اساليب الدعاية في السياسة الخارجية الاميركية الموجهة للشرق الاوسط (نجوى زيدان)

تقرير سويدي : “إسرائيل” خططت لضرب إيران عبر جورجيا
بعدما غدر وخرب في سوريا : أوهام “العثملية” لدى أردوغان تستفز شعب مصر ضد تركيا
جميل مطر : تواضعت دبلوماسية مصر

خاص ـ الحقول / استخدمت الانظمة الدكتاتورية مفهوم “البروباغندا” في سياساتها الخارجية والداخلية وتحديداً خلال الحروب، لذا تمسكت الولايات المتحدة الاميركية بمفهوم العلاقات العامة في ظل نظامها الديمقراطي ما يعطي لدعايتها مفهوماً عصرياً وبعداً حضارياً، يرتبط بمفهوم العلاقة المجتمعية وما تتضمنه من ابعاد اجتماعية وانسانية، وأنشأت لهذا الهدف “وكالة الاعلام الاميركية”.

وتُصادف زوار الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الاميركية صفحة بالعربية هذا نصها: “نحن مكتب التواصل الاعلامي التابع لوزارة الخارجية الامريكية نقوم بدعم التواصل الرسمي الامريكي مع وسائل الاعلام العربي”[1].

بعد تعيين هيلاري رودهام كلينتون في منصبها الحالي وزيرة للخارجية الاميركية، القت خطاباً، وفيه عددت التزامات الحكومة تجاه السياسة الخارجية بأقل من سطرين ” ستلتزم اميركا بدفع عجلة تقدم امن اميركا القومي، وتعزيز مصالح اميركا واحترام قيم اميركا، وتجسيدها حول العالم” (17 كلمة وردت فيها كلمة اميركا 4 مرات) اما فكرة التطوير فتمثلت بكلمات (دفع، تقدم، تعزيز، احترام، تجسيد) اما مقومات الدولة الاساسية التي تريد ان تضمن بقاءها وقوتها فتمثلت بكلمات (امن،مصالح، قيم)، الامن هو لحماية الولايات من خلال القوات العسكرية والامنية والمخابراتية، اما مصالح الدولة فهي من خلال السياسة والاقتصاد، والموضوع الاهم هو القيم والثقافة والافكار واسلوب الحياة الاميركية التي تريد وتسعى حكومة هيلاري كلينتون الى “تجسيدها” حول العالم اي السيطرة من خلال الامن والمصالح والقيم على دول العالم. واستخدام كلمة “تجسيد” فيها الكثير من القدرة والالوهية والقوة الخارقة التي تتغلب على كل القوى.

وقد تبارى كبار موظفي السلك الخارجي الاميركي في اطلاق العنان لتصريحاتهم التي تتفرع من هذا الخطاب الاساسي لتصور ورسم السياسة الخارجية الاميركية، وها هو بن رودز يقول في معرض رده على تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل “قلنا انه لدينا مجموعة قيم ونريد نشرها في المنطقة”[2].

والكثير من الدارسين والمهتمين يتذكرون انه ابان الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، تم اطلاق موجة من الحرب الكلامية والافكار التي تهاجم الشيوعية وتروج للرأسمالية والديمقراطية ولطريقة الحياة الاميركية، على كل المستويات حتى ان سروال “الجينز” دخل ضمن الدعاية الاميركية الموجهة الى المعسكر الاشتراكي واصبح حلم كل شاب وفتاة في المعسكر الشرقي ان يرتدي “الجينز”.

الفصل الاول: الاطار المنهجي والنظري:

الاشكالية: ما الاساليب الدعائية التي يتضمنها الخطاب الاميركي الموجه الى البلدان العربية؟

يسعى هذا البحث الى استكشاف الاساليب الدعائية الاميركية الموجهة الى البلدان العربية والاسلامية في هذه الفترة من الاضطرابات التي تعيشها المنطقة وتحديداً تلك التي تتماشى مع مقومات الدعاية الاميركية في سياستها الخارجية المعلنة التي تبثها من خلال اهم الاقنية الديبلوماسية اي وزارة الخارجية وسوف نتبين هذه الاساليب من خلال خطاب الوزيرة كلينتون الموجه الى العرب والمسلمين الذي القته في حفل عشاء المنتدى العالمي الاميركي – الاسلامي في 13 -4 -2011 ، امام نظرائها من العرب والمسلمين.

لماذا هذا الخطاب الذي يمثل مجتمع البحث:

– خطاب رسمي اميركي علني امام محفل رسمي عربي – اسلامي، اي مناسبة تضم الجمهور المستهدف من العرب والمسلمين: السلك الخارجي الذي عليه ان يتلقف اهداف السياسة الاميركية الراهنة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتحديداً ممثلي الدول اولئك الذين تعتبرهم اميركا شريكة لها في تنفيذ السياسة الاميركية في المنطقة: الاردن، قطر، منظمة المؤتمر الاسلامي، وتطلق عليهم اميركا قوى الاعتدال.

– خطاب شامل ومطول في 6 صفحات ومخصص فقط للمنطقة العربية وشمال افريقيا اي تلك التي تعيش المتغيرات والاضطرابات. وهي المنطقة المحددة في الدراسة.

– خطاب مترجم الى العربية على موقع الخارجية الاميركية الالكترونيwww.America.org الرسمي وموقّع باسم مكتب المتحدث الرسمي وهو بذلك يشكل مصدر رسمي وذات مصداقية من حيث مضمونه.

– يرسم اهداف اميركا في هذه الفترة التاريخية تجاه المنطقة.

– ذو دلالة زمنية مهمة، فهو يأتي بعد احداث، تونس – ليبيا – مصر – البحرين – اليمن – سوريا. (في 13-4-2011)

– القي في مناسبة من تنظيم مرجعية مشتركة اميركية – عربية.(مؤسسة بروكينغز ودولة قطر).

– القت الخطاب وزيرة الخارجية كلينتون الشخصية المعنية بقناة السياسة الخارجية الاكثر فعالية والمسؤولة عن صنع القرار الاميركي ورسم السياسات القومية لاميركا.

من هي هيلاري رودهام كلينتون:

وزيرة الخارجية الاميركية التي عينت في 12 كانون الثاني – يناير من العام 2009 وهي وزيرة الخارجية الـ67 للولايات المتحدة الاميركية وزوجة الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون وكانت ابرز مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الاميركية في مواجهة باراك اوباما في العام 2008 وتبوأت مركز سيناتور عن ولاية نيويورك في كانون الثاني- يناير من العام [3]2001.

مهام وزارة الخارجية الاميركية:

تتمثل مهام الخارجية الاميركية في العمل على تقدم الحرية والرقي بها لما فيه خير ومصلحة الشعب الاميركي والمجتمع الدولي وذلك عن طريق المساعدة في بناء ومساندة عالم اكثر ديمقراطية وازدهار وامناً، يتكون من دول يستتب فيها الحكم الرشيد وتستجيب لمطالب ابناء شعوبها وتحد من الفقر الواسع الانتشار وتتصرف بمسؤولية في اطار النظام الدولي[4].

ما يطرح التساؤلات التالية:

– ما هي الاساليب الدعائية التي اعتمدتها الدعاية الاميركية؟

– هل تستقيم السياسة الخارجية بدون الدعاية؟

– ما هي خصائص الدعاية المعتمدة في السياسة الخارجية الاميركية؟

– كيف يساهم الخطاب الاميركي الخارجي في انقسام العرب حول ما يحدث في بلادهم؟

وهذه التساؤلات التي سيجيب عنها البحث تقوم على عدد من الفرضيات هي التالية:

– يزخر خطاب وزيرة الخارجية الاميركية بالدعاية المباشرة للسياسة الاميركية الدولية.

– يتوخى الخطاب الخارجي الاميركي الاستمالة العقلية والعاطفية من الجمهور المستهدف.

– تعتمد السياسة الخارجية الاميركية على الدعاية من خلال الخطابات العقلانية والعلمية.

– يشجع الخطاب الاميركي على اصطفاف العرب في محاور اقليمية ودولية جديدة.

اهمية البحث:

ان ما يحصل في المنطقة من ترتيب مصالح غربية عل حساب شعوب البلدان العربية يعنينا كباحثين ودارسين لجهة الكشف عن السياسات التي ترسمها الدول الكبرى وتعرية كل محاولات تغليف المفاهيم التي من خلالها تستطيع الولايات المتحدة الامريكية التلاعب بالعقول وبعواطف الشعوب العربية لاسيما الشباب الذي ينجذب الى شعارات حقوق الانسان والحريات في التعبير والمشاركة والديمقراطية والتبادل الحضاري وحقوق المرأة والحق في التعليم والمعتقد، لنتبين ان اميركا تدخل في ادق تفاصيل الحياة العربية وفي كل قضاياها التي يدور حولها سجالاً داخلياً من نزاهة الانتخابات، الى حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، الى حقوق الاقليات والمرأة وضرورة مشاركتها، والختان وتعليم الفتيات وغيرها من القضايا.

وتكمن اهمية البحث ايضاً في سعيه الى كشف اساليب الدعاية الاميركية التي تبدو من خلالها الولايات المتحدة حامية للشعوب التواقة الى الحرية بينما هي تمتلك رزمة من المصالح في المنطقة. ويفيد الانقسام الحاصل داخل المجتمعات العربية حول الحراك الحاصل، في تلمس نجاح الدعاية الاميركية واساليبها في تأليب فئات المجتمع على بعضهم البعض.

