نجحت التظاهرة في رسم بداية مواجهة مع السلطة، بحسب الأمين العام لـ”مواطنون ومواطنات في دولة”، شربل نحاس، الذي رأى أن “هناك إمكانيّة لإحداث تغيير ما في اللعبة التي يديرها أقطاب المال وأقطاب السياسة”، مشيراً إلى أن “هذا التحرّك الأوّل كان هدفه استعادة نبض الشارع لخوض المواجهة مع السلطة”. لكن ذلك يتطلّب استراتيجيّة ما زالت مفقودة في عمل الحراك، وتحديد القوى الفاعلة والقادرة على إحداث هذا التغيير. التحرّك المقبل سيترافق مع أول جلسة نيابيّة ستحدّد لاستكمال المناقشات الضرائبيّة، بحسب الناشطة نعمة بدر الدين، أمّا في حال طيّرت الجلسة مجدّداً، فإن “العودة إلى الشارع ستكون يوم الأربعاء المقبل للضغط على النواب لتحقيق مطالبنا». وإلى حينه ستشكّل القوى المشاركة في المظاهرات لجنة مصغّرة لتحديد الإطار التنسيقي لاستكمال التحرّكات.
النهار
الشارع يُحرج العهد وبرّي يتلقّف الكرة إسقاط مهلة دعوة الناخبين … ولا قانون
لم تنجح كل المساعي التي انطلقت منذ مساء الجمعة مع الرئيس سعد الحريري، واستمرت السبت مع الوزير جبران باسيل صباحاً، ومع السيد حسن نصرالله عصرا، في احتواء الشارع الذي جمع امس متظاهرين ناقمين على معظم السياسات، وخصوصا السياسة الضريبية التي بدأ اقرار بنودها في مجلس النواب، فيما تم تضييع النصاب قبل اقرار سلسلة الرتب والرواتب.
فالسلسلة مؤجلة بحكم الامر الواقع، وبأمر من الرئيس نبيه بري الذي أعاد جدولة الاهتمامات، ووضع قانون الانتخاب في رأس سلم الاولويات، وأيده في الجدولة الامين العام لـ “حزب الله” الذي اعلن عن لجنة ستعيد النظر في الضرائب المقترحة لتوفير التمويل اللازم للسلسلة من دون تحميل المواطنين الاكثر فقراً اعباءها.
بيان الرئيس بري الذي تضمن “اعادة الامور الى نصابها”، وحدد الاولوية لقانون الانتخاب، وتعيين لجنة برلمانية لكشف الفساد والمفسدين، قبل اقرار سلسلة الرتب والرواتب، معطوفا على كلام نصرالله أظهر تنسيقاً شيعياً وتبادلاً للادوار بين طرفي الثنائي، وامساكا بالقرار بما يخدم مصلحة الاستقرار ويدعم رئيس الجمهورية الذي بدا فريقه يتخبط في الازمات المزمنة والتي بدأت تحاصر العهد.
أما المشهد الشارعي، فتوزع أمس بين المختارة صباحاً، وساحة رياض الصلح منذ الظهر. وكانت مفاجأة وسط بيروت في اطلالة رئيس الوزراء سعد الحريري على المتظاهرين الذين تنوعت مشاربهم وانتماءاتهم ومناطقهم، ومنهم من ينتمي الى أحزاب الاشتراكي والكتائب والاحرار، واعداً بان “نكون الى جانب الناس وسنكمل المسيرة معاً، نحارب الفساد ونوقف الهدر، الاهم ألا ينشغل اللبنانيون عن هدف وطني اساسي يتمثل بإقرار قانون انتخاب جديد يتيح اجراء الاستحقاق كأولوية لمنع دخول البلد في المجهول”. لكن الاطلالة الجريئة للحريري لم تمنع بعض المتظاهرين التعرض له، الامر الذي دفع آخرين الى الانسحاب. وعلى رغم بعض المواجهات الخفيفة مع القوى الامنية، لم تتحول التظاهرة أعمال شغب وتخريب، لكنها كما أفاد المنظمون لن تكون يتيمة، اذ ثمة استعدادات لتحركات اضافية، سيحد من اندفاعها عدم انعقاد مجلس الوزراء الاربعاء بسبب سفر رئيس الوزراء، كما عدم توجّه رئيس المجلس الى دعوة هيئة عامة الاربعاء كما كان متوقعاً، اذ سيعاد درس جدول الضرائب والواردات. ويعقد وزير المال علي حسن خليل مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم للاعلان عن خطوات جديدة في هذا المجال.
أما في المختارة التي احتشد فيها اشتراكيون وفدوا من كل المناطق، فقد البس النائب وليد جنبلاط نجله تيمور كوفية الزعامة بمبايعة شعبية وسياسية واسعة شارك فيها الرئيس الحريري وممثلون لـ “حزب الله” وحركة “امل” و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، كما وفود من سفارات دول عربية، ومسؤولين فلسطينيين.
وشكل الحفل بخطابه السياسي المقتضب والذي أشاد فيه مجدداً بمصالحة الجبل، رسائل سياسية متعددة الاتجاه، أولاها في اتجاه رئيس الجمهورية وفريقه والمؤيدين له من الطائفة الدرزية بان جنبلاط هو زعيم الجبل والدروز ولا يمكن تجاوزه، ولا يمكن اقرار قانون انتخاب من دونه، وانه ايضا يتقن لعبة الشارع التي يلوح بها آخرون. كما وجه رسائل الى فريق 8 اذار، بانه الامين على الخط الوطني المدافع عن قضية فلسطين والمعادي لاسرائيل، وانه أعاد ترتيب اولوياته السياسية ليعيد تموضعه كنقطة التقاء بين الاطراف. ودعا تيمور الى السير مرفوع الرأس، يحمل تراث جده، ويشهر عالياً كوفية فلسطين العربية، وكوفية لبنان التقدمية، وكوفية المقاومين لاسرائيل، وكوفية المصالحة والحوار.
وقالت مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي انها تبلغت من القوى الامنية ان عدد المشاركين في مهرجان المختارة قارب الـ 120 الفا.
قانون الانتخاب
اما في الشق الانتخابي، فان اجتماعاً عقد ليل أمس للبحث في الاقتراح الاخير للوزير باسيل، يسبق سفره صباح اليوم. ومع تركيز الرئيسين بري والحريري على أولوية قانون الانتخاب، رأى السيد نصرالله ان “اللعب على حافة الهاوية بالنسبة الى قانون الانتخاب بات خطيراًً، داعياً الجميع الى “تقديم تنازلات للوصول اليه”.
وقد تم أمس تجاوز المهلة القانونية لدعوة الهيئات الناخبة المحددة بـ900 يوما قبل موعد الاستحقاق. واذا كان القانون اللبناني حدد الاحد الاخير قبل انتهاء ولاية المجلس موعدا لاجراء الانتخابات، فانه يصادف الاحد 18 حزيران. وأعاد وزير الداخلية نهاد المشنوق اعداد الدعوة ووقعها ورفعها الى رئاسة الوزراء لتوقيعها ورفعها الى رئيس الجمهورية المصر على عدم التوقيع في ظل القانون الساري حالياً. لذا بات مسلماً بتمديد تقني لمجلس النواب يريده الرئيس جزءاً من مندرجات قانون الانتخاب الجديد الذي لم يكفّ عن دفع الجميع الى الاتفاق عليه قبل وصول المجلس الى نهاية ولايته.
الأخبار
عادوا إلى الشارع: ما رح ندفع
نجحت تظاهرة ساحة رياض الصلح، أمس، في إعادة الناس إلى الشارع، بعد أقل من سنتين على احتجاجاتهم المُطالبة بحلّ أزمة النفايات. جمعت أفراداً وعائلات وجماعات ومحازبين، من مختلف الفئات والأعمار؛ شارك فيها الأستاذ في التعليم الرسميّ الذي غبنته السلسلة بنسختها الأخيرة المشوّهة، والعسكري المتقاعد، وستينيّ هاجر أولاده بحثاً عن لقمة العيش، ومستأجر مهدّد بفقدان السقف الذي يؤويه، وعامل يطالب بتصحيح الأجور، وشباب عاطلون من العمل، وأساتذة وطلاب جامعات، ومحامون، وناشطون في المجتمع المدني.
حتى بعض مناصري أحزاب في السلطة (كالحزب التقدمي الاشتراكي) شاركوا في التظاهرة، إلى جانب مناصري أحزاب معارضة مثل الحزب الشيوعي والمنتدى الاشتراكي والتنظيم الشعبي الناصري وحزب الكتائب وحزب الوطنيين الأحرار…
تعدّدت تعبيرات المشاركين، ولكنها صبّت بمعظمها في رفض أي ضرائب تصيبهم في استهلاكهم وحاجياتهم الاساسية، وطالبوا بتحميل من يربح العبء الضريبي، وبمكافحة الفساد والهدر… وأعلنوا عدم ثقتهم بالسلطة القائمة.
بقيت المظاهرة “هادئة” كما أرادها “المنظّمون” على الرغم من صخب الشعارات والهتافات حتى الثانية بعد الظهر، حين احتدم الموقف نتيجة الاختلاف على الشعارات بين بعض المشاركين، فانسحب حزب الكتائب من الساحة رفضاً لـ”تصرّفات غير لائقة قام بها مقنّعون، تهدّد سلميّة التحرّك، وتتمثّل في رمي العبوات الزجاجيّة والمفرقعات”، بحسب ما صرّح مسؤولون في الحزب، علماً بأن المنظّمين قاوموا بشراسة لافتة كل محاولة للاحتكاك بقوى الأمن الداخلي أو “الشغب”.
