نقلت تقارير إعلامية مختلفة عن "مصادر محلية"، إن وحدات خاصة من الجيش الفرنسي، وصلت مساء الخميس في 26 نيسان الجاري، إلى قاعدة عسكرية، تابعة لقوات جيش الإحتلال الأميركي في قرية رميلان بريف محافظة الحسكة، في أقصى شمال شرق سوريا.
وقد استولى مسلحون أكراد على حقول ومنشآت إنتاج النفط السورية في رميلان، بدعم من المحتلين الأميركيين. وينتمي معظم هؤلاء إلى "حزب العمال الكردستاني"، الذي تصنفه تركيا بأنها تنظيم إرهابي. وتعمل مع الإحتلال الأميركي في شمال شرق سوريا المحتلة قوات خاصة بريطانية أيضاً.
وأكدت التقارير الإعلامية أن الجنود الفرنسيين نفذوا دوريات مدرعة مشتركة مع قوات أميركية في مدن منبج والرقة المحتلتين. وبلغت هذه الدوريات مناطق محتلة في محافظة دير الزور أيضا. وقد رافق مسلحون أكراد جنود الإحتلال الغربي.
وكان قادة المسلحين الأكراد قد اجتمعوا إلى ضباط فرنسيين في منبج، حيث دفع الفرنسيون إليهم بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية. وترافق تكثيف الدعم الفرنسي للمسلحين الأكراد مع "ازدياد حركة دخول وخروج وحدات عسكرية فرنسية من العراق إلى سوريا".
وتقول مصادر عسكرية عربية إن نحو 100 عسكري من القوات الخاصة التابعة للجيش الفرنسي، تشارك باحتلال 5 مناطق شمالي سوريا، وهي تقع في تلة مشتى النور جنوب مدينة عين العرب، وفي ناحية صرين، وبلدة عين عيسى وقرية خراب العاشق.
وكان مسؤولون أتراك قد كشفوا في أوقات سابقة عن وجود 10 قواعد عسكرية تابعة لقوات الإحتلال الأميركية في سوريا. وقد رفضت حكومة الجمهورية العربية السورية كل أي قوات أطلسية أو تركية على أراضيها السيادية، وقالت أنها قوات احتلال.
وكانت وحدات عسكرية فرنسية قد دخلت إلى القاعدة العسكرية الأميركية الواقعة شمال غرب مدينة منبج (80 كم شرق مدينة حلب)، يوم الثلاثاء في 3 نيسان / إبريل الجاري. وقالت إن الجنود الفرنسيين قدموا بسيارات عسكرية ترفع العلم الفرنسي، بحماية مسلحين أكراد. ثم دخلوا القاعدة الأميركية في قرية السبت شمال غرب منبج. لكن المصادر لم تذكر أعدادهم.
وأشاعت مصادر كردية في منبج معلومات،في حينه، عن نية فرنسا إنشاء قاعدة عسكرية لها في تلك المنطقة. وعقب ذلك، كشف مسؤول في "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن، عن أن "فرنسا ستنشئ قاعدة عسكرية في منطقة منبج خلال الأيام القادمة". وأضاف أن "هذه القاعدة ستكون قريبة من القاعدة الأميركية، التي تمتد ما بين مدينة منبج وقرية عون الدادات. وهي قرية سورية يحتلها الجيش التركي.
وأدخلت فرنسا قواتها إلى سوريا تحت مسمى "التحالف الدولي" المزعوم ضد "الدولة الإسلامية". وتبين تقارير وتحليلات أميركية نشرت الأسبوع الماضي، أن التخطيط الإستراتيجي الأميركي يتجه إلى تحويل سوريا إلى ساحة مواجهة مع إيران. وينسجم هذا الميل الأميركي مع رغبات الحلف الإقليمي بين السعودية و"إسرائيل" الناشئ للتو.
وكشفت مصادر أوروبية عن "اتفاق أميركي ـ فرنسي يقضي بنشر قوات من الجيش الفرنسي في شمالي سوريا". وقالت إن مشاركة فرنسا في الإحتلال الغربي لشمال وشرق سوريا سيتركز على "دور في تنظيم الإدارات المحلية والتخطيط لها في المرحلة المقبلة على مستوى أكثر من منطقة سورية". ويرى محللون عرب أن "هذه الخطوة قد وثقت تبعية باريس لواشنطن ـ تل أبيب في الشام والمشرق العربي".
ويضيفوا : أن "لدى باريس طموحاً فاشلاً للحصول على مقعد تفاوضي، بجانب القوى العربية الإقليمية والدولية المتصادمة في الشام والمشرق العربي. وقد اختارت استرضاء إدارة ترامب وحكومة نتنياهو والسير في ركابهما، وهو ما يضيق هامش السياسة الخارجية الفرنسية، ويرتد سلباً عليها".
مركز الحقول للدراسات والنشر
28 نيسان / أبريل، 2018