وتكمن اهمية البحث في دور الخطابة في التأثير على الرأي العام وليس اي رأي عام بل النخبة و صناع القرار.

آلية البحث:

اما المنهج الذي اخترته في بحثي فهو المنهج الوصفي التحليلي والمنهجية هي تحليل المضمون الكمي والنوعي. قمت بتحليل مضمون عدد من العبارات والكلمات والمفاهيم والمسميات الجديدة والقديمة التي تعتبر عينة التحليل، كما وضعت جدولاً بالافكار التي يتناولها الخطاب والقضايا المطروحة كأولويات في السياسة الخارجية وضمن العمل المشترك الاميركي – العربي، الى جانب الشعارات التي ترفعها وزيرة الخارجية في خطابها وسبب اختياري هذه العينة انها تعبر وتتضمن وتحتوي على رسائل السياسة الخارجية وعلى خصائص الدعاية المنضوية بين سطور الخطاب موضع الدراسة والتحليل.

الاطار النظري:

ان البحث يعتمد على عدد من المفاهيم والمصطلحات التي يتناولها من خلال التعريفات التالية والمحددة التي تتناسب مع الفرضيات والنتائج المرجوة من هذا البحث:

– مفهوم الدعاية: “هي في جوهرها عملية اقناع منظمة” [5]، لكنني سوف اعتمد في دراستي على التعريف التالي الذي يتناسب مع المنهجية المتبعة والتي تقول ان الدعاية ” هي الجهود المبذولة لتغيير آراء الناس ومعتقداتهم وتوجهاتهم بأساليب تصل حد الضغط والسيطرة باستخدام اساليب متعددة ومدروسة، وتبدأ بالسيطرة على العقول، ودفعها نحو سلوك او قناعة او فكر معين، يخدم اغراض الجهة المستفيدة، التي تقوم بتوجيه تلك الدعاية وهي غير ملزمة برعاية مصالح الجماهير، بل وضع مصلحتها اولاً واخيراً”[6].

– الدعاية السياسية: يشترط فيها تواجد وجهة نظر فكرية او رسالة موجهة تحتوي على حجة او سبب مؤيد لوجهة النظر على ان تقدم بأسلوب ناجح امام الجمهور المستهدف من خلال الاداة او القناة الملائمة بهدف تغيير آراء او افكار او مواقف هذا الجمهور[7].

– الدعاية الاميركية: لقد قامت الدعاية الاميركية على مقولات: حماية الامن القومي الامريكي، الدفاع عن الحريات ونشر الديمقراطية والحرب على الارهاب. وعندما “تتوجه الى الخارج في خطابها فانما تستهدف: صناع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفئات المثقفة في المجتمع اي النخب وقطاعات الرأي العام اي الجماهير بشكل عام”[8].

– السياسة (الخارجية والدولية): ان السياسة الخارجية تتبع الطرق الحديثة والمفاهيم الجديدة التي “تعتمد على الصورة بقدر ما تعتمد على الجوهر والمضمون، فاذا جمعت بين الاثنين بنجاح فسوف يكون لديك سياسي ناجح. والسياسة مثل السلع والمنتجات الاخرى، ينبغي ان تباع لجمهور المستهلكين”[9].

– الخطاب والخطابة: هي فن اختيار الكلمات وحركات الجسد بهدف ممارسة التأثير والاقناع على الجمهور المستهدف، خصوصاً بعد التحول في الخطاب الامريكي نتيجة احداث 11 ايلول من اعتماد منظومة سياسية فكرية الى خطاب قائم على القوة العسكرية مترافق مع استمالة الآراء الدولية وصولاً الى الوقت الحاضر واعتماد المكاشفة واعلان الاهداف بصورة مباشرة. فها هو “اوباما في خطاباته يعتمد على قاعدة الثلاثية كما تسمى في البلاغة وفق قاعدة “Yes We Can” حيث يقول بعد كلمة Now 3 كلمات ممكن ان تحفظ بسهولة لذلك غنيت خطاباته على طريقة الراب، وهذه الطريقة يعتمدها كاتب خطاباته فافرو، ان هذه القاعدة تعتبر ان الجمهور هو في قبضة مرسل الخطاب الذي يشعر وهو ممسك بالجمهور انه يحقق ذاته لذا يطلق التسميات ويتحدث كما كان يفعل بوش عن صدام الدكتاتور الذي يملك اسلحة الدمار الشامل، هذه كذبة لكنها تثير الرأي العام الواقع في قبضة الخطيب”[10]. ويعتقد البعض ان “الخطاب هو طريقة عرض او كيفية تقديم افكارنا وانتاجنا وخدماتنا وانفسنا”[11].

– العلاقة بين الاعلام والسياسة: تستخدم السياسة وسائل الاعلام للسيطرة على المجتمع، لدرجة يبدو معها الاعلام وجهاً آخر للسياسة او متمماً لها، وكما يكون النظام السياسي يكون الاعلام ، ففي الدول المتخلفة تكون وسائل الاعلام مملوكة من قبل السلطة اما في الدول الديمقراطية فيتمتع الاعلام بالحريات والنفوذ والقوة و يُخضع المؤسسات الرسمية له التي تخافه وتضعه في الحساب، لانه هو من يصنع الرأي العام.

– الاعلام والدعاية: استخدمت الدعاية وسائل الاعلام المتاحة في كل زمن ولا شك انها اليوم تستخدم كل الوسائل “التلفاز والاذاعة والجرائد والدوريات وشبكات الانترنت والسينما والمسرح والكتب العلمية والادبية والروايات وكتب التاريخ وبرامج الاطفال وهذا ينطبق بشدة على علاقة الدعاية الاميركية بالاعلام”[12]. وهناك عدد من مبادىء الاعلام الدعائي التي تقوم على كيفية توظيف اللغة والرموز في عمل وسائل الاعلام الاميركية[13].

– الاستمالة العقلية والعاطفية: وهما اسلوبان في الاقناع تنم الاستمالة العقلية منها على تقديم المعلومات والارقام والاحصاءات وتفنيد وجهات النظر الاخرى وتقديم النتائج العلمية اما العاطفية فتقوم على اطلاق الشعارات والرموز”[14].

– المحاور او التحالفات الاقليمية والدولية: “هو التفاهم والتنسيق بين الدول حول موقف مشترك ازاء مشكلة معينة، او التفاوض حول صفقة تجارية او طلب التأييد في الامم المتحدة والمؤتمرات الدولية وهذا يعتمد على الاقناع”.[15]

النظرية المعتمدة

ان النظرية المعتمدة في هذه الدراسة هيAgenda Setting “وضع الاجندة” وهي تقوم على ترتيب الاولويات التي تعتمد رسم القضايا وفق اولويات السياسة الاميركية وهذا ما سيطرحه الخطاب من خلال تركيزه على المواضيع التي يجب ان تكون على قائمة اهتمام البلدان العربية الشريكة للولايات المتحدة.

دراسات سابقة:

– “السياسة الامريكية تجاه العرب، كيف تصنع؟ ومن يصنعها؟”[16]:

وفيها يخلص الباحث الى ان السياسة الخارجية الامريكية تصنعها السلطة التشريعية والتنفيذية، المخابرات والعسكر، وزارة الخارجية، جماعات المصالح والضغط، الاعلام، الرأي العام وصناع الرأي. وبذلك فالسياسة الامريكية في المنطقة قائمة على المزايدة بين الرئيس والكونغرس في مسألة دعم اسرائيل وان السلطة التنفيذية تشترك مع الرئيس حول قضيتين في الشرق الاوسط: حل الصراع العربي – الاسرائيلي واحباط اي تحديات لاستقرار دول الخليج النفطية، وكل شيء آخر قابل للتفاوض.

الفصل الثاني:الاطار التاريخي:

– نشأة وتطور مفهوم الدعاية واستخدامه وارتباطه بالحرب:

بدأ مفهوم الدعاية مع مصطلح ” بروباغندا” التي ارتبطت بمهمة التبشير للكنيسة بين غير المسيحيين، اما اليوم فأصبح مفهوم الدعاية مرتبطاً بالسياسة وبعيداً عن موضوع التبشير او المعنى الديني. وهناك اتفاق واحد بين المفكرين والباحثين حول مفهوم الدعاية انها ” تحاول التأثير في تفكير الناس”[17] ويعتبر دوب ان ” الدعاية محاولة التأثير في الشخصيات والسيطرة على سلوك الافراد، في مجتمع ما في وقت معين، لتحقيق اهداف تعتبر غير علمية او مشكوك في قيمتها”[18].

وقد بحث العديد من الدارسين في الدعاية خلال الحرب وارتباط ونشأة هذا المفهوم مع ضرورات الحرب وقد اعتبر البعض ان”الحرب في جوهرها ابادل منظم للعنف. والدعاية في جوهرها عملية اقناع منظمة. وبينما تهاجم الاولى الجسد، فان الثانية تنقض على العقل”[19].

استخدمت الدول كافة، الدعاية للترويج لصورتها وكانت من احدى مهام السياسة الداخلية التي استخدمتها الدعاية النازية، والسياسة الخارجية مع بريطانيا واميركا الا انه من المؤكد ان بريطانيا واميركا قد استخدما الدعاية الموجهة الى الداخل والخارج كما فعلت الصهيونية، الا ان انتشار الفضائيات مكن هذه الدول من انشاء محطات تلفزة تستهدف الشعوب العربية وتنطق بلغتها لتوجيه الدعاية عبر هذه الوسيلة الاكثر جماهيرية والتي تصل الى كل بيت في كل مدينة وقرية من العالم اجمع، وذلك بهدف تحسين صورتها، يُضاف اليها المواقع الالكترونية لهذه المحطات والمواقع الاخرى التي تعتبر وسيلة اتصال فعالة مع فئة الشباب والنخب المتعلمة.

وقد جاءت المحطات الفضائية الناطقة بالعربية التي اطلقتها الادارة الاميركية كأداة في توسيع اطار العلاقات العامة وصنع صورة فاضلة لدى الجماهير المستهدفة في العالم الثالث. اي بث الصورة الدعائية لها وكانت “شارلوت بيرز قد كُلفت من قبل بوش وباول على بيع صورة اميركا، وذلك بعد احداث 11 ايلول مباشرة لمحاولة إيجاد جواب على سؤال لماذا يكرهوننا؟”[20] وتعددت الوسائل التي استخدمتها اميركا في مشروع بيع الصورة ” الكتب، الاقراص المدمجة، المجلات الشبابية،الرحلات،تبادل البعثات المدرسية، استقصاءات الرأي، اللغة الانكليزية، كليبات تلفزيونية، اعلانات صحفية”[21].

وفي مطلع الالفية الثالثة برزت الدعاية الايرانية التي انشأت لاجلها مجموعة من الهيئات الدينية والثقافية والاقتصادية المرتبطة بها ومحطات ومواقع ناطقة بالعربية تستهدف دول الخليج والشرق الاوسط[22]، اضافة الى دعاية المقاومة التي بلغت اوجها مع حرب تموز العام 2006، حيث استخدمت الصورة التلفزيونية والبث المباشر لترهيب العدو وفضح خسائره ونقاط ضعفه[23].

وبعد ان احتكرت الولايات المتحدة السياسة الدولية، اعتمدت في دعايتها على دعامات اساسية:

– اللوبي الصهيوني في العالم.

– الاميركيون المتعاطفون مع السياسة الخارجية الاميركية والمؤيدين لها.

– المواقع السياسية والمخابراتية.

– وسائل الاعلام والاتصال.

وتعتمد التحليل السيكولوجي في العمل السياسي، وذلك للهيمنة على اتجاهات التفكير والمواقف والسلوك العام للقوى الفاعلة في المجتمعات المستهدفة.

وكان البعض يرى ان استراتيجية الدعاية الاميركية تقوم على التضليل الاعلامي وعلى الخداع وعلى صناعة المعلومات الا انه سوف يتضح من خلال البحث ان هناك استراتيجية جديدة اضافية او استبدالية.

اهداف كلينتون من الخطاب

وقبل القيام بعرض كيفية تحليل مضمون هذا الخطاب نعرض لأهم اهداف خطاب كلينتون موضوع التحليل الذي جاء متوافقاً مع القيم والمصالح والسياسة الاميركية:

– تعزيز حقوق الانسان من خلال الثورات، ما يضمن نشر القيم الاميركية في الحرية و الديمقراطية.

– حل النزاعات الطويلة الامد: النزاع الفلسطيني- الاسرائيلي، واقامة سلام شامل بين العرب واسرائيل. (ما يضمن حماية امن اسرائيل حليفة اميركا الاولى والاستراتيجية في المنطقة).

– مواجهة التهديدات الايرانية (القوة النووية).

– هزيمة القاعدة وحلفائها المتطرفين(الحرب على الارهاب).

– اقامة شراكة مع المنطقة العربية من خلال الحكام الجدد والنخب الجديدة والمجتمع المدني وعلى المستويات كافة الامنية و السياسية و الاقتصادية.

الفصل الثالث: الاجراءات الميدانية: تحليل مضمون خطاب كلينتون لاكتشاف اساليب الدعاية الاميركية الموجهة الى البلدان العربية:

لقد اشاعت كلينتون في خطاباتها المتكررة منذ تنصيبها اسلوب التقرير والامر والطلب واطلاق الاحكام والاستشراف (؟معرفة ما سوف يحصل)، ففي خطاب لها قبيل احداث المنطقة العربية قالت مستشرفة ان” عاصفة هوجاء ستشهدها المنطقة”. وفي 13 كانون الثاني – يناير من هذا العام وفي منتدى المستقبل السابع في قطر، خاطبت كلينتون الحضور وكان غالبيته عربياُ، خليجياً بالقول: ” ان شعوب الشرق الاوسط تبحث عن قيادات حقيقية تصلح للقرن الحادي والعشرين واعتقد انه يمكن توفيرها وانا اعلم ان اللحظة الحالية هي اللحظة الملائمة لفعل ذلك”[24].

قبل تحليل هذا الكلام نتوقف عند تاريخ الخطاب الذي يتزامن مع بداية الحراك التونسي وقبل ثورة مصر بقليل. عندما تقول كلينتون ان الشعوب تبحث عن قيادات هذا يذكرنا بشعارات التحركات الشعبية في الدول العربية (الشعب يريد) ان الافعال بصيغة المضارع (تبحث، تصلح، اعتقد، يمكن، اعلم) تفيد الحاضر والتقرير وهي بذلك كأنها تعلن عن سياسة اميركا الراهنة تجاه المنطقة وعن برنامجها الحالي للمنطقة وفي هذه الايام بالذات التي تشهد هذه الاحداث. ان الشرق الاوسط وفي المفهوم الدولي الراهن لا يعني المنطقة العربية فقط بل والدول الاسلامية والاقليمية المجاورة لها ومنها ايران وباكستان وافغانستان وتركيا. ان شعار الشعوب تبحث عن قيادات حقيقية هي بمثابة ترتيب اولويات للشعب العربي ووضع اجندته التي تناسب مصالح اميركا في المنطقة من هنا يرى الباحث ان الولايات المتحدة قد استغلت احلام الشارع العربي وطموحاته وتوقه للتغيير والاصلاح والحرية واستخدمتها في تطبيق استراتيجيتها القائمة على تقسيم المنطقة من جديد والامساك بالسيطرة عليها وعلى مصادر قوتها ودعم “اسرائيل” حليفها الاستراتيجي. اذاً هي تستغل سوء الواقع لترتيبه وفق اهوائها وهي تستخدم مفهوم قيادات حقيقية للتشكيك بالقيادات الحالية والايحاء انها مزيفة وغير قادرة على قيادة البلاد والشعوب رغم ان اميركا كانت حليفة لمعظمهم. نعم هي قيادات لكن اميركا اكتشفت انها غير حقيقية ومن نصدق اكثر من اميركا الخبيرة بحلفائها من الزعماء والرؤساء العرب. وتقرن كلينتون تسمية القيادات الحقيقية بأن تكون صالحة للقرن الحادي والعشرين اي الزمن المعاصر، لم يعد هذا الزمن يصلح لهذه القيادات التي انتهت صلاحيتها في المشروع الاميركي السابق وهي بحاجة لقيادات تعيش تغييرات هذا القرن اوتتماشى معه وفق المعادلات الاميركية الجديدة التي تتلاقى مع طموح الشعوب العربية في رؤية دم جديد على كراسي الحكم وشخصيات جديدة تحسن من احوالها وتمنحها حقوقها (كما تطالبها اميركا). ان استخدامها تعبير اعتقد واعلم يعطي الانطباع انها في موقع العارف والمخطط والقادر على المساعدة واستشراف المستقبل الافضل وعندما تختم ان اللحظة الحالية هي اللحظة المناسبة لفعل ذلك كأنه امر اليوم وكأنها قائد عسكري يعلن عن خطة الحرب امام جنوده ويحرضهم ويحمسهم ويدفعهم للمضي قدماً. واذا ذهبت هذه اللحظة المناسبة قد لا تأتي لحظات أُخر. اذاً هبوا وهكذا حصل هبت الدنيا في الدول العربية و لازالت.

عيّنة التحليل

العينة هي الخطاب موضوع الدراسة وقد اخترته للاسباب المذكورة اعلاه وبعد هذه التوطئة التي تساعد على فهم ماهية الرسالة التي يحتويها خطاب وزيرة الخارجية الامريكية، قمت بتحليله من حيث:

المفاهيم المطروحة والتي تروج لها السياسة الامريكية.

القضايا التي تضعها الولايات المتحدة في اولوياتها.

الافكار والشعارات والمواقف التي تطلقها ممثلة السياسة الخارجية الاميركية الجديدة

والمتوافقة مع الدعاية في العمل السياسي الخارجي.

الاجندة التي ترسمها للمنطقة ومسؤوليها وفاعلياتها الشبابية والمدنية اي ترتيب الاولويات (وفيها العمل المشترك بين اميركا وحلفائها العرب).

الامثلة الحية التي يجب ان تكون درساً لمجتمعاتنا ومجتمعات اخرى في العالم والتي كررها اوباما في خطابه الموجه الى الشرق الاوسط في 19 آيار المنصرم.

