وعلى وقع زيارة الوزير خليل الى بيت الوسط أمس، نُقل عن بري قوله: سأرى بعدما أنتقل الى صفوف المعارضة، كيف سيشكل الحريري حكومته من دون التوافق مع البيت الشيعي. بهذا المعنى، يوحي بري بأن سلّة التفاهمات الوطنية التي اقترحها كانت ستسمح بإنجاز تسوية شاملة بكلفة مقبولة على اساس «سعر الجملة»، أما وأن هذه السلة رُفضت، فان مضمونها بات سيُناقش بـ «المفرق» وعلى «القطعة»، الامر الذي يعني ارتفاع «السعر السياسي» لكل بند من بنودها. في المقابل، اعتبرت أوساط في «المستقبل» ان هناك ضرورة ملحّة للتفاهم مع بري وتفهّم مطالبه، «لأن دوره …
/++++++++++++++++++++++++++++++/
النهار//
الحريري “يُصدّر” الأزمة إلى ساحة 8 آذار//
“هل حقاً اقترب الشغور الرئاسي من خواتيمه؟ وهل قضي الأمر بعودة العماد ميشال عون الى قصر بعبدا بعد 26 سنة من مغادرته إياه تحت وابل من القذائف السورية؟ وهل يتخلّى “حزب الله” عن حليفه الرئيس نبيه بري الذي يستعد للتحوّل الى المعارضة؟ وهل يتجاوز الحزب “سلة” التفاهمات التي تحدد مسار رئيسي الجمهورية والحكومة وتأسرهما؟ تساؤلات كثيرة طفت على سطح الاستحقاق أمس وسط تسارع مفاجئ للتطورات والأحداث التي أفضت الى ان المسار الرئاسي سلك طريقه.
النائب غازي العريضي اختصر الوضع بعد خروجه ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي من عين التينة بقوله: “لا شيء نهائياً بعد في الملف الرئاسي”، ربما في انتظار اعلان الرئيس سعد الحريري دعمه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية والمتوقع غداً استناداً إلى مصادر متابعة لدى الطرفين المعنيين واللذين رأى المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل أنهما يستعيدان “ميثاق 1943 والثنائية المارونية السنية، وهذا ما لن نرضى به” (وهو الكلام الذي نفى بعض تفاصيله لاحقاً). وقد أرجئ الاعلان الى غد لتزامن اليوم مع ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن.
والمشهد السياسي الذي بدا غير مسبوق في حيويته، استعاد أيضاً زمن الحرب، والانقسامات، والفحيح المذهبي الذي اعتبر ان ثمة محاولة لإقصاء المكوّن الشيعي عن تركيبة الحكم، والاتفاق على تقاسم المغانم من دونه. وتجلّى الارتباك في كل الساحات الأخرى، المسيحية التي تعتبر عدم وصول عون إقصاء لها والغاء لدورها الذي بدأ مع الوصاية السورية وهو يستمر في اشكال مختلفة، يقابله توجس الكتائب والاحرار والمستقلين من عون وابتعاد النائب سليمان فرنجية عن حلفائه، فيما تعاني الساحة السنية اضطراباً كبيراً في ظل عدم تقبل محازبي “تيار المستقبل” وأنصاره خيار رئيسهم الرئاسي، والتحدي الذي بات يمثله الخط الذي ينتهجه الوزير أشرف ريفي، والذي لاقاه أيضاً موقف رافض للرئيس نجيب ميقاتي.
واذا كان الرئيس الحريري سعى الى اقناع أعضاء كتلة “المستقبل” بخياره، فإنه جبه باعتراضات لم ترق الى حد التصدي له، منها موقف للرئيس فؤاد السنيورة رفض تلبية “تمني” عون أن يتم الاعلان عن دعمه في حضور أعضاء الكتلة. وقد تلقى الحريري موقفين متشددين، الاول من الرئيس بري نقله اليه الوزير خليل وفيه انه ماض في خيار دعم النائب فرنجية وان زيارة بروتوكولية من عون لن تنفع، مؤكداً ضرورة التزام “السلة”، والثاني من رئيس “تيار المردة” نقله اليه الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعاده وفيه أيضاً تأكيد ان فرنجية لن ينسحب من السباق الرئاسي. لكن الحريري رد عليهما بانه انتظر سنة لم يأت خلالها فرنجية بأي حراك، وخصوصاً في اتجاه حلفائه، وانه لا يمكنه الانتظار الى ما لا نهاية.
وشهدت أيضاً حركة اللقاءات زيارة للوزير جبران باسيل لـ”بيت الوسط”، وايفاد النائب وليد جنبلاط نجله تيمور والوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب والنائب العريضي الى عين التينة، وأوفد العماد عون النائب ابرهيم كنعان الى معراب.
“حزب الله” والمشاورات الجدية
في هذه الأجواء، بات حليف العماد عون “حزب الله” في موقع لا يحسد عليه بعد الموقف الحاسم لحليفه الاستراتيجي الرئيس بري. وأكدت أوساط “حزب الله” لـ”النهار” ان “الموقف بعد اعلان الحريري ليس كما قبله وان مروحة مشاورات واسعة ستنطلق بعد التحول السياسي اللافت وان الاتصالات ستشمل أطرافاً عدة”.
وعن الطريقة الفضلى للوقوف على خاطر بري قالت إن “للرئيس بري رأيه في الاستحقاق الرئاسي وهذا رأي نحترمه ولكن الامور في لبنان لم تصل يوماً الى حد كسر فريق لآخر أياً كانت الدوافع، والامر لا يسري حتى على الخصوم السياسيين فكيف يمكن الحزب ان يقبله على حليف استراتيجي. وسبق للسيد حسن نصر الله في بنت جبيل في 13 آب الماضي ان كرر ان مرشحنا كان وسيظل الرئيس بري لرئاسة مجلس النواب وان لا مجال للعب على هذا الوتر من قبل أي كان”.
وفي اتصال لـ”النهار” بالرئيس بري قال: “كل الكلام والاخبار الذي تردد عن ان حركة أمل وكتلة التحرير والتنمية تحدثتا عن ثنائية مسيحية سنية او صيغة 1943 لا أساس له من الصحة. هذا الكلام من باب الدس وانفيه نفيا قاطعاً”. وأضاف: “لن نقاطع جلسات الانتخاب على رغم معارضتنا العماد ميشال عون، ومن ينجح نهنئه”.
وفي قراءة لاوساط “مستقبلية” عبر “النهار”، إن الرئيس الحريري بدعمه عون “يكون قد ادى واجبه الوطني للتخلص من الشغور في الموقع الاول في الجمهورية وكذلك في الموقع المسيحي الاول. واذا فشل المسعى لأي سبب كان فهو لا يتحمل المسؤولية التي تقع على الثنائي الشيعي الذي يجب ان يذلل العثرات، وايضا على محور الرابية – حارة حريك، اذ ان الاخير مسؤول عن ضمان مضي فريق 8 آذار بهذا الخيار”.
الجلسة التشريعية
على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب الى جلسة تشريعية تعقد اليوم قبل الظهر وبعده لدرس واقرار جدول الاعمال الذي أعلن بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس انه سيشمل قانون الانتخاب. وفي حين أفادت المعلومات ان معظم الكتل النيابية ستشارك في الجلسة، ومنها “التغيير والاصلاح” محاولاً ترطيب الاجواء مع رئيس المجلس عشية جلسة 31 تشرين الأول الانتخابية، أشار عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا الى ان “قانون الانتخاب أدرج بنداً أخيراً في جدول الاعمال وأنا تحفظت لاننا قد لا نصل اليه”. وأضاف: “نترك لكل فريق أن يعلن عن موقفه ونحن سنطالب كل المعنيين بالوفاء بالتزاماتهم لناحية أولوية قانون الانتخاب”.
الا ان نائب رئيس المجلس فريد مكاري أوضح في هذا السياق أن هناك أصولاً لوضع المشاريع على جدول الاعمال، فالمشاريع التي لها صفة معجل مكرر (كمشروعي قانوني الانتخاب اللذين سيبحث فيهما) توضع في نهاية الجلسة”.
الحوار الثنائي
ويذكر ان جلسة جديدة من الحوار الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله” تعقد مساء غد الخميس في رعاية الرئيس بري في عين التينة وتلي اعلان الحريري دعم ترشيح عون.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
السفير//
بري «يقاوم».. جنبلاط «يحتجّ».. وفرنجية «يصمد»//
الحريري يحسمها.. و«الأمتار الأخيرة» تختبر عون//
“حسمها الرئيس سعد الحريري.. وأبلغ كتلته النيابية أنه سيرشّح العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار امتعاض العديد من الحاضرين، وفي طليعتهم الرئيس فؤاد السنيورة. إلا أن الحريري لم يعد بوارد التراجع أو المراجعة، على قاعدة أن رفضه لعون سيعني الانتحار من الطابق العاشر حيث لا فرصة للنجاة، في حين أن تبنّيه لترشيح الجنرال سيكون كالقفز من الطابق الرابع، وفي هذه الحالة فإن إمكانية النجاة السياسية تبقى واردة، ولو مع بعض الكسور والرضوض، وفق توصيف أحد السياسيين المواكبين للحراك الرئاسي.
وفيما توقع البعض أن يبادر الحريري اليوم الى الإعلان عن قراره بعدما مهّد له بلقاءات مكثّفة في بيت الوسط توّجها ليلاً باستقبال الوزير جبران باسيل، استبعدت مصادر أخرى ذلك مرجّحة أن يتم الإعلان غداً الخميس أو في موعد لاحق، لافتة الانتباه الى أن الأربعاء تصادف ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن، وبالتالي فإن رئيس «المستقبل» قد يفضّل تجنّب المجاهرة بقراره في هذا التوقيت.
الحريري: لست سعيداً
وقد شرح الحريري خلال اجتماع الكتلة أمس بإسهاب الأسباب الموجبة التي دفعته الى دعم ترشيح عون، معتبراً أنه القرار الصحيح قياساً الى التوقيت والظروف. وقدّم الحريري مقاربة شاملة للأوضاع الإقليمية المتفجّرة ومخاطرها على الواقع اللبناني. وتوقف عند تداعيات الشغور الرئاسي الذي لم يعد يُحتمل، لافتاً الانتباه الى أنه جرّب كل الخيارات الممكنة لمعالجة هذا الشغور وانتخاب الرئيس، إلا أنها لم تلق التجاوب المطلوب، ولذلك كان عليَّ أن اتخذ قراراً جريئاً للخروج من المأزق لأننا وصلنا الى مرحلة فائقة الخطورة.
وأبلغ الحريري بعض زواره أنه ليس سعيداً بخيار دعم عون لكنه قرار اضطراري لاستنقاذ ما أمكن قبل فوات الأوان، منبّهاً الى أن البلد ذاهب نحو الخراب ما لم نتدارك الانحدار. واعتبر الحريري أن «حزب الله» هو الذي عرقل الخيار الآخر وبالتالي أوصلني الى انتخاب عون.
ومع حسم الحريري لخياره الرئاسي، سارع المعترضون الى إعلان حالة الاستنفار القصوى واستدعاء «الاحتياط السياسي» الى الخدمة، فعاجل النائب وليد جنبلاط «المحتفلين» بتغريدة شديدة اللهجة رفض فيها «أن يتمّ التعاطي معنا كالغنم»، وداعياً الى أخذ رأي «اللقاء الديموقراطي» بالحسبان، ثم أضاف تغريدة أخرى تفيد بأن الفرج بات قريباً.
وبالتزامن مع هذه «الصلية» الجنبلاطية العابرة للعالم الافتراضي، تحركت «قوة التدخل السريع» في اتجاه عين التينة، وهي ضمّت كلا من تيمور جنبلاط والوزيرين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور والنائب غازي العريضي، علماً أن أبو فاعور زار الحريري أيضاً.
«المصيبة» تجمع
وبدا واضحاً أن اللقاء بين بري ووفد «التقدمي الاشتراكي» يهدف الى تنسيق المواجهة السياسية لثنائية عون ـ الحريري، وما يمكن أن تفرزه من أمر واقع، وصولاً الى تحسين شروط التفاوض، لاسيما أن الكواليس تضج بالأخبار عن اتفاق متكامل وضعه جبران باسيل ونادر الحريري، ويغطّي الكثير من جوانب العهد الرئاسي الجديد.
وأكدت مصادر قيادية في «التقدمي» لـ «السفير» أن بري هو بالنسبة الى جنبلاط حليف استراتيجي في السرّاء والضرّاء لا يُستغنى عنه، مشيرة الى أن هناك تحسساً مشتركاً من الجانبين لـ «الصفقة الرئاسية» الثنائية التي يراد لها ان تتم على حساب أطراف اساسية. واستغربت المصادر استبعاد رئيس المجلس وزعيم المختارة عن مفاوضات التسوية التي يحكى عنها، «أما القول بانه سيجري الكلام معنا بعد دعم الحريري رسميا انتخاب عون، فهو طرح مرفوض، إذ ليس مقبولا التصرف معنا على قاعدة الاكتفاء بإبلاغنا بما اتفق عليه الآخرون وكأننا مجرد متلقين لا شركاء».
لكن جنبلاط قد لا يستطيع ان يستمر في خوض المعركة على إيقاع بري الذي يبدو مستعداً للذهاب فيها حتى النهاية، إذا اقتضى الأمر، في حين ان حسابات جنبلاط الجبلية والمحكومة بالتوازنات الدرزية ـ المسيحية ـ السنية، ربما تدفعه في لحظة الحقيقة الى مسايرة عون والتصويت له، «مكره أخاك لا بطل».
اشتباك «ثنائي»
أما بري، فلا يبدو أنه بوارد المهادنة وهو المتخصص بالانتفاضات، ومن تسنى له رصد «مزاجه» خلال الساعات الأخيرة لمس ان كل أبواب عين التينة ونوافذها مقفلة بإحكام امام ترشيح الجنرال، وهذا ما عكسه بصراحة الوزير علي حسن خليل الذي أكد ان كتلة بري ستصوت ضد الجنرال وأن رئيس المجلس سينتقل الى المعارضة.
لم تتأخر الرابية في الردّ على «حركة أمل»، خصوصاً ان تسريبات المصادر كانت قد تسببت في احتقان برتقالي، سرعان ما ترجمه بيان تكتل «التغيير والإصلاح» بعد اجتماعه برئاسة عون، معتبراً «أن أي كلام عن الثنائية المسيحية ـ السنية هو كلام غير مسؤول وغير مقبول»، مشيراً الى أنه «يصب في فتنة نأمل ألا تكون مقصودة وسنتصدى لها».
