أجمعت الصحف على نجاح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في "نكش" قنوات تأليف الحكومة، خصوصاً بعد تصريحات وفد "حزب الله" الذي زار بعبدا أمس. كما تابعت التهديدات العدوانية التي أطلقها رئيس حكومة العدو الصهيوني، وعددٌ من وزرائه ضد لبنان. لكن "الأخبار"تحدثت عن "جهات لبنانية تنتظر وتتمنى الحرب الإسرائيلية على لبنان"، مع أن "إسرائيل تجهد في الامتناع عن الوقوع في أفعال مبنية على تقديرات خاطئة مسبِّبة لها".
البناء
تقدّم نوعي في مفاوضات اليمن… وقائد الناتو ورئيس الأركان الروسي يجتمعان اليوم
مخاوف من تصعيد الوضع الأمني الفرنسي… لتطويق الاحتجاجات
حزب الله: الحل يبدأ بتثبيت حق اللقاء التشاوري… وعون يستقبله اليوم
وقع إطلاق النار في ستراسبورغ على الوسط الفرنسي وعبره على الأوروبيين في موضع الريبة، بعدما نشرت معلومات تتحدّث عن قيام أجهزة الأمن الفرنسي بإعطاء الأوامر بإطلاق عمليات تعقب مؤجلة لبعض العناصر المشكوك بخلفيات علاقتها بتشكيلات إرهابية، وأن الحادث هو بنتيجة واحدة من أعمال المطاردة، التي يخشى أن تكون سياقاً أراده الرئيس الفرنسي لإطلاق مناخ تصعيد أمني يبرر الانتقال إلى إجراءات للتضييق على حركات الاحتجاج، بذريعة المخاطر الأمنية الداهمة، وخطورة تحويل الاحتجاجات بيئة مناسبة لتخفي عدد من المطلوبين، وربما لأنشطتهم.
بالتوازي كانت إشارات إيجابية على المستويين الدولي والإقليمي تفتح الأفق لتوقعات تتصل بمسار التسويات المعطل في ملفات الأزمات العالقة، الإشارة الأولى تتصل بمفاوضات السويد حول حرب اليمن، مع إنجاز اتفاق تفصيلي حول تبادل شامل للأسرى والمعتقلين، بمشاركة الصليب الأحمر الدولي، ما استدعى وصول الأمين العام للأمم المتحدة لمنح المفاوضات دفعاً إيجابياً للمزيد من التقدم، وبدا أن الإيجابيات تطغى على المخاوف رغم القلق الذي أبداه رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام بقوله إن «الوفد لم يصل بعد لدرجة اليقين بوجود دعم حقيقي للسلام في اليمن»، لافتاً إلى «استمرار نقاش على مدار الساعة في الأوراق المتعلقة بالحل السياسي»، لكنه لفت إلى أن «اتفاق الأسرى ينص على الإفراج عن جميع الأسرى حتى الموجودين في سجون السعودية و الإمارات «، مؤكداً أن «مبدأ اتفاقية الأسرى المطروحة هو الكل مقابل الكل»، مشيراً إلى أنه «لدينا أسماء الأسرى الموجودين لديهم وفي أي سجون موجودين ولأي جهات هذه السجون تابعة».
واعتبر أن «وجود القوات الأجنبية في اليمن مخالف للدستور اليمني ولقرارات مجلس الأمن «، مشيراً إلى أنه «لا مبرر لوجود قوات أجنبية في اليمن طالما أننا متوجّهون لحل سياسي، والمناطق المحتلة خاضعة لسيطرة خارجية كبريطانيا والسعودية والإمارات لما يسمّى بالشرعية»، بينما أوحى عبد السلام بوجود تقدم في الملفات الاقتصادية، خصوصاً ما يتصل بالمصرف المركزي والرواتب وعائدات الدولة، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.
الإشارة الثانية جاءت من أذربيجان مع الإعلان عن لقاء سيجمع اليوم الأربعاء القائد العام لقوات حلف «الناتو» في أوروبا ، كيرتيس سكاباروتي مع رئيس أركان القوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، في العاصمة باكو.
لبنانياً، الإشارات الإيجابية لا تنتج التفاؤل في الشأن الحكومي، لأن الكثير من التفاؤل سابقاً لم يتوّج بولادة الحكومة، فالحذر يطغى على التعامل مع الإيجابيات التي أعقبت اللقاءات الرئاسية اول أمس، وترجمت أمس بلقاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووفد قيادي من حزب الله ضمّ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وسيترجم اليوم بلقاء الرئيس عون بوفد من اللقاء التشاوري، الذي قالت مصادر متابعة إن حزب الله أكد أمام رئيس الجمهورية أن الحل يبدأ قبل التداول بأي صيغ ومخارج، بإبلاغ اللقاء التشاوري بالتوافق الرئاسي على حق اللقاء بالتمثيل الوزاري وفتح باب للتفاوض بينه وبين الرئيس المكلف حول شكل هذا التمثيل وطبيعته، وعندها يمكن للجميع التعاون في بلورة المخارج والحلول ومناقشة الصيغ والفرضيات.
أحيطت بالكتمان الأفكار التي طرحها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقاءاته التي بدأت أول أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، وتواصلت أمس مع حزب الله. فرئيس الجمهورية وأمام تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين الرئيس المكلف وبقية الأطراف، رأى من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة لأن الأخطار أكبر من قدرة أحد على تحملها، مؤكداً أن مبادرته يجب أن تنجح، وإلا سنكون أمام كارثة.
ولفتت مصادر معنية لـ»البناء» الى وجود نقاش حيوي يتم فيه تداول أفكار وطروحات لتأمين الخروج من المأزق، ملمّحة الى ارتياح الرئيس المكلف سعد الحريري الذي ظهر أول أمس عقب لقائه الرئيس عون، معتبرة أن مرونة الحريري قد تفتح كوة في جدار الأزمة المستفحلة.
وفي تصريح مقتضب يحمل الكثير من الدلالات أطلّ النائب محمد رعد عقب لقائه والمعاون السياسي للسيد حسن نصر الله الرئيس عون، ليؤكد أن «هناك افكاراً قابلة للدرس وأخرى مستبعَدة، وأن الجلسة كانت عصف أفكار بصوت عالٍ بيننا وفخامة الرئيس، وللبحث صلة».
وبحسب ما علمت «البناء» فإن اللقاء كان إيجابياً بين وفد الحزب والرئيس عون، وتخلله نقاش واضح وصريح، حيث أكد وفد حزب الله خلال اللقاء أنه سينقل ما جرى بحثه الى قيادة الحزب على أن يجري التواصل لاحقاً وأن الأبواب مفتوحة دائماً للتواصل بين حارة حريك وبعبدا. وشددت المصادر على ان وفد حزب الله كان واضحاً بضرورة الاستماع الى اللقاء التشاوري والى مطلبه المحق، مؤكداً في الوقت عينه أن حزب الله على موقفه من دعم اي قرار يأخذه اللقاء التشاوري إن لجهة تمثيل شخصية من النواب الستة او اختيار اللقاء التشاوري شخصية من خارجهم يتوافقون عليها.
وفي السياق نفسه، شددت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون لـ»البناء» أن رئيس الجمهورية يجهد لولادة الحكومة قبل الأعياد ومستعد كعادته للتضحية لإنقاذ البلد، لكن تضحيته يجب أن تقترن بتضحية المكوّنات الأخرى للوصول الى تشكيل الحكومة في أسرع وقت، لا سيما أن مبادرته جاءت بعدما شعر أن الأجواء كانت مقفلة وأن هناك من يحاول إغلاق الابواب امام الحلول، داعياً الجميع الى التعاون لتأليف الحكومة، والا فليتحمل كل فريق مسؤولياته. ومع ذلك تنقل المصادر عن الرئيس عون تفاؤله بولادة الحكومة قريباً، مشددة على انه يقوم بحراك جدي لإنقاذ الوضع.
وبينما يلتقي الرئيس عون اليوم عند الرابعة من بعد الظهر اللقاء التشاوري للبحث مع نوابه في إيجاد حل للأزمة، أشارت مصادر اللقاء التشاوري لـ»البناء» الى أن اجتماع اليوم سيكون بمثابة استماع لما سيطرحه الرئيس عون علينا من أفكار من دون أن يعني ذلك أننا قد نوافق على ما يُسمّى بالحلول التسووية التي تبقينا خارج الحكومة، بيد أن المصادر نفسها لم تقفل الباب أمام إمكانية ان توافق على تسمية شخصية من خارج النواب الستة، قائلة في المبدأ نحن على موقفنا بضرورة تمثيل شخصية من اللقاء التشاوري، لكن الأمور تبقى في خواتيمها وهي رهن الساعات المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه، لا سيما أننا كنا قد تبلغنا موقف الرئيس عون عبر الوزير جبران باسيل أنه لن يتخلى عن الوزير السنّي لمصلحتنا.
وفي هذا الإطار اشارت معلومات «البناء» الى ان لقاء حزب الله الرئيس عون تناول إمكانية تمثيل اللقاء التشاوري بشخصية من خارج النواب الستة، وتمنى الرئيس عون على الحزب العمل معه في هذا الإطار، لا سيما في ظل ما تردّد أن الرئيس المكلف أبلغ المعنيين أنه لا يمانع تمثيل سنة 8 آذار لكن بشخصية من خارج اللقاء التشاوري، ولفتت المصادر إلى أن حزب الله قد يساعد في تركيب الحل وفي الضمانات السياسية التي قد تقدّم.
أكد الرئيس نبيه بري أن «الرئيس عون بالمشاورات التي أجراها استغنى عن رسالته الى المجلس النيابي، ولكن لم نتناول هذا الموضوع اول أمس وكنا قد بحثناه أنا ورئيس الجمهورية منذ حوالي ثلاثة اشهر». وقال: العقل اللبناني دائماً خلاق وبالإمكان ان يتوصل فخامة الرئيس الى حلول سريعة. وردا على سؤال «هل ستكون هناك حكومة قبل الأعياد؟». قال بري «ان شاء الله».
وبينما شكلت المستجدات الحكومية محور لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في لندن. أكدت كتلة المستقبل ان مبادرة رئيس الجمهورية خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، تطوي ما سبقها من دعوات وفتاوى دستورية، وتعيد الحوار السياسي الى جادة الصواب المطلوب الذي لا بديل عنه للوصول الى المخارج الممكن.، لكنها غمزت من قناة صلاحيات الرئاسة الثالثة وأكدت ان صلاحيات الرئيس المكلف غير قابلة للمساومة والمساس تحت أي ظرف من الظروف، وأن كافة المحاولات التي تجري في هذا الشأن، سواء من خلال إما ابتداع أعرافٍ جديدة أو عبر فرض شروط سياسية على عملية تأليف الحكومة، ستؤول حكماً الى الفشل بحكم الدستور، الذي ينص على استشارات نيابية ملزمة غير قابلة للنقض والتراجع، لأي سبب من الأسباب.
الى ذلك لم يحجب الملف الحكومي وتطوراته التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان بزعم وجود أنفاق لحزب الله من الجنوب الى فلسطين المحتلة، عن لقاءات الرئيس عون، حيث شكل ما سبق محور لقاء عون وقائد القوات الدولية الجنرال ستيفان دل كول. فقد أكد عون تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 انطلاقاً من حرصه على المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب ورفضه أي ممارسات يمكن أن تؤدي الى توتير الوضع على الحدود. وكان الوضع جنوباً محور لقاء الرئيس عون ووفد حزب الله.
وفي السياق الأمني عينه كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن «اتصالات لمنع إسرائيل من خرق القرار 1701 تجري على قدم وساق»، وطمأن من أن «الوضع على الحدود تحت السيطرة». وأكد اللواء ابراهيم في حديثٍ للـ»ان بي ان» ان «الجانب اللبناني على الجهوزية التامة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي»، وأوضح ان «الأنفاق موجودة منذ زمن ولم يخترعها أحدٌ، ولكن توقيت استخدامها من قبل جيش العدو الإسرائيلي يُسأل عنه».
الأخبار
عون لـ«التشاوري»: سمّوا وزيراً من خارجكم
إسرائيل والأنفاق… وتغيير تفويض اليونيفيل
أعاد رئيس الجمهورية ميشال عون، تحريك الجمود في الأزمة الحكومية، لكن من دون نتائج عملية حتى الآن. بعد اجتماعه بوفد من حزب الله أمس، في لقاء «من القلب إلى القلب»، كما وصفته مصادر مطّلعة، يستقبل عون اليوم نواب اللقاء التشاوري ليطرح عليهم اختيار وزير يمثلهم من خارج النواب الستة، فيما أكّدت مصادر هؤلاء أنّ موقفهم لا يزال على حاله باختيار واحد منهم
حلّ أزمة الحكومة اللبنانية، المستفحلة منذ الانتخابات النيابية الأخيرة، بسيط، أو سهلٌ ممتنع، وهو الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية، وتحديداً على ضفة الرئيس سعد الحريري. فحين يصل الحريري إلى الخلاصة الواضحة التي أفضى إليها قانون الانتخاب النسبي، على علّاته، بأنه لم يعد الممثّل الحصري للسُّنة اللبنانيين، تُحل الأزمة. بعد ذلك الاعتراف، تسهل عليه كل الخطوات اللاحقة، ويصبح تقبّل وجود خصوم على الساحة، يمثّلون شريحة ليست قليلة من السُّنة اللبنانيين، أمراً عادياً. دون ذلك، ورغم الإيجابية الظاهرة من الحركة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون، إلّا أن النتيجة الوحيدة حتى الآن هي إعادة تحريك ملفّ التشكيل، بعد التوتّر الأخير، مع استمرار تمسّك الأطراف بمواقفها. فعدا عن إبلاغ عون الحريري رغبته في أن تتشكّل الحكومة سريعاً، لم يغيّر اللقاء بين الرجلين، أول من أمس، في مسار الأحداث. وحتى مساء أمس، كان الرئيس المكلّف لا يزال عند لاءاته: لا أستقبل نواب اللقاء التشاوري، لا أقبل أن أوزّر من حصتي، لا أقبل أن يوزّر رئيس الجمهورية أحداً من النّواب الستة من حصته!
وفيما يتوقّع أن يستكمل لقاء عون ــ الحريري باجتماع بين الأخير ووزير الخارجية جبران باسيل، على هامش المؤتمر الاقتصادي اللبناني في لندن، شكّلت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل لعون، محطّة لقاء «من القلب إلى القلب» في سياق العلاقة بين الطرفين، كما قالت لـ«الأخبار» مصادر اطّلعت على مضمون الاجتماع.
عرض عون خلال اللقاء لتطورات الأحداث من وجهة نظره، في الداخل وعلى الحدود مع فلسطين المحتلّة، وكان اتفاق على مراقبة التطوّرات والاستفزازات الإسرائيلية، والعمل على تقدير الموقف للتصرّف والمواجهة.
وفي الملف الحكومي، أكّد رئيس الجمهورية أن حركته الأخيرة تأتي بعد تعطّل مبادرة باسيل، مشيراً إلى ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة. ولفت إلى أن فكرة توجيهه رسالة إلى مجلس النواب كانت واحدة من أفكار هدفها الحثّ على التشكيل، وليست قراراً.
بدوره، وضع الوفد رئيس الجمهورية في قراءة حزب الله للتطوّرات، فأكد أنّ هناك أزمة في الشّكل أوّلاً، ولا سيّما مع امتناع رئيس الحكومة عن استقبال نواب اللقاء التشاوري الذين طالبوا أربع مرّات بلقائه، وكأنّ الرئيس المكلّف يصرّ على عدم الاعتراف بهم، رغم نتائج الانتخابات النيابية. أما في المضمون، فقال الوفد إن اعتراف الجميع بحقّ نواب اللقاء التشاوري بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية يحلّ 75% من الأزمة، ليبقى الربع الأخير مرتبطاً بالشقّ التقني للحلّ. وهنا، سارع رئيس الجمهورية إلى تأكيد ضرورة اجتماع الحريري مع نواب اللقاء، وأن من حقّهم التمثّل في الحكومة، ولفت إلى أنه سيستقبل النواب الستة في بعبدا بعد ظهر اليوم.
إلى ذلك، حرص الوفد على توضيح نقطتين أمام الرئيس: الأولى هي أنه إذ يدعم مطالب حلفائه، يرتضي بما يرتضي به هؤلاء الحلفاء في حال توصّلوا إلى اتفاق مع عون والحريري مهما كان شكله، مشدداً على أن المدخل إلى هذا الحلّ هو التحاور مع نواب اللقاء التشاوري. وثانياً، حرص الوفد أيضاً على التأكيد أن الحزب لا يمكن، كما يروّج البعض، أن يتلطّى خلف مطالب حلفائه لأغراض أخرى أو يستخدم هؤلاء في وجه الرئيس عون أو الحريري. وأكّد أن حزب الله لا يستعمل مثل هذه الأساليب، بل يعبّر عن رؤيته للأمور ومطالبه بوضوح وعلانيةً. وجرى الاتفاق على استمرار التواصل للوصول إلى حلول.
وعلمت «الأخبار» أن من المتوقّع أن يطرح عون على النواب الستة تسمية شخصية لتمثلهم من خارج اللقاء، عطفاً على اعتراض الحريري على قبول توزير أيٍّ منهم، حتى ولو كان من حصة عون. إلّا أن أكثر من نائب في اللقاء، أكّد لـ«الأخبار» أن الموقف الثابت حتى الآن هو اختيار واحد من السّتة لتمثيلهم في الحكومة. وقال أحد النّواب إن «الأزمة هي في إصرار الحريري على اختصار الساحة السنيّة، وهو الأمر الذي لم يعد مقبولاً. في كلّ الطوائف نجد التنوّع، فلماذا استثناؤنا ورفض نتائج الانتخابات؟».
إسرائيل والأنفاق… وتغيير تفويض اليونيفيل
عبارة «تكثيف الضغط السياسي» على حزب الله بناء على «تهديد الأنفاق» عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، التي وردت على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أول من أمس، تثير تساؤلات في أكثر من اتجاه، حول خيارات إسرائيل وأفعالها الممكنة، وإن مع استبعاد أن يكون مجمل «حراك الأنفاق» يستبطن عملاً عدائياً في المدى المنظور.
يوم أمس، أطلق نتنياهو، وعددٌ من وزرائه، تهديدات ضد لبنان، في تباين واضح مع مواقف متكررة صدرت عن رئيس الوزراء الصهيوني في اليومين السابقين شدد فيها على «الضغط السياسي» على حزب الله، جراء «خرق أنفاقه للحدود». تباين أدى إلى تكهنات متطرفة لدى البعض، ومن بينهم جهات لبنانية تنتظر (وتتمنى) الحرب الإسرائيلية على لبنان، التي للمفارقة تجهد إسرائيل في الامتناع عن مسبباتها والوقوع في أفعال مبنية على تقديرات خاطئة مسبِّبة لها. اللافت أمس ورود معطيات أظهرت الصلة بين إرادة تفعيل الضغط السياسي والتهديدات، مع بدء «مشاورات دولية» في مجلس الأمن، قيل إنها أولية في الغرف المغلقة، تبحث في ترتيبات ما بعد الكشف عن الأنفاق في مواجهة حزب الله، مقابل تحذيرات ديبلوماسية من إمكان تغيير تفويض قوة اليونيفيل، كنتيجة ممكنة لهذه المشاورات.
تهديدات نتنياهو كما وزرائه، جاءت مشروطة بأن يقدم حزب الله على استهداف القوة العسكرية الإسرائيلية العاملة التي تبحث عن الأنفاق على الحدود. تهديدات مشروطة تؤكد التوجه للاستخدام السياسي لمسألة الأنفاق في المحافل الدولية، والضغط باتجاه تفعيل مسار مواجهة غير مباشرة عبر طرف ثالث، يبدو أن القوة الدولية، اليونيفيل، هي في مقدمة الخيارات المتاحة نظرياً.
مع ذلك، نبرة التهديد المتطرفة جداً كما بدت أمس على لسان نتنياهو، تؤكد الخشية من أن تواجه إسرائيل «عملاً ما» انطلاقاً من لبنان، من شأنه التسبب بتغيير المشهد على الحدود، ويقلص من إمكانات التوظيف الإسرائيلية كما يخطط له في تل أبيب. خشية وردت أيضاً على لسان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية تامير هايمن أمس، خلال تحذيره أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، من أن «قابلية انفجار الوضع على الحدود الشمالية باتت عالية»، ولفت إلى أن هذا الانفجار قد يأتي نتيجة «تدهور ما، يتسبب بحرب».
ويتضح من المساعي الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، أن إطلاق التهديدات يهدف إلى منع إمكانات تلقي ضربة ما. فهذه الضربة باتت ممكنة من ناحية نظرية، بل وأيضاً عملية لانكشاف القوات الإسرائيلية على الجانب اللبناني من الحدود خلال عمليات البحث عن الأنفاق، المقدر أن تستمر طويلاً. ما سبق يفسّر نبرة نتنياهو وقوله: «إذا ارتكب حزب الله خطأ وقرر المس بنا، فسيتلقى ضربة لا يمكنه أن يتخيلها».
في المعطيات الواردة من تل أبيب، برزت إشارات دالة على مداولات بدأت في الأيام القليلة الماضية في مجلس الأمن، وإن في الغرف المغلقة، لدراسة السبل الكفيلة بالتعامل مع مسألة الأنفاق. وهو حراك أولي مدفوع إسرائيلياً، ولا يبعد أن يكون بمعية الولايات المتحدة، التي سعت في الماضي إلى تغيير تفويض اليونيفيل، من دون نجاح.
في الإشارات الدالة على هذا التحرك وتشعب الاتصالات حوله، حذر مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى في حديث لصحيفة جيروزاليم بوست، من أن العمل على تغيير تفويض القوة الدولية في الجنوب اللبناني، من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء وجود القوة من الأساس. الصحيفة التي أكدت أن الديبلوماسي ينتمي إلى واحدة من الدول الـ42 التي تشارك قواتها في اليونيفيل، أشارت إلى تحذير المصدر من الوقوع في خطأ التقديرات وتغيير تفويض القوة من قوة مراقبة إلى قوة مواجهة أنشطة حزب الله في لبنان، و«إذا وسع (مجلس الأمن) التفويض فقلة من البلدان سترسل جنودها إلى لبنان». وأضاف أن «مسؤولين أمنيين إسرائيليين أعربوا عن اعتقادهم أن تغيير تفويض القوة الدولية أمر غير واقعي».
مصدر سياسي إسرائيلي أشار إلى أن التوجه في الأيام المقبلة، يرتبط في السعي لانعقاد مجلس الأمن وإصدار قرار يدين حزب الله على خلفية خرق القرار 1701، بعد «ثبوت» حفر الأنفاق إلى «الأراضي الإسرائيلية». وأشار المصدر أيضاً، إلى أن هذا المسعى يحقق جزءاً من «الضغط السياسي» المطلوب على حزب الله، وقد يسهل مهمة إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي، في استصدار قرار بوقف التمييز بين الجناح العسكري للحزب وجناحه السياسي، وإدراجه بشكل كامل في لائحة الإرهاب الأوروبية.
إذا كانت إسرائيل فعلاً تعمل على تمرير قرار جديد في مجلس الأمن ينص على تغيير تفويض القوة الدولية و«ودفعها» للمواجهة في الساحة اللبنانية بالوكالة عنها، فهذا يعني تكراراً لتجربة سابقة عمدت إليها تل أبيب وفشلت بمعية الأميركيين. قد يكون الرهان على الأنفاق جرعة تمنٍّ زائدة دفعت بحكومة نتنياهو إلى الرهان على نتائج يستعصي تحقيقها فعلياً. لكن ما بين النتيجة المؤملة (قرار يصدر عن مجلس الأمن) ومقدّماتها، ثمة حراك إسرائيلي ناشط لدى المنظمة الدولية، على رغم إمكاناته الفعلية المقلصة، وعلى رغم المجازفة الكبيرة فيه، وفي أكثر من اتجاه.
اللواء
عون يستبق لقاء وفد حزب الله: مبادرتي أو الكارثة
المستقبل تنوّه بمشاورات بعبدا وطي صفحة الرسالة.. و«اليونيفيل» تنقل للمسؤولين «أجواء خطيرة»
مع ان الهدف من التواجد المشترك لكل من الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في لندن اليوم، هو المشاركة في مؤتمر حول الاستثمار، فإن ملف تشكيل الحكومة سيكون حاضراً بين الرجلين، في ضوء المشاورات التي يجريها الرئيس ميشال عون مع الأطراف المعنية، فبعد استقبال وفد رفيع من حزب الله، مثله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد ومعاون الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الحاج حسين خليل، في لقاء استمر 55 دقيقة، يستقبل اليوم أعضاء اللقاء التشاوري النيابي، أو ما يعرف بنواب سنة 8 آذار، المدعومين من حزب الله، لدخول أحد منهم الوزارة العتيدة من حصة السنة.. وهو الأمر الذي يعارضه الرئيس الحريري، لاعتبارات تتعلق بمحاولة فريق 8 آذار الإخلال بتوازن عدد الوزراء داخل مجلس الوزراء، وفي حكومة يرأسها هو.
المعلومات العائدة لمصادر حزب الله قالت ان «العصف الفكري» الذي اشار إليه النائب رعد، منطلقه منظومة المواقف التي اعلنها السيّد نصر الله في ما خص دعم تمثيل النواب السنة من خارج كتلة المستقبل.
والاهم ان التفاوض يكون مع هؤلاء، وان الحزب لن يكون بديلاً عن أحد وان المنطلق يبدأ عندما يعترف الرئيس المكلف بتمثيل تجمع النواب السنة بالحكومة على انه حق..
«حلقة مفرغة»
وفي المعلومات ان الحلقة الثانية من مشاورات الرئيس عون، ضمن مبادرته لتحريك الجمود في الملف الحكومي، والتي شملت أمس «حزب الله» وتستكمل اليوم بلقاء النواب السنة من خارج تيّار «المستقبل»، لم تكن على مستوى التوقعات أو الآمال، بإحتمال تخفيض الحزب لسقوفه بالنسبة إلى تمسكه بتمثيل هؤلاء النواب في الحكومة العتيدة، إذ أعاد الحزب على لسان النائب رعد والحاج حسين الخليل، موقفه المعروف، بوجوب الحوار مع النواب السنة المستقلين، وانه يقبل بما يقبل به هؤلاء النواب، الأمر الذي وصف بأنه ابقى كل «العصف الفكري» الذي تحدث عنه النائب رعد، وهو يقصد مجموع الأفكار التي تمّ تداولها للخروج من «النفق الحكومي»، داخل «الحلقة المفرغة»، حيث انه من المعروف ان الرئيس المكلف يرفض استقبال هؤلاء النواب كمجموعة، وان يكون أحدهم ممثلاً في الحكومة، فيما كان لافتاً للانتباه، كلام رعد، بعد لقاء رئيس الجمهورية، عن ان هناك أفكاراً قابلة للدرس، وأخرى مستبعدة، بمعنى انها «غير مقبولة»، ما يُشير إلى ان الحزب ما يزال متمسكاً بمواقفه المعلنة، من دون ان يتزحزح عنها.
وفيما استمرت احاطة الأفكار التي يتداولها الرئيس عون مع أطراف المبادرة، أي المعنيين بتأليف الحكومة، بستار كثيف من الكتمان من جانب قصر بعبدا، قالت مصادر مطلعة انه سيُصار في الأيام المقبلة إلى متابعة هذه الأفكار، بعد ان يكون كل من رعد والخليل قد نقلاها إلى قيادة الحزب، وتحديداً إلى أمينه العام السيّد حسن نصر الله، ليكون «للبحث صلة»، بحسب رعد.
واعتبرت المصادر أن «التقدم الذي حصل يكمن في طرح الافكار وتحريك الملف الذي اصابه الجمود، وبالتالي يمكن القول أنه أصبح هناك حيوية ما في ما يسمى «العقدة السنية» لأن الجميع يعلم أن لحزب الله دورا مساعدا في حلحلة هذه العقدة، وبالتالي الافكار التي طرحت ستكون موضوع تشاور وجوجلة من قبل رئيس الجمهورية الذي إستمع إلى آراء كل من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وحزب الله ليستنبط بعدها الحلول الناجعة لهذه الازمة، وبعد عودة الرئيس الحريري سيكون هناك لقاء لتقييم ما توصل إليه الرئيس عون خلال مشاوراته، ومن المرتقب ان يستكمل الرئيس عون لقاءاته اليوم فيجتمع الى اعضاء اللقاء التشاوري بعد الظهر، في اشارة الى ان استقبال النواب السنة سيكون باعتبارهم تكتلاً نيابياً، وليسوا مجموعة مثل آخر لقاء تم بينهم وبين رئيس الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى ان لقاء الرئيس عون بوفد «حزب الله» كان الأوّل بينهما منذ إعلان الحزب تمسكه بتمثيل السنة المستقلين في الحكومة، والموقف الرئاسي المتلفز لمناسبة مرور عامين على انتخابه رئيساً للجمهورية، اعتبر هؤلاء بأنهم أفراد وليسوا تكتلاً، ووصفت المصادر اللقاء امس بأنه كان مفيدا وضروريا لجهة إضاءته على الوضع في الجنوب اللبناني والانفاق بين لبنان وفلسطين المحتلة وصولا إلى الملف الحكومي، حيث عرض الرئيس عون وجهة نظره والافكار التي يسعى لطرحها ورؤيته للمرحلة المقبلة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها لبنان والتي تقتضي ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة».
وكان الرئيس عون حرص قبل حضور وفد «حزب الله» على التحذير بأن لبنان سيكون امام كارثة إذا لم تنجح مبادرته، مشدداً على ضرورة نجاحها.
وقال الرئيس عون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي الكسندر فان در بيلين الذي يزور لبنان حالياً، بأنه «بعد تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة المكلف وبقية الأطراف، رأينا انه من الواجب أخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة، لأن الاخطار أكبر من قدرتنا على تحملها».
اضاف: «قمنا بهذه المبادرة كي تنجح، ويجب ان تنجح، والا سنكون امام كارثة، وهذا بصراحة سبب تدخلي، وآمل ان تنجح هذه المبادرة لأننا نملك رأياً للتوفيق بين كل الاطراف».
ورجحت مصادر متابعة للاتصالات ان موقف الرئيس عون يدلّ على انه يسعى الى حل بتوزير شخصية مقربة منه ومن اللقاء التشاوري وتُرضي الرئيس المكلف في الوقت ذاته، لكن لم يُعرف ما اذا كان اللقاء التشاوري سيتنازل عن موقفه بتوزيراحد اعضائه ام يكتفي بتسجيل موقفه «انه خرق احادية «تيار المستقبل» في تمثيل الطائفة السنية عبر توزير شخصية مقربة منه وبموافقته».
وأشارت المصادر إلى انه جرى تحقيق تقدّم من خلال طرح أفكار ما أدى إلى تحريك الملف الحكومي الذي كان جامداً، منذ سقوط مساعي الوزير جبران باسيل، أو اصطدامها باقتراح حكومة الـ32 وزيراً، فيما ذكرت قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله : ان الرئيس عون عرض لوفد الحزب وجهة نظره والأفكار التي يطرحها وجرى في اللقاء طرح أفكار وخيارات عدة، والوفد سينقل ما جرى بحثه الى قيادة «حزب الله» لتقرير الموقف.
واشارت المعلومات المتوافرة الى ان وفد الحزب طرح كمنطلق للحل الاعتراف بحق النواب السنة المستقلين بتوزير واحد منهم او من يمثلهم، وقالت: ان الافكار المرفوضة التي حُكي عنهاهي حكومة من 24 وزيرا رفضها الرئيس عون وحكومة من 32 وزيرا رفضها الرئيس الحريري.
وعلى خط موازٍ، ابدت مصادر اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين ارتياحها لتحرك الرئيس عون، وقالت: ان اللقاء لن يستبق الامور مع ان موقفه معروف، ولكنه سيستمع الى ما سيطرحه رئيس الجمهورية، وستتم مناقشة مقترحات الرئيس وافكاره وسيطرح الوفد ما لديه، مشيرة الى ان الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون كان ايجابيا ما يدل على ان هناك محاولة حلحلة.
كتلة «المستقبل»
إلى ذلك، كان لافتاً للانتباه أيضاً، تنويه كتلة «المستقبل» النيابية بمبادرة رئيس الجمهورية الحكومية، ورأت فيها «خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، تطوي ما سبقها من دعوات وفتاوى دستورية وتعيد الحوار السياسي إلى جادة الصواب المطلوب الذي لا بديل عنه للوصول إلى المخارج الممكنة»، في إشارة إلى طي صفحة الرسالة الرئاسية التي أكّد الرئيس نبيه برّي أمس ان رئيس الجمهورية «استغنى عنها».
وأكدت الكتلة في هذا المجال على ان صلاحيات الرئيس المكلف غير قابلة للمساومة والمساس تحت أي ظرف من الظروف، وان كافة المحاولات التي تجري في هذا الشأن، سواء من خلال إما ابتداع أعرافٍ جديدة أو عبر فرض شروط سياسية على عملية تأليف الحكومة، ستؤول حكماً الى الفشل بحكم الدستور، الذي ينص على استشارات نيابية ملزمة غير قابلة للنقض والتراجع، لأي سبب من الاسباب.
يذكر ان الرئيس الحريري وصل مساء أمس إلى لندن في زيارة تستمر اياماً عدّة، من المقرّر ان يُشارك خلالها اليوم في منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني، حيث ستكون له كلمة في المناسبة، ويرعى توقيع اتفاقية بين شركة رولز رويس الانكليزية وشركة طيران الشرق الأوسط. كما يعقد الحريري لقاءات ثنائية عدّة مع مسؤولين بريطانيين ومستثمرين ورجال مصارف بريطانية، ومع أبناء الجالية، ويختم الزيارة بحوار يجريه في «شاتهام هاوس» مع الفاعليات الاقتصادية.
ووصف بيان كتلة «المستقبل» زيارة الحريري إلى لندن، بأنها «لحماية النتائج التي أسفر عنها مؤتمر «سيدر» حيث سيتولى عرض برنامج الإصلاحات والاستثمارات على مستوى القطاع الخاص على المسؤولين البريطانيين، بهدف تسويق المشاريع التي أقرّت في مؤتمر «سيدر» لرجال الأعمال البريطانيين، وبينها قطاع النفط والغاز».
وتوقعت مصادر مطلعة، ان يعقد على هامش منتدى لندن، اجتماع بين الحريري والوزير باسيل الذي وصل بدوره أمس إلى العاصمة البريطانية، سيكون موضوع الحكومة أبرز مواضيع البحث بينهما.
الجنوب
في غضون ذلك، بقيت الإجراءات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية في واجهة الاهتمامات السياسية لليوم الرابع على التوالي، فيما واصلت قوات الاحتلال عمليات البحث عن انفاق تقول ان «حزب الله» أقامها من الحدود الجنوبية إلى داخل الأراضي المحتلة، حيث أكدت قوات «اليونيفيل» وجود نفق ثان قرب الخط الأزرق، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز»، مشيرة في بيان ان قوات «اليونيفيل» مستمرة في متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، لكن الاحتلال الإسرائيلي تحدث عن اكتشاف نفق ثالث.
وحضرت هذه الإجراءات الإسرائيلية، في المحادثات التي أجراها الرئيس النمساوي في بيروت مع الرئيسين عون ونبيه برّي، وكذلك في جولة قائد «اليونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول على الرئيسين عون وبري، بالتزامن مع جولة السفير الفرنسي برونو فوشيه على هذه المرجعيات بالإضافة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، ما يعني ان التطورات في الجنوب تحظى باهتمام دولي لافت، خصوصاً وأن إسرائيل تنوي نقلها إلى موسكو خلال زيارة وفد عسكري إليها لوضع المسؤولين الروس في وجهة النظر الإسرائيلية، وايضاً في لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرجح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفيما استبعد الرئيس النمساوي احتمال امتداد الاعتداءات الإسرائيلية إلى لبنان داعياً إلى الهدوء، كشف الرئيس عون ان «اسرائيل أبلغتنا عبر الولايات المتحدة ان ليس هناك من نوايا عدوانية وستستمر بالعمل من داخل اراضيها»، مضيفاً: «نحن أيضاً لا نوايا عدوانية لدينا، وبالتالي لا خطر على الاستقرار على الحدود، إنما يجب أخذ بعض التدابير لإزالة سبب الخلاف، ونحن مستعدون للعمل في هذا المجال ولكن بعد الحصول على التقرير النهائي وتحديد المواضيع التي تجب معالجتها».
وأبلغ عون لاحقاً قائد «اليونيفيل» تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 انطلاقاً من حرصه على المحافظة على الأمن والاستقرار في الجنوب، ورفضه أي ممارسات يمكن ان تؤدي إلى توتير الوضع على الحدود، وأكّد للجنرال دل كول ان «لبنان ينتظر نتائج التحقيقات الميدانية الجارية في موضوع الانفاق والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه».
اما الرئيس برّي، فقد كرّر بأن لبنان لا يزال ينتظر اعطاءه الاحداثيات بما يتعلق بالانفاق، مؤكداً الإصرار على تنفيذ القرار 1701 الذي ينص على عدم احداث خرق من طرف ضد الآخر بينما هناك 150 أو 160 خرقاً اسرائيلياً شهرياً ضد لبنان.
ومن جهته، كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن «اتصالات لمنع إسرائيل من خرق القرار 1701 تجري على قدم وساق»، وطمأن من أن «الوضع على الحدود تحت السيطرة».
وأكد في حديثٍ للـ«ان بي ان» ان «الجانب اللبناني على الجهوزية التامة لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي»، وأوضح ان «الأنفاق موجودة منذ زمن ولكن توقيت استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي يُسأل عنه».
اما الجنرال دل كول، فأوضح في بيان لقيادة «اليونيفيل» انه اطلع الرئيسين عون وبري على زيارته الأخيرة لموقع بالقرب من المطلة، حيث أجرى خبراء تقنيون من اليونيفيل عملية تفتيش للموقع للتأكد من وجود نفق، وان فريقاً تقنياً تابعاً «لليونيفيل» بقيادة نائب القائد العام تحقق من وجود نفق ثانٍ شمال النفق السابق في محيط المنطقة نفسها.
واوضح أن «العمل لا زال قيد المتابعة، وستبذل اليونيفيل أقصى جهدها للحفاظ على قنوات اتصال واضحة وذات مصداقية مع كلا الجانبين حتى لا يكون هناك مجال لسوء الفهم حول هذه المسألة الحساسة. الأهم من ذلك، يجب الحفاظ على الهدوء والاستقرار على طول الخط الأزرق، وقد تشجعت عند سماعي من كلا الطرفين أنهما لا يعتزمان تصعيد الوضع على طول الخط الأزرق وأنهما حريصان على مواصلة العمل مع اليونيفيل لتحقيق هذه الغاية».