كشفت "البناء" عن تحركات "إسرائيلية" معادية في مزارع شبعا. وقد ترافقت مع سعي السعودية لجر لبنان إلى هاوية الفوضى السياسية والأمنية، بارتكاب جناية خطف واحتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في أحد فنادق الرياض. ووصفت "الديار" الوزير السعودي ثامر السبهان بأنه "عميل إسرائيلي"، ورأت أنه يقف خلف هذه الجناية. كما تحدثت "الأخبار" عن "غلمان السبهان" الذين يتوهمون بقدرتهم على جمع رميم "ثورة الأرز". مع أن الأنباء التي تواترت أمس مساءً، كشفت عن أن مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، طلب من مسؤول "حزب القوات" [العميل “الإسرائيلي” السابق] سمير جعجع، الذي زاره في عائشة بكار، عدم إطلاق أي تصريح سياسي من أمام دار الفتوى. وتلقى دريان خلال الليل دعماً مصرياً قوياً، إذ صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن "مصر لا تنظر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله»، على الرغم من دعوات السعودية إلى فرض عقوبات على المقاومة اللبنانية وشنّ حربٍ على لبنان حكومةً وشعباً ومقاومة …
النهار
مشاورات لا استشارات ولا حكومة تكنوقراط
صدق المثل اللبناني القائل ان المصيبة تجمع، اذ تحول قصر بعبدا خلية نحل جمعت منقطعين عن زيارته ولقاء سيده أبرزهم الرئيس اميل لحود والنائب سليمان فرنجية، الى الرؤساء السابقين للجمهورية ومجلسي النواب والوزراء، في ما يؤكد تهيب الموقف الناتج من استقالة الرئيس سعد الحريري، واعتبارها مقدمة لمواجهة مفتوحة بين السعودية وايران تشمل "حزب الله" بالطبع، ولا تستثني مؤسسات متعاونة، وان تكن حكومية، بل الحكومة في ذاتها.
ومع صعوبة بدء عملية استشارات تسبق تكليف رئيس لحكومة جديدة، باشر الرئيس ميشال عون أوسع عملية مشاورات مع مختلف الاطراف السياسيين ضماناً لعدم انزلاق أي فريق الى التصعيد، ولعدم التأثير في الوضعين المالي والاقتصادي، ولتبادل الافكار و تقاسم المسؤولية. وكان توافق على التريث في اتخاذ اي خطوات قبل اتضاح الرؤية وعودة الرئيس الحريري وشرحه ظروف استقالته، ورؤيته للمرحلة المقبلة ودوره فيها. وقد شرح الرئيس عون لزواره أنه لن يتعامل مع الاستقالة على انها نافذة من منطلق سيادي ودستوري، أولاً لانها أعلنت من خارج الاراضي اللبنانية خلافاً للأعراف والتقاليد، وثانياً لأن قبولها وإصدار بيان التكليف لتصريف الاعمال يقتضي أيضاً وجود الرئيس الحريري في لبنان.
في المقابل، دبت الحركة في دار الفتوى عبر لقاءات شملت مختلف التلاوين السياسية، أكدت خلالها الدار أولوية عودة الرئيس الحريري إلى بيروت. كما دعت إلى التريث في تشكيل أي حكومة مقبلة، وعدم تأليفها من دون تنسيق مع الحريري الذي لا بديل منه مرشحاً في الوقت الحاضر. واذ رفضت الدار تداول أسماء بديلة، نفت تبنيها طرح حكومة تكنوقراط واعتبرت مصادرها انه "ليس على جدول الدار ولا موضع بحث". هذا الرفض أكده في المقابل النائب أسعد حردان باسم فريق 8 آذار الذي "لا يمكن ان يقبل بغير حكومة سياسية، أما حكومة التكنوقراط فتعتبر خياراً ساقطاً من الحسبان".
وقالت مصادر سياسية متابعة لـ"النهار" إن مطالبة البعض ببدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف يتبعه تأليف لحكومة جديدة، ومنهم الوزير السابق اشرف ريفي، لا تعدو كونها تعجيلاً للوقوع في فخ عدم القدرة على التكليف والتأليف، ولا الاتفاق على شكل الحكومة المقبلة، لان قوى 14 آذار لن تشارك في حكومة لا يرأسها الحريري أو الرئيس فؤاد السنيورة، ولن تغطي حكومة يشارك فيها "حزب الله" قبل انسحابه من سوريا. في المقابل، سيكون خيار حكومة من لون واحد يغلب عليها "حزب الله" ولا تحظى بغطاء 14 اذار، ولا بغطاء سني، قراراً بالمواجهة، وسيدفع لبنان الى مشاكل ربما ليست في الحسبان مع المجتمعين العربي والدولي.
أما الرئيس الحريري الذي انتقل أمس الى الامارات العربية المتحدة للقاء ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد قبل ان يعود الى الرياض، فتؤكد مصادر فريقه انه قد يتوجه أيضاً الى البحرين والكويت، وربما الى فرنسا. وهو سيحضر الى لبنان للقاء رئيس الجمهورية في زيارة تستمر يوماً أو يومين يعود بعدها للاستقرار بين باريس والرياض. وتؤكد المصادر ان العودة عن الاستقالة غير واردة، ولا مشاركة أي من أعضاء كتلته النيابية أو تياره السياسي في حكومة سياسية.
من جهة أخرى، تأمل الديبلوماسية الفرنسية التي تحركت للحفاظ على لبنان، في الحصول على بعض الاجوبة عن تساؤلاتها في الزيارة التي سيقوم بها الرئيس ايمانويل ماكرون للإمارات العربية المتحدة في نهاية الاسبوع، لافتتاح فرع لمتحف اللوفر فيها، وستكون له محادثات طويلة مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، أقرب حلفاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
وفي شأن متصل، أكدت الخارجية الأميركية أن "علاقتنا بالحكومة اللبنانية وثيقة ولن تتغير وندعم سيادة لبنان واستقراره".وكررت "اننا ندعم الحكومة اللبنانية لكننا نعتبر حزب الله منظمة إرهابية". واضافت: "لم يكن لنا علم مسبق بإقدام سعد الحريري على الاستقالة".
اما روسيا فاعلنت عبر وزارة خارجيتها أن "موسكو قلقة من تطورات الوضع في لبنان على خلفية استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري". ودعت "كل القوى الخارجية التي لها تأثير على تطورات الأوضاع في لبنان، إلى ضبط النفس واتخاذ مواقف بناءة، ما يعتبر أمرا بالغ الأهمية في ظل الأوضاع المعقدة في المنطقة بشكل عام".
الأخبار
السيسي يرفض اتخاذ إجراءات ضد حزب الله!
مرّ اليوم الرابع على إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من المملكة السعودية، والبلاد تحاول لملمة تداعيات الأزمة السياسية المفتوحة. وفي مقابل عاصفة الجنون السعودية والمواقف التصعيدية الهوجاء تجاه لبنان والتهديدات ضد الشعب والحكومة، وضع الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي استقرار المنطقة في خانة الأولويات، مترجماً دور مصر المتقدّم في ضبط أزمات المنطقة وحرصها على استقرار لبنان، كما حرصها خلال السنوات الماضية على استقرار سوريا والعراق ومواجهة الإرهاب.
وفي مقابلة له مع محطّة CNBC الأميركية، أكّد السيسي أن «مصر لا تنظر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله»، على الرغم من دعوات السعودية إلى فرض عقوبات على المقاومة اللبنانية وشنّ حربٍ على لبنان حكومةً وشعباً ومقاومة. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت بلاده في صدد القيام بخطوات خاصة بها ضد حزب الله، قال السيسي إن «الحديث هنا يجب ألا يدور عن اتخاذ خطوات أو عدم اتخاذها، بل عن هشاشة الاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى أن «الوضع في المنطقة لن يحتمل مزيداً من الاضطراب».
داخليّاً، انعكس التنسيق العالي بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، بضرورة التريث قبل اتخاذ أي إجراء دستوري في ما خصّ استقالة الحريري، إصراراً من عون على التشاور مع القوى السياسية الممثّلة في طاولة الحوار الوطني، ومع رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين. ويمكن القول إن حصيلة اليوم التشاوري الطويل أمس أفضت إلى وجود إجماع عام على التريّث، وعدم اعتبار استقالة الحريري نافذة، طالما أن عون لم يستمع إلى رئيس حكومته ويفهم منه أسباب استقالته. وبالتالي، فإن المطلوب قبل أي شيء آخر معرفة مصير الحريري، المنقطع عن «الاتصال السياسي» مع الرئاسة والحكومة وتصل أخباره الشخصية بشكلٍ متقطع إلى عائلته ومقرّبين منه. وعلّق برّي أمام زوّاره أمس على التطوّرات، مؤكّداً التفاهم التام مع عون، بهدف صياغة الاستقرار والوضع الداخلي. وقال برّي إن التريّث الآن مفتوح و«هذا الأمر عند رئيس الجمهورية الذي ينتظر عودة الرئيس الحريري قبل بتّ أيّ شيء»، مؤكّداً أن «الاستقالة ليست نافذة لأنها لم تقدّم وفق الأصول، والحكومة لا تزال قائمة، والوزراء كاملو المواصفات». وأكّد بري «أننا أمام سابقة في لبنان لم يسبق لها مثيل، من حيث الطريقة التي قدمت فيها الاستقالة من خارج الحدود». وردّاً على سؤال حول ما يحصل في السعودية، قال رئيس المجلس: «ما يحصل في السعودية هو شأن سعودي لا يعنينا.
الرئيس المصري: الوضع في المنطقة لن يحتمل مزيداً من الاضطراب
ما يعنينا هو عودة رئيس حكومتنا». وحسم بري أن «الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها، ولا تحتاج إلى اجتماع الحكومة»، قائلاً إن «الجو أكثر ملاءمة لإجراء الانتخابات لأنها تنتج صورة سياسية جديدة».
مطّلعون على أجواء عون وبرّي أكّدوا لـ«الأخبار» أن الموقف العام للرئيسين، بالتوافق مع فريق الحريري والقوى السياسية الرئيسية في البلاد، يتجّه نحو استمرار حالة التريّث إلى أبعد حدٍّ ممكن، وأن رئيس الجمهورية وحرصاً على وحدة البلاد وتجنيبها الأزمات الكبرى، باستطاعته تأجيل بتّ الاستقالة والتعامل مع الحكومة وكأنها لا تزال موجودة، بانتظار المستجدات. وبالتالي، فإن الحديث عن استشارات نيابية وتكليف رئيس جديد للحكومة سابقٌ لأوانه. والهدف من هذا الدفع هو كسب الوقت بانتظار عودة الحريري، وعدم إعطاء ذريعة لمن يريد نقل الانقسام إلى الداخل اللبناني، بترك الأمور في إطار المواجهة الوطنية مع حملة خارجية تستهدف استقرار البلاد.
الوضع الحالي يضع الرئيسين أمام احتمالين؛ ففي حال عدم عودة الحريري قريباً، سيظلّ الثنائي متوافقاً على اعتبار استقالته غير نافذة، مع استمرار الضغط على الدول الكبرى والدول الإقليمية لإعادته إلى لبنان. أمّا في حال عودته إلى لبنان وتقديمه استقالته رسميّاً لرئيس الجمهورية، فإن المرجّح إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، مع صعوبة تشكيلها بسبب رفض السعودية إشراك حزب الله فيها. وبالتالي، فإن المرجّح أن يبقى الحريري رئيساً مكلّفاً حتى موعد الانتخابات. أمّا في ما خصّ مسألة تشكيل حكومة «تكنوقراط» أو حكومة جديدة من دون حزب الله، فإن هذا الأمر لا يبدو وارداً مطلقاً تحت أي ظرف، كما يؤكّد لـ«الأخبار» أكثر من طرف سياسي معني. وأكدت المصادر أن «الحديث عن تشكيل حكومة من دون حزب الله هو رضوخ للضغط السعودي والإسرائيلي، وبمثابة جلب الفتنة إلى الداخل اللبناني، وهو ما سيواجهه جميع اللبنانيين».
الجمهورية
واشنطن: مع الحكومة وضد "حزب الله" ونصائح عربية للّبنانيِّين بصَون بلدهم
المشاورات جارية على قدمٍ وساق لانتشال لبنان من عنقِ زجاجة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، مع إعطاء فسحة زمنية لعلّها تشهد تطوّراً ما يقود الرئيس المستقيل للعودة إلى بيروت، ليُبنى على استقالته مقتضاها إمّا بقبولها وإمّا بعدمِه. والبارز في هذا السياق، أمس، موقف أعلنَته وزارة الخارجية الأميركية، وأكّدت فيه أنه "لم يكن لنا عِلمٌ مسبَق بإقدام الحريري على الاستقالة". وقالت: "علاقتُنا بالحكومة اللبنانية وثيقة ولن تتغيّر، وندعم سيادةَ لبنان واستقرارَه"، مشيرةً إلى "أنّنا ندعم الحكومة اللبنانية ونَعتبر "حزب الله" منظّمة إرهابية".
بَرز إلى جانب الموقف الأميركي، ما أعلنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنّ مصر لا تفكّر في اتخاذ أيّ إجراءات ضد "حزب الله".
وخلال مقابلة مع شبكة (سي.ان.بي.سي) قال السيسي ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت مصر ستدرس اتّخاذ إجراءات خاصة بها ضد الحزب: الموضوع لا يتعلق باتّخاذ إجراءات مِن عدمه.
مضيفاً أنّ "الاستقرار في المنطقة هشّ في ضوء ما يَحدث من اضطرابات في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والدول الأخرى، وبالتالي نحن في حاجة إلى المزيد من الاستقرار، وليس عدم الاستقرار". وتابع قائلاً: "المنطقة لا يمكن أن تتحمّل المزيد من الاضطرابات".
تخوّف عربي
وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ"الجمهورية": "ما حدثَ في لبنان لناحية استقالة الحريري "هو محلّ متابعة حثيثة، خصوصاً انّ الجميع يدركون حساسية الوضع اللبناني، الذي يعانيه منذ سنوات".
ونَقلت تخوّف مراجع عربية على الوضع في لبنان، وتأكيدها بأنّ هذا الوضع يضع المسؤولين اللبنانيين من دون استثناء امام مسؤولية صونِ بلدهم، وعدمِ الانزلاق الى ايّ امور او خطوات او انفعالات يمكن ان تؤثّر سلباً على لبنان، وتزيد من تفاقمِ الأزمة الحالية".
في المقابل، أكّد مرجع أمني لـ"الجمهورية" أن "لا خوف على الوضع الامني، خصوصاً وأنّ جملة تدابير اتّخذتها مختلف الاجهزة الامنية لمنعِ ايّ محاولة للعبَث به".
يأتي هذا الكلام في وقتٍ أشيعَت في بعض الاوساط مخاوف من حصول حوادث امنية، تفتعلها أجهزة معادية للبنان. ويأتي ذلك ايضاً في وقتٍ يتّضح فيه اكثر فأكثر انّ البلاد امام أزمة وطنية اكثر ممّا هي ازمة حكومية، بدليل نوعية المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والزيارات المتبادلة بين مختلف القيادات اللبنانية، وتحوُّل دار الفتوى محجّة للسياسيين، في وقتٍ غادر الحريري الرياض لبضعة ساعات الى ابو ظبي، وقابلَ وليّ العهد الشيخ محمد بن زايد، وقفلَ عائداً الى المملكة، دون ان يحوّلَ مسارَه نحو بيروت. هذا في وقتٍ أحيطَت فيه هذه الزيارة بإشاعات وتحليلات حول وضعه.
وفي وقتٍ تنقسم البلاد بين من يفضّل البدءَ باستشارات نيابية لتأليف حكومة جديدة وبين الداعي الى التريّث بانتظار وضوح الصورة، اعتبرَت مصادر سياسية انّه "اذا كانت عودة الحريري عن استقالته صعبة، ومعاودةُ مجلس الوزراء لجلساته مستحيلة، بسبب رفضِ فريق داخلي وعربي وجودَ "حزب الله" في الحكومة وتأكيده عدم جواز ان تكون منطلقاً للهجوم على السعودية، فإنّ تشكيل حكومة جديدة سيكون امراً أصعب". ولاحظت "نأيَ الادارة الاميركية بنفسها عن تطوّرات الداخل على رغم انّ البعض طلبَ منها ان تتدخّل".
إستدعاء السفراء
إلّا انّ دوائر قصر بعبدا قالت لـ"الجمهورية": "إنّ رئيس الجمهورية يفكّر باستدعاء سفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن وسفراء دول اوروبا والمجموعة العربية في الساعات المقبلة لوضعِهم في آخِر التطورات، وأنّه يتريّث في هذه الخطوة الى مساء اليوم بانتظار نتائج اتصالاته الخارجية لاستكشاف الخطوات المقبلة وتحرّكات الحريري تحديداً".
ومِن المقرر ان يوسّعَ عون في الساعات المقبلة إطارَ مشاوراته التي بدأها امس في مع قيادات وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية، لتشملَ مرجعيات غير سياسية، وفي طليعتِها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لبحثِ نتائج إعلان الحريري استقالته من خارج لبنان والسبل الكفيلة للخروج من الأزمة المتأتية عنها.
وعلمت "الجمهورية" انّ عون طمأنَ في لقاءاته الى انّ الوضع الأمني ممسوك وكذلك الوضع النقدي والإقتصادي، وأنّ البلاد تجاوزت تردّدات الاستقالة وما كان يمكن ان ينجمَ عنها لولا الإجماع الوطني الذي عبّر عنه القادة السياسيون من مختلف الأطراف، وإسراع المراجع المصرفية والنقدية والمالية الى التأكيد على قدرة لبنان على استيعاب ايّ فوضى مالية والتي استبِقت بتدابير ناجحة، كما بالنسبة الى جهوزية القوى العسكرية والأمنية. لكنّ عون حذّر بشدّة "من مخاطر الشائعات التي تساهم فيها مجموعات غوغائية احياناً، وأخرى تقصد جرَّ البلادِ الى فتنة داخلية، وأكّد ضرورةَ عدم الأخذ بها".
ونَقل زوّار قصر بعبدا أنّ عون "قدّم عرضاً مفصّلاً لتطورات ما قبل الاستقالة وأثنائها وبعدها وفق ما لديه من معطيات، وتحدّثَ عن الظروف الملتبسة للاستقالة وأكّد انّه يتريّث في اتخاذ ايّ موقف منها قبل ان يتسنّى له لقاء الحريري، آملاً ان يكون في بيروت في وقتٍ قريب".
وبحسبِ هؤلاء الزوّار فإنّ عون وصَف الاستقالة "بأنّها غريبة في الشكل والتوقيت والمضمون ومخالِفة لكلّ التقاليد والأعراف التي عرفها لبنان منذ الاستقلال الى اليوم، هذا عدا عن ظروفها التي لا يمكن توضيحها او الوقوف على الحقائق المحيطة بها قبل لقاء الحريري لتقرير ما يمكن القيام به في اقربِ فرصة ممكنة".
بعد ذلك طلب عون ممّن التقاهم إبداءَ رأيهم في هذه المعطيات ورؤيتهم لسبلِ مواجهتها بما يضمن الاستقرارَ في البلاد وطمأنة اللبنانيين الى انّنا جميعاً واعونَ لِما نشهده من استحقاقات كبرى تعني كلّ اللبنانيين قياساً على حجم الظروف التي تحيط بلبنان، والإصرار على تجنيبه تردّدات المخاطر مع الحفاظ على نسيجه وأمنه.
الغالبية تؤيّد التريّث
وقالت دوائر القصر الجمهوري لـ"الجمهورية": "إنّ غالبية من التقاهم عون أيّدوا التريّث بانتظار توضيح كلّ ما أحاط بالاستقالة، والوقوف على ما جرى مع الحريري والظروف التي دفعته الى هذه الخطوة، حمايةً للوحدة الوطنية وضماناً لمصالح اللبنانيين، فما يحصل لا يَستهدف طائفة أو مجموعة بقدر ما يستهدف لبنان بكامله".
برّي
بالتوازي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره إنّ اللقاء بينه وبين عون مساء الاثنين "كان ممتازاً جداً وإنّ الرئيس وضَعه في صورة مشاوراته". وأكّد بري "أنّ الاولوية التي تعلو كلّ الاولويات حالياً هي صون الاستقرار الداخلي، وهو ما تَهدف اليه المشاورات التي يجريها الرئيس عون".
وحول التريّث الرئاسي في قبول أو عدمِ قبول استقالة الحريري قال: "هذا هو التصرّف السليم".
وإذا ما طالَ هذا التريّث أجاب: "هذا الموضوع عند رئيس الجمهورية الذي ما زال ينتظر عودةَ رئيس الحكومة واللقاءَ به، وأنا معه في ذلك".
وخالفَ بري القائلين بأنّ الاستقالة اصبَحت نافذةً، وقال: "الاستقالة لم تقدَّم وفق الاصول، وبالتالي الحكومة ما زالت قائمة والوزراء ما زالوا "كاملي الأوصاف" ويمارسون مهامّهم بالكامل". واستدرك: "نحن امام سابقةٍ لم يشهدها لبنان من قبل لجهة الطريقة التي قدِّمت بها الاستقالة من خارج الحدود".
وحول ما يحصل في السعودية وعلاقة الحريري به قال: "ما يحصل في السعودية يعني السعودية ولا نتدخّل في شؤونها الداخلية، نحن ما يَعنينا هو رئيس حكومتنا".
وأكّد انّ الانتخابات النيابية "حاصلة في موعدها حتى إنّها لا تحتاج الى اجتماع حكومة، علماً انّ الجوّ اكثر من ملائم لإجراء الانتخابات لأنّها تنتج صورةً سياسية جديدة". وكان بري قد التقى امس السفيرَ الروسي الكسندر زاسبكين والنائبَين وائل ابو فاعور وغازي العريضي.
"التيار"
بدوره تحرّك رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على خط الضاحية ـ عائشة بكار فعَقد مساء الاثنين اجتماعاً مطوّلاً مع الامين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، وزار أمس على رأس وفد من "التيار" مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الإفتاء. وقال: "نحن أمام لحظة وطنية كبيرة ويمكن تحويل الأزمة إلى فرصة للتعاون".
وأدرَجت مصادر "التيار" هذه اللقاءات في إطار التأكيد على الحفاظ على الاستقرار والتشديد على الحفاظ على الوحدة الوطنية، وقالت لـ"الجمهورية": "إنّ الأزمة الوطنية التي تشهدها البلاد تتطلّب تضافرَ الجهود للخروج بموقف موحّد، مشيرةً الى انّه ستكون لـ"التيار" مروحة واسعة من اللقاءات والاتصالات لهذه الغاية"، ونفَت كلّ ما أشيعَ عن انّ باسيل الذي زار "بيت الوسط" الأحد الماضي قد عرض على مدير مكتب الحريري نادر الحريري ان يكون هو أو والدته النائب بهية الحريري، مَن يشكّل الحكومة، واصفةً هذه الأخبار بأنّها لا تخدم الوحدةَ الوطنية التي يسعى إليها "التيار"، وبأنّها لصَبِّ الزيت على النار"، مشدّدةً على انّ تحرُّك "التيار" ينطلق من موقف رئيس الجمهورية الواضح والثابت والحكيم والرافض للاستقالة قبل عودة الحريري والاطّلاع منه على حيثيات استقالته". وأكّدت" انّ المرحلة تستدعي الهدوء والوعي والحكمة و تثبيتَ الاستقرار".
دار الفتوى
وكانت دار الفتوى، قد غصّت لليوم الثالث بالزوّار، أبرزُهم الرئيس أمين الجميّل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والسفير الفرنسي برونو فوشيه. وقد أجمعَ زوّار الدار على أهمّية التريث وعدمِ اتّخاذ أيّ خطوة رسمية إلى حين عودة الحريري، وأكّد هؤلاء لـ"الجمهورية": "أنّ اللغة واحدة؛ التهدئة والتحلّي بالحكمة".
وقال الزوّار: "فهِمنا من المفتي دريان أنّ الاتصالات قائمة بين الدار ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، والثلاثة في الموجة نفسِها، إجماع على تعزيز روحية التريّث والهدوء، نظراً إلى انّ كلّ طرف يدرك خطورةَ الوضع الذي يمرّ به لبنان ودقّته".
وأشار هؤلاء الى انّ معظم من أمّوا دارَ الفتوى أصرّوا على الاطمئنان عن الرئيس الحريري والصدمة تغمرهم… إلّا أنّ المفتي لم يُشِر الى ايّ اتّصال مباشر أجراه مع الحريري، علماً انّ المفتي يُراهن على أنّ السعودية لطالما أحبّت لبنان. مِن دون أن يُنكر وجود حلقةٍ مفقودة يَجهلها الجميع وأنه لا يمكن أن تتوضّح إلّا شخصياً من الحريري بعد عودته".
زيارة الراعي
في هذا الوقت، يستعدّ الراعي لزيارة السعودية الاسبوع المقبل. وفيما تردَّد عن محاولات لثنيِه عن هذه الزيارة، عكسَ زوّاره إصرارَه على إتمامها، على اعتبار انّ الوقت الراهن هو اكثرُ مِن مناسب لذلك لإجراء اتصالات من اجلِ لبنان وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأكّدت مصادر كنَسيّة لـ"الجمهورية" أنّ "بكركي تدرس كلّ الظروف المحيطة بزيارة البطريرك الراعي الى السعودية، وذلك في ضوء الأوضاع التي يمرّ بها لبنان في هذه المرحلة، وعليه ستبني على الشيء مقتضاه، ويتمّ تقرير استمرار الزيارة من عدمِها".
الديار
أوقفوا هذه المهزلة والذل والعار بالتفتيش عن الحريري واجراء المشاورات بشأن استقالته
الحريري لن يؤلف حكومة والجميع جبان امام اعتداء السعودية
الاتجاه الى حكومة حيادية برئاسة قاضي سنّي تشرف على الانتخابات النيابية
منذ شهرين ووزير سعودي لشؤون الخليج هو السبهان عميل إسرائيلي من الطراز الأول يهاجم لبنان، ولا احد يردّ عليه، ويهاجم حزب الله ويحرّض الشعب اللبناني على المقاومة، ولا أحد يردّ عليه، بل هنالك من يشجعه سراً او بتصريحات شبيهة بتصريحاته بصورة غير مباشرة.
ثم انتقل الوزير السعودي العميل السبهان الى القول انه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم من الأعلى، من المتآمر الأول الملك سلمان، الى المتآمر الأول على لبنان محمد بن سلمان، الذي يريد الإسلام المعتدل، مثلما قال لواشنطن، ويؤلف لجنة لتعديل الحديث الشريف.
ومع كل ذلك، لا يرد احد على الوزير السعودي العميل الإسرائيلي السبهان، ثم قام السبهان بتحريض الحكومة والشعب على المقاومة، وفي ذلك رسالة الى الرئيس الحريري واثر ذلك تم استدعاؤه لأول مرة، وتم البحث معه في إمكانية تحريك الجيش اللبناني ضد المقاومة، فأبلغ الرئيس سعد الحريري السعودية استحالة الامر، وعاد الى بيروت. لكن الحريري الموالي للسعودية وصاحب الجنسية السعودية، كان يهاجم ايران والمقاومة بشكل مستمر في محيطه واجوائه وان كان لم يعلن ذلك، وان كان قدم الى السعودية على طبق من فضة ردا على الرئيس روحاني واثر ذلك تم استدعاء الحريري مرة ثانية الى السعودية، وبكل وقاحة قدم استقالته من الرياض، وفي اكبر عار لتاريخ لبنان يقوم رئيس وزراء لبناني بتقديم استقالته من عاصمة توجّه الاحتقار الى الشعب اللبناني والمقاومة، وهي السعودية الذليلة بملوكها وآل سعود، انما شعبها طيب، ولا يريد هذه العائلة المالكة، بل تحكمه بالقوة، والدعم الأميركي وانتشار الموساد الإسرائيلي في السعودية.
ضاع الرئيس سعد الحريري في السعودية، منهم من يقول انه قيد الإقامة الجبرية، منهم من يقول انه ممنوع من السفر، واخبار تافهة، ساعة صورة له مع الوزير السبهان، وصورة له مع الملك سلمان، وتارة زيارة لابو ظبي، وكأن طائرته أضاعت الاتجاه، فبدلا من ان يسافر نحو بيروت، سافر الى أبو ظبي، ولكن طبعا معه الشرطة والجيش السعوديان ضمن طائرته، كي يذهب الى أبو ظبي ويعيدونه الى الرياض.
ولم يعد من المسموح ان يعود الحريري الى لبنان والشعب اللبناني لا يريده، لانه جبان امام القيادة السعودية وتابع لها وعبد لها. ولان جنسيته السعودية هي اهم عنده من الجنسية اللبنانية ومن انه مواطن لبناني، ورئيس حكومة لبنان التي يتبعها شعب لبناني عظيم له عزة نفس الف مرة اكثر من كل آل سعود والعائلة الحاكمة.
وان حذاء آخر مواطن لبناني يساوي أعلى رأس في السعودية يتآمر على لبنان، وان حذاء اخر مواطن لبناني يساوي رأس الوزير السعودي السبهان عميل إسرائيل، ومع ذلك تعتدي علينا السعودية، ويختفي الرئيس سعد الحريري، ولا احد يستطيع الاتصال به، مثل لعبة قذرة، لم يحصل مثلها في التاريخ، الا عندما ارتكب القذافي جريمة إخفاء الامام الصدر ورفيقيه.
سعد الحريري يختفي ورئيس الجمهورية يفتش عنه، واتصال وحيد يتيم حصل بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يجري الاتصالات الداخلية ومع رؤساء الأحزاب والوزراء كأن المشكلة هي داخلية، وهل لا يعرف رئيس الجمهورية اللبناني ان السعودية تغلي وايران تغلي واسرائيل تغلي والمنطقة كلها على أبواب انفجار او ان الغليان يسيطر عليها كلها، والجميع خائف، والصواريخ البالستية تسقط على الرياض قبل ان تتدخل صواريخ اميركا في آخر لحظة لاسقاط الصاروخ البالستي. والسعودية سقطت في اليمن، والسعودية فشلت في حصار قطر، والسعودية تعتقل الامراء السعوديين بتهمة الفساد، ما يصرفه الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان في الشهر، يقدّم المعيشة لمدينة جدة كلها، ما يصرفه الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان يقدم اكبر المشاريع في الرياض، لكنهم هم خارج الفساد، لكن محمد بن سلمان أراد تصفية الجميع تحت تهمة الفساد، فأقصى أولاد بن عبد العزيز وكذلك احفاد أولاد بن عبد العزيز، وكل ذلك تحت تهمة الفساد.
نحن في أي زمن كي تعتدي علينا السعودية، ولماذا لبنان يخاف من السعودية، ولماذا يهادن لبنان السعودية، ولماذا نعيش تحت تهديد طرد اللبنانيين من السعودية، واللبنانيون هم من قاموا باعمار السعودية، ومن هم الطيارون السعوديون الذين لا يعرفون الا قصف الأطفال والأولاد والنساء في اليمن، وهم جاؤوا سنة 1964 الى لبنان مع الأمير الراحل ولي العهد سلطان، ويومها كان وزير الدفاع الى مطار رياق ليشاهدوا طائرات الميراج الحربية والطيارين اللبنانيين يطيرون عليها، فيما الطيارون السعودية خافوا من الطائرات النفاثة الخارقة لجدار الصوت، وهذا حصل سنة 1964.
ولكن ماذا نقول في هذا الزمن الرديء وماذا نقول لماذا كل هذه المشاورات الداخلية، ومعروف ان الرئيس الحريري لن يؤلف أي حكومة ولن يعود عن استقالته، وهو جبان امام القيادة السعودية ويأتمر بأوامرها. وماله وثروته من لبنان وجزء بسيط منها في السعودية. ولماذا يسكت الجميع عن الوزير السعودي العميل الإسرائيلي السبهان، ولماذا لا يحتج لبنان على السعودية، ولماذا لا يهاجمها، ولماذا يبكي المذيعون على التلفزيونات اللبنانية ويذرفون دموع التماسيح وهم يقدمون البرامج السياسية عن استقالة الرئيس سعد الحريري.
فليذهب الحريري ولم نعد نريده في لبنان، ولم نعد نريد رئيس وزراء لبناني جبان، ونحن لا نقبل باعتداء سعودي على لبنان، ومهاجمة لبنان، ومن هو هذا السبهان الحقير امام حذاء أي لبناني.
نحن اللبنانيين قاتلنا، ودافعنا عن لبنان، ودفعنا دماء غالية، ولم نخف من احد، بينما آل سعود يخافون من قبائل حوثية وينهزمون امامها. بل ان آل سعود دفعوا 200 مليار الى الرئيس الأميركي وهم يستعدون لدفع 400 مليار دولار كي يقوم الرئيس الأميركي بحمايتهم من ايران، ومن الصواريخ البالستية اليمنية.
يهددنا هذا الوزير السبهان العميل الإسرائيلي، ويقول ان الحرب آتية، فليأت هذا الجبان هو وآل سعود الى لبنان، او الى اية نقطة يريدها في المشرق العربي، اما الزمن الرديء فهو ان يخاف المسؤولون اللبنانيون والقيادات اللبنانية كلها من السعودية ومن جبانة السعودية ومن جبن آل سعود، ومن عمالتهم لإسرائيل وأميركا.
لم نعد نستطيع تحمّل العار الذي تحاول السعودية الحاقه بنا، نحن اعظم منها، نحن اعظم من آل سعود، لا يستحقون ان يكونوا عبيدا عندنا، ولو انهم يملكون كل ثروات النفط والغاز وآلاف مليارات الدولارات، فانهم حقيرون وأذلاء وعملاء لإسرائيل وأميركا، وانهم خانوا القضية الفلسطينية، وان عواطفهم هي مع العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. ونحن ننبذهم، وهم ليسوا عربا، ولا يعرفون العروبة.
بالله عليك يا فخامة الرئيس أوقف المشاورات، ولا تطلب سفراء الدول الخمس، فالنتيجة معروفة، وهي ان الحريري لن يعود ويؤلف حكومة، واتخذ خطوتك فأنت اقسمت اليمين، للحفاظ على الدستور، والدستور يقول انه فور استقالة الحكومة دون تحديد شفهيا او خطيا، او عبر استقالة ثلث أعضائها، فانك ملزم يا فخامة الرئيس بدعوة رئيس مجلس النواب الى مشاورات ملزمة لتحديد شخصية رئيس الحكومة. واذا فشلت المشاورات فان الاتجاه معروف منذ الان، ان السعودية لا تريد حكومة سياسية في لبنان، وهي تكره لبنان وتعاديه، فاتخذ قرارك يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون. واتفق مع الأطراف على قيام حكومة حيادية برئاسة قاضي من الشخصيات السنيّة النزيهة، وقوموا بتأليف حكومة حيادية تشرف على الانتخابات النيابية، وتابعوا المسيرة، وتوقفوا عن هذه اللعبة القذرة بالتفتيش عن الحريري، وهذه اللعبة الحقيرة من استطاع الاتصال بالحريري ومن استطاع ارسال له رسالة او تلقى رسالة، فان آخر همّ عندنا اين يكون الحريري، ومن هو سعد الحريري، غير انه عبد عند آل سعود، ولا نريد ان نعرف اذا كان سيعود الى لبنان او لا يعود، ونحن نريد ان لا يعود، وهو سبّب الذل للشعب اللبناني، فليرحل عنا مع ذلّه الى آل سعود، ولبنان مليء بالشخصيات السياسية الكبيرة والنزيهة، ونحن لنا الشرف ان نعيش كطائفة سنية كريمة وعظيمة، وطائفة مارونية كبيرة وعظيمة، وطائفة شيعية وسنيّة عظيمة، وطائفة درزية كبيرة وعظيمة، وطائفة روم ارثوذكس وكاثوليك وارمن وعلويين وكلهم طوائف عظيمة وكبيرة، ونحن نفتخر اننا شعب لبناني يعيش الاستقرار، ويعيش الامن، وجيشه قوي ومقاومته هزمت إسرائيل، فكيف نقبل بالاعتداء السعودي علينا، وكيف نقبل بأن يضيع رئيس وزراء لبنان في السعودية، وبالله عليكم أوقفوا هذه اللعبة السخيفة بالتفتيش عن الرئيس الحريري، ونقول للرئيس نبيه بري، يا دولة الرئيس لا تقل الامر بعيد بعيد، وليس من مشاورات وليس هنالك بحث الان في حكومة جديدة، ويا فخامة الرئيس العماد ميشال عون يكفي مشاورات مع القيادات، وانت تعرف ان الحرب إيرانية – سعودية – إسرائيلية وان كل اطراف الداخل لا تأثير لهم على الامر، ونحن نقول خصوصا ونتوجه لسماحة السيد حسن نصرالله بالتوقف عن الاعتدال والحكمة، لأننا في زمن يستحق المواجهة الكاملة، وانت يا قائد المقاومة مثال للشجاعة والمواجهة الكاملة، ونحن ننتظر منك المواجهة مع السعودية ومع آل سعود ومع أزلام إسرائيل وأميركا، فبالله عليك يا قائد المقاومة، ننتظر منك المواجهة،
ويا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، لا ترسل الوزير جبران باسيل للتشاور مع المقاومة، بل خذ موقف المواجهة، فأنت القائد الأعلى للجيش اللبناني، وجيشك كله اسود ونمور وابطال، وشعبك اللبناني يحبك، ويلتفّ حولك، فخذ قرار المواجهة ولا تخف من السعودية، وتوقف عن التشاور مع الجميع، وانت المؤتمن على الدستور والدستور يقول عند استقالة الحكومة يجب استشارة حكومية، ولا يحق لك عدم تطبيق الدستور، فالرجاء منك يا فخامة الرئيس تطبيق الدستور واجراء الاستشارات من اجل تعيين شخصية سنية من الطائفة السنية الكريمة، واذا فشلت الاستشارات الحكومية فلا بد من تسوية داخلية لحكومة حيادية برئاسة قاضي كبير نزيه على الأقل، يشرف معه وزراء نزيهون من كل الطوائف ولا تكون الحكومة سياسية ويتم اجراء الانتخابات النيابية ويهدأ الوضع وشتان ما بين ان تكون البلاد في استقرار وشتان من ان نفتش عن الحريري، سواء كان في السعودية او عند محمد بن سلمان او الملك سلمان او قيد الإقامة الاجبارية او التوقيف او عند محمد بن زايد في أبو ظبي او في أي مكان من العالم، ونحن لا نسأل عن سعد الحريري، ولا نعتبره انه رئيس وزراء لبنان بل انه سقط في الهاوية سقط في الذل سقط في العار سقط في الجبن سقط في سرقة أموال الشعب اللبناني، من سوليدير وغيرها، وليتوقف الوزير جبران باسيل عن التشاور مع مستشار الحريري نادر الحريري، وكل ذلك لا ينفع، بل اننا نحتاج الى شجاعة القرار، فكيف اتخذت يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون قرارك بالحرب ضد القوات اللبنانية مرتين وكيف اتخذت قرار حرب التحرير ضد الجيش السوري وانت اليوم في اعلى منصب والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي يدك القرار، والفرق كبير عندما قمت بحرب ضد القوات وقمت بحرب تحرير ضد الجيش السوري وانت رئيس حكومة مؤقت، بينما انت اليوم رئيس جمهورية منتخب والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وانت الذي اقسمت اليمين على الدستور فكيف لا تقوم بالخطوة الكبيرة الشجاعة بردع الاعتداء السعودي عنا وعدم التفتيش عن الحريري وأين هو، ولماذا لا تقوم وفق الدستور باجراء الاستشارات النيابية في شأن اختيار شخصية رئيس الحكومة عبر استشارات الزامية يقوم بها الرئيس نبيه بري، وفق الدستور ويقدمها لك، وعندما تفشل الاستشارات الحكومية نفتش عن تسوية لحكومة حيادية او حكومة عسكرية، او تبقى البلاد من دون حكومة، لكننا لا نريد عودة الحريري لانه الحق الذل والعار بالشعب اللبناني امام عائلة فاسدة هي عائلة ال سعود عملاء إسرائيل منذ ان اقاموا المملكة العربية السعودية.
أوقفوا هذه المهزلة وهذه الحقارة بالتفتيش عن سعد الحريري، فقد الحق بنا العار والذل ونحن لا نريده، لا رئيس حكومة ولا مرشحا للانتخابات، ولا مواطنا لبنانيا، بل هو اختار ان يكون مواطناً سعودياً فليبق في السعودية، وليعش عبدا عند آل سعود بعدما كان اميرا في لبنان ورئيسا للحكومة اللبنانية، وفي اعلى منصب وفي المنصب الثالث في لبنان، وفي ذروة السلطة التنفيذية. فان كان قد اختفى في السعودية واعلن الاستقالة من هناك فهو لا يستحق العودة الى لبنان، ويجب سحب الجنسية اللبنانية منه، لا بل يجب محاكمته، على خيانته للشعب اللبناني والحاق العار والذل بالشعب اللبناني نتيجة هذه الاستقالة من السعودية ونتيجة هزّ الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي في لبنان بقرار سعودي وهو اعتداء على لبنان وضوء اخضر لعدوان إسرائيلي على المقاومة، بتغطية أميركية او بحرب على ايران او ان المنطقة كلها تغلي ولا نعرف ماذا سيحصل ومع ذلك نفتش نحن عن سعد الحريري كأنه المنقذ، وهو الضائع في غياهب آل سعود واموالهم القذرة.
يا فخامة الرئيس، أوقف التفتيش عن سعد الحريري يا فخامة الرئيس أوقف هذا الذل عن الشعب اللبناني الذي تسمّيه شعب لبنان العظيم، يا فخامة الرئيس العماد ميشال عون، أوقف هذا الوزير السعودي السبهان عن إهانة لبنان وشعب لبنان، وعندنا من الوسائل الإعلامية والتلفزيونية والصحف ما يكفي لفضح آل سعود وهذا العميل الإسرائيلي السبهان.
يا فخامة الرئيس، ارفع رأسك في قصر بعبدا، ولا تفتش عن رئيس وزراء ذهب الى العار والذل واختفى في السعودية، يا فخامة الرئيس، خذ قراراتك كمؤتمن على الدستور ومسؤول عن البلاد وشعب لبنان العظيم يناديك، ويطالبك بأن تبقى على شجاعتك وان تجد الحل الداخلي اللبناني بتسوية دون مشاورات ومهما تكن النتائج، فلن يفيدك احد، الا الحفاظ على الدستور ومحبة الشعب اللبناني ووحدة الشعب اللبناني بكل طوائفه، وقوة لبنان بجيشه ووحدته، والوحدة الوطنية اللبنانية.
اللواء
لهذه الأسباب أُعلِنت الإستقالة من الرياض
الحريري في بيروت خلال أيام .. والحل يبدأ من إلتزام التسوية
يتخذ الوضع اللبناني من باب استقالة الرئيس سعد الحريري، ابعاداً إقليمية ودولية، مع تصاعد التوتر والتهديدات المتبادلة بين المملكة العربية السعودية وطهران، مع إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان ان تزويد إيران "للميليشيات" الحوثية بالصواريخ هو عدوان عسكري مباشر من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة.
وفي إطار التداول والتشاور حول تطورات الموقف استقبل ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمّد بن زايد الرئيس الحريري، الذي وصل إلى أبو ظبي آتياً من الرياض والتي عاد إليها بعد الزيارة.
ونقلت وكالة انباء الإمارات ان الشيخ محمّد أكّد للحريري "وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب لبنان بشأن التحديات والتدخلات الإقليمية التي تواجه وتعيق طريق البناء والتنمية فيه وتهدّد سلامة وأمن شعبه الشقيق" (في إشارة إلى ايران).
وذكر حساب الشيخ محمّد على "تويتر" ان المسؤول الاماراتي استقبل سعد الحريري وبحث معه العلاقات الأخوية، واطلع على الأوضاع والتطورات في لبنان.
وفيما كانت كتلة "المستقبل" التي اجتمعت في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أمس، تتابع لقاءات الرئيس الحريري، وتعلن انها تنتظر عودة الرئيس الحريري، وتتمنى "خروج لبنان من الأزمة التي يمر بها في هذه المرحلة في غياب رئيس الحكومة"، علمت "اللواء" من مصادر مطلعة ان الرئيس الحريري سيعود إلى بيروت خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ستحضر الاستقالة ومصيرها في اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي كان تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبحث معه الموقف بعد استقالة الحريري.
ونقلت قناة "الميادين" ان روحاني أبلغ عون ان "الاتحاد بين مكونات الشعب اللبناني يضمن تجاوز الفتن والمشاكل الاقليمية".
لماذا من الرياض؟
في هذه الأثناء اعتبر دبلوماسي عربي بارز أن إختيار الرياض مكاناً لإعلان استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري تمّ عن سابق تُصوّر وتصميم للتأكيد على قدرة المملكة العربية السعودية بالتأثير في الواقع السياسي اللبناني بعد أن أخلت الأطراف المؤيدة لحزب الله بأسس التسوية التي أدت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتأليف حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري، وتخلت عن التزاماتها بتحييد لبنان عن الصراعات القائمة، واستمرت في محاولاتها لإلحاقه بالحلف الإيراني واستعماله كمنطلق وقاعدة لاستهداف الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها.
وقال المصدر لـ"اللــواء": ان الإخلال بالتوازنات السياسية القائمة ومحاولة الاستقواء بسلاح الحزب لمصادرة قرارات الدولة اللبنانية كانت إحدى الأسباب التي أدت إلى استقالة الحكومة الحريرية، في حين كان بالإمكان تجنّب هذه الخطوة لو التزم رئيس الجمهورية بأسس التسوية وتصرف كرئيس فعلي للبلاد وعلى مسافة واحدة من كل الأطراف من دون الانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك إلا بما يحقق مصلحة لبنان واللبنانيين.
وشدّد الدبلوماسي المذكور على ان مسألة استقالة الحكومة لا تحتمل التأويل بعد بيان الاستقالة التفصيلي الذي تلاه الرئيس الحريري، بينما يبقى تأليف حكومة جديدة مرتبطاً بمراعاة مبادئ التسوية وأسسها والحفاظ على التوازنات السياسية ووضع حدّ لكل الأعمال والممارسات التي يقوم بها الحزب ضد الدول العربية انطلاقاً من لبنان والالتزام بسياسة النأي عن النفس والحيادية في الصراعات القائمة بالمنطقة وأي محاولة لتجاوز هذه المبادئ والأسس والتوجه إلى تأليف حكومة جديدة من لون واحد تميل لصالح "حزب الله" وإيران كما حصل نهاية العام 2010، ستؤدي حتماً إلى زيادة عزلة هذه الحكومة والرئاسة معاً واتخاذ اجراءات فورية لمقاطعتها من معظم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، سياسياً واقتصادياً وعلى كل المستويات.
مواقف دولية
دولياً، أعلنت الخارجية الأميركية ان "علاقتنا بالحكومة اللبنانية وثيقة ولن تتغير وندعم سيادة لبنان واستقراره، مشيرة إلى اننا "ندعم الحكومة اللبنانية، ونعتبر حزب الله منظمة إرهابية"، لافتة إلى انه "لم يكن لنا علم مسبق بإقدام سعد الحريري على الاستقالة".
بدورها، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تطورات الوضع في لبنان بعد استقالة الرئيس الحريري، داعية القوى الخارجية كافة ذات النفوذ في لبنان إلى "ضبط النفس واتخاذ مواقف بناءة".
ومن واشنطن، نبهت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الى ان التوتر الراهن في الشرق الاوسط وخصوصا بين السعودية وايران "يمكن ان يؤدي الى تداعيات بالغة الخطورة".
وردا على سؤال عن التوتر بين السعودية وايران خلال مؤتمر صحافي، قالت موغيريني "دعوني ابث بعض الحكمة الاوروبية في عالم يبدو انه جن تماما: الامر خطير".
اضافت "يجب اعادة الهدوء، ان مستوى المواجهة في المنطقة قد يترك تداعيات بالغة الخطورة، ليس فقط على المنطقة بل خارجها ايضا"، ولكن من دون ان تحمل جهة محددة المسؤولية. وتوقفت ايضا عند الوضع في لبنان الذي قدم رئيس وزرائه سعد الحريري استقالته السبت من الرياض موجها اتهامات الى حزب الله وحليفته ايران، مؤكدة ايضا انه مصدر "قلق".
مشاورات بعبدا
وعلى صعيد المعالجات، وفي تقدير مصادر رئاسية وسياسية ودستورية أيضاً، ان عودة الرئيس الحريري إلى لبنان باتت مفتاح حل الأزمة التي نشأت عن إعلان استقالته من الرياض، وكذلك معالجة تداعياتها، سواء على صعيد تصريف الأعمال، أو تأليف حكومة جديدة، على الرغم من ان كثيراً من الأمور ما يزال يلفها الغموض، خصوصاً وأن الاستقالة أعلنت من الخارج في سابقة لم يلحظها الدستور من قبل والذي لم يلحظ أيضاً وقتاً محدداً لصدور بيان قبول الاستقالة أو رفضها من قبل رئيس الجمهورية، الذي ما زال على موقفه في ما يتعلق بالتريث في قبول الاستقالة، وعدم الذهاب إلى أي خطوة قبل ان يلتقي الرئيس الحريري شخصياً ويستمع إلى ما لديه في هذا الخصوص.
وبحسب ما أكدت مصادر بعبدا، فإن تصريف الأعمال يحتاج إلى وجود رئيس الحكومة في لبنان وتحديداً في السراي الحكومي، كما ان أي توضيح يتم من التواصل بينه وبين الرئيس الحريري كفيل في رسم المشهد اللاحق.
وقالت المصادر نفسها ان الرئيس ميشال عون يحترم كرامة وموقع رئاسة الحكومة، ويتمسك بالدستور وبفلسفة الدستور ومقتضيات الميثاق الوطني، وهذا سبب إضافي للتريث.
ولفتت إلى ان كل أسباب هذا الفهم لاستقالة الرئيس الحريري شرحها الرئيس عون للقادة السياسيين ورؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الحكومة السابقين ورؤساء الكتل النيابية الذين فتح لهم أبواب بعبدا، للتشاور معهم في ما يمكن عمله إزاء ملابسات هذه الاستقالة، مؤكدة ان "لا شيء في الدستور ينص على ان الاستقالة يجب ان تقدّم بشكل خطي أو مباشر، فمجرد إعلانها من رئيس الحكومة يعني انها تمت وهي قائمة، ولكن وعلى الرغم من ذلك، فإن الرئيس عون يُصرّ على التريث وتحضير الأرضية للمرحلة المقبلة".
ولاحظت المصادر شبه إجماع توفّر حيال تأييد الخطوة الرئاسية، غير ان هناك من السياسيين من فضل عدم التأخير في بدء الموضوع، ومنهم من عرض لرأيه السياسي وقدم اقتراحات مكتوبة من الرئيس ميشال سليمان، ومنهم من أشار حقيقة إلى موضوع "حزب الله" وعلاقته بالأزمة.
اما الرئيس عون، فظل، بحسب مصادر بعبدا، يستمع إلى ضيوفه السياسيين، إذ بالنسبة إليه تبقى عودة الحريري مهمة لإزالة الالتباس والاطلاع على الظروف التي أملت عليه قرار يُتخذه للمرة الأولى خارج لبنان، وفي خطوة بعيدة عن الأعراف والتقاليد، كما لكل ما اشيع عن إقامة جبرية وغير ذلك.
ولفت الانتباه، على هامش مشاورات عون والتي يفترض ان تستكمل اليوم أيضاً لتشمل احزاباً وروابط وسفراء غداً الخميس، ان الأبواب الإعلامية فتحت أيضاً للرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة، ومن ثم اغلقت امام رؤساء الأحزاب والكتل، بعدما لاحظ المعنيون ان بعض المواقف خرجت عن الغاية المنشودة، وطاولت مسألة تأليف الحكومة الجديدة، حيث اقترح الرئيس سليمان حكومة حيادية أو تكنوقراط رفضها فريق الثامن من آذار، كما طاولت مسألة التسوية السياسية التي أنتجت العهد الحالي، حيث رأى الرئيس أمين الجميل انها سقطت "لان كل تسوية لها أجل"، في حين لفت الرئيس نجيب ميقاتي إلى ان تريث عون في اجراء الاستشارات النيابية الملزمة من باب الحكمة، وشدّد الرئيس فؤاد السنيورة على "ضرورة تصويب البوصلة وإعادة الاعتبار على الصعيد الداخلي عبر احترام اتفاق الطائف والدستور واستعادة الدولة القوية المسؤولة عن كامل اراضيها".
اما النائب وليد جنبلاط الذي كلف ابنه تيمور الحلول مكانه بداعي المرض، فقد أعلن عبر موقعه على "تويتر" انه يؤيد كل التأييد مواقف الرئيسين عون وبري في ان الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار".
وفي السياق، أفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الرئيس عون تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال انه عرض معه الأوضاع العامة والتطورات الراهنة، كما تمّ التداول في عدد من مواضيع الساعة، من دون الإشارة إلى استقالة الحريري.
وذكر مساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، حميد أبو طالبي، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على "تويتر" ان روحاني قال لعون "إن الوحدة والانسجام والتماسك بين القوميات والطوائف واتباع الأديان والمذاهب اللبنانية تضمن اجتياز الفتن الخارجية والمشاكل الاقليمية".
دار الفتوى
ولليوم الثالث على التوالي، ظلت دار الفتوى ملتقى القيادات السياسية والروحية والحزبية للتشاور مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في تداعيات عاصفة الاستقالة.
ولوحظ ان معظم القيادات التي تشاور معها الرئيس عون أمس، حضرت للقاء المفتي دريان، بما يُؤكّد ان المواقف الصادرة عن بعبدا ودار الفتوى كانت متناسقة على حدّ تعبير مصادر رئاسة الجمهورية، في حين اعرب المفتي امام زواره عن تقديره لمواقف الرئيسين عون ونبيه برّي بالتريث والتروي في معالجة الأزمة، آملاً من جميع القوى السياسية ان تتحلى بالمزيد من الصبر والحكمة لحل هذه القضية الوطنية.
وكان اللافت من زوّار دار الفتوى أمس إلى جانب الرئيس الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والسفير الفرنسي برونو فوشيه وفد يمثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ووفد اتحاد العائلات البيروتية والنائب قاسم هاشم، وفد "التيار الوطني الحر" الذي ترأسه رئيس التيار الوزير جبران باسيل، الذي أكد "اننا جميعنا خاسرون وبتفاهمنا نخرج من الأزمة".
تجدر الإشارة إلى ان باسيل التقى مساء أمس الأول الأمين العام "لحزب الله" السيّد حسن نصر الله، حيث "تم التداول ليشكل مفصل بكل المجريات السياسية الراهنة محلياً واقليمياً ودولياً، بحسب ما أفادت محطة "المنار" الناطقة بلسان الحزب.
وكان وفد من "حزب الله" ضم مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق وفيق صفا والنائب نوار الساحلي، زار أمس وزير العدل سليم جريصاتي الذي أكد ان "الوفد سأل من النواحي الدستورية للاستقالة وما يُمكن ان ينجم عنها، والاجتماعات المتاحة لمعالجة آثار الاستقالة من الخارج.
وإذ أعلن جريصاتي اننا اتفقنا على مقاربة الرئيس عون وبري للموضوع، أوضح ان الوفد كان مستفسرا أكثر من مبادراً لأي شيء آخر.
وفي عين التينة بقيت خطوط الرئيس نبيه برّي مفتوحة في أكثر من اتجاه مواكبة لتطورات استقالة الرئيس الحريري، وهو التقى في هذا السياق النائب وائل أبوفاعور موفداً من النائب وليد جنبلاط. ونقلت عنه أوساطه أنه يؤيد خطوات رئيس الجمهورية لاحتواء الأزمة، مشيراً إلى أنه ينتظر عودة الرئيس الحريري لمعرفة ملابسات استقالته.
البناء
السعودية تعلن حرب البحر الأحمر وتعتبر السيطرة على ميناء الحديدة أولوية
جولات صامتة للحريري إلى البحرين وأبو ظبي… وجولات صاخبة لمشاورات بعبدا
إجماع لبناني… على تحرير الحريري… ومتى عاد واستقال… على إعادة تسميته
بدت القيادة السعودية، بدعم أميركي "إسرائيلي" مباشر، وقد وضعت أولويتها نحو خوض معركة البحر الأحمر، من بوابة السيطرة على ميناء الحديدة اليمني، فولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يصعّد بوجه إيران يدرك أنّ الحرب المباشرة فوق طاقة السعودية، ولا يريدها إلا طلقة أخيرة تمهّد لطاولة التفاوض، التي يريدها كما يريد "الإسرائيليون" أن تضمّ ملفات المنطقة كلها قبل انعقاد شروط التسوية السورية، ويكون الملفان اللبناني واليمني أبرز ما عليها، بين السعودية وإيران، برعاية دولية. لكن معركة حسم الحديدة هي المدخل لتحسين الوضع، وإحكام السيطرة على البحر الأحمر، وأسباب بن سلمان الداخلية لحربه كثيرة، لكن الأسباب الأميركية "الإسرائيلية" محصورة بالحصيلة التي أسفرت عنها معارك السنوات الماضية على بحار المنطقة، فبحر قزوين صار بحيرة روسية إيرانية، مع انضمام أذربيجان وكازاخستان إليهما، والبحر الأسود حسم بوجود روسيا وتركيا في ضفة واحدة، وهما الدولتان الوازنتان على ضفافه، والخليج ساحة تقابل خطيرة لا تحتمل حرباً بين إيران من جهة وأميركا والسعودية من جهة أخرى، والبحر المتوسط هو بحر التوازنات ورسم المعادلات، حيث يوجد الجميع، وخصوصاً أمن "إسرائيل" المباشر التي لا تحتمل حرباً تخسرها، وقد صار الروس فيه أكثر مما كان عليه حال الأميركيين يوم أسموه بحيرة أميركية، ففرص إقامة التوازن محصورة بالنسبة للأميركيين و"الإسرائيليين" ومن ورائهم السعوديين بالسيطرة على البحر الأحمر، وفي قلبه اليمن، حيث يثبت أنصار الله مقدرتهم على الصمود وفرض معادلات جديدة، وحيث قبالتهم في جيبوتي قواعد صينية، وفي أريتريا كما تقول "إسرائيل" والسعودية قواعد للحرس الثوري الإيراني، وبالتالي لا بدّ من حسم الساحل اليمني لإعادة التوازن إلى البحر الأحمر نفسه، وليس لحسم السيطرة المستحيلة عليه.
لبنانياً، تبلورت الصورة بوضوح أكبر، فالقناعة اللبنانية الجامعة، هي أنّ الوضع الذي توحي به الصور التي تبث لتنقلات رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، وقد شملت أبو ظبي والبحرين، وبقيت زيارات صامتة، تؤكد الشكّ باليقين أنه "استُقيل" ولم يستقِل، وقد عبّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزواره في مداولات صاخبة شهدها قصر بعبدا، عن تساؤلات من نوع، طالما يمكن للحريري التنقل بحرية، فلماذا لا يأتي لساعات إلى بيروت ويقدّم استقالته ويشرح أسبابه؟
تنقل المصادر المطلعة على حصيلة المشاورات تلخيصاً للمشهد الذي أراده السعوديون لتفجير لبنان، نسبة من التفاهم على وصفة مواجهة مساعي التفجير، تنبع من قراءة معنى الكلام "الإسرائيلي"، أنّ الاستقالة نتيجة لـ "إدراك السعوديين أنهم فشلوا في محاولتهم التأثير على مسار السياسة اللبنانية من خلال رئيس الوزراء. في الواقع، وأنّ الضرر كان أكثر من المنفعة من الاستقرار السياسي الحالي. عند هذه النقطة، هزّ السياسة اللبنانية لديه فوائد أكثر للسعوديين".
الوصفة السحرية هي إجماع على تحرير الحريري، وبعد عودته وإصراره على الاستقالة، إجماع على إعادة تكليفه، طالما أنّ تشكيل حكومة جديدة يحتاج توافقاً، يسرّع وجوده ولادة الحكومة، ويعطل ولادتها غيابه، وفي أسوأ الأحوال يبقى الحريري رئيساً مكلفاً بلا حكومة جديدة يرأس حكومة تصريف أعمال حتى موعد الانتخابات، وهذا سيكون سهل الإنجاز ولو قرّر السعوديون فرض تسمية مرشح آخر على تيار المستقبل فتأمين أغلبية تسمّي الحريري لرئاسة الحكومة متوفرة دائماً، إذا قرّر الثلاثي التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله السير بالتسمية لأنه سيكون سهلاً جذب كتلة النائب وليد جنبلاط وآخرين كثراً للمشاركة بالتسمية.
الانتظار سيد الموقف
لم تبرز أي معطيات جديدة تؤشر الى الاتجاه الذي ستسلكه الأمور في مرحلة ما بعد إقالة السعودية رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، وانتظار عودته الى بيروت سيّد الموقف والتمسك بالوحدة الوطنية لتجاوز الأزمة. هذا كان حصيلة مشاورات يوم طويل بين أركان الدولة والقوى السياسية المختلفة في قصر بعبدا والمقار السياسية، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثابت على موقفه بانتظار عودة الحريري الى لبنان للوقوف عند أسباب خطوة الاستقالة ليصار الى اتخاذ القرار المناسب، ويؤيده في ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبالتالي لن يقدم الرئيس عون على أي خطوة دستورية قبل جلاء المشهد الضبابي في الرياض.
وفيما تترقب البلاد العودة "الطوعية" المنتظرة للحريري الذي رُصِد متنقلاً أمس، بين الرياض وأبو ظبي وربما البحرين، كانت الدولة اللبنانية أشبه بحالة طوارئ سياسية، حيث شهد قصر بعبدا مشاورات واسعة شملت رؤساء الجمهورية والحكومة السابقين والقيادات السياسية، أبرزهم الرئيس السابق أميل لحود الذي يزور قصر بعبدا للمرة الاولى منذ انتهاء ولايته، ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
وأكدت مصادر قصر بعبدا لـ "البناء" أنّ "التريّث سيّد الموقف بانتظار عودة الرئيس الحريري الى لبنان. صحيح أنّ بعض مسؤولي تيار المستقبل تحدثوا عن عودته خلال أيام، لكن لا شيء مؤكداً حتى الساعة". وتشير المصادر إلى أنّ هذه اللقاءات تأتي في سياق المشاورات السياسية، اذ لا يمكن لحكومة تصريف أعمال أن تمارس عملها بغياب رئيسها، فرئيس الحكومة يجب أن يكون في السراي ورئيس الجمهورية لن يسمح بتجاوز دور الرئاسة الثالثة ومن هذا المنطلق يجهد للخروج من الأزمة المتأتية من الاستقالة.
كما شهدت المقار الحزبية والروحية حركة مشاورات كثيفة للتداول بالأزمة المستجدة وتحديد التوجهات الجديدة.
وقد توجّه وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى الضاحية الجنوبية والتقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث تمّت مناقشة الأحداث وظروف استقالة الحريري، وكانت الاجواء جيدة. وانتهى اللقاء، بحسب المعلومات بأن لا مخاوف من المرحلة المقبلة.
من جهة ثانية طمأن وزير العدل سليم جريصاتي بعد لقاء جمعه في قصر العدل مع النائب نوار الساحلي ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، إلى أن الاتجاه هو نحو السلام والهدوء وضبط التداعيات، بانتظار عودة الحريري والحرص عليه، وأكد أن حزب الله تحت غطاء رئاسة الدولة.
وكان لافتاً وللمرة الثانية البيان المقتضب والخارج عن المألوف لكتلة "المستقبل" النيابيّة التي عقدت اجتماعها في "بيت الوسط" برئاسة النائب فؤاد السنيورة، ما يعكس استمرار التخبّط والإرباك الذي أصاب "الكتلة الزرقاء" و"البيت المستقبلي"، حيث تمنت "خروج لبنان من الأزمة التي يمرّ بها في هذه المرحلة في غياب رئيس الحكومة". ولفتت إلى أنّها "تنتظر عودة الرئيس الحريري، وقرّرت متابعة جلساتها المفتوحة".
وقد حاولت السعودية من خلال الزيارات المنسقة أمنياً وسياسياً للحريري الإيحاء بأنه ليس في الاقامة الجبرية ويتنقل بحرية تامة بين الدول. فقد انتقل الحريري وللمرة الأولى من الرياض الى الإمارات العربية المتحدة، حيث استقبله ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وغادر منها الى السعودية مجدداً.
غير أن التساؤلات التي طرحت منذ اعلان الاستقالة لم تلقَ الأجوبة الشافية حتى الآن: لماذا لم يسمح لرئيس حكومة لبنان "المستقيل" أو "المقال" بالعودة الى بيروت وإعلان الاستقالة رسمياً؟ وما هي أهداف الزيارات التي يقوم بها الى دول الجوار؟ وهل سيعود الى لبنان أم ستطول إقامته في الرياض؟ وما هي الخيارات الدستورية والسياسية المتاحة في حال بقي أسيراً في المملكة؟
عون وبري وحزب الله: الحريري مرشحنا
أوساط نيابية مطلعة تحدّثت عن التقاء بين الرئيسين عون وبري وقيادة حزب الله على أن "الاستقالة حصلت بالإكراه ومن خارج الأراضي اللبنانية، وبالتالي لا يمكن قبولها بالمعنى الدستوري قبل أن يعود الى لبنان ويعلن ذلك رسمياً في بعبدا". ولفتت لـ "البناء" الى أن "أحد أهداف اقالة الحريري هو التغطية على الانقلاب في السعودية وفي الوقت نفسه استغلالها في معركة السعودية مع إيران وحزب الله ومحور المقاومة". غير أن الأوساط "طمأنت الى أن لا تداعيات أمنية على الداخل جراء التطور السياسي المستجد".
وعن الاتجاه الرئاسي في حال لم تفرج السعودية عن رئيس الحكومة اللبنانية، كشفت المصادر أن "الاتجاه هو لإعادة تسمية الرئيس الحريري لتشكيل حكومة جديدة، وإن كان في السعودية، لإحراج المملكة ودفعها للإفراج عنه، وبما أنها أعلنت أنه ليس معتقلاً لديها فلماذا لا يعود الى لبنان؟". ونفت الأوساط "خيار ترشيح مرشح من 8 آذار بعد إصرار الجميع على ترشيح الحريري مجدداً".
وقالت مصادر تكتل التغيير والاصلاح لـ "البناء" إن "الرئيس عون مصر على استعادة الحريري قبل كل شيء، وهو رئيس حكومة في الاقامة الجبرية حتى يثبت العكس، وبالتالي سيتحرك دولياً وداخلياً باتجاه فك أسره"، مشيرة الى أن "الرئيس عون سينتظر عودة الرئيس الحريري ولن يقوم بأي خطوة قبل كشف مصيره وعودته الى بلده".
ولفتت الى أنه في حال عاد الحريري وقدّم استقالته خطياً الى رئيس الجمهورية وهذا هو الخيار المرجح، فسيعلن عون عن استشارات نيابية ملزمة يصار بعدها الى تكليف رئيس حكومة جديد، مشككة بإمكان تسمية رئيس غير الحريري، لكنها لفتت الى أن "اعادة تسمية الحريري وتكليفه تشكيل الحكومة سيفرض تفاهماً سياسياً جديداً بين عون والحريري من جهة والحريري وحزب الله من جهة ثانية، وبالتالي شروط جديدة سيفرضها الحريري لقبوله التكليف والتأليف تتعلق بالعلاقة بين حزب الله بالسعودية".
لكنها توقعت أن يطول أمد التأليف مدة شهور ليس بسبب الخلافات على الحصص الحكومية، بل على العناوين السياسية والبيان الوزاري اللذين سيحكمان عمل الحكومة وسياستها الخارجية. ورفضت المصادر أي حديث عن تشكيل حكومة من دون مكوّن أساسي كحزب الله أو حكومة لا لون ولا رائحة، موضحة أن حكومة التكنوقراط يعني تسجيل هدف في مرمى فريق الرئيس عون وقوى 8 آذار وهذا لن يسمح به.
وعما إذا كانت الاقالة صفعة سعودية للعهد في عامه الاول، أشارت المصادر الى أن "كل ما يجري يهدف الى تقويض العهد نتيجة مواقفه الوطنية المستقلة في سياق المعركة المفتوحة مع العدو الاسرائيلي والارهاب".
وأكّد التكتّل في بيان تلاه وزير البيئة طارق الخطيب، بعد اجتماعه أمس برئاسة باسيل "احترام الدستور والأصول البرلمانيّة والديمقراطية في تعامله مع التطوّرات الراهنة"، معتبراً أنّ "من واجبات رئيس البلاد الوطنية والدستورية الوقوف عند ظروف إعلان استقالة رئيس الحكومة وأسبابها، وذلك بعد عودته إلى لبنان.". وعن الانتخابات أكد التكتّل "ضرورة إجرائها في مواعيدها الدستورية، كخطوة أساسيّة على طريق تجديد المؤسسات الدستورية واحترام إرادة اللبنانيين وخياراتهم".
دار الفتوى: نقدّر مواقف رئيسَيْ الجمهوري والمجلس
وفي غضون ذلك، استمر أمس تقاطر الوفود والشخصيات السياسية والحزبية إلى دار الفتوى للتباحث مع مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في الأزمة القائمة.
وأعرب دريان أمام زوّاره "عن تقديره لموقف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، بالتريّث والتروّي في معالجة الأزمة التي يمرّ بها لبنان بعد استقالة الرئيس الحريري"، وأمل من جميع القوى السياسيّة "أن تتحلّى بالمزيد من الصبر والحكمة لحلّ هذه القضية الوطنيّة".
واستقبل دريان وفداً من "التيّار الوطني الحر" برئاسة باسيل، الذي أكد "أنّنا كلّنا خاسرون من جرّاء الحاصل، وكلّنا سويّاً سنستعيده بتكاتفنا حتى نخرج منه".
أميركا تغطي السعودية وروسيا قلقة
على صعيد المواقف الدولية، سُجِل أمس موقف أميركي داعم بشكل غير مباشر للانقلاب السعودي وتغطية لخطوة إقالة الحريري التي لم تأت على ذكرها السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي التي حمّلت إيران "مسؤولية دعمها للارهاب والعنف في المنطقة والعالم"، مؤكدة أن "الولايات المتحدة ملتزمة وضع حدّ للخروق الايرانية ولن تغض النظر عن هذه الخروق الجدية للقانون الدولي. لافتة الى أن "صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون ضد أراضيها في تموز 2017 وكان إيراني الصنع، علماً أنه من الاسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع، وهو خرق واضح لقراري مجلس الامن 2216 و 2231.
وفي أول تعليق روسي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن "موسكو قلقة إزاء تطورات الوضع في لبنان على خلفية استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري". وأشار بيان للخارجية إلى أن "موسكو قلقة إزاء تطورات الوضع في لبنان الصديق، وباتت تهدد التوجهات الإيجابية التي كانت تتطور بشكل ناجح في لبنان منذ نهاية عام 2016، حين تم تجاوز أزمة السلطة التنفيذية بنتيجة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة ائتلافية برئاسة سعد الحريري". ودعت كل القوى الخارجية التي لها تأثير على تطورات الأوضاع في لبنان، إلى ضبط النفس واتخاذ مواقف بناءة، ما يعتبر أمراً بالغ الأهمية في ظل الأوضاع المعقدة في المنطقة بشكل عام".
توقيف اثنين من أبرز قياديي "داعش" في عرسال
وفيما كانت الدولة منشغلة سياسياً، لم تغفل العيون الأمنية عن تحركات خلايا الارهاب النائمة التي تتحين الفرص والأزمات للانقضاض على لبنان بعد هزيمتها المدوية في الجرود الصيف الماضي.
وقد تمكنت مديرية المخابرات بحسب بيان المديرية من توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم داعش الإرهابي اللبناني إبراهيم أحمد زعرور والسوري عدي حسين الخطيب، واللذين شاركا في المعارك ضدّ الجيش اللبناني في عرسال، ورصد ومراقبة تحركات الجيش، وتخطيطهما لعمليات إرهابية عدة بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة لاستهداف مراكز الجيش، بالإضافة إلى مشاركة الثاني في تفجير مقرّ هيئة علماء القلمون في عرسال واستهداف دورية الجيش أثناء توجّهها إلى مكان الانفجار وتواصله مع أبو الورد المرتبط بانتحاريي القاع.
مناورات "إسرائيلية"
وفي سياق أمني آخر، أفاد الإعلام الحربي في المقاومة عن سماع أصوات انفجارات في مزارع شبعا ناجمة عن مناورات يجريها الجيش "الإسرائيلي" في الجولان وتنتهي الخميس المقبل.