إفتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 18 تشرين الثاني، 2017

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 16 حزيران، 2020
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الخميس 30 حزيران، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 28 حزيران، 2023

ركزت الصحف على أن الأزمة السياسية في لبنان قد بدأت مع تأكد خروج رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض إلى باريس، برفقة زوجته. لكن بقاء اثنين من أولادهما، جعل "الأخبار" تتحدث عن "إطلاق سراح مشروط" حصل عليه الحريري. مضيفة أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعرف من تقارير استخبارية ودبلوماسية من دول عديدة، أن الحريري موقوف، مع تفاصيل دقيقة لعملية توقيفه. ويعني ذلك ـ بحسب راي "الجمهورية" ـ أن البلد واقف "على باب أزمةٍ سياسية مفتوحة ومعقّدة"، بسبب "صعوبة إعادةِ لحمِ البناء الحكومي الحالي أو الوصول إلى بناءٍ حكومي جديد في الأجواء الداخلية والإقليمية" الراهنة. أما "النهار" فانهمكت بتحليل كلام الوزير سليم جريصاتي عن "العهر الإعلامي" لبعض مقدمي برامج "التوك شو" السياسي، ومنهم مارسيل  غانم. وعبرت عن انحيازها إلى هذا الأخير، بالإفراط في التهويل على قرائها، بالتحدث "عن فراغ حكومي محتمل قد يكون مرشحا للحصول، ومعنى ذلك التسبب بفوضى لا تحمد عقباها"… 
Image result for ‫الحريري وصل إلى باريس‬‎
النهار
استهداف إعلامي "نموذجي" لمرحلة الأزمة الحكومية!

بدا غريباً للغاية ان تشتعل قضية حريات واستهداف لحرية التعبير والاعلام والصحافة في ظرف تشتد معه حاجة لبنان كلا والواقع السياسي فيه الى توفير كل عوامل التهدئة وتبريد التوترات، وسط انتظار جلاء الغموض الكثيف والمقلق في ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وتداعياتها. ذلك ان ما حصل في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة على خلفية اثارة مسألة استدعاء الزميل مارسيل غانم معد ومقدم برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال " الى النيابة العامة للاستماع الى اقواله في شأن  حلقة من برنامجه قبل اسبوع ورده على الاستدعاء، شكل اختراقا شديد الاذى والسلبية للمناخ الداخلي المستنفر والقلق بفعل الازمة السياسية الكبيرة مما زاد الاجواء تلبدا في ظل مجموعة عوامل من ابرزها: أولاً أثار استدعاء غانم في المبدأ موجة استغراب زادها اسلوب الاستدعاء الذي كشفه غانم في رده الناري مساء الخميس من خلال حضور عناصر المباحث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" كأن في الامر جناية. ثانياً، جرى تحميل غانم تبعة تعرض صحافيين سعوديين لرئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس في ما ينذر بابتداع اعراف ضاغطة على الاعلام والصحافة وزاد الطينة بلة تصريح وزير العدل سليم جريصاتي الذي ذهب الى القول إن "زمن العهر الاعلامي ولى " الامر الذي اشعل ردوداً سياسية واعلامية ووزارية أيضاً أجمعت على التنديد بهذا الموقف المستغرب. ثالثاً، بدا الفصل الاعلامي الذي اخترق الازمة السياسية منذرا بمناخات استهداف للاعلام بمثابة عينة متقدمة عن مناخ يخشى ان يسود مرحلة فراغ حكومي محتمل قد يكون مرشحا للحصول ومعنى ذلك التسبب بفوضى لا تحمد عقباها. 
الحريري في باريس 
في هذا المناخ، غادر الرئيس الحريري الرياض للمرة الاولى منذ 3 تشرين الثاني الجاري ووصل مع عائلته الى باريس ليلاً استعداداً لتلبية دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لزيارة الاليزيه ظهر اليوم في لقاء ثنائي يسبق غداء تشارك فيه عائلته. واستبق الحريري وصوله الى باريس وربما بعدها القاهرة فبيروت فكتب في صفحته على "تويتر": " اقامتي في المملكة هي من أجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات". 
وأعلن الرئيس الفرنسي انه يستقبل اليوم في الاليزيه سعد الحريري "بصفته رئيسا لحكومة" لبنان لان "استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها." 
وأوضح ماكرون في حديث صحافي في ختام قمة أوروبية في مدينة غوتبورغ الاسوجية ان الحريري "ينوي، على ما اعتقد، العودة الى بلاده في الايام أو الاسابيع المقبلة". ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء المستقيل اليوم السبت الساعة 11:00 في قصر الاليزيه، على ان تنضم اليه اسرته على مأدبة غداء، كما أفادت الرئاسة الفرنسية. 
وأوضح ماكرون ان الحريري "سيستقبل غداً (اليوم) بالتشريفات المخصصة لرئيس حكومة، مستقيل بالتأكيد، لكن استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها". وقال إنها دعوة "صداقة للتباحث واستقبال رئيس حكومة بلد صديق ". 
ونقل مراسل "النهار" في باريس عن مصادر ديبلوماسية استبعادها ان يعدّل الحريري موقفه من استقالته بعد خروجه من المملكة العربية السعودية وقالت إنه بعد اضاعة الوقت في البحث في شكل الاستقالة من دون التطرق الى الجوهر، بات على اللاعبين السياسيين اليوم البحث في مخارج لهذه الازمة وفقاً لطرح الحريري، لانه الطرف الوحيد الذي عرض مخرجا للازمة وهو في حاجة الى الضمانات اللازمة للاستمرار في تصريف الاعمال أو العودة عن الاستقالة أو تكليفه تشكيل حكومة جديدة. 
وسيكون لقاء الحريري وماكرون مناسبة لعرض آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية، والتي تؤثر ايجاباً أو سلباً على الوضع الداخلي، والبحث في السبل التي يمكنها أن تحل الازمة التي يعيشها لبنان. وسيعرض الحريري مع ماكرون خريطة الطريق التي وضعها وتتناول أولاً دور "حزب الله" الاقليمي الذي يتخطى الحدود اللبنانية، وتحوّله ذراعاً لايران من خلال تدخله في صراعات المنطقة، من سوريا الى اليمن مروراً بالبحرين والعراق، وذلك، بالنسبة الى الحريري وفرنسا، يشكل تهديدا للاستقرار الداخلي والاقليمي. 
وثانيا، موضوع الحزب والاستراتيجية الدفاعية، وهما يشكلان عبئاً على الوضع الداخلي ويهددان أمن لبنان وسلامته ويدخلانه في صراع مدمر مع اسرائيل. 
وثالثا، "التطبيع" مع النظام السوري قبل التوصل الى حل للنزاع الدائر في سوريا، ضمن اطار دولي يضمن مستقبل سوريا وعودة النازحين. 
ورابعاً، التقيد بسياسة النأي بالنفس، وباريس تشدد على تطبيقها أمام السلطات اللبنانية لئلا تؤدي سياسة المحاور الى مزيد من التأزيم والتصعيد داخليا. 
وخامساً، موقف الحريري من الحكومة، فهل يستمر في استقالته أم يتراجع عنها لاعادة تفعيل عملها، في ظل العقبات الكبيرة أمام اعادة تشكيل حكومة جديدة؟ 
اجتماع القاهرة 
ووسط ترقب ما يمكن ان يعلنه الحريري من الاليزيه اليوم، يواجه لبنان الجانب الديبلوماسي الداهم لتداعيات الصراع السعودي – الايراني في اجتماع مجلس الجامعة العربية غدا في القاهرة والذي سينظر في مذكرة سعودية تتناول التدخلات الايرانية في الدول العربية. ومع ان المذكرة السعودية لا تأتي على ذكر "حزب الله" بالاسم، ولكنها تفتح الباب واسعاً على تسميته والتنديد به في إطار المناقشة وخصوصاً في الفقرة الخامسة من المذكرة التي تشير الى "الميليشيات التابعة لإيران". الا ان لبنان لم يقرر بعد مستوى مشاركته في الاجتماع، هل يكون بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أو الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي، أو مندوب لبنان المناوب أنطوان عزام. وثمة مروحة واسعة من الاتصالات بين كل الاطراف المعنيين يعول لبنان عليها من اجل تمرير هذا الاختبار وتخفيف حدّة التشنّج، بحيث يمكن ان ينحصر الموقف العربي بالتضامن مع المملكة العربية السعودية ومع الدول العربية التي تتعرض لاعتداء، فيكون لبنان مع الاجماع العربي وينأى بنفسه عما يأتي غير ذلك. 
وعشية اجتماع القاهرة اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير "حزب الله " بأنه "ارهابي يختطف" الدولة اللبنانية و"يرتهن" النظام المصرفي لنشاطاته في تبييض الأموال. وقال للصحافيين في مدريد إن الحزب يزعزع استقرار لبنان بابقاء ترسانته ومقاتليه في هذا البلد. وحذر من انه "لا يمكن السماح لميليشيا حزب الله الارهابية بالعمل خارج اطار القانون". واضاف: "نرى ان حزب الله يرتهن النظام المصرفي اللبناني لنشاطاته في تبييض الاموال، ونرى حزب الله يختطف المرافىء اللبنانية من أجل تهريب المخدرات، ونرى حزب الله ينخرط في نشاطات ارهابية ويتدخل في سوريا والبحرين واليمن". وخلص الى أنه "اذا لم يتخل حزب الله عن سلاحه ويتحول الى حزب سياسي، فان لبنان سيظل رهينة بيده وبالتالي ايران… هذا ليس مقبولا بالنسبة الينا ولا بالنسبة الى اللبنانيين".
الأخبار
الحريري يغادر الرياض بلا عائلته: إطلاق سراح مشروط

«عندي عيلة»… كرر الرئيس سعد الحريري هاتين الكلمتين في مقابلته التلفزيونية يوم الأحد الفائت. قالهما في معرض الحديث عن المخاطر التي تتهدّده. و«عيلة» الرئيس سعد الحريري لم تغادر معه أمس، العاصمة السعودية الرياض. رافقته زوجته، لارا العظم. أما ولداه، لولوة وعبد العزيز، فبقيا في الرياض، بذريعة الدراسة، فيما ابنه البكر، حسام، الذي يتابع دراسته في بريطانيا، انتقل أمس إلى باريس لاستقبال والده، مع أفراد من العائلة وعدد من المقربين من رئيس الحكومة.
بقاء ابنَي الحريري في الرياض بدا أشبه بالشروط التي تُفرَض على الموقوف بعد صدور قرار بإطلاق سراحه. وهذا الأمر (عدم مغادرة جميع أفراد عائلة الحريري معه)، أبلغه «الوسيط» الفرنسي إلى الرئيس ميشال عون أمس، ما سبّب انزعاجه. فعون، الذي سبق أن أعلن أن الحريري موقوف ومحتجز في السعودية، كان قد طالب بخروجه مع عائلته من الرياض، وعودتهم إلى لبنان، لضمان حرية قرار رئيس الحكومة بعد كل ما تعرّض له في الأسبوعين الماضيين. ورئيس الجمهورية بات يملك تصوراً تفصيلياً لكل ما جرى للحريري، منذ صباح يوم 4 تشرين الأول، تاريخ إجباره على إعلان استقالته. صبّت في مكتبه خلاصات تقارير استخبارية ودبلوماسية من دول عديدة، أكّدت أن الحريري موقوف، مع تفاصيل دقيقة لعملية توقيفه.
وكان عون، بالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة تيار المستقبل، قد قرر إلغاء احتفال عيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل، إن لم يشارك فيه رئيس الحكومة. ورغم اتفاق وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان على إطلاق الحريري والسماح له بالتوجه إلى باريس، حيث يستقبله الرئيس إيمانويل ماكرون ظهر اليوم، إلا أن عون بقي مرتاباً. ورفع منسوبَ الحذر عنده، تصريحُ ماكرون بأن الحريري قد يبقى في فرنسا «لأيام أو أسابيع». والكلمة الأخيرة هي التي سببت الكثير من اللغط، ما دفع وزير الخارجية جبران باسيل إلى التلويح بإمكان تنظيم تظاهرة احتجاجية إن لم يعد الحريري للمشاركة في ذكرى الاستقلال، مؤكداً أن خلوّ كرسي الرئاسة الثالثة يعني خلوّ «كراسي كل لبنان الرسمي»، لأن «رئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا».
في هذا الوقت، انتقل البحث السياسي من أزمة اختطاف رئيس الحكومة، إلى «تقدير موقف» للمرحلة المقبلة. وازداد المشهد ضبابية بعدما تبيّن أن خروج الحريري من الرياض أتى كقرار «إطلاق سراح مشروط»، وخاصة أن الوسيط الفرنسي لم يتسلّم لائحة شروط سعودية على الحريري. فبحسب ما قال دبلوماسيون فرنسيون، رفض محمد بن سلمان تسليم ماكرون أي مطالب بضمانات تقدّمها باريس، مكتفياً بالقول إن الحريري «يعرف ما عليه فعله». و«ما عليه فعله»، هو ما تبلّغه الحريري من ابن سلمان ليل أمس، في لقاء سبق السفر إلى باريس. وعلمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة اضطر إلى الانتظار 7 ساعات قبل السماح له بمقابلة ولي العهد. وكان الجانب الفرنسي قد أبلغ وسائل الإعلام بأن طائرة الحريري ستهبط في باريس عند العاشرة مساءً، قبل أن تطلب الشرطة من الصحافيين المغادرة، إذ حلّ موعد الوصول، ولم تكن الطائرة قد أقلعت من الرياض بعد.
«ماذا بعد»؟ السعودية لا تزال تصرّ على توتير الأجواء والإيحاء أن ثمّة ما يُعَدّ للبنان، إذ أصدرت سفارتها، أمس، بياناً دعت فيه مواطنيها الزائرين والمقيمين إلى مغادرة لبنان في أقرب فرصة ممكنة، مستندة إلى تغريدة استغلت خلافاً عائلياً (بين لبنانيين) على عقار، تطوّر إلى إحراق سيارتين (قبل يومين)، تبيّن أنهما تعودان إلى ابنتي سيدة لبنانية، متزوجة بسعودي. وشاركت قناة «أم تي في» في الترويج لما جرى تحت عنوان إحراق سيارتين تملكهما سيدتان سعوديتان، بما يوحي بأن العمل يستهدف السعوديين في لبنان. واضطر الرئيس سعد الحريري، قبل انطلاق طائرته من الرياض، إلى كتابة تغريدة حذّر فيها من التعرض لممتلكات السعوديين في لبنان، قبل أن تعلن وزارة الداخلية أن ما جرى خلاف عائلي لبناني ــ لبناني ولا علاقة لأي سعودي به.
وفيما غادر أمس كل من النائب بهية الحريري ونجليها نادر وأحمد، إضافة إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، لاستقبال الحريري في باريس، كانت مختلف القوى السياسية تنتظر ما سيرشح عن الحريري، لتحديد وجهة المرحلة المقبلة. فالحريري اليوم دخل المرحلة الخامسة من حياته السياسية: مرحلة 14 آذار الصدامية، ثم فترة الـ«سين سين»، فمرحلة إخراجه من السلطة ولجوئه إلى المنفى الاختياري، ثم التسوية الرئاسية، وصولاً إلى ما بعد إجباره على الاستقالة في مرحلة الجنون السعودي.
ورفض مرجع سياسي بارز التعليق على انتقال الحريري إلى باريس، لأن المهم هو «مضمون ما سيقوله»، على اعتبار أنه سيكون «عنوان الفصل الآتي من الأزمة». فإما أن «يثبّت استقالته على قاعدة المضمون السياسي الذي عبّر عنه في خطاب الاستقالة»، أو أن «يُبقي الباب مفتوحاً للعودة عنها كما لمّح في مقابلته التلفزيونية». وفيما رأى المرجع أن «باب العودة عن الاستقالة احتمال ضعيف، لكنه لا يزال قائماً»، أكد أن «أحداً لم يطّلع على مضمون الاتفاق السعودي ــ الفرنسي»، لكن الأكيد أن «الفرنسيين لم يتعهّدوا ببقاء الحريري في فرنسا، لأن هذا الأمر سيصوّرهم وكأنهم يشاركون في أسره». وكان بارزاً الموقف الذي أطلقه الإيليزيه أمس، وشدّد فيه على أن «ماكرون سيستقبل الحريري كرئيس للحكومة»، وكأنه يؤكّد عدم الاعتراف بالاستقالة.