وأكد التكتل رفض الابتزاز والتهديد بحرب أهلية، «ومن يرغب في تأييدنا فليؤيدنا ومن لا يرغب فليعارضنا من دون محاكمة نيات وإيكال التهم جزافاً».
ولاحقا، أوضحت أوساط بري لـ «السفير» ان الكلام المنسوب الى مصادر بري هو مختلق، وليس صادرا عن رئيس المجلس او مصادره، مشددة على ان موقف بري واضح وقوامه انه لا يقاطع جلسات انتخاب الرئيس وأنه سيهنئ من يفوز.
كما ان خليل أوضح انه لم يتحدث عن ثنائية مسيحية ـ سنية ولم يستخدم هذه التسمية على الإطلاق، لافتاً إلى أن ما انتقده هو «الثنائيات السياسية».
«انتفاضة» بري
ولئن كان البعض يراهن على تدخل «حزب الله» لدى بري لإقناعه بتليين موقفه، بعد إعلان الحريري عن دعم عون، إلا ان محاولات جس النبض التي قام بها الحزب لم تؤشّر الى ان هناك إمكانية للتأثير على قرار رئيس المجلس.
ووفق المطلعين، فإن بري أبلغ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، عبر أحد قياديي الحزب، رسالة واضحة مفادها انه ليس واردا لديه انتخاب الجنرال، ومثل هذا الاحتمال هو خارج إطار النقاش والبحث.
وعلى وقع زيارة الوزير خليل الى بيت الوسط أمس، نُقل عن بري قوله: سأرى بعدما أنتقل الى صفوف المعارضة، كيف سيشكل الحريري حكومته من دون التوافق مع البيت الشيعي..
بهذا المعنى، يوحي بري بأن سلّة التفاهمات الوطنية التي اقترحها كانت ستسمح بإنجاز تسوية شاملة بكلفة مقبولة على اساس «سعر الجملة»، أما وأن هذه السلة رُفضت، فان مضمونها بات سيُناقش بـ «المفرق» وعلى «القطعة»، الامر الذي يعني ارتفاع «السعر السياسي» لكل بند من بنودها.
في المقابل، اعتبرت أوساط في «المستقبل» ان هناك ضرورة ملحّة للتفاهم مع بري وتفهّم مطالبه، «لأن دوره حيوي ليس فقط من أجل إنجاز انتخابات الرئاسة وإنما لترتيب مرحلة ما بعدها».
أين عون من كل هذا المخاض؟
بينما تسود اجواء احتفالية في صفوف قياديي «التيار الحر» وقواعده، مع صعود «الدخان البرتقالي» من بيت الوسط، يؤكد المطلعون على ما يدور في كواليس الرابية، أن الجنرال سيبادر فور إعلان الحريري عن تأييده، الى طلب مواعيد عاجلة لزيارة الأقطاب ومن بينهم بري وجنبلاط، وربما فرنجية أيضاً، بغية مناقشة الهواجس التي تسكن المعترضين على انتخابه، والسعي الى إزالتها او تقليصها.
وإذا كان موقف بري يشكّل أحد تحديات «الماراتون» الذي يخوضه عون على طريق بعبدا، فإن هناك من يلفت الانتباه الى ان «عقدة» فرنجية لا تقل استعصاء، إذ ان رئيس «المردة» ليس بصدد سحب ترشيحه، و «حزب الله» الذي حجب عنه الدعم، التزاما بترشيحه المسبق للجنرال، لن «يزيدها» عليه الى حد ان يطلب منه الانسحاب.
وفي هذه الحال، ترجح بعض الاوساط السياسية ألا ينزل عون الى جلسة الانتخاب ما لم يسحب فرنجية ترشيحه، وذلك خشية من ان يحصل «تسرب» للاصوات في اللحظة الاخيرة في الاتجاه المعاكس، على حساب الجنرال، فيما تتوقع أوساط أخرى ان يتجاوز عون هذا الاعتبار استنادا الى بوانتاج دقيق للأصوات، يُبين حتمية فوزه بالرئاسة، بعدما يعلن الحريري عن دعمه. وأكدت مصادر المردة لـ «السفير» ان فرنجية مستمر في ترشيحه، ولو فقد تأييد الحريري، لاسيما ان هناك قوى وازنة لا تزال تدعمه.
وكان الحريري قد التقى أمس، كلا من الوزير روني عريجي والوزير السابق يوسف سعادة وأطلعهما على نيته دعم ترشيح عون، والاسباب التي دفعته الى اتخاذ هذا الخيار.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
الأخبار//
الحريري فعلها: عون مرشّحي للرئاسة//
بري رفض استقبال رئيس المستقبل ولن يسهّل تشكيله الحكومة//
“قرار الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية صار محسوماً. أبلغ كتلته وحلفاءه والنائب سليمان فرنجية بهذا القرار، فلم يبقَ سوى الإعلان. وبذلك، بدأت القوى السياسية تتعامل مع تبعات القرار كما لو انه أُعلن. واولى هذه التبعات، التشقق الذي أصاب التحالفات.
فعلها الرئيس سعد الحريري. عملياً، أعلن ترشيحه العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. فهو أقدم على أهم الخطوات التمهيدية لإعلان الترشيح: أبلغ كتلته النيابية قراره دعم عون. اعتذر عن عدم الاستمرار في تأييد النائب سليمان فرنجية، وبعث بالرسائل اللازمة إلى الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط بأن خياره استقر على انتخاب عون رئيساً.
وكان من المنتظر أن يعلن موقفه اليوم، من منزله في وادي أبو جميل، في خطاب متلفز، بحضور عشرات الشخصيات السياسية. إلا أن تزامن اليوم مع الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء وسام الحسن حال دون ذلك، فأرجأ الحريري خطوته أياماً معدودة. لكن المفاعيل السياسية لما سيقوم به باتت حاضرة، وبقوة. في الواقع، تشققت التحالفات السياسية.
أبلغ دليل على ذلك هو رفض الرئيس بري أمس استقبال الحريري. فقد علمت «الأخبار» أن الأخير طلب موعداً للقاء بري، فقبل الأخير. لكن بعد وقت قصير، وصلت إلى رئيس تيار المستقبل رسالة من رئيس المجلس النيابي تقول: «إذا كنت تريد أن تبلغني أنك سترشّح عون، فلا داعي للقائنا. استقبِل علي (حسن خليل) لتناقشه بما تشاء». وبالفعل، زار خليل الحريري، وسمع منه تأكيداً لنيته ترشيح عون، لأنه «مزروك ولا خيارات عندي». أما خليل، فقال للحريري: أنت تقوم بخطوة في المجهول؛ فلا السعودية موافقة، ولا الفرنسيون ولا الأميركيون. وأضاف أن كتلة التحرير والتنمية لن تصوّت لعون، وغير ملتزمة أيضاً بتسمية الحريري أو أي مرشح آخر لرئاسة الحكومة. كذلك فإن بري لن يكون معنياً بتسهيل تأليف حكومة عهد عون.
النقاشات بدأت إذاً تتمحور حول ما بعد انتخاب الرئيس. الأكثر عرضة للإحراج هو حزب الله. صحيح أنه حصّل ما أراد، لناحية تنازل الحريري، ومن خلفه السعودية، عن ترشيح سمير جعجع وعن خيار الرئيس التوافقي، ثم تسمية النائب سليمان فرنجية، قبل الرضوخ في النهاية لمطلبه بدعم وصول عون إلى بعبدا، لكنّ حليفَيه الرئيسيين، حركة أمل والتيار الوطني الحر لا يسهّلان عليه مهماته، وأولاها تلك المتصلة بمحاولة رأب الصدع بينهما، رغم الأعباء الكبرى التي يتحمّلها، أمنياً وسياسياً. والسجال غير المباشر بين الحليفين يصعّب مهمة الحزب. بري يحذّر ممّا يراه عودة الحريري وعون إلى ميثاق عام 1943. وكلام معاونه الوزير علي حسن خليل من مجلس النواب أمس، عن رفض الثنائيات وعن توجّه بري إلى معارضة عون وعهده، كان واضحاً في هذا المجال. فردّ تكتل التغيير والإصلاح بعد اجتماعه الأسبوعي بقسوة، رافضاً اتهامه بإقامة ثنائية مارونية ــ سنية. واستوجب بيان التكتل توضيحاً من خليل ومن المكتب الإعلامي لبري، نفيا فيه أن يكون وزير المالية قد أتى على ذكر «الثنائية السنية ــ المارونية».
في هذا الوقت، بدأت أمس مساعٍ خلف الكواليس، لمحاولة تأجيل جلسة الانتخاب المحددة يوم 31 تشرين الاول إلى السابع عشر من الشهر المقبل، إفساحاً في المجال أمام توسيع مروحة التوافق على عون، وسعياً إلى التخفيف من حدة معارضة الرئيس بري للتسوية الرئاسية. مصادر بري ترد بحيادية: الجلسة قائمة، وإذا تأمن النصاب فستُعقَد. وإذا لم يتأمّن، فستُرجأ إلى موعد لاحق. لكن رفض التأجيل يصدر عن الحريري وعون.
فهما يريان أن الظروف مؤاتية حالياً لانتخاب عون، ولا داعي للتأجيل الذي قد يسمح للبعض بإفشال المسعى الرئاسي. ونفت مصادر بارزة في التيار الوطني الحر وجود أي طرح بإرجاء انتخاب الرئيس الى ما بعد جلسة 31 الشهر الجاري، «وما دامت ظروف النجاح متوافرة فلماذا نتراجع؟». وقالت المصادر لـ»الأخبار» إن «الحريري فعلها» بإبلاغ أعضاء كتلته النيابية وبقية الأطراف السياسية نيته دعم ترشيح عون، «وكل الكلام والتهويل بالثنائيات وبالحرب الأهلية لن ينفع في تغيير ذلك». وذكّرت بـ»أننا اتُّهِمنا عندما وقّعنا التفاهم مع حزب الله بأننا في صدد إقامة ثنائية مسيحية ــــ شيعية، ودفعنا ثمن ذلك تعميقاً لشعور خاطئ لدى الجمهور السنّي تجاهنا. واليوم، لن تنجح كلمات عن ثنائية مسيحية ــــ سنية في خلق عداء بيننا وبين الجمهور الشيعي، وما تحقق في سنوات لا يمحوه موقف». وفيما علّقت على توضيح وزير المال لتصريحه في المجلس النيابي بأن «الرجوع عن الخطأ فضيلة»، أكّدت «أننا سنعمل كل واجباتنا مع الرئيس بري، ونحن بادرنا تجاهه منذ البداية، ومن واجبنا أن نبادر أكثر لمحاولة إقناعه بدعمنا». وعن إعلان بري أنه سيكون في المعارضة، أجابت: «بعد بكّير».
كذلك ينتظر حزب الله صدور الموقف العلني عن الحريري بتأييد عون، ليبدأ مسعاه لجمع كلمة حلفائه، أو على الأقل تخفيف اعتراضهم. وبحسب مصادر في 8 آذار (من خارج حزب الله)، فإن الحزب ملتزم بوصول عون إلى بعبدا، لكنه غير ملزم بما اتفق عليه عون مع الحريري، وخاصة لناحية تكليف رئيس للحكومة وتأليفها. وجزمت المصادر بأن الحزب لن يشارك في أي حكومة يقاطعها الرئيس بري، «ومن عطّل تأليف الحكومة 8 أشهر و13 شهراً بهدف ضمان حقيبة لجبران باسيل، لن يشارك في حكومة من دون حركة أمل، ولو أدى ذلك إلى تعطيل البلاد لسنوات».
ومن المنتظر أن يشهد المجلس النيابي اليوم أولى خطوات العونيين الإيجابية تجاه بري، من خلال مشاركتهم في الجلسة التشريعية مع حلفائهم الجدد في القوات اللبنانية، رغم أن رئيس المجلس تعمّد وضع قانون الانتخاب الذي يطالبون بإقراره في أسفل جدول الأعمال. ويرى العونيون أن خطوتهم هذه تمثّل اعترافاً بشرعية المجلس النيابي. وكان الملف الرئاسي قد طغى أمس على الأجواء التي سبقت انعقاد جلسة انتخاب اللجان النيابية وهيئة مكتب مجلس النواب، في ظل حضور 93 نائباً. وكما لم تقدم تصريحات النواب أي جديد يُذكر، كذلك كانت أجواء الجلسة، إذ لم يطرأ على هيئة مكتب المجلس ولا اللجان سوى تغييرات طفيفة، في ظل انضمام النائب أمل أبو زيد إلى المجلس، وقبول استقالة النائب روبير فاضل، بعدما فشل برّي في إقناعه بالعدول عن هذا القرار. وكانت جلسة أمس التي لم تستمر سوى أقل من نصف ساعة «بروفا» للجلسة التشريعية اليوم، بعدما تسلّم النواب جدول أعمال مليئاً باقتراحات القوانين المالية، وباقتراحات ومشروع قانون الانتخابات النيابية.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
اللواء//
عون يرفض تأجيل جلسة الإنتخاب أسبوعين//
الحريري يتجه لإعلان الترشيح غداً.. واشتباك غير مسبوق بين الرابية وعين التينة قبل سفر برّي اليوم//
“الثابت ان الرئيس سعد الحريري اتخذ قراره، وهذا القرار هو التريث بإعلان تبني ترشيح النائب ميشال عون للرئاسة الأولى، لئلا يبدو وكأنه يسير عكس أجواء ضاغطة لا تستسيغ هذه الخطوة قبل ان تستكمل باتصالات، سواء مع الرئيس نبيه برّي، أو في الخارج، أو مع نواب كتلة «المستقبل» التي اكتفت بعد اجتماعها أمس بإعلان «ان الأولوية في هذه الفترة الحرجة والطويلة والخطيرة من الشغور الرئاسي هي لانتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للدستور، لا وفق قواعد اخرى تعتمد من خارجه»، من دون ان تُشير بأي كلمة إلى مسألة ترشيح عون.
ولئن كانت مصادفة الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد اللواء وسام الحسن، حالت دون إعلان تبني ترشيح النائب عون الذي كان مقرراً اليوم، لاعتبارات وجدانية وذات مغزى وابعاد سياسية، وسادت معلومات عن ان خطوة قد تحدث خلال 48 ساعة، من دون تحديد شكل هذا الإعلان، ان عبر مؤتمر صحفي يخصص لهذه الغاية، أو عبر مؤتمر مشترك مع النائب عون الذي سيزور الحريري في «بيت الوسط»، فإن أحداً من نواب الكتلة أو مصادر «بيت الوسط» شاءت ان تتحدث عن شيء يتعلق بهذا الموضوع.
إلا ان مصدراً مطلعاً توقع ان يُشارك الرئيس الحريري في الجلسة التشريعية اليوم، حيث من المتوقع ان يلتقي رئيس المجلس نبيه برّي، الذي أوفد إلى «بيت الوسط» معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، الذي التقى الرئيس الحريري لمدة عشر دقائق، ونقل إليه رسالة وصفت بالساخنة والعاتبة من الرئيس برّي، وفيها إعلان الفراق في ما خص مرحلة ما بعد انتخاب عون رئيساً، من خلال تحول الرئيس برّي من الموالاة إلى المعارضة، ونفض يده من أي اسهام في تشكيل حكومة يرأسها الرئيس الحريري، ساحباً ما سبق واعلنه من انه مع رئيس «تيار المستقبل» ظالماً كان أو مظلوماً.
ووصفت الرسالة التي نقلها خليل إلى الحريري اقدام الأخير على ترشيح عون بأنه «طعنة في الظهر للرئيس برّي وكتلة التنمية والتحرير التي قررت بكامل نوابها ألا تصوت للنائب عون بل ضده جهاراً نهاراً.
«بيت الوسط»
وكان «بيت الوسط» شهد يوم أمس وقبله، أي منذ عودة الرئيس الحريري إلى بيروت، حركة نيابية وسياسية ودبلوماسية تناولت حقيقة التوجه الجديد الذي قرّر السير به ومضاعفاته سواء على صعيد البيت الداخلي، أو على صعيد العلاقة مع أطراف وقوى سياسية، وسط توقعات من ان يتوجه موفد الخارجية الفرنسية جيروم بونافون إلى بعض العواصم الإقليمية المعنية بالوضع اللبناني، لا سيما المملكة العربية السعودية وإيران، بعدما ان كان التقى قيادات سياسية حثها على ضرورة إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وتوج الرئيس الحريري يومه السياسي الطويل في «بيت الوسط» بلقاء رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، في إطار ترتيبات إعلان الترشيح والزيارة المرتقبة والمواكبة لهذه الخطوة من قبل النائب عون إلى «بيت الوسط».
وتوقعت مصادر تكتل «الاصلاح والتغيير» ان تحدث الزيارة والإعلان في غضون اليومين المقبلين، أو يوم غد الخميس على أبعد تقدير.
وتحفظت المصادر عن كشف أية معلومات أخرى لئلا تستخدم كمادة في الاستهلاك السياسي، في ضوء التجاذب الحاصل، والذي وصفته بالكبير ويحصل لأول مرّة.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس الحريري طلب من الوزير باسيل تأجيل خطوة إعلان ترشيح عون التي كان من المتوقع ان يعلنها عند الخامسة من بعد ظهر اليوم من «بيت الوسط».
وذكر مصدر على خط الاتصالات ان فترة التأجيل تراوحت بين 48 ساعة أو بضعة أيام، من دون ان يستبعد ان تكون غداً فيما لو استجدت معطيات اقتضت ذلك، وإلا، فإنها ستكون الأسبوع المقبل، أي في 27 الحالي، ريثما يكون الرئيس نبيه برّي عاد من سفره إلى جنيف والذي قد يحدث مباشرة بعد الجلسة التشريعية التي تنتهي مساء اليوم أو في اليوم التالي.
ويستتبع، وفق المصدر، ارجاء الإعلان، ارجاء الجلسة الانتخابية المقررة في 31 تشرين الحالي إلى 17 تشرين الثاني، ريثما تكون اكتملت معطيات الاتصالات في شقيها اللبناني والخارجي.
وأبلغ نائب مقرب من الرابية رفض الكشف عن هويته ان النائب عون رفض اقتراح التأجيل، سواء في الشق المتعلق بزيارة «بيت الوسط» والإعلان عن الترشيح، أو موعد جلسة الانتخاب.
«حزب الله»
ومع هذا التوجه، فإن «حزب الله» الذي يطل أمينه العام السيّد حسن نصر الله الأحد المقبل في مناسبة أسبوع أحد قيادييه الذي قضى في حلب، يُبدي حماساً لمثل هذا التأجيل، نظراً لانهماكه في تشييع ضحاياه، وعدم تمكنه من اجراء اللازم، سواء مع الرئيس برّي أو بين عين التينة والرابية، وبالتالي فهو (أي الحزب) يميل إلى تأجيل جلسة الانتخاب لمدة أسبوعين، وهو ما كان ألمح إليه معاون الأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل أثناء اتصالاته.
وكان الحزب أبلغ أكثر من طرف في قوى 8 آذار انه معني فقط بإيصال عون إلى قصر بعبدا، بحكم التحالف معه ووعوده له، اما في ما عدا ذلك فلا علاقة له بالأمر وغير ملتزم به.
اشتباك عين التينة – الرابية
ولاحظت مصادر ديبلوماسية أن الاشتباك الحاصل بين عين التينة والرابية سجّل منسوباً مرتفعاً في الساعات الماضية، إذ وصفت محطة N.B.N الناطقة بلسان الرئيس برّي ما يجري «بزمن الانقلاب على الحوار والطائف والمؤسسات» واصفة الاتفاق الثنائي (في إشارة إلى ما تمّ بين الوزير باسيل والسيّد نادر الحريري) بأنه «دفع البلد نحو الهاوية، ويطيح بتجربة الشراكة، وهو أشبه بالخطيئة».
وأتت هذه الحملة، بعد كلام وزير المال علي حسن خليل وصف فيه ما حصل بأنه «ثنائية مسيحية – سنّية» وبعد بيان تكتل الإصلاح والتغيير أعلن خليل أنه لم يستخدم هذه التسمية على الإطلاق.
وكان التكتل ناقش في اجتماعه الأسبوعي الوضع بعد 13 تشرين، وفي ضوء الترشيح المرتقب لعون من قبل الحريري، رافضاً كلام وزير المال.
وجاء في البيان «أن هذا الكلام غير مقبول لا في الشكل ولا في المضمون، ونحن لا نفهمه ابتزازاً لنا من منطلق أن مرشحنا هو مرشّح طبيعي وميثاقي، بل هو ابتزاز لمن يؤيدنا ولا نقبله، وما لا نقبله لأنفسنا لا نقبله لمن يؤيّدنا».
كتلة «المستقبل»
إلى ذلك، نفت مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» أن يكون جو اجتماع الكتلة، أمس، مشحوناً بعدما تبلغ النواب من الرئيس الحريري خياره بتأييد ترشيح عون، لكنها لفتت إلى أن الجو كان متوتراً وبمعظمه سلبياً تجاه خيار الرئيس الحريري الذي استمع إلى آراء عدد من النواب لم يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، الذين عارضوا هذا الخيار، قبل أن يترك الاجتماع للقاء الوزير خليل، من دون أن يعود إلى اجتماع الكتلة مجدداً.
وبحسب المعلومات، فإن الرئيس الحريري عرض في بداية الاجتماع المبررات التي جعلته يُقرّر السير في خيار تأيد ترشيح عون، وهي نفسها التي سبق أن ألمح إليها في اجتماعات سابقة، بالنسبة إلى ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي والمخاطر التي تحيط بالبلد إذا ما استمر هذا الفراغ، لافتاً النظر إلى أنه سبق أن جرّب كل الخيارات المتاحة بهدف ملء الفراغ، ومنها ترشيح النائب سليمان فرنجية، إلا أن هذه الخيارات اصطدمت بعوامل وعراقيل دفعته إلى هذا الخيار الأخير الذي اعتبره بأنه بات الخيار المتاح والذي يعطي فرصة لإنهاء الفراغ، مؤكداً أن البلد لم يعد يحتمل أي تأخير، واصفاً عون بأنه الأوفر حظاً للوصول إلى رئاسة الجمهورية، إضافة إلى أنه الأقوى بين المسيحيين.
وتضيف المعلومات، أنه أعقب إعلان الحريري حسم أمره من عون، نقاش من قبل الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من النواب لم يتجاوز عددهم الخمسة الذين عارضوا خيار عون انطلاقاً من أن التجارب السابقة معه غير مشجعة، فضلاً عن أنه متقلّب في مواقفه سواء من الطائف وغيره، وأن لا ثقة لهم به.
وأشار هؤلاء إلى أنهم سبق أن وافقوا على خيار ترشيح النائب فرنجية على مضض، لكن هناك فرقاً كبيراً بين الرجلين، رغم أنهما من فريق واحد، وأن خصومة فرنجية واضحة، وليس من دم على يديه، في حين أن عون متقلب.
وطلب هؤلاء من الرئيس الحريري أن يكشف عن الضمانات والتفاهمات التي أشار إليها في سياق تأكيد اقتناعه بخيار عون، إلا أنه لم يجب على السؤال.
ونفى النواب أن تكون لديهم معلومات حول كيفية إعلان الرئيس الحريري تأييده لعون وموعد هذا الإعلان، على الرغم من أن بعضهم كان سمع من الرئيس برّي أن هذا الإعلان سيتم في خلال زيارة سيقوم بها عون «لبيت الوسط» اليوم.
إلا أن أحد نواب الكتلة وهو من الشمال (خضر حبيب) لفت نظر الرئيس الحريري إلى أن اليوم ستصادف ذكرى استشهاد اللواء وسام الحسن، ثم تبعه النائب أحمد فتفت الذي توجه إلى الحريري قائلاً: «بما أننا محكومون بالإعدام لدينا طلب أخير وهو أن تعفينا من هذا الأمر غداً (اليوم)».
واستبعدت مصادر الكتلة أن يصدر عن الكتلة أي بيان بخصوص ترشيح عون، لكنها قالت أن للحديث بقية مع الرئيس الحريري من خلال لقاءات منفردة سيعقدها مع نواب الكتلة، بقصد إقناعهم بوجهة نظره، إلا أن المصادر لفتت إلى أن معارضة خيار عون كبيرة جداً داخل الكتلة.
وكان الرئيس الحريري ترك اجتماع الكتلة للقاء الوزير خليل الذي حمل له رسالة عتاب نارية من الرئيس برّي أبلغه فيها أن كتلة التنمية والتحرير غير معنية بتشكيل الحكومة الجديدة، ولا تريد المشاركة فيها، وأن الرئيس برّي غير مستعد لتقديم أي تسهيلات لتشكيل الحكومة لأنه قرّر الانتقال إلى صفوف المعارضة.
وأبلغ أحد النواب «اللواء» أنه سمع الرئيس برّي يقول للوزير خليل عندما كلفه لقاء الحريري: «قل له نحن كنا معك ظالماً أو مظلوماً، لكنك بعدما طعنتنا إنتظر الرد المناسب، لن نمشي بتشكيل الحكومة ولن نمشي بتأييد عون».
كما تبلغ الرئيس الحريري رسالة مماثلة نقلها إليه وزير الثقافة روني عريجي من النائب فرنجية، مفادها أن رئيس «المردة» مستمر في ترشيحه حتى ولو أعلن تأييده لعون متخلياً عن دعمه له.
الجلسة التشريعية
وفي ما يتعلق بالمشاركة في الجلسة التشريعية اليوم، ذكرت المصادر ان نواب تكتل الإصلاح والتغيير سيشاركون في الجلسة، انطلاقاً مما وصفه أمين سر التكتل رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان «بالمصلحة العليا التي تقتضي إقرار القوانين المالية التي من شأن عدم اقرارها فرض عقوبات على لبنان»، مشيراً إلى ان التوجه مبدئياً هو النزول مع «القوات اللبنانية» إلى الجلسة لإقرار البنود التي تراعي تشريع الضرورة فقط، كاشفاً ان زيارته لمعراب نسقت بالملف الرئاسي والجلسة التشريعية.
وكان مجلس النواب جدد لهيئة مكتبه (لأميني السر والمفوضين الثلاثة)، ولجانه النيابية بالتوافق والتزكية مع تغييرات طفيفة في عضوية اللجان، في جلسة لم تستغرق نصف ساعة، بعد قبول إستقالة النائب روبير فاضل (بتلاوتها في اول جلسة علنية)، مع الإشارة الى ان الدستور يحدد حالات إجراء الإنتخابات الفرعية في حال الشغور او الإستقالة على ان تتجاوز المهلة المتبقية لإنتهاء الولاية بستة أشهر .
وبعد جلسة الانتخاب عمدت كل لجنة الى انتخاب رئيس ومقرر لها. ولم تشهد النتائج اي تغيير. فيما غمز النائب زهرا من قناة النصاب مطالباً تحويل الجلسة لجلسة إنتخاب «طالما ان الطبخة إستوت فلتعلن»، وهو ما إكتفى الرئيس بري به بإعتباره كلام خارج النظام.
/++++++++++++++++++++++++++++++/
البناء//
الخميس هدنتا حلب واليمن ونتائج جنيف للخبراء لفصل النصرة… وحرب الموصل//
هكذا «بقّ خليل البحصة» فقلب بري الطاولة… وطارت الرئاسة من جلسة 31//
الحريري «يقرّش» الإعلان وتأجيله… وحزب الله لمزيد الوقت ولا انتخاب بلا بري//
“تتزامن مساعي التهدئة في كلّ من اليمن وحلب، بينما تشتعل المعارك على جبهة الموصل، في تركيز يريد له الأميركيون أن يظهر الحرب التي يقودونها هناك ضدّ داعش كمصدر رئيس في صياغة الرأي العام الأميركي عشية الانتخابات الرئاسية، بينما أعادوا الروح لمبادرة وزير الخارجية جون كيري حول اليمن بما يمنح وقف النار المعلن الخميس فرصة التجديد بعد الأيام الثلاثة المقرّرة، والتمهيد لاستئناف المفاوضات السياسية. بينما يتوقع أن تبدأ نتائج اجتماع الخبراء الذي يبدأ في جنيف اليوم برئاسة أميركية روسية مشتركة ويضمّ عسكريين من البلدين وضباطاً معنيين بالحرب في سورية والعلاقة بالجماعات المسلحة فيها من كلّ من تركيا والسعودية وقطر، في مهمة تمّ الاتفاق عليها في لقاء لوزان السبت الماضي، وقوامها السير بمبادرة المبعوث الأممي في سورية ستيفان دي ميستورا نحو إحدى نهايتين، خروج النصرة أو خروج المسلحين كافة.
بانتظار نهاية الأسبوع تتبلور نتائج أولية لمعارك الموصل واتجاهها، ومستقبل انتشار تنظيم داعش بعد خسارته المتوقعة فيها، فيما تبدو كلّ من التهدئة في جبهات اليمن وحلب واجتماعات الخبراء والمحادثات اليمنية والسعودية التمهيدية التي يجريها المبعوث الأممي في اليمن، ما إذا كانت ستفتح مجدّداً الباب للمسارات السياسية.
في لبنان، استهلاك حتى الثمالة للوقت المتبقي حتى نهاية الأسبوع بحبس أنفاس رئاسي، تبدو نهايته الأقرب تأجيل الآمال بالإنجاز في جلسة نهاية الشهر الحالي، بحثاً عن فرصة لتفاهم يضمّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى التحالف الذي يسعى حزب الله لتكوينه وصولاً لانتخاب العماد ميشال عون، والذي لا يمكن قبوله بدون الرئيس بري، وفقاً لمصادر قيادية في حزب الله، ولا قبول التنافس والتمايز الديمقراطي معه، فالشراكة هنا مصيرية ولا فكاك فيها، وبذل الوقت لحمايتها هو أقلّ استثمار ممكن، بعدما بات مستحيلاً التعامل مع الأمور في الكواليس، مع الكلام العلني الذي أراده بري منعاً للتهوين والتبسيط، وتصوير موقفه كنوع من العتب، أو الزعل، أو الأخذ على الخاطر، واعتبار القضية وقوفاً على خاطره ومراضاة لمشاعره، ومنعاً مقابلاً لتصوير موقفه طلباً لمحاصصة، يظهر سواه ترفعاً عن الخوض فيها، وفقاً لما تقوله مصادر قيادية في حركة أمل، بينما هؤلاء قد أنهوا المحاصصة.
قرّر بري قلب الطاولة الرئاسية، قائلاً إنْ استقامت الرئاسة في عيون حزب الله بدون شراكة كاملة لبري، فليمنح بركته لتفاهم الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، وإنْ كان الأزرق والبرتقالي لا يكفيان لنيل الأخضر ولا بدّ من حركة أمل فلنا الحق بوقت يعادل ما استهلكته محادثات الأزرق والبرتقالي، ونبدأ من الصفر جميعاً. وتقصّد بري صدور كلامه قبل الموعد المرتقب لإعلان الحريري تبنّيه لترشيح عون، ليل أمس أو ظهر اليوم، وقبل لقاءات ينوي عون القيام بها بداية من عين التينة فور الإعلان الحريري، وقبل أن يخرج عن النائب وليد جنبلاط أيّ موقف يلزمه رئاسياً، فارتبك المشهد، وتسارعت الاتصالات، وبدأت عمليات التقييم، بعدما بقّ وزير المالية علي حسن خليل بحصة التصويت ضدّ ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
بلّغ بري رسالته وارتاح، لينشغل الآخرون، وأول الأصداء، رغم الانفعالات السريعة التي ظهرت حول كلامه، ما قالته مصادر مطلعة لـ «البناء» أنّ الرئاسة تنتظر، لكن البلد لا يمكن أن يسير بتفاهمات لا يكون الرئيس بري عنوانها وليس مجرد جزء منها، وأنّ التفاهمات ضرورة، وليست تبويس لحى، بل بحث للقضايا والاستحقاقات والتحديات وفي قلبها آليات تكوين مؤسسات السلطة وأعرافها، وفقاً لفهم موحّد لاتفاق الطائف يصحّح ما يشكو الآخرون من كونه اعوجاجاً تمادى طويلاً من دون الوقوع في اعوجاج أشدّ خطراً، وعلى رأس آليات تكوين السلطة قانون الانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومات، والخروج من الثنائيات والثلاثيات، فالبحث لا يتمّ بشروط وسلال، كثمن للقبول بالسير بالانتخاب الرئاسي، بل بتفاهمات سياسية بين كتل نيابية، يتوّج بتبني مرشحي هذه الكتل لمناصب دستورية رفيعة كرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.
الحريري أبلغ كتلته الموقف الحاسم…
لم يعلن الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، كما كان متوقعاً بل أبلغ كتلته النيابية خلال اجتماعها أمس، برئاسته في بيت الوسط موقفه الحاسم بأنه سيمضي بترشيح عون بحسب ما علمت لـ «البناء» من مصادر الكتلة، بينما خلا بيان الكتلة من أي إشارة تتعلق بموعد إعلان الترشيح وجاء بعيداً عن الاتهامات المعهودة لحزب الله بتعطيل انتخاب الرئيس.
وإذا كانت الأجواء قد أوحت بأن هناك تقدماً إيجابياً وجدياً في موقف الحريري تجاه عون، لكن توقيت وطريقة إعلان الترشيح يبقيان ملك الحريري نفسه حينما يرى الوقت المناسب». ولفتت المصادر الى أن «رئيس تيار المستقبل سيستكمل مشاوراته ولقاءاته واتصالاته في الأيام القليلة المقبلة في محاولة حثيثة لتأمين أكبر قدر ممكن من التوافق السياسي الوطني حول ترشيح عون. كما وأطلع الحريري الكتلة على جولته الخارجية كعناوين عريضة ولم يدخل بالتفاصيل، لكن الأجواء الدولية والإقليمية إيجابية الى حد ما، وهناك شبه مظلة إقليمية دولية لإخراج الرئاسة من عنق الزجاجة، إلا أن الحريري شدد على أن الوضع الإقليمي يشهد تعقيدات وأزمات متفجرة ولا يبدو في الأفق أي تسويات في المدى المنظور. ومن هذا المنطق أبلغ كتلته النيابية أنه يجب السعى بأسرع وقت كي نؤمن انتخاب الرئيس قبل أن تتجه الأوضاع في المنطقة نحو الأسوأ ويدفع لبنان الثمن».
وشدّدت المصادر المستقبلية على أن «الحريري جدي الى حد كبير في انتخاب رئيس والخطوة التي يقوم بها تجاه عون ليست مناورة، ولكنه يأخذ وقته كي يؤمن المستلزمات لإنضاجها وكي لا تكون دعسة ناقصة في المجهول ويتكرر سيناريو ترشيح فرنجية». فـ «القناعة لدى الحريري كانت موجودة في السابق بانتخاب عون، لكنه كان يتلمّس الظروف المحلية والاقليمية والدولية المؤاتية». وأوضحت المصادر أنه إن «رأى الحريري أن الظروف مؤاتية للإعلان عن ترشيح عون فعلى الأخير أن يقوم بالجهد المطلوب منه ويعرض مبادرات تجاه الرئيس نبيه بري، ولا يستطيع الحريري أن يلقي على عاتقه كل الحمل ويدفع كل الأثمان». ونفت المصادر أن «يكون الحريري قد حدد توقيتاً لإعلان الترشيح»، مشددة على أن «الحريري قام بالمطلوب منه واتفق مع عون على خطوط عريضة».
وأشار بيان كتلة المستقبل الى أن المهمة المركزية والأساسية للنواب والقوى السياسية الآن هي العمل لانتخاب رئيس للجمهورية، وفقاُ لأحكام الدستور وبالتوازي مع ذلك، ينبغي الحرص على تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، وتحديداً مجلس النواب ومجلس الوزراء».
زحمة موفدين إلى عين التينة وبيت الوسط
وفي غضون ذلك شهد بيت الوسط، كما عين التينة حركة سياسية لافتة وزحمة موفدين ولقاءات ومواقف عكست تباينات في الآراء حول الرئاسة، وإن ارتفع منسوب التفاؤل بقرب تصاعد الدخان الأبيض الرئاسي.
وعقب انتهاء اجتماع كتلة المستقبل، التقى الحريري وزير المال علي حسن خليل موفداً من بري وناقشا المستجدات الرئاسية لدقائق عدة، غادر بعدها خليل من دون الادلاء بأي تصريح، وأوضح لاحقاً في تصريح، «أنني لم أتحدث اليوم عن ثنائية مسيحية سنية ولم أستخدم هذه التسمية على الإطلاق»، لافتاً إلى أن «ما انتقدته هو الثنائيات السياسية».
وكان خليل قد قال من مجلس النواب في دردشة مع الإعلاميين: «لن نقاطع جلسة انتخاب الرئيس، ولكن لن نمشي مع العماد عون وسنصوّت ضده وننتقل الى المعارضة»، موضحاً أن «المشكلة مع عون لا تُحلّ بمجرد زيارة».
وعلمت «البناء» أن «خليل أبلغ الحريري رسالة من بري مفادها أن رئيس المجلس يرفض الاتفاقات الثنائية التي جرت بين عون والحريري، وأنه في حال أعلن الحريري الترشيح فلن يؤيده بري، كما لن يصوّت له في المجلس ولن يشارك في أي حكومة يشكلها الحريري».
وفي السياق، لفتت أوساط تيار المستقبل لـ «البناء» الى أن «الحريري يدرك هواجس بري ويتفهمها ومسؤولية عون أن يبدّدها»، ونفت المصادر «أي تشكل ثنائية مسيحية – سنية ضد الشيعة، بل إن البلد للجميع ويحتاج للشركاء وهيمنة إحدى الطوائف أو طائفتين على الآخرين منطق مرفوض»، مؤكدة أن «بري شريك أساسي في التركيبة الداخلية وعلى عون أن يطمئنه، مستبعدة أن يتمّ انتخاب رئيس بلا مشاركة وموافقة رئيس المجلس». وأوضحت أن إعلان الترشيح لا يعني الانتخاب في وقت قريب بل ستعقبه مرحلة مشاورات يمكن أن تمتد فترة طويلة تحتاجها التسوية لتذليل العقد الداخلية، كما واستبعدت المصادر «أن تحصل عملية الانتخاب في جلسة 31 الشهر المقبل في ظل التباين في المواقف الداخلية». وعن العلاقة بين الحريري والنائب وليد جنبلاط قالت المصادر: «التواصل بين الطرفين موجود لكن عبر قنوات».
ثم استقبل الحريري مساءً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في بيت الوسط.
وفي حركة فرنسية بارزة قام رئيس دائرة افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية جيروم بونافون بجولة على القيادات، والتقى على التوالي عون وباسيل وفرنجية، وكان الملف الرئاسي والواقع الاقتصادي مدار بحث.
ولم يكد ينته اجتماع المستقبل حتى حطّ وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي في عين التينة ضمّ تيمور جنبلاط والوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب والنائب غازي العريضي والتقوا بري بحضور النائب حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي. وقال العريضي بعد اللقاء: «نتفهّم موقف الرئيس بري وهو يتفهم موقفنا، ولا مشكلة بيننا، نحن بانتظار ما يستجد من أمور سيكون لنا موقفنا، نحن لقاء ديمقراطي ولدينا مرشح منذ شهور هو النائب هنري حلو، وحتى الآن ليس ثمة شيء نهائي وعندما يحصل أي تطور لكل حادث حديث».
وقالت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ «البناء» إن «زيارة الوفد الاشتراكي هدفها تنسيق المواقف بين الطرفين والتي بدت متقاربة من مسألة الرئاسة ولرفض الاتفاقات الثنائية». وأبدت المصادر «ترحيب بري بموقف الوفد ووصفته بالإيجابي والقريب من موقف بري».
وأضافت المصادر أن «موقف بري واضح، فهو ضد الاتفاقات الثنائية والثلاثية. ويعتبر أنها لا تؤمن المصلحة الوطنية العامة، ولذلك الكتلة لن تصوت لعون بل لفرنجية في الجلسة النيابية، واذا لدى عون الثقة بأنه يملك الأكثرية النيابية فلينزل الى المجلس ولتحصل عملية انتخاب ديمقراطية، وإذا فاز فسنهنئه وسنكون في ضفة المعارضة، وحتى لو رشح الحريري عون سيبقى مرشحنا فرنجية. ونحن مستعدون للتفاهم والحوار مع عون وأي قوة سياسية لكن لن يتم الإجماع على عون».
عون إلى عين التينة؟
وقالت مصادر في تكتل التغيير والاصلاح لـ «البناء» إن «الأجواء تفاؤلية والمسار الرئاسي يسير بجدية وواقعية، والتكتل ينتظر الموقف النهائي للحريري وبعدها مرحلة جديدة، وسنرى ما الذي يمكن فعله»، مرجحة أن «يعلن الحريري قريباً موقفاً واضحاً من ترشيح عون الذي سيتوجه بعدها الى عين التينة وبنشعي ويبدأ مفاوضات جديدة مع الرئيس بري والوزير سليمان فرنجية».
وأوضحت المصادر أن «الحريري يتريث في إعلان الترشيح ويعمل على تهيئة الأجواء على طريقته داخل كتلته بداية ومع القوى السياسية ثانياً، ويحتاج الى مزيد من الوقت ونحن سنعطيه الوقت الكافي لتظهير موقفه وهو قادر على أخذ المبادرة والموقف». ونفت أن يكون سبب تريث الحريري عدم نضوح الوضع الاقليمي، مضيفة: «لم يكن في السابق أي عقد خارجية، فالسعودية أعلنت أن الرئاسة شأن داخلي وتدعم ما يتفق عليه اللبنانيون».
ونقلت المصادر عن عون ارتياحه لـ «مسار الرئاسة وأنه يرى إيجابية ولا يجد أي عقد داخلية وعند إعلان الترشيح لديه عملية متكاملة للحوار مع القوى السياسية المعارضة لوصوله الى بعبدا».
وأكد تكتل التغيير والإصلاح في بيان خلال اجتماعه أمس أن «أي كلام عن الثنائية المسيحية – السنية هو كلام غير مسؤول وغير مقبول، وهو يصب في فتنة نأمل ألا تكون مقصودة وسوف نتصدّى لها في مطلق الأحوال، فنحن نرفض أن يهددنا احد او يهدد اللبنانيين بحرب أهلية وما شابه بكلام يخرج عن الأجواء السائدة. ونحن لا يُقال لنا مثل هذا الكلام والكل يعرف عصبنا وليس تعصبنا. ونحن ابناء التفاهمات الواسعة الوطنية، ونهج العماد عون هو الانفتاح والاستيعاب والميثاق، كما قلنا، وهو نهج يشمل كل المكونات».
.. وجلسة تشريعية اليوم
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري الى جلسة تشريعية تعقد اليوم قبل الظهر وبعده لدرس وإقرار جدول الأعمال الذي أعلن بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس أنه سيشمل قانون الانتخابات.