ارسلت القيادة التركية افضل وحداتها. وتقول معلومات التنصت السوري، ان الوحدات التي شاركت في الموجة الثانية من الهجوم تلقت اوامر لمغادرة ساحة العمليات، مع فريقها الاعلامي، والتمركز في شمال حلب. وعند التاسعة وصلت قوات تركستانية صينية الى مسرح العمليات، ضمت عشرات الانتحاريين، الذين تدفقوا من الغرب في وقت واحد مع المدرعات التي تقدمت من الشرق. وامام كثافة الهجوم، صدرت عند الواحدة والنصف فجر الجمعة اوامر بالانسحاب من الكليات والابتعاد عنها، كي يتسنى للطيران قصف المهاجمين. وخلال الليل كان الطيران السوري، وحده دون الروسي، يقاتل المهاجمين، قبل ان يعاود الروس طلعات كثيفة صباح امس.
واذ استطاعت المجموعات المسلحة الحصول على ممر ضيق، الا ان الممر يبقى تحت نيران الجيش السوري. اذ ان عرض الممر لا يتجاوز الـ٩٠٠ متر وطبيعة المواقع التي يتحكم بها شمال الممر «حزب الله» والايرانيون، وجنوبا وحدات العقيد النمر والحرس الجمهوري، لا تسمح بالقول ان الحصار على حلب الشرقية قد سقط. اذ ان الممر لن يكون قادرا على تامين حركة عبور المدنيين، او ضمان سيطرة المسلحين عليه من هجمات الجيش. ومن دون التوسع جنوبا وشمالا، وهو ما سيكون صعبا، من غير المتوقع ان تستمر ثغرة الراموسة لوقت طويل، حيث تستمر عمليات القصف الجوي والمدفعي، لعمليات جديدة، فيما تقول معلومات ان قائد فيلق القدس، قاسم سليماني الذي وصل حلب منذ ستة ايام، للاعداد لهجوم نحو ادلب، سيكون هو ايضا، في عداد الحملة الجديدة، خصوصا ان الايرانيين والعراقيين، استكملوا الاستعدادات لعمليات اوسع.

/+++++++++++++++++++++/
الأخبار//
ثغرةٌ في طوق حلب: «عاصمة الشمال» بين «الستاتيكو» والانفجار الكبير“//
بعد أن ربح الجيش السوري وحلفاؤه المداخل الشماليّة لمدينة حلب، وأفلحوا في ضرب «الطوق» الذي طال انتظاره، أسفرت معارك الأيام الأخيرة عن إخلاء مواقعه على المداخل الجنوبيّة الغربيّة. ونجح «الحزب الإسلامي التركستاني» بمشاركة ست وعشرين مجموعةً في فتح ثغرة في الطوق المضروب عبر منفذ الراموسة. أمّا السؤال الذي تصلح إجابته عنواناً للمرحلة المقبلة فهو: ما مدى قدرة «الفصائل» على تثبيت السيطرة وحماية «الإنجاز»؟

معركةً إثرَ أخرى تُثبت «جبهة حلب» مركزيّتها. ومع عدم التقليل من شأن معظم الجبهات المفتوحة على امتداد الجغرافيا السوريّة، بات من المُسلّم به أنّ لـ«عاصمة الشّمال» ثقلاً استثنائيّاً.

وبات معلوماً أنّ تمكّن أحد الأطراف من حسم المشهد الحلبي سيكفلُ له فرض إيقاعه على المراحل التالية من الحرب بشقّيها العسكري والسياسي. لم تكن هذه المعادلة خافيةً على أيّ من اللاعبين في الملف السّوري منذ حطّت الحرب رحالها في العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل أربعة أعوام. وتُفسّر هذه المُسلّمة استماتة معسكري النزاع الأساسيّين في صراع «الطوق» الذي بدأ التخطيطُ له فعليّاً قبل قرابة عامين، وانطلقت آخرُ جولاته قبل أكثر من شهرين. وكما كان تطويق الجيش السوري وحلفائه للجزء الشرقي من المدينة عمليّةً شاقّة ومعقّدة، فإنّ تقويض «الطوق» برمّته وضرب «طوق» معاكس يبدو على أرض الواقع هدفاً أكبر بكثير من مجرّد معركة. من هذه الزاوية يبدو توصيف ما حقّقته المجموعات المسلّحة خلال الأيام الأخيرة على أنّه قلبٌ جذري لمسار الطوق ضرباً من المبالغة. لكنّ ذلك لا يعني في الوقت نفسه التقليل من شأن «الإنجاز» الذي تشاركت في تحقيقه سبع وعشرون مجموعةً مسلّحة (تُشكّل التنظيمات «الجهاديّة» عمودها الفقري) وبدعمٍ مفتوحٍ من الداعمين التقليديين. وذهبت بعض المصادر «الجهاديّة» إلى الحديث عن مشاركة زهاء عشرة آلاف مقاتل في معارك حلب الأخيرة. وتُشكّل السيطرة على كتلٍ متراصّة من المباني العسكريّة (كليّة المدفعيّة، كليّة التسليح، الكليّة الفنيّة الجويّة) حدثاً بارزاً في حدّ ذاتها. وكان من شأن هذا «الإنجاز» أن يقلب الموازين رأساً على عقبٍ لو أنّ المجموعات المسلّحة قد تمكّنت من تحقيقه قبل أسبوعين من الآن، وهو (رغم تأخره) ما زال كفيلاً بتعقيد المشهد الحلبي من جديد في حال نجاح المجموعات في «تثبيت السيطرة». ويأتي العامل الزمني على رأس جملة ملاحظات بارزة تفرضُ نفسها في شأن تطوّرات المشهد الحلبي. ورغم ميل بعض القراءات إلى ربط تأخّر الداعمين في منح المجموعات المسلّحة الضوء الأخضر (وكل ما تستلزمه معارك مماثلة لمعارك الراموسة) بإقدام «جبهة النصرة» (التي غيّرت اسمها إلى «فتح الشام») على خطوة «فك الارتباط»، غيرَ أنّ هذا التفسير سيفقد قيمته أمام الدور الذي لعبه «الحزب الإسلامي التركستاني» في المعارك المذكورة، وأمام التبنّي الكامل الذي يحظى به رغم تصنيفه إرهابيّاً على كل اللوائح العالميّة. ومن المرجّح أنّ «التوازنات» الدوليّة التي حكمت الحرب في حلب على امتداد السنوات المنصرمة قد عادت لتطلّ برأسها بعد الانعطافة التي فرضها الجيش وحلفاؤه إبّان ضرب الحصار على الجزء الشرقي من المدينة. كذلك، ينبغي النظر بعين الاعتبار إلى الأسلوب الذي اتّبعته المجموعات «الجهاديّة» وحلفاؤها في معارك الراموسة وما سبقَها، وهو أسلوبٌ اتّسم بـ«حرفيّة» ملحوظة.

وطوّرت الهجمات تكتيك «الهجوم البرقي» الذي كان استخدامه (حتى وقت قريبٍ) مسجّلاً شبه حصري باسم المجموعات الشيشانيّة المنضوية في صفوف تنظيم «داعش». ويقوم هذا التكتيك على مهاجمة النقاط المستهدفة عبر موجات متتابعةٍ من «الانغماسيين» الموزّعين على مجموعات صغيرة. ولعب هؤلاء دوراً أساسيّاً في الحد من فاعليّة سلاح الطيران الذي يصبح تدخّله ضرباً من المغامرة مع تحوّل المعارك إلى مواجهات مباشرة بين المشاة. وربّما كان هذا التفصيل أحد أسباب اتخاذ غرف عمليات الجيش السوري وحلفائه قراراً بـ«إخلاء الكليّات»، وهو أمرٌ برّرته مصادر عسكريّة بتعرض «المنطقة الجنوبية الغربية لهجوم عنيف من قبل الفصائل المسلحة» أدى إلى «تراجع ‏الجيش عن بعض النقاط، والتموضع في خطوط دفاعية جديدة». وبدا لافتاً أنّ المصادر تحدّثت عن «إعلان المنطقة منطقة عمليّات مفتوحة» في إجراء غير مسبوق. وأتبعت مصادر «الإعلام الحربي» هذه التصريحات بأنباء عن «غارات سوريّة روسيّة سوّت كليّة التسليح بالأرض (بعد إخلائها)»، في مؤشّر على المسارات التي قد تسلكها المعارك في الأيّام المقبلة وتحوّلها إلى العمل وفق مبدأ «الأرض المحروقة». المصادر ذاتها أكّدت أنّ «المسلّحين، وبعد سقوط أكثر من 500 قتيل وآلاف الجرحى، استطاعوا فتح ممر عسكري ضيق»، وأنّ الجيش السوري «يواصل استهدافه بالوسائط الناريّة المختلفة». ومع تحفّظه على الخوض في التفاصيل، أكّد مصدر ميداني سوري أنّ «الوضعَ ما زال في نطاق السيطرة، رغم كل التهويل الذي يمارسه الإرهابيّون وداعموهم». وقال المصدر لـ«الأخبار» إنّ «معارك الأيّام الأخيرة ليست سوى جولةٍ في إطار معارك الطوق التي بدأها الجيش وحلفاؤه، ولن تكون نهايتُها إلا بتحقيق كامل أهدافها المعلن منها وغير المعلن». وحملت الساعات الأخيرة من ليل أمس مؤشّرات كثيرة توحي بأنّ الجيش وحلفاءه بصدد العمل على خطط تناسب المستجدات. وبدا لافتاً ما نقلته وكالة «سانا» عن مصدر عسكري حول «تثبيت مواقع الجيش والقوّات المسلّحة في محيط الكليّات العسكريّة»، مع ما قد يعنيه هذا التصريح من البحث عن ترسيم خطوط اشتباك وسيطرة جديدة. على المقلب الآخر، لم تخرج تصريحات مصادر «جيش الفتح» عن إطار التوقّعات بعد الزخم المعنوي الكبير الذي حظيت به في ضوء نتائج المعارك الأخيرة. وتوعّدت المصادر بـ«مرحلة جديدة للعمليّات» وضعت هدفاً لها «السيطرة على كامل مدينة حلب». لكن تحقيق هذا الهدف يحتاج أكثر بكثير من «الزخم المعنوي»، وقد سبق للمجموعات أن حاولت تحقيقه من دون طائل رغم الظروف الصعبة التي كان الجيش يعيشها في حلب. وفي انتظار تطوّرات الساعات المقبلة، تبقى المدينة على بعد «نصف خطوة» من اتجاهين متناقضين: فإمّا الدخول في «ستاتيكو» جديد، أو الذهاب نحو فصل جديد من التصعيد غير المسبوق، في ظل سعي كلّ من الطرفين نحو تحصين إنجازه.

/+++++++++++++++++++++/
اللواء//
المعارضة تُحاصر الحصار في حلب والنظام يستنجد//
معارك طاحنة في الجنوب و«جيش الفتح» يُعلن بدء معركة التحرير الكامل//
“كسرت حلب الحصار، وقلبت الموازين وصحت «نبوءات» النظام السوري وحلفائه بأن  معركة حلب، ستكون معركة الحسم للصراع في سوريا، ولكن على غير ما اشتهت أهواؤهم ورهاناتهم؛ فاذا بالنظام وحلفائه يتذوقون طعم الحصار في الاحياء الغربية للمدينة؛ بعد ان نجح مقاتلو فصائل المعارضة بوصل الاحياء الشرقية، التي كانت تحت حصار النظام، بالمناطق المحررة جنوب غرب المدينة في الوقت الذي أعلن مساء أمس تحالف «جيش الفتح»، الذي يضم فصائل مقاتلة عدّة من بينها «فتح الشام»، جبهة النصرة سابقاً، عن بدء معركة تحرير حلب بالكامل.

وإزاء هول المفاجأة والهزيمة المدوية، لم يجد النظام امامه سوى الاستنجاد بالروس والايرانيين والميليشيات الطائفية المتحالفة معه. غير ما رسمته معارك الايام الستة من هجوم المعارضة الواسع والشامل؛ ثبت ان كل من استنجد به بشار الاسد لم يكن على قدر الآمال. فكانت غارات جوية روسية عنيفة وهجمات مضادة فشلت جميعها وتحطمت امام ثبات مقاتلي المعارضة.

فبعد أن حقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة على الأرض بخرقهم يوم السبت حصارا لشرق حلب الواقع تحت سيطرتهم تعرضوا لهجوم جوي مكثف امس من القوات الموالية للنظام.

وتسعى قوات النظام لوقف تقدم قوات المعارضة الذي تسبب أيضا في قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى قطاع غرب حلب الذي تسيطر عليه قوات النظام ذاتها.

وبدأ الهجوم على مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية يوم الجمعة. وأدت السيطرة على مجمع الراموسة والاتصال مع شرق حلب إلى عزل غرب حلب الذي يسيطر عليه النظام من خلال قطع الطريق الجنوبي المؤدي للعاصمة دمشق.

كما أتاحت تلك الخطوة للمقاتلين الحصول على الأسلحة المخزنة في المجمع والتي يستخدمها جيش النظام في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام كمركز لقصف أهداف للمعارضة.

وسمح التقدم المفاجئ في الراموسة لمقاتلي المعارضة  باختراق شريط يسيطر عليه النظام يوم السبت والالتحاق بمقاتلين في القطاع المحاصر في شرق حلب.

لكن عنف القتال والضربات الجوية المستمرة لقوات روسية وسورية في الراموسة ومحيطها لم تسمح بفتح ممر آمن لسكان شرق حلب بحسب ما قال ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومن المؤكد ان تغير مكاسب المعارضة مطلع هذا الأسبوع ميزان القوى في حلب خاصة بعد أن قال الأسد إن حصار القوات الحكومية والقوات الحليفة في أوائل شهر تموز للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب سيكون مقدمة لاستعادة المدينة. وستمثل خسارة المعارضة لحلب ضربة قوية لها.

وقال قيادي فيما سمي ائتلاف الجماعات المعارضة المعتدلة في حلب يدعى أبو الحسنين «بسطنا سيطرتنا على كل الراموسة.. ونحن في خنادقنا و(تنفذ) اليوم غارات جنونية لم نشهدها من قبل» مشيرا لاستخدام قنابل «عنقودية وفراغية».

ومع سيطرة مسلحي المعارضة على أجزاء من مجمع الراموسة العسكري الذي يضم عددا من الكليات العسكرية نشروا صورا للأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها.

ونشرت فتح الشام التي كانت سابقا جبهة النصرة صورا لصفوف من المركبات المدرعة والذخائر ومدافع الهاوتزر والصواريخ والشاحنات.

وقال معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجبهة الأمامية لقوات المعارضة تتقدم في الاتجاه الشمالي الغربي نحو غرب حلب وعلى أطراف حي الحمدانية ومنطقة سكنية تسمى مشروع 3000 شقة.

وإلى الشمال من الحمدانية وفي اتجاه تقدم مسلحي المعارضة يقع مجمع عسكري ضخم آخر هو أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية.

وهنأ التحالف الوطني السوري المعارض قوات المعارضة على ما حققوه من مكاسب كبيرة قال إنها بعثت رسائل واضحة لنظام الأسد وإيران وروسيا مفادها إنهم لن يستطيعوا هزيمة الشعب السوري أو إملاء شروط للتسوية.

وتتصاعد المخاوف في غرب حلب الذي يسيطر عليه النظام من أن تقع تحت حصار المعارضين مثلما كانت تحاصر قوات النظام شرق حلب لأن طريق الراموسة الرئيسي الممتد جنوبا إلى دمشق لنقل البضائع قد قطع.

وقال المرصد إن الأنباء عن تقدم المعارضين تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى ما يصل إلى أربعة أمثالها في غرب حلب.

وبعد قطع طريق الراموسة قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن السيارات العسكرية ما زالت قادرة على دخول غرب حلب والخروج منها عن طريق الطرق المتبقية المتجهة شمالا لكنها ليست آمنة بما يكفي لعبور المدنيين.

وفي شرق حلب، عمت مظاهر الاحتفال بعد كسر المقاتلين للحصار. وقال عبد الرحمن إن ثلاث شاحنات محملة بالخضراوات عبرت إلى شرق حلب لكنها كانت مجرد بادرة رمزية وما زال الممر خطر للغاية على المدنيين أو على الإمدادات.

/++++++++++++++++++++++++/
البناء//
احتفالات النصرة تشمل لبنان… وتعلن فك الحصار ومحاصرة الأحياء الغربية//
الجيش السوري وحلفاؤه: الحصار قائم وطرق غرب حلب سالكة والهجوم آتٍ//
لبنان في إجازة الفراغ: مراوحة في الرئاسة وقانون الانتخاب والحوار والحكومة//
“أخلى الجيش السوري وحلفاؤه مواقعهم في الكليات العسكرية وشارع الراموسة، رغم أهميتها وحساسيتها، وطابعها المعنوي، أمام هجمات مكثفة ومتواصلة لجبهة النصرة، التي تقود جيش الفتح بعدما تجمّعت فيه كلّ الجماعات المسلحة، حيث أكدت مصادر عسكرية متابعة للوضع في حلب، أنّ حشد الآلاف من المسلحين المزوّدين بأسلحة حديثة ذات طاقة وكفاءة نارية عالية، جعل خيار الانسحاب والتموضع وراء خطوط دفاعية جديدة، الخيار العسكري الأسلم، تفادياً لاستنزاف الجسم المدافع وحماية للمقدّرات، والاكتفاء بقتال يوقع العدد الأكبر من الخسائر في صفوف المهاجمين، ومنع الالتحام الذي يفيد المهاجمين بتعطيل التفوّق الناري الذي يملكه الجيش السوري عليهم، وخصوصاً قطع الطريق على سلاح الجو من المشاركة في المعركة. وقالت المصادر إنّ إعادة ترتيب الصفوف وحشد القوات الإضافية وتعزيزها بالأسلحة المناسبة، قد تمّ فوراً ومعه تمّ تحديد إحداثيات الأسلحة النارية التي فتحت حممها على الجماعات المهاجمة قبل أن يتسنّى لها التمركز والتوضع بصورة مستقرة في مواقعها، مؤكدة أنّ الهجوم المعاكس بدأ أو يكاد، بينما نفت ما سبق أن أعلنته جبهة النصرة وحلفاؤها عن فك الحصار عن الأحياء الشرقية، وأكدت في المقابل أنّ الطرق إلى الأحياء الغربية لا تزال سالكة وآمنة، من جهة الكاستيلو بني زيد. بينما كانت الفصائل التابعة لجيش الفتح الذي تقوده النصرة ومَن معها سياسياً وإعلامياً يحتفلون بما وصفوه بالنصر التاريخي، ووصل صدى احتفالاتهم إلى شمال لبنان، حيث قامت مجموعة يتقدّمها الشيخ سالم الرافعي بتوزيع الحلوى على المارّة ليل أمس الأول.

في لبنان تسجل اليوم جلسة مشابهة لأخواتها من جلسات المجلس النيابي المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية، فيتواصل الفراغ مفتتحاً شهر الإجازة المستمرّة حتى انعقاد جلسة الحوار المقبلة مطلع الشهر المقبل، فيما المراوحة تحكم الرئاسة والحكومة والحوار وقانون الانتخاب.

الجلسة 43 ولا نصاب
طغى الاسترخاء والترقّب على مفاصل المشهد السياسي في عطلة نهاية الأسبوع بعد سيل من النقاشات والطروحات على صعيد إصلاح النظام السياسي شهدتها الخلوة الحوارية في عين التينة، لكن عدم وصول المتحاورين إلى خواتيم سعيدة في الملف الرئاسي حسم نتيجة جلسة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية، أي عدم توفر النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة وإرجائها إلى موعد آخر وبالتالي لا رئيس.

وإلى موعد تشكيل اللجنة التقنية التي ستدرس اقتراحات خلوة آب حيال تطبيق اتفاق الطائف وإصلاحات النظام السياسي لا سيما انتخاب مجلس شيوخ ومجلس نيابي لاطائفي. وبانتظار مطلع أيلول موعد انعقاد طاولة الحوار مجدداً، تطرح تساؤلات عديدة حول ما ينتظر لبنان في المرحلة المقبلة في ظل تطورات المنطقة وما هو مصير الحكومة بعد تحولها ساحة لتبادل الاتهامات بين مكوّناتها؟ وماذا عن الملفات والاستحقاقات الداهمة، البيئية منها والاقتصادية والمالية والأمنية، كتلوث الليطاني والقرعون وأزمة النفايات ومراسيم النفط وإقرار الموازنة والفساد في قطاع الاتصالات والإنترنت وخطر الإرهاب على الحدود؟

نسخة «طبق الأصل»…
وتوقعت مصادر في كتلة التنمية والتحرير أن تكون «جلسة اليوم نسخة طبق الأصل عن الجلسة السابقة»، وأشارت في حديث لـ «البناء» إلى أن «ظروف انتخاب الرئيس لم تنضج بعد لا داخلياً ولا إقليمياً والجميع يدرك ذلك. وبالتالي الجلسات باتت تكراراً للجلسات السابقة وهباءً منثوراً والمرشحين أنفسهم والقبول والإحجام على حاله»، ومؤكدة أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يوفر أي فرصة للتوصل الى حلول للأزمة، ولولا المبادرات التي يقوم بها لجمع اللبنانيين لا سيما الحوارين الثنائي والوطني ولولاهما لكانت الأزمة السياسية أشد والوضع الأمني أكثر خطورة».

بري سيدفع باتجاه تفعيل الحكومة
وتتحدث المصادر عن تعطيل كيدي للمؤسسات وحالة من عدم الثقة تسود أطراف طاولة الحوار. وهذا ما دفع بري للقول بأن نجاح طاولة الحوار بين الصفر والمئة في المئة، مضيفة: «بعض السياسيين على الطاولة كانوا يعلنون شيئاً ويتصرفون شيئاً آخر وعطلوا السلة المتكاملة وتلطوا وراء فزاعات منها مؤتمر تأسيسي ونسف الطائف وحرّضوا مذهبياً وطائفياً». ولفتت المصادر الى جدية بري في الوصول إلى حلول «لكن المبادرات تتعرّض للتصويب ونجاح أي مبادرة بات مرهوناً بأحداث المنطقة وتطوراتها لرهان البعض على تغييرات في الإدارة الأميركية وتطورات المشهدين السوري والعراقي أملاً بتعديل الموازين الداخلية».

وترى المصادر أن «الفساد في المؤسسات بات وباءً تصعب مكافحته»، لكنها شدّدت على أن «بري سيدفع بالتعاون مع رئيس الحكومة تمام سلام إلى تفعيل عمل الحكومة كحل أخير لتخفيف وطأة الازمة في المرحلة الحالية»، مضيفة أن «الحكومة أصبحت أشبه بمتاريس سياسية، لذلك قال رئيسها إنها أسوأ الحكومات».

الجميل وفرنجيه: انسجام سياسي؟
وعشية الجلسة الـ43 لانتخاب الرئيس برزت زيارة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه السبت الماضي.

وإذ رفضت مصادر كتائبية التعليق على الزيارة، قالت مصادر في تيار المرده لـ «البناء» إن «الزيارة تأتي في إطار الزيارات واللقاءات والاتصالات الدائمة بين الجميل وفرنجيه لا سيما أن العلاقة الشخصية بين الطرفين جيدة، لكن لم يخرج موقف رسمي بتأييد الجميل لفرنجيه للرئاسة، بيد أن الصداقات الشخصية الجيدة تجعل الانسجام السياسي أفضل وأي إعلان عن التأييد لفرنجيه يخرج بموقف رسمي من الكتائب وليس من المرده».

حظوظ فرنجيه مرتفعة
وترى المصادر أن «أسهم فرنجيه مازالت مرتفعة رغم أن توصيف الوضع في لبنان هو لا رئاسة وليس لا رئيس، فالطبّاخ موجود لكن لا يوجد مطبخ، وهذا ما ظهر على طاولة الحوار، حيث لم تخرج باتفاق على الرئاسة، رغم أن الحوار بحدّ ذاته أفضل من عدمه لا سيما في أنه ينعكس ارتياحاً على المواطن وعلى الوضع الأمني والاقتصادي».

وتعتبر المصادر أن «المسيحيين منقسمون في ما خصّ الرئاسة، فكل قطب من الأقطاب الأربعة يريد أن يكون هو الرئيس ويرفض الآخر». وتعتبر أن «حظوظ فرنجيه مسيحياً كحظوظ غيره من المرشحين، فلا أحد يعارض وصوله إلا مَن يريد أن يكون هو الرئيس». وتستبعد «الاتفاق على رئيس وسطي ولا حتى على رئيس من الأقطاب في الوقت الراهن لغياب الاهتمام الخارجي بالرئاسة». وتبدي المصادر استغرابها لعدم تطرق السفراء خلال لقاءاتهم مع المسؤولين بجدية الى الملف الرئاسي بانتظار المبادرات الخارجية المفقودة حالياً». وتوضح المصادر أنه «في حال تعذّر انتخاب رئيس من الأقطاب الأربعة ورأى الخارج ضرورة حصول انتخابات رئاسية وبات التوافق الداخلي على رئيس وسطي واجباً، حينها يبحث فرنجيه إمكان سحب ترشيحه، لكن في الفترة الماضية لم يطلب أحد من حلفائه ذلك».

