ذكرت بيانات رسمية أميركية نشرت اليوم، أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة سجلت أعلى مستوياتها منذ 26 عاما حيث وصلت الى 7،7 في المئة في شهر كانون الثاني الماضي، وذلك بعد أن فقد 59800 مواطن أميركي وظائفهم.
وأظهر تقرير نشرته وزارة العمل الامريكية والذي يعتبر واحدا من أفضل المؤشرات على حال الاقتصاد القومي، ان عدد الوظائف المفقودة يعتبر الأسوأ منذ عام 1974 وهو خامس اعلى معدل سجل حتى الآن منذ بدء توثيق العمالة.
وقال التقرير ان الوزارة عدلت توقعاتها للوظائف التي فقدت في كانون الاول الماضي من 524 الف الى 577 الف وظيفة فيما انخفضت التعيينات بدوام كامل بمقدار 3،6 ملايين وظيفة منذ بداية الركود في كانون الاول 2007. يشار الى ان فقدان نصف تلك الوظائف حدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
وكان معدل البطالة الذي ارتفع من 7،2 في المئة في كانون الاول الأعلى منذ أيلول عام 1992.
ونقل التقرير عن صوفيا كوروبشكي من موقع “اكونومي كوم” قولها إن التوقعات تشير الى ارقام كارثية لسوق العمل في كانون الثاني والارقام الاولية تفوق هذه التوقعات.
كما وصف ايان شيبردسون كبير الاقتصاديين الامريكيين في نشرة “هاي فريكوانسي ايكونوميكس” البيانات بأنها تقرير فظيع اخر يظهر فقدان الوظائف في كل قطاعات الاقتصاد، موضحا انه اذا كان هناك اي اقتصاد يحتاج الى تحفيز فإنه ألإقتصاد الأميركي.
أما كريستينا رومر كبيرة مستشاري أوباما الاقتصاديين، فقالت ان التقرير أظهر اكبر فقدان للوظائف على مدى 13 شهرا منذ بدأ تسجيل عدد الوظائف بدوام كامل منذ 1939. وأضافت رومر ان هذه الارقام وما تمثله من معاناة للعمال الامريكيين تعزز الحاجة الى تحرك مالي جريء موضحة..” إذا لم نتحرك فإنه من المرجح أن نخسر ملايين الوظائف الأخرى وقد يصبح معدل البطالة كبيرا”.
وازدادت حالة الانكماش في الاقتصاد الامريكي في الربع الاخير من العام الماضي، حيث وصل معدل الانخفاض في النشاط الاقتصادي السنوي 3،8 في المئة، إلا أن بعض المحللين يقولون ان الربع الاول من عام 2009 يمكن ان يكون أسوأ.
وأظهر التقرير وجود 11،6 مليون عاطل عن العمل.
وقالت جوليا كورونادو خبيرة الاقتصاد في “باركليز كابيتال” .. “إذا نظرت الى التفاصيل فانها أضعف حتى من الارقام الرئيسية، موضحة أن دراسة وضع العائلات المستخدم لقياس معدل البطالة كان أسوأ من دراسة اصحاب العمل فيما يتعلق بحساب فقدان الوظائف.”
وقالت ان دراسة وضع العائلات يظهر تدهورا سريعا وفقدانا اكبر للوظائف، ويشير الى أنه تم فقدان 1،2 مليون وظيفة، ما يفسر سبب ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل بهذا الشكل . وأوضحت كورونادو ان التقرير يظهر ان فقدان الوظائف حدث في كل قطاع كبير من قطاعات الوظائف، ومن الصعب القول ما اذا كان الامر وصل الى ذروته ام ليس بعد.
وأشار التقرير الى خسارة قطاع التصنيع 207 آلاف وظيفة في كانون الثاني الماضي، وهو اكبر تدهور منذ تشرين الاول عام 1982. اما قطاع البناء فقد خسر 111 ألف وظيفة، وقطاع مبيعات التجزئة 45 ألف وظيفة.
كما فقد القطاع المالي 42 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، أما قطاع الخدمات الذي يمثل نحو 85 في المئة من التوظيف في غير قطاعات الزراعة، فقد خسر 279 ألف وظيفة خلال الشهر نفسه، في حين خسرت قطاعات انتاج السلع 319 ألف وظيفة.
المصدر : تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية وزع يوم 6 شباط
COMMENTS