إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء الأول من آب، 2017

أزمة “الإخوان” في لبنان : هرموش إلى «المستقبل» بوعد الوزارة؟
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 26 كانون الثاني، 2021
إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الإثنين 21 آب، 2017

بينما يستعد لبنان للإحتفال بعيد الجيش، لفت اهتمام المراقبين نجاح شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتوقيف "خلية صاروخية" من إرهابيي الدولة الإسلامية، أحد أفرادها فرنسي من أصل لبناني. وكان قائد الجيش العماد جوزف عون قد أكد في أمر اليوم الذي أصدره إلى العسكريين، عشية العيد الثاني والسبعين للمؤسسة العسكرية : «أن الجيش رسم الخطوط الحمر، التي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، لأنه تجاوز لمصالح الدولة ومؤسساتها، ولسلامة المواطنين، وحقّهم المقدس في العيش الآمن الحر الكريم». وشدد العماد عون على أن «الجيش هو مَن يضع الخطوط الحمر أمام كلّ من يحاول زعزعة الأمن والنظام، وضرب المؤسسات، والعبث بالحياة الديموقراطية روحاً وممارسة». ويرأس رئيس الجمهورية الاحتفال المركزي بعيد الجيش الذي سيُقام اليوم في الفياضية لتقليد ضباط دورة «المقدّم الشهيد صبحي العاقوري» سيوفهم، ويلقي كلمة للمناسبة، على أن يُعقد على هامشه اجتماع بين الرؤساء الثلاثة …

الجمهورية
الضرائب والسلسلة: الرد إحتمال جدِّي.. و«داعش» في مرمى الـ«سيسنا»

“اليوم عيد الجيش، ولهذا العيد نكهة مميزة هذا العام؛ نكهة بطعم المعنى الحقيقي للشرف والتضحية والوفاء. نكهة بطعم الثأر من آب 2014 والتخلّص من الإرث الثقيل الذي فرضه غدر الارهاب في عرسال، نكهة تعبق منها رائحة سواعد أولئك العسكريين الذين سيرفعون شارة النصر على ما تبقى من مجموعات ارهابية تدنّس التراب اللبناني في جرود راس بعلبك والقاع، نكهة بطعم الوطن. فها هي عيون اللبنانيين، كل اللبنانيين شاخصة الى ابنائهم، وقلوبهم تنبض معهم من أدنى رتبة فيهم الى اعلاها وتمدّهم بالسلاح الاقوى؛ سلاح الالتفاف حول الجيش واحتضانه وشد أزره في ميدان الشجاعة والوطنية واستعادة الارض المخطوفة وتطهيرها من نجاسة إرهاب لا يتقن لغة الّا لغة الفتنة والتخلف والدم والذبح وقطع الرؤوس.
ها هو الجيش المرابط على الحدود وفي كل بقعة من لبنان صوناً لأمنه واستقراره، اكثر حضوراً وثباتاً، واكثر ثقة بالنفس، واكثر جهوزية وتصميماً وإرادة والتزاماً بشعار الشرف والتضحية والوفاء، وبقسمه الذي قطعه لتحقيق النصر المبين في حربه على الارهاب.
ها هو يتقدّم في معمودية النار دفاعاً عن لبنان ومنعاً لسقوطه، ويثبت انه كان وما زال يشكّل آخر معالم الحفاظ على الدولة والكيان، صمد في أخطر المراحل، ولم يسقط امام الارهاب، ولم يتراجع بل قدّم مثالاً للعالم كله بأنّه الذراع الاساس في محاربة هذا الارهاب البغيض.
وفي العيد يقف الجيش شامخاً امام إنجازات كبرى حققها بإمكانات اقل من متواضعة، وَفّرت الامن والامان للبنانيين، وعينه ما زالت ساهرة في الداخل ويَقظة على الحدود، متجاوزاً تلك المطبّات والمعوقات التي حاولت تلك الاصوات النشاذ، النافخة في نار التشكيك والتحريض أن تزرعها في طريقه، لكنها لم تحرفه عن القيام بمهامه وبما تقتضيه المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه، في الوصول بلبنان الى برّ الامان الذي يتوخّاه كل لبناني، وعودته كما كان بلداً جميلاً آمناً سليماً معافى مُصاناً ولا مواطن فيه خائفاً على حاضره وقلقاً على مستقبله.
وفي العيد ترسم خريطة الانتصار المنتظر، فها هي عرسال تعود الى الوطن، وتخلع عنها ثوب الارهاب وتسقط تلك الرايات المظلمة التي استباحتها، وترفع راية الجيش، وها هي جرود راس بعلبك والقاع تنتظر تلك اليد التي ستعيدها الى أحضان الوطن، وما انبلاج الفجر الّا قريب.
في هذه الصورة، جاء «أمر اليوم» في العيد الثاني والسبعين للجيش، الصادر عن قائد الجيش العماد جوزف عون حيث قال فيه: عيون اللبنانيين شاخصة إلى شجاعتكم وبسالتكم في الميدان، تقدّمون التضحيات الجسام دفاعاً عن أرضكم وشعبكم وعلم بلادكم. أنتم من يضع الخطوط الحمر أمام كلّ من يحاول زعزعة الأمن والنظام، وضرب المؤسسات، والعبث بالحياة الديموقراطية روحاً وممارسة.
الإحتفال الرسمي
الى ذلك، وبعد غياب 3 سنوات، يحيي لبنان اليوم العيد في احتفال رسمي يقام في الكلية الحربية في اليرزة بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأركان الدولة اللبنانية، حيث يتخلله عرض عسكري وتسليم السيوف للضباط المتخرجين البالغ عددهم 226 ضابطاً.
وسيلقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خطاباً في المناسبة، يتناول فيه دور الجيش والمسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقه، مركّزاً على الرهان الكبير على المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة بالذات لضبط الوضع الأمني على الحدود الشرقية والجنوبية.
كما سيتناول رئيس الجمهورية الإنجازات التي حقّقها الجيش على مستوى الأمن الإستباقي بالتنسيق والتعاون مع مختلف القوى والأجهزة العسكرية والأمنية في سبيل تحرير الأرض ودَحر الإرهاب وتفكيك الشبكات الإرهابية والرهان على تعزيز هذا الدور مع المزيد من الإنجازات المتوقعة على كل الساحات التي كلّف بأمنها. كما انه سيشدد على أهمية تضامن اللبنانيين في مواجهة الأخطار المحيطة بنا من كل جانب.
وهو سيدعو اللبنانيين ليكونوا يداً واحدة في هذه المواجهة الصعبة لحماية لبنان والحفاظ على الأمن والإستقرار والعمل ليسود القانون والنظام على كل الأراضي اللبنانية.
الـ«سيسنا» تضرب
الى ذلك، يسود منطقة راس بعلبك والقاع حال من الترقّب للعملية العسكرية المنتظرة ضد مجموعات «داعش» المتمركزة في جرودها، في وقت اكتملت فيه إجراءات الجيش وتحضيراته استعداداً لهذه المعركة.
وقد واصلت وحدات الجيش استهداف المجموعات الارهابية في تلك الجرود، بالقصف المدفعي والصاروخي. ولفت الانتباه أمس، إدخال الجيش لأسلحة متطورة تمثّلت في إشراك سلاح الجو اللبناني فيها، حيث أغارت طائرة عسكرية لبنانية من نوع «سيسنا» على أهداف لـ«داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع واستهدفتها بخمسة صواريخ جو- ارض.
مصدر عسكري
وقال مصدر عسكري لـ«الجمهورية» انّ الغارة حققت إصابات مباشرة، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوف «داعش». وشدّد على أنّ «استهداف «داعش» مستمرّ فهو لم يتوقّف في السنوات الماضية ولن يتوقّف الآن».
ولفت المصدر الى أنّ «الخطط النهائية لمعركة طرد عناصر «داعش» إنتهت، والحشد العسكري اكتمل، امّا ساعة الصفر فتحددها القيادة وفق تقديراتها. وبالنسبة للغارة الجوية، فهي تؤكّد مدى جهوزية الجيش، وقدرته على استخدام كافة الأسلحة بما فيها سلاح الجوّ في المعركة المقبلة».
وفي السياق قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية» انّ التأخير الذي حصل في إنهاء ملف جرود عرسال ونقل إرهابيي النصرة وعائلاتهم من المنطقة، هو الذي أخّر المعركة، الّا انها لا بدّ حاصلة ليكتمل النصر».
عرسال
الى ذلك، أعلن الاعلام الحربي التابع لـ»حزب الله» عن تأجيل إتمام المرحلة الثانية من عملية التبادل بين الحزب و«جبهة النصرة» برعاية الأمن العام اللبناني، الى اليوم الثلثاء، لأسباب لوجستية واكتمال وصول كامل الحافلات الى نقطة وادي حميد التي ستتولى نقلهم، علماً انّ الحافلات التي وصلت بالأمس ليست كافية لنقل الأعداد الكبيرة من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة والذين أصبحوا بالآلاف.
وفيما رجّحت مصادر مواكبة لهذه العملية ان تستغرق بعض الوقت، اي بضعة ايام نظراً للعدد الكبير للمغادرين، أعلن الاعلام الحربي انّ الاجراءات التنفيذية تتمّ وفق ما يلي:
ـ الجيش اللبناني، يبدأ بإدخال الحافلات التي تجمّعت في عقبة الجرد في عرسال إلى نقطة التجمّع الأخيرة حيث سيبدأ بإخلاء مسلحي «جبهة النصرة» مع عوائلهم.
ـ الحافلات ستسلك الطريق من جرود عرسال باتجاه فليطة السورية عبر بعض الطرقات الوعرة، حيث عمدت المقاومة الى استصلاح بعضها لتسهيل عملية المرور.
– الحافلات ستتجه من فليطة إلى طريق حمص الدولي وصولاً الى حلب.
ـ الهلال الاحمر السوري، الذي وصلت سياراته الى فليطة، سيرافق الحافلات مع الصليب الأحمر الدولي.
ـ عملية التبادل ستتم في حلب حيث يدخل مسلحو «النصرة» مقابل خروج أسرى المقاومة.
على الصعيد ذاته، أعلن الاعلام الحربي انّ عناصر «حزب الله» عثروا على وصيّة أمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي، حيث تبيّن انه كتب فيها بخط يده آخر أوامره قبل فراره من وادي الخيل في جرود عرسال بلبنان، حيث ورد فيها: «في حال قُتلت… يتمّ تشكيل مجلس شورى ومن خلاله يتمّ تعيين أمير عام للجبهة».
السلسلة
سياسياً، عاد ملف سلسلة الرتب والرواتب الى الواجهة مجدداً مع تسلّم رئيس الجمهورية القانون المتعلق بها، بالاضافة الى قانون الضرائب الذي أقرّ معها.
وقد زاد منسوب التساؤلات في شأن مصير السلسلة والضرائب الملحقة للتمويل، بعدما اتّضح أمران:
الأول، انّ حجم الاضرار وعدد المتضررين لا يُستهان به ويستحق اعادة النظر.
الثاني، انّ رئيس الجمهورية بات مقتنعاً بضرورة إعادة درس هذا الموضوع، بدليل انه أبلغ زواره امس انه سيجري مع رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء، في الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء عند الحادية عشرة والنصف قبل ظهر بعد غد الخميس، تقييماً للواقع الذي استَجدّ بعد إقرار مجلس النواب لسلسلة الرتب والرواتب والاحكام الضريبية الجديدة، وذلك في ضوء ردود الفعل المتفاوتة التي برزت على مختلف الاصعدة.
وأشار رئيس الجمهورية الى انّ ثمة ملاحظات طرحت في اكثر من قطاع لا بدّ من درسها برويّة ومسؤولية وبعيداً من المزايدات السياسية والاعلامية، لأنّ الأمر يتعلق بالسلامة العامة لمالية الدولة من جهة، وبالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من جهة ثانية، إضافة الى كون التشريعات التي أقرّها مجلس النواب على صِلة مباشرة بحقوق العمال والموظفين ومكتسباتهم، والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، فضلاً عمّا تُرتّبه على الدولة من موجبات.
هذا الواقع بات يسمح بالاستنتاج انّ مسألة ردّ قانون السلسلة والضرائب من قبل رئيس الجمهورية باتَ وارداً بقوة، لمعالجة الثغرات وتخفيف التداعيات التي برزت في الفترة التي تلت إقرار المشروع في المجلس النيابي. وستكون جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس فاصلة في هذا الملف.
الجدير ذكره هنا انّ رئيس الجمهورية لم يحدد موقفه النهائي بعد من موضوع ردّ القانون أو عدم رده، وهذا ما أكدته لـ«الجمهورية» دوائر قصر بعبدا، التي تجاوزت «سلسلة التسريبات والتوقعات حول هذا الامر، وقالت: أمام الرئيس مهلة شهر للبتّ بالقانون وهو سيخضعه للدرس».
يشار هنا الى انّ الدستور في المادة 57 منه، يعطي لرئيس الجمهورية حق طلب إعادة النظر في القانون مرة واحدة ضمن المهلة المحددة لإصداره ولا يجوز أن يرفض طلبه.
وعندما يستعمل الرئيس حقه هذا يصبح في حلّ من إصدار القانون إلى أن يوافق عليه المجلس بعد مناقشة أخرى في شأنه، وإقراره بالغالبية المطلقة من مجموع الأعضاء الذين يؤلفون المجلس قانوناً (الاكثرية المطلقة 65 نائباً)، امّا في حال انقضاء المهلة من دون إصدار القانون أو إعادته يعتبر القانون نافذاً حكماً ووجب نَشره.
بري
وقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري امام زواره أمس، ردّاً على سؤال عن إمكان ردّ رئيس الجمهورية للسلسلة وقانون الضرائب الى مجلس النواب: هذا حق دستوري لرئيس الجمهورية، وبالتالي له ان يتخذ القرار الذي يراه مناسباً. واضاف رداً على سؤال آخر: سبق وقلنا انّ السلسلة هي حق طبيعي عمره خمس سنوات، ويجب ان يحصل عليه أصحابه ومستحقوه.
ورفض مبادرة بعض التجار والمدارس الى رفع الاسعار والاقساط، وقال: هذا امر لا يجوز ابداً ولا يمكن ان نقبل به، وهنا أؤكد انّ هذه مسؤولية الحكومة في اتخاذ الإجراء الصارم بحق هؤلاء.
الأخبار 
العراقيل الأخيرة قبل تحرير الجرود: «النصرة» تطلب الإفراج عن تاجر مخدرات

“يوم أمس، برزت عراقيل جديدة حالت دون تنفيذ اتفاق يؤدي إلى خروج إرهابيي جبهة النصرة من الأراضي اللبنانية، إلى الشمال السوري. وإذا ذُلّلت هذه العراقيل صباحاً، فإن قافلة «النصرة» ستنطلق ظهر اليوم.
بعدما كادت المفاوضات تسلك خواتيمها بين الجانب اللبناني، ممثلاً بحزب الله والدولة اللبنانية ممثلةً بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من جهة، وجبهة النصرة من جهة أخرى، عادت لتتعرقل يوم أمس نتيجة ثلاثة أسباب رئيسية: أولها، لوجستي يتعلق بطريقة نقل المسلحين والنازحين الى الأراضي السورية، إذ طلب الطرف اللبناني انطلاق القافلة دفعة واحدة وهو ما كان يتطلب وصول كل الحافلات من سوريا الى لبنان في الوقت عينه وتجمعها في مكان واحد حتى يتسنى للجميع المغادرة معاً.
وفعلاً، وصلت غالبية الباصات الى نقطة قريبة من وادي حميد، لكن في وقت متأخر. فحتى الساعة السابعة مساءً، لم يكن عددها قد اكتمل. ويتعذّر واقعياً تسيير الباصات ليلاً من عرسال الى جرود فليطا بسبب وعورة الطريق التي لا تسلكها السيارات المدنية عادة، الأمر الذي حتم على حزب الله استقدام جرافات لتسويتها، إلا أنها رغم ذلك بقيت وعرة، فتقرر عدم سلوكها ليلاً.
ثانيها، يتعلق بمشكلات ربع الساعة الأخير، إذ طلبت النصرة الإفراج عن أكثر من 20 موقوفاً في السجون اللبنانية. وبعد أخذ وردّ، تم الاتفاق على إخلاء سبيل 5 أشخاص. واللافت هنا أن جبهة النصرة أصرت على الإفراج عن سجين لبناني الجنسية يدعى عبد الرحمن زكريا الحسن وهو محكوم بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات، كما صدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة الإرهاب.
ثالثها، إصرار فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام على عدم تسليم أسرى حزب الله الثلاثة في جرود عرسال، إنما تسليمهم مع الأسرى الآخرين في سوريا، الأمر الذي رفضه الجانب اللبناني معتبراً أن أمراً مماثلاً ينسف كل الاتفاق وينذر بعودة المعركة. نتيجة ذلك، تراجعت النصرة عن هذا المطلب وتم تخطيه مباشرة. من جهة أخرى، طلبت الجبهة من النازحين السوريين عدم ركوب الحافلات قبل أخذ الضوء الأخضر منها وأبلغتهم أنه بمجرد صعودهم إليها سيتحولون تلقائياً الى أسرى بيد حزب الله.
في المحصلة، علمت «الأخبار» أن الاتفاق سيتم تنفيذه بدءاً من ظهر اليوم، على أن يتم تسليم النصرة 5 موقوفين، في مقابل تسليمها الأسرى الثلاثة. وبعد ذلك، تنطلق القافلة من تخوم وادي حميد إلى جرود فليطا. وبوصولها إلى «المعبر» بين مناطق سيطرة الدولة السورية و«إمارة إدلب الكبرى»، تدخل القافلة على دفعات. ومع كل دفعة، يتم تسليم أحد أسرى حزب الله الخمسة.
سياسياً، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون زواره، يوم أمس، أنه سيجري مع رئيس الحكومة والوزراء في الجلسة التي يعقدها مجلس الوزراء يوم غد «تقييماً للواقع الذي استجد بعد إقرار مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب والأحكام الضريبية الجديدة، وذلك في ضوء ردود الفعل المتفاوتة التي برزت على مختلف الصعد». وأشار الى أن «ثمة ملاحظات طرحت في أكثر من قطاع لا بد من درسها برويّة ومسؤولية وبعيداً عن المزايدات السياسية والإعلامية»، مجدداً التأكيد أن «إقرار الموازنة خطوة ضرورية، على مجلس النواب إنجازها في أسرع وقت بهدف انتظام الوضع المالي وتحديد واردات الدولة وما يترتب عليها من نفقات». فيما علق رئيس الحكومة سعد الحريري عقب زيارته الرئيس عون أمس رداً على سؤال حول موقفه من البدائل من بعض الضرائب لتمويل السلسلة التي قدمها حزب الكتائب الى الرئيس، بالقول: «لا مشكلة لديّ إزاء من يملك بدائل فعلية وليست وهمية لتمويل السلسلة، أما القول عن وجود فساد وهدر بالمليارات فهو يدخل في إطار الكلام فقط (…) إن سلسلة الرتب الرواتب بكل إصلاحاتها وضرائبها نوقشت منذ ثلاث سنوات، وكل الأفرقاء السياسيين وافقوا عليها، بمن فيهم حزب الكتائب، وعلينا بالتالي أخذ الموضوع بالاعتبار». ورأى الحريري أن «الاعتراض أمر جيد، ولكن ما أتمناه أن تكون المعارضة بنّاءة لمصلحة البلد. وما يهمني هو عدم الاستدانة وتراكم ديون لأمور لا يمكن الاستثمار فيها لمصلحة لبنان». أما بشأن الغطاء الرسمي للقتال ضد «داعش»، فقال الحريري إن «الجيش يحظى دائماً بتغطية شاملة لكل عملياته العسكرية، وهذا الأمر أساسي (..) وعندما تحين الساعة الصفر، سيكون الجيش منتصراً، فالحكومة وكل القوى السياسية تقف الى جانبه».
اللواء
السلسلة وبواخر الكهرباء بندان خلافيان في مجلس الوزراء الخميس
قوافل المسلحين والنازحين تنطلق إلى حلب ظهراً.. وتذليل العقبات أمام إطلاق أسری «حزب الله»

“عشية العيد الـ72 للجيش اللبناني، وفور عودته من زيارة، هي الأولى من نوعها للولايات المتحدة، في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مرور 6 أشهر على توليه منصبه في البيت الأبيض، وقبل أيام قليلة من جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، زار الرئيس سعد الحريري قصر بعبدا بعد ظهر أمس.
وتناول البحث المحادثات اللبنانية الأميركية، وتطورات الوضع في جرود عرسال، وجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي تقرر نقلها من السراي الكبير إلى بعبدا، ومن يوم غد الأربعاء إلى بعد غد الخميس، على خلفية البحث في تمويل سلسلة الرتب والرواتب، وتقرير إدارة المناقصات في التفتيش المركزي حول بواخر الكهرباء، والتي يصّر وزير الطاقة سيزار أبي خليل على تمريرها.
وعلمت «اللواء» أن تغيير مكان وزمان جلسة مجلس الوزراء أدى إلى تغيير جدول الأعمال، وإضافة بند يتعلق بادراج بند يتعلق بالتعيينات في بعض المراكز الشاغرة في هيئات الرقابة.
ووصفت مصادر وزارية الجلسة بالحساسة، لجهة إثارة قضية الوضع في جرود عرسال، وزيارة الرئيس الحريري، والوفد اللبناني إلى الولايات المتحدة الأميركية والمواقف التي صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه حزب الله.
وكشف الرئيس الحريري لـ«اللواء» ان الوضع النقدي في لبنان كان على رأس أولوياته في العاصمة الأميركية. وأكّد ان هاجسه الأساس كان ولا يزال، قبل الزيارة وبعدها حماية القطاع المصرفي.
ونقل زوّار الرئيس الحريري عنه تأكيده ان لا تراجع عن موضوع السلسلة، كاشفاً ان إنجاز الموازنة بات ممكناً في غضون أسبوعين وستحال إلى المجلس النيابي فوراً لمناقشتها واقرارها.
وقال وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة لـ«اللواء» ان وزيري اللقاء الديمقراطي، ووزراء آخرين سيناقشون الثغرات في مناقصة بواخر الكهرباء، وأن الاتجاه لعدم السير فيها في الجلسة. وأكّد الوزير حمادة ان سلسلة الرتب والرواتب ستكون على جدول الأعمال، وأن رئيس الجمهورية سيطرحها من باب توفير الموارد لها، بعيداً عن الاستدانة أو فرض الضرائب، ولم يخفِ الاحراج الذي يواجه هذه السلسلة.
ودعا الوزير حمادة إلى أن تردّ وزارة الخارجية والحكومة على المذكرة الكويتية المتعلقة بملف العبدلي، بعد ان أبدت الكويت عدم ارتياحها من «إدارة الظهر» للمطالب الكويتية، مشيراً إلى انه لا يجوز التعامل على هذا النحو مع دولة الكويت، التي وقفت منذ أربعة عقود ولا تزال مع لبنان، إن لجهة الدعم المالي والاستثماري أو الوقوف إلى جانبه سياسياً، وعلى كافة المستويات.
قانون السلسلة
وكان موضوع السلسلة حضر بقوة في مداولات الرئيس عون في بعبدا، بعد تسلم رئاسة الجمهورية قانوني السلسلة وتمويلها، أمس، سواء مع الرئيس الحريري الذي زاره بعد الظهر لوضعه في أجواء زيارته لواشنطن، والاتفاق على مواضيع جلسة مجلس الوزراء التي تقررت الخميس في بعبدا، أو مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي تمنى عليه ردّ القانون إلى مجلس النواب لمزيد من الدرس، أو مع جمعية المصارف التي رفعت إليه مذكرة تعتبر بعض الاحكام الضريبية مخالفة للدستور.
وأبلغ الرئيس عون زواره، ان مجلس الوزراء سيجري «تقييما للواقع الذي استجد بعد اقرار مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب والاحكام الضريبية الجديدة، وذلك في ضوء ردود الفعل المتفاوتة التي برزت على مختلف الاصعدة».
واشار الرئيس عون الى ان «ثمة ملاحظات طرحت في اكثر من قطاع لا بد من درسها بروية ومسؤولية وبعيداً عن المزايدات السياسية والاعلامية، لأن الأمر يتعلق بالسلامة العامة لمالية الدولة من جهة، وبالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من جهة ثانية، اضافة الى كون التشريعات التي اقرها مجلس النواب على صلة مباشرة بحقوق العمال والموظفين ومكتسباتهم، والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، فضلا عما ترتبه على الدولة من موجبات»، مجدداً تأكيده ان «إقرار الموازنة خطوة ضرورية على مجلس النواب انجازها في اسرع وقت بهدف انتظام الوضع المالي وتحديد واردات الدولة وما يترتب عليها من نفقات».
اما الرئيس الحريري فكان أكثر وضوحاً، حيث اعتبر ان الإنجاز الكبير الذي تحقق في السلسلة هو اقرارها دون الاستدانة، وما يهمنا هو المحافظة على موازنة الدولة، وعدم إضافة أي ديون لتأمين الموارد للسلسلة، موضحاً بأنه إذا تمّ سحب هذه الموارد فهذا يعني اننا سنستدين لزيادة الرواتب.
وأشار إلى ان السلسلة بكل اصلاحاتها وضرائبها نوقشت منذ ثلاث سنوات، وكل الأفرقاء السياسيين وافقوا عليها بمن فيهم حزب الكتائب، وعلينا بالتالي أخذ الموضوع بالاعتبار، اما القول عن وجود فساد وهدر بالمليارات فهو يدخل في إطار الكلام فقط، وهو غير مقرون بحقائق.
مجلس الوزراء
وكشف الرئيس الحريري انه سيجري في جلسة مجلس الوزراء والتي استؤخرت من الأربعاء إلى الخميس المقبل، لافساح المجال امام اعداد جدول الأعمال، تفعيل العمل الحكومي، وستتم تعيينات في هيئات الرقابة والتفتيش من أجل تعزيز هذه الأجهزة، الا انه لم يشر إلى طبيعة هذه التعيينات.
وعلم ان دوائر رئاسة مجلس الوزراء عكفت منذ صباح أمس، وفور عودة الرئيس الحريري من سفره على تحضير جدول أعمال الجلسة لتوزيعه على الوزراء اليوم. ولم تستبعد مصادر وزارية ان تشمل التعيينات تعيين محافظي جبل لبنان والبقاع، لافتة إلى ان بحث ملف الكهرباء، ومناقصة بواخر الكهرباء بعد قرار دائرة المناقصات ينتظر تقرير وزير الطاقة سيزار أبي خليل في هذا الشأن. وتوقفت عند اللقاء المطوّل بين الرئيسين عون والحريري (ساعة ونصف الساعة) والذي تمت فيه مناقشة جميع الملفات الرئيسية، مؤكدة انهما توافقا على تحصين الساحة الداخلية وتسيير العديد من الملفات.
وتوقعت المصادر ان تكون الجلسة الحكومية جلسة نقاشات عامة، خصوصاً بعد التطورات الهامة التي حصلت خلال الأسبوعين الماضيين، وأبرزها الحدث الأمني الكبير الذي حصل في جرود عرسال وعلى الحدود الشرقية اللبنانية – السورية، مشيرة الى انه ستكون هناك مطالبة بأهمية ضبط الحدود، كما لفتت الى مصير ملف النزوح السوري ومستجداته في ضوء معركة الجرود، والذي ستتم اثارته بطبيعة الحال لارتباطه بشكل مباشر بما جرى في الجرود.
واشار المصدر الوزاري الى انه من المواضيع التي ستثار في الجلسة، نتائج لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن، والمواقف الاميركية التي اطلقت خلال هذه الزيارة، ولا سيما تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وموقف الادارة الاميركية بشكل عام من حزب الله ومشروع قانون العقوبات المصرفية عليه والمرتقب صدوره الشهر المقبل، متوقعة ان تكون هناك ردود فعل على هذه المواقف، لكنها لاحظت انه رغم الخلاف في وجهات النظر حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع، فإن النقاشات ستبقى ضمن الاصول، وفي اطار الالتزام بالتهدئة والابتعاد عن اثارة اي ملفات خلافية قد تؤثر على الاستقرار الوطني.
يشار الى انه عندما سئل الرئيس الحريري، بعد لقاء الرئيس عون، عن ان هناك انتقادات لصمته حيال التصريحات الاميركية، اعتبر ان كل ما يقال عن ان زيارته كانت من اجل تغيير الموقف الاميركي هو من باب المزايدات التي يعلم اصحابها ان هذا الامر غير صحيح، وهو كلام غير مسؤول.
واوضح ان موقفه هو ان لبنان يعاني ازمات وتحديات، ويجب علينا ان نحمي الاقتصاد اللبناني في وجه عقوبات يتحضر لتطبيقها مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاميركيين، وهذا كان السبب الاساسي للزيارة، اضافة طبعا الى استكمال المساعدات لمحاربة الارهاب، مؤكدا ان الجيش يحظى دائماً بتغطية شاملة لكل عملياته العسكرية. وقال «عندما تحين ساعة الصفر سيكون الجيش منتصرا، والحكومة وكل القوى السياسية تقف الى جانبه، خصوصا وان اليوم يترافق مع عيد الجيش».
بوصعب وزيارة واشنطن
وفي السياق، اوضح عضو الوفد اللبناني الذي رافق الرئيس الحريري الى واشنطن، المستشار الرئاسي للعلاقات الدولية الوزير السابق الياس بو صعب لـ «اللواء»: «ان اللقاءات التي حضرها مع الرئيس الحريري اظهرت استمرار الدعم الاميركي للبنان، لاسيما للجيش اللبناني، والذي سيبقى وفق الوتيرة ذاتها من اجل مكافحة الارهاب، ولاخوف لدينا من وقف هذا الدعم في كل المجالات.
وحول مصير العقوبات التي سيفرضها الكونغرس الاميركي في المجال المالي على لبنان بحجة مكافحة «حزب الله»: قال بوصعب: لم اطلع على التفاصيل لكن لن تكون هناك إجراءات اقسى او اصعب من تلك المتخذة سابقاً ويمكن ان تضر بالحكومة اللبنانية او بالاقتصاد اللبناني، لكن بالتأكيد لن تلغى العقوبات.
واوضح بوصعب ان الرئيس ترامب يعلم ان «حزب الله» حزب ممثل في الحكومة التي يرأسها الرئيس الحريري، وان الدولة اللبنانية تكافح الارهاب المتمثل بتنظيم «داعش وجبهة لنصرة» ولا يواجه «حزب الله» كتنظيم ارهابي، علماً ان الاميركي يقول انه يواجه هذين التنظيمين الارهابيين. لكن الموقف الاميركي من الحزب سيبقى كما كان، ولكن في الوقت ذاته سيحافظ الجانب الاميركي على استقرارلبنان وعلى العلاقة مع الدولة اللبنانية وعلى الجيش وتقويته.
واوضح انه في المجال السياسي، ركز الرئيس الحريري على تجنيب لبنان اجراءات عقابية جديدة قاسية، وعلى مساعدة لبنان في ملف النازحين، وقد طلب الجانب اللبناني البدء في البحث والتفكير في كيفية العودة الامنة للنازحين، لكن ليس العودة الالزامية او الاجبارية الى مناطق خطرة، لكن يجب التشجيع على العودة الامنة، ولم نلحظ اعتراضاً او رفضاً اميركياً على هذه النقطة.
تحرير الجرود
ويترافق العيد الـ72 للجيش اللبناني، والذي يحتفل به لبنان اليوم، مع انتهاء المرحلة الثانية من صفقة التبادل بين حزب الله وجبهة النصرة برعاية الامن العام اللبناني، ضمن اتفاق وقف النار، وتقضي هذه المرحلة، بحسب «الاعلام الحربي» التابع للحزب نقل المسلحين الى الاراضي السورية على 5 دفعات يتزامن كل منها مع اطلاق واحد من اسرى الحزب الثمانية، وبينهم خمسة سبق ان اسروا في الحرب السورية في اوقات سابقة، وثلاثة اضاعوا الطريق مؤخرا في جرود عرسال وقعوا في قبضة «النصرة».
وتشمل هذه المرحلة ايضا انتقال عائلات المسلحين وغيرهم من النازحين من مخيمات عرسال ووادي حميد، والذي يقدر عددهم بنحو 9 آلاف شخص، مقابل الافراج عن اسرى للحزب كانوا لدى «النصرة» في ريف حلب، سينقلون الى حلب، بعد ان كان مكان التسليم في قلعة المضيق، ما يعني ان هذه المرحلة ستأخذ وقتاً نظراً للعدد الكبير من النازحين المغادرين، حيث ستنقل كل حافلة نحو 60 شخصاً.
ولهذه الغاية، بدأت منذ صباح امس تجميع الحافلات السورية في سهل الرهوة في منطقة وادي حميد، لنقل المغادرين، وبلغ عدد هذه الحافلات حتى مساء امس 98 حافلة، وقد يرتفع هذا العدد اليوم الى 160، وسط اجراءات للجيش ومشاركة فاعلة للصليب الاحمر الدولي واللبناني والسوري، لمواكبة عملية نقل المسلحين وعائلاتهم، وكذلك جرحى «النصرة»، بموجب لوائح اسمية سيجري التدقيق فيها، ووزعت 5 نسخ منها للامن العام اللبناني والامن السوري والصليب الاحمر اللبناني والهلال السوري.
ويتوقع ان تبدأ عملية الاجلاء بعيد ظهر اليوم، وبعد ان يكتمل وصول قوافل النازحين والمسلحين، وتتوجه الباصات الى فليطة السورية، والتي عملت آليات تابعة للحزب على تأهيل الطريق الترابية في اتجاهها، ومن هناك تتجه القوافل الى حلب عبر الطريق الدولية الى حمص، ومن هناك الى ادلب، حيث سيتسلم الحزب اسراه عند معبر الراموسة مع كل دفعة تصل الى لبنان، اما الاسرى الثلاثة فسيتم تسليمهم مع وصول آخر قافلة الى فليطة، وبعد اخلاء المدنيين يبدأ اخلاء الجرحى، وهي المرحلة الثالثة من الصفقة.
اما في ما خص «سرايا اهل الشام» فلن يتم اجلاؤهم في هذه المرحلة، وسيتم، بحسب المعلومات نقلهم فيما بعد الى القلمون او اذا ارادوا التوجه الى الشمال السوري.
الى ذلك، افاد الاعلام الحربي على العثور على وثيقة كتبها ابو مالك التلي بخط يده في وادي الخيل، جاء فيها انه «في حال قتلت، يتم تشكيل مجلس شورى ومن خلاله يتم تعيين امير عام للجبهة في «القلمون»، خاتما رسالته بتوقيعه.
في هذا الوقت، بقيت الانظار مشدودة الى جرود رأس بعلبك والقاع والتي يتحصن فيها مسلحو تنظيم «داعش»، حيث يتوقع ان يحدد الجيش قريباً ساعة الصفر لبدء معركة تطهيرها.
وسجل، امس، على هذا الصعيد، قيام طائرة تابعة لسلاح الجو اللبناني من نوع سيسنا بقصف اهداف لداعش في هذه الجرود، واستهدفتها بـ5 صواريخ جو – ارض، فيما قصفت المدفعية الثقيلة للجيش مواقع المسلحين بعد ان تم رصد تحركات مشبوهة لهم.
وشدد قائد الجيش العماد جوزف عون في «آمر اليوم» الى العسكريين عشية عيد المؤسسة العسكرية، على ان الجيش هو من يضع الخطوط الحمر امام من يحاول زعزعة الامن والنظام وضرب المؤسسات والعبث بالحياة الديمقراطية روحاً وممارسة.
البناء
المزيد من الارتباك في إدارة ترامب… وموسكو تؤكد: تفاهماتنا في سورية تتقدّم رغم الخلافات
الجيش السوري يوسّع سيطرته في الغوطة… ويُمسك مفاصل التنقل بين الرقة ودير الزور

لبنان يحتفل بعيد جيشه بالانتصار على الإرهاب… الباصات تتحرّك اليوم… وداعش ينتظر الحسم
“تبدو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كأوراق شجرة خريف هشّة، فلا يكاد يلتئم فيها جرح حتى يتفتّح آخر، ولا يكاد يُعيّن موظفاً كبيراً من طاقم الرئيس المباشر حتى يبدأ بحزم حقائبه، فمنذ دخوله الأبيت البيض خسر الرئيس الأميركي عشرة من كبار موظفيه الذين قام هو بتعيينهم، وكان أسرعهم رحيلاً وأهمّهم مكانة الصديق المقرّب منه، ومن أفكاره مستشاره للأمن القومي مايكل فلين، ليتبعه مدير اتصالاته في الأهمية وسرعة الرحيل أنتوني ساكراموتشي، بعدما رحل قبل يومين وزير العدل، وقبله الناطق بلسان البيت الأبيض وقبلهما مدير «أف بي أي»، لترتسم صورة من الوهن والضعف والارتباك لم تشهدها إدارة أميركية مع أسلافه.
تتزامن الإشارات السلبية عن تماسك إدارة ترامب مع حملة لم تتوقف في الكونغرس للنيل منه، ومع تصعيد فرضه الكونغرس على العلاقات الروسية الأميركية بقانون يفرض التدخل في شؤون النخب الروسية وملاحقة أموالها بقياس درجة علاقتها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما استجلب رداً روسياً غير مسبوق بتقييد العمل الدبلوماسي الأميركي في موسكو إلى حدّ يقارب الإلغاء.
التأزّم الروسي الأميركي لم ينَلْ من التفاهمات حول سورية وفقاً لكلام الخارجية الروسية، وربما يكون الإنجاز المشترك في سورية، حيث تفقد واشنطن أوراق قوتها وقدرتها على التحكّم بالحرب مع داعش، فرصة ترامب لتحقيق إنجاز يباهي به خصومه، بعدما فشلت «قوات سورية الديمقراطية» بالتقدّم في مناطق انتشار داعش في الرقة ودير الزور والمناطق الواقعة بينهما، بعدما سيطر الجيش السوري على مناطق جديدة في ريف الرقة وريف دير الزور أتاحت له الإمساك بخطوط التواصل بين المدينتين والمحافظتين، وبالتالي بمستقبل المعركة مع داعش، فيما سجلت معارك الغوطة مزيداً من الإنجازات للجيش السوري في جبهات عين ترما والمناطق القريبة من حي التضامن بدمشق.
في لبنان الذي يحتفل بعيد جيشه في يوم واحد مع الجيش السوري ويترك لمواجهة الإرهاب من دون تنسيق علني وكامل بين الجيشين يزيد من فرص النصر ويسرّع وتيرة التفوّق، والجيش يستعدّ لمواجهة مع تنظيم داعش الذي يختطف عسكريين لبنانيين ويحتلّ أرضاً لبنانية، يعيش اللبنانيون فرحة النصر على جبهة النصرة وسقوط الأكاذيب التي أدمنها بعض الساسة عن ربط عودة النازحين السوريين بقرار دولي، في ما يستعدّ الآلاف منهم للرحيل إلى الداخل السوري بلا مواكبة ولا دور أممي، وبلا حلّ سياسي في سورية، مؤكدين أنه عندما تتوفر آلية قانونية ولوجستية بالتنسيق مع الحكومة السورية يمكن بيوم واحد ضمان عودة الآلاف منهم.
إرجاء المرحلة الثانية من «الصفقة» إلى اليوم
بعد إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق «التبادل» بين حزب الله وتنظيم «جبهة النصرة»، تستكمل اليوم تنفيذ المرحلة الثانية برعاية الأمن العام اللبناني، بعد أن كان متوقعاً إنجاز الاتفاق صباح أمس، لكن أسباباً لوجستية تتعلق بنقل الارهابيين وعائلاتهم والنازحين في الباصات حالت دون ذلك.
وأعلن الإعلام الحربي في حزب الله إرجاء مغادرة الحافلات التي ستقلّ مسلحي النصرة والمدنيين الى صباح اليوم، بسبب إجراءات لوجستية واكتمال وصول كامل الباصات في الساعات المقبلة، كما أعلن في وقتٍ سابق تجميع الحافلات المخصصة لنقل المسلحين وعائلاتهم في أول منطقة وادي حميد بعد نقطة الجيش اللبناني بجرد عرسال.
وقالت مصادر معنية لـ «البناء»، إن «مسلحين من جبهة النصرة في عرسال تجمعوا حول الباصات الـ 70 التي وصلت من أصل 150 باصاً، وتعرقل تقدم الباصات بعد خلاف وقع بين رافضين للاتفاق الذين انتشروا بكثافة بأسلحتهم الفردية مهددين بإحراق الباصات بمن فيها، وبين مؤيدين له، الأمر الذي حال دون أن تتمكّن من مواصلة طريقها إلى وادي حميد، حيث عملية تجمّعهم ونقلهم».
ولفتت المصادر إلى أن «كل ذلك يجري وسط غياب كلي لمتزعم النصرة أبو مالك التلي». وأفادت مصادر أخرى لـ «البناء»، أن «التلي اختفى من الجرود كلياً في اليوم الأول للهدنة ولجأ إلى أحد مراكز الأمم المتحدة في أحد المخيّمات باتفاق قطري، كاشفة أن موفداً قطرياً حضر في تلك اللحظة الذي كان قد وصل إلى عرسال بموكب من ٥ سيارات دبلوماسية رباعية الدفع فجر اليوم الأول من الهدنة، حيث توقفت السيارات في ساحة شتورا حتى الثانية فجراً ثم انطلق إلى عرسال، الوفد عاد في ساعات الصباح الأولى سريعاً وتوجّه مباشرة إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وبعد ذلك اختفى أثر التلي كلياً من الجرود مع خمسة من مساعديه»، ورجّحت المصادر إخراج التلي ومساعديه الخمسة خارج لبنان.
.. والدولة السورية تسهّل
وقد أثبتت الدولة السورية من خلال تسهيل إتمام اتفاق التبادل بأنّها على أتمّ الاستعداد في أي وقتٍ لإعادة مواطنيها الى حضن الدولة وإلى قراهم ومدنهم وأسقطت الاتهامات بحقها بأنها تعرقل عودة النازحين الى سورية وبأنها لا تريد إنهاء ملف النزوحز وقالت مصادر معنية بالعلاقات اللبنانية السورية لـ «البناء» إن «الدولة السورية قدّمت اقتراحات وخططاً عدة على الحكومات اللبنانية السابقة لإعادة النازحين، لكن لم يتم تلقفها والتعامل معها بجدية. وهي اليوم مستعدّة الى التعاون والتنسيق مع أي جهة رسمية في الدولة اللبنانية لإنهاء ملف النزوح». ولفتت الى أن «منطق الحكومة السورية هو المصالحات بين السوريين ووقف الحرب والقتل وعودة السوريين النازحين كلهم الى حضن الوطن، لكن التنظيمات الإرهابية في سورية ولبنان ومَن يدعمهم في السر والعلن كانوا يعرقلون ذلك»، وأوضحت المصادر أن «السلطات السورية تسهّل عودة كل من يرغب من النازحين في لبنان الى سورية، كما أنّها تسهّل عملية التفاوض التي تجري حالياً لإتمام صفقة التبادل بين الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة ولولا هذا التسهيل لما أنجزت المرحلة الأولى منها وتنجز الثانية».
وأضافت المصادر أن «لا مانع لدى السلطات السورية من دخول مسلّحي النصرة الى إدلب، حيث معقل تنظيم النصرة الإرهابي، فسبق ووافقت على انتقال مسلحين من تنظيمات مختلفة من منطقة إلى أخرى من خلال تسويات أو مصالحات، كما حصل في حي الوعر في حمص والزبداني وغيرها»، لكنها جزمت بأن «الجيش السوري لن يسمح ببقاء إرهابي واحد على الأرض السورية ولا شبر أرض محتلّ، فلا مستقبل لهذه الجماعات الإرهابية الطارئة على المجتمع السوري في سورية».
بري: للوقوف خلف الجيش
ونقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه لـ«البناء» ارتياحه إلى تحرير جزء كبير من الجرود اللبنانية من الاحتلال الإرهابي، والقضاء على تنظيم جبهة النصرة واستكمال التفاوض لإخراج ما تبقى منهم من الأرض اللبنانية بانتظار إنهاء الوجود الإرهابي كلياً من الحدود اللبنانية السورية، مع العملية العسكرية التي سيقوم بها الجيش ضد تنظيم «داعش»، وبالتالي إزالة الخطر الأمني والعسكري الذي عانى منه لبنان منذ أربع سنوات».
كما جدّد الرئيس بري تأكيده بأن «انتصار المقاومة في جرود عرسال هو انتصار جديد لكل لبنان واللبنانيين»، مشيداً بـ «اللحمة والتلاحم الوطني والاحتضان الشعبي للجيش والمقاومة الذي رافق عملية تحرير الجرود»، داعياً الجميع الى «الوحدة الوطنية والوقوف خلف الجيش في معركته المقبلة مع داعش».
والتقى الرئيس بري في عين التينة المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى حسين أمير عبد اللهيان، في إطار جولة يقوم بها عبد اللهيان على كبار المسؤولين. وأكد عبد اللهيان أن «الانتصارات الكبرى التي حققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته ضد الإرهاب والإرهابيين في عرسال، تأتي استكمالاً للانتصارات السابقة التي أنجزت ضد القوى الإرهابية في حلب والموصل، وها هي تتحقق اليوم على الحدود اللبنانية السورية».
ولفت إلى أن «المعادلة التي تتمثّل بالوحدة والانسجام بين الشعب والجيش والمقاومة هي العنصر الأساسي والحاسم الذي أدى ويؤدي الى انجاز هذه الانتصارات الكبرى». مضيفاً: «كونوا على ثقة تامة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف بكل قوة وصلابة الى جانب لبنان الشقيق ومقاومته الباسلة في تصديه لكل المحاولات الآثمة والاخطار المحدقة التي يشكلها الكيان الصهيوني على لبنان وسيادته».
المعركة مع «داعش» قريبة
على صعيد المعركة مع تنظيم «داعش» في القسم الثاني من الجرود، فقد علمت «البناء» من مصادر عسكرية أنّ «وحدات الجيش استكملت تجهيزاتها واستعداداتها عسكرياً ولوجستيا للمعركة مع داعش»، وأكد المصدر «أن المعركة مع داعش قريبة جداً»، جازماً تأخرها «للانتهاء من عملية إتمام المرحلة الثانية مع النصرة».
وقد بدأ الجيش بالتمهيد للمعركة، فقد شنّ الطيران الحربي التابع له غارات على مواقع التنظيم في جرود القاع، كما استهدف تحرّكات مشبوهة للمسلحين بجرود رأس بعلبك والقاع، وحقّق إصابات مباشرة.
وأشارت مصادر عسكرية مطلعة إلى أن «الجيش لديه خبرة قتال في الجبال كما لديه معرفة الأرض، وكل مقومات المعركة موجودة لدى الجيش»، لكنها حذرت من احتمال وجود خلايا لداعش في المناطق اللبنانية كلها تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية»، داعياً الى تنسيق أمني لحماية البلاد بالتزامن مع العمل العسكري.
توقيف شبكة إرهابية
وفي عملية استباقية نوعية أوقفت شعبة المعلومات خلية محترفة تابعة لتنظيم «داعش» ناشطة في المجالات الأمنية، التنفيذية، المالية واللوجستية في لبنان والخارج.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان: «بنتيجة المتابعة الاستعلامية والميدانية، وفي إطار عمليات الأمن الوقائي والاستباقي الجارية من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، لجهة متابعة نشاطات الخلايا الإرهابية وبصورة خاصة تلك المرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، تمكّنت هذه الشعبة من تحديد أفراد خلية أمنية خطيرة تعمل لصالح هذا التنظيم في لبنان، وتبين أن أفرادها ينشطون بين مدينة طرابلس ومنطقة الضنية في شمال لبنان».
وتابع البيان: بتاريخ 24 و 25/7/2017، نفّذت قوّة خاصة من الشعبة المذكورة عمليات دهم، أسفرت عن توقيف كامل أعضاء الشبكة، وضبطت 13 صاروخاً مذنّباً عيار 60 ملم و13 صاعقاً كهربائياً، تعمل بواسطتها هذه الصواريخ وجميعها صالحة للاستعمال، إضافةً إلى ضبط عددٍ من البنادق والمسدّسات الحربيّة مع الذخائر العائدة لها، وعددٍ كبيرٍ من أجهزة التواصل اللاسلكية، الهاتفية والإلكترونية، حافظات معلومات وشرائح تتضمّن خرائط مفصّلة لمنطقتَي الشمال والبقاع وغيرها.
أمّا أعضاء الخلية فهم كلّ من:
– م. ب. مواليد عام 1977، يحمل الجنسيّتين اللبنانية والفرنسية .
– ف. د. مواليد عام 1965، لبناني .
– ج. ج. مواليد عام 1971، لبناني .
– أ. ح. مواليد عام 1986، لبناني .
الجيش محصّن بالقرار السياسي
ويبدو أنّ الجيش سيخوض المعركة محصّناً بالقرار السياسي، فقد أكد رئيس الحكومة سعد الحريري من بعبدا أمس، خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ «للجيش تغطية شاملة في كل عملياته وهذا شيء أساسي لدينا. وهناك تفاوض حول خروج بعض المسلحين والجيش يحضّر ويعمل ليل نهار من أجل هذا الموضوع، وحين تنطلق ساعة الصفر بإذن الله، الجيش سيكون منتصراً».
وأكد وزير الدفاع يعقوب الصراف أن «الجيش مكلّف بمهمة، ولقيادة الجيش الحق بانتقاء الزمان والمكان والاسلوب. وأسلّم كل ثقتي بالمؤسسة العسكرية وقيادتها». وفي حديث تلفزيوني، شدد على أن «الفرحة تكتمل بانتصار وراء آخر، والانتصار الأكبر يكون بدحر كل اعداء لبنان من الارهابيين او الإسرائيليين»، داعياً «للوقوف الى جانب الجيش وأقول لقيادة الجيش إن لديكم وزيراً وراءكم وأمامكم».
في غضون ذلك، وعشية العيد الثاني والسبعين للجيش أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون في أمر اليوم إلى العسكريين «أن الجيش رسم الخطوط الحمر، التي لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، لأنه تجاوز لمصالح الدولة ومؤسساتها، ولسلامة المواطنين، وحقّهم المقدس في العيش الآمن الحر الكريم، مشدداً على أن الجيش هو مَن يضع الخطوط الحمر أمام كلّ من يحاول زعزعة الأمن والنظام، وضرب المؤسسات، والعبث بالحياة الديموقراطية روحاً وممارسة».
ويرأس رئيس الجمهورية الاحتفال المركزي بعيد الجيش الذي سيُقام اليوم في ثكنة شكري غانم في الفياضية لتقليد ضباط دورة «المقدّم الشهيد صبحي العاقوري» سيوفهم، ويلقي كلمة وجدانية للمناسبة، على أن يُعقد على هامشه اجتماع بين الرؤساء عون وسعد الحريري ونبيه بري.

Please follow and like us: