وجه ناشطون سوريون تحذيرات إلى المواطنين والسلطات من مضمون كتاب "السلسلة الأخلاقية للناشئين" الذي ينتشر في المكتبات السورية. وكتب مصطفى الخاني (أبو ليلى)، وهو مثقف وفنان معروف، على صفحته مستنكراً :
"شو هاااااااد ؟؟!!!!
شو هاد يلي عم ينطبع ويتوزع علناً عالأطفال !!!
صور نساء عاريات في جوال الطفل ! يدخن السكائر ويعطي صديقه دون علم الأهل ! كذب على الأهل ! وهروب من المدرسة ! الحصول على رقم جوال لفتاة غير مؤدبة ! ومواعدة الفتاة في الحدائق العامة هربا من الأهل ! وقضاء وقت ممتع في الملاهي ! …. الخ
لمن دار المناهل ودار اليقين اللتان تصدران من دمشق وتفسدان الجيل بهكذا طريقة ؟!!!
ومن هذا الكاتب الفهيم الذي يعلم الطفل كل ذلك ؟؟؟؟!!!! ومن هذا الرسام المبدع ؟؟!!
وإن كان هذا الكاتب النابغة يكتب ذلك كي يعلم الطفل الابتعاد عن رفاق السوق ، فهذا كاتب لايفقه ألف باء أدب الطفل ، لأنه علمه بشكل مباشر كل ما هو سيئ … كي يستنتج الطفل لاحقاً عبرة جيدة بشكل غير مباشر !!!!!!!
أين الرقابة ؟؟؟!!!! الرقابة التي تدقق بالمجهر على أصغر الأمور في بعض المواضيع ، لماذا تصاب بالعمى في هكذا مواضيع ؟!!!
انتبهوا الى أطفالكم"
ولقي انتقادات الخاني، التي حررها في دمشق، يوم 9 تشرين الثاني الجاري، متابعة واسعة من مئات المتابعين لصفحته، وعمد العشرات منهم إلى التعليق مؤيدين هذه الإنتقادات للكتاب، ومتسائلين عن كيفية سماح السلطات المعنية بنشره في المكتبات.
وكان وسام كنعان قد كتب عن "ضجة في سوريا بسبب كتاب السلسلة الأخلاقية للناشئين". وفي مقال نشره في صحيفة "الأخبار" البيروتية، يوم 9 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، مقالاً بعنوان : "ما هكذا يكون أدب الطفل". وقال كنعان : "حاول الكتاب صياغة حكايات الأطفال لكنّ أحداً لم يتوقع أن يصل إلى هذا المستوى". وقال إن مؤلف قصص الكتاب يدعى عبد اللطيف أحمد يوسف، وقد أصدرته دار المناهل ودار اليقين في دمشق. واقترحت السيناريست السورية نور الشيشكلي أن تسمى السلسلة باللاأخلاقية.
في مكة المكرمة ذكرت صحيفة "عكاظ"، اليوم 30 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، أن أمیر منطقة مكة خالد الفیصل طلب من فرع وزارة الإعلام في المنطقة سحب كتاب "السلسلة الأخلاقیة للناشئین" من جمیع المكتبات ودور النشر في المملكة. وقالت إن الفيصل وجه بسحب هذا الكتاب يوم الخمیس الماضي، نظراً لأنه ـ كما قالت الصحيفة ـ "يحتوي تجاوزات أخلاقیة تتنافى مع تعالیم الدین الإسلامي الحنیف، وتخالف القیم والأعراف الاجتماعیة المعمول بھا في السعودیة".
وأضافت "عكاظ" : أن فرع الوزارة تجاوب فوراً، وقام بسحب جمیع النسخ الموجودة في المكتبات ودور النشر المحلیة كافة، كما تم إشعار وكالة الإعلام الداخلي بالوزارة بھذا التوجیه، لمتابعة الكتاب وعدم السماح بتداوله، حرصاً على أخلاقیات الشباب السعودي من ھذه السلسلة التي صدرت أخیراً، وانتشرت في عدد من دور النشر والمكتبات العامة". ولم يعرف ما إذا كان السعوديون قد تحركوا متأثرين بتحرك النشطاء السوريين.
مركز الحقول للدراسات والنشر
30 تشرين الثاني / نوفمبر، 2018