قبل أربعة أشهر، توتّرت العلاقات الإسرائيلية -التركية على خلفية المجزرة التي ارتكبها جيش العدو بحقّ المتظاهرين في «مسيرة العودة» في غزة. المجزرة التي أغضبت أنقرة، دفعتها إلى طرد السفير الإسرائيلي المعتمد لديها، إيتان نائيه، وهو ما ردّت عليه إسرائيل بالمثل. وفي حين ظلّت قنوات الاتصال بين الجانبين مفتوحة وإنْ من «تحت الطاولة»، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عن أنّ تل أبيب وأنقرة أدارتا اتصالات سريّة بهدف «خفض التوتر» بينهما، والعودة بالعلاقات إلى «مجراها الطبيعي».
وفق ما نقلته الصحيفة العبرية عن مسؤولين إسرائيليين وأتراك، فإن الجانبين «سيتبادلان السّفراء بعد فترة الأعياد اليهوديّة، إذا لم تحصل مفاجآت أو أزمات في اللحظات الأخيرة». كذلك، يعدّ إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية عن مناقصة لتعيين سفير إسرائيلي جديد لدى تركيا، بدءاً من صيف العام المقبل، مؤشراً واضحاً إلى تحسّن العلاقات. أمّا تركيا، فقد أرسلت، أخيراً، مُلحقاً تجارياً إلى سفارتها في تل أبيب «بعد سنوات على غيابه».
الصحيفة عزت سبب الرغبة في إعادة العلاقات إلى الأزمة القائمة بين واشنطن وأنقرة، والتي «أثّرت بشكل واضح على سعر صرف الليرة التركية، الأمر الذي دفع بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إزالة الأزمة مع تل أبيب من جدول أعماله؛ إضافة إلى أن الحرب في سوريا قد شارفت على نهايتها».
وبرغم أن كلاً من أردوغان ووزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وصلا معاً إلى العاصمة الأذرية، باكو، أول من أمس، فإنّ أي لقاء لم يعقد بينهما، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن وجودهما معاً كان «مُصادفة»، فليبرمان «كان يوقّع على اتفاقيات وصفقات لبيع أسلحة إلى أذربيجان»، في حين وصل أردوغان لـ«المشاركة في احتفالات ذكرى تحرير باكو». الصحيفة أضافت أنه «لم تكن هناك أيّ علاقة بين الزيارتين، كما لم يلتق أي مسؤول إسرائيلي بأي مسؤول تركي، ولم يكن هناك سعي لإجراء لقاءاتٍ أصلا، فضلاً عن أن الأذريين لم يسعوا لذلك».
وقد دُعي ليبرمان إلى زيارة أذربيجان وإجراء محادثات مع رئيسها، إلهام عالييف، ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى. وهناك، وقّع على سلسلة من الاتفاقيات لبيع باكو أنواعاً من الأسلحة الإسرائيلية الصنع، كذلك ناقش الجانبان «التهديد الإيراني». اللقاء الوحيد بين ليبرمان وأردوغان «حصل عندما رأى الأول موكب الثاني عائداً من احتفالات ذكرى التحرير». وقد شاهد الموكب، بحسب الصحيفة، «من خلال نافذة الفندق الذي استُضيف فيه».
الأخبار، 17 ايلول، 2018