تلقّى رئيس الحكومة سعد الحريري دعوة من السعودية للمشاركة في القمة العربية – الاسلامية – الاميركية المزمع عقدها في المملكة في 21 ايار الجاري، نقلها اليه القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري باسم الملك سلمان بن عبد العزيز. وبمعزل عن هذه القمة التي حدّد البخاري هدفها «بالعمل على تأسيس شراكة جديدة لمواجهة التطرف والارهاب، وتأسيس وتعزيز قيم التسامح والقيم المشتركة للعيش الافضل لمستقبل أجيالنا في المنطقة العربية»، الّا انّ طريقة توجيه الدعوة للمشاركة، وإن كانت في الشكل تُعدّ لفتة ايجابية تجاه لبنان، ولكن في المقابل، شابتها ما وصفها مراقبون التباسات وما هو اكبر من خطأ او خلل ديبلوماسي وبروتوكولي فادح ومستهجن من العديد من المراجع الرسمية والسياسية، خصوصاً انّ القمة ستعقد على مستوى الرؤساء والملوك، والبديهي في مستوى التمثيل هذا، أن توجّه الى رئيس لبنان وليس الى اي مسؤول لبناني آخر. وبالتالي، فإنّ رئاسة الجمهورية هي الباب الذي يجب ان تعبر منه الدعوة لمشاركة لبنان، ولرئيس الجمهورية ان يقرّر إن كان سيشارك شخصياً او يُنيب عنه مسؤولاً آخر في الدولة اللبنانية.
النهار
تهدئة على وقع تغييرات الحدود الشرقيّة
"اتسمت الساعات الأخيرة ببروز معطيات جدية عن تحريك المساعي والجهود من أجل استدراك أزمة كبيرة وشديدة الخطورة قد تشهدها البلاد على مشارف نهاية ولاية مجلس النواب واتخذت طابع لقاءات انطلقت على وقع ادراك…
بقية الصفحة مقفلة، "النهار" تطلب اشتراك!.
الجمهورية
تساؤلات حول دعوة الحريري الى قمة الرياض و«هدوء» إنتخابي
“بات القاسم المشترك بين القوى السياسية هو استعجال القانون الانتخابي، الّا انّ ذلك لم يقترن حتى الآن بترجمة جدية لهذا الاستعجال يمكن البناء عليها لتوقع ولادة قانون انتخابي جديد في المدى المنظور. وفي هذا المناخ تدور عجلة الاتصالات بوتيرة سريعة ولكن بلا نتائج ملموسة حتى الآن، إنما لا ينفي ذلك احتمال ظهور الضوء الانتخابي في ايّ لحظة، بالنظر الى عامل الوقت الذي يزداد ضغطه، واكثر من ذلك الى تَهيّب من الدخول في المحظور الذي يضع لبنان في مهبّ الاحتمالات. واذا كان خطاب الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس، قد قارب الانقسام الانتخابي بدعوة متجددة الى الحوار واستنفاد كل المهل الزمنية توصّلاً الى قانون، فإنه أشار في المقابل الى تطور على الحدود اللبنانية ـ السورية تَمثّل في ما يشبه إعلان نهاية معركة الجرود من الجهة اللبنانية، وسحب عناصره منها، بما قد يفتح الطريق لعودة النازحين السوريين اليها، وترحيل مسلحي «النصرة» و«داعش» كمقدمة لإنهاء ملف عرسال وجرودها.
في هذه الاجواء، تلقّى رئيس الحكومة سعد الحريري دعوة من السعودية للمشاركة في القمة العربية – الاسلامية – الاميركية المزمع عقدها في المملكة في 21 ايار الجاري، نقلها اليه القائم بأعمال السفارة السعودية وليد البخاري باسم الملك سلمان بن عبد العزيز.
وبمعزل عن هذه القمة التي حدّد البخاري هدفها «بالعمل على تأسيس شراكة جديدة لمواجهة التطرف والارهاب، وتأسيس وتعزيز قيم التسامح والقيم المشتركة للعيش الافضل لمستقبل أجيالنا في المنطقة العربية»، الّا انّ طريقة توجيه الدعوة للمشاركة، وإن كانت في الشكل تُعدّ لفتة ايجابية تجاه لبنان، ولكن في المقابل، شابتها ما وصفها مراقبون التباسات وما هو اكبر من خطأ او خلل ديبلوماسي وبروتوكولي فادح ومستهجن من العديد من المراجع الرسمية والسياسية، خصوصاً انّ القمة ستعقد على مستوى الرؤساء والملوك، والبديهي في مستوى التمثيل هذا، أن توجّه الى رئيس لبنان وليس الى اي مسؤول لبناني آخر.
وبالتالي، فإنّ رئاسة الجمهورية هي الباب الذي يجب ان تعبر منه الدعوة لمشاركة لبنان، ولرئيس الجمهورية ان يقرّر إن كان سيشارك شخصياً او يُنيب عنه مسؤولاً آخر في الدولة اللبنانية.
وبحسب المراقبين، انه اذا كان مردّ هذا الخطأ الى انّ القمة هي اسلامية، فهذا الامر تَنفيه القمم الاسلامية السابقة، والتي كان رئيس الجمهورية المسيحي للبنان، في مقدمة المشاركين فيها، وأكثر من ذلك، كانت مشاركته محلّ ترحيب وتمايز إيجابي.
وفي وقت أثارت الدعوة تساؤلات حول طريقة توجيهها، وحرّكت الديبلوماسية اللبنانية لمحاولة الوقوف على إجابات وتوضيحات حول هذه الخطوة وأبعادها، لم يستبعد ان تشهد الفترة الفاصلة من الآن وحتى موعد القمة تصحيحاً لهذا الخطأ، عبر توجيه دعوة الى رئيس الجمهورية.
وهو أمر اعتبره المراقبون انه لا يقلّل من حجم الخطأ الذي وقع، الّا اذا كانت الدعوة شخصية الى الحريري، من دون غيره من المسؤولين اللبنانيين، فهنا الأمر يختلف، ويتصل بالسؤال عن موقع لبنان في القمة ومشاركته فيها أو عدمها.
وفي انتظار ما قد يَستجدّ في هذا الموضوع، فإنّ المراقبين يرصدون موقف رئيس الحكومة من هذه الدعوة وكيفيه تعاطيه معها. وما اذا كان سيلبّي هذه الدعوة، في حال لم يتلقّ رئيس الجمهورية دعوة سعودية للمشاركة في القمة، ام انه سيقرر عدم المشاركة، ولكلتا الحالتين ارتداداتهما، في رأي المراقبين إذ إنّ قرار الحريري بالمشاركة قد يصطدم مع رئيس الجمهورية، وامّا عدم المشاركة فقد يؤدي الى إحراجات له مع «أهل القمة» والمشاركين فيها. وتجدر الاشارة هنا الى انّ معلومات ترددت عن انّ الحريري لم يردّ على الدعوة بعد، وانه بصدد التشاور حولها مع رئيس الجمهورية.
الملف الإنتخابي
إنتخابياً، يبدو انّ القوى السياسية قررت النأي بالملف الانتخابي عن الصخب الاعلامي، والدخول الى النقاش الجدي والهادىء في الغرف المغلقة، لعلّ هذه الطريقة تمكّن هذه القوى من التوافق على قانون جديد قبل نهاية ولاية المجلس النيابي في 20 حزيران المقبل.
واذا كان العنوان الاساس للنقاشات والاتصالات الجارية هو رفض التمديد، بالتوازي مع حديث جدي عن ضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بعد 31 ايار الجاري تبقي المجلس في حال جهوزية لتلقّف أيّ صيغة توافقية وإقرارها ضمن المهلة المحددة.
ومع تأكيد تلك القوى على اختلافها على ضرورة الوصول الى قانون، وآخره ما أكّد عليه السيد نصرالله، في خطاب ذكرى اغتيال القيادي مصطفى بدر الدين بأنّ «هناك أملاً حقيقياً في الوصول الى قانون انتخاب جديد»، وشدد على الحوار، داعياً الى تهدئة الخطاب السياسي واستنفاد كل الفرص الزمنية للوصول الى قانون».
بري
في هذا الوقت، إلتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري مع نصرالله في استعجال الوصول الى قانون، وقال أمام زوّاره: «على رغم التباين الحاصل لا نستطيع القول انّ الامور مقفلة والابواب «مسكّرة»، فقد تظهر إيجابيات في اي لحظة. لا اقول ذلك لأنني أملك معطى ما، لكن نحن في لبنان».
وإذ اشار بري الى مسار النقاشات العالق بين الايجابية والسلبية، لأنه يشهد صعوداً وهبوطاً وتوافقاً على امر أحياناً ثم اختلافاً عليه حيناً آخر، قال: «النقاشات تجري هكذا، وبالتالي يجب ان نخرج من هذه الحالة».
وختم بري: «حذّرت وما زلت أحذّر كل الفرقاء من المنحى الطائفي المدمّر والذي خبرنا كلنا نتائجه الوخيمة، ومع الأسف أقول إن استمرّينا على هذا المنحى فكيف ستكون هناك قيامة للبنان؟
إتصالات
وسجّل شريط الاتصالات الانتخابية اجتماعاً عُقد في وزارة الخارجية ضمّ الوزير جبران باسيل ونائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان وانضمّ اليه النائب ابراهيم كنعان. وسبقه لقاء في السراي الحكومي بين الحريري وعدوان، بحضور مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري.
وعلمت «الجمهورية» انّ اجتماع الخارجية كان تنسيقياً حول الموضوع الانتخابي، وقد وضع عدوان كلّاً من باسيل وكنعان في جو اتصالاته مع الحريري ومع الوزير علي حسن خليل، مع الاشارة الى أنّ عدوان التقى مطوّلاً النائب وليد جنبلاط في كليمنصو.
وتحدث عدوان عن «إحراز تقدم في الساعات الثماني والاربعين الماضية، داعياً الى وقف التراشق الإعلامي والتحلّي بالتفاهم والهدوء، فيما اكد نادر الحريري انّ الأمور غير مقفلة، موضحاً انه لم يَنع الطرح التأهيلي بل «قلتُ بوضوح إنّ هناك أفرقاء في البلد يعارضونه».
ملف الكهرباء
وفي ملف الكهرباء، يبدو انّ الخلاف حوله يتفاقم أكثر فأكثر، وجديده ما أعلنه بري أمام زواره أمس: «كل واحد يشتغِل شِغلو، الامور ليست فالتة، وأي مسؤول ايّاً كان، ليس ربّ الكون». يأتي ذلك في وقت اوضح وزير الطاقة سيزار ابي خليل بعد اجتماع لجنة المال والموازنة حول هذا الملف أنه لن يتم تأمين الكهرباء خلال الصيف إلّا عبر خطة إنقاذية تتضمّن معامل جاهزة لا تتطلب وقتاً للبناء، أي المعامل العائمة.
واكدت مصادر وزارة الطاقة لـ«الجمهورية» انّ الاجتماع كان ايجابياً، كان هناك حشد نيابي وتميّز بوجود أشد المعارضين لخطة الكهرباء ولسياسة وزير الطاقة الذي قدّم شرحاً قانونياً وادارياً وتقنياً ومالياً، بَدّد المغالطات التي كانت لديهم وكانت النتيجة جيدة. كما شرح قانونياً وادارياً وتقنياً ومالياً وضع خطة الكهرباء».
الجميّل
الّا انّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل قال لـ«الجمهورية» انّ وزير الطاقة «لم يأت بجديد الى اللجنة، بل كرّر تبريرات اعلامية وتلطّى بقرار الحكومة حول خطة الكهرباء. لم يجب عن الاسئلة والاستيضاحات المتعلقة بالاتفاق المسبق مع الشركة المؤجّرة للبواخر ولا عن الجدوى الاقتصادية لاستئجارها ولا عن مبررات الكلفة المرتفعة للايجار بالمقارنة مع دول أخرى».
واعتبر الجميّل انّ نقاشات لجنة المال «لم توفّر الدعم النيابي للخطة كما أقرّتها الحكومة، وانّ الحزب سيستمر بمعارضته بالاستناد الى معطيات علمية ووثائق لم يجب الوزير على أيّ منها، وسيمضي قُدماً في بذل كل الجهود الممكنة لإسقاط هذه الصفقة وتصحيح الاسلوب الحكومي المعتمد لإصلاح قطاع الكهرباء الذي يَستنزف الخزينة منذ عشرات السنوات».
الاخبار
نصرالله يعلن تسليم الحدود الشرقية للجيش المهمة أُنجِزَت
القوات تدفع في البترون فاتورة «التفاهم»
"بعد سنوات من القتال ضد الجماعات التكفيرية المسلحة في جرود السلسلة الشرقية، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن مهمة مقاتلي الحزب في منطقة الحدود الشرقية أُنجِزت، وأنهم بدأوا ينسحبون من مواقعهم، ليتسلّمها الجيش اللبناني
أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وجود "أمل حقيقي في الوصول إلى قانون انتخابي جديد". تأكيد نصرالله أتى في خطاب ألقاه في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الشهيد مصطفى بدر الدين، بعد كلمة لنجل الشهيد، علي بدر الدين، أكّد فيها التمسّك بخيار المقاومة.
ولفت نصرالله إلى أن الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا "أصبحت آمنة بدرجة كبيرة، ونحن في المقاومة دخلنا إلى تلك الجبال وقضى مجاهدونا في الجبال ليالي وأياماً صعبة قتلوا وقدموا الشهداء، والآن على الحدود لم يعد يوجد أيّ داعي لوجودنا هناك. فكّكنا وسنفكّك بقية مواقعنا العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية، لأن مهمتنا أنجزت، ومن اليوم المسؤولية تقع على الدولة. نحن لسنا بديلاً من الدولة اللبنانية ومن الجيش اللبناني، والأمور في السلسلة الشرقية متروكة من اليوم للدولة". وقال إن الإنشاءات التي أقامتها المقاومة ستُترك للجيش اللبناني، كاشفاً أن الجيش بدأ ينتشر في تلك المنطقة. وأشار إلى أن حزب الله سيحتفظ بوجود على الجانب الآخر للحدود، إلى جانب الجيش السوري، ليشكّل خط دفاع أول عن لبنان في حال حصول أيّ خرق. ولفت نصرالله إلى أن "بلدة الطفيل لبنانية وليس لها طريق (من لبنان)، ومن يرد أن يذهب إلى الطفيل عليه أن يدخل إلى سوريا أولاً، ومن ثم إلى بلدة الطفيل. وعندما وقعت المواجهات في السلسلة الشرقية، اضطر أهل الطفيل إلى مغادرتها، واليوم مع انتفاء السبب تواصلنا مع أهالي الطفيل وقلنا لهم إنهم يستطيعون العودة إلى بلدتهم. وإذا كان أحد يعتبر أن وجودنا العسكري في تلك المنطقة كان عائقاً أمام عودتهم، أبلغناهم أن مهمتنا انتهت وأنه يمكنهم العودة". وأكد أن الدولة يجب أن تبادر إلى مساعدة الاهلي على العودة، "بعض الأمور تحتاج إلى تنسيق بين الدولتين اللبنانية والسورية، ونحن بخدمة أي جهة تطلب منا المساعدة". وأشار الى أن "بعض القوى السياسية والمنابر الاعلامية تتهم حزب الله بأنه يريد إحداث تغيير ديمغرافي في منطقة بعلبك ــ الهرمل وكذلك في منطقة عرسال، فيما كان حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني يشكل سداً منيعاً لحماية كل البلدات في بعلبك ــ الهرمل. ولو أراد الحزب إحداث تغيير ديمغرافي لكنا تركنا جبهة النصرة وتنظيم "داعش" الارهابيين يدخلان إلى هذه الضيع ويقتلان ويدمران، ثم نحن ندخل إليها ونحررها.
لكن نحن نريد أن يعود أهالي الطفيل إليها، وأن يستطيع أهالي عرسال العودة إلى أعمالهم وبساتينهم، وليبقى أهالي عرسال في عرسال ويعود أهالي الطفيل إلى الطفيل ويبقى أهالي القاع في بلدة القاع". وقال: "الحقيقة أن من يقوم بالتطهير العرقي والطائفي هو الجماعات المسلحة المدعومة من السعودية وقطر وتركيا".
ووجّه نصرالله رسالة إلى المسلحين الذين يحتلون جزءاً من جرود عرسال، مؤكداً أن "لا أفق للمعركة التي تدور في الجرود، ونحن جاهزون لأن نضمن تسوية، لأن الدولة ليست مستعدة للتفاوض مع الحكومة السورية". وقال إن هذا الملف "لا يعني حزب الله فقط، بل يعني الجميع، وهناك قوى سياسية لديها خط مع هذه الجماعات من الجيد أن نتساعد في هذا الموضوع"، داعياً إلى "حلّ الموضوع بالتي هي أحسن والتعاون، لأن الوجود المسلح في الجرود بات عبئاً على عرسال وعلى الناس. لذلك، الأفضل أن تعالج هذه الأمور بهذه المناطق حقناً للدماء، إلا إذا كان هناك في الداخل أو في الخارج من يريد تشغيل هذه الجماعات لاستنزاف لبنان لا المقاومة". كذلك أعلن السيد جاهزيته لحل أزمة النازحين الموجودين في مخيمات عرسال، بما فيه التواصل مع النظام في سوريا، لإعادة أكبر عدد منهم إلى منازلهم.
إسرائيل الجبّارة والمرعبة سقطت
وتطرّق نصرالله إلى الجدار الذي يبنيه العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان من ساحل الناقورة الى جبل الشيخ، مؤكداً أن "عصر النكبة بالنسبة لشعوبنا وحركات المقاومة قد انتهى، والاسرائيليين في السنوات الماضية شيّدوا بعض الجدران وأقاموا شبكات إنذار متطورة جداً على الحدود. ولكن قبل أسابيع استطاع مواطن لبناني أن يعبر الشريط الشائك ويمشي على قدميه ويصل إلى محطة الباصات في كريات شمونا". فبسرعة اكتشف "الصهاينة أن إجراءاتهم ومخابراتهم هشّة، ولذلك سارعوا الى بناء هذا الجدار على الحدود، وهم سيبنون الكثير من الجدران". ورأى أن من "دلالات هذا الجدار على الحدود اللبنانية الفلسطينية الاعتراف بانتصار لبنان الساحق وهزيمة إسرائيل ومشاريعها وأطماعها في المنطقة، واعتراف بسقوط مشروع إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات. فكل الاحداث تثبت أن إسرائيل ضعيفة، هي بيت العنكبوت، وكانت من فولاذ بعيون الضعفاء والخائفين". وأكد أن "الاسرائيلي لا يستطيع أن يبقى في لبنان وفي غزة. فالدولة الجبارة المرعبة والمخيفة، إسرائيل العظمى التي تفرض شروطها على شعوب المنطقة وحكوماتها من دون تفاوض حتى، سقطت، لأنه عندما تختبئ إسرائيل خلف الجدران العالية وتعبّر عن خوف جنودها وخوف قطعان المستوطنين، فهذا يعني أنها أصبحت إسرائيل الضعيفة".
وعن التهديدات بشنّ حرب إسرائيلية، لفت السيد إلى أن هذا الكلام "جزء من الحرب النفسية المعتادة والطبيعية، ولا يجوز ـن يخضع لها الشعب اللبناني". وأكد أن حرب تموز عام 2006 حفرت عميقاً في إسرائيل، ولن يكون هناك أي مكان في كيانهم بمنأى عن صواريخ المقاومة في أي مواجهة مقبلة". وقال للشعب اللبناني وكل المقيمين في لبنان: "عيشوا حياتكم الطبيعية، لأن هذا التهديد ليس جديداً، والعدو يقوم بحرب نفسية. ثقوا بمعادلتكم الذهبية".
"إخوة ذو الفقار سيواصلون صمودهم"
وأكد نصرالله أن "إخوة السيد ذو الفقار سيواصلون في سوريا صمودهم وعملهم، ولكن أي وقف إطلاق نار توافق عليه القيادة السورية نحن نوافق عليه". وشدد على ضرورة اغتنام أي فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا، مؤكداً أن "حلفاء سوريا، أي روسيا وإيران، هم أكثر انسجاماً اليوم من أيّ وقت مضى". وأضاف: "الجماعات المسلحة حالتها سيّئة واليد العليا هي للجيش ولحلفائه. هناك تطور في الشمال والجنوب وعلى الحدود السورية العراقية". وبالنسبة إلى زيارة ترامب للسعودية، رأى نصرالله أنه لن يجري الحديث "عن فلسطين والأسرى، بل عن سوريا والعراق، ولذلك يجب أن ننتظر ما الذي سيحصل هناك ولا داعي للخوف. ففي عام 1996 في شرم الشيخ، جاء كل العالم وأرادوا وقرروا مسح حركات المقاومة، ويومها هدّدوا بأنهم سيأتون لإبادتنا، ولكن كان الانتصار في نيسان 1996 بقيادة السيد ذو الفقار". ولفت السيد في هذا السياق إلى أن الشهيد مصطفى بدر الدين (السيد ذو الفقار) "لم يغب عنا، بل نعيش بفضل تضحياته الجسام. فهو القائد والمقاتل في كل ميدان لمقاومة الاحتلال. فالشهيد كان مضحّياً في الشدائد، وقائداً في تحرير الارض واسترجاع الاسرى بكرامة، وقائداً في تفكيك شبكات العملاء والتكفيريين، وفي الدفاع عن محور المقاومة. وقد قاد في عام 1996 معركتنا في مواجهة إسرائيل، والتي نتج منها اتفاق نيسان ومهّد لتحرير عام 2000". وأشار الى أن بدر الدين "كان قائد العمليات في المقاومة على مدى سنوات، وكان من الطبيعي أن يسعى الصهاينة وإعلامهم للنيل منه".
نصرالله يردّ على ابن سلمان
وردّ الأمين العام لحزب الله على تصريحات وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان المهاجمة لإيران، فرأى أن الأخير يقول إن مشكلته ليست سياسية، بل هو يخوض حرباً دينية عقائدية". فابن سلمان، بحديثه عن أن إيران تؤمن بحتمية ظهور الإمام المهدي، نقل ما يسمعه من كلام "الكبار، كبار النظام وهيئة كبار العلماء. ومشكلته مع إيران أنها تنتظر الإمام المهدي، والكل يعرف أن الإمام المهدي سيخرج من مكة لا من طهران ولا من دمشق ولا من بيروت. لذلك يجب تثقيفه دينياً. وموضوع الامام المهدي عليه إجماع المسلمين، وهو ليس موضوعاً شيعياً"، متوجّهاً إلى محمد بن سلمان بالقول: "خروج المهدي باعتقاد المسلمين أمر قطعي، وسيخرج من مكة المكرمة ويواليه أهل الجزيرة العربية. وعندما سيخرج لن يبقى ملك ظالم ولا أمير مستبد، ولن تستطيع، لا أنت ولا آباؤك ولا أجدادك أن تغيّروا هذا الواقع".
من جهة ثانية، حيّا السيد نصرالله في كلمته الأسرى في سجون العدو الاسرائيلي الذين يضربون عن الطعام لليوم الـ25 على التوالي، مديناً الصمت العربي والدولي، وموضحاً أنه "بعد أيام سيحجّ الزعماء الى ترامب في السعودية، وسنرى ماذا سينتج من هذه القمة. هل سيكون للأسرى الفلسطينيين وللشعب الفلسطيني أيّ مكان في هذه القمم؟ هل سيملك ملوك ورؤساء عرب الجرأة والشجاعة ليطالبوا ترامب الذي يدعم إسرائيل بالضغط عليها للاستجابة لمطالب الأسرى المحقّة والإنسانية أم سيكررون صمتهم وسكوتهم؟".
القوات تدفع في البترون فاتورة «التفاهم»
“تكاد المنافسة المحتدمة بين الوزير جبران باسيل والنائب بطرس حرب توحي بأنهما يختزلان قضاء البترون. لكنّ هناك فريقاً ثالثاً ورابعاً وخامساً «ينغلون» بعيداً عن الأنظار في هذه الدائرة الصغيرة التي تتمثل منذ عام 2005 بالنائبين حرب وأنطوان زهرا.
القوات تعتبر البترون أحد أهم معاقلها بعد بشري، باعتبارها صلة الوصل بين الشمال وجبل لبنان، إضافة إلى كونها المدينة الرقم واحد بالنسبة إلى الشباب الذين باتوا يحجّون إلى شطآنها من الشوف وبعبدا والمتن وكسروان، وهي (القوات) تبحث عن كيفية توسيع تمثيلها النيابي، من دون خسارة من تمثلهم الآن طبعاً.
تقول مصادر سياسية قريبة من القوات في المدينة إن التوتر بين معراب والنائب بطرس حرب سبق تفاهم القوات والتيار الوطني الحر لأسباب كثيرة، منها الدور السياسي الذي سعى حرب للعبه حين حاول تيار المستقبل القول إن موقف القوات من قانون الانتخاب وغيره لا يمثل جميع مسيحيي 14 آذار، وأن هناك من يوصفون بـ«تجمع المسيحيين المستقلين» الذين يتقدمهم حرب. منذ تلك الأيام، بدأ الفصل على لوائح الشطب وفي ماكينتي القوات وحرب بين المؤيدين لكل منهما بعدما كادوا يكونون جسماً واحداً، وخرج إلى العلن اسم وليد حرب بوصفه مرشح القوات المفترض في الانتخابات المقبلة. ولا شك في أن القوات طرقت في خطوتها هذه باباً محرّماً لم يسبقها إليه أحد. فطوال سنوات، لم يكن وارداً في تنورين عموماً، وعند آل حرب خصوصاً، الحديث عن مختار جديد أو حتى موظف في الإدارة العامة أو ملازم أول في الجيش أو القوى الأمنية، من دون مروره بدارة النائب حرب. طرح القوات مرشحاً للانتخابات النيابية من آل حرب سابقة لم يجرؤ عليها التيار الوطني الحر رغم حساسيته المفرطة التاريخية من حرب.
لكن سرعان ما اكتشفت معراب أنها ستكون الخاسر الرئيسي وشبه الوحيد في البترون، لأن حرب إنما يريد نفسه أولاً وأخيراً. كذلك فإن باسيل يريد نفسه أولاً وأخيراً، وهو يفضّل أن يكون المرشح الوحيد للثنائية في حال النظام الأكثري، حتى يتسنى لمؤيدي حرب أن ينتخبوه مع حرب، كما ينتخب الكتائبيون سامر سعادة وباسيل، خصوصاً أن استطلاعات الرأي تبيّن أن بين المؤيدين لحرب وسعادة من يسمّون باسيل أيضاً طالما يحق لهم انتخاب مرشحَين. والاستطلاعات تشير إلى أن وضع كل من باسيل وحرب جيد أياً كان قانون الانتخاب، فيما ستخسر القوات حتماً مقعدها النيابي في حال اعتماد النسبية، وتحتاج إلى معجزة في حال اعتماد قانون الستين.
بناءً عليه، عادت القوات لتغيّر استراتيجيتها. وضعت المرشح وليد حرب على الرف لتتبنّى رسمياً، وبشكل عاجل، ترشيح فادي سعد، بالتزامن مع تراجع في حدة التعبئة القواتية ضد البيوتات السياسية ومشاركة واضحة للمقرّبين من القوات في جولات حرب على قرى البترون. ويقول أحد المطلعين إن القوات فرملت اندفاعتها لمخاصمة حرب، وعادت لتركز على كيفية تعزيز حضورها في القضاء، في ظل السباق بين العونيين وحرب والكتائب.
والجدير ذكره هنا أن علاقة العونيين بحرب سيئة في الشكل، لكنها أكثر من جيدة في المضمون. فبعد التزام حرب بالاتفاق على غضّ النظر عن التوظيف العونيّ في وزارة الاتصالات، رغم استفادة باسيل من هذا التوظيف، لم يتخذ العونيون أي تدبير انتقامي من خزان حرب التوظيفي في وزارة التربية. وفي الخارجية، اليوم يعيش المحسوبون على حرب مكرمين معززين، علماً بأن قريبة حرب في السفارة اللبنانية في واشنطن أولمت على شرف باسيل، وتتقدم كل الدبلوماسيين الآخرين في الحرص على إنجاح زيارات وزيرها. وبات معلوماً أن علاقة باسيل بخصوم حرب التاريخيين في تنورين سيّئة. كذلك فإن علاقته بالكتائب جيدة رغم كل تصعيد النائب سامي الجميّل إعلاميا. ويمكن القول، باختصار، إن علاقة القوات تأزّمت مع حليفيها البترونيين، فيما علاقة التيار باتت إيجابية بهما. وقد حصل العونيون على براءة ذمة من القوات في البترون، وتغيّرت نظرة الجمهور القواتيّ اليهم، لكنّ العونيين في هذه الدائرة «لم يبدّلوا تبديلاً»، وهم يواصلون الحديث عن القوات بحذر كبير. ولم تكتف القوات بالتالي بخسارة ثقة حليفيها البترونيين، بل لم تربح شيئاً في المقابل.
لذلك، كان لا بد في موازاة مراجعة الحسابات السياسية أن يتكثف اهتمام القوات بالدائرة التي فلتت من يدها. لكن رغم كل ما تقوله مصادر القوات عن اهتمام خاص بالبترون، تكفي مقارنة نشاط جهاز الشؤون الاجتماعية التابع للقوات في كل من كسروان والبترون لتبيان افتقاد القوات الدينامكية السابقة في البترون، علماً بأن حرب، وبعده باسيل، لم يتركا شيئاً للوزارات، سواء القواتية أو غيرها، ما يمكن فعله في البترون. فوزير الصحة القواتي كان قادراً على حمل مجموعة وعود لأهالي زحلة وطرابلس وعكار، لكنه مرّ بالبترون مرور الكرام. وحين أقرّ مشروع طريق القديسين، لم يفسح باسيل المجال للقوات لتهنئة البترونيين بالمشروع بعد تعامل الماكينة العونية بنجاح في تبنّي المشروع.
ولا شك في أن مزاحمة حرب وباسيل خدماتياً في البترون باتت صعبة جداً، حالها من حال مزاحمة القوات في بشري، علماً بأن القوات تركز جهدها حالياً لتحويل حفل افتتاح مركزها الجديد في كفرعبيدا، في 20 أيار المقبل، إلى عرض لعضلاتها في البترون. وهنا أيضاً لا بدّ من القول إن نفوذ التيار كان منذ البداية كبيراً في مدينة البترون، وفي ظل تفاهم باسيل الوطيد مع رئيس المجلس البلدي مرسلينو الحرك واستنفار باسيل خدماتياً وتناغم القوات والعونيين سياسياً، بات يصعب إيجاد موطئ قدم للقوات في المدينة. وفي بتغرين، أدى التوتر مع النائب بطرس حرب إلى تحصين النائب العتيق لمنطقته، وهو يقوم بعشرات الزيارات اليومية لاستعادة من هجروه. أما الوسط فينشط فيه النائب سامر سعادة. وهناك بالتالي منطقة عونية وأخرى خاصة بالنائب بطرس حرب وثالثة كتائبية، فيما يتشتّت القواتيون هنا وهناك على نحو يحول دون إبراز وزنهم الحقيقي. وفي آخر استطلاع أعدّته شركة «ستاتسكس ليبانون» التي يرأسها ربيع الهبر، حلّ باسيل أول بنسبة 48.5 في المئة، يليه حرب بنسبة 40.3 في المئة، ثم سعادة بنسبة 21.8 في المئة، فيما تشتّت الصوت القواتي بين وليد حرب بنسبة 16.3 في المئة رغم إعلان قيادة القوات أنه غير مرشح، ومرشح القوات الرسمي فادي سعد بنسبة 16.2 في المئة والنائب أنطوان زهرا الذي يقول 2.3 في المئة من المستطلعين إنهم معه رغم تأكيده شخصياً أنه غير مرشح (مجموع مؤيدي المرشحين القواتيين يصل إلى 34.8 في المئة، ما يضع القوات في المركز الثالث، بعد باسيل وحرب). من هنا، يُصبح مفهوماً سبب الإصرار القواتي على نقل المقعد الماروني من طرابلس إلى البترون، كونه الحل الوحيد لإخراج معراب من ورطتها البترونية.
البناء
موسكو تعلن وساطة بين واشنطن وطهران حول سورية… ودي ميستورا لتوسيع التهدئة
البيت الأبيض: التعاون مع روسيا ضد داعش… والجيش السوري يقترب من التنف
نصرالله: حدودنا آمنة شرقاً وجنوباً… إلى الحوار واستنفاد المهل وتخفيض التوتر
"تبادلت موسكو وواشنطن الكشف عن نتائج أولية للقاءات وزيرَي خارجيتهما سيرغي لافروف وريكس تيلرسون وتوّجت بلقاء جمعهما بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والإعلان عن تحضير للقاء قمة يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن دور وساطة تتولاه بين واشنطن وطهران حول سورية واضعة شرطاً على لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لدخول أيّ قوة إلى الأراضي السورية بالتنسيق مع الحكومة السورية، فيما كان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يعلن وجود تفاهمات على توسيع مناطق التهدئة، وكانت مؤشرات أولوية حرب الرقة على داعش ترتفع مقابل انخفاض منسوب الحديث عن جبهة الحدود الأردنية، بينما الجيش السوري يقطع نصف المسافة عن الحدود العراقية ومعبر التنف بتقدّمه قرابة المئة كيلومتر في البادية السورية.
واشنطن أشارت من مصادر ثلاثة عن إيجابية مع موسكو، فالبيت الأبيض تحدّث عن نيات للتعاون في الحرب ضدّ داعش والبنتاغون أعلن دراسة وثيقة مناطق التهدئة وسبل تطبيقها، ووكالة المخابرات المركزية الأميركية أعلنت في تقييم للموقف الروسي أنه صار أكثر موثوقية من الماضي، بينما الخلاف التركي الأميركي يتصاعد حول تداعيات القرار الأميركي بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية، وبدء القوات الأميركية بتنفيذه.
في هذا المناخ كان لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقع إقليمي وداخلي، بتأييده أيّ اتفاق توقع عليه الحكومة السورية، وإعلانه عن نهاية حرب الحدود الشرقية للبنان وإظهار اطمئنانه لجبهة الجنوب وغياب خطر نشوب حرب "إسرائيلية"، وثقته بقواعد الردع التي تقيمها المقاومة.
في الشق الداخلي استند السيد نصرالله إلى ترسيم المشهد الإقليمي ليضع ضوابط الخلاف الداخلي التي يشكل قانون الانتخاب النيابي محورها، بالدعوة لمواصلة الحوار وتخفيض سقوف التوتر واستنفاد المهل وصولاً لنهاية ولاية المجلس الحالي، داعياً لفتح دورة استثنائية ما لم يتمّ التوصل للتفاهم المنشود قبل نهاية الشهر الحالي وانتهاء الدورة العادية للمجلس النيابي.
نصرالله: معركة الجرود انتهت
بخطاب هادئ النبرة وذي أبعادٍ استراتيجية وسياسية وأمنية عالية المستوى وبالغ الدلالة والرسائل، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جملة من المواقف إزاء التطورات المحلية والإقليمية.
على صعيد الوضع العسكري على الحدود الشرقية مع سورية، ردّ السيد نصرالله على حملة الادعاءات الذي يبثها إعلام الخليج وأتباعه في لبنان، بأن حزب الله يسعى الى التغيير الديموغرافي سورية، بأننا "نستعجل عودة أهل الطفيل الى بلدتهم وكل المنطقة الحدودية السورية لا يزال أهلها فيها"، وفي ردّ غير مباشر على مزايدة وزير الداخلية نهاد المشنوق في هذه القضية.
وأعلن السيد نصر الله خلال الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد مصطفى بدر الدين أن "الحدود الشرقية مع سورية أصبحت آمنة بدرجة كبيرة ولم يعُد من داعٍ لوجودنا بعد أن باتت آمنة وفككنا قواعدنا هناك"، ما يعني أن حزب الله أعفى نفسه من المهمة في تلك المنطقة ووضع المسؤولية في عهدة الدولة. وفاجأ سيد المقاومة القريب قبل البعيد وكل مَن راهن على بقاء الحزب الى أبد الآبدين في المنطقة الحدودية، بل إنه لن يخوض معركة في منطقة تشكل حساسية طائفية ومذهبية، وهي في الأساس مسؤولية الدولة، لكنه سيحتفظ ببعض المواقع العسكرية من الجهة السورية للحدود لتأمين خطوط الدفاع عن الجهة اللبنانية، ومرّر السيد نصرالله رسالة الى المسلحين، بأن معركتهم في هذه المنطقة باتت بلا أفق وجدوى، لكنه أعلن الجهوزية للتفاوض على الأماكن التي سيذهب إليها المسلحون وعائلاتهم لإقفال هذا الملف.
وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" الى أن "السيد نصرالله أعلن نهاية معركة الجرود من الجهة اللبنانية وبالتالي سقوط "إمارة عرسال" الموعودة، ودعا القوى السياسية في المنطقة التي تربطها علاقة مع المسلحين إلى التواصل معهم لإقناعهم بالتسوية وبأنه يتكفل مع الدولة السورية عودتهم مع عائلاتهم الى مناطق سيطرة المسلحين في سورية، ما تُعدّ خطوة نوعية لتخفيف الضغط الاجتماعي والعسكري عن عرسال التي تتآكل قدراتها الاقتصادية وتذوب هويتها وهوية أبنائها، كما تشكل معالجة جذرية لمخيمات النزوح خارج حدود سيطرة الجيش اللبناني التي تعتبر منطقة حاضنة للإرهاب".
وأشارت المصادر الى أن "المعركة السورية ببعدها اللبناني انتهت بعد تحرير منطقة الزبداني وتأمين دمشق واتفاق المدن الأربع والهزائم التي مُني بها تنظيم داعش، ما شدّد الخناق والتضييق على المسلحين في جرود عرسال وضيّق هامش المناورة أمام داعش والنصرة اللذين يسيطران على مساحة 350 كلم من الجغرافيا اللبنانية".
وتوقعت المصادر أن "يتجاوب المسلحون مع إنذار السيد نصرالله الأخير في ظل الواقع الميداني واللوجستي الصعب الذي يعانون منه، حيث لا إمكانية لهم في البقاء لوقتٍ طويل"، لكنها أوضحت أنه "لا يبدو أن القرار السياسي في الداخل يتجه نحو شنّ حملة عسكرية في الجرود لتطهيرها من المسلحين، لأن أي قرار بهذا الشأن، يتطلّب تنسيقاً مع الدولة السورية على المستوى الأمني بالحد الأدنى. الأمر الذي يرفضه حتى الآن رئيس الحكومة وفريقه السياسي وراعيه الإقليمي".
وبالتزامن مع ذلك، تفقد رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاك، قاعدتي حامات والقليعات الجويتين، وجال في أقسامهما، واطلع على نشاطاتهما التدريبية والأعمال الجارية لتطوير الإنشاءات واستكمال تجهيز المدارج للطائرات المرتقَب تسلّمها قريباً.
وأكد ملاك عزم القيادة على تطوير سلاح الجو واستقدام المزيد من الطوافات والطائرات القتالية والاستطلاعية"، مشدّداً على "الدور الأساس لهذا السلاح في مواصلة الحرب على الإرهاب عند الحدود الشرقية، والإنجازات النوعية التي حققها خلال المعارك السابقة".
وعلى صعيد الوضع الميداني السوري، لم يبدِ الامين العام لحزب أي أهمية للحشود العسكرية على الحدود الأردنية السورية. وهناك احتمالان يفسّران ذلك: التقليل من الأهمية العسكرية لهذه الحشود في تغيير موازين القوى الميدانية في سورية وإما ارتأى تأجيل الحديث في هذا المعطى المستجد لاستكمال البحث وتجميع المعطيات ليبني عليها موقفاً حاسماً وهاماً في الخطاب المقبل في عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار.
كما وردّ قائد المقاومة على الحرب الإعلامية التي تحدثت عن صفقة أميركية – روسية تقضي بطلب روسيا من حزب الله سحب قواته من سورية للإيحاء بأن الحزب هو المشكلة. كما أسقط رهانات البعض على انسحابه علّه يجد فيها فرصة لتغيير الواقع الميداني في سورية، حيث إن قرار وجود الحزب في جبهات القتال السورية، مرتبط بقرار القيادة في دمشق وللتأكيد على ذلك، كشف بأن المحور المتحالف مع سورية في إشارة الى روسيا تحديداً، بأنه طلب من حزب الله الوجود في جبهات إضافية، لكن حزب الله يوجد حيث يجب أن يكون.
أما في ما يتعلق بقانون الانتخاب، أشار السيد نصر الله الى ثلاثة محددات ومرتكزات كأساس في مقاربة قانون الانتخاب. وهي استمرار الحوار بين القوى السياسية وتخفيف الخطاب المتشنج ورسالة الى كل من رئيسي الجمهورية والحكومة لتوسيع هامش المهل الدستورية وتمديد فرصة التوافق من خلال توقيع مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي في حال لم يتم التوصل الى اتفاق قبل 31 الحالي".
ورجحت مصادر في 8 آذار لـ"البناء" الاتفاق على مشروع القانون الذي أعدّه الوزير السابق مروان شربل في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع رفع عدد الدوائر من 13 الى 15 واعتماد تقسيمات انتخابية ترضي الاطراف كافة، لكنها لفتت الى أن "الخلاف لا يزال على الصوت التفضيلي".
وشددت المصادر على أن "الأمور معلقة على تنازل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن شروطه إزاء مشروع التأهيلي والصوت التفضيلي". كما عوّلت المصادر على "دور الرئيس ميشال عون في توجيه البوصلة وحسم الأمور في تبني مشروعه الاساسي النسبية الكاملة". ولفتت الى أن "الوضع الاقليمي لا يسمح بأي عبث بالاستقرار الداخلي، لأن ذلك سيأخذ الجميع الى مؤتمر تأسيسي ستكون كلفته عالية على الرئيسين عون والحريري".
غير أن التيار الوطني الحر يقترب من تبني النسبية الكاملة، لكنه يتحدث عن ضوابط بحسب مصادره "للاستفادة من معايير صحّة التمثيل، من خلال أشخاص لديهم حيثيّتهم في طوائفهم"، ما يفتح الباب أمام إيجاد مشروع قانون يحقق شروط التيار ويشكل بديلاً عن التأهيلي، لا سيما بعد أن أعلن مستشارا رئيس الحكومة نادر الحريري وغطاس خوري عن تبني المستقبل للنسبية الكاملة.
وفي سياق ذلك، استمرت اللقاءات الثنائية والثلاثية الانتخابية، وأمس عقد لقاء جمع الوزير باسيل والنائب ابراهيم كنعان ونائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الذي زار كليمنصو والسراي الحكومي والتقى كلاً من الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط.
خرق "إسرائيلي" لشبكة الاتصالات
وخلال خطاب السيد نصرالله، رصد خرق لشبكة الاتصالات اللبنانية من خلال الاتصال بالعديد من المواطنين اللبنانيين وإرسال رسائل هاتفية ظاهرها أنها من الخطوط الهاتفية الثابتة للعلاقات الإعلامية في حزب الله، تحمل إساءة للمقاومة وقائدها، بحسب بيان للعلاقات الإعلامية للحزب، التي أكدت أنها "تتابع هذا الموضوع مع المعنيين في وزارة الاتصالات اللبنانية وفي هيئة أوجيرو لكشف المتلاعبين والأساليب التي استخدموها لتحقيق هذا الخرق".
ورجّح خبراء في الاتصالات لـ"البناء" أن يكون مصدر الخرق، العدو "الإسرائيلي" من خلال التعدّي على شبكة الاتصالات اللبنانية وقرصنة خطوط واستعمالها وإرسال رسائل ومكالمات منها"، وأوضحت أنها ليست المرة الاولى التي يدخل العدو على الشبكة ويستعمل خطوطاً موازية للخطوط الحقيقية بهدف التشويش والتهديد وإرسال رسائل ذات طابع أمني أو سياسي، للتأثير على جمهور وبيئة المقاومة والمواطنين اللبنانيين بشكلٍ عام. ودعت المصادر الى التحقيق والتدقيق في سجلات الاتصالات في أوجيرو ووزارة الاتصالات، مذكرة باكتشاف عملاء عديدين في الوزارة يتبوأون مناصب هامة وحساسة، وكان لهم دور بارز في تسهيل عملية التجسس "الإسرائيلي" وتنفيذ عمليات اغتيال".
عون على خط الاشتباك الكهربائي
على صعيد آخر، استكملت لجنة المال والموازنة درس مشروع الموازنة العامة وأقرّت، بحسب ما أعلن رئيسها النائب كنعان "الفصل الثاني من الموازنة".
وحضر ملف الكهرباء في اجتماع اللجنة وذكر كنعان في رد على حزب القوات، "بأن خطة الكهرباء مقرّة منذ العام 2010 وتأخّر تنفيذها سابقاً بفعل التجاذب السياسي"، بينما أشار وزير الطاقة سيزار ابي خليل الى أننا "بدّدنا الكثير من الشكوك والتضليل الذي يتم تداوله في الإعلام أمام النواب اليوم، لن يتم تأمين الكهرباء خلال الصيف، إلا عبر خطة إنقاذية تتضمن معامل جاهزة لا تتطلب وقتاً للبناء اي المعامل العائمة، والشق التقني من ناحية الكلفة والخيارات وإمكانية التنفيذ لا تزال الأوفر".
ودخل رئيس الجمهورية على خط الاشتباك "العوني" – "القواتي" الكهربائي، وقال أمام وفد المجلس العام الماروني أمس: "مَن لديه أي شيء يدل الى فساد محدّد سواء كان من رجال الادارة او السلطة فليقدم الادلة وإلا فليتوقف عن تضليل الرأي العام"، داعياً جميع المسؤولين والسياسيين الى "دعم الخطوات الاصلاحية وعدم وضع العراقيل امامها"، ومؤكداً "تصميمه على الاستمرار في مكافحة الفساد ووقف الارتكابات والصفقات المشبوهة للمحافظة على المال العام ومصالح المواطنين، وأنه لن تثنيه عن هذا الخيار اي محاولات او ضغوط تمارس لعرقلة مسيرة الإصلاح التي بدأها العهد".
Newer Post
جنبلاط “قلق” على دروز السويداء…؟