المنظمات والدول والاشخاص والمسميات التي استخدمتها كمرجعية موثوقة في المعلومات والاحصاءات.

التعابير المنتقاة في الخطابة والتي تعلق في الاذن.

الافعال والمفردات او الكلمات القوية والتي تأتي في صلب صياغة المفاهيم السياسية التي تتناسب مع اهداف ومصالح اميركا.

الكلمات المكررة ذات الدلالة الخاصة.

اهم المقاصد الخطابية التي هدفت كلينتون الى ايصالها في هذه الرسالة المخصصة الى العرب عبر السلك الخارجي العربي والمنظمة الاسلامية، اي طبيعة المستقبل الذي تريد الولايات المتحدة صناعته للمنطقة.

المحور الاول: المسميات والمرجعيات والاشخاص والمنظمات والمحافل والدول التي ذكرتها كلينتون: ان هذا المحور يدل على طبيعة الترويج التي تقوم به كلينتون من خلال خطابها والذي يعتمد على الدعاية المباشرة وتسمية الاماكن والاشخاص والمنظمات بأسمائها علناً ودون مواربة سواء لناحية المدح او الذم او التعاطف او التنافر.

الهيئات والمؤسسات السياسية:

– المنتدى العالمي الاميركي – الاسلامي وهو الجهة المنظمة لحفل العشاء التي تلقي فيه كلينتون خطابها. تكرر اسمه على لسانها 7مرات بالثناء والمدح.

– مركز صبّان لسياسات الشرق – معهد بروكينغز: هو مركز تابع لمعهد بروكينغز يركز على التواجد الاميركي في الشرق، تأسس في ايار العام 2002، ويقوم بعمل ابحاث متعمقة وبرامج مبتكرة لتعزيز افضل ادراك للخيارات السياسية لصناع القرار الاميركي في الشرق. مديره مارتن انديك ومدير الابحاث كينث بولاك. والمعهد هو منظمة سياسية عامة غير ربحية، غير حزيبة مقرها واشنطن، وامينها العام استروب تالبوت[25].

– منظمة المؤتمر الاسلامي وقد “لعب دوراً قيادياً في ترسيخ قرار مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان”، هكذا قدمته كلينتون امام الحفل.

– مجلس التعاون الخليجي الذي قان بتأمين الغطاء الجوي لتنفيذ الحصار الجوي على ليبيا.

– جامعة الدول العربية والبيانات التي اعلنتها بحق ليبيا.

– برنامج الامم المتحدة التي تصدر عنه التقارير المتعلقة بالموارد البشرية العربية والتنمية.

– الكونغرس وهو مجلس الشيوخ والنواب الاميركي الذي سيؤمن مبالغ للمشاريع المشتركة بين اميركا ومصر.

– تقرير التنمية البشرية العربية الذي يمثل “المعرفة التراكمية لعلماء ومفكرين عرب” هذا ما قالته كلينتون واقتبست بعض المعطيات معتبرة انه مرجع موثوق في البيانات الخاصة بالعرب بما انه صادر عن البرنامج الانمائي لمنظمة الامم المتحدة للتنمية.

– خطاب الرئيس اوباما في القاهرة في العام 2009 وهذا لتبيان السياق في السياسة الاميركية التي تملك خطاً سياسياً يتماشى مع كل زمن ومع كل تغير.

– تنظيم القاعدة: الذي جعلته اميركا عبرة ووضعته في خانة الارهاب والشرور.

الهيئات الاقتصادية:

لقد ذكرت كلينتون 10 هيئات سياسية وركزت عليها ما يدل على طبيعة الهيئات التي تتشابك معها امريكا في منظومة علاقات تضمن مصالحها وقيمها وامنها في المنطقة.

“الهيئة الاميركية للاستثمار الخارجي في ما وراء البحار”: تدل تسميتها على مهامها.

الشركات المصرية: التي سوف تقوم اميركا باعفائها من القيود الجمركية.

منظمة “شركاء من اجل بداية جديدة” تقودها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت ومختار كنت من شركة كوكا كولا وولتر ايزاكسون من معهد اسبن التي شكلت في اعقاب خطاب الرئيس اوباما في القاهرة وتضم المدراء التنفيذيين لشركات مثل انتل وسيسكو ومورغان ستانلي، مهمتها ربط المستثمرين الاميركيين مع شركاء في الديمقراطيات الانتقالية للمنطقة. (راجع الخطاب موضوع البحث) .

الشراكة الاميركية – المغاربية التي تعمل على توفير فرص اقتصادية من خلال بناء شبكة من الشركاء والبرامج في القطاعين الخاص والعام بغية تعميق التكامل الاقتصادي بين دول شمال افريقيا، هذا ما اوردته كلينتون في خطابها.

ان هذه الهيئات الاقتصادية هي المعنية بادارة المصالح الاكيركية في منطقة الشرق الاوسط لاسيما مع الدول التي شهدت التغييرات كمصر.

الدول:

اميركا واشنطن/ قطر الدوحة/ / المغرب ورد اسمها 3 مرات الجزائر/ ليبيا بنغازي/ البحر الابيض المتوسط/ / طهران ايران/ تونس 9 مرات/ القاهرة مصر 13/ البحرين /تركيا/الستغال/ماليزيا/اندونيسيا/ اوروبا: وردت في الخطاب مرة واحدة وهذا يؤكد على محاولات اميركا الاستفراد بالهيمنة على منطقة الشرق الاوسط وان اي تدخل لدول اخرى سوف يكون عبرها على ان تخدد هي طبيعة التدخل كما حصل في ليبيا وهي اليوم تريد من اوروبا ان تحل يعض المشاكل الاقتصادية معها لا ان تشارطها في السيطرة على المنطقة.

ذكرت كلينتون بعض الدول انطلاقاً من فكرة الشراكة وايران وليبيا كدول ارهابية ومجرمة ودول جنوب شرق آسيا، اوروبا الشرقية، اميركا اللاتينية كأمثلة على دول تعثرت وعانت الحروب والتغييرات ثم نهضت من جديد. اما اندونيسيا وماليزيا فذكرتهما في سياق الاستدلال على انظمة “اسلامية – علمانية” ناجحة ممكن ان تكون نموذجاً للدول العربية التي تتغير فيها انظمة الحكم والتي تراها اميركا تتناسب مع سياساتها ومصالهحا وامنها (فهي لا تمثل اي تهديد ايديولوجي او عسكري او اقتصادي على مصالح اميركا في المنطقة).

الشخصيات

الرئيس اوباما /(مارتن انديك/ كينث بولاك /استروب تالبوت: وهؤلاء الشخصيات الثلاث وردت اسماؤهم في معرض الحديث عن معهد بروكينغز ومركز صبّان)/ مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة: وردت اسماؤهم كمرجعيات في تطبيق السياسة الخارجية الاميركية.

نلسون مانديلا وهو مؤسس وقائد حزب المؤتمر الوطني الافريقي الذي نظم وخاض الكفاح السياسي و المسلح ضد النطام العنصري في جنوب افريقيا وقد سحن قرابة 30 عاماً واطلق سراحه مع بدء انهيار الحكم العنصري في اول التسعينيات بعد نهاية الحرب الباردة حيث تولى عقد التسوية الشهيرة التاريخية مع البيض التي وضعت حداً لنظام البيض العنصري وهو حائز على جائزة نوبل للسلام. ذكر ضكم الامثلة الحية على الشخصيات المتسامحة.

وزير خارجية الاردن – وزير الدولة القطري – الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي: الشركاء.

احمدي نجاد / القذافي: المجرمان الاكثر ارهاباً في الشرق الاوسط.

الرموز والتسميات التي تعكس التمجيد والتفاخر:

رائد اعمال/ رجال اعمال/ اصحاب رؤوس الاموال/ قادة المشاريع – المشاريع الجريئة/ قادة من ديار الشتات في الولايات المتحدة وشمال افريقيا (وهم العرب الاميركيين الذين تعتبرهم كلينتون في الشتات) مبادرات عابرة للحدود.

المحور الثاني:الشعارات والمفاهيم: وفيها احكام تؤدي الى تبني آراء محددة ومواقف واعتماد سياسات خاصة بالمهام الديبلوماسية وبالطموح السياسي في المنطقة والاقتصادي ايضاً:

– ما يحصل هو لحظة تاريخية- نحن نؤمن بهذه المنطقة: التغييرات التي تحصل هي تاريخية، اما عن الايمان بالمنطقة، فهذا نوع من التعمية على كلمة نحن نطمع بالمنطقة وثرواتها.

– ذوبان صقيع الشتاء العربي الطويل- ليس مجرد سراب في الصحراء.

– كشف القناع عن الخرافات التي تبرر الركود العربي. (ان استخدام كلمات تتعلق بالبيئة المستهدفة: صقيع الشتاء،سراب في الصحراء،الخرافات) تعتبر من البلاغة في الخطاب اذ تجعل المستمع متماهياً مع الخطيب مقرباً منه وخاضعاً لتأثيره اذ انه يدرك جيداً المفاهيم التي يطرحها).

ان المقولا ت ادناه التي اطلقتها كلينتون تنم عن منافقة وتزلف للحضور اذ ان صورة الاسلام والعرب في الغرب وفي اميركا تحديداً صورة الارهابي والمتخلف والشهواني ولكنها هنا تحاول التفريق بين اولئك الذين ينضوون تحت السياسة الاميركية اي الشركاء واولئك الذين يمثلون النخبة الظالمة المسيطرة على الثروات في منطقة تتطلع الى الافضل، التي تراها كلينتون غير مهيأت لتلبية ذلك مما سيدفع بأميركا الى المساعدة على ذلك، هذا هو جوهر الفلسفة لسياسة التدخل الاميركية في المنطقة واذا لم تتدخل ستقع المنطقة في قبضة الارهاب والتطرف:

– الاسلام جزء من التاريخ الاميركي “وفي كل يوم يسهم الاميركيون المسلمون في صياغة مسيرتنا” هذا ما جاء في خطاب الرئيس اوباما الذي القاه في القاهرة في العام 2009، وكررته كلينتون اقتباساً عنه.

– في المغالطة القول ان العرب لا يشتركون في الطموحات البشرية العالمية المتمثلة في الحرية و الكرامة وتوفر الفرص.

– نخبة صغيرة كرست سيطرة متزايدة على اراضي وثروات المنطقة.

– مناطق ظلت ردحاً طويلاً من الزمن متخلفة بفعل الانظمة السياسية والاقتصادية المنغلقة.

– المنطقة غير مهيأة لتلبية هذه التطلعات المتزايدة.

-ادعاءات القاعدة بأنها صوت المظلومين والمسحوقين هي ادعاءات جوفاء الى ابعد الحدود.

الحديث عن الديمقراطية كمفهوم وشعار قامت عليه اميركا الدولة العظمى ولكنها لم تكتف بديمقراطية بلادها بل سوف تنشر هذه القيمة في العالم اجمع ومنها المنطقة العربية، لذا اميركا تملك ان تتكلم باسم الديمقراطية وان تتحدث حول هذه الفلسفة التي تعتبر نفسها صورة لها، وقد ربطت هذا المفهوم بمفاهيم اخرى: التغيير،التطبيق الخلاق، استحقاق للشعوب،السلام والاستقرار والازدهار، حقوق المرأة، الكرامة، الشباب، شعوب المنطقة، كما ورد في كلامها ادناه :

– بناء الديمقراطية مهمة لا تنتهي – ان التغيير الحقيقي يتطلب الوقت،العمل الجاد،والصبر.

– الديمقراطية لا يمكن استنساخها في بلد لتطبيقها بنفس الطريقة في بلد آخر.

– الديمقراطية من شأنها تحقيق نتائج حقيقية للشعوب التي تستحقها.

– المجتمعات الديمقراطية تميل لان تكون اكثر استقراراً واكثر سلاماً واكثر ازدهاراً.

– اليوم العالمي للمرأة في ظل الديمقراطية الجديدة.

– نيل الكرامة والفرص التي حرمت منها المرأة – اشارات مثيرة بشأن حقوق وفرص المرأة

– الشباب العربي يتواصلون مع العالم الارحب بطرق لا يمكن قط لذويهم واجدادهم ان يتصوروها.

– ان شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا تملك من المواهب والاندفاع ما يمكنها من بناء اقتصاديات نابضة بالحياة وديمقراطيات مستدامة.

مفاهيم جديدة مرتبطة بمفاهيم قديمة ادخلت عليها اميركا التعديلات لتتوافق مع مصالحها الراهنة ومع التغييرات الحاصلة في الشرق الاوسط:

– القوة الذكية: مفهوم جديد اطلقته الولايات المتحدة وهو يقوم على استخدام مجموعة كاملة من الادوات التي بحوزتها”الديبلوماسية، الاقتصادية،العسكرية، السياسية،الشرعية، الثقافة واختيار الاداة الصحيحة او الدمج بين الادوات لكل موقف على ان يكون العمل الواضح هو محاولة الاقناع اولاً”[26] وهذا سوف يتأكد العمل به في هذه المرحلة من السياسة الخارجية الاميركية التي تعمل على كل المستويات ولعل قراءة سريعة للخطاب ستثبت ذلك.

– ميزان القوة لم يعد يقاس باحصاء عدد الدبابات والصواريخ ( اعادة النظر بمفهوم القوة المبني فقط على ترسانة السلاح مقابل قوة وسلاح تكنولوجيا المعلومات والاتصال(.

– مصالح وقيم اميركا الاساسية.

– نحن المناصرون للمجتمع الاهلي نعمل مع الاقليات المهمشة والنساء والشباب وفي التكنولوجيا.

– تعميق التكامل الاقتصادي، الاستفادة الكاملة من الاقتصاد العالمي.

المحور الثالث: القضايا التي تهم اميركا والعرب:

طرحت كلينتون في خطابها وكما نبين ادناه 38 قضية راهنة تهم الولايات المتحدة والعرب في سياق الشراكة وهي التسمية التي تغلف بها سياسة الهيمنة على المنطقة من خلال استخدام اسلوب التورية في اللغة وهي تبدأ من الطاقة والا قتصاد والسياسة والعدالة وحقوق الانسان لتصل الى ادق القضايا التفصيلية اي التيار الكهربائي و الصرف الصحي ومياه الشرب واكثر المواضيع حساسية كزواج الاطفال وختان البنات:

قضايا الطاقة

بطولة كأس العالم في كرة القدم التي وقعت على قطر

التطرف العنفي

محاربة الفساد

تبني التسامح وحقوق الانسان العالمية

تحقيق تغيير مستدام

ان منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تضم دولاً غنية تنعم بفائض من رأس المال ودولاً افقر متعطشة للاستثمارات: تبدو اميركا وكأنها تقوم على صياغة توزيع عادل للثروة.

ان صهر علاقات تجارية – اقتصادية امتن بين دول الجوار قد يولد العدل وحجم من الوظائف والاعمال الجديدة .

تمثل اوروبا امكانية هائلة للمزيد من التجارة والاستثمار (المرة الوحيدة التي تحدثت فيها عن اوروبا).

لو خفضنا الحواجز التجارية في شمال افريقيا وحدها فسوف نزيد مستويات الدخل الفردي بنسبة 7 او 8 % في تونس والمغرب وجني ثروة جديدة تصل الى مئات الملايين من الدولارات سنوباً.

اصلاح الاقتصاد(صادرات النفط) والاصلاح السياسي (التغيير)، حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

التصنيع

البطالة و الفقر

مرافق الصرف الصحي، المياه المأمونة، التيار الكهربائي: وامام هذه القضايا الثلاث تبدو كلينتون رئيسة وزراء دولة عربية و تريد حل هذه المشاكل الحياتية والحيوية وان تتصدى لها في برنامجها الحكومي.

الاحكام العرفية وحالات الطوارىء.

الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع الاهلي التي تتعرض للقمع والقيود

الانظمة القضائية ليست حرة ونزيهة ومستقلة

تزوير نتائج الانتخابات

تمكين النساء،النهضة العربية مرتبطة بوضع النساء ومصير العالم العربي مرتبط بنصف المجتمع. ممارسة حملات الضغط من اجل حق وفرص المرأة.

قانون الاحوال الشخصية

محاربة الممارسات الراسخة كزواج الاطفال ، جرائم الشرف، ختان الاناث.

كيف يمكن للثوار في مصر ان يبقوا منظمين ومشاركين؟

ضمان العدالة والمساءلة والمحاسبة

الاستثمار في القطاع الخاص

تشجيع اندماج اقتصادي اوثق عبر المنطقة مع الولايات المتحدة الاميركية وسائر دول العالم.

كيف يمكن لاميركا ان تكون شريكاً فعالاً لشعوب المنطقة؟

كيف يمكننا ان نعمل معاً لبناء الاستقرار على المدى الطويل؟

الشراكة مع الشعوب وليس مع الحكومات فقط.

المحور الرابع:الافكار التي طرحتها والتي تتضمن الكثير من الايحاءات والمعاني:

تتراوح هذه الافكار بين الاقرار والامر والنهي والطلب والتملق والتحدي والتعظيم للدور الاميركي واطلاق الاحكام والترهيب من الانهيار في الشرق الاوسط وتبيان مدى الحكمة في التعامل مع الدول العربية (التعمية على المصالح)، واخترت هذه المجموعة من 18 فكرة للاستدلال من خلالها على تحليلي اعلاه:

الشركاء الموثوق بهم ممن هم في هذه الغرفة

المستقبل الذي ينبغي علينا جميعاً السعي جاهدين في سبيل تحقيقه

لدينا صداقة تمتد لعقود من الزمن مع البحرين

العنف ليس الحل. لايمكن التغلب على التحديات من خلال الامن.

اثرنا هواجسنا علناً مع المسؤولين البحرينيين

الظروف المادية في حياة الناس تؤثر تأثيراً كبيراً على الاستقرار والامن الوطنيين

لم يعد ممكن للناس عدم معرفة ما يدور خلف جدران قراهم الصغيرة

ان الولايات المتحدة لا تملك جميع الاجوبة

ان الاسلام وحقوق النساء متوافقان

هناك نفوذ متعاظم للمواطنين المتواصلين والمنتطمين والمحبطين (تأثير الشبكات الاجتماعية)

التردد في التحول من التظاهر الى الحياة السياسية سوف يهدد مكتسبات الثورة

الفلسطينيون والاسرائيليون ليسوا اكثر رسوخاً من النظم السياسية التي انهارت في الاشهر الاخيرة.(كأن الوضع على شفير الهاوية، وهذا ترهيب للعرب مما قد يحصل على هذا الصعيد)

لا يوجد بديل لقيادة اميركية فاعلة ونشطة باستمرار ( وكأن اميركا هي اله العالم والقائد الدولي والكوني)

اتخاذ اسلوب موحد مع الجميع هو نهج عديم الجدوى في منطقة متنوعة ووقت متغير(سنتعامل مع كل دولة على حدى وهذا يؤمن لاميركا لعبة الاصطفاف والمحاور المتواجهة بين العرب انفسهم ويباعد فكرة التوحد فيما بينهم)

هل ابناء المنطقة سيستفيدون استفادة قصوى من هذه اللحظة التاريخية ام يعودون القهقرى نحو الركود.

نعلم ان ابناء المنطقة لم يعرضوا حياتهم للخطر من اجل التصويت مرة واحدة في الانتخابات.

انهم يتوقعون ان الديمقراطية ستتيح لهم فرص العمل وتقضي على الفساد.

الاتصالات التي تمت وجهاً لوجه ساهمت فعلاً في ارساء الاساس لمبادرات عابرة للحدود.

المحور الخامس: الاجندة والمستقبل:

وفيها رسم سياسات اميركا تجاه المنطقة واهدافها، اما الاهم فهي ترتيبها لاولويات المنطقة ولمهام النخب السياسية والشعوب ايضاً، فماذا على العرب ان يفعلوا اولاً بأول لمساعدة اميركا على تطبيق سياساتها في المنطقة ، اذ طرحت كلينتون 36 قضية على اجندة المنطقة العربية بالتعاون معها ومهام عدة موزعة على الفئات الممثلة للمجتمع والفاعلة فيه اذ تكرر مفهوم الشعوب-الشعب-الناس-المواطنين42 مرة :

نريد شركاء جدد.

جعل بلادنا قوية وصياغة مسيرتنا.

نريد الاستثمار في الافكار الجديدة.

نريد من المواطنين انفسهم المساعدة في تحديد الاولويات (الاستغناء الى حد ما عن الانظمة وفيه انتقاص من سيادة الدولة).

الاصغاء لاصوات الشعوب ولاولوياتها.

الالتزام بالعمل كشريك والمساعدة في امكانات المنطقة وتحقيق التغيير المنشود.

تمجيد الانجازات المتنوعة.

مناقشة مجموعة التحديات وتوثيقها.

ايجاد حلول مبتكرة واتباع نهج جديد والعمل جاهدين .

ترجمة عواطف الشعوب الى اجندة ايجابية وتوظيفها في المشاركة السياسية .

سوف يكون للجنرالات والائمة وكبار رجال الاعمال والبيروقراطيين وكل من انتفع من الوضع الراهن دور يمارسه. وهم سيخسرون الكثير اذا ملآ المتطرفون الرافضون الفراغ في الرؤى.(هؤلاء هم الاشخاص والشركاء الجدد في العملية السياسية الاميركية وفي تطبيق الاجندة ولكل منه مهمة واذا لم ينفذوها سيخسرون مناصبهم ومصالحهم وسلطتهم).

تسريع الخطى لتلبية احتياجات وتطلعات الشعوب وهي تتلاقى مع قيمنا ومصالحنا.

تشكيل احزاب وتحالفات للدفاع عن القضايا.

تركيز الاهتمام على العمل سوية لحل المشاكل الكبيرة في تونس و مصر(وقد كان مجمل التركيز على مصر، خةفاً من التغيير السياسي الحاصل فيها الذي يؤثر على معاهدة السلام المبرومة مع اسرائيل اي ان اميركا يوف تدعم مصر خوفاً على تل ابيب).

ان تضمن السلطات الانتقالية الحقوق الاساسية (حرية التعبير والتجمع) وان توفر الامن في الشوارع والشفافية.

تحقيق التوازن السليم بين حرية التعبير والتسامح مع وجهات النظر التي لا تحظى بشعبية.

الدفاع عن حقوق الانسان العالمية المشاركة في عمليات صنع القرار.

كيف ننتقل من موقعنا الحالي الى الموقع الذي نريد ان نكون فيه.

تأمين مستقبل دولة اسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية والتطلعات المشروعة للفلسطينيين (وليس الحقوق في الارض والعودة و.. ).

التصدي من اجل تحقيق حل الدولتين عن طريق التفاوض.

نبذ العنف والانخراط في العملية السياسية.

تغيير سياسي منظم وسلمي في المدى القريب.

نناشد المنظمات المحلية ان تتقدم بعروض للحصول على منح.( تمنح الولايات المتحدة شركاءها الدعم والتمويل والمساندة على كافة الجبهات كنوع من المكافأة لهم على تعاونهم وولائهم).

نقوم حالياً باستكشاف سبل جديدة لاستخدام تقنيات الاتصال لتوسيع الحوار وفتح خطوط الاتصال و التواصل.(تطبيق مفاهيم السياسة الجديدة اي القوة الذكية واستخدام التكنولوجيا كعنوان للسلاح الجديد، لذا تقوم الولايات المتحدة بتوفير مبالغ وتمويل لمشاريع شبكات الانترنت التي توفر التواصل الاجتماعي التي تعتقد اميركا انها كانت اداة ناجحة في دفع التغييرات الحاصلة في منطقة الشرق الاوسط).

نقوم برسم استراتيجية لدعم التحولات الجارية بالفعل.

اقامة نظم اقتصادية اكثر انفتاحاً وفعالية وتنوعاً.

توفير مساعدات اقتصادية فورية لمساعدة الديمقراطيات الانتقالية في التغلب على بواكير التحديات.

اقامة روابط اقوى مع الناس انفسهم مع المجتمع المدني وكبار رجال الاعمال والجماعات الدينية والنساء والاقليات.(هناك اتجاه اميركي نحو دعم مشاريع دول للاقليات في المنطقة، من هنا المطالبة بتعزيز وضع الاقليات من اجل فرصة مناسبة لتحقيق المشروع كما حصل في شمال العراق مع دولة الاكراد).

اعادة التفكير في الطريقة التي نؤدي بها اعمالنا على ارض الواقع مع المواطنين.

منح مصر 150 مليون دولار وحدها.

دعم مخطط طموح للنمو المستدام وتوفير الوظائف والاستثمار والتجارة.

العمل مع الكونغرس لتوفير اموال مخصصة لمشاريع لمصر وتونس.

تقصي شركاء وفرصاً جديدة من خلال برنامجنا العالمي لريادة الاعمال.

استثمارات تتيح للشركات المصرية تصدير منتجاتها معفاة من الرسوم الجمركية الى الولايات المتحدة الاميركية.

نحن ملتزمون بمستقبل هذه المنطقة ونؤمن بامكانات شعوبها

اننا نتطلع الى اليوم الذي يتمتع فيه ابناء الشرق الاوسط وشمال افريقيا بل شعوب العالم بالحرية من اجل متابعة الامكانات التي من الله بها عليهم.

المحور السادس: التعابير والمفردات والافعال المختارة وفيها تكثيف للمعاني واستعارات تزيد المعنى قوة وفيها الدلالات التي تخدم المفاهيم: العمل عن كثب – يجب على – بذل الجهد- نركز اهتمامنا – نشر عقيدة –لنلقي نظرة – يتخذ موقفاً- اخ في الانسانية – مبادىء اميركا- القيم العالمية- احتضان الروح الاصلاحية – انهالت بالضرب المبرح- شهدنا تطوراً صارخاً- بؤرة الوقيعة – اطلقت حمماً من الرعب- مدعاة للامل- بشائر التقدم –انتهاج سياسات العنف –القهقرى- لو قيد لنا.

المفردات الدالة على الامساك بزمام الامور:

التحدي الاستقرار التفاوض التغلب الانخراط التأكيد الاجابة النظر الهدف مآرب

تقويض بناء ادامة تعزيز حفظ تأمين تلبية ترجمة توجيه تجاهل طغيان تفنيد تسخير

ادراك اعتبار اعادة استجابة اتخاذ احترام ادعاءات ازدواجية انتهاج نفاق

المفردات المكررة والتحليل الكمي: ان تكرار المفردات يفيد التأكيد على الامر ولفت النظر اليه:

هواجس (قلق):8 احباط ومحبطين3 روايات خاطئة (خرافات وخرافة )6

العنف والصراع والهجمات12

الاستقرار4 السلام ( المسالمين – العملية السلمية)5 الانجازات3

العالم12 قادة وزعماء10

الشرق الاوسط (المنطقة- الدول العربية –دول الجوار- العرب)49 مرة وذكرت معها شمال افريقيا 9مرات

المشاركة-الشركاء-المساعدة-الاهتمام-الشراكة 16 تطلعات4

حقوق وقيم عالمية- حقوق الشعب 7

الولايات المتحدة-الاميركيون-القيادة الاميركية – الرئيس اوباما:26

الاميركيون المسلمون- المجتمعات الاسلامية-الاسلام- المسلمين-المسلمات-الدين-اديان11

التغيير-التغيير السياسي-عملية التغيير-الوقت المتغير-الثورة-الانتفاضات-تظاهرة-متظاهرون-ديناميكية – المحتجين المسالمين20

التقدم والازدهار7 المستقبل-الحياة الافضل-البدائل(فيسبوك-تويتر-فضائيات) 8

مصالحنا وقيمنا3 الديمقراطية – النظام الديمقراطي17 حرية التعبير-الحريات 6

الشباب والنشطاء10 النساء-المرأة-حقوق المرأة-فرص المرأة19

الاقليات المهمشة والجماعات الدينية6

حرمان وفقر4 التمييز3 الفساد3

المجتمعات والمنظمات المحلية والمدنية6

المرحلة او الديمقراطيات الانتقالية-اللحظة التاريخية9

التنمية او النمو المستدام – الاقتصاد-التكامل الاقتصادي- فرص ونظم اقتصادية 12

توفير الوظائف-فرص العمل8

الشركات-الاستثمار- الثروة-الرساميل-اموال- مشاريع-برامج-اسواق-تجارة 30

الافعال:

نتطلع نواصل نضطر نبتغي نعتقد ندرك ندين نجتمع ( حرف النون يفيد: نحن الاميركيون وانتم العرب= الشراكة)

يحتضن يتطلب يستحق ينظر يسعى يعمل يتعين يرفض تكتسي تضمن توفر تحتل تكافح تتشبث تتعرض تخوض تلتزم تحركت تشاطرنا ترتكبها تحقق تكمن تعزز: الواقع الذي يجب ان ننظر اليه عبر هذه الافعال.

اتاح باتوا ورثوا يهبوا يصلحوا(الشعوب).

ابلغنا التقيت اثرنا اوضحنا ذكرت سنواصل 2 شهدنا (نحن الاميركيون).

المحور السادس: الامثلة المستعملة في الخطاب:

“المنتدى العالمي الاميركي – الاسلامي وانجازات المسلمين حول العالم”:

-“قطر التي تحتل مركزاً رائداً في ايجاد حلول مبتكرة لقضايا الطاقة والتحضير لكأس العالم في كرة القدم”.

– تركيا،السنغال، اندونيسيا، ماليزيا : “كل منها نموذج خاص من الرخاء والتقدم” : (وهذه النماذج من الحكم الاسلامي المنفتح هي قيد التداول لتكون محل احتذاء من الدول العربية التي هي في طور المرحلة الانتقالية بعد انهيار انظمتها في محاولة رد على الاسلام المتطرف والارهابي ورفضه تموذجاً كالقاعدة وطالبان وايران). وهذا هو الاسلام التذي تشجعه اميركا.

البائع التونسي “المتجول واليائس الذي اضرم النار في جسده خلال تظاهرة جماهيرية” في تونس: وكان هذا الحادث اعتبر الشرارة التي اشعلت الثورة في تونس وقد ذكر هذا المثل اوياما في خطابه حول الشرق الاوسط في 19 آيار المنصرم.

“هشام قاسم الصحفي والمنشق المصري المخضرم” الذي التقته كلينتون اثناء لقائها بناشطين مصريين واعرب امامها عن “قلقه حول مكتسبات الثورة”.

منظمة المؤتمر الاسلامي “لدورها القيادي في ترسيخ القرار الصادر مؤخراً عن مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان ضد التمييز والعنف القائمين على اساس الدين والمعتقد”.

احدى الناشطات المصريات من اجل حقوق المرأة التي اقتبست منها كلينتون “سوف نضطر الى الكفاح الشاق من اجل الحصول على حقوقنا …سيكون ذلك عسيراً، وسيتطلب حملات للضغط” وتتابع كلينتون معلقة ان هذا هو كنه الديمقراطية ، عليك اقناع المواطنين رجالاً ونساء بالسير في نفس الطريق الذي ترغب في اتخاذه”. وقد جاء هذا المثل في معرض حديثها عن ان المرأة كانت جزء من التغيير في ميدان التحرير في مصر ولكن عندما قررت التظاهر في يوم المرأة العالمي في نفس المكان جوبهت بالتحرش و الاعتداء.

نلسون مانديلا: جاء كمثال على التطلع الى المستقبل والذي استقبل سجانيه بعدما اصبح رئيساً للبلاد على مأدبة غداء ( مشهد عالق في ذهن كلينتون) لانهم عاملوه داخل السجن بكرامة بصفته اخ لهم في الانسانية : ان هذا المثال جاء في سياق عملية الانتقال الى الديمقراطية التي تفيدنا في التسامح مع افراد المجتمع ومن بينهم النساء والاقليات.

الشراكة الاميركية- المغاربية من اجل الفرص الاقتصادية التي تعمل على بناء شبكة من الشركاء و البرامج في القكاعين الخاص و العام: انه دعوة للاقتداء بنموذج التعاون الاقتصادي لما فيه من مغريات وعائدات مادية وفرص تنمية.

منظمة “شركاء من اجل بداية جديدة” التي تهدف الى ربط المستثمرين الاميركيين مع شركاء في الديمقراطيات الانتقالية للمنطقة وهذه المنظمة نموذج لدعم التجارة وخلق فرص عمل وهكذا تبادر اميركا من خلال القوة الذكية على استخدام كل المجالات لتحقيق مصالحها.

فرضت الجامعة العربية منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وساعدت قطر والامارات والاردن على المساهمة بتقديم طائرات للمساعدة على ذلك واكدت على حق الشعب الليبي في تلبية مطالبه.استحسان التصرف الذي يجب ان يكون قدوة للاخرين من العرب.

جنوب شرق آسيا واوروبا الشرقية واميركا اللاتينية امثلة عن الدول المتخلفة والمنغلقة في السابق، والتي عاشت التحول واصبحت ترضى عنها اميركا.

طهران التي تنهال قواتها بالضرب وتحتجز وتقتل هي نموذج “للازدواجية والنفاق”. “ايران تمثل قصة تدعو للاحتراس الشديد بالنسبة للحركات الانتقالية الجارية” كما جاء في الخطاب وذلك كي لا تكون مثالا يحتذى في نظام الحكم. “ان التطلعات الديمقراطية في ايران عام 1979 قوضتها دكتاتورية جديدة غاشمة” وهذا وصف لحكم ونظام ايران التي تقوم اميركا بتحريض دول الخليج والمنطقة عليها بعد ان امتلكت الطاقة النووية واصبحت دولة قوية في الخليج العربي تخافها اميركا لذا تريد ان تحاصرها من دول الجوار ومن خلال الضغط الدولي.

“القاعدة التي تبينا ادعاءاتها الجوفاء من ان السبيل الوحيد للتغيير هو العنف “(بينما ما حصل في الدول العربية هو تغيير ديمقراطي)، ابواق القاعدة تحاول تسخير الحركات الشعبية المسالمة في المنطقة لمآربها الفتاكة وهذه محاولة لترهيب العرب والمسلمين من سعي القاعدة لاخذ حركات التغيير تحت عباءتها.

“جنود العقيد القذافي صوبوا اسلحتهم نحو ابناء بلدهم” (ان كل من يفعل مثله سيلقى مصيره في تهديد نظامه و ثروته و حياته).

بيان جامعة الدول العربية “بيان رائع” كما قالت كلينتون وهذا لتشجيع الآخرين على الاقتداء بهذا النوع من البيانات ما يساهم في الاصطفاف العربي الذي تسعى اليه.

“نجاد ليس الوحيد الذي ينضح ازدواجية ونفاقاً” (اشارة الى الاسد في سوريا والى القاعدة والى القذافي).

“كنا نجابه في الماضي بمثل ازمة ليبيا بأن الزعماء في كثير من الاحيان في المنطقة يغضون ابصارهم ريبة او يضمون الصفوف ولكن ليس هذه المرة وليس في هذا العصر الجديد” (العزف على لعبة الاصطفاف والانقسام والتردد في السياسة العربية).

بدت كلينتون من خلال خطابها كالمعلم الذي يوزع تقييماته على طلابه وهي تطلق هذه الامثلة للاستحسان او للشجب وفيها الاحكام الاميركية التي جاءت من خلال تعليقاتها كي تكون دروساً يستفيد منها الحاضر و الغائب الذي يشاهدها من خلال وسائل الاعلام والاتصال. وفي هذه الامثلة اتبعت الاقناع بمخاطبة العقل و العاطفة معاً. اذ ان المعلومات و الوقائع التاريخية و الاحصاءات هي مواضيع تخاطب العقل وترتبط بالموضوعية و العلمية اما التجارب الشخصية فهي تخاطب الوجدان مباشرة وتستثير العواطف.

النتائج العامة:

– ان الاساليب المستخدمة في خطاب كلينتون الموجه الى الشرق الاوسط تراوحت بين الاقناع والاستمالة والضغط والترهيب والتهديد المبطن والتكرار لتثبيت الافكار والاستشراف وهذه مسألة خطيرة تجعل العرب ينقادون وراء السياسات الاميركية التي لا تُقاوم. والتحدث باسم المجتمع الدولي والعالم والتلاعب بالعلاقات الدولية من خلال الثواب والعقاب.

– تستخدم الولايات المتحدة الدعاية المباشرة التي تعتمد على التأثير العاطفي من خلال الامثلة الحية التي تريدها مثالاً يحتذى او مثالاً مرفوضاً يجب ان يُنبذ.

– ان اسلوب الخطابة الاميركية يعتمد على اقناع المستمعين من خلال مخاطبة العقل عبر المفاهيم الفلسفية والافكار الموضوعية والاحكام العلمية وطرح الاسئلة والاقتباس من التقارير الموثوقة.

– تركيز الدعاية الاميركية على فرادة اميركا كشريك للعرب نشيط وفاعل لانها هي القادرة على التساؤل والبحث عن الاجوبة وايجاد الحلول للمتغيرات في المنطقة ودعم شركائها والاخذ بيدهم.

– تبدو اميركا صاحبة القيم العالمية التي تتلاقى مع تطلعات الشعوب العربية في الحرية و الديمقراطية والسلام.

– نشر الايديولوجيا الاميركية التي اثبتت صحتها التطورات حول قضايا الكوكب وليس الشرق الاوسط.

– بدت اميركا حكيمة من خلال تعاطيها المتنوع والخلاق مع قضايا المنطقة تبعاً لكل حالة.

– اطلاق مفاهيم جديدة ما يجعل اميركا تتحكم بالسياق الفكري الدولي على الصعد الاستراتيجية التي تهم الدول، لاسيما مفاهيم القوة الذكية وسلاح التكنولوجيا، والدولة ناقصة السيادة من خلال اختراق المجتمع عبر قضايا الحقوق والحريات والمرأة والشباب الذين تضعهم اميركا على رأس استهدافها لاستمالة هذه الفئات.

– الدعاية الاميركية تعمل دائماً على التمييز بين الدول والنخب والانظمة والقادة والشعوب من اجل صنع اصطفاف يتناسب مع مصالحها.

– تقاطع بارز بين خطابي اوباما (19 -5-2011) وكلينتون حول السياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا اذ بدأ اوباما بالاعلان عن فصل جديد في تاريخ الديبلوماسية الاميركية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، محيياً جهود وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي “سيذكرها التاريخ من بين اهم وزراء الخارجية الاميركيين”، وهذا يجعل صورة اميركا في العالم دولة موحدة، قوية، متماسكة السلطة، واضحة الاهداف والسياسة وان الخطاب الاميركي هو خطاب واحد وان اختلف الخطيب والانتماء الحزبي للشخصيات، لان الادارة الاميركية هي ادارة صلبة كسلسلة مترابطة. وهي بذلك، تستخدم الدعاية البيضاء القائمة على الصدق.

– خلاصة: ان غالبية النتائج قد اكدت على مجموعة الفروض التي طرحتها للبحث واجابت على التساؤلات ايضاً، ليتبين لنا في المحصلة ان اهم سمة جديدة استنتجتها من تحليل خطاب كلينتون ان الدعاية الاميركية في هذه المرحلة تستخدام اسلوب العلاقات العامة على كافة المستويات بعد ان نجحت فيها على صعيد الشركات والمؤسسات، ضاربة عرض الحائط كل اساليب التضليل السابقة والتلاعب، والجديد ايضاً انها اليوم وفي هذه المرحلة، تعتمد الدعاية المكشوفة والمباشرة لاهدافها وسياساتها ومصالحها، لا تخشى من قول ما تريد علناً وبصراحة الى حد الوقاحة، وهذا ما يؤكد عليه استخدامها للمفردات الدالة – التي استخلصتها من الخطاب – على مفهوم الارادة والفعل، اي نريد وسوف نفعل.

خاتمة:

يتضح انه لا يمكن فهم الدعاية الاميركية واساليب الاقناع التي تمارسها من خلال خطابات كبار موظفيها في الادارة الاميركية الا بربطها بالسياسة الخارجية. اذا فهمنا السياسة الخارجية الاميركية وعرفنا خطوطها الاساسية والثانوية، سوف نتبين اوجه الدعاية واساليبها المعتمدة: وهذه الخطوط تمتد من السيطرة على النفط او استمرار شراؤه بسعر مقبول الى اقامة سلام بين العرب واسرائيل الى غيرها من القضايا، ومن هنا تبرز ضرورة قيام تحالفات جديدة بين الدول المنتجة للنفط وربطها بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، وابعاد روسيا والدول الكبرى عن منطقة الشرق الاوسط كي تكون اللاعب الوحيد فيها، وجعل اسرائيل اقوى دولة في الشرق الاوسط ودعمها وحمايتها وهذا ما تركز عليه خطابات الوزيرة والرئيس الاميركيين. ولعل اهم ميزة في السياسة الخارجية الاميركية هي اطلاق المفاهيم الجديدة البراقة والمهتمين يتذكرون جيداً اطلاق وتكرار الولايات المتحدة لمفهوم الحرب النظيفة ابان حرب الخليج الثانية في العام 1991 بعد استخدامها التقانة الحديثة في الاسلحة وهكذا بدا حينها ومن خلال هذه المصطلحات ان الحرب ليست بشعة وهي تحدث عن بعد دونما اي تورط للقوات الاميركية وكأنها دراما تلفزيونية او كرتونية تحصل بدون موت، او الموت فيها وهمي، فلا خوف على انخراط القوات الاميركية في هذه الحرب.

نجوى خليل زيدان، باحثة وطالبة في قسم الدراسات العليا، كلية الإعلام، جامعة بيروت العربية

أعدت هذه الدراسة بإشراف الدكتورة مي العبدالله

ـــــــ

المراجع والمصادر

1- قصف العقول، الدعاية للحرب منذ العالم القديم حتى العصر النووي، فيليب تايلور، ترجمة سامي خشبة، سلسلة عالم المعرفة،العدد 256، الكويت،2000.

2- العلاقات العامة فن وابداع، تطوير المؤسسة ونجاح الادارة، عبد الكريم راضي الجبوري، دار اليسير+ دار البحار،بيروت،ط1،2001.

3- الاعلام والسياسة الخارجية الاميركية للوطن العربي، سلام خطاب الناصري، جروس برس، لبنان،ط1،2000.

4- وثائقي من انتاج كندي (Quebec)عُرض ليلاً على الـ TV5 بتاريخ 9-1-2011.

5- خليل حسين،” القوة واثرها في الاحلاف الدوليةوصراعاتها” في 29-12-2008 على الموقع التالي: www.moqatel.com

6- دراسة للباحث فواز جرجس، “السياسة الاميركية تجاه العرب” ، صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،ط1 1998،ط2 2000.

7- مي العبدالله، “الدعاية واساليب الاقناع”،دار النهضة العربية” بيروت،ط1،2006.

8- Robert L.Dilenshneiders,” The AMA handbook of Public Relations”, American Management Association. United States, 2010,P.177.

9- مقالة لجوزف سماحة، جريدة السفير، 30 آب 2002.

10- www.al_moharer.net.

11- www.America.gov

12-www.maarifa.org.

13-www.America.org

-14http.Marefa.org

15-Natural Disaster.u.s

16-www.defense-arab.com

17-www.maarifa.org

18- موقع الشبكة.نت

19- الصحف الغربية الصادرة في شهر نيسان.

20- موقع الويكيبيديا.

[1] على موقع الشبكة نت : وزارة الخارجية الامريكية تتواصل مع العرب عبر تويتر.

[2] راجع الصحف الغربية الصادرة في شهر نيسان.

[3] www.maarifa.org

[4] عن الويكيبيديا.

[5] فيليب تايلور، ترجمة سامي خشبة،”قصف العقول، الدعاية للحرب منذ العالم القديم حتى العصر النووي” سلسلة عالم المعرفة،العدد 256، الكويت،2000، ص.24.

[6] عبد الكريم راضي الجبوري، “العلاقات العامة فن وابداع، تطوير المؤسسة ونجاح الادارة”، دار اليسير+ دار البحار،بيروت،ط1،2001، ص.168.

[7] www.defense-arab.com

[8] سلام خطاب الناصري،”الاعلام والسياسة الخارجية الاميركية للوطن العربي”، جروس برس، لبنان،ط1،2000، ص.29.

[9] فيليب تايلور، مرجع سابق، ص.377.

[10] وثائقي من انتاج كندي (Quebec)عُرض ليلاً على الـ TV5 بتاريخ 9-1-2011.

[11]Robert L.Dilenshneiders,” The AMA handbook of Public Relations”, American Management Association. United States, 2010,P.177.

[12] http.Marefa.org

[13] سلام خطاب الناصري، مرجع سابق، ص.34.

[14] Natural Disaster.u.s

[15] خليل حسين،” القوة واثرها في الاحلاف الدولية وصراعاتها” في 29-12-2008 على الموقع التالي: www.moqatel.com

[16] دراسة للباحث فواز جرجس، صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،ط1 1998،ط2 2000.

[17] مي العبدالله، “الدعاية واساليب الاقناع”،دار النهضة العربية” بيروت،ط1،2006، ص.15.

[18] المرجع السابق، نفس الصفحة.

[19] فيليب نايلور، مرجع سابق، ص. 168.

[20] مقالة لجوزف سماحة، جريدة السفير، 30 آب 2002.

[21] المرجع السابق.

[22] www.al_moharer.net.

[23] لقاء مع احد المهتمين بالدعاية لحزب الله والمقاومة ع.ن بتاريخ 5-4-2011.

[24] www.America.gov

[25] www.maarifa.org.

Please follow and like us:

COMMENTS