أين "الحراك الشعبي الوطني". هناك حِجَّةٌ ضدهُ، تقيمها، الآن، وزيرة الطاقة ندى بستاني. "لقاء الكومودور" و"حركة مواطنون ومواطنات في دولة" وكل القوى السياسية الحريصة على البعد الإجتماعي لـ"الحراك"، والجادة في نشر الوعي الطبقي فيه ونبذ الوعي الطائفي منه، تتجاهل معركة بستاني ضد كارتيل النفط. الوزيرة ومعها من بيروقراطية الوزارة سركيس حليس وغيره، وخلفهم، وفق "الأخبار"، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يُضْعِفون، من موقعهم في السلطة، نفوذ شركات النفط الإحتكارية في السوق الوطنية. فلماذا لا تحشد تلك القوى في هذه المعركة وتشارك فيها. لماذا تبدو الوزيرة بستاني، الآن، في هذه القضية، بالذات، على يسار قوى "الحراك الشعبي الوطني". نعلم أن "ضرب الإحتكار النفطي" واي احتكار غيره، هدف يناسب مصالح أكثرية المواطنين. والأحزاب والقوى الوطنية جعلته في رأس أولوياتها السياسية منذ نصف قرن ونيف. فلماذا لا نتقدم للمشاركة في هذه المعركة "الطبقية" بامتياز. هذا سؤال سياسي، عملي. اساسه مسؤولية هذه القوى، في ظروف الإنهيار الإقتصادي والمالي والنقدي لـ"النموذج اللبناني"، عن حماية معاش وأرزاق ومصالح القاعدة الإجتماعية لـ"الحراك الشعبي الوطني". مصالح المواطنين توجب دفع الحشود "الطبقية" لضرب هذا الإحتكار، وليس التهديد بـ"العصيان المدني"، حسبما سمعنا من الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب.
هيئة تحرير موقع الحقول
الثلاثاء، 3 كانون الأول، 2019
اللواء
واشنطن تُفرِج عن المساعدة وبومبيو : التظاهرات لإخراج طهران وحزب الله
المستقبل يتّهم التيار العوني بالتحريض الطائفي.. والأزمة تهدِّد المدارس وتطال الرغيف …
… وفي الـ47 كان الأزمة في البداية أو لم تندلع، على أقل تقدير، في أوساط الحكم، خصوصاً، والطبقة السياسية المشمولة بعبارة «كلن يعني كلن» التي عبرت عنها حناجر المشاركين في انتفاضة الشهر ونصف، أو ما يُمكن وصفه بأشهر الانتفاضة، الماضية إلى الأمام… والتي صمت الآذان، وانكفأت، لتظهر بين الفينة والأخرى، على طريقة
«الثعلب الذي برز يوماً في ثياب الواعظين».
وفي المناسبة، غابت مواعيد الاستشارات عن بعبدا، وذهبت مصادرها إلى توصيف الوضع بأن لبنان «امام مفترق صعب، فإما ان تتشكل حكومة أو تذهب الأوضاع إلى عدم الاستقرار».
وفي خضم التداولات، عبر وسائل الإعلام، وليس في الغرف المغلقة، دخل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على خط ما يجري في الساحات منذ أسابيع، محدداً الأهداف والرغبات، وربما مسار الحراك أو الانتفاضة.
قال بومبيو، ضمن تصريح شمل ما يجري في إيران والعراق ولبنان (التصريح في مكان آخر): «التظاهرات في بيروت تعكس رغبة اللبنانيين من كل الطوائف، بالإستقلالية، انهم يرون إيران وحزب الله خارج بلدهم».
وبالتزامن، أفرجت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مساعدة عسكرية للبنان بقيمة مئة مليون دولار كانت قد جمّدتها من دون إعطاء أي تفسير، وفق ما أفاد مصدر مطّلع. وقال مسؤول في الكونغرس طلب عدم كشف هويته إن مكتب الإدارة والموازنة في البيت الأبيض قد أفرج عن المساعدة. ولم تكشف إدارة ترامب السبب الذي دفعها إلى تجميد المساعدة العسكرية للبنان.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل قد أقر بتجميد المساعدة خلال إدلائه بإفادته تحت القسم أمام لجنة التحقيق الرامي لعزل ترامب. ولدى سؤاله عن تجميد مثير للجدل لمساعدة عسكرية إلى كييف، قال هيل إن الأمر لم يكن محصورا بأوكرانيا مشيرا إلى تجميد مساعدة أمنية للبنان. ووفق محضر إفادته قال هيل «وردتني معلومات منذ أواخر حزيران أنه تم تجميد مساعدتين أمنيتين لأوكرانيا ولبنان من دون أي تفسير». وجاء في رسالة وجهها مؤخرا نائبان ديموقراطيان بارزان إلى البيت الأبيض أن «التجميد غير المبرر ولفترة غير محددة» يطاول مساعدة للبنان بقيمة 105 ملايين دولار تضم سيارات عسكرية وأسلحة وذخائر. وكتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي إليوت إنغل ورئيس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط تيد دويتش أن لبنان «لا يزال يواجه مخاطر محدقة تهدد قواته الأمنية».
على صعيد المشاورات المتعلقة بالحكومة، افادت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان المشاورات التي يقوم بها المهندس سمير الخطيب مع عدد من الافرقاء السياسيين لم تصل الى مرحلة الاسماء وان البحث يدور على كيفية الوصول الى نقاط توافقية في ما خص الحقائب وعدد الوزراء ومهمات الحكومة الجديدة ملاحظة انه حتى الساعة لا تزال هذه النقاط محور تباين بين الاطراف المعنية.
واكدت ان مهمة الخطيب صعبة بفعل الطلبات والطلبات المضادة التي ترد من الاطراف التي يلتقيها. ولفتت الى انه التقى الخليلين اول من امس ويواصل لقاءاته وثمة مشاورات اخرى علما انه قاد جولات مكوكية بين المعنيين مؤخرا انتهت الى وضع عقبات امامه تتصل برفض ما يعرض في توزيع الوزارات وباتت اتصالاته متأرجحة بين المطالب، واملت ان يتم تذليل العقبات في وقت قصيرة وقالت ان التيار الوطني ووفق ما تردد ابدى تسهيلا لمهمة الخطيب وتجاوبا لما طرح دون التمسك بحقيبة ما او مطلب معين. واكدت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية عبر اللواء انه في ظل التباين بين وجهات النظر التي برزت خلال تحرك الخطيب وعدم الوضوح في مواقف بعض الاطراف. حيال تسمية الخطيب رأى الرئيس عون انه من المناسب الافساح في المجال امام الاتصالات الجارية وبالتالي التريث في الدعوة الى الاستشارات كي لا تنعكس التباينات بين الافرقاء السياسيين على مسار هذه الاستشارات.
وفي اتصال مع المرشح لتأليف الحكومة المهندس الخطيب أكّد ان الاتصالات لم تتوقف وهي مستمرة مع الأطراف المعنية بعيداً عن الأضواء من أجل تدوير الزوايا والتفاهم على كل الحيثيات ذات الصلة بما في ذلك مطالب الحراك والحاجة إلى حكومة ترضى تطلعاتهم وتجعلها مقبولة لديهم.
وكشف ان الأمور تسير في الاتجاه الصحيح بعيداً عن الانفعال والتسرع من أجل الوصول إلى خواتيمها المنشودة التي نأمل ان تكون قريبة جداً.
وقالت مصادر شبه رسمية ان الخطيب وضع الرئيس سعد الحريري في لقائه أمس الاول معه في نتائج مشاوراته، وان باسيل قدم التسهيلات للخطيب، فيما قدم الخليلان وجهة نظرهما حول التأليف، وطرحا استيضاحات حول توزير القوى السياسية والحقائب الممكن ان تؤول لهم وكذلك معايير اختيار الوزراء التكنوقراط، في حين لم يظهر لدى مجموعات الحراك الشعبي رأي حاسم بالنسبة إلى مسألة القبول بالخطيب على رئاسة حكومة يربطها كثيرون الموافقة عليها بتغيير النهج والبرنامج، ويفضل كثيرون آخرون التركيز على الإجابة على سؤال: «أية حكومة نريد في سبيل التغيير المنشود»؟
ورجحت مصادر قريبة من الحراك لـ«اللواء» ان لا تشهد الأيام القليلة المقبلة تحركات دراماتيكية في الشارع، والاكتفاء بالتحركات الموضعية الاحتجاجية امام المؤسسات والدوائر الرسمية، إذ ان الرأي الغالب لدى الحراك انه من الأفضل الآن ان يتم التهدئة في انتظار ما ستتمخض عنه الفترة المقبلة، علماً ان قوة الاحتجاجات قد تراجعت نسبياً في الأيام الأخيرة من دون ان يعني ذلك تأثر الحجم الشعبي والتأييد في الساحات، نتيجة تعدّد المجموعات المناهضة للسلطة وعدم مركزيتها وافتقادها إلى القيادة، حيث اختار كل فريق طريقاً يناسبه في تظهير احتجاجه، كما في الاسلوب الذي يراه الأكثر قدرة على ايذاء من هم السلطة الحاكمة.
وعلمت «اللواء» أن الرئيس نبيه برّي تمسك بالوزير علي خليل في وزارة المال.
عون ليوم حاسم
وفي الانتظار، لازال الرئيس ميشال عون يعطي الاتصالات مداها للوصول الى نتائج ايجابية على صعيد التأليف، وقالت مصادر مطلعة على موقف بعبدا: ان الرئيس عون يفضل استغراق وقت قليل للتوافق على التكليف والتأليف حتى لاندخل في فترة طويلة للتأليف بعد التكليف كما حصل سابقاً. فما نخسره من اسابيع للتوافق نربحه بعد التوافق في تشكيل الحكومة.
ورجحت المصادر ان يكون نهار اليوم حاسماً سلبا او ايجابا، ليُبنى على الشيء مقتضاه من حيث تحديد موعد الاستشارات او العودة الى نقطة الصفر.
ولفتت الانتباه، كلام الرئيس عون امام نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف القريب من الحراك، مع أعضاء مجلس النقابة والنقباء السابقين وأعضاء لجنة التقاعد، حيث أشاد بالحراك الذي «كسر الكثير من المحميات وازال الكثير من الخطوط الحمر»، لافتاً نظر الحاضرين إلى «انكم ستشهدون في المرحلة المقبلة ما يرضيكم ويرضى جميع اللبنانيين»، لكن الرئيس عون لم يعط تفاصيل ولم يوضح ما إذا كان الذي سيحصل سيكون على صعيد الحكومة أو على صعيد الأزمات المالية والاقتصادية المتعاقبة على البلد، الا انه شدّد على ان الجميع يريد الإصلاح على رغم المعوقات امام مجرى الأحداث.
وأوضح «اننا لا نصطدم فقط بالفاسدين الموجودين في الحكم او الذين كانوا فيه لأن ذلك بات مألوفاً، لكننا نصطدم بحماية المجتمع لهم، لأن من يتضرر لا يشتكي بل يتحدث في الصالونات، معتبرا انه لا يمكننا محاكمة الاشخاص بتهمة الفساد من دون دلائل و«نريد ان يقاوم الشعب معنا».
وشدد على ضرورة محاكمة من يقوم بالترويج السيئ للعملة الوطنية وفقا للقوانين، مشيراً الى وجود بعض المشاكل في القوانين القضائية والتي تؤدي الى تأخير مسار الدعاوى ويجب تعديلها».
سجال التيارين
وإذ عكست غمزة الرئيس عون إلى اصطدامه بالفاسدين الموجودين في الحكم، إشارة إلى البرودة القائمة بين بعبدا و«بيت الوسط»، فإن السجال الساخن بين التيارين الأزرق والبرتقالي عكس بدوره تردي علاقات الطرفين، حيث اشتعلت الجبهة بين تيّار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» على خلفية مقدمة نشرة اخبار تلفزيون OTV مساء أمس الأوّل، والتي اشارت إليها «اللواء» خصوصاً الأمر الذي اعتبره الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري محاولة لتعبيد الطريق إلى فتنة مذهبية، من خلال تحريض المسلمين على بعضهم البعض.
وقال في بيان أصدره للغاية انه «اذا كان جبران باسيل يراهن على فتنة بين السنَّة والشيعة ويكلف محطته التلفزيونية لتحريض عليها، فإننا نقول له بالفم الملآن: (ليلعب في غير هذا الملعب، وليخيط بغير مسلة الفتنة)».
وسارعت اللجنة المركزية للاعلام في «التيار الوطني الحر» للرد على الحريري في بيان أسف للكلام الطائفي البغيض الذي صدر عنه، موضحة ان «مقدمات نشرات اخبار الـOTV لا يكتبها التيار ولا رئيسه، ولم يتم حتى الاطلاع عليها». وأكدت ان هذه المقدمة بالذات لا تعكس موقف التيار، وإذا أردنا ان نرد على مقدمات تلفزيون «المستقبل» لكان البلد في مكان آخر»، علماً ان التلفزيون أشار المشار إليه متوقف عن البث منذ ثلاثة أشهر.
وردت هيئة شؤون الإعلام في «المستقبل»، معتبرة ان «تبرؤ التيار الوطني الحر» من المقدمة يُؤكّد صوابية تصريح أحمد الحريري، مشيرة إلى ان ما ورد في هذه المقدمة يمثل قمّة التجني على التاريخ وقمة الاعتداء على الدور التاريخي لرؤساء والحكومات، وبينهم ثلاثة شهداء سقطوا في ميدان الدفاع عن لبنان وكرامته ووحدته».
تجدر الإشارة إلى ان منسقية بيروت في تيّار المستقبل أعلنت مساء أمس انها غير معنية بدعوات صدرت باسم «المستقبل» عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطع الطرقات في المدينة الرياضية وقصقص والمزرعة، وعزت الدعوات إلى منتحلي صفة.
موازنة الـ2020
على الصعيدين الاقتصادي والمالي، باشرت لجنة المال النيابية سلسلة جلسات لمناقشة موازنة العام 2020، فعقدت جلستين أمس صباحية ومسائية، وانهت في الصباحية مواد مشروع القانون وعلقت 4 مواد، وأقرّت في المسائية موازنتي رئاستي الجمهورية والحكومة.
وأبرز قرارات اللجنة البدء بإلغاء المؤسسات الرسمية عديمة الجدوى وغير المجدية، مع المحافظة على حقوق الموظف الذي له حاجة في إدارات أخرى، ومن أبرز هذه المؤسسات الوطنية لضمان الاستثمارات من ضمن لائحة تحدد أسماء المؤسسات التي تتقاضى منذ سنوات اجورا وايجارات من دون عمل فعلي.
واوضح رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان اننا «انهينا اعتمادات وزارة المالية، وكل الانفاق الذي يتعلق بالعام 2020 في جزئه الاول والثاني والاستثماري والتشغيلي، وقد تقدمت كرئيس للجنة باقتراح ستدرسه الكتل النيابية وتجيب عليه في جلسة لاحقة، وهو يضع اسسا ومعايير للتخفيض في الموازنة واتخاذ اجراءات تقشفية تبلغ قيمتها 453 ملياراً.
مناقصة البنزين
في الاثناء، بقيت الأنظار مشدودة إلى مناقصة استيراد البنزين، المطروحة من قِبل وزارة الطاقة لشراء 150 ألف ليتر من المحروقات لحساب إدارة منشآت النفط، في محاولة من قبل الوزارة لكسر احتكار الشركات المستوردة لهذا القطاع، الا ان وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني أعلنت عن ارجاء فض عروض استيراد البنزين إلى يوم الاثنين المقبل، لافساح المجال امام مزيد من المنافسة وامام شركات أخرى لاستكمال ملفاتها، من دون ان تنفي الضغوط الكثيرة التي مورست من قبل «كارتيل» الشركات في الساعات الماضية لإفشال المناقصة، التي كانت ستؤمن ما نسبته 10 في المائة من حاجة السوق.
وأوضحت «إن التأجيل هدفه المزيد من المنافسة للاستحصال على افضل سعر للمواطن اللبناني والاثنين المقبل سيكون فض العروض على الهواء مباشرة». وقالت: «سنكمل بهذه المناقصة. فالقرار اتخذ لنضمن اكبر منافسة وأفضل الأسعار للدولة اللبنانية».
وكانت 14 شركة قد اشترت دفتر الشروط، لكن شركتين فقط تقدمتا بعرضيهما، الأمر الذي اعتبرته الوزيرة بستاني بأن المناقصة ناجحة، لكنها رأت انه من الأفضل إعطاء مزيد من الوقت للمزيد من العروض والمنافسة.
وأشارت بستاني الى أن «القرار اتخذ لأن الشركات قالت انه لم يعد بإمكانها فتح الاعتمادات لاستيراد مادة البنزين وكان من الواضح ان هذا الكلام غير صحيح بدليل انها عادت وفتحت اعتمادات واستوردت البنزين». وقالت: «لهذا قررنا تأمين مادة البنزين للمواطن اللبناني ونفتح نحن هذه المناقصة، وأتمنى من كل المحطات التي لا تبيعها الشركات ان تعلم الوزارة بذلك لنتخذ الاجراءات القانونية اللازمة.
ولاحقاً، أعلنت بستاني بعد اجتماعات ماراتونية متواصلة مع ممثلي قطاع المحروقات، ان لا زيادة لأسعار المحروقات على المواطن اللبناني، مؤكدة ان التسعيرة ستصدر الأربعاء، وانها لن تقبل بأن تترجم آلية الاعتمادات التي الزمهم فيها مصرف لبنان زيادة على المواطن، وانها ستقسمها على الجميع كي لا يتحمل المواطن هذا العبء.
وعلمت «اللواء» ان الوزيرة قررت إلغاء كفالات المازوت عند الدولة في طرابلس.
الأزمة تضرب المدارس
تزامناً، تراجعت إدارة مدرسة القلبين الاقدسين في كفرحباب غزير عن اقفال أبوابها، وقررت الاستمرار بالحوار مع أفراد أفراد الهيئة التعليمية لتأمين دفع رواتب الأساتذة بشكل كامل، والذين قرروا بدورهم تعليق الدروس حتى الحصول على كل رواتبهم، وطلب الأساتذة من التلاميذ جمع كل اغراضهم وكتبهم واخذها معهم إلى منازلهم.
كما مصير مئات المدارس الخاصة الأخرى بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية، والتي لم تعد توفّر أي قطاع وترخي بظلها الثقيل على كافة فئات المجتمع اللبناني، وهو ما دفع المواطن من العرسال ناجي فليطي إلى الانتحار أمس الأوّل لأنه لم يجد معه ألف ليرة ثمن منقوشة لابنته.
وأصدرت المدارس الكاثوليكية بياناً حول الرواتب، وأكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود الإضراب، والحوار مع المدارس ووزارة التربية لتأمين الرواتب، وإنقاذ العام الدراسي.
وطالت الأزمة ربطة الخبز، ورفع سعر ربطة الخبز أمس إلى 1750 ليرة شغل المواطنين والمسؤولين على حدّ سواء، ففيما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر الزيادة بمباركة وفد أصحاب الأفران، تحرك وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال منصور بطيش الذي استقبل وفداً من اصحاب الأفران واتفقا على إبقاء سعر ربطة الخبز ووزنها كما هو.
ورفضاً لتدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، عمد عدد من المحتجين إلى قطع الطرقات مساء أمس، من الشمال مروراً ببيروت وصولاً إلى الناعمة.
فقد عمد عدد من المحتجين إلى قطع طريق المنية – العبدة عند جسر المحمرة، وقاموا بنصب خيمة وسط الطريق، كما نصبوا خيمة اعتصام امام مركز شركة «الفا» إلى جانب الطريق العام في عرقة منيارة.
وفي بيروت عمد محتجون إلى قطع طرقات قصقص باتجاه شاتيلا، وطريق الكولا.
كما تمّ قطع اوتوستراد الساحلي في محلة الناعمة بالاتجاهين.
لكن سرعان ما توجهت وحدات من الجيش وعملت على إعادة فتحها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
الموقع معطل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخبار
الحريري إلى الشارع مجدداً!
مناقصة استيراد البنزين: عون في مواجهة «الكارتل»
طوال اليومين الماضين، تزامنت أخبار اللقاءات التي يجريها المرشح لتولي رئاسة الحكومة، سمير الخطيب، مع شائعات عن إيجابية توحي بقرب تأليف الحكومة. لكن وقائع الليلة الماضية كشفت أن كل ما اشيع عن تطورات ايجابية لا يبدو دقيقاً. على العكس من ذلك، تشير المعلومات إلى أن رئيس حكومة تصريف الاعمال، سعد الحريري، يتجه صوب التصعيد بهدف تحصيل تنازلات من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله وحركة أمل. وما يريده الحريري ليس أكثر من تأليف حكومة تُرضي الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأكثر ما أظهر نوايا الحريري العودة إلى اللعب بالشارع. ففيما لم تعلن أي جهة او مجموعة مشاركة في الانتفاضة الشعبية عن دعوة لإقفال الطرقات، نزل شبان في المناطق التي يملك فيها تيار «المستقبل» نفوذاً كبيراً، في بيروت والبقاع وطريق الجنوب، لقطع الطرقات، من دون تحديد أي هدف لهذا العمل. الأمنيون، قبل المعنيين بالمفاوضات الرامية إلى تسمية رئيس للحكومة، لم يصدقوا بيان تيار المستقبل الذي تبرأ من البيانات «المجهولة المصدر» التي دعت إلى إقفال الطرقات. الوجوه نفسها كانت في الشوارع أمس. وجوههم ظاهرة في كاميرات المراقبة التابعة لقوى الامن الداخلي. كما أن استخبارات الجيش وفرع المعلومات يعرفان أسماء المسؤولين عن تحريك الشبان. في الناعمة، وقصقص، والكولا، والمدينة الرياضية، وفي عدد من القرى البقاعية، قُطِعت الطرق، كما اعتاد المحركون انفسهم والقاطعون انفسهم أن يفعلوا منذ أسابيع. لكن هذه المرة كان الجيش أكثر «تشدّداً» من المرّات السابقة، ولم يصبر بالقدر الذي اعتاده. بمجرّد قطع مجموعة شبان طريق الناعمة، تحرّك عناصره لفتحها بالقوة. وكان جلياً أنّ القرار واضح بمنع قطع الطريق. كذلك الأمر بالنسبة إلى طريق المدينة الرياضية التي نزل شّبان على متن دراجات نارية لقطعها بمستوعبات النفايات عند السابعة والنصف مساء، قبل أن يعمدوا إلى قطع طريقي كورنيش المزرعة وقصقص. غير أنّ قرار الجيش الحاسم حال دون استمرار قطع الطرق. وقد لاحق عناصره قاطعي الطرق إلى الشوارع الداخلية لبلدة الناعمة حيث تخلل ذلك إطلاق أعيرة نارية في الهواء. وعلّق مصدر عسكري أنّ تطبيق إجراءات الجيش مرتبط بقرار قائد الجيش العماد جوزف عون بمنع قطع أي طريق.
وإضافة إلى ما تقدّم، ثمة تحذيرات أمنية جدية من ارتفاع حدة الاحتجاج «المستقبليّ» في الشمال، في ظل نشاط لافت للأجهزة الامنية الرسمية على خلفية توسع «سوق السلاح» في بعض المناطق الشمالية. وإضافة إلى ذلك، يزداد منسوب الاحتجاج الاهلي في مناطق نفوذ تيار المستقبل، وخاصة في عرسال والبقاع الاوسط وعكار وطرابلس ومحيطها وإقليم الخروب والطريق الجديدة، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تظهر بشكل أكثر حدّة من باقي المناطق. ويريد تيار المستقبل الاستثمار في الفقر في هذه المناطق لتسويق مرشحين من أصحاب الثروات الطائلة، من الحريري نفسه إلى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق محمد الصفدي، وصولاً إلى المرشح الحالي سمير الخطيب، ثم الاستثمار في تحركات الفقراء أنفسهم لإحراق من يريد الحريري إحراقه.
وفي إطار «الإحراق»، تراجع امس منسوب التفاؤل، حتى عند اكثر المتفائلين سابقاً، بقرب تكليف الخطيب ترؤس الحكومة. تراجع التفاؤل سبق لجوء «المستقبل» إلى قطع الطرقات. فهؤلاء باتوا متوجسين من مماطلة الحريري، ومن الشروط التي يحمّلها للخطيب، ولو بلهجة إيجابية توحي بأنه لا يزال متمسكاً بمرشحه». ومن المتوقع ان يعلن التيار الوطني الحر موقفاً اليوم بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي». وقالت مصادر التكتل إنه سيتضمّن «توضيح الموقف عن كل الفترة السابقة، بعد استقالة الحكومة، لعدم جواز السكوت بعد التعدي المتمادي على موقف التيار وتشويهه عن حقيقته، وتحديد موقف نوعيّ جديد».
من جهة أخرى، اعلن في واشنطن عن فك الحظر عن تسليم الجيش اللبناني مساعدات أميركية بقيمة تفوق 100 مليون دولار، سبق ان جمّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أسابيع. في الوقت عينه، كان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يعلن موقفاً لافتاً من التحركات الاجتجاجية في لبنان، واضعاً لها عنوان «المطالبة بإخراج حزب الله من لبنان ومن السلطة»!
مناقصة استيراد البنزين: عون في مواجهة «الكارتل»
قرّرت وزيرة الطاقة ندى البستاني تأجيل فضّ عروض مناقصة استيراد البنزين إلى يوم الإثنين المقبل إفساحاً في المجال أمام شركات لاستكمال ملفاتها الإدارية والشروط المطلوبة منها للمشاركة في المناقصة. وبحسب المعطيات، فإن ثلاث شركات أجنبية طلبت من منشآت النفط في وزارة الطاقة، عبر رسائل بريدية، إعطاءها مهلة إضافية لاستكمال ملفاتها، وهي: عُمان ترايدينغ انترناشيونال ليمتد (مملوكة من الحكومة العُمانية ويمثّلها وائل الجمالي)، امبريال ترايدينغ (شركة خاصة يمثّلها محمد مطرجي)، وجي بي آر ترايدينغ ش.م.ل (شركة خاصة يمثّلها جورج رزق). وارتأت الوزيرة، بالاستناد إلى دفتر الشروط، أنه يمكن توسيع المنافسة عبر إمهال هذه الشركات مدّة أسبوع، وخصوصاً أن المنشآت تلقّت عرضين فقط يعودان إلى كل من «ZR Holding» المملوكة من الشقيقين تيدي وريمون رحمة، وشركة «Lebneft» المملوكة من طوني سعد، وذلك من أصل 13 شركة سحبت دفتر الشروط (تقرير محمد وهبة).
قرار وزيرة الطاقة أثار الكثير من التساؤلات بشأن إمكان اللجوء إلى إلغاء المناقصة وعزوف الدولة عن استيراد البنزين. لكن مصادر مطلعة قالت إن رئيس الجمهورية ميشال عون يشرف بشكل مباشر على هذا الأمر، وهو حريص على ألا يسمح لكارتل النفط بمواصلة احتكاره لهذه المادة الاستراتيجية من دون تقديم أي بديل للمستهلك. بعبارة أخرى، إن التراجع عن المناقصة وفضّ العروض بعد أسبوع سيُعدّ مسّاً بمصداقية رئيس الجمهورية.
والاتهامات المباشرة التي وجّهتها البستاني عن تعرض الشركات لضغوط لثنيها عن المشاركة في المناقصة ليست أمراً عابراً. فالمناقصة التي أجرتها منشآت النفط قبل أيام لاستيراد المازوت الأخضر تعرّضت لسيناريو مشابه، إذ تكرّرت جلسة فضّ العروض أربع مرّات من دون أن تحضر إلا شركة واحدة، فيما كانت الشركات تتسابق في الفترة الماضية للمشاركة في مناقصة كهذه.
وقالت البستاني، في مؤتمر صحافي عقدته أمس بحضور المدير العام لمنشآت النفط سركيس حليس، بعد قرار تأجيل فضّ العروض، إن الشركات التي قدّمت عروضاً «تعرضّت للكثير من الضغوط خلال الـ48 ساعة الماضية»، متمنية عليها تقديم عروضها مجدداً بعد أسبوع. ما قصدته الوزيرة بالضغوط هو أن كارتل النفط اتخذ قراراً بعدم المشاركة في هذه المناقصة وأصحاب الشركات الكبرى يضغطون على كل الشركات من أجل عدم المشاركة في المناقصة وإفشالها حتى لا تتمكن الوزارة من كسر احتكار الكارتل وهيمنته على هذه السوق الأساسية وأخذ المستهلكين رهائن وإذلالهم من أجل عدم التنازل عن أي قرش من أرباحهم الطائلة. بكل بساطة، يلجأ كارتل النفط، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، عبر نقابة أصحاب المحطات، إلى الإضراب ووقف تسليم مادتي البنزين والمازوت أو تشجيع أصحاب المحطات على الإضراب بحجّة أن جعالتهم (حصتهم من سعر المحروقات) انخفضت.
وكانت منشآت النفط أطلقت مناقصة لشراء 150 ألف طن متري من مادة البنزين (150 مليون ليتر)، وهي المرّة الأولى التي تعمد المنشآت إلى التجارة بمادة البنزين، إذ إن عملياتها في السنوات الماضية كانت تقتصر على التجارة بمادة المازوت. وفور إطلاق المناقصة، بدأت الاتصالات من قبل كبار تجار النفط المتعارف أنهم يؤلفون ما يسمى «كارتل النفط» لممارسة ضغوط على الوزارة من أجل منع حصول هذه المناقصة، ولا سيما أن المنشآت لديها قدرة تخزينية توازي نصف ما يملك كل تجار النفط في لبنان. وقد سرت شائعات عن عدم قدرة المنشآت على تخزين البنزين لأنها تستعمل الخزانات لتخزين المازوت الأخضر، إلا أن مصادر معنية أوضحت أن كل الشركات المستوردة للنفط تستعمل خزاناتها لتخزين مادتي المازوت والبنزين، وأنها تستحصل على موافقة من الجمارك اللبنانية للانتقال من تخزين المازوت إلى البنزين بعد تنظيف الخزان، أو بالعكس، وبالتالي فما المانع من أن تقوم منشآت النفط بهذا الأمر، أم أن ما هو مسموح للشركات سيكون محرّماً على الدولة اللبنانية؟ وبحسب المصادر، فإن فرضية عدم وجود خزانات للبنزين لدى المنشآت ليست دقيقة أصلاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهار
لم توزع الوكالة الوطنية الإفتتاحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمهورية
المجتمع الدولي يستعجل الحكومة تجنُّباً للإنهيار الشامل
ظلت الازمة الحكومية بكل تشعباتها تراوح امس، وبَدا أنّ الاوراق التي تستخدم لتعبئة الوقت قد استنفدت، على الاقل حتى الآن، ما دلّ الى انّ هذه الازمة ما تزال في مربعها الاول ولم تغادره على رغم كل ما جرى من لقاءات ومفاوضات وتحركات في كل الاتجاهات منذ البدايات والى اليوم. وذهب مراقبون الى التأكيد انّ الازمة ما تزال في النقطة صفر، لأنّ الواضح هو انه الى التمسّك برئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة من جهة وتمسّك الحريري نفسه بشروطه من جهة ثانية، جاء موقف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أمس المشخّص للأزمة بقوله انّ اللبنانيين "يريدون ان يخرج "حزب الله" وايران من بلادهم ومن نظامهم الذي يمثّل قوة عنيفة وقمعية"، ليدلّ الى ان لبنان يقف أمام أزمة سياسية طويلة لن يتركز الاهتمام عليها كأزمة أُم، بل على متفرعاتها من قضايا حياتية ومعيشية، ما يعني أنها ستظل تراوح في متاهة طويلة.
وفي انتظار ثبوت الخيط الابيض من الخيط الاسود من فجر الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، تتعدد الروايات وتتناقض بين متفائلة ومتشائمة إزاء مصير هذا الاستحقاق، في ضوء اجتماعات تعقد بين المعنيين علناً حيناً وبعيداً عن الاضواء أحياناً. ومنها كان اجتماع مساء أمس في "بيت الوسط" بين الحريري والمهندس سمير الخطيب، جاء بعد اجتماع للأخير مع الوزير علي حسن خليل ومعاون الأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل مساء أمس الأول.
وكذلك جاء اجتماع الحريري والخطيب بعد لقاء انعقد مساء امس الاول بينه وبين الوزير جبران باسيل برعاية رجل الاعمال علاء الخواجا، الصديق المشترك لهما، ودام نحو 3 ساعات لم تتبلور خلاله اي اجوبة نهائية متبادلة على القضايا المطروحة بين الرجلين حول الحكومة العتيدة وطبيعتها وحجمها ودورها.
لكنّ مصادر الطرفين لم تؤكد حصول هذا الاجتماع.
إذا صدقت النيّات
وأبدت مصادر متابعة لحركة الإتصالات تفاؤلها بالمسار الذي اتخذته المفاوضات في الساعات الأخيرة، وقالت لـ"الجمهورية": "إذا صدقت النيّات فسنكون امام حكومة أسرع مما نتوقّع بعد تذليل كثير من العقبات، وأوّلها مشاركة الحريري الفاعلة في المفاوضات وعرضه شروطه على الطاولة وهو مدار أخذ ورد بين الاطراف المشاركة".
وأضافت هذه المصادر: "على عكس ما كان في السابق، فإنّ اياً من القوى السياسية لا تتمسّك بأسماء، امّا الحقائب فهي قابلة للبحث باستثناء ما هو متفق عليه، والثابت انّ حجم الحكومة هو 24: ثلثان تكنوقراط وثلث سياسي من وجوه جديدة، وهذه الحكومة التي اتفق الجميع على ان لا يكون لأيّ مكوّن منها حسابات شعبوية وفئوية وانتخابية، ستلقى على عاتقها المهمات الانقاذية الصعبة وإجراءات موجعة تنفذها بكل جرأة، أمّا عمرها فلن يتجاوز ال 6 أشهر".
وأوضحت المصادر "انّ المفاوضات جدية ودقيقة هذه المرة ويجب ان تؤدي الى نتيجة، وإلا فإننا نضيّع فرصة كبيرة وتثبت أطراف اساسية أنها تناور وتلعب في الوقت الضائع، وعندها سنكون أمام مرحلة اكثر صعوبة".
المجتمع الدولي
في المقابل، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ "المجتمع الدولي متخوّف جدّاً من حجم الأزمة التي بلغت الواقع في لبنان، وعلى مستقبل لبنان ومصيره، لأنّه يدرك أنّ كلّ فريق متمسّك بوجهة نظره ما بين الحكومة "التكنو-سياسية" وحكومة التكنوقراط، ما يجعل الأمور تتّجه من سيّئ إلى أسوأ، فيما لبنان في صلب الانهيار وهو يتّجه إلى مزيد من الإنهيارات".
وفي المعلومات ايضاً أنّ "المجتمع الدولي سيقدّم تصوّراً لمخرجٍ ما، لكن حتى اللحظة لا توجد أي خطوة عملية".
وأضافت المصادر: "على المستوى الداخلي، فإنّ كل فريق ما زال متمسّكاً بوجهة نظره، الحريري متمسّك بحكومة التكنوقراط ولا يريد أن يعطي أي غطاء لمرشّح سنّي خارج سياق حكومة اختصاصيين مستقلّين، و"حزب الله" والعهد متمسّكان بحكومة تكنو- سياسية. هناك شدّ حبال كبير، وحتى الآن لا يمكن الكلام عن أي تقدّم، ولكن بدأت المخاوف في الداخل اللبناني والخارج بالتوسّع أكثر فأكثر مع اقتراب الانهيار الشامل. وهناك مَساع لكسر هذا الواقع، وتشكيل الحكومة قبل نهاية السنة".
خرق محدود
وعلى وَقع عدم تعليق مصادر "بيت الوسط" تأكيداً او نفياً لحصول اللقاء بين الحريري والخطيب، أفادت معلومات ليلاً أنّ خرقاً محدوداً قد تحقق، على حد ما أبلغ الخطيب الى من التقاهم بعد لقائه الحريري من دون كشف التفاصيل التي أدّت الى هذا "التوصيف" الجديد في ظل الأجواء المتشنجة التي سادت خلال ساعات ما قبل اللقاء عقب ردة فعل تيار "المستقبل" على مقدمة نشرة الاخبار في محطة "OTV" أمس الأول، ما رفع منسوب التوتر بين الطرفين الى حدود غير مسبوقة.
حراك يكسر المحميّات
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد أكد امام نقابة المحامين أمس "اننا جميعنا نريد الإصلاح، برغم من المعوقات أمام مجرى الأحداث. لقد أتى الحراك اليوم ليكسر كثيراً من المحميات ويزيل كثيراً من الخطوط الحمر، وستشهدون في المرحلة المقبلة ما يرضيكم ويرضي جميع اللبنانيين".
وأضاف: "بالطبع هناك الكثير من "الشواذات" التي تحتاج الى إصلاح، ونحن لا نصطدم فقط بالفاسدين الموجودين في الحكم أو الذين كانوا في الحكم، لكننا نصطدم بحماية المجتمع لهم. فهل يمكننا أن نحاكم الاشخاص بتهمة الفساد من دون دلائل؟ لا، لا يمكننا ذلك. نريد ان يقاوم الشعب معنا. وهناك أيضاً الفساد القانوني، مثلما يحصل عند بيع قطعة من الارض وتسجيلها لدى الكاتب العدل لأكثر من مرّة من دون تسديد الضريبة. لهذا أقول لكم الاعتراض وحده لا يكفي".
وتطرّق عون الى الحريات في لبنان، فاعتبر أنّها "وصلت الى حدّ الفوضى"، ولفتَ الى "عدم وجود صحافيين في السجون لأنّ حرية التعبير مؤمّنة لهم"، وقال: "يتعرضون لنا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا أحد يتعرض لهم، لكنّ الحرية التي دافعنا عنها تجاوزت حدودها، بعدما باتت الشتيمة جزءاً من حرية الإعلام، وهذا غير مقبول".
وعن الأزمة المالية والاقتصادية الحالية، أشار الى أنّها "كبرت كثيراً نتيجة تراكم عمره عشرات السنين"، موضحاً أنّه حذّر من انفجارها في أكثر من مناسبة.
ورأى أنّ "الشائعة اليوم تغلب الحقيقة"، لافتاً الى وجود "عدد كبير من القوانين التي لا تنفّذ، ومنها ما هو صادر منذ عام 1943، وهي متعلقة بالترويج السيّئ للعملة الوطنية، ويجب محاكمة من يقوم بمثل هذا الأمر".
قطع طرق
وعاوَد عدد من المحتجّين إقفال الطرق ليل أمس، وتحديداً في الناعمة، حيث أقفلوا الأوتوستراد الساحلي في الاتجاهين احتجاجاً على الاوضاع الاقتصادية المتدهورة، وارتفاع الأسعار. كذلك أقفل محتجّون في الشمال طريق المنية – العبدة عند جسر المحمرة، ونصبوا خيمة وسط الطريق، احتجاجاً على ارتفاع سعر ربطة الخبز، والاوضاع الاقتصادية الصعبة.
كذلك نصبوا خيمة اعتصام امام مركز شركة "ألفا"، إلى جانب الطريق العام في عرقة – منيارة، كذلك أُقفلت طريق الكولا وقصقص باتجاه شاتيلا.
وعلى الأثر، نبّه تيار "المستقبل" من "مُنتحلي صفة التيار يوجّهون دعوات باسم "المستقبل" عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى إقفال الطرق في المدينة الرياضية وقصقص والمزرعة"، مشدداً على أنّه "غير معني بهذه الدعوات لا من قريب ولا من بعيد".
ونهاراً، جال عدد من المحتجّين في جونية على منازل النواب في كسروان لأخذ تواقيعهم على لائحة مطالبهم وعلى رأسها تشكيل حكومة تكنوقراط، وكانت أولى المحطات مكتب النائب شامل روكز الذي وقّع العريضة، فالنائب نعمة افرام الذي وقّعها أيضاً، ليتوجهوا بعدها إلى منزل النائب شوقي الدكاش في العقيبة الذي وقّع العريضة.
وكانت الاحتجاجات في قصر العدل في بيروت ملفتة، إذ دخل عدد من المحتجّين إليه للمطالبة بفتح تحقيقات في عدد من ملفات الفساد، ولاسيّما منها التهرّب الضريبي ومحطات الصرف الصحي والنفط والكهرباء، وألصقوا اللافتات على الجدران مطالبين بقضاء عادل ونزيه. وفتح على الأثر عناصر قوى الأمن الداخلي الذين يحمون القصر تحقيقاً في الحادثة، وطلبوا من المتظاهرين نزع اللافتات.
الموقف الأميركي
في غضون ذلك برز موقف أميركي جديد عبّر عنه وزير الخارجية مايك بومبيو في جامعة لويزفيل، فقال إنّ إيران هي العامل المشترك وراء الاحتجاجات في الشرق الأوسط، مشيراً إلى انّ المتظاهرين في العراق ولبنان وإيران نفسها يعارضون النظام الديني.
وفيما أقرّ بومبيو بوجود اسباب محلية للاضطرابات التي اجتاحت الشرق الأوسط ومناطق أخرى، وجّه أصابع الاتهام إلى إيران، وقال إنّ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استقال "لأنّ الناس كانوا يطالبون بالحرية، ولأنّ قوات الأمن قتلت عشرات الأشخاص. ويُعزى ذلك إلى حد كبير إلى النفوذ الإيراني".
وأضاف: "الشيء نفسه ينطبق على لبنان والاحتجاجات في بيروت". وتابع: "إنهم يريدون ان يخرج "حزب الله" وايران من بلادهم ومن نظامهم الذي يمثّل قوة عنيفة وقمعية".
وأشار إلى أنّ الاحتجاجات داخل ايران اظهرت انّ الايرانيين "قد طفح بهم الكيل".
وأوضح: "إنهم يرون الحكّام الدينيين الذي يسرقون المال، وآيات الله الذين يسرقون عشرات ملايين الدولارات".
الافراج عن مساعدة للجيش
من جهة ثانية أفرجت الولايات المتحدة أمس عن 100 مليون دولار كمساعدات للقوات المسلحة اللبنانية، والتي حجبها البيت الأبيض الشهر الماضي.
وقالت وسائل إعلام أميركية إنّ إدارة ترامب قدّمت بـ"صمت" أكثر من 100 مليون دولار مساعدات عسكرية إلى لبنان، بعد أشهر من التأخير غير المبرر.
وصرّح اثنان من موظفي الكونغرس ومسؤول في الإدارة الأميركية، أنه تم تقديم مبلغ 105 ملايين دولار من أموال التمويل العسكري الأجنبي للقوات المسلحة اللبنانية الأسبوع الماضي، وتم إخطار المشرّعين بالخطوة أمس.
الوضع المعيشي والاقتصادي
وفيما استمرت الانظار شاخصة نحو نتائج اجتماع بعبدا المالي، لمعرفة ما اذا كانت هناك خطوات عملية سيتم اتخاذها، برزت امس على المستوى الحياتي إشكالية سعر ربطة الخبز، ربطاً بارتفاع سعر الطحين، وكلفة إنتاج ربطة الخبز بسبب ارتفاع أسعار مكونات الربطة بالاضافة الى الطحين. وقد نجح وزير الاقتصاد، بعد مفاوضات مع اصحاب المطاحن والمستوردين واصحاب الافران، في الابقاء مؤقتاً على سعر الربطة كما هو.
في الموازاة، لم تثمر انتظارات المواطن، الذي كان موعوداً بفض مناقصات استيراد البنزين مباشرة من قبل وزارة الطاقة أمس، في كسر احتكارات الشركات الخاصة التي تكوّن فيما بينها ما بات يُعرف بكارتل النفط. فقد قررت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني تأجيل فض العروض الى الاثنين المقبل.
وعلى رغم انّ بستاني قدمت تبريراً لهذا التأجيل، بالتأكيد ان شركتين طلبتا منحهما مزيداً من الوقت لاستكمال ملفاتهما للمشاركة في المناقصة، إلّا أنّ خطوة التأجيل أثارت الشكوك وعلامات الاستفهام لدى الناس، خصوصاً أنّ "مَن كَواه الحليب ينفّخ على اللبن". وطُرحت اكثر من نظرية في شأن ما اعتبره البعض الاسباب الحقيقية للتأجيل.
في المقابل، لا تزال المشكلة التي فجّرت الأزمة وأدّت الى إضراب محطات الوقود ليومين قبل تجميد الاضراب مؤقتاً، تراوح مكانها.
وقد أعلن ممثل موزّعي المحروقات بعد لقاء بستاني أمس، "اننا لا نزال على موقفنا، والحلّ هو أن تدفع الفاتورة 100 % بالليرة اللبنانية"، لافتاً الى انّ "هناك كميات قليلة من المحروقات في بعض الشركات، ولذلك حصل بعض التقنين. ولكن اليوم (أمس) الجميع تَسلّم المحروقات، ونأمل ألّا يتكرّر الإضراب".
الى ذلك، لم يطرأ أي جديد على الوضع المالي والمصرفي، واستمرت الاجراءات التقشفية التي تتخذها المصارف على حالها، في حين انّ سعر دولار السوق السوداء بقي يدور حول مبلغ الألفي دولار، مع تفاوت في أسعار الشراء والبيع بين صرّاف وآخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نداء الوطن
الأزرق" و"البرتقالي"… من الغرام إلى الانتقام
الانهيارات تتوالى… والتكليف ينتظر "باش كاتب"
مدارس تقفل أبوابها وطلاب دخل مصيرهم في غياهب المجهول، مؤسسات طردت موظفيها وعائلات أضحت في مهب البطالة، مواطنة تعرض كليتها للبيع لسداد إيجار منزلها، ناجي فليطي وجورج زريق باتا إسمين راسخين في ذاكرة الشعب والثورة، واحد شنق نفسه بعدما طلبت منه ابنته ثمن منقوشة، وآخر انتحر حرقاً بعدما عجز عن تأمين قسط المدرسة… الانهيارات تتوالى والهيكل يتداعى والبلد ينهار والناس تقترب من حافة الجوع ولا يزال الساكنون في القصور مختلفين على الحصص يتناتشون المقاعد الوزارية، بينما السلطة تأسر الاستشارات النيابية الملزمة ريثما يتم العثور على "باش كاتب" يتولى البصم على أجندة "التكليف والتأليف" قبل صدور مراسيم تعيينه وتعيين تشكيلته الحكومية.
عذراً "دولة الرئيس" المفترض المهندس سمير الخطيب، لكنها الحقيقة الموجعة التي يعرفها القاصي والداني وتقف أنت على تماس مباشر معها، فالسلطة تبحث عن "وكيل تفليسة" لإدارة الأزمة أو في أفضل الأحوال عن "باش كاتب" بمنصب رئيس حكومة لتدوين محاضر الأزمة وتدوير زواياها على طاولة مجلس الوزراء. أما لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي "أثلج" صدور المواطنين بالأمس بكلام مطمئن يؤكد فيه أنّ "المرحلة المقبلة ستشهد ما يرضي جميع اللبنانيين"، فالناس كفروا بأسطوانة الوعود المتكررة دونما أي ترجمات عملية لها ولم يعد بمقدورهم تحمّل لعبة استنزاف الوقت للعبور إلى المرحلة "الوردية" المقبلة التي وعدتهم بها، هم بالكاد يستطيعون الصمود وتقطيع المرحلة الراهنة وعينهم على حلول اليوم لا وعود الغد… "الآن الآن وليس غداً" يريدون تشكيل حكومة الإنقاذ الموعودة ويتطلعون إلى الإفراج عن ورقة التكليف للشروع فوراً نحو استيلاد تشكيلة حكومية إصلاحية من الاختصاصيين علّها تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقدراتهم المنهوبة وواقعهم المتهالك.
وفي جديد البازار الحكومي المفتوح على مصراعيه متجاهلاً الواقع المتأزم، اقتصادياً ومالياً واجتماعياً ومعيشياً، لا تزال مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية تؤشر بالإصبع الى الوزير جبران باسيل باعتباره يجسّد مكمن العقدة المستحكمة بعملية التأليف "متسلحاً بورقة التكليف التي يقبض عليها رئيس الجمهورية ويرفض تحريرها قبل تأمين شروطه الحكومية"، وأكدت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "حزب الله" يعمل على فرملة النزعة نحو تشكيل حكومة من لون واحد وهو كان قد استمهل عون حين كان ينوي الدعوة الأسبوع الماضي إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة أكثرية وطلب منه التريث في الموضوع، مشيرةً إلى أنّ الحزب لا يزال يأمل بإقناع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بترؤس الحكومة الجديدة، في حين أنّ الحريري يرفض الخوض في أي تشكيلة تعيد استنساخ التركيبة السابقة لا سيما وأنه يرفض طروحات باسيل في هذا المجال ولن يقبل لا بتوزيره أسوةً بالأسماء الاستفزازية التي يرفضها الناس ولنّ يسلّم بالعودة إلى نغمة التحاصص الوزاري وكأنّ شيئاً لم يكن في الشارع ولا انتفاضة شعبية جرت في 17 تشرين. وعن الخطيب، أكدت المصادر أنه واصل لقاءاته خلال الساعات الأخيرة مع مختلف الأطراف لكنه لم يصل إلى نتيجة حاسمة بعد والأمور لا تزال عالقة على أن تتضح توجهاته أكثر اليوم بين التكليف أو الانكفاء.
وفي الغضون، برز على شريط الأحداث أمس انتقال طرفي التسوية الرئاسية منتهية الصلاحية، من ضفة الغرام إلى ضفة الانتقام، عبر اشتباك سياسي وإعلامي عنيف دار بين التيارين "الأزرق" و"البرتقالي"، واستخدمت فيه عبارات من العيار الثقيل استهلها الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري رداً على "عبقري الفتنة" في محطة "أو تي في" متهماً إياه بالتحريض على الحرب المذهبية بين السنّة والشيعة والتحامل الطائفي على رؤساء الحكومات وصولاً إلى قوله: "كبيرة على رقاب كل مَن في التيار الوطني أن يتمكنوا من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ونبش أوكار الفتن" وخصّ بالذكر رئيس التيار جبران باسيل الذي طالبه بأن "يخيّط بغير مسلّة الفتنة". وإذ لم يتأخر رد "التيار الوطني" على الحريري ليسجل مفارقة التنصل من المسؤولية عمّا تبثه قناة "أو تي في"، معتبراً أن ما جاء في مقدمة نشرتها المسائية أمس الأول "لا يعكس موقف التيار"، عاد "المستقبل" ليرد على الرد مذكراً "الوطني الحر" بحملات "الإسفاف الرخيص بحق الحريرية" التي يشنها نواب التيار العوني ومسؤوليه عبر هواء الـ"أو تي في"، التي اتهم كاتب مقدمتها بأنه "شخص يحمل ارثاً تاريخياً من الكراهيات الوطنية التي تطفو على جسد أصحابها كلما حاولوا الهروب إلى الأمام في إنكار الحقيقة والواقع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرق
إفتتاحية الـ OTV تحض على الفتنة … فمتى الإفراج عن التكليف ؟
في مقابل البرودة السياسية التي تتحكم بمسار تشكيل الحكومة بعد اكثر من شهر على استقالة «الى العمل» وعدم الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة، شهدت جبهة اطراف التسوية الرئاسية التي قادت الرئيس ميشال عون الى بعبدا والرئيس سعد الحريري الى السراي حماوة بلغت حد الاشتعال عكست كل مناخ الاحتقان المعتمل بينهما، والحد الذي بلغته العلاقة بين حليفي الامس لتنفجر موجة غضب واتهامات متبادلة تكاد تكون الاعنف.
وفي وقت لم تحمل ساعات النهار اي لقاءات او اجتماعات او معلومات توحي بجديد في ملف التكليف والتأليف، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الحراك اتى اليوم «ليكسر الكثير من المحميات ويزيل الكثير من الخطوط الحمراء، وستشهدون في المرحلة المقبلة ما يرضيكم ويرضي جميع اللبنانيين». وشدد على «أننا نريد جميعاً الاصلاح، على رغم المعوقات أمام مجرى الاحداث».
في المقابل، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان «غير مقبول بأي منطق، بعد نحو شهر على استقالة الحكومة في ظل وضع اقتصادي ومالي ومعيشي يتدهور بسرعة جنونية ان يستمر المسؤولون في المماطلة وعدم تشكيل حكومة. واكد «ان بعض من يرفض حكومة الاختصاصيين المستقلين يعتبر ان لا حياة سياسية له خارج السلطة وانهم اذا بقوا خارج الحكومة سيفقدون شعبيتهم، لان قاعدتهم ترتكز الى استخدام السلطة للمنافع وتقديم الخدمات والتوظيفات والصفقات.
الى ذلك، اوضح مصدر ديبلوماسي «ان اي كلام عن اجتماع لمجموعة الدعم الدولية خلال النصف الاول من الشهر الجاري لايزال غير مؤكد، وان عُقد هذا الاجتماع فإنه لا يعدو كونه تقني الطابع». ولفت الى «ان اي اجتماع لايزال مشروطاً بتأليف حكومة تُحاكي حاجات شعبها وتنتشل البلد من الانهيار الاقتصادي وتضع حدّا للفساد الذي على اساسه انتفض المتظاهرون منذ 47 يوماً».
وليس بعيداً، وغداة زيارة الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الاسبوع الفائت، تحدّث الأمين العام المساعد السفير عبد الرحمن الصلح الذي رافق زكي خلال جولته على المسؤولين «عن مسعى من جامعة الدول العربية لتأمين وديعة مصرفية من دون الكشف عن اسم الدولة التي ستقدّمها. واكد «ان ما يهمّ الجامعة هو تشكيل حكومة في اقرب وقت تكون بمثابة الخاتمة للازمات التي تعصف بالبلد، وان تكون قدر الامكان على مستوى وتطلعات الحراك الشعبي كي يترك الناس الساحات».
في الاثناء، اشتعلت الجبهة بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. فقد سأل الامين العام لـ»تيار المستقبل» احمد الحريري «من هو عبقري الفتنة الذي افتى للمحطة التابعة لـ»التيار الوطني الحر» بتلك المقدمة السياسية التي بثتها مساء اول امس، بكل ما تنضح فيه من كراهيات تُصيب العيش المشترك والسلم الأهلي في الصميم»؟ واشار في تصريح الى «ان محطة «التيار الوطني الحر» إنبرت لكلام خطي ينتهي الى تحريض المسلمين على بعضهم البعض، وتعبيد الطريق الى فتنة مذهبية». وقال الحريري «كبيرة على رقاب كل من في «التيار الوطني الحر»، ان يتمكنوا من اعادة عقارب الساعة الى الوراء ونبش اوكار الفتن. واذا كان جبران باسيل يراهن على فتنة بين السنّة والشيعة ويكلّف محطته التلفزيونية التحريض عليها فاننا نقول له وبالفم الملآن ليلعب في غير هذا الملعب وليخيط بغير مسلّة الفتنة».
موقف الحريري استدعى بيان رد من التيار اسف فيه « ان يصدر عن الأمين العام لتيار المستقبل كلام طائفي بغيض يدلّ على التحريض الذي يقوم به المكوّن الذي ينتمي اليه، ويعرف احمد الحريري أننا في التيار الوطني الحر لا نمارس الإعلام الموجّه وبالتالي فإن مقدمات نشرات اخبار الاو تي في لا يكتبها التيار ولا رئيسه، ولم يتم حتى الاطلاع عليها وهذه المقدمّة بالذات لا تعكس موقف التيار الوطني، ولو اردنا ان نردّ على مقدّمات تلفزيون المستقبل لكان البلد في مكان آخر».
اقتصاديا وماليا، باشرت لجنة المال اليوم سلسلة جلسات لمناقشة موازنة 2020. في الموازاة، أعلنت وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ندى بستاني إرجاء فض عروض استيراد البنزين الى يوم الاثنين المقبل «إفساحا في المجال أمام شركات اخرى لاستكمال ملفاتها». وكانت 14 شركة اشترت دفتر الشروط وتقدمت شركتان بعرضيهما في مركز مقر المنشآت النفطية في الحازمية. وعقدت بستاني مؤتمرا صحافيا، قالت فيه ان «التأجيل جاء إفساحا في المجال للمزيد من المنافسة، خصوصا ان هناك شركتين طلبتا مزيدا من الوقت لاستكمال ملفاتهما».
سجال بين «المستقبل» و«التيار» على خلفية مقدّمة OTV
أحمد الحريري: باسيل يراهن على فتنة سنية – شيعية
اشعلت مقدّمة اخبار OTV المسائية التي تناولت فها دور رؤساء الحكومات السابقين في ما آلت اليه اوضاع البلد، حرب البيانات على جبهتي «التيار الوطني الحر» و»تيار المستقبل».
وسأل الامين العام لـ»تيار المستقبل» احمد الحريري في بيان، «من هو عبقري الفتنة الذي افتى لمحطة OTV التابعة لـ»التيار الوطني الحر» بتلك المقدمة السياسية التي بثتها مساء امس، بكل ما تنضح فيه من كراهيات تُصيب العيش المشترك والسلم الأهلي في الصميم»؟.
واشار الى «ان محطة «التيار الوطني الحر» إنبرت امس لكلام خطير يرد ازمات لبنان والحروب الاهلية والمشاكل الاقتصادية من الخمسينيات حتى اليوم الى رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا». وقال:»لم تترك المحطة شائنة الا والصقتها برؤساء الحكومات، وما تعنيه رئاسة الحكومة في لبنان، لتنتهي الى تحريض المسلمين على بعضهم البعض، وتعبيد الطريق الى فتنة مذهبية».
وقال الحريري «كبيرة على رقاب كل من في «التيار الوطني الحر»، ان يتمكنوا من اعادة عقارب الساعة الى الوراء ونبش اوكار الفتن. واذا كان جبران باسيل يراهن على فتنة بين السنّة والشيعة ويكلّف محطته التلفزيونية التحريض عليها فاننا نقول له وبالفم الملآن ليلعب في غير هذا الملعب وليخيط بغير مسلّة الفتنة».
واعتبر «ان حالة الإنكار المؤسفة التي تعيشها قيادة «التيار الوطني» لا تبرر الهروب من مواجهة التحديات بتزوير التاريخ ونبش الأحقاد التي كلّفت اللبنانيين افدح الخسائر».
«التيار» يردّ: ولاحقاً، ردّت اللجنة المركزية للاعلام في «التيار الوطني الحر» على احمد الحريري في بيان جاء فيه «من المؤسف ان يصدر عن الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري كلام طائفي بغيض يدلّ على التحريض الذي يقوم به للمكوّن الذي ينتمي اليه، ويعرف احمد الحريري اننا في «التيار الوطني الحر» لا نمارس الإعلام الموجّه، وبالتالي فإن مقدمات نشرات اخبار الـOTV لا يكتبها التيار ولا رئيسه، ولم يتم حتى الاطلاع عليها وهذه المقدمّة بالذات لا تعكس موقف التيار الوطني، ولو اردنا ان نردّ على مقدّمات تلفزيون المستقبل لكان البلد في مكان آخر».
اضاف البيان «والحقيقة ان سياسة التيار الوطني الحر تقوم على التقريب بين اللبنانيين منعاً للفتنة وبالتحديد بين الطائفتين السنيّة والشيعية وهذا ما دفع بنا الى اجراء تسوية سياسية وفّرت الاستقرار والأمن في البلاد لكنها للأسف الحقت بنا اظلم النعوت بتهم جائرة عن الفساد والتغطية عليه».
وختم بيان التيار «للأسف الوقت الآن لتأليف حكومة منتجة تنقذ البلد من الإنهيار الإقتصادي، وليس الوقت للتحريض السياسي الطائفي اخذاً البلد نحو الفتنة المحرّمة من قبلنا مهما كلّفتنا من اثمان».
… وردّ على الردّ: ولم يتأخّر ردّ «تيار المستقبل» على ردّ» «التيار البرتقالي، فاصدرت هيئة شؤون الاعلام في «المستقبل» بياناً جاء فيه «كان يجدر بـ»التيار الوطني الحر» ان يعلن اسفه على نشر وتعميم مقدمة محطة الـ»otv» الناطقة باسمه، وان يتبرأ منها قبل انتشارها وتعميمها على وسائل الاعلام، لا ان يُبدي الأسف على قيام الأمين العام لـ»تيار المستقبل» احمد الحريري بتعرية ما تضمنته من تحريض وفتنة، لأن ما ورد في المقدمة يُمثّل قمة التجنّي على التاريخ وقمة الاعتداء على الدور التاريخي لرؤساء الحكومات، وبينهم ثلاثة شهداء سقطوا في ميدان الدفاع عن لبنان وكرامته ووحدته الوطنية.
ولفت الى «ان تبرؤ «التيار الوطني الحر» من المقدمة يؤكد صوابية تصريح احمد الحريري، وهو امر جيد يُسجّل لهم، لكنه لا ينفي الحقيقة التي يعرفها كل اللبنانيين بأن محطة الـ «otv» هي الناطق الرسمي باسم التيار ورئيسه».
اضاف البيان «اما اتّهام «تيار المستقبل» بالتحريض الطائفي فمردود لأصحابه في «التيار الوطني الحر» الذي يتبارى نوابه والمسؤولون فيه على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي في شنّ حملات القدح والذم بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري. فهل هؤلاء ايضاً لا يعبّرون عن رأي «التيار الوطني الحر»؟ وهل يريدون من اللبنانيين ان يصدّقوا ان محطة «otv» محطة مستقلة سياسياً واعلامياً، ولا تتبارى، منذ اسابيع، مع نواب التيار ومسؤوليه، في فتح الهواء لكم من الاسفاف الرخيص بحق الحريرية الوطنية»؟
وختم بيان «المستقبل» «ان الذي كتب مقدمة محطة «otv» ليس ابن الامس، انه شخص يحمل ارثاً تاريخياً من الكراهيات الوطنية التي تطفو على جسد اصحابها كلما حاولوا الهروب إلى الأمام في إنكار الحقيقة والواقع».