وفي بيروت، بدأ التداول بالسيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد العودة. الأكيد أن الحريري سيعود إلى بيروت، وسيقوم بجولة عربية وأوروبية. أما الاتجاه السياسي الذي سيسلكه، فلا يزال غامضاً. السيناريو الأقل كلفة للبلاد هو عودته عن الاستقالة. لكن ذلك يستوجب خروجه نهائياً من حالة «الرهينة» التي يضعه فيها محمد بن سلمان، مشترطاً عليه مواجهة حزب الله وعدم السماح بمشاركته في أي حكومة. وهذا الشرط، إذا التزمه الحريري، يعني أن البلاد مقبلة على فترة طويلة من تصريف الأعمال، بانتظار تغيرات ما في الإقليم تفرض على ابن سلمان تحرير الحريري. بدوره، قال مصدر رفيع المستوى في تيار المستقبل لـ«الأخبار» إن رئيس الحكومة لن يبقى في باريس أسابيع، بل أياماً معدودة. وبرأيه، تبدو العودة عن الاستقالة بعيدة، لأنها ستعني اعترافاً بأنه أُجبر على تقديمها مِن الرياض، «ولكنه قد يتراجع إذا حصل على شروط تلبي كل ما قاله في خطاب الاستقالة، لجهة تقديم صيغة للنأي بالنفي أكثر تقدماً من الصيغة التي يجري التعامل بها». ووافق المصدر على أن المرحلة المقبلة «لن تكون أسهل من المرحلة الماضية، وإن التفاوض في كل العناوين التي ستطرح لتجديد الصيغة الحكومية ستكون صعبة، سواء أصر الرئيس الحريري على الاستقالة، أو دخل في مفاوضات للعودة عنها».
بدوره، قال مرجع رسمي لـ«الأخبار» إنه «في ظل انسداد المخارج، يجري التداول في إمكانية تقديم موعد الانتخابات النيابية، إذ لا شيء يدفعنا إلى انتظار ستة أشهر في ظل حكومة تصريف أعمال».
من جهته، رأى السفير الروسي أليكسندر زاسبيكين أن «ما حصل أخيراً لديه بعدٌ إقليمي سياسي كبير جداً»، مؤكداً أن «روسيا ترفض المطالب بإبعاد حزب الله عن الحكومة»، وأن «كل الأحاديث حول المطالب السعودية بذلك غير واردة».
أما وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فرأى أن «ما حدث لقطر يحدث الآن بطريقة أخرى للبنان»، لافتاً إلى أن «هناك محاولات للتسلط على الدول الصغيرة بالمنطقة لإجبارها على التسليم».
في المقابل، عبّرت السعودية أمس عن احتجاجها على تصريحات وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، بعد لقائه باسيل أول من أمس، مشيرة إلى أنها لا تدعم الاستقرار في المنطقة. وقد استدعت الرياض سفيرها في برلين. وكان غابرييل قد انتقد تصرفات السعودية مع الحريري، معتبراً إياهاً تتويجاً «لروح المغامرة التي تتسع في السعودية منذ أشهر، والتي لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها». ووضع الوزير الألماني ما جرى للرئيس الحريري في المسار نفسه الذي اعتمدته السعودية في اليمن، وفي «الصراع مع قطر».
الجمهورية
الحريري في باريس.. حُسمت الإستقالة.. ماذا عن التكليف والتأليف؟
بري لـ"الجمهورية": ننتظر أن يعود الرئيس الحريري

طويَت صفحة انتقال الرئيس سعد الحريري من الرياض إلى باريس، وفيها ستكون له محطة أولى اليوم في اللقاء المقرّر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إنه سيستقبل الحريري كرئيس لوزراء لبنان «لأنّ استقالته لم تُقبَل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها». تعقبها استراحة يفترض أنّها موَقّتة لإجراء مشاورات حول الوضع المستجدّ، قبل أن يُشغّلَ محرّكات طائرته ويتوجّه إلى بيروت، التي تترقّب وصوله خلال الأسبوع المقبل. فيما يقف البلد على باب أزمةٍ سياسية مفتوحة ومعقّدة تصعب معها إمكانية إعادةِ لحمِ البناء الحكومي الحالي أو الوصول إلى بناءٍ حكومي جديد نظراً للتعقيدات الكثيرة المحيطة بالأجواء الداخلية والإقليمية، وهو أمرٌ شغلَ المستويات السياسية والرسمية التي بدأت تتداول في المخارج الممكنة، ولعلّ أحدَها تقريب موعد الانتخابات المقبلة. يتزامن ذلك، مع أجواء ساخنة على خط السعودية ـ «حزب الله» في ظلّ الموقف اللافت لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير من «أنّ لبنان لن ينعمَ بالسلام إلّا بنزعِ سلاح «حزب الله». معتبراً أنّ الحزب «اختَطف النظام المصرفي ويقوم بتهريب الأموال والمخدّرات، وهذا غير مقبول»، وفيما طلبت السفارة السعودية في لبنان ليل أمس «من المواطنين الزائرين والمقيمين في لبنان المغادرة في أقرب فرصة ممكنة نظرا للأوضاع»، يصل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوبي الاثنين المقبل الى بيروت لتسلم مهماته الجديدة.
إنتقلَ الحريري من السعودية إلى فرنسا، وقد سبقَ انتقاله بتغريدة توضيحية عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراءِ مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي.
وكلّ ما يُشاع خلاف ذلك من قصصٍ حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضعَ عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات». ليضيف ليلاً في تغريدة ثانية: «القول إنني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد هو كذبة، وأنا في طريقي إلى المطار».
وفي وقتٍ أكّدت الأوساط القريبة من الحريري أنه سينتقل في وقتٍ لاحِق من باريس إلى بيروت، ولكن من دون أن تحدّد زمانَ هذا الانتقال، قال النائب عقاب صقر إنّ الحريري «لن يعود إلى لبنان فوراً من فرنسا، بل سيقوم بـ»جولة عربية صغيرة قبل ذلك».
أمّا ماكرون فأكّد أنّ «الحريري، الذي يصل إلى باريس مساء الجمعة من الرياض، ينوي، على ما أعتقد، العودةَ إلى بلاده في الأيام أو الأسابيع المقبلة».
وقال إنّه «سيستقبل الحريري غداً (اليوم) بالتشريفات المخصّصة لرئيس حكومة، مستقيل بالتأكيد، ولكن استقالته لم تُقبَل في بلاده بما أنه لم يعُد إليها»، وقال: «إنها دعوة صداقة للتباحثِ واستقبال رئيس حكومة بلدٍ صديق». وأشار إلى أنه «لن يكون هناك استقبالٌ رسمي للحريري عندما يصل إلى فرنسا، لأنه يقوم بزيارة عائلية».
إرتياح رسمي
وعلمت «الجمهورية» أنّ المستويات الرسمية تنظر بارتياح إلى انتقال الحريري إلى باريس، وإنها ترى أنه من الطبيعي أن يأخذ الرئيس المستقيل استراحةً لبعض الوقت، يمكن اعتبارها فترةً طبيعية، ولكن شرط ألّا تتعدَّى ثلاثة أيام على أبعد تقدير، إذ ثمّة ضرورة أكثر من ملِحّة لعودته، والتباحث معه في كلّ ملابسات ما حصَل، بالإضافة إلى عرض الأسباب التي استند إليها لإعلان استقالته، على حدّ ما قال أحدُ المراجع لـ«الجمهورية».
وأضاف: «بمعزل عن هذا الأمر، ثمّة أمرٌ أكثر من ضروري ويوجب عودتَه إلى لبنان قبل عيد الاستقلال للمشاركة في الاحتفال الذي سيقام في المناسبة إلى جانب الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، عِلماً أنّ بقاءَه في الخارج قد يكون محرِجاً، أو من شأن ذلك أن يؤدّي إلى إدخالِ تعديلٍ على الاحتفال، يصل إلى حدّ إلغائه في حال استمرّ الحريري غائباً. وهي فكرة تمّ تداوُلها بين مستويات رفيعة في الدولة خلال الأيام القليلة الماضية».
ووفقَ المرجع نفسِه، فإنّ «فترة السماح» الممنوحة للحريري من شركائه في الدولة، لا تتعدَّى منتصَف الأسبوع المقبل، ذلك أنّ تأخُّره عن العودة قد يَدفع إلى مزيد من الإرباك الداخلي، سواء إذا كانت هناك موانعُ قهرية للعودة، أو موانع إرادية التي سيكون من نتائجها أنّ الجوّ التعاطفي معه الذي ساد خلال فترةِ وجودِه في السعودية، وما رافقه من ملابسات حول الاستقالة وما يتّصل بها، قد يتراجع وينقلبُ في اتّجاهٍ آخَر، خصوصاً وأنّ عودته باتت أكثرَ مِن ضرورة في ظلّ الوضع الأكثر مِن دقيق، لا بل الخطير، الذي يمرّ به البلد في هذه المرحلة. في أيّ حال، نحن ننتظر الحريري، ونأمل في أن يعود قريباً ولا يتأخّر أكثر».
في هذا الوقت، انتقلَ العديد من القريبين من الحريري إلى باريس في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وتحكم هذا الانتقال أولوية جلاء الغموض الذي رافقَ استقالة الحريري وما تلاها، بالإضافة إلى جلاء الصورة حول سلسلةٍ مِن المواقف التي صَدرت عن أكثر مِن مصدر داخلي وخارجي، بالإضافة إلى رسمِ خريطة المرحلة المقبلة تبعاً لِما جرى، وفقَ ما كشفَ لـ»الجمهورية» أحدُ وزراء تيار «المستقبل».
ما بعد العودة
وعلى خطٍ موازٍ، بدأت الاستعدادات السياسية وكذلك الرسمية، وتحديداً ما بين القصر الجمهوري وعين التينة، في إعداد العدّة لمرحلة ما بعد عودة الحريري. وقالت مصادر مواكِبة لهذه الاستعدادات لـ«الجمهورية»: إنّ الأجواء السائدة على الخطوط السياسية والرئاسية، باتت مسلّمةً بأنّ فرضية عودة الحريري عن استقالته منعدمة، بل إنّ الأجندة التي سيعود بها متضمنة بنداً وحيداً وهو الإصرار على استقالته ولن يتراجع عنها على رغم أنه أوحى بذلك في مقابلته التلفزيونية.
على أنّ ما هو غير واضح أمام المستويات الرئاسية، بحسب المصادر المذكورة هو ما إذا كان الحريري سيكتفي بالإصرار على استقالته فقط، ويترك نفسَه مرشّحاً لترؤسِ الحكومة المقبلة، أو أنه سيَقرن إصرارَه على الاستقالة بإعلانه أنه ليس مرشّحاً لرئاسة الحكومة، وهذا معناه أنّ البلد أمام أزمة كبيرة من الصعب الخروج منها.
بري لـ"الجمهورية": ننتظر أن يعود الرئيس الحريري
كرّر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده أهمّية عودة الحريري على اعتبار أنّ فيها عدالةً وأنّها مفتاحُ الحلّ وتحقنُ جرعة اطمئنان في الجوّ الداخلي. وقال لـ«الجمهورية»: «حتى الآن، نحن ننتظر أن يعود الرئيس الحريري إلى بيروت، لنرى ما لديه، وساعتئذ نَبني على الشيء مقتضاه».
وحول الوضع الأمني، قال بري: «كلّنا «شايفين» الوضع الأمني ممسوك، والأجهزة الأمنية تقوم بعملها، هذا لا يعني أنه لا يجب الانتباه، إذ إنّ الانتباه واجبٌ في أيّ وقت».
وجدّد بري القول أنْ لا خوف على الانتخابات، وقال: «الانتخابات في موعدها، وليس هناك أيّ مانِع من إجرائها في موعدها».
الديار
ما عجزت عنه أميركا وإسرائيل والسعودية جاء الحريري يطبقه على المقاومة 
الحريري سيقول السرّ الكبير والحقيقي لوجوده في السعودية وما حصل معه

انتهت الأزمة الشخصية على صعيد الرئيس سعد الحريري عما اذا كان محتجزا في المملكة العربية السعودية او كان قيد الإقامة الجبرية بعد قرار سفره من السعودية الى باريس وإعلان قصر الاليزيه من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون انه سيستقبل الرئيس سعد الحريري كرئيس حكومة لبنان ويجتمع به ظهرا في القصر الرئاسي الفرنسي. 
وفي اللقاء سيقول الرئيس سعد الحريري للرئيس الفرنسي، على ان يكون الامر سرا كبيرا بين الرئيس ماكرون رئيس جمهورية فرنسا والرئيس سعد الحريري رئيس حكومة لبنان، سيقول الحريري للرئيس ماكرون ما حصل معه منذ استدعائه الى السعودية واقامته فيها 15 يوما ويبيح بالسر الخطير الذي يحتفظ الحريري لنفسه، ولن يقوله لأي شخص في العالم غير رئيس جمهورية فرنسا. وعندها سيحتفظ الرئيس الفرنسي بالسر لكنه سيتصرف بعد اشهر على أساسه. وعلى أساس هذا السر الكبير الذي كاد يودي الى اكبر أزمة في لبنان لولا تحرك فرنسا وأوروبا وأميركا وروسيا ودول عربية والغطاء الدولي فوق لبنان واعتبار الاستقرار في لبنان خط احمر لا يستطيع احد ضربه. 
وسيأتي الرئيس سعد الحريري مع عائلته الى باريس، ووفق الناطق الفرنسي ذكر، ان الرئيس سعد الحريري قد يمضي أياما او أسابيع في فرنسا وفق ما يريد. 
وفي المقابل، علّق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الأمور أصبحت افضل بانتقال الرئيس سعد الحريري من السعودية الى فرنسا، حيث أصبحت الأمور أوضح، وننتظر عودته الى بيروت لنبحث الأمور. 
انتهى الشخصي وبدأت الازمة السياسية 
واذا كانت الأزمة الشخصية للرئيس سعد الحريري، بالنسبة لاحتجازه او الإقامة الجبرية او غيرها قد انتهى بسفر الرئيس الحريري الى باريس فإن الازمة السياسية بدأت الان، لان الرئيس سعد الحريري يحمل مطالب منقولة من المملكة العربية السعودية الى الساحة اللبنانية، وهذه المطالب عجزت عنها اميركا وإسرائيل والسعودية وعجزت عن تنفيذها، فجاء الرئيس سعد الحريري الان ليطالب بها ويطالب بتنفيذها وتطبيقها على حزب الله، فاذا كانت دولة كبرى مثل اميركا ودولة بحجم العدو الإسرائيلي وترسانة أسلحته، وحجم السعودية بثروتها المالية ودورها عبر طاقة النفط والغاز وغير ذلك، لم تستطع تنفيذ ما ارادته ضد حزب الله والمقاومة في لبنان. فكيف يستطيع رئيس تيار المستقبل او رئيس حكومة لبنان تطبيق المطالب المنقولة والتي حمّلته إياها المملكة العربية السعودية باسم اميركا وإسرائيل ليعود الى بيروت ويطالب بتطبيقها. 
لن يكون أمام الرئيس سعد الحريري عندما يعود الى بيروت الا تقديم استقالته الى رئيس الجمهورية، وسيجري رئيس الجمهورية مشاورات نيابية لتكليف شخصية لرئاسة الحكومة، ومن خلال تحالف بري – جنبلاط وتيار المستقبل وفرنجية والقوات اللبنانية والكتائب سيتم إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، لكن الشرط السعودي الذي قاله وزير خارجية السعودية عادل الجبير، وهو العميل الإسرائيلي من الدرجة الثانية بعد العميل الإسرائيلي الأول محمد بن سلمان، ان أي حكومة مقبلة لا يجب ان تضم أعضاء من حزب الله، وان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون هو اسير حزب الله، فكيف يستطيع الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة من دون وزراء ينتسبون الى حزب الله، وأية حكومة ستنشأ من دون وزراء حزب الله، وهل يستطيع رئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري الاشتراك في الحكومة دون وزراء حزب الله؟ عندها ستسقط الحكومة، لان التمثيل الشيعي لن يكون فيها، وتكون خارجة عن الميثاق الوطني الذي يقول بالتعايش المشترك بين كافة المكوّنات للشعب اللبناني. وهذه المكوّنات هي الطائفة المارونية والسنية والشيعية والدرزية وروم الكاثوليك والارثوذكس وغيرها. فاذا تم استبعاد الطائفة الشيعية عن الحكومة فإن الرئيس سعد الحريري لن يستطيع تشكيل الحكومة وابعاد حزب الله عنها. 
النأي بالنفس مستحيل 
ثم ان الشرط الثاني الذي ينقله الرئيس سعد الحريري معه من المملكة العربية السعودية يقول بالنأي عن النفس، والنأي بالنفس يعني ان لبنان قرر ان يكون في حيادٍ سلبي بين العدو الإسرائيلي والدول العربية والشعب الفلسطيني وقوى الممانعة التي تقف في وجه إسرائيل، ويعني أيضا النأي في النفس في العمق، ان لبنان يذهب الى التطبيع مع إسرائيل في السنوات المقبلة. ويعني النأي في النفس ان حزب الله الذي لبّى دعوة القيادة الشرعية لسوريا بالقتال الى جانب الجيش العربي السوري ضد التكفيريين الذين ارسلتهم السعودية ودول الخليج الى العراق وسوريا وأمّنت لهم تركيا الممر الآمن، وقامت دول الخليج وأميركا بتمويل التكفيريين من داعش الى جبهة النصرة الى فتح الإسلام الى احرار الشام الى جيش الإسلام وغيرهم، وقامت بتسليحهم دول الخليج مع اميركا وصرفت 137 مليار دولار باعتراف رئيس وزراء قطر السابق حمد بن ثاني الذي كان شريكا مع السعودية في ارسال التكفيريين واعلن ندمه على ذلك. فكان اشتراك حزب الله في الحرب على التكفيريين مبادرة تاريخية أدت الى اسقاط المؤامرة وضرب التكفيريين والحاق الهزيمة بهم، سواء في سوريا ام في العراق، كذلك ناصر حزب الله شعب اليمن المظلوم ضد حرب شنتها السعودية عليه، واصيبت السعودية بالهزيمة في اليمن وهي لا تسيطر الا على منطقة ليس فيها الا 11 مليون يمني، فيما هي تحاصر 28 مليون يمني وهم يموتون جوعا ومرضا من الكوليرا وتقوم الطائرات السعودية بقصفهم وقتل المدنيين والأطفال وتدمير قرى ومدن اليمن، وتقوم بذلك فقط لانهم لم يقبلوا بفرض هيمنة آل سعود على اليمن، ولانهم اعتبروا ان اليمن دولة ذات سيادة ودولة قوية، وواقع الامر ان اليمن الحق الهزيمة بالجيش السعودي رغم امتلاك الجيش السعودي 300 طائرة من طراز "اف – 15" وهي احدث طائرات القتال والقصف الجوي، إضافة الى امتلاك السعودية اهم قنابل التدمير وتملك السعودية حوالى 100 الف قنبلة من هذا النوع، ولم تستطع الدبابات السعودية ولا المدفعية السعودية اجتياز حدود السعودية مع اليمن، لا بل انتقلت الأمور من قصف سعودي على اليمن الى شبه سقوط صاروخ بالستي على عاصمة السعودية – الرياض، حيث دبّ الذعر في آل سعود وفي قيادة امراء آل سعود للجيش السعودي وفي طليعتهم العميل الإسرائيلي محمد بن سلمان، وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية. 
وماذا سيفعل الرئيس سعد الحريري عندما سيطالب بالنأي في النفس، عندما سيقول له الشعب الممانع والمقاوم اننا لا نقبل الا بالقتال ضد المؤامرة الإسرائيلية الصهيونية – الخليجية – الأميركية، واننا لن نعود الى الوراء، وان الدول التي تقيم حلفاً مع إسرائيل ستسقط لوحدها، لمجرد ان قوى الممانعة والمقاومة انتشرت على مدى المشرق العربي كله وصولا الى الخليج. 
المطالب السعودية تمهّد للفتنة 
الان انتهى الشقّ الشخصي بالنسبة للرئيس الحريري واصبح حرا طليقا في باريس، وهو سيكون حرا طليقا عندما يعود الى بيروت، لكن كل مطالبه التي سينقلها من السعودية ستسقط ولن يستطع تنفيذ شيء منها، وعندما سيعود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويقوم بتكليفه لرئاسة الحكومة الجديدة فهو لن يستطع تشكيلها وسيعيش لبنان حكومة تصريف اعمال برئاسة الرئيس سعد الحريري حتى اجراء الانتخابات النيابية في مطلع أيار المقبل. وسيكون الوضع الأمني في لبنان مضبوطا الى اقصى الحدود مع وجود قيادة عسكرية قوية و75 الف جندي من نخبة الجيوش العربية والعالمية واسلحة أرسلتها اميركا الى الجيش اللبناني إضافة الى تدريبها اكثر من 800 ضابط سنويا من الجيش اللبناني في الولايات المتحدة، وهم من نخبة الضباط الذين حتى تفوقوا على ضباط اميركيين، اثناء دوراتهم في الولايات المتحدة كما ان جهاز المديرية العامة للامن العام وجهاز شعبة المعلومات في الامن الداخلي ومديرية المخابرات وجهاز امن الدولة سيسيطرون كليا على الوضع وان حدث أي حادث امني سيكون محدودا وعلى كل حال الشعب اللبناني لا يخاف من إرهابيين يفجرون انفسهم ا يرسلون سيارات مفخخة، لكن هذا الامر لن يحصل باذن الله، الا اذا حصل حادث او بعض الحوادث. 
الوضع الامني اللبناني مستقر كليا وحرب تصريحات 
وبالنسبة للوضع السياسي فلن تحصل مواجهات ميدانية عبر مظاهرات او غيرها، بل سيكون لبنان مسرحا لتصريحات سياسية منها من يهاجم السعودية وأميركا وإسرائيل والحلف الثلاثي السعودي – الأميركي – الإسرائيلي، ومنهم من يهاجم المقاومة اللبنانية وسوريا وايران، ولن تخرج الأمور عن تصريحات سياسية بعضها ضد البعض. 
اما بالنسبة الى الوضع الاقتصادي، فسيتم معالجته ضمن حدود معينة ويلعب مصرف لبنان دوره في تعاميم للمصارف اللبنانية، لادارة القطاع المصرفي والقيام بتسليفات تسمح بعدم هبوط النمو اللبناني تحت 2 في المئة، كما ان السوق اللبنانية مرتاحة جدا ولم تجر سحوبات من المصارف كذلك لم يجر الطلب على الدولار الأميركي والليرة اللبنانية محصنة بفضل حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة الذي قام بهندسات مالية أدت الى تأمين احتياط بقيمة 43 مليار دولار لحماية الليرة والقطاع المصرفي، إضافة الى ودائع في المصارف بقيمة 160 مليار دولار. 
الشعب اللبناني يجوع 
اما على الصعيد المعيشي، فان أكثرية كبيرة من الشعب اللبناني باتت تجوع وباتت جائعة، وباتت ينقصها المواد المعيشية لتعيش، وهنالك عائلات من 6 اشخاص واكثر تعيش بمدخول 400 دولار او 500 دولار، وذلك لا يكفي لمصروف شخص واحد خلال شهر. بينما تعيش عائلات على هذا المدخول، وان لم يقم رئيس الجمهورية بسرعة عبر الهيئات الاقتصادية وعبر مصرف لبنان والقطاع المصرفي وعبر القطاع التجاري والصناعي والزراعي بالتعاون مع الوزراء المختصين ورئيس الحكومة الذي يقوم بتصريف الاعمال باجراءات اقتصادية فانه يا فخامة الرئيس نقول لك ان شعبك يجوع وان شعبك يعيش ازمة معيشية خطرة، ونقول للرئيس الحريري والوزراء قوموا بتسهيل الأمور، ولكن لا تتركوا شعبكم يجوع، ولا تتركوا الاقتصاد ينهار، واوقفوا الفساد واوقفوا الصفقات، وكيف يجوز ان يكون مستشار الوزير جبران باسيل مسؤولا عن صرف ومناقصة مليار و800 مليون دولار باستئجار باخرتين من تركيا لتأمين 4 ساعات كهرباء، ومعروف ان وكيل الباخرتين التركيتين هو المهندس سمير ضومط وهو من اتباع تيار المستقبل، فيما ثمن استئجار سفينتين تركيتين في كل العالم هو مليار و100 مليون دولار، فأين ستذهب 700 مليون دولار والى اية جيوب ستذهب وتوضع في حسابات سرية في سويسرا والخارج. 
ثم اين ضرب الفساد ولم يدخل فاسد واحد الى السجن، ثم اين التفتيش المركزي ثم اين التفتيش المالي، ثم اين التفتيش القضائي، ثم اين النيابة العامة المالية، ثم اين المحاكم ضد الفاسدين، ثم كيف تمضي سنة كاملة من العهد الذي جاء من اجل الإصلاح والتغيير وتمضي سنة ولم يجر الإصلاح المطلوب. 
ونقول ان الوضع السياسي مضبوط ضمن التصريحات ولا مظاهرات في الشارع، ونقول ان الوضع الأمني مضبوط بواسطة الجيش والأجهزة الأمنية، ونقول ان مؤسسات الدولة تعمل برئاسة رئيس الجمهورية ودور الرئيس سعد الحريري في تسيير الاعمال عبر حكومته، ودور الرئيس نبيه بري في إدارة مجلس النواب وتشريع الموازنات حيث بعد 12 سنة نقف ونقول ان ميزانية 2017 تم المصادقة عليها، والان امام مجلس النواب موازنة 2018 وهذا يحصل للمرة الأولى منذ عقود. إضافة الى تشريع مجلس النواب لسلسلة الرتب والرواتب وتشريع مجلس النواب لمشروع قانون الانتخابات النيابية الجديد على قاعدة النسبية وإقرار مشاريع أخرى. وليس هنالك مشكلة من ناحية تسيير مؤسسات الدولة. 
ونعود الى نقطة البداية، وهي ان الحل الشخصي للرئيس سعد الحريري قد تم تأمينه ونشكر الرئيس الفرنسي والاتحاد الأوروبي وواشنطن وروسيا ودول عربية على لعب دور كبير في تحرير الرئيس سعد الحريري وسفره الى فرنسا وننتظر عودته الى لبنان. 
الحريري محرج جدا بسبب المطالب السعودية 
اما بالنسبة الى الازمة السياسية، فليس امام الرئيس سعد الحريري الا ارسال بالبريد المضمون المطالب التي نقلها من المملكة العربية السعودية الى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الشكر على المطالب التي لن تتحقق ولا تتحقق، ولن يقوم لبنان بالنأي في النفس، بل سيكون رأس حربة في القتال ضد إسرائيل وضد التكفيريين وضد اسقاط المؤامرة عبر المحور السياسي الخليجي – الأميركي – الإسرائيلي. ولن تكون حكومة دون اشتراك المقاومة فيها. 
محمد بن سلمان لا يعرف تركيبة لبنان 
ونحن اذ نراهن، نراهن على ان لبنان قوي ولم يكن لديه أي مشكلة، وفجأة تم استدعاء الرئيس سعد الحريري وذهب 15 يوما الى السعودية مما اثار التوتر السياسي والمشاكل في لبنان. ولولا رعونة محمد بن سلمان واستدعاء الرئيس سعد الحريري لما كان هنالك من مشكلة على الساحة اللبنانية بل كانت الحكومة تعمل ورئيس الجمهورية يعمل ومجلس النواب يعمل وكل شيء يسير على احسن ما يرام، سواء زار بعض الوزراء سوريا ام قاطعها أكثرية الوزراء. وسواء قاتل حزب الله في سوريا ام لم يقاتل فإن الساحة اللبنانية كانت بألف خير، والحرب لا تجري على ارض لبنان، ولبنان بألف خير من ناحية المؤسسات والحكومة ومجلس النواب والجيش اللبناني والأجهزة الامنتية وكنا ننتظر خطة اقتصادية كان سيقوم بها، خاصة الرئيس سعد الحريري لولا استدعائه الى السعودية لان لدى الرئيس سعد الحريري قدرة على التخطيط الاقتصادي ورفع النمو الاقتصادي في لبنان من 2 في المئة الى 5 في المئة. لكن المملكة السعودية ارادت نقل لبنان من ساحة آمنة ومستقرة الى ساحة مواجهة ومشاكل وتوتر، وكل ذلك نتج عن فشلها في اليمن والحاق الهزيمة بها، من قبل جماعة الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين، وهذه ليست مشكلة لبنان انها مشكلة السعودية التي شنت حربا على اليمن وفشلت فيها. 
الحل بعودة لبنان الى ما قبل استقالة الحريري 
اما بالنسبة الى الصراع الإيراني – السعودي على الساحة اللبنانية، فالواضح ان الطائفة السنية تدين بالولاء للسعودية، والواضح أيضا ان معظم الطائفة الشيعية خاصة المقاومة تدين بالولاء لإيران، فيما يبقى المسيحيون بعضهم على علاقة مع السعودية، وبعضهم على علاقة مع المقاومة، فالتيار الوطني الحر على تحالف مع المقاومة، والقوات والكتائب على علاقة مع السعودية. ونحن امام قرارات مصيرية، إما ان يبقى لبنان موحدا كما كان قبل استقالة الرئيس سعد الحريري او فلنقل، طالما ان الطائفة السنية هي للسعودية، ومعظم أكثرية الشيعة هي لإيران، والمسيحيون يعيشون خارج الصراع الفعلي الإيراني – السعودي فلنذهب الى الفيدرالية، وتعيش كل طائفة كما تريد، ولكن هذا لن يؤدي بلبنان الا الى الخراب. والحل الحقيقي هو في عودة لبنان كما كان قبل استدعاء السعودية للرئيس سعد الحريري، وتفجير قنبلة على ارض لبنان من قبل المحور السعودي – الأميركي الإسرائيلي، عبر رعونة محمد بن سلمان الذي هو على علاقة مع الموساد ومرتبط بصهر الرئيس ترامب الإسرائيلي ويتخذ قرارات مجنونة مثل شن الحرب على اليمن منذ 3 سنوات وحتى الان، مثل اعتقال الامراء بالعشرات والطلب من الامراء التنازل بنسبة 70 في المئة من ثرواتهم، ومثل تنازل مصر عن جزر تيران وغيرها لصالح السعودية ليقيم فيها محمد بن سلمان اكبر مدن تتصل بمصر وإسرائيل والسعودية والاردن. 
ومثل قيام محمد بن سلمان بارسال التكفيريين الى لبنان وتمويلهم ودعمهم، بالاشتراك مع الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا. 
فشل السعودية في اليمن وقطر والعراق وسوريا سيحصل في لبنان 
وفي النهاية نقول كل المطالب السعودية ستسقط ولن ينفذ منها لبنان حرفا واحدا، ونقول للمملكة العربية السعودية، كفّي عنا، ولا تتدخلي في شؤون لبنان بل عليك معالجة امورك، سواء من ناحية حصار قطر، ام من ناحية حربك مع ايران، ام من ناحية حربك على اليمن، ام لناحية اضطهاد شعبك في الداخل، ام لناحية اعتقال عشرات الامراء وعشرات رجال الاعمال، ام لناحية دفع 200 مليار دفعة واحدة للرئيس الاميركي ترامب وهي أموال الشعب السعودي وليست أموال محمد بن سلمان او الملك سلمان. 
فبالله عليك يا سعودية ارحلي عنا ولا تتدخلي في امورنا. ونحن اذ نقول هذا الكلام نقول أيضا لإيران لا تتدخلي في شؤوننا، وليس لك الحق في التدخل في الحكومة او في الجيش او الأجهزة الأمنية او مؤسسات لبنان واذا كنت تدعمين المقاومة بالسلاح والمال فنحن نشكرك على ذلك، لكن لا نريد تدخل لا السعودية ولا ايران في امورنا الداخلية، بل نحن قادرون كشعب لبناني بعد 40 سنة من الحرب على التفاهم بين بعضنا البعض وحل مشاكلنا.
اللواء
الحريري يغادر الرياض بعد تفاهم مع ولي العهد
السعودية تُعلِن دعم رئيس الحكومة.. والأليزيه يستقبله رئيساً وإلغاء العرض العسكري

ان الحدث، كما بات معلوماً، اليوم، هو استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للرئيس سعد الحريري، بوصفه رئيساً لمجلس الوزراء اللبناني حسب بيان قصر الأليزيه.
يبلغ الترقب ذروته اليوم، نظراً لموقع هذه الخطوة، حيث سيقيم الرئيس ماكرون مأدبة غداء على شرف الرئيس الحريري بحضور عائلته، ومن أوجه هذا الترقب، وفقا لمصادر سياسية رفيعة المستوى في بيروت ان ما سيعلنه الرئيس الحريري، على أي نحو سيحمل مؤشرات لمسار الوضع اللبناني، بصرف النظر عن مآل الاستقالة التي قدمها، وسيقدمها رسمياً إلى الرئيس ميشال عون فور عودته، إلى بيروت، والتي لا يبدو انها ستكون سريعة.
ورسم الحريري عشية مغادرته ليل أمس المملكة العربية السعودية اطارا لمحادثاته مع الرئيس ماكرون، وتصوره لمرحلة ما بعد مغادرته، وعناوين الحركة السياسية التي يزمع القيام بها، عندما غرّد قائلاً: «اقامتي في المملكة هي من أجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرّد شائعات.
وهو في طريقه الى المطار، قال الحريري: القول بأنني محتجز وغير مسموح أن أغادر البلد هو كذبة.
وتحدثت معلومات عن اجتماع عقده الرئيس الحريري مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، وصف بالممتاز، والبالغ الأهمية تناول الوضع في لبنان والمنطقة.
باسيل
في هذا الوقت، عاد وزير الخارجية جبران باسيل من جولته الأوروبية التي قادته إلى 7 عواصم أوروبية، اختتمها بلقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
وكشف باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء بعبدا، لأول مرّة عن اتجاه لإلغاء العرض العسكري لمناسبة عيد الاستقلال الذي كان يفترض اقامته يوم الأربعاء المقبل في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، بسبب شغور كرسي رئيس الحكومة في الاحتفال، بما يعني احتمال ان لا يكون الرئيس الحريري في بيروت بالعيد.
وقال باسيل: لا عيد استقلال في لبنان وكرسي رئيس الحكومة شاغر، فكل لبنان الرسمي تصبح كراسيه شاغرة في حال شغور كرسي، رئيس الحكومة، وأشار إلى اننا امام أزمة كبيرة، لكننا يمكننا تحويلها إلى فرصة، مشددا على ان هناك مفهوما واحدا للسيادة ورئيس حكومتنا هو عنوان سيادتنا.
وكان باسيل طلب من موسكو بعودة رئيس الحكومة إلى لبنان من دون أي قيد ليتخذ القرار الذي يناسبه في بيروت، معتبرا ان ما حدث امرا غير طبيعي ويشكل سابقة على مستوى العلاقات الدولية وغير مقبول للبنان لأنه يمس بكرامة اللبنانيين.
الحريري في الاليزيه اليوم
وكان قصر الاليزيه، أعلن أمس في بيان، ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيستقبل عند الثانية عشرة من ظهر اليوم السبت، الرئيس الحريري، ويجري معه محادثات عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة 20، على ان تصل عائلة الرئيس الحريري عند الثانية عشرة والنصف إلى القصر، ثم يتناول الرئيس الفرنسي الغداء مع الرئيس الحريري وعائلته.
وأعلن الرئيس ماكرون، في حديث للصحافيين في ختام قمّة أوروبية في مدينة غوتنبرغ السويدية انه سيستقبل الرئيس الحريري اليوم بصفته رئيساً لحكومة لبنان، لأن استقالته لم تقبل في بلاده، بما انه لم يعد إليها.
وأوضح ان الحريري الذي يصل إلى باريس مساء الجمعة من الرياض، ينوي. على ما اعتقد، العودة إلى بلاده في الأيام أو الأسابيع المقبلة، لافتا إلى انه «سيستقبل الحريري اليوم بالتشريفات المخصصة لرئيس حكومة مستقيل بالتأكيد، لكن استقالته لم تقبل في بلاده لأنه لم يعد اليها»، وقال: «انها دعوة صداقة للتباحث واستقبال رئيس حكومة بلد صديق».
وأشار إلى انه لن يكون هناك استقبال رسمي للحريري عندما يصل إلى فرنسا، لأنه يقوم بزيارة عائلية.
وذكرت معلومات ان إجراءات أمنية معززة اتخذت حول منزل الرئيس الحريري في العاصمة الفرنسية.
وفي السياق ذاته، اعرب الرئيس الفرنسي عن استعداده للحوار مع إيران التي اتهمت باريس بأنها منحازة، بعد الانتقادات التي تحدثت فيها فرنسا عن «محاولات الهيمنة الإيرانية في الشرق الاوسط؛.
وقال ماكرون ان «رد الفعل الإيراني اساء تقدير الموقف الفرنسي، وأن الجميع لديهم مصلحة في السعي إلى الهدوء».
واضاف: ان فرنسا تتمسك بخط يتمثل لبناء السلام وعدم التدخل في أية نزاعات محلية أو إقليمية، وعدم الوقوف مع فريق ضد آخر، في وقت يريد كثر استدراج القوى الغربية إلى مواجهة تزداد حدة بين السنّة والشيعة».
وتابع: «ان دور فرنسا هو التحدث مع الجميع لأن لديهم مصلحة في السعي إلى الهدوء».
وأضاف ماكرون الذي أعلن انه ينوي زيارة طهران في العام 2018: «نتمنى ان تتبع إيران استراتيجية في المنطقة أقل هجومية (عدائية) وأن تتمكن من توضيح استراتيجيتها الخاصة ببرنامج الصواريخ الباليستية التي يبدو انها لا تخضع لضوابط.
وكانت الخارجية الإيرانية ردّت على تصريحات وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان من الرياض والتي انتقد فيها طهران على «نزعة الهيمنة الإيرانية في المنطقة، فاتهمت باريس «بالانحياز»، معتبرة ان سياستها تؤدي إلى تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريحات نقلتها وكالة أبناء (ايرنا) الرسمية: «للاسف يبدو ان لفرنسا رؤية احادية الجانب ومنحازة تجاه الأزمات والكوارث الإنسانية في الشرق الأوسط، وهذا النهج يُساعد عمداً أم عن غير قصد في تفعيل الأزمات الكاملة».
وقال موجها حديثه إلى لودريان: «مخاوفكم غير مطابقة للوقائع الإقليمية وتقودكم في الاتجاه الخاضع».
الاستقالة قائمة
وتوقعت مصادر سياسية متابعة لـ «اللواء» ان يكون اللقاء اليوم بين الحريري وماكرون فرصة لتوضيح الكثير من الالتباسات والظروف التي أحاطت بإعلان استقالته من الخارج، وكذلك سيكون مناسبة لكشف الكثير من معالم المرحلة المقبلة، سواء على صعيد عمل المؤسسات الدستورية، أو الأزمة الداخلية، بعد ان تمت محاولات عدّة لتدويلها.
وبحسب المصادر نفسها، فإنه من المتوقع ان يضع هذا الاجتماع الكثير من النقاط على الحروف فيما خص موضوع الاستقالة، وبالتالي الأزمة السياسية التي نتجت عنها، ولا سيما وأن موعد الاليزيه يتزامن عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب، مع العلم ان كل الأجواء تُشير إلى ان زيارة الحريري إلى فرنسا ستليها عودة إلى بيروت من أجل تقديم الاستقالة بشكل رسمي إلى رئيس الجمهورية، وحينها سيتم إزالة كل اللغط حولها، وخاصة نظرية «الاقامة الجبرية» التي سينفيها الرئيس الحريري جملة وتفصيلاً، ويؤكد تمسكه بمضمون بيان الاستقالة، إلا أن المصادر اشارت الى ان لا لقاء للحريري مع الإعلاميين بعيد استقباله في الاليزيه ، لافتة إلى احتمال إرسال موفد رئاسي فرنسي إلى بيروت للقاء الرئيس ميشال عون، عارضاً مبادرة تسوية لإنهاء الأزمة ووضع حدّ لارتداداتها السلبية على علاقة لبنان بالمملكة وسائر الدول العربية.
البناء
سلمان يشرّع خلال أيام الفصل بين العرش وخادم الحرمين ويتقاسم الحكم مع ابنه؟
وثيقة التسوية الفرنسية السعودية: التهدئة وربط نزاع بانتظار مساعي ماكرون

كشفت مصادر واسعة الإطلاع عمّا تسرّب لها حول وثيقة من أربع صفحات فولسكاب وقع عليها وزيرا خارجية فرنسا جان إيف لودريان والسعودية عادل الجبير، جرى استيحاء نصوصها من نصوص وثيقة استضافة السعودية لرئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف قبل أكثر من عشرين سنة، والتي كان رئيس الحكومة سعد الحريري أحد المساهمين فيها. فيما الوثيقة الجديدة تخصّ شروط استضافته في فرنسا، وتتضمّن الوثيقة ما يُسمّى بربط نزاع على الملفات الرئيسية من بتّ الاستقالة والتمسك بها أو العودة عنها، ومضمون التسوية التي يجري القبول بها للعودة عن الاستقالة أو لتشكيل حكومة جديدة، وهذا يستدعي التهدئة نسبياً، بانتظار مساعي الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون التي ستكون وجهتها طهران، لكن الوثيقة على صعيد حرية الحريري وشروط إقامته تتضمّن بنوداً تفصيلية تتضمّن تعهدات فرنسية بضمان التزام الحريري بشروط الوصاية، فالوثيقة تتضمّن بقاء عائلته في باريس واتخاذ العاصمة الفرنسية مقراً أساسياً لإقامة الحريري يغادرها لأيام بمعرفة الفرنسيين وضمانتهم ويعود إليها، كما تضمّنت بنوداً مالية حول حدود حقوق تصرّف الحريري بحساباته وأمواله وأملاكه بعد الحصول على موافقة سعودية مسبقة، وعلى سقف لخطاب سياسي يضمن المصالح السعودية، وعدم الإفصاح تلميحاً أو تصريحاً لما جرى معه، وعدم التعرّض لمن يظنّ بأنهم أسهموا بإلحاق الأذى به مع السعودية، بانتظار أن تتوصّل باريس والرياض لتصوّر سياسي يطال أزمات المنطقة وخصوصاً النظرة للعلاقة مع إيران، ومن ضمنها الملف اللبناني ليصير تحريك الملف الحكومي في لبنان على أساس ذلك برعاية فرنسية وموافقة سعودية.
أكدت المصادر ثقتها بأنّ الحريري سيزور بيروت خلال أسبوع، لكنه لن يقيم فيها إلا لأيام يعود بعدها إلى باريس، مشيرة لكلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إمكانية بقاء الحريري في باريس لأيام أو أسابيع، والأسابيع بالنسبة لماكرون ربطاً بزيارته لطهران مطلع العام التي تسبقها زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا ولقائه ماكرون لوضع الخطوط الرئيسية لمشروع تسوية تشتغل عليها فرنسا، بدعم أوروبي وقبول أميركي وتشجيع روسي تهدف لتثبيت الفصل بين حماية التفاهم النووي مع إيران، وملفات أزمات المنطقة وضرورة حلّها عبر الحوار.
وأشارت المصادر إلى الانشغال السعودي في الأيام المقبلة بما وصفته مرسوم تغيير النظام في السعودية الذي يتوقع أن يصدره الملك سلمان بن عبد العزيز، ويقوم على فصل منصب خادم الحرمين الشريفين عن منصب الملك الذي يتولّى العرش ويرأس مجلس الوزراء، حيث يحتفظ بالنسبة لخادم الحرمين الشريفين، بولاية عائلة أولاد عبد العزيز وأحفاده، ويحصر العرش ووراثته بأبناء سلمان وأحفاده، كمؤسّس ثانٍ للمملكة، ويتمّ يموجب المرسوم توزيع الموازنات المالية والصلاحيات بين منصبي خادم الحرمين الشريفين والملك، بصورة تجعل صلاحيات خادم الحرمين أقرب لصلاحيات الملكة في بريطانيا، وأشارت المصادر إلى ما نشرته صحف غربية عديدة عن تنازل الملك عن العرش لولي العهد نجله محمد بن سلمان، مضيفة أنّ سلمان ليس من طبعه التنازل حتى لنجله، لذلك يبقى سيناريو الفصل بين منصبي خادم الحرمين والملك هو الأقرب للواقع.
توقعت المصادر أن يكون ما تبقى حتى نهاية العام وقتاً للسياسة والابتعاد تدريجياً عن التصعيد، لمنح مبادرة الرئيس الفرنسي فرص النجاح، خصوصاً بعد النتائج السلبية التي حصدتها مغامرة بن سلمان في قضية الحريري، والصدى الدولي السيّئ الذي تركته على شخصيته ومكانته، بعدما نجح لبنان ورئيس جمهوريته ووزير خارجيته بجعل الحدث سابقة دولية خطيرة. وقالت المصادر إنّ الأرجح هو عدم حضور وزير الخارجية اللبناني لمؤتمر وزراء الخارجية العرب، بعدما ربطت وزارة الخارجية كلّ تحركاتها بعودة رئيس الحكومة إلى بيروت، وليس وارداً أن يكون الحريري في بيروت قبل الأحد، معلّقة على التلويح السعودي بتعليق عضوية لبنان في الجامعة العربية بأنه كلام ينتمي لزمن مضى، فالإجماع الذي يستدعيه مثل هذا القرار لا يملكه السعوديون ولن يكون بين أيديهم لا اليوم ولا غداً.
الحريري إلى الحرية.. هل بات حرّ القرار؟
بعد أسبوعين من الاحتجاز القسريّ في سجون نظام آل سلمان في السعودية، خرج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وعائلته الى الحرية، بعد وصولهم مساء أمس، إلى منزلهم في باريس، على أن يحلّ الحريري ظهر اليوم ضيفاً في قصر الإليزيه كرئيس حكومة، كما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد أن «ماكرون سيستقبل الحريري كرئيس حكومة، وبأنه سيعود بعد ذلك إلى بيروت خلال أيام أو أسابيع».
وقبيل أن يشدّ الرئيس المحرّر الرحال في رحلته الجوية الى بلاد «الأم الحنون»، مثخناً بجراح الليالي السود التي أمضاها في المملكة التي من المفترض أن تكون الراعية لـ «الحريرية والسنّة والطائف»، غرّد تغريدة الوداع كسدادٍ للدفعة الأولى من حساب التسوية الفرنسية – السعودية – اللبنانية التي أعادت له الروح وأنقذته من عاصفة حزمٍ داخلية أطاحت بالمئات من أباطرة وأمراء المال والسياسة والإعلام والأمن في السعودية.
لكن تغريدة تبرئة ذمة الخاطف، لم تقنع المخطوف نفسه، ولا العالم بأجمعه من خلال ما أظهرته وقائع الأيام الماضية منذ السبت الأسود التي نقلها أكثر من سفير غربي التقى الحريري في معتقله، وقال الحريري: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي. وكل ما يُشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات».
وأفادت مصادر مطلعة لـ «ال بي سي أي» أن الحريري عقد قبل توجّهه إلى باريس اجتماعاً بالغ الأهمية وممتازاً مع ولي العهد السعودي.
لكن هل فعلاً بات الحريري حرّ القرار والإرادة السياسية ومحرّراً من الضغوط والشروط السعودية؟ وماذا عن رحلته السياسية المقبلة إلى بيروت؟
مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة أشارت لـ «البناء» الى أن «انتقال الرئيس الحريري الى باريس نفّس الاحتقان الداخلي من جهة، وخفّض منسوب التوتر بين الرياض وبيروت، وذلك بعد ضغوط سياسية ودبلوماسية تعرضت لها الرياض أدت الى هذا الإخراج، لكن لا يلغي فداحة الخطأ الذي ارتكبته السعودية باحتجاز حرية رئيس حكومة إن على صعيد العلاقة مع لبنان أو على مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الدول».
ورجّحت المصادر أن يجتمع الرئيس الحريري فور عودته الى بيروت برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويؤكد استقالته لتبرئة السعودية من جرم اعتقاله أولاً، ولإعادة تكليفه وإنتاج تسوية جديدة أو تعديل التسوية الماضية ثانياً، والعمل وفق الخريطة المرسومة له بحسب التسوية الفرنسية السعودية التي أدّت الى انتقاله الى باريس».
وأوضحت المصادر أن «أمام رئيس الجمهورية خيارين إما إعادة تكليف الحريري وانتظار التأليف طويلاً، وملء الفراغ الحكومي بحكومة تصريف الأعمال حتى الانتخابات النيابية، وإما تكليف شخصية أخرى لتشكيل الحكومة تحظى بتوافقٍ سياسي ووطني وإقليمي». وتوقعت المصادر أن يدخل لبنان بأزمة سياسية وحكومية طويلة، لأن الحل مرتبط بالرئيس المكلف المقبل إن كان الحريري أو أي شخصية أخرى، فهل سيتحرّك ضمن الإملاءات الخارجية أم سيتحرر من الضغوط!».

Please follow and like us: