أعلن التلفزيون الكوبي السبت 26 نوفمبر /تشرين الثاني 2016 عن وفاة الزعيم الثوري فيديل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاما. وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في إعلان تلاه عبر التلفزيون الوطني “توفي القائد الأعلى للثورة الكوبية مساء السبت. وأضاف أن “الجثمان سيحرق السبت” قبل أن يختم إعلانه مطلقا هتاف الثورة : “Hasta la victoria siempre” (حتى النصر دائما).
وجاءت وفاة كاسترو بعد مرور ثلاثة أشهر على احتفالات كوبا بعيد ميلاده الـ 90 حيث نظمت احتفالات حاشدة في العاصمة هافانا في 18أغسطس/آب الماضي شارك فيها الآلاف واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي وتزامنت مع كرنفال هافانا السنوي. وظهر كاسترو علنا في عيد ميلاده التسعين في أغسطس/آب الماضي إلى جانب شقيقه الرئيس راؤول والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ولد دل أليخاندرو كاسترو في 13 آب/أغسطس 1926، وترعرع في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من المزارعين. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام 1945، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950.عمل محامياً، وقد حاول الوصول إلى البرلمان الكوبي، لكن انقلاب فولغينسيو باتيستا عطل الانتخابات البرلمانية. وقد نظم كاسترو حركة 26 تموز التي قادت مواجهة مسلحة مع النظام الديكتاتوري في هافانا.
بعد فشل الهجوم على ثثكنة مونكادا، الذي أصبح رمزاً لنضال الشعب الكوبي من اجل استقلاله الوطني، اعتقل فيدل شكّل كاسترو، وحكم بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في مايو 1955، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث كان راؤول ورفاقه يستعدون للإنتقال إلى كوبا لإطلاق الثورة المسلحة، وهناك التقى بأرنستو تشي غيفارا.
تحرك كاسترو عسكرياً مع ما يقارب من ثمانين رجلا في 2 كانون الاول/ديسمبر 1956 واستطاع 40 من مجموع الـ 80 رجل الانسحاب إلى الجبال، بعد أن تعرضوا لهجوم غير متوقع من جيش باتيستا. وقد تمكنت حركة 26 تموز من خوض حرب عصابات في جبال كوبا ضد حكومة الديكتاتور المدعومة من الولايات المتحدة.
في 1 كانون الثاني/يناير 1959 على إثر إضراب شعبي شامل جاء تلبية لنداء فيدل كاسترو، دخلت قوات الثوار إلى العاصمة هافانا تحت قيادة تشي غيفارا. وقد انضمام رجال القوات المسلحة إلى صفوف الحركة الثورية، ما أجبر باتيستا على الفرار من هافانا. وقد حاولت الولايات المتحدة الأميركية إسقاط النظام الثوري الكوبي خلال عملية غزو عسكري نظمها عملاء الإستخبارات الأميركية في في نيسان/أبريل 1961، وانتهت بالفشل.
استقال فيديل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 18 شباط/فبراير 2008 بسبب المرض، وخلفه الرئيس الحالي راؤول كاسترو. كان كاسترو ثورياً أممياً، أيد القضية الفلسطينية ودعم ثورة الشعب العربي الفلسطيني، كما أيد حركة التحرر الوطني العربي، وكان حليفاً للزعيم جمال عبد الناصر والثورة الجزائرية.
فشل مئات المحاولات الأميركية لاغتيال الزعيم الكوبي
أكد رئيس الحرس الشخصي للزعيم الكوبي، فيديل كاسترو أن الأخير تعرض لـ637 محاولة اغتيال منذ عام 1959 بعد فشل خطة الثورة المضادة في خليج الخنازير باشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 1961 بتنفيذ خطة ” مانغوست” الخاصة بتغيير السلطة في كوبا. وتضمن ذلك تدمير محاصيل قصب السكر وتلغيم الموانئ الكوبية الرئيسة واغتيال قائد الثورة.
فيما يلي بعض محاولات اغتيال كاسترو:
-الجمال القاتل: اسمها ماريتا لورتس وهي ابنة قبطان ألماني وممثلة أمريكية. تعرف عليها كاسترو خلال زيارتها لهافانا عام 1959 وتحولت إلى عشيقته. تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تجنيدها لاغتياله وزودتها بحبوب سامة، ولكن كاسترو ضبطها وهي تحاول دس السم له وسامحها رغم ذلك وطردها من الجزيرة.
-السيجار المسموم في عام 1960. في فبراير/ شباط 1960 قامت الاستخبارات الأمريكية بتحضير علبة سجائر من نوع Cohiba المفضل لدى كاسترو وعولجت بالبلوتونيوم، وهو سم قوي جدا وكان يكفي أن يلمس السيجار المسمم شفاه كاسترو للحظة واحدة فيرديه قتيلا. وخلال زيارة فيديل للأمم المتحدة في عام 1960 اكتشفت العلبة في غرفته على الطاولة ولكن الخدعة لم تنطل على الزعيم الكوبي.
– الصدفة البحرية. من الهوايات المحببة لفيديل كاسترو – الغوص في مياه البحر.
– بدلة الغطس الملوثة.
– القلم القاتل. تمكنت الاستخبارات الأمريكية من تجنيد أحد رفاق كاسترو، وهو رونالدو كوبيلا وزودته بقلم مذهب تحتوي ريشته على إبرة رقيقة جدا مع سم قاتل، ولكن اغتيال الرئيس جون كيندي دفع الأمريكيين إلى إلغاء العملية.
مركز الحقول للدراسات والنشر
26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016