أثار كتاب عن فلسطين باللغة الإنجليزية موجه للأطفال غضبا لدى أنصار "إسرائيل"، فوجهوا لمؤلفته السويدية Golbarg Bashi غولبارج باشي تهمة [ما يسمى] "معاداة السامية". والكتاب المنشور بالإنجليزية "P is for Palestine" يبحث في الأبجدية الإنجليزية عن التاريخ الفلسطيني ومفاتيح قضيته، ويُعيد حكاية قصتها، من خلال صور ملونة رسمتها الفنانة Golrokh Nafisi غولروخ نفيسي، لكي يتعرف أطفال العالم على رائحة فلسطين، كما تقول مؤلفة الكتاب.
ومرَّت المؤلفة بكل حرف من حروف الأبجدية الإنجليزية، وقدمت لها معنى من القاموس الفلسطيني، لينتهي إلى جمع مفردات تُلخص معنى كلمة "فلسطين" لدى الأطفال.. فعند حرف "B" توقفت عند بيت لحم، وحرف "G" ليشير لمدينة غزة، وكذلك مرّت على "القدس" و"الدبكة" و"الثوب الفلسطيني" عبر الأحرف الأبجدية.
وعندما مرُت بحرف الـ "I"حدثت الزوبعة؛ لأنها قدمت لهذا الحرف كلمة Intifada "الانتفاضة"، ومعناها الحصول على حقك سواء كنت طفلا أو كبيرا". وهو السطر الذي اعتبره جانب كبير من الرأي العام "الإسرائيلي" "تحريضيا" ويزرع داخل الأطفال ما يسمى العداء للسامية بشكل مُغلف.
ودوُنت الكثير من النسوة "الإسرائيليات" عبارات منتقدة ومستاءة من الكتاب على إحدى صفحات "فيس بوك" وقالت إحداهن إن "نشر كتاب للأطفال حول فلسطين وعدم إشارته بأي شكل لدولة إسرائيل لهو شيء حزين حقا".
الكتاب تم نشره في نيويورك، وهذا ما دعى لانتقاده بشكل أكبر، ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" تصريحات لنسوة يهوديات في نيويورك، اللاتي أجمعن عن صدمتهن من نشر الكتاب في نيويورك، وتقول إحداهن: "الكتاب صدر في نيويورك وهو يعلم الشباب كيفية محاربة إسرائيل ويمجد قتل اليهود، يتم استغلال حرية التعبير الموجودة في أمريكا من أجل تحريض فلسطيني للقتل والإرهاب".
وقالت إحداهن: "يا إلهي! هذا جنون، لا أستطيع تصديق ذلك يحدث وفي مدينة نيويورك"، وكتبت أخرى "يبدو أن لديكم هدفا سياسيا من نشر صورة هذا الكتاب على هذه الصحيفة". وعلقت أخرى "يجب أن تعلموا أن ذلك سيسبب عاصفة سياسية، وأنتم تسعون لتحقيق مبيعات عالية، لكن ذلك مشين"، كما كتبت أخرى "للأسف فإن كتب الأطفال لا تعترف بإسرائيل".
Golrokh Nafisi غولروخ نفيسي
وقالت مؤلفة الكتاب غولبارغ باشي، وهي أستاذة تاريخ، لقراء في إحدى محال بيع الكتب إنها "طرحت فكرة هذا الكتاب حينما لم تتمكن من العثور على كتاب أطفال يتحدث عن فلسطين" حسبما نقلت عنها "نيويورك بوست". وأضافت غولبارغ أن فكرة الكتب التي تنطلق من الأبجدية تروق لها، وأضافت أن لديها كتب أبجدية مماثلة في منزلها عن دول أخرى كالولايات المتحدة والمكسيك وإيطاليا".
وانتهزت باشي الفرصة لللتأكيد على موقفها المناهض لدولة إسرائيل لنفس الصحيفة وقالت: "وفقا لكل المقاييس فإن إسرائيل دولة عنصرية ودينية". لم تكن فقط كلمة "انتفاضة" هي ما أثارت حفيظة مهاجمي الكتاب، ولكن كذلك حرف (العين) = "عربي"، وحرف (الميم): مفتاح الذي يشير بدلالات فلسطينية إلى مفتاح العودة.. وحُلم العودة.
منى أبوالنصر، أبو ظبي
صحيفة العين الإماراتية،