إلا أن الوضع كاد ينفجر فعلياً بعد أن اتصل رئيس الحكومة سعد الحريري طالباً مخاطبة الشباب عبر الميكروفون، وهو ما رفضه المنظّمون. فتوجّه إلى الساحة بخطوة لربّما أراد منها استقطاب التأييد والرضى الشعبيّين. وتحت رشقات عبوات المياه الموجّهة نحوه، أصرّ الحريري على مخاطبة المتظاهرين، وقال إن “الحكومة ستكون إلى جانب وجع الناس، وأنا أتيت إلى هنا لأقول لكم إننا سننهي الفساد والهدر، ونكمل المسيرة معكم، لأننا أتينا بثقة الناس”. غادر الحريري خائباً مع ارتفاع الصيحات المطالبة برحيله، وغرّد عبر تويتر طالباً “تشكيل لجنة لرفع المطالب لمناقشتها بروح إيجابيّة”.
يقول الناشط واصف الحركة إن “قدوم الحريري استفزّ الشباب الذين كانوا يستعدون للمغادرة فبقوا”، وتابع: “نحن نرفض التفاوض مع أحد في السلطة، ومطالبنا واضحة، وتتمثّل في إعداد موازنة شفّافة، وفرض ضرائب على الأرباح العقاريّة وأرباح المصارف، والحدّ من الهدر والفساد، وهو بصفته رئيس حكومة يمكنه استرداد الموازنة وتلبية هذه المطالب والعمل على سياسة اقتصاديّة وضرائبيّة عادلة”.
نجحت التظاهرة في رسم بداية مواجهة مع السلطة، بحسب الأمين العام لـ”مواطنون ومواطنات في دولة”، شربل نحاس، الذي رأى أن “هناك إمكانيّة لإحداث تغيير ما في اللعبة التي يديرها أقطاب المال وأقطاب السياسة”، مشيراً إلى أن “هذا التحرّك الأوّل كان هدفه استعادة نبض الشارع لخوض المواجهة مع السلطة”. لكن ذلك يتطلّب استراتيجيّة ما زالت مفقودة في عمل الحراك، وتحديد القوى الفاعلة والقادرة على إحداث هذا التغيير.
التحرّك المقبل سيترافق مع أول جلسة نيابيّة ستحدّد لاستكمال المناقشات الضرائبيّة، بحسب الناشطة نعمة بدر الدين، أمّا في حال طيّرت الجلسة مجدّداً، فإن “العودة إلى الشارع ستكون يوم الأربعاء المقبل للضغط على النواب لتحقيق مطالبنا». وإلى حينه ستشكّل القوى المشاركة في المظاهرات ــ «مواطنون ومواطنات في دولة»، الحزب الشيوعي، «بدنا نحاسب»، مجموعة الضباط المتقاعدين، «طلعت ريحتكم»، حزب الكتائب، قدامى المستأجرين، الأساتذة الثانويون، و«من أجل الجمهورية» ــ لجنة مصغّرة لتحديد الإطار التنسيقي لاستكمال التحرّكات.
اللواء
جنبلاط يُلبس تيمور كوفية زعامة المختارة
ويوصيه بالحوار والمصالحة وبتراث جدِّه الشهيد
ألبس رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط نجله تيمور كوفية دار المختارة، متوجهاً اليه بالقول: سر رافع الرأس واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط وإشهر عاليا كوفية فلسطين العربية. تحوّل «يوم الوفاء» للمعلم الشهيد كمال جنبلاط في «اربعينية» استشهاده الى تظاهرة قدّرتها القوى الامنية التي حضرت المشهد التاريخي بنحو 120 الفا. ذلك بعدما زحفت قرى وبلدات ومناطق عن بكرة أبيها. فخلت بيوت الجبل ووادي التيم وحاصبيا وراشيا والبقاعين الاوسط والغربي من سكانها، رجال ونساء وشيوخ وأطفال ورضَّع على الأكتاف، كلّهم حجّوا الى ضريح «المعلم» الذي كان أكثر الغائبين حضوراً، حيث لم ينقص الجموع إلا سماع صوته، بعد أن ملأت صوره كل مكان.
اليوم كان يوماً مشهودا آخر من أيام الجبل، أعاد للساحات مجدها وللمختارة شمسا لم تغب، ليكون له ما بعدَه، يوماً آخر من أيام العيش المشترك تحت راية الزعيم الوطني الكبير وليد جنبلاط الذي اوصى نجله تيمور جنبلاط بالحفاظ على مصالحة الجبل.
اجتمعوا بحراً بشرياً هادراً، بقدر اشتياقهم لكمال جنبلاط، واجتمعوا في مكانهم الاحب في «الدار» بجانب مسجد شكيب ارسلان وبالقرب من كنيسة سيدة الورد، رافعين علم بلدهم الى جانب اعلام الحزب التقدمي الاشتراكي. وظلت الوفود الشعبية تتوالى الى أن انتصف النهار، وكان كثيرون لا يزالون على مداخل المختارة والشوف، لكن كل تلاوين القوى تمثلت بالحضور وارتفعت وسطها أيدي الكبيرين وليد جنبلاط وسعد الحريري متشابكة، وسط الحشود التي ظللتها الصور والاعلام واللافتات التي حملت اقوال صاحب الذكرى. وانتفضت الساحة عندما وقف وليد جنبلاط يلقي كلمته، وانتفضت مرة ثانية عندما جاء دور تقليد وليد جنبلاط نجله تيمور الكوفية الفلسطينية ليستمر في حمل هذه القضية التي استشهد لاجلها جده.
كلام جنبلاط جاء خلال احتفال حاشد في المختارة، في الذكرى الاربعين لاستشهاد والده كمال جنبلاط، شارك فيه الرئيس سعد الحريري يدا بيد مع النائب جنبلاط، كما وقف جنبلاط الى جانبه عند إستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث البسه الكوفية، بالإضافة الى ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي على رأس وفد من «حركة امل»، وممثلين عن الآحزاب السياسية لفت فيها حضور النائب بهية الحريري، ووفد من «حزب الله» ضم الوزير حسن الحاج حسن وحسن فضل الله، والنائب جورج عدوان ممثلا رئيس «حزب القوات» سمير جعجع، ووفد من التيار الوطني الحر» هيئة الشوف، والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وسفراء عرب واجانب، وشخصيات ديبلوماسية وسياسية وشعبية.
وألقى جنبلاط كلمة وسط الحشود قال فيها: «منذ أربعين عاما وفي السادس عشر من آذار وقفنا في ساحة الدار وحبسنا الدمعة وكتمنا الحزن ورفعنا التحدي وكان شعارنا «ادفنوا موتاكم وانهضوا». منذ أربعين عاما وبفضل ثقتكم ومحبتكم واخلاصكم وتضحياتكم قدنا السفينة سوياً وسط الامواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق، ادفنوا موتاكم وانهضوا. منذ أربعين عاما رافقتموني واحتضنتموني فاستشهد من استشهد، واغتيل من اغتيل، وغاب من غاب، لكن بقي الحزن واحدا موحدا، شامخا معززا، عاليا مكرما، ادفنوا موتاكم وانهضموا».
أضاف: «منذ أربعين عاما سار معي ثوار 588 ورافقتني العمامة البيضاء في اصعب الظروف ووقف الرجال الرجال في الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وقفوا معنا وقاتلوا معنا واستشهدوا معنا، ادفنوا موتاكم وانهضوا. ولولا جيش التحرير الشعبي – قوات الشهيد كمال جنبلاط، لما كنا اليوم وبعد اربعين عاما هنا في المختارة في هذا الدار، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وعلى مدى أربعين عاما، محطات ناصعة البياض لا خجل منها ولا تردد سطرناها بالدم مع رفاقنا الوطنيين، كل الوطنيين، والاسلاميين، كل الاسلاميين، والسوريين في اسقاط السابع عشر من ايار وفي التصدي للعدوان الاسرائيلي وفي الدفاع عن عروبة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا. لكن ومنذ أربعين عاما وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية، وسرت آنذاك مع الشيخ الجليل نحاول وأد الفتنة، نجحنا هنا وفشلنا هناك، لكن الشر كان قد وقع، فكان قدري ان احمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الابرياء الذين سقطوا غدرا في ذلك النهار الاسود المشؤوم، ادفنوا موتاكم وانهضوا.
وتابع: «على مدى عقود انتظرنا الساعة، لحظة المصالحة، فنهضوا ونهضنا وكان يوم عقد الراية بين العمامة البيضاء وبين العمامة المقدسة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001 هنا في المختارة، مصالحة الجبل، مصالحة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وبعد اربعين عاما أوصيكم بأنه مهما كبرت التضحيات من اجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة امام مغامرة العنف والدم او الحرب».
وختم: «لذا يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عاليا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الاحرار والثوار، كوفية المقاومين لاسرائيل ايا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن اصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك وعند قدوم الساعة ادفنوا امواتكم وانهضوا، وسيروا قدما فالحياة انتصار للاقوياء في نفوسهم لا للضعفاء».
وكانت انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى، المواكب الكبيرة من قرى منطقة عاليه والمتن الأعلى الى المختارة، للمشاركة في إحياء الذكرى، وشهدت طرق المنطقة زحمة كبيرة للحافلات والسيارات التي رفعت الأعلام الحزبية واللبنانية وصور الزعيم الراحل.
الكوفية الفلسطينية
كان لافتاً حرص النائب وليد جنبلاط على إلباس نجله تيمور، الكوفية الفلسطينية، بدلاً من العباءة، ما يُشير إلى جملة من الدلالات والرسائل.
وقد وضع سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، الكوفية الفلسطينية على ضريح الشهيد كمال جنبلاط، تحت أنظار الرئيس سعد الحريري، وممثل الرئيس نبيه برّي النائب علي بزي، وممثل أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصر الله، الوزير حسين الحاج حسن، ومشاركة النائب جنبلاط ونجليه تيمور وأصلان.
