“معسكر كراسنوغرادسكي” : كيف يسير “التعاون” بين حكومة أوكرانيا و”تنظيم الدولة الإسلامية/ “داعش”؟  

“معسكر كراسنوغرادسكي” : كيف يسير “التعاون” بين حكومة أوكرانيا و”تنظيم الدولة الإسلامية/ “داعش”؟  

فلسطين هنا …
الميليشيات الكردية تفاوض لتسليم المناطق التي تسيطر عليها إلى السلطات السورية ودمشق تفرض شروطها
رئيس “الشؤون الخارجية” في مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد مصر بحجب المساعدات عنها

كشفت تقارير إعلامية عن تورط الحكومة الأوكرانية بتدريب مجموعات إرهابية على اراضيها، تحت إشراف خبراء من تنظيم الدولة الإسلامية / "داعش". وتستند هذه التقارير على وثائق رسمية تم تسريبها في إحدى دول الإتحاد الأوروبي، وتفيد بأن هدف "التعاون" الأوكراني ـ "الداعشي" هو إعداد أشخاص قادرين على تنفيذ عمليات إرهابية في دول عربية وإسلامية وفي روسيا وأوروبا.

وتتضمن الوثائق رسائل موجهة من الإدارة العامة لشرطة منطقة "خاركوف" إلى قيادة الإدارة الحكومية الإقليمية في حزيران/ يونيو وفي أيلول/ سبتمبر 2017 . وفي إحداها يخبر نائب قائد الشرطة الوطنية لمنطقة خاركوف الجهة المعنية، عن تفاصيل إنشاء معسكرات تدريب صالحة لإيواء دورات من 40 شخصاً، في منطقة كراسنوغرادسكي.

وتتألف أكثرية المتدربين من المسلمين الأوكرانيين وتتار القرم، الناشطين في الميليشيات اليمينية المتطرفة المعروفة باسمي "القطاع اليميني" و"أزوف". ويشمل برنامج التدريب تعلم مهارات العيش في ظروف قاسية، واستخدام الأسلحة الصالحة لقتال حرب العصابات. حيث يجري التركيز، خصوصاً، على الأسلحة الفردية المتوفرة بين أيدي عامة الأوكرانيين في المناطق الحدودية مع روسيا وبولندا وهنغاريا ورومانيا غيرها.

تسعى حكومة أوكرانيا لكي تصير جزءاً من التحالف الأطلسي الغربي. ولذلك، باتت تصطف مع "إسرائيل" في الأمم المتحدة، كما تسعى للإنضمام إلى حلف شمال الأطلسي/ناتو. وفي السنوات الماضية اثيرت أسئلة كبيرة عن علاقاتها بالإرهاب الإسلامي. حيث لوحظ اتساع نفوذ الديانة الوهابية وانتشار المنظمات السلفية و"الإخوانية" بين مسلمي أوكرانيا ومسلمي تتار القرم المقيمين فيها. ويتم ذلك، بفعل تسامح الأجهزة الأوكرانية الرسمية مع النشاط الدعوي  الوهابي والسلفي و"الإخواني" في كييف ومدن أوكرانية أخرى

تأتي قضية "معسكر تدريب كراسنوغرادسكي"، إذن، ضمن سياق سياسي معروف. إذ تعمل حكومة كييف على استخدام مجموعات إسلامية تكفيرية ضد مواطني شرق أوكرانيا وضد روسيا ودول أوروبية أخرى. وهناك دلائل أولية على أن بعض الأجهزة الأوروبية، خصوصاً بريطانيا، وكذلك أجهزة الولايات المتحدة وتركيا، تعمل لاستبدال "لندنسنان" بـ "كييفستان".

تتحدث وثائق "معسكر كراسنوغرادسكي" عن وجود مدربين "داعشيين" سوريين ولبنانيين، في هذا المعسكر. وهم يتمتعون بخبرات قتالية كبيرة، اكتسبوها خلال مشاركتهم في الحرب الإرهابية على سوريا. وخلال الفترة الممتدة من ربيع 2016 إلى صيف 2017، "تخرَّج" من هذا "المعسكر" نحو 600 مقاتل. وقد سافر 50 منهم إلى تركيا، ودخل 80 آخرين إلى عدد من دول الإتحاد الأوروبي. كما عاد 140 "خريجاً" إلى جبهات القتال في سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس عبر تركيا.

أما بقية "الخريجين" وعددهم حوالي 300 عنصر، فأُرسِل القسم الأعظم منهم إلى المناطق الحدودية مع روسيا، بعد أن تم تزويدهم بأوراق ثبوتية مزورة. ويقدم هؤلاء أنفسهم، في حال توقيفهم أو اعتقالهم، في تلك المناطق، على انهم ضباط روس متمردون ومحبطون من القيادة والسلطات في روسيا ويريدون الإنتقام منها في روسيا وأينما كان. كما أرسل نحو 80 "خريجاً" إلى دول الإتحاد الأوروبي، حيث يحاولون الإندماج في مجموعات وخلايا متطرفة، تعمل في مجتمعات المهاجرين المسلمين والعرب هناك.

ويتحمل الإتحاد الأوروبي المسؤولية عن هذا الضعف في مكافحة الإرهاب على اراضيه، لا سيما وأن أجهزته تدرك أن الحكومة الأوكرانية قدمت أوراق ثبوتية وجوازات سفر وأرقام سيارات لـ"خريجي معسكر كراسنوغرادسكي". ومن دون هذه التسهيلات اللوجستية، ما كان بوسع هؤلاء "الخريجين" استغلال نظام الإنتقال من دون تأشيرات من حدود أوكرانيا إلى أراضي الإتحاد الأوروبي.

مركز الحقول للدراسات والنشر
9 أيار/ مايو، 2019

Please follow and like us: