كأن الحدث المحلي البارز وقع أمس خارج لبنان، وتحديداً في المزرعة التي يملكها رئيس الحكومة في الولايات المتحدة الأميركية. فقد ورد في "اللواء" و"البناء" أن "رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزوجته لارا استضاف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وزوجته إلى مأدبة غداء في مزرعة الحريري الخاصة في ضواحي واشنطن. وقد شارك في المأدبة نجلا الحريري حسام وعبد العزيز وكريمته لولوة، الوزير السابق غطاس خوري وكريمته جيني والسيد رفيق البزري". ولفتت "اللواء" إلى أن "الوزير السابق الدكتور غطاس خوري يرافقه الحريري كمستشار، وقد حضر جميع لقاءاته في العاصمة الأميركية". وأضافت أن "رئيس الحكومة سعى لدى الجانب الاميركي للفصل بين عمل الحكومة، وبين السياسة الاميركية تجاه حزب الله". وهذه المعلومات أكدتها "الأخبار" التي نشرت تقريراً عن العقوبات التي ستنزلها إدارة الرئيس دونالد ترامب بقوى المقاومة وحلفائها، بحيث لا تبقى محصورة بقيادات وكوادر حزب الله. وكان موقع "المدن" القريب من قطر، قد نشر تقريراً عن المأدبة في المزرعة الحريرية، وقد حمل مانشيتاً تحريضياً للمواطنين اللبنانيين، إذ جاء فيه : "زارها بومبيو.. تَعَرَّفْ الى مزرعة سعد الحريري في واشنطن". طبعاً، لن نفعل ذلك.
البناء
الناقلة الإيرانيّة حرة رغم التهديد الأميركي… وأنصار الله يستهدفون حقل شيبة السعودي
الجيش السوريّ يبدأ بدخول خان شيخون… وإرباك في العواصم المعنيّة
إرسلان: لم ندخل المصالحة بانتظار المسار القضائي… وليوقف الحريري رسائله
في جبهات الخليج تبدو إيران وأنصار الله ممسكين بناصية الأمور، والقاعدة التي أعلنها زعيم أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي حاسمة في تكريس هوية محور للمقاومة أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله توليه مواجهات المنطقة على قاعدة التكامل. وفي الميدان وصلت صواريخ انصار الله وطائراتهم المسيّرة إلى قرب حدود السعودية مع دولة الإمارات فأصابت أهدافها في حقل شيبة النفطي، الذي وصفته حكومات الخليج في الرياض وأبو ظبي خصوصاً، بالتهديد لاستقرار أسواق النفط العالمية، بينما إيران تكشف عن عزمها استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة كماً ونوعاً في قدرتها على التخصيب، تعلن بلوغ المخزون لديها من اليورانيوم المخصب 370 كلغ، وتحرّر ناقلتها من جبل طارق وتتجه بها حرة في البحر المتوسط غير آبهة بالتهديدات الأميركية بمذكرة إيقاف بعد الفشل الأميركي في مواصلة حجزها في جبل طارق.
الجبهة الحاسمة كانت كما هي دائماً سورية، حيث نجح الجيش السوري ومعه الحلفاء وغطاء ناري روسي، ببدء الدخول إلى خطوط الأبنية الأولى في مدينة خان شيخون من جهة الشمال الغربي، ووفقاً لمصادر عسكرية أصبح الطريق الدولي بين حماة وحلب الذي يمر في وسط خان شيخون مقطوعاً بنيران الجيش السوري، والعمليات العسكرية تشهد سخونة عالية ومواجهات ضارية، لكن المصادر قالت إن المعركة محسومة لصالح الجيش السوري في ظل الارتباك الذي تخطى الجماعات المسلحة وقادتها وفي طليعتهم جبهة النصرة، ليسود في العواصم المعنية من أنقرة إلى واشنطن، حيث الانتظار والصمت ومحاولة التحقق والتتبع للأخبار الواردة من جبهات القتال، بعدما كان الرهان الأميركي التركي الخليجي الإسرائيلي، كل بحساب يعنيه، على صمود جبهة النصرة وأخواتها وتعقيد مهمة الجيش السوري حد الاستحالة، علّ المقايضات المفترضة تنضج، فتنضج المقايضة الأميركية للوجود في سورية بالوجود الإيراني، وتنضج المقايضة التركية لضبط إدلب وتأمينها أمنياً بالتغاضي عن عملية عسكرية شرق الفرات، ومقايضة إسرائيلية بالكفّ عن تهديد الاستقرار السوري مقابل ضمان أمن الاحتلال على جبهة الجولان، ومقايضة خليجية بدعم التسوية السياسية في سورية أملاً بحصة في تركيبة الدولة المقبلة. كلها رهانات سقطت ليل أمس وتبخرت الأحلام معها، لتحلّ ساعة الحقيقة ويرتبك الجميع.
لبنانياً، ينتظر أن تعود الحياة إلى العمل الحكومي مع تراكم المفات الضاغطة، خصوصاً ملف النفايات، وبعدما حمل رئيس الحكومة معه من واشنطن اطمئناناً إلى أن لا جديد يستدعي القلق في ملف العقوبات، فيما رئيس الجمهورية يؤكد من مقر إقامته الصيفي أن الأولوية للشأن المالي والاقتصادي ستترجم إجراءات وسياسات انطلاقاً من شهر تشرين الأول وفقاً لنتائج اللقاء المالي الذي عقد قبيل لقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا، وعن اللقاء وخلفياته ونتائجه تحدث رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال إرسلان في أربعين مرافقي الوزير صالح الغريب، فشدد على أن اللقاء في بعبدا كان للمصارحة، لكن المصالحة لم تبدأ بعد وينتظرها الكثير وأوله صدقية المسار القضائي، الذي ينتظر تقرير المحكمة العسكرية ليقرّر مجلس الوزراء ما يلزم في ضوء التقرير، معلناً التعاون الكامل مع التحقيق، وبالمقابل وجه ارسلان انتقاداً قاسياً لرئيس الحكومة حول كلامه من واشنطن الداعم للحزب التقدمي الاشتراكي وزعيمه النائب السابق وليد جنبلاط، داعياً لوقف رسائل ما وراء البحار.
ينتظر لبنان عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من واشنطن. فمع عودته سيجتمع في المقر الصيفي في بيت الدين مجلس الوزراء الذي يفترض أن يضع خريطة الطريق لتنفيذ لما اتُفق عليه في اجتماع بعبدا الاقتصادي، ومتابعة مقررات سيدر، فضلاً عن الملفات الحياتية والمتصلة بمعالجة ازمة النفايات بشكل سريع لا سيما ان النفايات باتت شوارع أقضية زغرتا والكورة وبشري والمنية – الضنية في الشمال في ظل رفض من الأهالي نقلها الى مطمر تربل، وقرار وزير البيئة فادي جريصاتي التريث بانتظار عودة الحريري.
الى ذلك، توقّع رئيس الجمهورية ميشال عون أن يبدأ لبنان في تشرين الأول تنفيذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية والمالية المتفق عليها في اجتماع بعبدا المالي، متعهدًا برعاية ذلك بنفسه.
وقال عون، في تصريحات خطية لوكالة «رويترز»: «سأرعى شخصيًا المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة».
وأضاف أن «الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الإنتاجية، خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها».
وأوضح عون أنه يتوقع أن «يبدأ هذا المسار التنفيذي مع بداية شهر تشرين الأول بعد الانتهاء من التحضيرات الجارية الآن في مختلف الإدارات مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو مما ينعكس إيجابًا على الوضعين الاقتصادي والمالي».
أما مصادر عين التينة، فتؤكد لـ»البناء» ضرورة تكاتف المعنيين لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية الخانقة والعمل على ترجمة ما جرى الاتفاق عليه في في لقاء بعبدا المالي، والإعلان عن خطة طوارئ إصلاحية، لافتة الى ضرورة مشاركة الجميع في عملية الإنقاذ لاستعادة الثقة الدولية. ورأت المصادر أن مشاريع سيدر يجب ان توضع على طاولة مجلس الوزراء في أسرع وقت وان تحظى بالأولوية من منطلق أنها ستساهم في إنعاش القطاعات الإنتاجية.
الى ذلك استضاف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزوجته لارا في مزرعته خارج واشنطن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وزوجته إلى مأدبة غداء، شارك فيها نجلا الحريري حسام وعبد العزيز وكريمته لولوة، الوزير السابق غطاس خوري وكريمته جيني والسيد رفيق البزري.
ورأت مصادر مطلعة لـ»البناء» ان رئيس الحكومة ركز مباحثاته الأميركية على قاعدة اقامة جدار فصل بين الدولة اللبنانية ومصارفها من جهة وحزب الله من جهة أخرى، معتبرة أن الحريري حاول خلال لقاءاته الإشارة الى انه يعمل على تجنيب لبنان أي تداعيات للعقوبات الاميركية على حزب الله وإيران، لافتة الى ان المساعدات الاميركية للحكومة عبر المؤسسات الدولية قد تكون رهن اعتماد الرئيس الحريري سياسة جديدة تجاه حزب الله والتيار الوطني الحر، على قاعدة البقاء في التسوية، لكن وفق منطلقات جديدة تراعي الأهداف الغربية.
واشارت المصادر الى ان واشنطن ليس لديها اي ملاحظات على القطاع المصرفي وأداء مصرف لبنان وهذا يعد مؤشراً ايجابياً من منطلق التنويه الاميركي بسياسة البنك المركزي.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن حزب الله أصبح دعامة مركزية أساسية ثابتة، فمن كان يبحث عن لبنان من دون هذه الدعامة، يبحث عن فراغ ، وشدد على أننا «جزء من هذا البلد، ولنا حلفاء وازنون يؤيدوننا ويدعموننا، ويحملون الاتجاه السياسي الذي نحمله، من أجل لبنان السيد والمستقل، ونحن نرى أن ما نقوم به هو ما يحقق مصلحة لبنان».
وكان لافتاً هجوم نائب تكتل لبنان القوي زياد أسود على الرئيس الحريري فغرّد قائلاً: «إذا رحت إلى أميركا واستقبلت وتقابلت، لا يمكنك أن تتعهد بشيء واذا رجعت الى لبنان لا يمكنك أن تنفذ شيئًا… ما كُتب قد كتب دولتك»…. موقف أسود استدعى ردًا عنيفًا من النائب السابق مصطفى علوش، فوصف التغريدة بأنها نَعيب، وكلامٌ تافه، وأضاف: «إذا كان ما كُتب قد كُتب، فما على الرئيس إلا ان يعلنه، والرئيس عنده تكتل داخل المجلس ويمكنه إقالة الحكومة… .
الى ذلك وفي ذكرى أربعين شهيدي حادثة قبرشمون أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان أن «خسارتنا كبيرة وليست خسارة عادية، وما حصل مع «وزيرنا الغالي» لم يكن بسيطاً ولم تكن حادثة عابرة ولسنا من مدرسة التفاوض على الدم وبيع الدم». وقال إننا مع المصالحة انما هي مسار طويل وتندرج في إطارها بنود وبنود ونعتبرها خطوة أولى باتجاه الخطوات الأخرى ولا نطلب سوى الحق والعدالة ولا مقايضات . وتابع ارسلان: قلنا اننا حاضرون لمعالجة وضع المسار الحكومي على قاعدة فصل المسار الأمني والقضائي والسياسي وما كتبناه في لقاء بعبدا هو اختصار لكل المبادرات التي سبقت . وتوجه الى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول: أتمنى منه الا يرسل لنا رسائل عبر البحار لأن البلد لم يعد يحتمل ومن ينتظر رسائل عبر البحار هو من يكون بموقع الضعف وليس نحن . وركز أرسلان على أنّ «المكابرة والتكبّر لن يؤدّيا إلى نتيجة. نحن لسنا من مدرسة التفاوض على الدم وبيعه، ولن نكون ولو جار علينا الزمن. نحن لهذا الزمن نقول: «كنّا في الأمس ونحن اليوم وسنكون غدًا، شاء من شاء وأبى من أبى».
وفيما يزور ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في الساعات المقبلة الرئيس ميشال عون في بيت الدين، استقبل الأخير يوم السبت وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة داليا جنبلاط نظراً لسفر رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط خارج بيروت، على أن يزورا الرئيس عون فور عودتهما. وأكد رئيس الجمهورية أمام الوفد أن «المصالحة لن تهتز وإن اختلفنا سياسياً». وقال: بشارتي لكم إننا سنبذل قصارى جهدنا لنخرج من هذه الحالة. وجميعنا مدعوون لنضافر جهودنا مع بعضنا البعض والاتفاق على إعمار لبنان. واشارت مصادر الاشتراكي لـ»البناء» إلى أن اللقاء أكد المصالحة التي حصلت في بعبدا، معتبرة ان اللقاء تمحور حول تفعيل عمل المؤسسات والالتقاء حول ما هو مصلحة للبنان على الصعيدين الاقتصادي والاستقرار السياسي، لافتة الى أن حادثة قبرشمون تعالج عبر المسار القضائي وأن التحقيقات في شأنها تستكمل مع تسليم المعنيين كافة المطلوبين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
عقوبات أميركية على وزراء ورجال أعمال مسيحيين؟
يكثر الكلام عن عقوبات أميركية على حلفاء حزب الله، لا سيما المقربين من العهد والتيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوي القومي الاجتماعي. وبحسب المعلومات التي يشيعها «أصدقاء واشنطن»، فإن العقوبات الأميركية ستستهدف رجال أعمال ووزراء مسيحيين، من الذين تتهمهم الولايات المتحدة بمساعدة حزب الله (تقرير هيام القصيفي)!
بدا المشهد في بيت الدين، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووفد الحزب التقدمي الاشتراكي، سوريالياً، مع ما رافقه من احتفالية وكلام عن مصالحة الجبل، والدور الذي أعطي للنائب أكرم شهيب نفسه الذي كان نجم يوم حادثة قبر شمون، واحتمال زيارة عون للمختارة. كل ذلك ليس صدفة، والتهدئة التي هبطت من عل، بعد بيان السفارة الاميركية الذي يقول حلفاء واشنطن في لبنان إن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط السفير دايفيد هيل أعده بالتعاون مع السفير الاميركي السابق جيفري فيلتمان، ليست الاولى على طريق توجيه واشنطن رسائل بالجملة الى من يعينهم الامر في لبنان.
في جعبة حلفاء واشنطن، وكلامهم مسنود الى معطيات أميركية مباشرة، أن ما حصل هو أول الغيث بالنسبة الى لبنان والعهد تحديداً. فالخطوات الاميركية اللاحقة لن تكتفي بتصعيد عقوباتها ضد حزب الله وشخصيات شيعية، بل يُحكى منذ أشهر عن الانتقال الى مرحلة جديدة ستطاول قوى وشخصيات مسيحية تدور في فلك حزب الله وسوريا. الكلام الجديد في هذه النقطة هو ان اللوبي الضاغط اميركياً بدأ يأخذ موقعه في عقل الادارة الاميركية وقلبها، ويستفيد من توقيت محلي داخلي يتعلق بالانتخابات الاميركية وخارجي يتعلق بالاشتباك بين واشنطن وايران والضغط الاسرائيلي المتزايد على حزب الله وحلفائه في لبنان. في اعتبار هذا الفريق الضاغط ان خطوات متقدمة من هذا النوع كفيلة بإحداث تغيير مباشر في ادارة الحكم في لبنان، لأن الاكتفاء باستهداف مقربين شيعة من حزب الله، وإن حقق أهدافه المباشرة، يبقى دون المتوقع ما لم يطل حلقة مالية واقتصادية اوسع، ويصيب عدة اهداف معاً، حزب الله من جهة والقوى الموالية له والعهد وتياره من جهة أخرى، بذريعة منع هذه القوى من مضاعفة حصارها على حلفاء واشنطن في لبنان.
ما تقدم يتَرجَم بضرورة توسيع حلقة الاستهداف لتطاول سياسيين (بينهم وزراء) ورجال اعمال يعملون في لبنان أو خارجه، وهم في معظمهم من مناصري التيار الوطني الحر وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي. يتحدث حلفاء واشنطن عن حلقات مقرّبة من وزراء في التيار الوطني والمردة، تتهمهم الولايات المتحدة بتسهيل أعمال الحزب، لكنهم في الوقت نفسه هم من الحلقة الاقرب الى قيادة التيارين، وهذا يعني إصابة التيارين بسهام اميركية مباشرة، ولا سيما التيار الوطني وحلقاته المالية المتعددة، علماً بأن اي عقوبات تعني تضييقاً لا يتعلق حصراً بعملية نقل الاموال، بل بتقييد كامل لحركة المعنيين وتنقلاتهم خارج لبنان، في الدول التي تتماشى مع العقوبات الاميركية.
قد لا يكون الكلام عن عقوبات على حلفاء الحزب جديداً، لكن توقيت «التلويح» به ملتبس حالياً في ضوء زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى واشنطن، واستعداد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لزيارتها ايضاً، فيما يسجل العهد والتيار الوطني الحر تراجعاً ملموساً في العلاقة معها. واذا كانت مصالح المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي مختلفة معها، الا ان الاصطدام المباشر بين واشنطن والتيار الوطني سيكون هو الاقسى والاشد تأثيراً، لا سيما انه الاول على هذا الشكل المباشر بين الادارة الاميركية ورئيس الجمهورية ميشال عون منذ التسعينيات. وسيكون ايضاً حلقة نافرة في مسار العلاقة بين واشنطن وقوى مسيحية موجودة في السلطة وفي المجلس النيابي.
فالعلاقة بين واشنطن وعون كانت ولا تزال على توتر دائم، لم تتحسن سوى في مرحلة القرار 1559، لتعود بعدها الى توتر وتباعد كلي. ولم يتمكن الوزير جبران باسيل من تحسينها، بل ان عهده كوزير خارجية شهد توتراً مضاعفاً، خصوصاً انه لم يستطع ان يسجل اي لقاء على مستوى عال في الولايات المتحدة، ولم يتمكن السفير اللبناني غابي عيسى المحسوب على العهد من كسر هذه الحالة. ويضاعف من حدة التوتر في المرحلة الاخيرة، زيادة واشنطن عامل اهتمامها بقائد الجيش العماد جوزف عون رئاسياً، ما يشكل تطويقا لباسيل كمرشح رئاسي.
كل ذلك يبقى في اطار حركة سياسية بحتة، لكن اي تطور من نوع العقوبات التي اعلنت ضد شخصيات من حزب الله، يمس التيار او شخصيات وزارية حالية او سابقة او رجال اعمال محسوبين مباشرة على باسيل او العهد، يعني ان واشنطن قررت رفع منسوب مواجهتها مع لبنان، على المستوى الرسمي.
حتى الآن، ورغم الضغط الاميركي الداخلي في هذا الاتجاه، والكلام عن شخصيات مسيحية معروفة، لا يزال محور متابعة محلية واميركية في ضوء التطور الذي سلكه العهد اخيراً في تجاوبه سريعا مع الرسالة الاميركية و«فك الحصار» عن جنبلاط، في الشكل الذي قلب كل الامور رأساً على عقب، وأعاد تفعيل الحكومة وتطبيع الوضع الداخلي.
ما تقدّم يضع العهد ورجاله امام درس الاحتمالات المطروحة وكيفية تجاوبه معها، في حال طبقت سريعاً، لأن ما جرى من حملة تضامنية من العهد والتيار مع حزب الله، في محافل خارجية، وعبر وزراء التيار، ولا سيما وزير الدفاع الياس ابو صعب، لم يلقَ صدى ايجابياً لدى الاميركيين. لكنهم ايضاً يبلغون رسائل حرص على درس خطواتهم، فلا تمس الاستقرار الداخلي في اطار توازن بين دورهم الاستراتيجي في ترسيم الحدود الجنوبية وملف النفط، وبين دورهم الداخلي في لبنان الى جانب حلفائهم إذا تخطى خصومهم «الخطوط الحمر». وبيان السفارة كان أول إنذار بعدم المس بهذه الخطوط، والتلويح بالعقوبات الانذار الثاني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
قَصْف عوني على الحريري قبل عودته من واشنطن
ترحيب درزي برئيس الجمهورية يمهِّد للقاء مع جنبلاط … ومجلس الوزراء هذا الأسبوع في بيت الدين
في أجندة الأسبوع ما قبل الأخير من آب اللهاب، حيث ترتفع الحرارة على نحو غير مسبوق، بدءاً من الخميس المقبل، جلسة لمجلس الوزراء، يتحدد موعدها، غداة عودة الرئيس سعد الحريري المتوقعة اليوم، وان كان مكانها محدداً نفسه، إذا ما كانت برئاسة الرئيس ميشال عون، في قصر بيت الدين، الذي على اجندته السياسية زيارة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بعد عودته من «سفره المريح»..
عودة النصاب الرسمي
وإذا سارت الرياح بحسب ما يشتهي المسؤولون اللبنانيون، فإنه يفترض، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة اليوم إلى بيروت، بدء عودة عجلة الحياة السياسية والنشاط الرسمي الفعلي، بعد انتهاء عطلتي عيد الأضحى وانتقال السيدة العذراء، وسط أجواء انفراجات داخلية، احدثتها اللقاءات التي تمت ومهدت للمعالجات بين الأطراف المعنية بحادثة قبرشمون – البساتين، ويفترض ان تستكمل بمساعي الرئيس نبيه برّي هذا الأسبوع، خصوصاً بعد ان تعززت بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في المقر الصيفي في بيت الدين بوفد من الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي النيابي ممثلا رئيس الحزب وليد جنبلاط وابنه رئيس التكتل تيمور جنبلاط، ومن ثم بوفد كبير ضم زهاء 300 شخص من فعاليات الشوف تقدمته السيدة داليا وليد جنبلاط للترحيب بالرئيس، على ان يقوم جنبلاط الاب والابن الموجودين خارج لبنان بزيارة عون يوم السبت المقبل بعد عودتهما من الخارج.
ووصفت مصادر «اللقاء الديموقراطي النيابي» اجتماع الوفد النيابي الوزاري بالرئيس عون في بيت الدين ، بأنه «ودّي وايجابي جدا». وقالت لـ«اللواء»: اكدنا خلاله ان مصالحة الجبل ثابتة ولن تهتز، خاصة ان الرئيس عون اضاف اليها كثيرا بزيارته دار المختارة عام ٢٠١٠.
وحول معالجات حادثة البساتين؟ قالت المصادر: لم نتطرق لهذا الموضوع ، لكن مسارات المصالحة ماشية، ونستطيع ان نؤكد اننا اصبحنا امام مرحلة جديدة.
ويبدو ان هذه الانفراجات مهّدت للاتفاق على عقد جلسة لمجلس الوزراء مبدئيا يوم الاربعاء المقبل او الخميس على أبعد تقدير في بيت الدين، بعد عودة الحريري، الذي من المرتقب ان يزور الرئيس عون للاتفاق على موعد الجلسة وجدول اعمالها، ويضعه في اجواء لقاءاته في واشنطن لا سيما مع وزير الخارجية مايك بومبيو. وذلك في اطار التوافق الذي جرى لطي المواضيع الخلافية والبدء بمعالجة الملفات المهمة المطروحة اقتصاديا وماليا وانمائيا وخدماتيا. وقد رجحت مصادر وزارية تكثيف الجلسات لتعويض ما فات خلال ازمة قبرشمون- البساتين التي استمرت أربعين يوما.
كما علمت «اللواء» في مجال اخر، ان رئيس حزب التوحيد العربي الوزير الاسبق وئام وهاب، سيزور الرئيس عون اليوم الاثنين على رأس وفد كبير للترحيب به في الشوف، في حين تقرر ان تكون زيارة رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان هذا الاسبوع ايضا، بعد احياء الحزب مراسم ذكرى ضحيتي حادثة البساتين رامي سلمان وسامر أبو فراج امس الاحد في دار خلدة.
واتسمت مراسم الذكرى بالهدوء بشكل عام، ولم تخرج كلمة أرسلان عن سياق المصارحة والمصالحة التي أرساها لقاء بعبدا، وبدا ان خلدة ما زالت متمسكة بها، على اعتبار انها مسار طويل وتندرج في اطارها بنود كثيرة، وهي خطوة أولى باتجاه خطوات أخرى، لم يحددها، وان كان أوضح انه كرمى الرئيس برّي قبل بوضع كلمة المصالحة إلى جانب المصارحة، مشيراً إلى انه ينتظر ان تبدأ المحكمة العسكرية عملها ونحن بكل روح إيجابية وتعاون حاضرون لكي يذهب المطلوبين إلى التحقيق ولا غطاء على أحد.
وشدّد أرسلان على ان ما حصل مع وزير شؤون النازحين صالح الغريب في قبرشمون لم يكن حادثاً عابراً أو حادثة بنت ساعتها، كما يحاول البعض توصيفها (في ردّ غير مباشر على الحزب الاشتراكي)، وانه ليس من مدرسة التفاوض على الدم.
ترحيب اشتراكي بعون
إلى ذلك، علمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان زيارة وفد نواب الحزب التقدمي الأشتراكي للرئيس عون في قصر بيت الدين كان ضروريا ووصفت الأجواء بالجيد حيث دار كلام عن اهمية لقاء المصارحة والمصالحة في قصر بعبدا وضرورة متابعته من خلال الأجراءات التي اتفق عليها وتنقية الأجواء بشكل نهائي وان يأخذ القضاء مجراه في ملف التحقيق لأنه بذلك لن يشعر اي طرف بأنه مغبون بأي قضية تحصل.
وقالت انه في العموم كان الجو جيداً، متوقفة عند اطلاق النائب ارسلان مواقف هادئة غير مستفزة امس الأمر الذي يشجع على السير في ما اتفق عليه بشكل جيد على ان يكمل القضاء مهمته.
وافادت المصادر ان للحديث تتمة في اللقاء المرتقب بين الرئيس عون والنائب السابق وليد جنبلاط بعد عودته من الخارج.
وكان الرئيس عون قد أكد امام الوفد الحاشد، ان المصالحة الأساسية التي حصلت لن تهتز، وان اختلفنا سياسياً.
وقال: «ان الاختلاف السياسي طبيعي في النظام الديموقراطي، ولكنه ليس اختلافا على الوطن. والانسان يغتني في حق الاختلاف الذي يتيح المجال للاغتناء المتبادل والالتقاء على ما هو صح والابتعاد عما هو خطأ».
اما الوفد الاشتراكي فقد رحب باسمه الوزير اكرم شهيب الذي أكّد ان «وجود الرئيس عون في بيت الدين هو تكريس للمصالحة الراسخة التي أرساها البطريرك الراحل نصر الله صفير وعززتها زيارتكم إلى المختارة في العام 2010».
وقال: ان المصالحة كانت وستبقى عنواناً ساطعاً للعيش الوطني الواحد الراسخ في الجبل «وهي فعل وعي يمارس يومياً عن قناعة وخيار ثابت».
مجلس الوزراء
وبالنسبة إلى مجلس الوزراء، فقد اشارت المصادر المطلعة نفسها إلى انه مع عودة الرئيس الحريري من الخارج فإنه يفترض ان يتحرك ملف مجلس الوزراء ومن المرجح ان تعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع في قصر بيت الدين والأمر مرتبط بعودة الحريري وانجاز جدول أعمال مجلس الوزراء والدعوة الى انعقاد الجلسة.
وذكرت بأن اولوية رئيس الجمهوريه تقوم على التركيز على الشق الأقتصادي وورقة العمل التي اقرت في الأجتماع المالي والأقتصادي الذي انعقد في قصر بعبدا لاسيما ان هناك نقاطا لا بد من استكمالها من ضمن الآجراءات التي اتخذت خصوصا ما يتعلق بموازنة العام 2020 لجهة انجازها سريعا ضمن المهلة الدستورية وخطة الكهرباء وكذلك الأمر بالنسبة الى خطة «ماكينزي» ومقررات سيدر وكل المقترحات الواردة في الورقة والتي تشكل اولوية لدى الرئيس عون في المرحلة المقبلة ويرغب في تنفيذها، مذكرة بما قاله في دردشة لدى الأعلاميين انه ما لم يكن هذا الآجتماع قادرا على تنفيذ القرارات التي اتخذها فحتما هناك امر غير صحيح.
ولفتت الى ان هناك ايجابيات تسجل في التطورات التي حصلت مؤخرا كما ان جو زيارات قصر بيت الدين تعزز مناخاً سليماً.
وفي تصريحات جديدة له، أعلن الرئيس عون انه سيرعى شخصياً المسار التنفيذي لمقررات لقاء بعبدا المالي والاقتصادي بالتعاون مع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والقوى السياسية المشاركة في السلطة».
وأضاف في تصريحات لـ«رويترز»، إن «الهدف هو ضمان الاستقرار السياسي في مجلس الوزراء وخارجه، وتأمين أكبر قدر من الانتاجية خاصة لجهة تنفيذ موازنة 2019 بوارداتها وإصلاحاتها».
وقال عون إنه يتوقع أن «يبدأ هذا المسار التنفيذي مع بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، بعد الانتهاء من التحضيرات الجارية الآن في مختلف الادارات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النمو وينعكس إيجابا على الوضعين الاقتصادي والمالي».
وبين الخطوات التي تم الاتفاق عليها، في اللقاء المذكور، الانتهاء من ميزانية 2020 في الموعد المناسب، وإعداد خطة لبدء مشروعات تبلغ قيمتها 3.3 مليار دولار وافق عليها مجلس النواب، والتنفيذ الكامل لخطة إصلاح قطاع الكهرباء وقوانين لمكافحة التهرب الضريبي وتنظيم العطاءات العامة.
وتعهدت حكومات أجنبية ومؤسسات مانحة العام الماضي بتقديم 11 مليار دولار للبنان، لتمويل مشروعات البنية الأساسية الرئيسة خلال مؤتمر سيدر في باريس، شريطة تنفيذ الإصلاحات، بحسب ما قالت «رويترز» التي اضافت بأنه ينظر إلى إجراءات خفض عجز الميزانية وإصلاح قطاع الكهرباء، الذي يستنزف الأموال العامة في الوقت الذي يجعل فيه اللبنانيين يعانون انقطاع الكهرباء، على أنهما اختباران مهمان لقدرة الحكومة على الإصلاح.
الحريري في واشنطن
وكانت لقاءات الرئيس الحريري في واشنطن قد خرجت بمواقف تؤكد الدعم الاميركي لمؤسسات لبنان الدستورية والعسكرية والامنية اضافة الى الدعم الاقتصادي، لكنها لم تبت بشكل قاطع في أحد اهداف الحريري من الزيارة، وهي تبيان المدى الذي ستسلكه الادارة الاميركية في عقوباتها على ايران وبالتالي على «حزب الله»، علما ان الوزير بومبيو قال في تغريدة له عبر «تويتر» بأن اجتماعه مع الحريري كان مثمراً، وأنه أكد له دعم استقرار لبنان، وفي الوقت نفسه عبر له عن قلقه ازاء «حزب الله»، مؤكداً استمرار العقوبات الأميركية على الحزب».
يُشار إلى ان الحريري وأفراد عائلته استضافوا أمس الوزير بومبيو وعائلته إلى الغداء في مزرعة الحريري الخاصة خارج واشنطن، في حضور الوزير السابق الدكتور غطاس خوري الذي يرافقه كمستشار وحضر جميع لقاءاته في العاصمة الأميركية.
ويبدو ان نتائج زيارة الحريري الى واشنطن لا سيما في ما خصّ «حزب الله»، لن تظهر فورا بل من خلال الاجراءات التي ستتخذها الادارة الاميركية سواء لجهة دعم لبنان او لجهة العقوبات على «حزب الله»، علما ان المعلومات افادت ان رئيس الحكومة سعى لدى الجانب الاميركي للفصل بين عمل الحكومة وضمان انتاجيتها ومعالجاتها للمشكلات المطروحة، وبين السياسة الاميركية تجاه الوضع الاقليمي وصراعها مع ايران و«حزب الله».
لكن لفت الانتباه، ان نتائج هذه الزيارة بدأت تواجه بحملة تشكيك، بعدما واجهتها في الأيام الأولى حملة تشويش، من جانب فريق دأب على تسريب معلومات عن استياء أميركي من أداء حكومة الحريري. وجديد هذه التسريبات كلام عن عدم اجراء أي اتصال بين الحريري والرئيس عون خلال وجوده في واشنطن، وكذلك تساؤلات عن أسباب عدم حضور سفير لبنان في واشنطن غابي عيسى الاجتماعات التي عقدها الرئيس الحريري مع المسؤولين الأميركيين، وخاصة مع الوزير بومبيو، مع انه كان في استقباله على المطار لدى وصوله إلى واشنطن.
وعبر عن حملة التشكيك النائب في «التيار الوطني الحر» زياد أسود الذي غرد على حسابه على «تويتر» موجهاً حديثه إلى الرئيس الحريري قائلاً: «اذا رحّت أميركا واستقبلت وتقابلت لا يمكنك ان تتعهد بشيء وإذا رجعت إلى لبنان لا يمكنك ان تنفيذ شيئاً ما كتب قد كتب دولتك».
وسارع عضو المكتب السياسي في تيّار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش إلى الرد على أسود عبر الـL.B.C بالقول: «كلام تافه وخارج عن المنطق السياسي، وهل هي تغريدة أم نعيق؟»، فيما لاحظ الوزير السابق اللواء اشرف ريفي ان اتباع من وصفهم بالمحور السوري – الإيراني بدأوا اوركسترا استهداف الرئيس الحريري وزيارته إلى واشنطن بهدف تكريس لبنان سجيناً لهذا المحور مع كل ما يدفعه من أكلاف وطنية وعربية واقتصادية.
أضاف عبر «تويتر»: «نقف إلى جانب الحريري في كل مسعى لتحرير الوطن الأسير».
وفي تقدير مصدر سياسي ان مواقف الحريري في واشنطن من موضوع العقوبات يمكن ان تكون لها نتائج سلبية على علاقته بحزب الله، ولا يستبعد ان تنعكس ايضاً على عمل الحكومة، مشيرة إلى ان أبلغ دليل على استياء الحزب من مواقف الحريري، ما قاله النائب أرسلان في ذكري أربعين ضحيتي حادثة قبرشمون في الجبل، عندما توجه إلى الحريري بالاسم قائلاً انه «يتمنى منه ألا يرسل لنا رسائل عبر البحار، لأن البلد لم يعد يحتمل، ولأن من ينتظر رسائل عبر البحار هو من يكون في موقع الضعف وليس نحن».
اضاف: «وعندما يُحكى بتصنيفات سياسية في عواصم الدول، فهذه جريمة ترتكب يومياً بحق لبنان واللبنانيين، والحمد لله ما عندنا شيء نستحي منه لا في انتمائنا ولا بتحالفاتنا ولا ببوصلتنا».
ولم يستبعد المصدر ان تكون الحملة نتيجة «ضيقة عين» من نجاح المحادثات التي أجراها الحريري ومستوى الشخصيات الرسمية الأميركية التي التقاها، في حين ان «الآخرين» استحالت عليهم مثل هذه اللقاءات عندما كانوا يزورون العاصمة الأميركية.