هل يقاطع فعلاً وزيرا “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والياس أبو صعب جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل كما لمح نواب ومسؤولون في “التيار” في الايام الاخيرة؟ مصدر في “تكتل التغيير والاصلاح” أبلغ”النهار” مساء امس ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي فتح الباب أمام اهتزاز عمل الحكومة، وثمة تالياً اتجاه الى مقاطعة وزيري “التيار” جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، مرجحاً ان ينضم وزير حزب الطاشناق اليهما، علماً ان القرار النهائي في هذا الصدد سيتخذ في اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” غداً الثلثاء. لكن المصدر سارع الى التوضيح ان هذه الخطوة لا تعني اعتكافاً ولا استقالة من الحكومة بل هي “جرس انذار للجميع” …
/+++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
مقاطعة عونية “أولية ” لمجلس الوزراء ماذا بعد هجوم المشنوق على “السرايا”؟//
ليس خافياً ان ثمة مناخات تصعيدية عادت تظلل المشهد السياسي الداخلي وتبدو بمثابة “مقبلات ” تمهيدية لاستحقاقات أيلول المفصلية ولا سيما منها المحطة الحوارية المقبلة التي ستعني الكثير بالنسبة الى رسم الخط البياني للأزمة السياسية بشقيها الرئيسيين المتصلين بمسألة الفراغ الرئاسي وبقانون الانتخاب. ذلك ان ملامح التسخين السياسي التي برزت في الايام الاخيرة، وكان آخر حلقاتها الحديث التلفزيوني للامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله مساء الجمعة بنبرة حادة حيال “تيار المستقبل” بعيد تفجير وزير الداخلية نهاد المشنوق قنبلته التي أثار فيها موضوع “سرايا المقاومة” ناعتاً اياها بـ”سرايا الفتنة والاحتلال”ـ لفحت المشهد السياسي برياح حارة بات يصعب معها استبعاد تأثيراتها القريبة المدى على المحطات الحوارية الآتية سواء في ما يتصل بالحوار الثنائي بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” أم في ما يتصل بالاستحقاقات الاكبر لجهة الازمة الرئاسية الموصومة بالانسداد. ولم يكن ينقص هذه اللوحة عنصر تصعيدي اضافي جديد، فاذا به يطل عبر تلويح “التيار الوطني الحر” بخطوات تصعيدية في المقلب الحكومي من زاوية ترجمة اعتراضه على التمديد للقيادات العسكرية في الجيش عقب صدور قرار وزير الدفاع سمير مقبل السبت بتأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير.
هل يقاطع فعلاً وزيرا “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والياس أبو صعب جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل كما لمح نواب ومسؤولون في “التيار” في الايام الاخيرة؟
مصدر في “تكتل التغيير والاصلاح” أبلغ”النهار” مساء امس ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الاسبوع الماضي فتح الباب أمام اهتزاز عمل الحكومة، وثمة تالياً اتجاه الى مقاطعة وزيري “التيار” جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، مرجحاً ان ينضم وزير حزب الطاشناق اليهما، علماً ان القرار النهائي في هذا الصدد سيتخذ في اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” غداً الثلثاء. لكن المصدر سارع الى التوضيح ان هذه الخطوة لا تعني اعتكافاً ولا استقالة من الحكومة بل هي “جرس انذار للجميع” كما قال، مشيراً الى ان الجو سيتدرج تصعيداً “وهي مناسبة لنقول اننا موجودون واستعادة الدور تبدأ باستعادة دور المؤسسات التي نحن شركاء فيها”. وفيما رفض المصدر تحديد طبيعة الخطوات التصعيدية المقبلة، أكد ان “اي تحرك شعبي لن يكون الا من باب ان يمسك الشعب بقراره وفي مواقيته”. وأضاف ان ما حصل في موضوع تأجيل تسريح الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع بالاضافة الى موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي تفيد معطيات ان بشائره قد تأجلت الى اوان غير محدد يعنيان انه من الطبيعي ان يتم التصعيد في صورة متدرجة في انتظار جلسة الخامس من أيلول الحوارية وجلسة 7 ايلول المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية “اذا كانت لا طعم لها ولا لون ولا أفق منظورا لها كسابقاتها”.
في أي حال، علمت “النهار” ان موضوع التعيينات العسكرية سيغيب عن الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس. وفي تقدير مصادر وزارية في هذا الاطار انه من المستبعد حصول تشنجات تهدد إستمرار الحكومة إنطلاقاً من مصالح “التيار الوطني الحر” في الحكومة وكذلك إنطلاقا من المواقف الاخيرة للسيد نصرالله من حيث دعوته الى تفعيل العمل الحكومي. ولفتت الى ان الاهتمام الداخلي منصب على متابعة التطورات الاقليمية وخصوصاً اللقاء الذي سيعقد هذا الاسبوع في جنيف بين وزيريّ الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ويستمر يوميّن والذي ينتظر أن يكون موضوع لبنان مطروحاً فيه من زاوية الحرص على عدم إمتداد الارهاب الى هذا البلد.
بري
ولا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يعرب عن اطمئنانه الى الحكومة وعدم انفراط عقدها على رغم كل ما تعانيه. وهو يردد امام زواره انها حكومة مستقيلة وتسير أوضاعها بصعوبة على رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس تمام سلام. ولم يتوقع بري حصول استقالات في صفوفها وخصوصاً بعد اعتراض وزيري “تكتل التغيير والاصلاح” على عدم السير بالتعيينات الامنية. وسئل عن تأثير السجالات الاخيرة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، فأجاب: “أمام الطرفين طريق واحدة بعد هذا السجال: التصادم أو التوافق ومتابعة حوارهما”.
من جهة أخرى، شدد بري على أهمية السلة التي قدمها على طاولة الحوار وان “لا حل لازمتنا الا عبرها ومهما حصلت تطورات في الخارج ومهما جاء منه”. وقيل له إن ثمة من يعول على تقديمك طرحا جديداُ في ذكرى الامام موسى الصدر في 31 من الجاري، فأجاب: “لا جديد في الافق وهل تحولت ماكينة لتوليد الحلول؟. على الجميع ان يعوا خطورة ما ينتظرنا من أوضاع اقتصادية ومالية صعبة بح صوت وزير المال علي حسن خليل من هذا الامر ولا نلمس الاهتمام المطلوب بهذه القضية عند الكثيرين”.
المشنوق
أما بالنسبة الى موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخير في الشبانية مما يعرف ب”سرايا المقاومة”، فأخذ ابعاداً سياسية متنوعة عزته أوساط قريبة من الوزير الى أكثر من سبب:
أولاً: المناسبة وهي تكريم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والحضور البيروتي المميز والمتعدد الديني والسياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي الذي شارك فيه والذي استجاب ورحب بكلام المشنوق.
ثانياً: حرص المفتي دريان، في كلمته التي اعقبت كلمة وزير الداخلية، على الاشادة ثلاث مرات بالمشنوق معتبرأ انه بمواقفه يعبر عن “وجدان وضمير كل واحد موجود بيننا… وهويتكلم باسم الحضور جميعاً”.
ثالثاً: توقيت كلام المشنوق بعد كل التسريبات عن النقاشات الداخلية في “تيار المستقبل” المتعلقة برئاسة الجمهورية والخيارات المطروحة وتميز مواقف المشنوق حيال هذا الموضوع واعتبار البعض إياه انه قريب من العماد ميشال عون من جهة ومتمسك بالحوار مع “حزب الله” من جهة اخرى.
رابعاً: رغبة المشنوق في وضع “بعض النقاط على بعض الحروف”. ولا تخفي أوساط الوزير انفعاله من مضمون ما جاء على لسان أحد كوادر “سرايا المقاومة” واستغرابه للكلام الذي لا يخلو من الاثارة والاستفزاز وقت يحاول هو والقريبون من الرئيس سعد الحريري ابقاء شعرة معاوية من خلال الاستمرار في الحوار من أجل درء الفتنة ومحاولة الحد من التشنج وابقاء القنوات مفتوحة لايجاد مخارج من حال الجمود السياسي الذي يحمل في طياته مخاطر امنية واقتصادية كبيرة.
خامساً: محاولات الحشر و الاستفزاز المستمرة التي قد تدفع هذه المجموعة وفي مقدمها المشنوق الى التخلي عن صبرها انطلاقاً من لكل شي ء حدوداً وان الانفتاح على التسوية يجب عدم تفسيره ضعفاً أو استسلاماً وتالياً الاقدام على كسر حال الانتظار والذهاب الى اتخاذ قرارات حاسمة والخيارات فيها مفتوحة حكومةً وحوارأ ثنائياً كان أم جامعاً.
/+++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
مساعد حقان فيدان في دمشق: التقاء حول الهواجس الكردية//
اختبار الحسكة: هدنة «روسية».. أم دم الانفصال؟//
هدنة كردية ـ سورية في الحسكة هشة قبل عودة قريبة الى الحرب من أجل كيان كردي. وإذا كان من غير الواضح الى أين ستذهب الهدنة بالمواجهة بين الجيش السوري والأكراد، إلا أن أول نتائجها مع تقدم المشروع الكردي نحو الفدرالية، دفع الأتراك والسوريين الى التحدث في قناة سرية للمرة الأولى منذ صيف العام ٢٠١١، عبر وصول مساعد لمدير المخابرات التركية حقان فيدان الى دمشق.
الأتراك تلقوا الرسالة السورية عندما قصف الطيران السوري في اليومَين الماضيين، وخلال مواجهات الحسكة، مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية، مرفقين ذلك ببيان يستعير الادبيات العسكرية التركية نفسها، ويضع الوحدات الكردية في خانة واحدة مع حزب العمال الكردستاني «الإرهابي».
ويقول مسؤول كردي كبير، إن أي تفاهم سوري ـ تركي بات ممكنا، خصوصا أن أنقرة تتصرف تحت تأثير هواجس التقارب الأميركي الكردي، وتوسع الولايات المتحدة عسكريا في قواعد جوية أربع في مناطق السيطرة الكردية. ويقول المسؤول الكردي إن الأتراك يمكن أن يلجأوا الى تفعيل اتفاقية اضنة الأمنية الموقعة العام ١٩٩٨ مع دمشق. يفتح الإعلان السوري الباب أمام استدعاء الاتفاقية الأمنية لأنها تنص على تعهد سوري «الا تسمح السلطات السورية لحزب العمال الكردستاني بأي مقار او تمويل او أي نشاط عسكري على الأراضي السورية»، وهناك مراسلات إضافية لم تنشر تتضمن «احتفاظ تركيا بحق الدفاع عن النفس»، اي حق التدخل في الشمال السوري للتصدي لاي خطر امني وارهابي يهدد الجانب التركي. ويقول المسؤول الكردي انه يخشى ان يلجأ الاتراك في النهاية، تحت غطاء «اتفاقية اضنة»، وبعد البيان العسكري السوري المستجد، للتوغل في الاراضي السورية، واجتياح الكانتونات الكردية.
المهمة لا تزال صعبة جدا أمام الجنرال الروسي في مطار القامشلي لاقناع «وحدات حماية الشعب» والجيش السوري بتثبيت هذه الهدنة. القيادة الكردستانية في جبل قنديل تعتبر ان فرصتها التاريخية لبناء مشروعها القومي قد حانت مع اقتناعها بان الاميركيين يدعمون مشروعها بقوة، وان التباين الاميركي – التركي يدفع بهذا الاتجاه. الروس نجحوا بالامس في المحاولة الثانية بفرض اتفاق اولي قبل الشروع بأي مفاوضات اليوم، متضمنا اربع نقاط:
١- وقف الاعمال القتالية، اعتبارا من الخامسة عصر امس.
٢- اجلاء الجرحى والشهداء الى المشافي في القامشلي.
٣ – العودة الى خطوط ما قبل الاشتباك.
٤- الشروع في المفاوضات اليوم، بحضور وسطاء روس وايرانيين ولبنانيين، وممثلين عن الامن الوطني والدفاع الوطني ووحدات حماية الشعب الكردية.
الهدنة اعادت الى «الدفاع الوطني» المواقع التي فقدها خلال ستة ايام من الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي: الجزء الجنوبي من حي النشوة الشرقية، معهد المراقبين الفنيين، فرن الباسل، وكليتي الاقتصاد والهندسة وفرع جامعة الفرات، ودوار الجندي المجهول على الاطراف الجنوبية لحي الغويران العربي في المدينة. التسوية تتضمن دمج وحدات «الدفاع الوطني» في المدينة، بقطعات الجيش السوري في المنطقة، استجابة لمطلب كردي بتحجيم حضور هذه الوحدات في الحسكة خصوصا انها تنافس «وحدات حماية الشعب» الكردية على تجنيد ابناء العشائر العربية. ولكن الادارة السيئة لهذه الوحدات والتجاوزات التي ارتكبتها في المدينة منحت الاكراد فرصة التصعيد ضدها، والاشتباك معها، وتحجيم دورها.
لكنه يصعب تصور انعقاد اي تسوية بين «وحدات حماية الشعب» الكردية، وبين الجيش السوري، لا تكون على حساب الاخير، كما جرت العادة في كل التسويات التي انهت خلافات كثيرة سابقة، كانت «وحدات حماية الشعب» تنتهزها لتتقدم في الحسكة التي باتت تسيطر على ثلثيها، والقامشلي التي تقلصت رقعة سيادة الدولة السورية فيها الى بعض المربعات. وبعد ثلاثة اعوام تكتيكية واختبارية في الادارة الذاتية اولا، تقدم الاكراد نحو الفدرالية التي بدأت تشق طريقها، اذ اكتفوا ان ترتفع في السابع عشر من آذار الماضي، ايدي مئتي شخص في قاعة للاتحاد الديموقراطي الكردي في بلدة الرميلان في الجلسة التي ادراها الدار خليل، قيادي في حركة المجتمع الديموقراطي»، كي تتحول الجزيرة الفراتية السورية، الى قاعدة لانشاء كيان كردي تسارعت الخطوات نحوه بعد ثلاثة اعوام من الادارة الذاتية. وبنيت وقائع على الارض ومؤسسات منتخبة ومجالس محلية، وجيش بات يعد ما بين ثلاثين الفا الى اربعين الف مقاتل، يعتقد الاتحاد الديموقراطي، والعمال الكردستاني برسوخها استنادا الى رهانات، تبين حتى الآن صحتها.
راهن الاكراد على لحظة الحرب الاهلية السورية التاريخية، لإحداث اختراق كياني وقومي ولا يزالون يراهنون على انشغال النظام السوري بالحرب الاهلية، وتراجع قوة المركز الدمشقي وعدم قدرة الجيش السوري على نشر فرق اضافية في الشمال الشرقي. لكن في مواجهة القوة العسكرية الكردية، لا يزال الجيش السوري يملك ما يكفي لكي تختبر دمشق الخيار العسكري في محافظة الحسكة، قلب المشروع الكردي. اذ يملك الجيش السوري الفوج ٥٤ انزال جوي، في محيط مطار القامشلي، وهو فوج يضم نحو ٢٥٠٠ جندي وضابط. ويتمركز شرق مدينة الحسكة ٥٠٠ جندي وضابط من اللواء ١٢١ مدفعية، وينتشر في جبل كوكب اللواء ١٢٣مشاة الذي يتميز بانتماء ٢٥٠٠ من مشاته الى الحسكة نفسها، كما يتمركز الفوج الخامس هجانة، و٥٠٠ من عناصره في قلب المدينة. لكن الخيار العسكري سيصطدم بتقطيع الاكراد لخطوط الامداد والتواصل بين وحدات الجيش اولا، فضلا عن غياب سياسة تجاه العشائر، وضعف منافسته في سوق اقتصاد الحرب الذي يعم الجزيرة الفراتية مع انهيار اقتصادها الزراعي. اذ يشكل العرب اكثر من ٣٠ في المئة من وحدات حماية الشعب، لكن خبيرا في الحسكة يقول ان دمشق لا تستطيع منافسة قوة الجذب الكردية. اذ لا يتجاوز راتب عناصر الدفاع الوطني في المدينة اكثر من ٢٠ الف ليرة سورية شهريا (٤٠ دولارا)، فيما يتلقى عنصر وحدات الشعب الكردية ٦٠ الف ليرة، ويصل راتب عنصر شرطة الاسايش الى ٨٠ الف ليرة سورية. ويزداد ضعف دمشق مع افتقادها الى رافعة محلية لمناهضة المشروع القومي الكردي، مع انقسام قاعدته العشائرية، وهجرة المسيحيين الكثيفة من قلب سوريا المسيحية التاريخية، رغم وقوف الكنيسة السريانية في المنطقة الى جانب دمشق. وكانت دمشق تجاهلت مشروع الادارة الذاتية وضيعت فرصة التفاهم مع الاكراد على قاعدة وطنية، تستجيب فيها لمطالبهم المشروعة، وقامت بتسليحهم لاشراكهم في القتال ضد الجيش الحر، وتوجيه رسالة قوية للاتراك.
يبقى تفصيلا جانبيا مبلغ التجاوزات التي ارتكبها بعض هذه الوحدات، في القامشلي، لان شروط الصدام بين الدولة السورية، و «وحدات حماية الشعب» الكردية لا تزال هي الراجحة لدى الطرفين. ولن تصمد الهدنة باي حال، حتى ولو نجت موقتا، تحت الضغط الروسي من التحول الى مواجهة مفتوحة. اذ لم يعد الاكراد والسوريون وحدهم اصحاب القرار في الشمال السوري، اذ ان اشراك الطيران السوري، غير المسبوق في قصف المواقع الكردية في الحسكة، مرفقا ببيان الجيش السوري الذي تحدث للمرة الاولى، عن حزب العمال الكردستاني كخصم في مواجهات الحسكة، يوضح حجم رهان دمشق على فهم الاتراك للرسالة التي صاغتها اعلى المراجع الامنية السورية، من ان عدوا مشتركا لانقرة ودمشق يجمعهما، وان سوريا وحدها قادرة من دون تدخل تركي على تحجيم الكيان الكردي الوليد، لقاء تعديل التحالفات وتسريع انضمام انقرة الى محور مفترض ان يضم ايران وروسيا والعراق ودمشق. الرسالة ردت عليها انقرة بخطين: الاول معلن على لسان بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، ملاحظا ان دمشق باتت تدرك التهديد الارهابي لداعش، وحزب العمال الكردستاني، اما في الخط الثاني وهو السري فتقول مصادر عربية مطلعة ان احد مساعدي رئيس المخابرات التركية حقان فيدان، قد وصل الى دمشق بالامس، والتقى مسؤولا سوريا امنيا كبيرا لبحث التطورات في الشمال السوري.
وكان الاتراك قد بدأوا محاولة مشابهة لفتح قناة تواصل مع دمشق، عندما وصل الى دمشق اسماعيل حقي بكين في السابع والعشرين من ايار الماضي. والجنرال حقي بكين هو الجنرال التركي المتقاعد، وأحد المشرفين على اتفاقية اضنة المعقودة مع انقرة العام ١٩٩٨، ومساعد رئيس المخابرات التركية الذي سجن من العام ٢٠١١ الى ٢٠١٣، بعد اتهامه بالتورط في مؤامرة «ارغينكون» الفاشلة. وكانت المحاولة الاولى التركية لفتح قناة تواصل مع دمشق، بالاضافة الى محاولة اخرى جرت في الجزائر، مع مسؤول سوري كبير، وأحد جنرالات المؤامرة نفسها.
اما من الجهة الكردية، فجلي ان حزب العمال الكردستاني، قد وضع كل بيضه في السلة الاميركية بعد فشله في مواجهة الجيش التركي، واحباط اردوغان تجربة حزب الشعوب الديموقراطي، واليأس من اي حل سياسي. ويقول مسؤول كردي كبير ان حزب العمال الكردستاني، بات بيد من وصفهم «بالصقور» في جبل قنديل، خصوصا بيد رئيس مجلسه التنفيذي جميل باييك، ومساعده مراد قره ييلان. ويقول المسؤول الكردي ان صديقا زار جميل باييك في جبل قنديل مؤخرا، وعاد بانطباع ان كتلة قوية ووازنة داخل حزب العمال الكردستاني تعتقد ان الولايات المتحدة لن تخذلهم هذه المرة، كما خذلتهم في الماضي، وبانه من الممكن الرهان عليها للتقدم نحو كيان كردي في الشمال السوري. ورغم ان الاميركيين لم يتحركوا فعليا خلال القصف الجوي السوري، لحماية حلفائهم الاكراد على الارض، الا انه من المستبعد ان تلجأ الولايات المتحدة الى التخلي عن قواعدها السورية. وبحسب البنتاغون، اعاد الاميركيون انتشار مستشاريهم في الشمال السوري، وسحبوا المجموعة التي كانت تتمركز في منتجع «اللايف ستون» غرب مدينة الحسكة، كما انسحبت المجموعات التي كانت تعمل داخل المدينة نفسها، فيما تمركزت ثلاث طائرات اميركية في مطار الرميلان.
/+++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
بريد الحسكة وجرابلس: ضربة كبيرة لـ«المشروع» الكردي//
رغم التوقعات بعودة الهدوء إلى مدينة الحسكة برعاية روسية، يظهر أن مرحلة عضّ الأصابع في كل الشمال السوري فُتحت أبوابها. فالأكراد الذين ينتظرون جني ثمار معركة منبج بالتمدّد نحو جرابلس، فوجئوا باستفاقة تركية قد تسبقهم إليها، فيما كانت الدولة السورية على موعد عنيف من الردّ على مطالبهم «الاستقلالية» في الحسكة… ليشعروا بأنّهم أمام «طبخة» إقليمية على حسابهم بدأت ملامحها بالظهور بتلقّيهم ضربة قوية لمشروعهم الفيدرالي في الشمال السوري.
أيهم مرعي, إيلي حنا
الحسكة | عاد كل الشمال السوري إلى الغليان بعد اشتباكات الحسكة الدامية و«الانقضاض» على جرابلس الذي يُحضَّر له تُركياً وكردياً. وإذا ما أضفنا «معركة حلب» ذات الارتدادات الإقليمية والدولية، فإن لقنبلة الحسكة التي انفجرت هذه المرة أبعاداً جديدة مختلفة عن المناوشات التي اعتادتها المدينة في الأشهر السابقة.
فهذه المرّة، كان كلّ من الجيش السوري و«الوحدات» الكردية يبعثون مع صواريخهم الرسائل السياسية إلى الداخل والخارج. فالأكراد المستشعرون بضغط كبير إزاء التفاهمات السورية ــ التركية ــ الروسية يعملون على تأكيد حضورهم الأساسي في الحسكة وأنهم «ليسوا لقمة سائغة» تُؤكل عند أول اتفاق بين «الحيتان». أمّا الجانب السوري، فيعمل على تأكيد ثوابته ــ بالنار هذه المرة ــ بأنّه لن يتخلى عن أي منطقة شمالاً لمشاريع تقسيمية أو تحت ضغط ابتزاز لتقديم تنازلات.
في المحصلة، جاءت الأجواء الإقليمية لتخيّم على ردود الفعل في الحسكة، ولعلّ تركيا أبرز المستفيدين من «رسالة» الجيش السوري غير المباشرة التي وصفت المقاتلين الأكراد بعناصر «حزب العمال الكردستاني الانفصالي»، وبمواصلة حضورها في الميدان عبر تحضيرها لدخول مسلحين محسوبين عليها تابعين لـ«الجيش الحر» من أراضيها إلى مدينة جرابلس لكسب السباق أمام «قوات سوريا الديموقراطية»، وكسر عملية الوصل الجغرافي الكردي المتواصل من ريفي الحسكة والرقة إلى ريف حلب. وبذلك نكون لأول مرّة أمام سدّ حقيقي أمام عملية دمج «الكانتونات» الكردية التي بلغت ذروتها مع تثبيت السيطرة على عين العرب، ثم العبور غرب نهر الفرات والسيطرة على منبج والتوسّع الحالي في ريفها لتلامس مدينة الباب. وبمجرّد تثبيت حلفاء الأتراك السيطرة على جرابلس والعمل منفردين على تحرير شريطهم الحدودي، لا يتبقى أمام الأكراد سوى معركة «الرقة»، وحينها قد تكون معركة من دون مردود سياسي كبير ولها حساباتها الإقليمية والدولية.
وساهمت تركيا أخيراً، بمساعدة فصائل من «الحر» في السيطرة على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي لتبقى مسافة من 55 كلم بين جرابلس غرب نهر الفرات وحدود الراعي على الحدود، مانعة أي تمدّد كردي بين عين العرب (كوباني) وعفرين.
واشنطن، حليفة الأكراد الأولى لم تعلّق على تسريبات «معركة جرابلس»، وهي التي أمّنت ولا تزال الغطاء الجوي والاستخباري والقوات الخاصة لعمليات «قوات سوريا الديموقراطية» في منبج «وما بعدها». لكنها صعّدت من لهجتها التحذيرية تجاه قصف الجيش السوري مواقع كردية في الحسكة، أي على بعد كيلومترات من تمركز قواتها. وحذّر قائد القوات في العراق وسوريا ستيفين تاونسيند، موسكو ودمشق من أن «الجيش الأميركي لن يتوانى عن حماية قواته الخاصة إذا ما تعرضت مواقعها للقصف الجوي أو المدفعي». وأضاف: «لقد أبلغنا العسكريين الروس بمواقع تمركزنا، وهم بدورهم أكدوا لنا أنهم أخطروا السوريين بذلك».
هذا التحذير المتكرّر غير المقرون بأي رد فعل حتى الآن، سبقه تأكيد الناطق الرسمي باسم البنتاغون جيف ديفيس، أن «التحالف ضد داعش» أرسل طائراته إلى الحسكة لحماية القوات الخاصة التابعة له، بعدما صارت قواته في مرمى نيران الطائرات السورية.
خرق الاتفاق
وفي تفاصيل معركة الحسكة، عادت الاشتباكات إلى المدينة بعد خرقها من جانب القوات الكردية فجر أمس. يأتي ذلك، بعد هدوء نسبي عاشته المدينة بعد خمسة أيام من الاشتباكات كان أعنفها فجر أمس، أدت إلى انسحاب «الدفاع الوطني» من الجزء الجنوبي لحي النشوة الشرقية، ترافق ذلك مع انسحابات للجيش السوري من مجمع الدوائر الحكومية جنوب شرق حي غويران، ودوار الجندي المجهول تحت ضغط القصف العنيف لـ«الوحدات» و«الأسايش» الكردية.
انسحاب الجيش و«الدفاع الوطني» ترافق مع ضخ إعلامي كبير بأن المدينة خرجت عن سيطرة الحكومة السورية، وسيطرت عليها «الوحدات» بشكل كامل، وهو ما ترافق مع حركة نزوح كبيرة للمدنيين من حيي غويران والليلية. تسارع الأحداث أدّى الى تدخل مباشر من القيادة الأمنية والعسكرية السورية في دمشق، والتي طلبت من قيادة «الوحدات» إعادة كل النقاط التي سيطرت عليها، والدخول في مفاوضات عن طريق جنرال روسي كان قد وصل إلى مطار القامشلي قبل يومين، قادماً من مطار حميميم. المداولات السورية ــ الكردية ــ الروسية أفضت إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار عصر أمس، مع إعلان لتهدئة على أساس عدة بنود هي: وقف فوري لكل الأعمال القتالية في المدينة، إجلاء الشهداء والجرحى إلى مدينة القامشلي، وإعادة النقاط إلى ما كانت عليه سابقاً. الاتفاق دخل حيز التنفيذ في الساعة الخامسة من مساء أمس، باستثناء احتفاظ «الوحدات» بنقاطها في الجزء الجنوبي لحي النشوة الشرقية، والتي كانت مراكز لـ«الدفاع الوطني» مع احتفاظ الجيش بنقطتين لـ«الوحدات» في الحي ذاته. «الاتفاق» الذي لم يعترف به الجانب الكردي بعد، تزامن مع وصول وفد روسي يرافقه ضابط من مكتب الأمن الوطني، وضباط من قيادة «الدفاع الوطني» للاجتماع مع القيادات الكردية لإنهاء حالة الاحتقان، وإعادة الاستقرار إلى المدينة. مصدر رسمي سوري أكد لـ«الأخبار» أن «بقاء الدولة السورية بمؤسساتها في مدينة الحسكة هو قرار سيادي وحتمي»، مضيفاً «أن ممثلي الوحدات الكردية طالبوا بمسائل تمس السيادة الوطنية، وأن هناك من أوهم الكرد بأن هناك اتفاقاً مع الأتراك لإنهائهم، وهو أمر مناف للواقع». بدوره، قال قيادي كردي لـ«الأخبار» إنّ «الحكومة السورية افتعلت مشاكل الحسكة بهدف إظهار حسن النية لإردوغان، تمهيداً لإعادة العلاقات بين الدولتين»، مضيفاً «أن الكرد لن يقبلوا أن يكون هذا التقارب على حساب وجودهم وتضحياتهم ومشروعهم الفدرالي في المنطقة». وأشار إلى أن «لقاءات ستجمعهم مع الروس لحل الخلاف الحاصل في مدينة الحسكة»، مرجحاً «أن تذهب الأمور نحو التهدئة». ويقطن مدينة الحسكة قرابة 500 ألف مدني معظمهم من العشائر العربية، مع تركز الأكراد في الأحياء الشمالية، ويسيطر الجيش على ثلث المدينة.
الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الخمسة الفائتة لم تكن الأولى من نوعها، فعادة ما تشهد المدينة اشتباكات مماثلة في فترات متقطعة، غالباً ما تنتهي باجتماع بين الطرفين يعيد الأمور إلى نصابها. إلا أن محافظ الحسكة محمد زعّال العلي، يقول لـ«الأخبار» إنهم «كممثلين للحكومة السورية فوجئوا بحجم المطالب، والتدخّل حتى بعلاقة الدولة مع موظفيها، والالتحاق بصفوف الجيش»، بعد الاجتماع الذي يعقد عادة بعد كل توتر بين الطرفين.
الجنرال الروسي الموجود في القامشلي، بحسب مصادر مطلعة على اجتماعاته مع الأكراد، قال إنه «نصحهم بالتهدئة، وقدم ضمانات بأنهم سيكونون جزءاً من أي حوار سياسي قادم». إلا أن الاكراد لم يصدروا أي بيان يؤكد حصول الهدنة التي سارت عملياً على الأرض وإعادة مواقع للجيش. لكن المعطيات في الحسكة تفيد بأن لا نية كردية للسيطرة الكاملة على المحافظة لاعتبارات عدة أهمها عدم تثبيت تهمة الانفصال والحاجة إلى خدمات الدولة السورية ولا سيما المتعلقة بالوثائق الرسمية، بالإضافة الى أن بقاء الدولة يوسع أفق أي تفاوض مستقبلي كردي ــ سوري حول شكل المنطقة، كما أن مطار القامشلي يعتبر المنفذ الوحيد للمحافظة أمام الحصار البري المفروض من «داعش» على المدينة. لكن هذه العوامل قد لا تمنع انفجاراً كُردياً كبيراً في المنطقة إذا ما استشعر الأكراد بخطر داهم يتعدّى «تقليم الأظافر» في الحسكة.
جرابلس
وفي جبهة ثانية قد تسخن قريباً، حذّرت القيادة العامة لـ«المجلس العسكري لجرابلس وريفها» التابع لـ«قوات سورية الديموقراطية»، في بيان، «السلطات التركية من مغبة ممارساتها العدائية ضد الأراضي السورية ومكوناتها وخاصة في منطقة جرابلس». وأكدت «أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذه التصرفات العدوانية»، داعياً «التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها لحماية منطقتنا من تدخلات الجيش التركي ومحاولاته بصورة مباشرة لاحتلال الأراضي السورية».
يأتي هذا البيان، إثر تواصل المعلومات الواردة من الداخل التركي حيث يتحضّر مئات من المقاتلين لبدء عملية جرابلس، وهي آخر بلدة مهمة يسيطر عليها «داعش» على حدود سوريا مع تركيا، وتقع على بعد 30 كيلومتراً شمالي منبج.
/+++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
اليمنيون يربحون بالضربة القاضية بالاستفتاء المليوني… وكيري إلى السعودية//
سقوط مشروع الانفصال الكردي… وتركيا تبارك… وتصعيد مفاجئ في غزة//
هجوم المشنوق على سرايا المقاومة رفض ضمني لثنائية «عون ـ الحريري»//
يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى السعودية تحت عنوان البحث عن حلّ سياسي سريع في اليمن، على إيقاع فشل المحاولات العسكرية السعودية في فرض تغيير نوعي من جهة، وتصاعد التهديدات في العمق السعودي من جهة ثانية، في ظلّ قرار يمني بالاستعداد لصمود طويل مع المراوغة السعودية في قبول حلّ منصف، والرهان على الخيار العسكري والتعب اليمني، فكان الاستفتاء المليوني في شوارع صنعاء تحت غارات الطيران السعودي المتواصلة، لتأييد المجلس السياسي الذي باشر مهامه في تنظيم الشؤون العسكرية والأمنية والمالية والحياتية، على قاعدة أنّ الحرب طويلة والحلّ بعيد، مقابل الانفتاح على أيّ مسعى تفاوضي كأنّ الحرب ستتوقف غداً والحلّ آت.
مع الانصراف السعودي والاستنزاف المفتوح عسكرياً وسياسياً، بدا الموقف الأميركي من العناد السعودي شبيهاً بما وصفته الخارجية الأميركية بالتهويل الأوكراني بخطر اجتياح روسي لا أساس له، وبدا أنّ المسعى الأميركي هذه المرة محكوم بمعادلات مختلفة وحاجات وأهداف أبعد من مجرد تسجيل المواقف، بينما في سورية غياب للسعودية وتسليم بالضياع في ظلّ التموضع التركي الممسك بزمام المبادرة بين حلفائه، الذي يشكل المنفذ التركي طريقهم الوحيد للتحرك في سورية وتوفير الإمداد لجماعاتهم.
تركيا التي بدأت تتدرّج في مواقفها نحو التموضع على ضفة سورية جديدة، منذ تسليمها بالاعتذار لروسيا، انتقلت من الحديث عن رحيل الرئيس السوري كشرط لأيّ حلّ سياسي نحو الحديث عن شراكته في الحلّ السياسي، ليتوّج ذلك بمباركة تحرك الدولة السورية لمنع الإجراءات الانفصالية في الحسكة شرق سورية، بينما كانت الاشتباكات قد حملت للقيادة التركية إشارات الحزم من جانب الدولة السورية ومفاجأة التخلي الأميركي الذي تلاعب بالدور الكردي. فبعدما حلقت الطائرات الأميركية وقالت إنها توجه رسالة لسورية بالتوقف عن تحليق طيرانها فوق الحسكة واصل الطيران السوري مهامه، فانكفأ الأميركيون وقالوا إنّ ما يهمّهم ألا يُستهدف عناصرهم، وبعد حين قاموا بنقل عناصرهم إلى الحدود التركية، بينما وصل مبعوثون روس وإيرانيون إلى القامشلي، ليجدوا تجاوباً كردياً مع مسعى الوساطة التي أسفرت عملياً عن التسليم بإنهاء إجراءات الانفصال عبر تسليم المواقع العائدة للجيش السوري بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل الاشتباكات، وإعلان وقف لإطلاق النار بدأت مفاعيله بصورة مقبولة منذ مساء أمس.
في موازاة هذه التطورات التي ترسم المشهد الإقليمي، ظهر تصعيد جيش بيت العنكبوت الإسرائيلي المفاجئ في غزة، بما يتخطّى حدود تبادل النار عبر خطوط التماس والردّ على ردّ المقاومة بعد قصف شمال غزة أول أمس باستهداف وحدات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مواقع الاحتلال في مستعمرة سديروت، فصعّد الطيران من غاراته وتساقطت القذائف في أكثر من منطقة من قطاع غزة، في تطوّر ربطه المتابعون من المقاومة في غزة بمحاولة الحفاظ على مناخ من التوتر العسكري، بانتظار متابعة تطورات المنطقة. وهو ما تشهده أيضاً الحدود مع لبنان في منطقة مزارع شبعا منذ أيام.
في لبنان لا زالت تداعيات الردود المستقبلية على مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالانفتاح الإيجابي على ثنائية رئاستي الجمهورية والحكومة لكلّ من العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، تلقي الأضواء على تداعي وضع الحريري داخل تياره، حيث ظهر كلام نواب الشمال السابقين من المستقبل التشكيكي بمبادرة السيد نصرالله اعتراضاً ضمنياً عليها، كما ظهر الموقف المفتعل لوزير الداخلية بالتصعيد ضدّ حزب الله من بوابة التهجّم على سرايا المقاومة سلوكاً مشابهاً للتوتير، بهدف قطع الطريق على المبادرة، وخلق مناخ اشتباك يقطع الطريق على مناخ حوار يخشى كثير من مسترئسي المستقبل أن ينتج عن المبادرة.
الاتصالات السياسية تفرملت
لا تكاد الاتصالات السياسية بين المكونات السياسية تقطع شوطاً كبيراً في البحث بخيارات الحلول، حتى تتفرمل بسرعة لافتة من دون أن تتوقف نهائياً بانتظار ما سيعود به رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من عطلته الصيفية. وشدّدت مصادر عليمة لـ «البناء» أن الاتصالات بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل التي انقطعت اعلامياً لا تزال مستمرة، لكن وتيرتها خفّت بسبب سفر الرئيس الحريري، معتبرة أن «إعادة الزخم الى هذا التواصل ينتظر ما سيحمله الحريري من الخارج بشأن الرئاسة».
بري يُطلّ في 31 آب
وفيما تؤكد مصادر الحريري لـ «البناء» أنه سيعود قبل جلسة الحوار الوطني في الخامس من ايلول»، ستبقى الأمور تراوح مكانها، ولعل الخرق الوحيد سيتمثل بكلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي سترتدي أهمية بالغة نظراً للمواضيع التي سيتطرّق إليها، يوم الاربعاء في 31 آب الحالي، من مدينة صور في الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر والشيخ حسن يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
الحريري يتوسّط عند الفرنسيين
في غضون ذلك، بقي وصف وزير الداخلية نهاد المشنوق لسرايا المقاومة بسرايا الاحتلال محل متابعة، لا سيما أنه صدر عن وزير في تيار المستقبل رفض في المحافل الدولية تصنيف حزب الله بالإرهابي، ويعتبر من أكثر المتمسكين بالحوار الثنائي. ورغم ذلك تعاطى حزب الله مع هذا الكلام كأنه لم يسمعه ولم يقرأه، من منطلق رسائل التهدئة التي يبعث بها بعد المبادرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والتي قد تكون مدخلاً لتسويات. فهو يؤكد أنه لن يكون سبباً في إجهاض التهدئة والمبادرات، وسيستمر في إيجابياته ضمن الحدود المعقولة.
وتؤكد مصادر مطلعة لـ «البناء» «أن الرئيس الحريري توسط لدى الفرنسيين لإقناع الرياض المضي بانتخاب العماد عون وإنهاء الأزمة في لبنان، لكون هذه الفرصة هي الوحيدة لعودته الى السلطة». ولفتت المصادر إلى «أن الأجواء الفرنسية لم تكن ايجابية اذ إن السعودية لا تزال على موقفها من منطلق أنها لن تسمح بأي حل في لبنان لا يعيده إلى قرارها الأحادي»، ما يؤكد بحسب المصادر أن لا حلول في لبنان طالما أن المكابرة السعودية قائمة، فعلى غرار مكابرتها في اليمن والبحرين تتعاطى مع الأزمة اللبنانية».
المشنوق غير مقتنع بما قاله
وشددت أوساط سياسية لـ «البناء» على «أن كلام المشنوق عن سرايا المقاومة يحمل أكثر من وجه، فهو لم يتحدث بالمباشر عن حزب الله». ورأت أن المشنوق الذي كلّف فتح جبهة مع حزب الله من الباب الأمني بصفته وزيراً للداخلية، لم يكن مقتنعاً بتوقيت هذا الكلام». واعتبرت المصادر «أن مبادرة الأمين العام لحزب الله أحرجت تيار المستقبل الذي هرب منها بأوامر سعودية، وفتح معركة جديدة خارج السياق». ورأت المصادر نفسها أن «كلام المشنوق هو ردّ من قبل تياره برفضها من باب الهجوم على مسألة غير مطروحة بشكل افترائي واستفزازي، وإقفال لفرصة فتح السيد نصر الله بابها للمصالحة الوطنية».
حزب الله: لا أحد يستطيع أن يفرض علينا رئيساً
وبرزت مواقف لافتة لمسؤولي حزب الله أمس، فأعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن حل مشكلة الرئاسة لا يكون بالضغط، مشدداً على ان حزب الله لا يفرض على أحد رئيساً ولا أحد يستطيع أن يفرض عليه رئيساً. قال قاسم في كلمة بالاحتفال التأبيني للشهيد عباس صادر في بلدة مشغرة: «من الطبيعي أن يأتي الرئيس بالتوافق وأن تأتي كل المواقع الأساسية في البلد بالتوافق. وهذا يعني أن علينا أن نتحاور حتى نصل إلى النتيجة والمعقولة والممكنة، لم نقل يوماً أننا سنفرض شيئاً». وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا نريد رئيس جمهورية يملك القرار الوطني الذي يعبر عن إرادة شعبنا المقاوم والصامد. وفي هذا الملف لن نزيد حرفاً واحداً على ما تفضل به الامين العام السيد حسن نصرالله، في ما مضى منذ أيام ونثبت على أن هذا الاستحقاق يجب أن يستكمل وأمامنا فرصة أشهر قليلة لنستكمل هذا الاستحقاق ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وليكتشف اللبنانيون من الذي كان يعطل الاستحقاق الرئاسي ومن الذي كان يكبح جماح الفئات اللبنانية التي كان يمكن لها أن تتخذ قراراً لبنانياً متعاوناً مع الفرقاء الآخرين ومتناغماً معهم لملء الفراغ الرئاسي، ومن كان الطرف الإقليمي الذي لا يريد رئيس جمهورية للبنان بمعزل عن التزامات بسياسات هذا القطر الإقليمي».
المستقبل: التواصل مع الوطني الحر بناء على اقتراح القوات
في المقابل، أكدت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ «البناء» «أننا تواصلنا مع التيار الوطني الحر بناء على اقتراح حزب القوات اللبنانية من منطلق حشر حزب الله في الزاوية، لا سيما انه غير جدي بترشيح الجنرال، فكانت ردة فعل الكتلة والقواعد الحزبية أنه لا يمكن القبول بالجنرال عون رئيساً بأي شكل من الأشكال. عندها توقف الحوار في الشأن الرئاسي من دون ان ينقطع التواصل بين التيارين، فعملياً لدينا قنوات تواصل مع حزب الله والتيار الوطني بغض النظر عن موقف كل فريق من الانتخابات الرئاسية». وقالت المصادر «اذا كان السيد نصر الله جدياً في موقفه من دعم عون، فليقنع أقرب المقربين له الرئيس نبيه بري بالتصويت له، لكن يبدو أن حزب الله لا يريد رئيساً لحين تتبلور صورة المنطقة».
واعتبرت المصادر «أن مهادنة المشنوق لحزب الله في فترة من الفترات مردها تخفيف الاحتقان واستمرار عمل الحكومة، لكن في النهاية وصلنا الى حائط مسدود، طفح الكيل بالنسبة الى الوزير المشنوق». معتبرة في الوقت نفسه ان «الحوار سيبقى مستمراً رغم كل العقبات، فالحوار يكون بين أطراف مختلفة وليس بين حلفاء».
التعامل بحزم حيال الخروق
وشدّد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على ضرورة التعامل بحزم حيال الخروق والاعتداءات التي ينفذها العدو «الإسرائيلي» في مزارع شبعا، وأن تترجم الحكومة اللبنانية هذا الحزم، بالإصرار على قرار من الأمم المتحدة يدين بشدة الخروق «الإسرائيلية» ويُحمِّل العدو كامل المسؤولية عن التداعيات كلّها، إن لم ينهِ هذا العدو احتلاله الأجزاء التي يحتلها، ويتوقف عن ممارساته العدوانية وانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية.
وقال حردان أمام وفد من منفذية البقاع الغربي زاره أمس، في دارته بضهور الشوير أنّ أبناء المناطق التي تتعرض للاعتداءات «الإسرائيلية»، ليسوا وحدهم في هذه المواجهة المباشرة مع العدو، بل هناك معادلة ثابتة راسخة، هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهي في جوهرها معادلة ردع وقوة قادرة على أن تحمي لبنان واللبنانيين من الخطر الصهيوني.
ولفت حردان إلى أنّ مشكلة تلوّث مياه نهر الليطاني تتطلب معالجة سريعة وطارئة من قبل مؤسسات الدولة، لأنها تشكل مصدر خطر يهدّد آلاف المواطنين، محذراً من أي استهتار أو مماطلة أو تباطؤ في معالجة مشكلات خطيرة لها تأثير مباشر على حياة الناس. وتابع مخاطباً الوفد: ندعم موقفكم الذي يطالب بحلّ مشكلة تلوث مياه الليطاني، وندعوكم إلى تصعيد هذا الموقف من خلال التواصل مع الهيئات والمؤسسات الحزبية والأهلية والاجتماعية والثقافية، خصوصاً البلديات، من أجل إسماع صوتكم وتشكيل قوة ضاغطة تدفع باتجاه حلّ هذه المشكلة.
وعن الأوضاع السياسية في لبنان والكلام عن انسداد الأفق أمام الحلول، أشار حردان إلى «أن العوامل الطائفية والمذهبية تُعمِّق الأزمة وطريق الخروج منها بقيام دولة مدنية عادلة وقادرة يؤسَّس لها بانتخاب رئيس للجمهورية وقانون انتخابات نيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية». وشدّد حردان على ان طاولة الحوار الجامعة تستطيع أن تجترح الحلول التي تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين شرط أن تتوافر لدى كلّ الأفرقاء الإرادة والنيات الصادقة لإخراج البلد من أزماته ومشكلاته».
تقرير دراسة التلوث الليطاني على طاولة مجلس الوزراء الخميس
يجتمع مجلس الوزراء الخميس المقبل في السراي الحكومية للبحث في جدول أعمال من 127 بنداً. وعلمت «البناء» أن البحث سيتناول نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة للوزارات والإدارات، وعرض وزارة التربية الترشيحات لمنصب رئيس الجامعة اللبنانية. وستشهد الجلسة عرض اللجنة الوزارية المكلفة دراسة التلوث على مجرى الليطاني ما خلصت اليه في تقريرها لإيجاد حلول للكارثة، إذ ان كلفة معالجة التلوّث في حوض نهر الليطاني بـ750 مليون دولار في حين أن المبلغ المتوفر هو 200 مليون دولار.
وأكدت مصادر وزارية لـ «البناء» ان ملف الاتصالات الذي غاب عن جلستي مجلس الوزراء الأخريين لغياب الوزير المعني بطرس حرب سيطرح من جديد الخميس، مشيرة إلى «أن الجلسة ستكون حاسمة ولن تكون هادئة لا سيما بعد قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح الأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير لمدة سنة».
وأشارت المصادر إلى «أن المعارضة العونية للتمديد لن تصل الى حدود الاستقالة أو الاعتكاف، فالاستقالة لن تمنع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، ولن تغير في واقع الأمور». وشددت على أننا سنعارض التعيينات الامنية طالما ان الفراغ الرئاسي مستمر». ولفت وزير الاعلام رمزي جريج لـ «البناء» إلى «أنه سيعرض خلال الجلسة تجديد التراخيص لعدد من المحطات التلفزيونية والإذاعية.
اللامركزية الإدارية في ساحة النجمة الثلاثاء
وفيما تلتئم لجنتا الإدارة والعدل والداخلية والبلديات غداً الثلاثاء بدعوة من الرئيس نبيه بري لدراسة اقتراحي قانون التنظيم الإداري واللامركزية الإدارية المقدّمين من النائب روبير غانم، والنائب سامي الجميل. تجتمع لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان غداً أيضاً لمتابعة أزمة النفايات خصوصاً لناحية التلزيمات مع وزارة المالية، وزارة الداخلية والبلديات، وزارة البيئة ومجلس الإنماء والإعمار.
التسويات الأمنية
إلى ذلك، يتجه الوضع الأمني الى مزيد من الاستقرار بعد فشل محاولات توتير الوضع. وعنوان المرحلة المقبلة هو التسويات الأمنية. وفي هذا الاطار يتواصل مسلسل تسليم الإرهابيين أنفسهم إلى المعنيين. وسلم اللبناني أمس أبو طلحة بركات وهو من جماعة الإرهابي الموقوف أحمد الأسير نفسه الى استخبارات الجيش في الجنوب لإنهاء ملفه الأمني. وفككت شرطة بلدية عرسال قرب منزل رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري على عبوة ناسفة عبارة عن 200 غرام من مادة C4 و2 كلغ من نيترات الأمونيوم، مضاف اليها قطع معدنية، موصولة بصاعق عادي وفتيل صاعق ومعدة للتفجير عن بعد. وقد حضر الخبير العسكري إلى المكان وعمل على تفكيكها، وبوشر التحقيق في الموضوع».
/+++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
إرباك عوني: لا استقالة ودراسة جدوى الاعتكاف//
يدخل شهر آب بدءاً من اليوم في العد العكسي، على وقع انسداد، لا لبس فيه، في أفق الرئاسة الأولى، وفي العلاقات السياسية بين الأطراف، حيث يطغى الجدل العقيم على أية محاولة لتلمّس الطريق للخروج من الأزمة السياسية المستفحلة، في ظل إصرار تحالف حزب الله – عون على فرض أحادية رئاسية مغلقة بمعزل عن عمل المؤسسات أو الاحتكام إلى الانتخابات الديمقراطية في المجلس النيابي لإنهاء الشغور الرئاسي.
في هذا المناخ يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية الخميس المقبل في 25 الجاري وعلى جدول أعماله برنامج حافل من 127 بنداً بينهم 28 بنداً من الجلسة الماضية.
ومن أبرز البنود على جدول الأعمال البند رقم 62 الذي يتضمن عرض وزارة التربية والتعليم العالي الترشيحات لمنصب رئيس الجامعة اللبنانية في ضوء الأسماء الخمسة التي رفعها مجلس الجامعة إلى وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بوصفه وزير وصاية، وهذه الأسماء كما بات معروفاً تضم 3 شيعة وسنّي واحد ومسيحي واحد، مع العلم أن منصب رئيس الجامعة هو من حصة الطائفة الشيعية، حيث بات بحكم مجريات الأمور محصورة بمرشحتين إثنتين: واحدة تدعمها حركة «أمل» وهي الدكتورة وفاء برّي، والثانية تدعمها قوى 14 آذار وهي الدكتورة رجاء مكي، مع العلم أن عميد كلية طب الأسنان في الجامعة الدكتور فؤاد أيوب هو من أبرز المرشحين من دون ما يُعرف ما إذا كان ترشيحه ما يزال قائماً أو أن تراجعاً ما حصل على هذا الصعيد.
واستبعد مصدر وزاري مطّلع لـ«اللواء» أن يبتّ المجلس في جلسته هذا الملف وإن كان وزير التربية يُصرّ على عرضه انطلاقاً من حيثيات القانون 66 الذي يفترض أن يعيّن رئيس الجامعة قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي بشهرين على الأقل. ويُشار في هذا المجال إلى أن ولاية رئيس الجامعة الحالي تنتهي في 13 تشرين الأول المقبل.
ومن البنود الملحّة على جدول الأعمال طلب وزارة الدفاع الوطني تعيين ضباط إختصاصيين ذكور وإناث من بين العسكريين والمدنيين متطوعين ومجنّدين (75) تلميذ ضابط مع طلب وزارة الدفاع أيضاً تعيين رتباء من بين العسكريين والمدنيين لصالح الجيش (300) رتيب، فضلاً عن تطويع رتباء اختصاصيين وتعيين 50 ضابطاً اختصاصياً.
ويتضمّن جدول الأعمال إلى ذلك، الترخيص لإذاعات ومحطات تلفزة جديدة أو إعادة ترخيص لها هو قائم (البنود 80 إلى 112). وبالإضافة إلى الشؤون العقارية والبلدية المقدّمة من وزارتي الأشغال والداخلية والبلديات يتعيّن على مجلس الوزراء في الجلسة المقبلة نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة لوزارات الدفاع والعدل والتربية والإعلام والطاقة فضلاً عن موازنة رئاسة مجلس الوزراء وبعض المؤسسات المُلحقة بها.
التيار العوني
ومن المتوقّع سياسياً أن يسبق الجلسة موقف لتكتل الإصلاح والتغيير، يتعلق بالموقف من قرار وزير الدفاع الوطني سمير مقبل بتأجيل تسريح أمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء محمّد خير والإعراب عن استعداده لاتخاذ القرار بالتمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي عندما يحين الوقت على خلفية عدم ترك الفراغ يصيب المؤسسة العسكرية.
وفيما كشف مقبل أنه سيقترح 3 أسماء يرفعها كوزير للدفاع إلى مجلس الوزراء لاختيار أحدهم لهذا الموقع وإذا لم يتم التعيين فإنه سيتخذ القرار بالتمديد لقائد الجيش. وفيما خصّ رئاسة الأركان فالتمديد متعذّر للواء وليد سليمان الذي يُكمل في 30 أيلول أعوامه الـ43 في المؤسسة العسكرية، كشف مصدر قريب في 8 آذار لـ«اللواء» أن التيار الوطني الحر يجري اتصالات مع حلفائه بشأن الموقف الذي ينوي اتخاذه بعد التمديد لخير والنية القاطعة بالتمديد للعماد قهوجي انطلاقاً من موقف اعلام التيار العوني من انه لن يتساهل مع التمديد أو تأجيل التسريع، وفي الوقت نفسه ليس بإمكانه أن يدفع بالأمور إلى ازمة إضافية في ظل التباين الحاصل بين عون وحلفائه لا سيما «حزب الله» الذي لا يرى مانعاً يحول دون التمديد الجديد للعماد قهوجي.
ووفقاً لمصدر عوني فان التيار يتجه لـ«بلع» التمديد للواء خير، لكنه لا يمكنه أن يتساهل في حال التمديد للعماد قهوجي حيث يعتبر التيار نفسه معنياً باسم الضابط الذي يفترض ان يكون قائداً للجيش. ووفقاً لمعلومات «اللواء» فان الاتجاه الغالب داخل التيار العوني لا يحبذ استقالة الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب بالإضافة إلى الوزير ارتور نظريان بعدما بات قرار وزير المردة ريمون عريجي يسير في وجهة أخرى.
وقالت المعلومات أن قيادة التيار تخشى أن تخسر مصداقيتها، لذا لا يستبعد مطلعون على أجواء النقاشات الدائرة أن يعتكف الوزراء الثلاثة إذا ما لاقوا دعماً من حليفهم «حزب الله» الذي يحرص على عدم تعريض الحكومة للخطر في هذه المرحلة.
وفي مطلق الأحوال، فان التيار العوني في جلسة لتكتل الإصلاح والتغيير غداً، سيتخذ موقفاً يوازي ما بين الحكومة والتحرك في الشارع مع العلم أن خطوة من هذا القبيل باتت مرتبطة أقله بقرار تأجيل تسريح العماد قهوجي والذي لم يحن وقته بعد.
موقف برّي
في مجال سياسي آخر، من المتوقع أن يُحدّد الرئيس برّي في كلمته في الذكرى الـ39 لتغييب الإمام السيّد موسى الصدر ورفيقيه الذي سيقام في صور مواقف حاسمة من الأزمة السياسية الحالية حيث سيعلن عن تمسكه بالسلة الكاملة داعياً الى مقاربة تحفظ الاستقرار الداخلي والوحدة الداخلية، ومن المتوقع أن تحدد كلمة رئيس المجلس خارطة طريق تسبق جلستي الحوار وانتخاب رئيس الجمهورية في الخامس والسابع من ايلول المقبل.
وحسب مصدر مطلع فان رئيس المجلس يتشاور مع «حزب الله» برفض تعريض الحكومة لأية اهتزازات لا سيما مع المتغيّرات الاقليمية، سواء في سوريا أو دول الجوار او تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان.
وسيشدد الرئيس برّي، بحسب هذا المصدر، على استمرار الحوار الثنائي بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» باعتباره الدرع الواقي من انتقال النار الإقليمية إلى لبنان، بصرف النظر عن المواقف التصعيدية لهذه الجهة أو تلك.
على صعيد أمني آخر، لا تزال تتفاعل تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق بوصف سرايا المقاومة بـ«سرايا الفتنة»، الأمر الذي فتح هذا الملف لا سيما في المناطق ذات الكثافة الإسلامية السنية حيث باتت «السرايا» تشكّل تهديداً لاستقرار الاحياء سواء في صيدا أو البقاع الغربي.
في هذا الوقت، تابعت مصادر غربية باهتمام حل بعض الجماعات المسلحة في مخيم عين الحلوة وتسليم أنفسهم إلى القوى الأمنية لا سيما مخابرات الجيش في الجنوب، معتبرة أن هذه الخطوة يجب أن تترافق مع خطوة مماثلة تتعلق بحل «سرايا المقاومة» للسيطرة على نقاط التوتر وحصر الفتنة ومنع امتدادها في ظل الأوضاع الإقليمية البالغة الخطورة.