العلاقة مع حزب الله جيدة
وتلفت إلى أن «فرنجيه لن ينزل إلى المجلس النيابي في الجلسة المقبلة، فهو ملتزم بكلامه منذ فترة بأنه يربط مشاركته بأي جلسة بفريق 8 آذار وليس بحزب الله فقط»، وتهزأ المصادر من «كلام البعض عن قطيعة أو خلاف أو طلاق بين حزب الله وفرنجيه»، مؤكدة أن «العلاقة جيدة مع قيادة الحزب ومع الامين العام السيد حسن نصرالله لا سيما وأن الخط السياسي واحد والتواصل مستمر بينهما، لكن هناك بعض التباين في القناعات في ملف الرئاسة، وهذا لا يؤثر على العلاقة الإستراتيجية بين الحليفين».

الحريري متمسّك بترشيح فرنجيه
وتشدّد المصادر على أن «العلاقة بين فرنجيه والرئيس سعد الحريري جيدة والتواصل بينهما مستمر والحريري يجدّد تمسكه بترشيح فرنجيه في كل لقاءاته وتواصله معه والحديث عن أن الحريري يفكر بالسير بالعماد ميشال عون تحت ضغوط خارجية غير صحيح»، متسائلة: «كيف يحصل ذلك ولا رئاسة أصلاً في المدى المنظور؟». وعن العلاقة بين الرابية وبنشعي أجابت المصادر: «التواصل موجود، لكنه بارد».

الراعي من المختارة: انتخاب الرئيس هو الباب إلى الدولة
وحضر الملف الرئاسي في كلمة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي زار المختارة أول من أمس، حيث استقبله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الذكرى الـ15 للمصالحة التاريخية في الجبل.

وأشار الراعي إلى أننا «نتطلّع الى المصالحة بين 8 و14 آذار والوسطيين، فكما أعادت مصالحة الجبل الحياة إلى المجتمع ففي المصالحة السياسية إحياء للدولة ومؤسساتها بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية وهذا الباب إلى الدولة، فعبثاً نحاول التسلّق الى الدولة من مكان آخر». متسائلاً: «ما الجدوى من طرح المواضيع قبل انتخاب رئيس وهو وحده الكفيل بطرحها والنظر فيها عبر البرلمان وبسلطة للتشاور والتداول؟ وبأي حق يُعطَّل انتخاب رئيس ويعطل المجلس النيابي وتعثر الحكومة، وتتوقف التعيينات وتستسهل عادة التمديد وينطبق خناق الفقر على المواطنين وتتناقص فرص العمل ونخسر المئات من قوانا الحيّة بسبب الهجرة ويغرق البلد بالنازحين الذين أصبحوا نصف سكانه؟». داعياً لـ «الذهاب إلى مصالحة وطنية تضع يدها على الجرح الحقيقي في الحوار وتحمي الدولة من الانهيار».

وتمنى جنبلاط «مع تدشين الكنيسة انتخاب رئيس لنحفظ جميعاً لبنان من الرياح العاتية»، راجياً «أن تدرّ علينا الأيام المقبلة حلولاً لمشكلاتنا فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها وتعود عجلة الدولة إلى الدوران بانتظام».

باب بكركي مفتوح للجميع
وقالت مصادر بكركي لــ «البناء» المطران صياح إن «الزيارة ضرورية لتجديد المصالحة بين أبناء الجبل»، ونقلت عن الراعي انزعاجه من عدم توصل السياسيين الى حلول جدية على طاولة الحوار أو في المؤسسات الدستورية لا سيما في انتخاب رئيس، رغم تقديره لأهمية الحوار بين اللبنانيين وهو سيواصل دعوته للسياسيين للاتفاق انطلاقاً من مسؤوليته التاريخية والوطنية، خصوصاً عندما تمر البلاد بأزمات ويعتبر أن انتخاب الرئيس هو مفتاح الحل في البلد، وهو يريد رئيس يخدم كل لبنان ويحظى بحيثية مسيحية ووطنية، لأنه رئيس لكل اللبنانيين وليس للمسيحيين فقط».

وعما إذا كان لدى الراعي أي مبادرة جديدة، أجابت المصادر: «الراعي قدّم كل ما عنده من مبادرات لجمع الأقطاب وحثهم على الاتفاق على انتخاب رئيس وباب بكركي مفتوح لمن لديه أي شيء ليقوله أو ليقدم اقتراحات وعلاقة البطريرك مع الأقطاب الأربعة جيدة، ولا مشكلة مع أحد».

Please follow and like us: