إبراهيم غالي زعيم جبهة بوليساريو : “الشعب الصحراوي سيواصل المقاومة حتى يفرض حقه في تقرير المصير والاستقلال”

إبراهيم غالي زعيم جبهة بوليساريو : “الشعب الصحراوي سيواصل المقاومة حتى يفرض حقه في تقرير المصير والاستقلال”

مندوبة الإمارات : “ملف الكيميائي في سوريا من أكثر الملفات المسيسة في مجلس الأمن”، وروسيا “ترفض مناقشته”
أوكرانيا “أطلسية” وليست “إسلامية” : لكي لا ينتقل العرب من “لندنستان” إلى “كييفستان”؟!
وقائع العملية العسكرية الخاصة التي ينفذها الجيش الروسي في أوكرانيا حتى اليوم الـ 224

ندد زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي بالحكومة الإسبانية، وقال “لقد تخلوا عنا، وتركونا لمصيرنا في عام 1974 وهم الآن يعيدون نفس الشيء”.

تحول جذري
رئيس “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”، المعلنة من طرف واحد على الأراضي الجزائرية، وأعلى سلطة عسكرية في “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، حسبما قال مقربون منه
لصحيفة “إِلْموندو” الإسبانية، التي أجرى معها المقابلة الأولى، غضب عندما علم أن سانشيز قبل اقتراح العاهل المغربي محمد السادس، الحكم الذاتي، كحل لقضية الصحراء الغربية، معتبرًا أنه “يتعارض مع قرار الأمم
المتحدة بشأن هذه المنطقة”.
وفي هذه المقابلة، التي أجاب فيها الزعيم الصحراوي على أسئلة الصحيفة الإسبانية عبر البريد الإلكتروني، يأسف غالي على عدم فهم “التحول الجذري” للحكومة الإسبانية فيما “يتعلق بمستقبل شعب الصحراء
الغربية”.
منذ أكثر من عام بقليل، تم إدخال غالي إلى مستشفى في لوغرونيو للعلاج، وهي قضية فتحت أزمة مع الحكومة المغربية وانتهت بإقالة وزير الخارجية آنذاك، أرانتشا غونزاليس لايا، ليحل محلها خوسيه مانويل
ألبارس.

من مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، يتذكر الزعيم الصحراوي أنه حتى إعلان “هذه المؤامرة المفاجئة”، دافعت إسبانيا دائمًا عن حل في إطار الأمم المتحدة، التي اقترحت منذ عام 1991 إجراء استفتاء
لتقرير المصير.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الاتفاقية بين سانشيز ومحمد السادس “خيانة”، يؤكد زعيم جبهة البوليساريو أنه تغيير لا يمكن توقعه من إسبانيا، “بحكم القانون؛ السلطة الإدارية في الصحراء الغربية”.
ولهذا السبب، يتحدث عن استسلام “أسوأ من ذلك الذي حدث في عام 1975، وبالفعل “يحدث من وراء المجتمع الدولي وبجاهل لمختلف القوى السياسية في البرلمان الإسباني”، الذين وقف أغلب نوابه ضد قرار
سانشيز.

الحق المشروع: تقرير المصير والاستقلال
الزعيم الصحراوي، وعدو المغرب الأول، تجنب الإجابة عما إذا كان يشعر بأنه “تعرض للخيانة” بشكل شخصي، مؤكداً أن مشاعره هي نفس مشاعر “أي مواطن صحراوي يواجه هذا القرار الخطير للغاية”، لأنه بعد
47 عامًا يشعرون بالتخلي عنهم مرة أخرى.
لكنه يقول إن “الشعب الصحراوي قاوم وسيواصل المقاومة حتى يفرض حقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال”.
ويشير إلى أن شعوره تعززه حقيقة أن إسبانيا دافعت دائمًا عن حل في إطار الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة بميثاق الأمم المتحدة، “هذا دفاع عن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، لإكمال عملية إنهاء
الاستعمار، لذلك لا نفهم هذا التحول في الحكومة الإسبانية”.
وبهذا المعنى، يتذكر أنه إلتقى بيدرو سانشيز في القمة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، في شباط/ فبراير الماضي ببروكسل، ومع ذلك، فهو لا يريد إبداء رأيه حول ما إذا كان يعتقد أنه عندما تم قبوله في
إسبانيا بسبب مشاكله الصحية، كان الاتفاق بين إسبانيا والمغرب قيد الإعداد بالفعل؛ “ليس من مهامي الإجابة على هذا السؤال”.
وفيما يتعلق بزيارة بيدرو سانشيز والوزير البارس للرباط في الأيام المقبلة، أيد وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكين؛ الذي كان في العاصمة المغربية هذا الأسبوع؛ الموقف المتفق عليه بين إسبانيا والمغرب،
لكن غالي يشدد على أن الدبلوماسي قال أنه “يجب أن يكون في إطار الأمم المتحدة”.
وفيما يتعلق بحقيقة أن جبهة البوليساريو أعلنت الحرب مرة أخرى على المغرب في عام 2020، يدافع غالي عن الصحراويون الذين تم “إجبارهم على حمل السلاح مرة أخرى بسبب خرق وقف إطلاق النار”.

الغاز الجزائري
في الأيام الأخيرة، صرحت شركة “سوناطراك” الجزائرية العامة، أن هذا البلد يفكر في رفع سعر الغاز الذي يبيعه لإسبانيا، على عكس بقية الدول الأوروبية، وهو الأمر الذي فُهم على أنه رد فعل جزائري على القرار
الأخير الذي اتخذه بيدرو سانشيز. وهذه الزيادة في الأسعار تأتي في سياق خوف تلك الدول من قيام روسيا بقطع الغاز عنها.

وحول ما إذا كانت الخطوة عقوبة من الجزائر بالفعل، انتقامًا للصحراويين، يرفض غالي الفكرة ويرى أنه ليس من اختصاصه “التعليق على ما إذا كان يمكن للجزائر معاقبة
إسبانيا من خلال تقليص صادرات الغاز”.
وردا على سؤال حول وضع الصحراويين الذين يعيشون في مخيمات تندوف بعد اتفاق إسبانيا والمغرب، اقتصر الزعيم الصحراوي على التعليق على ذلك بقوله “إنهم جزء لا يتجزأ من شعب بأكمله يكافح بكرامة من
أجل حريته واستقلاله”.
وفيما يتعلق بحقيقة كونه زعيمًا لمنطقة “مغربية متمتعة بالحكم الذاتي”، نفى غالي بشكل قاطع وجود هذا الاحتمال، إذ “لا توجد صحراء مغربية”.
وشدد غالي على أن “هذا الحل لا يدخل في مخيلتي، لأنني رئيس دولة من دول الاتحاد الإفريقي ومعترف بها من قبل أكثر من 80 دولة”.
وفي هذا السياق المتشنج، يدافع غالي عن أن الحل الوحيد الممكن هو الاستفتاء الذي ترعاه الأمم المتحدة وأنه “ممكن الآن أكثر من أي وقت مضى”.
وتحدث زعيم الجبهة الصحراوية التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء الغربية، عن التناقضات داخل الائتلاف الحكومي الإسباني، مؤكدا على أن هذا لم يفاجئه “لأنهما حزبان مختلفان”.
وأخيرًا، عند سؤاله عما إذا كان قرار بيدرو سانشيز سينظر إليه في السيرة الذاتية للرئيس باعتباره علامة فارقة أم خطأ، قال الصحراوي أن الجواب واضح و”التاريخ سيقول كلمته”.
منشور في موقع رأي اليوم
يوم ‏‏‏‏‏الثلاثاء‏، 05‏ نيسان‏، 2022