وكان جنبلاط قد اتخذ في وقت سابق، قراراً برفع صور الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى جانب صور الشهيد كمال جنبلاط في جميع مقار «الحزب التقدمي الاشتراكي».
البناء
السعودية تلجأ للنصرة لرفع المعنويات «الإسرائيلية» بعد معادلة الصواريخ
جنبلاط يكلّل تيمور بالكوفية الفلسطينية… والسلسلة تجرجر في الشارع
نصرالله: الأولوية قانون الانتخاب… وقانصو: للنسبية وفقاً للمادة 22
المعركة الانتحارية في شمال العاصمة السورية التي فجّرتها تشكيلات القاعدة، بدت بحجم الاحتضان السياسي والإعلامي السعودي لحرب سعودية تنفذها النصرة وفيلق الرحمن، ترجمة لما بدأ مع تفجيرات دمشق التي واكبت زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، تقديماً لمعادلة فصل حرب الشمال عن حرب الجنوب، ومنح الثنائي السعودي «الإسرائيلي» فرصة خلق وقائع جديدة في جنوب سورية وفي قلبه العاصمة دمشق، بالتكامل بين المال والمخابرات السعوديين، والنار «الإسرائيلية»، وقدرة جبهة النصرة والحاجة وللتغاضي عن حضورها ودورها في هذه المرحلة وعدم دخول الأميركيين في تفاهمات تقيد هذا التعاون، وإعاقة فرص تسويات سياسية تشمل مستقبل سورية، قبل ظهور نتائج الخيار السعودي «الإسرائيلي». وكما فعلت السعودية يوم التفاهم النووي فذهبت لحربها في اليمن بشراكة مع «إسرائيل»، تعد الأميركي بفعل الشيء نفسه في سورية. لكن القلق السعودي بدأ من اليوم الأول مع ظهور الارتباك «الإسرائيلي» بعد معادلة الصواريخ السورية والخشية السعودية من التردد «الإسرائيلي» في مواصلة الطريق، فجاء التفجير في جوبر والقابون محاولة إقناع وتشجيع عبر الميدان، لإبقاء «الإسرائيليين» ضمن معادلة الشراكة. لكن مرة أخرى، كما في معادلة الصواريخ بدأت معادلة الميدان تقول كلمتها، وما تمّ أمس وسيستكمل اليوم في محاور جوبر والقابون سيتكفّل بتكرار معادلة شبيهة بمعادلة الردع الصاروخي، لأن المعادلة الكبرى هي تلك التي رسمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بقوله، إن سورية انتصرت وهي في طريقها إلى النصر الحاسم.
من كلام السيد نصرالله ومعادلاته الإقليمية إلى معادلاته اللبنانية حيث الأولوية لقانون الانتخابات تلاقي أولوية رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويلاقيها بهدوء مبتعداً عن الصخب التصعيدي والحماسي، النائب وليد جنبلاط بدعوات الحوار والتمسك بالمقاومة مكرّساً وراثة نجله تيمور للزعامة الجنبلاطية وسط حشد شعبي هادف لتظهير القوة، جاعلاً من الكوفية الفلسطينية رمز تكليل تيمور جنبلاط زعيماً، بينما الحزب التقدمي الاشتراكي مشاركاً في تظاهرات شعبية وشبابية وحزبية في ساحة رياض الصلح رفضاً للضرائب ودعماً لسلسلة الرتب والرواتب، بعدما بدا أن السلسلة مؤجلة ومتروكة تجرجر في الشارع.
الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي احتفل بميلاد زعيمه أنطون سعاده أعلن بلسان رئيسه دعوته لترجمة السعي لاحترام الطائف بقانون انتخابي عادل بالسير بالمعادلة التي رسمها الدستور في مادته الـ22 التي تنصّ على انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي يفترض أن ينتخب وفقاً للنظام النسبي وقيام مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف.
قانصو: النسبية تحقق العدالة والوحدة
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير علي قانصو أن النظام الأكثري وصفة لتأبيد الطائفية وإعادة انتاج الطبقة السياسية ذاتها، وأن النظام المختلط نسخة منقحة عن النظام الأكثري، وحدها النسبية الكاملة تحقق صحة التمثيل وعدالته وتسهم في تعزيز وحدة اللبنانيين، ووحدها تستحقّ أن تكون مدخلاً لإصلاح النظام السياسي.
وقال في كلمة ألقاها في حفل عشاء حاشد أقامه الحزب القومي في فندق الحبتور، بمناسبة الأول من آذار مولد باعث النهضة أنطون سعاده: «لأن هذه اللحظة لحظة التفاهم على قانون جديد للانتخابات النيابية، فإننا ندعو الى استثمارها بالتقدم نحو الإصلاح السياسي من خلال قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة ومن خارج القيد الطائفي، على أن يُستحدث بالتوازي مجلس شيوخ تتمثل فيه العائلات الروحية، وفق ما نصت عليه المادة الثانية والعشرون من الدستور. فيا أيها الباحثون عن صيغة لقانون الانتخابات ما لكم لا تعودون الى الدستور؟ وتحديداً إلى المادة 22 بدلاً من التخبّط بالبحث عن صيغة من هنا وصيغة من هناك».
وأكد قانصو وقوف الحزب القومي الدائم مع حقوق الأساتذة والموظفين وخاصة حقهم بسلسلة الرواتب الجديدة. وقال: «لم نوافق لا في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب على عدد من الضرائب غير المباشرة التي تطال الفقراء وذوي الدخل المحدود، وخاصة زيادة 1 على ضريبة القيمة المضافة».
ودعا قانصو الى اعتماد الحوار بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية حول الملفات المشتركة كلها، وأمل من فخامة الرئيس العماد عون وغيره من الرؤساء العرب أن يكون صوتهم في القمة العربية قويّاً بالمطالبة بإعادة مقعد سورية في الجامعة العربية إلى أصحابه، وأن يتضمّن بيان القمة موقفاً جماعياً يطالب المجتمع الدولي برفع الحصار الظالم عن سورية.
بري: قانون الانتخاب أولوية
بلد متخم بالوقائع المتسارعة التي يعجز المتابع المختص عن ضبط وقائعها والانتظام الذي تحاول أن تقوله الوقائع، بدءاً من الأحداث الدراماتيكية في سلسلة الرتب والرواتب في جلسة الخميس الماضي وما تبعها وصولاً الى اضطرار الرئيس سعد الحريري الى تبرير ما جرى وتعليقه على «شماعة» رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ونفخ حزب الكتائب والنائب الجميل الى حدود جعله ستاراً للعبة حصلت بين الذين قرروا أن لا يسيروا بالسلسلة وتراجعوا عن تعهداتهم، ثم البيان الشهير لرئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم السبت اختصاراً لغيابه لسبب حزين، لإعادة ملء الفراغ السياسي الذي تركه بعدما ثبتت حاجة اللبنانيين الماسة إليه في هذه اللحظة الحساسة من تاريخهم، وبأنه مظلة أمان محتمة الحاجة للوضع الرثّ الخطير والمتداعي الذي يعيشه نظام المؤسسات في لبنان، لتأتي كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي رسم فيها بوضوح الخطوط العريضة لما يفترض أنه قانون انتخاب جديد يفترض بالقوى الأساسية أن تنجزه في الأسابيع القليلة المقبلة، وإلا سيكون الجميع أمام مخاطر كبرى، وانتقالاً الى كلمة النائب وليد جنبلاط الذي قدّم أمس خطاباً انفتاحياً حوارياً مستنداً إلى استعراض قوة شعبي يلبس الكوفية الفلسطينية ويشيد بالمقاومة كرسالة الجدّ للحفيد بواسطة الأب لوريثه في الزعامة، ما يبقي الأبواب مفتوحة على التفاوض الهادئ بعدما قرأ الرسائل في كلام الرئيس بري والسيد نصرالله ويعرفها جيداً في حسابات رئيس الجمهورية. وصولاً إلى الاعتصامات والتظاهرات في الشارع في اليومين الماضيين والتي استرجعت سريعاً مرحلة ما سُمّي بالحراك المدني، لجهة العناصر المشكلة وهي بأكثريتها قوى سياسية متضرّرة ليس من السلسلة، بقدر ما يطرح من قوانين انتخاب وتحالفات إضافة إلى قوى تدّعي أنها تمثل الحراك المدني، والأهم هنا ترقب موقف بعض السفارات المعنية سابقاً بهذا الحراك، وهذا عنصر حاسم لاستبيان حقيقة ما يجري في وسط بيروت.
وفي خضم المواجهة المفتوحة بين الشارع الغاضب المتجه الى التصعيد التدريجي رفضاً للسياسة الضرائبية وبين أصحاب النفوذ المالي والاقتصادي في مجلسي النواب والوزراء حول القضايا الاجتماعية والمعيشية والمالية، أعادت المهل الدستورية الضاغطة لإجراء الانتخابات النيابية قانون الانتخاب الى رأس سلم الأولويات.
وأكدت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ«البناء» أنها «لم تتبلّغ بأي موعدٍ لجلسة تشريعية عامة الأسبوع المقبل»، مشيرة الى أن «الرئيس بري قدّم أولوية قانون الانتخاب على أي أولوية أخرى»، مستبعدة أن «تعقد جلسة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب قريباً»، وبالنسبة لقانون الانتخاب لفتت المصادر الى أن «موقفها واضح لجهة ضرورة أن تدرس الحكومة مشروع اقتراح قانون وتوافق عليه وترسله الى المجلس النيابي وإذا سلك بالحكومة من المؤكد أنه سيُقرّ في المجلس النيابي بدلاً من أن ندور في «دويخة» الصيغ هذه». لفتت المصادر الى أن «الصيغة التي قدمها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا تزال قيد الدرس ولم تسقط رغم رفضها من مكوّنات عدة، لكن يبقى الخيار الأفضل أن تستعيد الحكومة زمام المبادرة لأن الوقت بات يضيق جداً».
وفي السياق أفادت معلومات الى أن ملف سلسلة الرتب والرواتب قد تأجل الى ما بعد إقرار قانون الانتخاب.
وكان الرئيس بري قد اعتبر في بيان أن «ما يحصل في حقيقته المخفية عمداً، هي حملة منظمة على مجلس النواب والهدف تطيير قانون الانتخاب والانتخابات بدليل أن العمل كان قائماً على قدم وساق للوصول الى قانون انتخابي وفجأة تحوّل الى موضوع السلسلة». ووضع بري ترتيباً جديداً لأولويات «البرلمان: قانون الانتخابات، تعيين لجنة تحقيق برلمانية لكشف الفساد والمفسدين ومحاكمتهم، إقرار السلسلة لكل ذوي الحقوق، إقرار الموازنة».
نصرالله: القانون يحدّد مصير البلد
وحدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخطوط العريضة أمام القوى السياسية لإمكانية حدوث اختراق في جدار الأزمة القائمة، ووضع من جهة ثانية المحظورات، محذراً بعض من امتهن اللعب على حافة الهاوية بألا يذهبوا بعيداً في المغامرة وأن تقدم جميع الأطراف تنازلات متبادلة على قاعدة العودة الى الأحجام والأوزان الحقيقية الطبيعية للقوى، كما وضع السيد نصرالله سقف ما يمكن قبوله لجهة قانون الانتخاب النسبية الكاملة أو الوسطى مع الصوت التفضيلي.
الخطوط الحمر التي وضعها الأمين العام لحزب الله، قطعت الطريق على الفراغ التشريعي وعلى التمديد للمجلس الحالي وفرض الانتخابات على قانون الستين، ما يقرب مرحلة التسوية وبالتالي كل الأطراف سترفع سقوفها الى لحظة المقايضة التي قد تطرح للخروج من الأزمة التي ستواجه، لأن القوى السياسية اعتادت على تأجيل الحلول والخيارات الى اللحظة الصعبة، وبالتالي نحن أمام خيارين: الدخول في تسوية تصل الى حدٍ أدنى من طموحات الشعب بقانون انتخاب جديد وإما الى أزمة سياسية كبيرة غير معروفة أبعادها ومندرجاتها.
وحذّر السيد نصرالله أن «الوقت ضاق أمام التوصل الى قانون انتخابي جديد»، مشدّداً على أنه «يجب أن يكون العمل ليلاً ونهاراً حتى الوصول الى قانون انتخابي، لأنه يشكل مصير البلد والنظام السياسي».
وخلال الاحتفال الذي نظّمه حزب الله في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء، أشار الى أن «حزب الله مع سلسلة الرتب والرواتب لكنه يرفض تمويلها من خلال فرض ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود»، داعياً إلى «العمل من أجل تمويلها بشكل منصف لكن من خلال طرق لا تكون على حساب الفقراء».
وفي الشأن الإقليمي، أكد السيد نصرالله أن «سورية تنتظر انتصاراتها الكبرى وأن محور المقاومة سينتصر، وأن الدول التي تآمرت على سورية أصبحت أمام الفشل».
وإذ توقفت مصادر مطلعة عند الصوت التفضيلي الذي ذكره السيد نصرالله في كلمته، تحدثت لـ«البناء» عن مشروع انتخابي جديد يجري تحضيره في بعبدا متوافق عليه ومدعوم من القوى السياسية ولن يكون مضيعة للوقت كما حصل في اقتراحات القوانين السابقة وإلا ستدخل البلاد في أزمة نعرف كيف ندخلها ولا نعرف كيفية الخروج منها، وربما سيحاكي الوضع الذي سنعيشه، مخاطر مرحلة إقليمية خطيرة كبرى مقبلة على المنطقة».
وتلفت المصادر الى أن «حجم القدرة لدى الرئيسين عون وبري والسيد نصرالله على استيعاب الوضع القائم، سيؤدي الى جذب رئيس الحكومة سعد الحريري الى لحظة تفاهم حول قانون جديد ضمن المهل القانونية المتبقية للانتخابات النيابية».
..وتظاهرة حاشدة في رياض الصلح
وكانت ساحة رياض الصلح في بيروت قد شهدت تظاهرة حاشدة أمس، دعا اليها الحراك المدني بمشاركة عدد من الأحزاب تخللتها أعمال شغب، رفضًا لسياسات فرض ضرائب غير عادلة، ورفعت شعارات تندّد بالفساد في إدارات الدولة، وفي ظل انتشار كثيف للقوى الأمنية.
وكان لافتاً نزول رئيس الحكومة الى الساحة للقاء المتظاهرين، وتحدّث اليهم قائلاً: «أتيت الى هنا لأقول لكم إننا سننهي الهدر والفساد وسنكمل هذه المسيرة معكم». وأضاف: «وعدناكم بوضوح وصراحة وسترون أن هذه الحكومة هي إلى جانبكم. جئنا بثقة الناس وسنكمل المشوار الذي سيكون طويلاً».
وقد غادر الحريري المكان سيراً على الأقدام متوجّهاً الى السراي الحكومي بعد أن قام بعض المتظاهرين برمي القوارير البلاستيكية باتجاهه.
بعد ذلك، كتب الحريري على صفحته على «تويتر»: «أدعو منظّمي التظاهرة الى تشكيل لجنة ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح إيجابية»، وأعقبها بتغريدة أخرى شكر فيها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي على سلوكهم الحضاري في حماية المتظاهرين أثناء ممارسة حقهم».
ودعا الحراك المدني الى تظاهرة أخرى الأربعاء المقبل في رياض الصلح. وكانت بعض المناطق اللبنانية قد شهدت ليل أمس، عدداً من الاعتصامات وقطع الطرقات تنديداً بالضرائب الجديدة التي تفرض على المواطنين.
موقف حاسم لعون قريباً
وإذ من المرجّح بحسب ما علمت «البناء» أن يوقع وزير الداخلية والبلديات نهاد المنشوق مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الثاني خلال اليومين المقبلين ويودعه الأمانة العامة لمجلس الوزراء، جزمت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يوقع المرسوم»، ولفتت الى أن «رئيس الجمهورية يراقب تحرك المشهد الداخلي وفي حال استمرّ الجمود الحاصل في الملفات، سيكون اللبنانيون على موعد مع موقف حاسم لعون يخاطب من خلاله الشعب والمجلس النيابي والحكومة وقد يدعو الى طاولة حوار وطني عاجلة لبحث الملفات».
وتشير أوساط نيابية في تكتل التغيير والإصلاح لـ«البناء» الى أن «الأسبوع المقبل سيكون بمثابة فترة سماح للقوى السياسية، لأنه حتى الآن لم يتم التوصل الى حلّ بأي من الملفات المطروحة، فعلى صعيد السلسلة تغيّرت المعطيات نتيجة المواقف السياسية، وبالتالي أدت الى إعادة النظر بجملة مسائل في طرح السلسلة على وقع الحراك الشعبي الذي يشكل عامل ضغط كبير على الحكومة والمجلس، ويبدو أنه يأخذ منحىً تصاعدياً»، وتضيف أن «أجواءً إعدادية لإعادة صياغة المسائل بين القوى السياسية حول السلسلة والقانون والموازنة ستطبع مسار الأسبوع المقبل». ورجحت المصادر أن لا تقعد جلسة تشريعية كي يتاح للقوى السياسية المجال لمزيد من النقاش والحوارات لإعادة الحوار الى سكته على صعيد السلسلة وتفعيل الحوار في قانون الانتخاب، لأننا نقترب من المسافات القاتلة».
وعن جدول ترتيب الأولويات الذي طرحه الرئيس بري، لفتت المصادر الى أننا «نسير في الملفين معاً القانون والسلسلة والموازنة، وكنا السباقين بتقديم الطروحات حول قانون الانتخاب». ولفتت الى أن «النقاش التفصيلي مستمر حول طرح باسيل بين القوى السياسية ولديه حظوظ ولم يجهض كما قيل». واعتبرت المصادر نفسها أن «رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لا يستطيع تعطيل أو عرقلة اتفاق بين القوى السياسية على مستوى لبنان»، مشددة على أننا «سنكون أمام قانون جديد لان القوى السياسية ملزمة إقراره وهي تواجه ضغط المهل».
..وجنبلاط نصّب تيمور
وحاول جنبلاط أمس، تمرير رسائل من خلال المشهدية التي أرادها في المختارة أكثر من المواقف الكلامية وترك الباب مفتوحاً أمام الحوار ولم يلزم نفسه بمواقف هجومية باتجاه بعبدا أو التيار الوطني الحرّ قد يُضطر لاحقاً الى التراجع عنها، وأوحى من خلال التذكير بمحطات عسكرية تاريخية، بأنه لا يزال رقماً صعباً في المعادلة الداخلية في هذه المرحلة.
وقد ذكرت قناة «أو تي في» عن زيارة جنبلاطية مرتقبة قريباً الى قصر بعبدا.
وتحوّلت الذكرى الأربعين لرحيل مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط في المختارة الى حفل تنصيب وتوريث لنجله تيمور الزعامة الجنبلاطية. وكان لافتاً حضور ممثل السيد حسن نصرالله الوزير حسين الحاج حسن وممثل الرئيس بري النائب علي بزي وحضور الرئيس الحريري شخصياً ووفود من التيار الحر و«القوات اللبنانية». ودعا جنبلاط نجله تيمور بأن يُشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية المقاومين لـ«إسرائيل» أياً كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. ثم وضع جنبلاط الكوفية على كتف نجله تيمور.
Please follow and like us: