الأخبار
الحكومة تدفن خطتها «الإصلاحية»: الأمر لحزب المصارف
MEA تهرّب الدولارات
ما بدأ في لجنة المال والموازنة النيابية، تكرّس أمس في السرايا الحكومية. خطة الحكومة لم يعد لها مكان بعدما «دُمجت» في خطة المصارف، وشرع رياض سلامة بتنفيذها من طرف واحد. أولوية الخطة المعدّلة سطو المصارف على أملاك الدولة، وحماية المصارف من أي إعادة هيكلة تخرج عن سيطرة الحاكم الأول
اجتماع السرايا الحكومية مساء أمس أزال «الغباش» عن أعين من كان يظن أن الحكومة لا تزال متمسكة بخطتها للإنقاذ المالي. هي في الأساس لم تدافع عنها، بل تولى المهمة وفد صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى أربعة من أعضاء الوفد المفاوض: ألان بيفاني، شربل قرداحي، جورج شلهوب وهنري شاوول. استقال بيفاني وشاوول، ولم يبق سوى قرداحي وشلهوب، «يواجهان» وحدهما حيتان المال الذين يصرّون على إبعاد كأس تحمّل مسؤولية الخسائر عنهم، مقابل نقلها إلى الشعب اللبناني بكامله. فطبع العملة مستمر بكميات هائلة، تساهم في رفع سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية، مقابل إجراء هيركات على السحوبات النقدية، التي تخسر أكثر من نصف قيمتها الفعلية.
اجتماع أمس، بحسب مصادره، دفن خطة الحكومة، التي سيجري استبدالها بـ«خطة بديلة»، مبنية عملياً على خطة المصارف. وأضافت المصادر إن «الخطة البديلة» تفتح باب السطو على أملاك الدولة ومؤسساتها، عبر وضع صندوق إدارتها في عهدة مصرف لبنان، علماً بأن وزير المالية كان قد شرع بداية هذا الشهر بالطلب إلى الوزارات والمؤسسات الرسمية قوائم بممتلكاتها. وإذ ستخصص عائدات هذا الصندوق لإطفاء خسائر القطاع المصرفي، فإن تنفيذ خطة المصارف سيراعي، بالشكل، بعضاً من بنود خطة الحكومة، بما لا يؤثّر على التوجّه العام للخطة، التي بدأ رياض سلامة تطبيقها أمس، عبر إصداره مذكرة يؤلف فيها لجنة لإعادة هيكلة المصارف بما يناسبه.
في الخطة المتوقع أن تسوّق بوصفها خلاصة الاتفاق بين المصارف والحكومة أو خلاصة الجمع بين خطط الطرفين، ستطرح مسألة استعمال جزء من رساميل المصارف لإطفاء الخسائر (بعدما كانت الخطة الحكومية تنص على استخدام كامل الرساميل)، مقابل استخدام جزء صغير من الودائع الكبيرة (أقل من ألف حساب) وتحويل نسبة صغيرة منها إلى أسهم في المصارف، لكن بما لا يؤثر بصورة كبيرة على التوزيع الحالي لنسب الملكيات الحالية للبنوك.
ولأن هذه الخطوة بحاجة إلى تسويق، فقد طلب من شركة «لازارد» الحضور إلى لبنان لإبلاغها بالخطة الجديدة، التي تحتاج عملياً إلى «موافقتها»، كونها المسؤولة عن عملية التفاوض مع الدائنين. وعليها أن تكون مقتنعة بخطة الخروج من الأزمة لكي تسعى إلى التوافق مع الدائنين.
واستكمالاً لانقلاب حزب المصارف على الخطة الحكومية، أطلق سلامة، عبر مذكرة أصدرها أمس، عملية إنقاذ المصارف من دون أي اعتبار للحكومة أو لصندوق النقد. ثبّت استقلاليته و«حقه» في إدارة الأزمة كما يحلو له، في ظل تواطؤ حكومي أو عجز غير مسبوق. الحاكم بأمره أصدر مذكرة أنشأ فيها «لجنة هيكلة المصارف»، تضم:
بشير يقظان، نائب الحاكم، رئيساً للجنة؛
بيار كنعان، مدير الشؤون القانونية في مصرف لبنان، عضواً؛
كارين شرتوني، مديرة وحدة الامتثال في المصرف، عضواً؛
مروان مخايل، من لجنة الرقابة على المصارف، عضواً؛
ربيع نعمة، نهال يموت، نعمة حنتس، من لجنة الرقابة على المصارف، عضواً؛
وليد روفايل، روجيه داغر، ألان ونّا، من جمعية المصارف، عضواً.
ومن خلال اللجنة، سيكون سلامة قادراً على فرض ما يشاء من معايير للدمج أو لإعادة الهيكلة. طريقة التعيين تُشكّل إهانة للجنة الرقابة على المصارف التي كان يفترض أن تقوم وحدها بتقديم اقتراحات لمعالجة أوضاع المصارف إلى الهيئة المصرفية العليا، فإذا بسلامة يضع تراتبياً أسماء الأعضاء من موظفي المصرف المركزي قبل أسماء ممثلي اللجنة.
سلامة فعل ما يحلو له، وهو تحت هذا العنوان لن يُجادل بقراره، وإن أشرك جمعية المصارف في عملية إعادة الهيكلة، بثلاثة من أعضاء اللجنة. المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اللعب على المكشوف. ولن يكون مستبعداً، على سبيل المثال، دمج ثلاثة مصارف مفلسة لينتج منها مصرف كبير مفلس. ولن يكون مستبعداً إنقاذ مصارف لمجرد أن صاحبها قريب من سلامة، كما لن يكون مستبعداً إنقاذ مصارف من أموال مصرف لبنان (مال عام)، بذريعة تحفيز دمج المصارف وإعادة هيكلتها بقروض مدعومة!
الراعي: حزب الله سبب الأزمة
ليس بعيداً عن حزب المصارف، أكمل البطريرك الماروني بشارة الراعي النسج على منوال الحياد بوصفه الحل السحري لمشاكل لبنان. وفي مقابلة مع «فاتيكان نيوز»، كان الراعي أوضح من ذي قبل في تحميل مسؤولية الوضع الراهن إلى حزب الله، فاعتبر أن «هناك نوعاً من الهيمنة من طرف حزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية، ما سبّب أزمة سياسية في البلد». ورأى أن «لا خلاص للبنان إلا من خلال نظام الحياد الفاعل والإيجابي والملتزم، وهذا يخرجنا من هيمنة أي فئة لبنانية، وكذلك من النزاعات والصراعات السياسية أو العسكرية الإقليمية والدولية».
وقال إنّ لبنان اليوم متروك من الدول العربية، ولا سيّما دول الخليج، إضافة الى الدول الأوروبية والولايات المتحدة وهم يقولون إنهم لا يستطيعون مساعدة لبنان بسبب هيمنة حزب الله. وأضاف: «لسنا ضد حزب الله، بل نقول إننا نريد العيش مع بعضنا البعض بالمساواة ولبناء سليم للمجتمع اللبناني، ولا حلّ إلا بالخروج من الأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة».
وأشار الراعي إلى أنه سيصل في مسعاه إلى الأمم المتحدة، بعد أن يطرحه مع سفراء الدول الأجنبية والعربية، ثمّ مع الكرسي الرسولي.
إعفاء من قيصر
من جهة أخرى، بدأت الحكومة اللبنانية مسعاها لتجنب تداعيات قانون قيصر على لبنان. وقد سلمت وزارة الخارجية طلباً رسمياً إلى واشنطن، عن طريق السفير اللبناني غابي عيسى، تطلب فيه إعفاءها من الالتزام بقانون العقوبات الأميركية على سوريا في ثلاثة مجالات:
استجرار الطاقة وتسديد ثمنها إلى سوريا.
مرور الشاحنات اللبنانية التي تنقل البضائع عبر سوريا، وتسديد رسوم الترانزيت لها.
استيراد وتصدير المنتجات الزراعية بين لبنان سوريا.
وبحسب مصادر في «الخارجية»، من المتوقع أن توافق الولايات المتحدة الأميركية على طلب الإعفاء اللبناني.
MEA تهرّب الدولارات
في وقت تستجدي فيه البلاد دولاراً لتغطية استيراد كلفة الرغيف، تجهد شركة طيران الشرق الأوسط في حماية دولاراتها عبر «تهريبها» إلى حساباتها في الخارج، مراكمة الفوائد التي جنتها الشركة الوطنية من الأزمات المتلاحقة من «كورونا» إلى أزمة الدولار (تقرير هديل فرفور).
مُعظم الأموال التي يدفعها المُسافرون الراغبون في السفر على متن شركة طيران الشرق الأوسط عبر بطاقات الدفع الدولية لا تدخل إلى لبنان، ويتم تحويلها إلى حسابات تابعة للشركة في الخارج. هذا ما يؤكّده مصدر في أحد المصارف رفض أخيراً تحويل أموال عدد من زبائنه إلى حساب الشركة في الخارج، فيما تدعم شبهة «تهريب» الأموال شهادات عدد من أصحاب مكاتب السفر، أكّدوا أن الـ«ميدل إيست»، منذ أشهر، تحوّل أموال التذاكر التي يُسدّدها المُسافرون «أونلاين» عبر بطاقات الدفع إلى حساباتها في الخارج، ومن ضمنها حسابها في لندن، في وقتٍ تستجدي فيه البلاد دولارات لتغطية استيراد الرغيف والمحروقات.
وفي ظلّ انهيار شامل تعانيه البلاد، تجهد الشركة الوطنية للاستثمار في الأزمات المتلاحقة ومراكمة أرباحها. في أزمة «كورونا»، مثلاً، ضاعفت الشركة أسعار بطاقاتها في عمليات إعادة لبنانيين من بلدان الاغتراب، متذرّعة بأن طائرت الإجلاء سُتقلع من مطار بيروت فارغة، وأنها ستعود بنصف حمولتها من الركاب بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي. لكن مسافرين أكدوا لـ«الأخبار» أنهم، في عزّ الأزمة، سافروا على متن طائرات الإجلاء في رحلات الذهاب، وأن هذه الطائرات كانت «شبه مُمتلئة وخلت من إجراءات التباعد». أحد الذين سافروا إلى فرانكفورت قال إنه أُجبر على حجز تذكرة سفر ذهاباً وإياباً على إحدى الرحلات التي كان يفترض أنها فارغة، رغم أنه كان يريد قطع تذكرة ذهاب فقط، «وقد فرضوا عليّ دفع 2400 دولار نقداً ثمن التذكرة». وبذلك، تكون الشركة قد حقّقت ربحاً مُضاعفاً، إذ استفادت من رفع أسعار التذاكر للوافدين إلى لبنان وفي الوقت نفسه لـ«الهاربين» منه!
الاستثمار طال أيضاً فحوصات الـ pcr. فمن المعلوم أن كلفة إجراء الفحص حُدّدت بـ 100 دولار (أصبحت 50 دولاراً لاحقاً) يدفعها الوافد إلى شركة الطيران في البلد الذي يأتي منه، على أن تُسلّم أموال الفحوصات (بالدولار بطبيعة الحال) إلى شركات تقديم الخدمات الأرضية. وثمة شركتان تقدّمان الخدمات الأرضية في مطار رفيق الحريري الدولي، هما شركة meag التابعة لـ«ميدل إيست»، وlat. وبما أنّ أموال الفحوصات تُسدّد إلى المختبرات اللبنانية بالليرة، فإنّ هناك نسبة تنجم عن الفارق في تصريف الدولارات تذهب إلى «جيب» الشركة.
دائرة العلاقات العامة في الشركة رفضت، في مراسلات مع «الأخبار»، التعليق على المعلومات حول تحويل أموالها إلى الخارج، واكتفت بالاستفاضة في الحديث عن فحوصات الـ pcr، مؤكدة أنّ هذه الأخبار «عارية من الصحة»، و«الشركة تتحمل على نفقتها الخاصة كامل تكاليف الفحوصات، وأن الإجراء المتبع في الدول التي لا يتوافر فيها فحص الـ PCR يقضي بأن يخضع مسافرو شركة طيران الشرق الأوسط لفحص أوّل على نفقة الشركة لدى وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وفحص ثانٍ على نفقتهم الخاصة بعد 72 ساعة في أحد المختبرات المعتمدة وفق إرشادات وزارة الصحة العامة». وعن تكاليف التذاكر المرتفعة والتفاصيل المرتبطة برحلات الإجلاء، أكدت الشركة أن «أسعار التذاكر مخفضة وهي تنافس أسعار الشركات الأخرى (…) ومن صرح بذلك غير مطلع على الأسعار».
إلا أن مصادر «الأخبار» تؤكد أن الشركة أضافت كلفة إجراء فحص الـ pcr على بدل التذكرة، وبالتالي «لا صحة للحديث عن مجانية الفحص على حساب الشركة. أما المُسافرون على متن شركات طيران أخرى فيدفعون بدل الفحص في المطار بالدولار، وتسلّم الأموال الى meag وlat، ويذهب فارق تصريف التسعيرة بغالبيته الى الميدل إيست». ولفتت الى أن أسعار التذاكر التي تبرزها بعض المكاتب «كفيلة بدحض مزاعم الشركة في شأن أسعارها المخفضة».
أموال شركات الطيران لا تزال محتجزة في لبنان
يعود إصرار بعض شركات الطيران في لبنان على الدفع بالدولار نقداً ثمن تذاكر السفر، إلى احتجاز أموالها في مصرف «سيتي بنك» الذي جمّد عمليات تحويل الأموال إليها، بناءً على طلب مصرف لبنان. ومعروف أن المصرف المذكور معتمد من قبل الاتحاد الذي «يجبي» من مكاتب السفر في لبنان فواتير بيع التذاكر وفق خطة الفوترة والتسوية (Billing and Settlement Plan/ BSP) لمصلحة اتحاد الطيران الدولي (أياتا) الذي يوزع بدوره الأموال على شركات الطيران. فعلى سبيل المثال، يحتجز المصرف 10 ملايين دولار لشركة الطيران الإثيوبية التي تُصرّ في المقابل على تقاضي بدلات التذاكر في لبنان بالدولار نقداً.
دولار للطيران وإلا الانهيار خلال شهر
فعلياً، يقوم قطاع السفر في لبنان حالياً على هجرة العمال الأجانب وبعض اللبنانيين الذين يملكون جنسيات أخرى أو اللبنانيين الراغبين في الهجرة الدائمة. ممثل اتحاد وكالات السياحة والسفر زياد العجوز قال لـ«الأحبار» إن حركة السفر في لبنان حالياً لا تتجاوز الـ 5% من الحركة المعتادة قبل أزمتي الدولار وكورونا، مُتوقّعاً «صمود» القطاع في حال بقاء الوضع على ما هو عليه «لمدة شهر واحد فقط».
ويعود غلاء أسعار البطاقات إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية، إذ إن كلفة «أرخص» تذكرة تُقدّر بمليونين ومئة ألف ليرة (300 دولار إلى القاهرة على أساس 7000 ليرة)، فيما تصل كلفة التذكرة إلى باريس إلى سبعة ملايين ليرة (1000دولار، فيما كانت التذكرة سابقاً بـ 500 دولار). وفي هذا السياق، يقترح العجوز تخصيص دولار مدعوم للطيران، أسوة بما تم اعتماده بما خص الفنادق، لإنعاش القطاع والحؤول دون تدميره نهائياً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللواء
الشارع يغلي.. ووعود غجر الفارغة تصيب المازوت!
اعتراض أمريكي على خطة إعادة النازحين.. ووعد بدراسة بعض الإعفاءات من قانون قيصر
حتى مولدات الكهرباء، تتجه إلى أزمة تقنين خانقة، على خلفية شح المازوت المهرّب أو المتبخر، الأمر الذي فاقم حركة الاحتجاجات في الشارع، من العاصمة إلى المناطق وسائر الأقضية والمحافظات، في وقت يطعم فيه وزير الطاقة ريمون غجر «بدم بارد» المسؤولين في الحكومة، والمواطن المستنزف «جوزاً فارغاً».
وآخر وعود الوزير، الذي شارك في اجتماعين ترأسهما الرئيس حسان دياب في السراي الكبير، الأوّل لمجلس إدارة كهرباء لبنان، والثاني مع شركات النفط بمشاركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ان أزمة الكهرباء في طريقها إلى حل ممرحل.. فبعد وصول باخرة الأسبوع الماضي، ستصل ثانية قبل نهاية هذا الأسبوع، على ان تصل بواخر «غاز- اويل» الأسبوع المقبل، مما يؤدي- حسب الوزير- إلى زيادة في إنتاج الكهرباء..
وعن عودة الكهرباء إلى بيروت الإدارية، والتي كانت تتغذى من 20 إلى 22 ساعة، فهي بحاجة إلى عودة إنتاج الكهرباء بشكل طبيعي.. أي إنتاج 1700- 1800 ميغاوت من خلال عمل المعامل كافة، متوقعاً ان تعود التغذية الأسبوع المقبل.
واستغربت مصادر سياسية بارزة كلام الوزير غجر عن وعده بتحسن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي ابتداء من منتصف الاسبوع المقبل وهو نفس الكلام الذي قاله الأسبوع الماضي ولم تتحسن نسبة زيادة التغذية، ما يعني ان على المواطنين الاعتياد على ازمة انقطاع الكهرباء طويلا وبلا أفق. اذ لا يعقل ان يطلق الوزير غجر وعودا لا تتحقق بل تزداد الامور سوءا ولم يعد أحداً مسؤولا والمواطن وحده يتحمل الخسائر والمعاناة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن كل لبنان ولا احد يحاسب احدا.
واضافت: لا يقتصر قصور الوزير غجر بملف الكهرباء فقط بل ان ادارته لملف المازوت والازمة المترتبة عن سوء المعالجة توازي العجز بملف الكهرباء او اكثر لاسيما مع اعترافه بعدم القدرة على احاطة هذه المشكله ووضع حد لها.
وتوقعت المصادر حدوث ردات فعل وتحركات واسعة النطاق سياسيا وشعبيا ضد سوء ادارة مشكلة الكهرباء والمازوت والمطالبة باستقالة وزير الطاقة الفاشل من منصبه.
ولئن كانت الاجتماعات، تنقلت في السراي الكبير من الكهرباء إلى النفايات، فإن الاجتماع المالي كان أبرزها، في إطار السعي إلى توحيد أرقام الخسائر، وهو الطلب الملح لصندوق النقد الدولي، لاستئناف المفاوضات المتوقفة، فإن الأنظار تتجه إلى تطورين متوقعين:
1 – مجيء وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، والمرتبطة باجتماعات وانتظارات معينة… مؤكداً حرص بلاده على مواكبة بدء لبنان بتطبيق الإصلاحات..
2 – ما ستبلغه الإدارة الأميركية للبنان، بالطرق الدبلوماسية، بعد ان تحدد الخارجية موعداً لسفير لبنان في الولايات المتحدة، لتسليم وزير الخارجية مايك بومبيو رسالة من الوزراء ناصيف حتي، لجهة إعفاء لبنان من عقوبات يفرضها قانون قيصر، وتتعلق بالكهرباء والترانزيت والمنتجات الزراعية..
ولم ينعقد مجلس الوزراء أمس كالمعتاد، على ان يستأنف نظام الجلستين الأسبوع المقبل.
وكشفت مصادر وزارية ان المجلس بصدد إصدار عدد من التعيينات في الجلسات المقبلة، لا سيما في وزارة الاشغال العامة والنقل.
وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان موضوع عودة مدير عام المالية آلان بيفاني عن استقالته يساهم في ايجابية استكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي تأخرت كما هو واضح.
واكدت المصادر ان المفاوضات يراد لها ان تتم بوتيرة متسارعة للوصول الى خلاصات قريبة أقله في ما خص توجه الصندوق في المرحلة المقبلة كما في إمكانيات تنفيذ مطالبته بالأصلاحات.
لفتت مصادر مطلعة عبر «اللواء» الى انه بعد اقرار ورقة عودة النازحين يفترض اجراء الاتصالات اللازمة مع المعنيين من اجل الوصول بها الى نهايتها.
اعتراض أميركي على خطة إعادة النازحين
واستبق مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر الجواب الرسمي بالقول: ان مشروع قانون قيصر، لا يجب ان يؤذي لبنان، وقال: «سيؤذي فقط اللبنانيين الذين يريدون التعامل مع نظام الأسد، أو يبرمون صفقات نيابة عن نظام الاسد».
وبالنسبة للصادرات اللبنانية إلى الخليج، أشار إلى إمكانية اجراء ترتيبات للاعفاء من العقوبات.
وأكّد في حديث مع Alpha octopus ان سوريا، بعد قانون قيصر لن تعود قادرة على استخدام لبنان لتبييض الأموال.. لكنه استدرك ان بلاده ملتزمة بمساعدة لبنان على تحمل عبء اللاجئين السوريين على أراضيه.. مما يعني، حسب الدبلوماسي الأميركي ان الوقت ليس مناسباً لعودة هؤلاء إلى ديارهم..
واعتبر شنكر ان الحكومة لم تفعل الكثير لدفع الأمور إلى الامام، بسبب تحالفها مع حزب الله، المعارض القوي للاصلاح المالي، لأنه سيضر بقدرته على جني أرباح من المؤسسات المالية اللبنانية.
سياسياً، يترقب لبنان نتائج الاتصالات واللقاءات التي اجراها وسيستكملها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مع عدد من الدول الخليجية، وربما لاحقاً مع مصر، للحصول على دعم ومساعدات قدر المستطاع تنتشل الوضع من قعر الهاوية، فيما بقيت دعوة البطريرك بشارة الراعي الى توفير حياد لبنان موضع نقاش وردود فعل مباشرة وغير مباشرة، حيث اعتبر الرئيس عون امام وفد من تجمع العلماء المسلمين، «ان موضوع الحياد لا يعني تنازل الدول عن حقها بالدفاع عن نفسها، ومن هنا علينا ان نبقى على موقفنا، بحيث اننا لن نعتدي على احد ولن نؤيد الخلافات والحروب مطلقاً، فيما نحن مُلزمون الدفاع عن انفسنا أكنا حياديين او غير حياديين».
واوضحت مصادر رسمية مطلعة على موقف الرئيس عون، ان موضوع الدعوة الى الحياد موضوع حساس وله تفسيرات مختلفة بين الجهات الرسمية والقوى السياسية، التي ينظر كلٌ منها الى الحياد من منظاره السياسي، عدا عن وجود مخاوف لدى البعض من ان تتحول مطالبة الامم المتحدة والمجتمع الدولي بضمان حياد لبنان الى نوع من التدخل اكثر في شؤون لبنان الداخلية وفرض إملاءات وشروط سياسية عليه.
مالياً، صدرت عن مصرف لبنان المركزي مذكرة تفيد ان المصرف انشأ لجنة لإعادة هيكلة البنوك التجارية المتضررة ماليا في البلاد ودراسة ادائها.
كم قالت المذكرة ان مهمة اللجنة إعادة هيكلة البنوك، و«دراسة الأداء المالي للمصارف اللبنانية واقتراح الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة القطاع المصرفي».
الحريري ينفي التدخل ضد الحكومة
وسجلت دردشة للرئيس سعد الحريري من «بيت الوسط» مع الصحفيين، رداً مفصلاً على ما أثاره الرئيس دياب في مداخلته في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، فأعرب عن اسفه ان «يتحدث موقع رئاسة الحكومة بخطاب من نوع ان رئيس الحريري يتدخل لدى الدول العربية لمنعها من مساعدة لبنان، معتبراً ان الخطاب تدنى إلى أمور من الخيال، وهذا مرفوض، ونحن نساعد من دون ان نسأل.. «ولم اتصل بأحد ونقطة ع السطر.. وموقع رئاسة الحكومة تبهدل».
وحول جولة اللواء إبراهيم، قال الحريري: الخليج لم يتخل لحظة عن لبنان، فمن كان يقف مع لبنان، غير السعودية والامارات والكويت وقطر وعمان.. مشيرا إلى تصعيد إقليمي غير مسبوق، داعياً للبقاء على تواصل مع هذه الدول، والمحاولة لتأمين المساعدات..
وحول الحياد: تساءل الحريري من لم يطبق النأي بالنفس، حزب الله لم يطبق، نحن طبقناه، وتوقفنا عن الحديث عن سوريا.. واصفاً العلاقة مع المملكة العربية السعودية بالممتازة..
وتساءل رئيس الحكومة السابق عن الدرك الذي اوصل حزب كبير بالكهرباء إليه، بعد ان تسلمها منذ عشر سنوات (التيار الوطني الحر)، فماذا الذي احدثه في هذا القطاع، أم يريد تحميلنا وزر ثلاثين سنة..
وقال: هناك تصعيد إقليمي بين الولايات المتحدة وإيران، ونحن ندفع الثمن.
وكشف انه سيكون له كلام في 7 آب، عندما تنطق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالحكم المتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. داعياً إلى المضي بلبنان أولاً، مطالباً بالانفتاح على كل الدول، وأن يبقى الاقتصاداً حراً. وقال: هناك تعامل مع الانهيار الاقتصادي بالقطعة، وهذا لا يصح، لا بدّ من القيام بكل الإصلاحات اللازمة.
وكان الأهم، ما اعترف به النائب السابق سليمان فرنجية من ان 8 آذار ضائعة في الملف الاقتصادي.. داعياً لإيجاد بديل، قبل إسقاط هذه الحكومة.. مشيراً إلى اتصالات تجري لتسوية جديدة بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
ودار سجال «تويتري» ناعم بين الحريري وفرنجية لجهة تسوية الجديدة، والتي انتهت ان لا تسوية جديدة يعتزم الحريري القيام بها.
على صعيد الاحتجاجات، لم يسلم يوم أمس من قطع الطرقات تنديداً بانقطاع الكهرباء والمازوت في فصل الصيف والحر، فقد أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع: طريق المطار القديم- قرب المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى، مستديرة الجندولين- بئر حسن قرب قصر العويني، اوتوستراد الأسد بالاتجاهين، الجناح تحت جسر السلطان إبراهيم، اوتوستراد الجناح قرب فندق «الماريوت»، بالاطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات، ما أسفر عن زحمة مرور كثيفة في المناطق المذكورة، وسرعان ما اعيد فتح بعضها تباعاً.
صحياً، أعلنت أمس وزارة الصحة تسجيل 57 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وعلى صعيد الفحوصات، أجرى مستشفى رفيق الحريري الجامعي 1159 فحصاً خلال 24 ساعة، وعدد المصابين الذين يخضعون للمعالجة 40، وعدد المشتبه بها 13.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البناء
شينكر يتحدّث عن استثناء لبنان من «قيصر».. وأبو الغيط: «السلم الأهليّ مهدَّد في لبنان»
خلط أوراق سياسيّ في الوقت الضائع بانتظار إشارات الصندوق وعواصم الخليج
الحريريّ يتبرأ من التحريض.. وفرنجيّة: عندما يريد العودة للحكم سيتفق مع باسيل
تبدو الدعوات السياسية التي تتقلب عناوينها على إيقاع الصعود والهبوط في المواقف الخارجية، نوعاً من الضياع السياسي، ومسعى لخلط الأوراق في مرحلة الضبابية التي يفرضها غياب الوضوح في الخيارات الأميركية الجدية نحو لبنان، بين اندفاعة التصعيد التي بدأت قبل شهر، والتجميد الذي أصابها قبل أسبوع، وفقاً لتقييم مصدر متابع للوضعين السياسي والمالي وعلى صلة بمفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي، وضمن هذا الضياع وهذه الضبابية يضع المصدر الكلام عن الحياد، الذي ضاعت صورته بالتوضيحات التي أرفقها به كل من البطريرك بشارة الراعي ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بجعله نسخة من دعوات النأي بالنفس، وكل من الدعوتين تصطدمان بكون المشكلة الحقيقيّة في العلاقات اللبنانية الأميركية ليست كما يصفها الراعي والحريري كنتاج لأزمة إيرانية أميركية، بل هي نتاج التبني الأميركي الكامل لمواقف قادة كيان الاحتلال من قضايا تتصل وجودياً وسيادياً بعناوين لبنانية مفصلية، كقضية مصير اللاجئين الفلسطينيين في أي حل ترعاه واشنطن للقضية الفلسطينية، وقضية ترسيم الحدود البحريّة وثروات الغاز والنفط، وقضية السيادة اللبنانية التي يواصل جيش الاحتلال انتهاكها جواً وبراً وبحراً، بينما يمنع الجيش اللبناني من الحصول على شبكات دفاع جوي مقتدرة، ووفقاً للمصدر يؤكد هذا كون المشكلة لم تنته عندما وقعت إيران وأميركا على الاتفاق النوويّ، وطالما أن هدف الدعوات هو ضمان دعم أميركي يترجم مالياً عربياً ودولياً، فدون هذا الدعم الالتزام الأميركي بمصالح ورؤى كيان الاحتلال، وبدلاً من الحديث على هيمنة حزب الله على الحكومة والحياة السياسية كتوصيف لتمسك الحكومة بثوابت سيادية، لم لا يتم الحديث عن هيمنة «إسرائيلية» على القرار الأميركي والسياسة الأميركية حول لبنان، وهل يستطيع دعاة الحياد والنأي بالنفس الحصول على موقف أميركي واحد رافض للتوطين؟
يقول المصدر المتابع إن كلام معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر عن الاستعداد الأميركي لمنح لبنان استثناء من العقوبات التي فرضها «قانون» قيصر، يمثل إشارة إيجابية، لكنه لا يزال غامضاً طالما يحصر الأمر بتجارة الترانزيت نحو الخليج، فهل التجارة نحو العراق غير مشمولة بالاستثناء؟ وهل استجرار الكهرباء أيضاً؟ وهل هذا التحسن الجزئي ناتج عن دعوات الحياد والنأي بالنفس أم عن القلق من سلوك لبنان خيارات راديكالية عبرت عنها دعوات المقاومة؟
بالتوازي، لفت الانتباه كلام للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، يتوقع تعرض السلم الأهلي للخطر، فيما بدا تلويحاً بالعبث الأمني يشبه تلميحات أبو الغيط التي سبقت تدهور الأوضاع في ليبيا وسورية، وهو ما ربطته مصادر أمنيّة بحال الفوضى التي تتسع من حول المنطقة سواء في ليبيا أو بعودة ظهور داعش في العراق أو بتورط ميليشا قسد في شرق سورية بأنشطة استفزازية تمهد لدورة عنف في المنطقة بدعم من القوات الأميركية التي اتهمتها موسكو بالتحريض على أعمال العنف في جنوب سورية.
بالتزامن مع كلام شينكر عن استثناء لبنان من العقوبات على سورية تجارياً، تحدثت مصادر حكومية عن إيجابيات في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، رغم كل محاولات التشكيك بالأرقام الحكومية، ورغم التشكيك بالخطة الحكومية وبفعالية العمل الحكومي، وهو كان موضوع تكرار للاتهامات الموجهة للحكومة في دردشة صحافية للرئيس الحريري الذي تبرأ من تهمة تحريض الحكومات العربية لعدم تقديم المساعدة للبنان، ليصعد الهجمة على الحكومة ورئيسها، بينما كان كلام لافت لرئيس تيار المردة عن الحريري، قال فيه إن الرئيس الحريري إذا قرر العودة للحكم سيعود من بوابة السعي للتفاهم مجدداً مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، داعياً لعدم السعي لإسقاط الحكومة أو العهد لأن الفراغ ليس بديلاً على الإطلاق.
خليّة نحل في السرايا
وفيما يُنتظر أن تترجم الإشارات الإيجابية التي حملتها جولة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على أرض الواقع، توزع المشهد السياسي أمس بين مثلث: السرايا الحكومية التي تحولت الى خلية نحل واجتماعات متتالية لمتابعة الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية والبيئية بحضور الوزراء المعنيين وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونواب الحاكم ورئيس جمعية المصارف سليم صفير، وبين بيت الوسط حيث أطلق الرئيس سعد الحريري سلسلة مواقف سياسية، وبين الشارع الذي شهد وقفات احتجاجية وقطع طرقات شملت بعض أحياء الضاحية الجنوبية وبيروت بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وعقد رئيس الحكومة حسان دياب اجتماعات عدة مع الوزراء بحث خلالها إنتاجية كل وزارة ومشاريعها ووقف الهدر ضمن إداراتها، واستكملت الاجتماعات باجتماع مع وزير الطاقة ريمون غجر بحث في ملف الكهرباء واجتماع آخر انضمّ إليه اللواء عباس ابراهيم بحث في ملف النفط، حيث أكد غجر أنّ الكهرباء ستعود إلى بيروت الإدارية وغيرها خلال الأسبوع المقبل. كما عقدت اجتماعات في ملفات ملحة لا سيما أزمة النفايات اضافة الى اجتماعين ماليين الأول بحضور حاكم المصرف المركزي وجمعية المصارف والثاني بحضور الحاكم والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
اجتماع ماليّ
وأفادت مصادر السرايا لـ«البناء» حول الاجتماع المالي الى أن «المواقف ايجابية باتجاه الاتفاق على مقاربة واحدة للخسائر وأن الاجتماعات مع صندوق النقد الدولي لم تتوقف». وعقد امس اجتماع بين وفد الصندوق ووزارة الطاقة حول ملف الكهرباء. وأشارت مصادر وزارية معنية لـ«البناء» أن «المواطنين سيلمسون التحسن التدريجي بالتغذية الكهربائية خلال أيام قليلة بعد أن وصلت بواخر الفيول واتمام الإجراءات اللوجستية والادارية والقانونية اللازمة للبدء بتوزيع الفيول على المحطات»، نافية الحديث عن أزمة كهرباء، مشيرة الى أن «مشاكل قطاع الكهرباء معروفة وموجودة منذ الحكومات السابقة وليس وليدة اليوم من فتح الاعتمادات في الخارج الى عمليات التفريغ والفحوصات والتوزيع الى مشاكل تقنية وهدر فني ومالي؛ وبالتالي لا يمكن تحميل الحكومة الحالية أو وزير الطاقة المسؤولية».
وفيما تشكك مصادر مصرفية بالخطة المالية والأرقام التي قدمتها الحكومة، لفت مستشار رئيس الجمهورية شربل قرداحي الى أن «الخطة الإقتصادية التي قدمتها الحكومة وعلى أساسها يتم التفاوض مع صندوق النقد والدائنين، هي الخطة الصحيحة والقاعدة الصالحة»، مضيفاً: «لا أرى بالخطة التي قدمتها المصارف أي إمكانية لإعادة تصحيح الوضع الاقتصادي أو إعادة السيولة».
في غضون ذلك أثار كلام النائب فؤاد مخزومي عن أن مصرف لبنان سيصدر تعميماً يمنع اللبنانيين من الحصول على مبالغ محولة من الخارج بالدولار (Fresh money) وسيقوم بتحويلها الى ليرة لبنانية بسعر السوق، ولكن مضاعف مرتين، جدلاً واسعاً لدى الأوساط الشعبية والمصرفية، إذ نفت مصادر مصرف لبنان نفياً قاطعاً ما أدلى به مخزومي، أكدت المصادر أن «الأموال الجديدة المحولة من الخارج عبر المصارف Fresh Money سيبقى تسلمها بالدولار من قبل العملاء». وقالت مصادر مصرفية لـ«البناء»: «لا نعرف من أين جاء مخزومي بهذه المعلومات! ولكنها غير دقيقة وقد نفى مصرف لبنان ذلك ولا علم للمصارف بأي إجراء من هذا النوع».
لجنة «هيكلة المصارف»
وفي موازاة ذلك، أصدر مصرف لبنان مذكرة ادارية نصت على انشاء لجنة تسمى «لجنة اعادة هيكلة المصارف» مهمتها إعادة هيكلة البنوك، و»دراسة الأداء المالي للمصارف اللبنانية واقتراح الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة القطاع المصرفي».
وجاء في نص المذكرة، أن مهام اللجنة «دراسة إعادة هيكلة المصارف اللبنانية. واقتراح التعديلات الضرورية على الضوابط الاحترازية (Regulations Prudential) لعمل المصارف».
وأوضح رئيس قسم البحوث والتحاليل الاقتصادية في مجموعة بنك «بيبلوس» نسيب غبريل لـ»البناء» «أن إنشاء هذه اللجنة خطوة تؤكد أن الجهة الرسمية المخولة بأن تشرف على اعادة هيكلة القطاع المصرفي هي مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف». مضيفاً أن «وجود ممثلين عن جمعية المصارف هو مؤشر إيجابي إذ أن الجهة المعنية يجب أن تكون في صلب اتخاذ القرارات في هذا الموضوع وتشكيل اللجنة هي خطوة أولى لمسار سيستغرق وقتاً طويلاً». واضاف غبريل أن «مصرف لبنان أشرف على عمليات دمج وتملك المصارف منذ أوائل التسعينيات، حيث كان في السوق اللبناني قرابة 82 مصرفاً وأشرف المصرف المركزي على عمليات الدمج والتملك التي أدت الى تراجع العدد الى 47 مصرفاً تجارياً، بالإضافة الى 16 مصرفاً للتسليف المتوسط والطويل الأجل تابعين للمصارف التجارية».
وسجل سعر صرف الدولار أمس، تراجعاً طفيفاً في السوق السوداء بين 8000 ليرة لبنانية للشراء و8300 ليرة لبنانية للمبيع.
وفي حين تتهم مصادر حكومية جهات خارجية وداخلية على رأسها قطاع المصارف بالمضاربة على الدولار عبر شراء كميّات كبيرة من الدولار من الأسواق لتحقيق أرباح والإبقاء على سعر الدولار مرتفعاً لاستخدامها سياسياً في الضغط على الحكومة تماهياً مع الضغوط الأميركية على لبنان، فسّر خبراء مصرفيون لـ»البناء» سبب هذا التأرجح بسعر الصرف، لافتين الى أن «شح السيولة بالعملات الأجنبية وتعدد أسعار صرف الدولار ووجود سوق موازية أو سوق سوداء للدولار سببه أزمة ثقة حادة ادت الى ازمة السيولة الحالية». مضيفين: «مَن يضارب بالدولار ويعول على هلع المواطن هم المتلاعبون في السوق السوداء. الحل يأتي من خلال صدمة إيجابية تساهم ببدء استعادة الثقة مما يؤدي الى ضخ سيولة وتوحيد اسعار الصرف، وهذه الصدمة الإيجابية تأتي من بدء تطبيق الإصلاحات البنيوية وإعادة هيكلة القطاع العام قبل الوصول لاتفاق تمويلي مع صندوق النقد».
أزمة نفايات
وفيما تتكدّس الازمات المختلفة على رأس المواطن والحكومة، بدأت تلوح في الأفق ملامح أزمة نفايات معقدة. إذ أعلن اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية وبلدية مدينة الشويفات التوقف عن استقبال كميات النفايات الإضافية التي لا ينص عليها قرار مجلس الوزراء والتي تشمل نفايات مدينة بيروت وقضاء الشوف وعاليه وقرى بعبدا والاكتفاء باستقبال نفايات الضاحية ومدينة الشويفات اعتباراً من تاريخ 31/07/2020. واعتبر الاتحاد ان «الضرر المادي والبيئي والمعنوي كبير جداً بسبب مطمر الغدير – كوستابرافا ومجلس الوزراء لم يف بوعوده تجاه الشروط والمعايير والحوافز».
أزمة النفايات كانت محل متابعة رئيس الحكومة عبر اجتماع عقده مع لجنة متابعة أزمة النفايات بحضور الوزراء المعنيين وسلامة وجمعية المصارف ممثلون عن شركات لافاجيت، سوريكو ورامكو، وأكّد رئيس الحكومة على ضرورة الاستمرار في جمع النفايات، كما بحث المجتمعون في موضوع مستحقات أصحاب شركات النفايات وديونها للمصارف.
واشارت أوساط السرايا لـ»البناء» الى أن «الاجتماع كان إيجابياً وشدّد على ضرورة رفع النفايات من الطرقات»، وعن مشكلة المستحقات بالدولار وعد الرئيس دياب بحسب الأوساط بالتوصل إلى حلّ يرضي جميع الأطراف على أن يعقد الأسبوع المقبل اجتماعات متتالية مع الوزراء المعنيين لحلّ المستحقات المتبقية التي تعادل 60 ملياراً».
وعلمت «البناء» أن اجتماعاً سيعقد الاثنين بين شركات النفايات ومحافظ بيروت ورئيس بلدية بيروت ووزير الداخلية للتوصل الى حل.
كما علمت أن «سبب الأزمة يعود الى اسباب عدة: توقف عدد من المطامر عن استقبال المزيد من النفايات، انخفاض طاقة عمل موظفي الشركات الى 50 في المئة فقط لا سيما أن العمال الاجانب يتحكمون بمسار العمل لأنهم يقبضون رواتبهم بالليرة اللبنانية وليس بالدولار لعجز اصحاب الشركات عن دفع الرواتب بالدولار بسبب رفض المصارف مدهم بالدولارات وعدم دفع الدولة لمستحقاتهم المقيدة بالدولار». وطلب اصحاب الشركات من نائب حاكم مصرف لبنان تأمين السيولة بالدولار فرفض ذلك كما برزت مشكلة إضافية لدى الشركات وهي صعوبة ايجاد عمالة لبنانية».
عون
ونقل زوار رئيس الجمهورية عنه لـ»البناء» حرصه الشديد على معالجة الأزمات المعيشية التي ترهق كاهل المواطن لا سيما أوضاع الطبقة الفقيرة، مركزاً أمام الزوار على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من حدة الأزمات ومعاناة المواطنين لا سيما المساعدات الاجتماعية لدعم الأسر الأكثر فقراً والتي تعمل الحكومة على زيادة هذه المساعدات قريباً بعد رصد الاعتمادات اللازمة لها خصوصاً أن الآلية التي تتبع لتوزيع المساعدات عبر الجيش اللبناني أثبتت جدواها».
وتطرق الرئيس عون بحسب زواره الى الجدال الداخلي حيال موضوع حياد لبنان عن صراعات المنطقة، مؤكداً أن «الحياد لا يعني ترك البلد مكشوفاً أمام العدوان الاسرائيلي والارهابي، مستذكراً معارك تحرير الجرود اللبنانية من الوجود الارهابي وتكاتف اللبنانيين جيشاً وشعباً ومقاومة للدفاع عن لبنان».
في غضون ذلك أسف الرئيس سعد الحريري لـ «اتهام رئيس الحكومة حسان دياب رئيس حزب معين بتدخله لدى الدول العربية لمنعها من مساعدة لبنان»، وقال في دردشة مع الصحافيين، في «بيت الوسط»: «إن هذا الأمر مرفوض، وأنا لن أدخل في جدال معه، وآسف أن يتحدث موقع رئاسة الحكومة بهكذا أمر وأن يتدنى خطابه إلى أمور من نسج الخيال، فتاريخنا يشهد أننا كنا نساعد من دون أن نسأل». ونفى أن يكون قد «اتصل بأي مسؤول في الكويت»، واصفاً علاقته بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج عموماً بـ «الممتازة».
وسأل: «ما الفرق بين النأي بالنفس والحياد؟»، لافتا إلى أن «حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي التي اعتمدت مفهوم النأي بالنفس بإجماع أعضائها، بمن فيهم حزب الله»، وقال: «نحن طبقنا هذا المفهوم بالممارسة، فهل طبّقه حزب الله؟ لا يقولنّ أحد لنا اليوم إن الحديث عن النأي بالنفس يحتاج إلى حوار وطني وغيره، وأن الكلام عنه كأننا نخرج عن القواعد». وأكد أن «إسرائيل عدو ونقطة على السطر»، وقال: «لا يزايدنّ أحد علينا في هذا الأمر».
وردت مصادر اسلامية سنية عبر «البناء» على كلام الحريري مشيرة الى أن «الرئيس دياب هو رئيس السلطة التنفيذية والموقع الأعلى في الطائفة السنية وله دوره الوطني»، لافتة الى زيارة الرئيس دياب الى دار الفتوى ولقائه المطول والايجابي مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطف دريان «يحمل رمزية سياسية وروحية»، مشيرة الى أن «دار الفتوى لكل لبنان واللبنانيين ولن يسمح لبعض رؤساء الحكومات السابقين باستغلاله لتحقيق مكاسب ومصالح سياسية وللتهجم على قامات أخرى في الطائفة السنية كرئيس الحكومة»، مضيفة: «مهما اشتدت الضغوط على الرئيس دياب وتعرّض لهجمات من أوصل البلد الى الافلاس والانهيار، سيبقى في سدة مسؤولياته في التصدي للأزمات».
وكانت لافتة للانتباه عودة الحريري الى معزوفة المحكمة الدولية برده على كلام الشيخ نعيم قاسم بأن «المحكمة لا تعنينا»، ما يدعو للتساؤل اذا كان الحريري يحضر للتصعيد السياسي من بوابة قرار المحكمة في اطار الضغوط الاميركية أم سيسعى الى استيعاب تداعيات القرار والتمسك بسياسته التقليدية ربط النزاع مع حزب الله؟ لا سيما أن الحريري لفت الى أن لا حزب الله ولا الحريري يتحملان مسؤولية الضغوط الاميركية على لبنان بل نتيجة الصراع الاميركي الايراني، وقال الحريري: «في 7 آب، سيصدر الحكم وسيكون لي كلام، فاسمعوني في 7 آب».
فرنجيّة
بدوره وجّه رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية انتقادات للحريري وللنائب جبران باسيل، حيث قال: «عندما يريد الحريري العودة الى رئاسة الحكومة سيجلس مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ليتفاهم معه من جديد و»نحنا منطلع برّا». وأشار في تصريح الى أن «باسيل يريد إسقاط حكومة دياب ولكن لا يريد إسقاطها من أجل لبنان بل من أجل الحصول على 10 وزراء»، وأعلن فرنجية «أننا نرفض إسقاط الحكومة أو العهد لأن ذلك سيؤدي حتماً للفراغ أي الخراب وسيؤسس لحكومة يشترط فيها باسيل عدداً من الوزراء». وشدد على أنه «علينا أن نسعى لتأمين وفاق وطني في هذه المرحلة الصعبة».
وبعد مواقفه الأخيرة من موضوع الحياد وزيارته الى بعبدا، سجلت مواقف جديدة تصعيدية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بكلام طواه الزمن، وقال: «هناك نوع من هيمنة لحزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية»، مؤكدًا أن لبنان «لا يريدها بالأساس وتحييده هو الحلّ».
في حديث لفاتيكان نيوز قال الراعي: «لسنا ضد حزب الله لكننا نريد أن نعيش سوية بمساواة وبناء مجتمعنا اللبناني».
وسبق كلام الراعي زيارة قام بها السفير الايراني محمد جلال فيروزنيا الى بكركي، أكد بعد اللقاء مع الراعي على دعم ايران الدائم لحكومة لبنان وشعبه.
وأوضح أن «هذا الدعم الايراني يأتي في سياق التنسيق والتعاون مع الحكومة اللبنانية وفي الاتجاه الذي يصبّ في مصلحة الشعب اللبناني. وموقفنا المبدئي والثابت هو بناء جسور المحبة والتواصل مع أطياف وتلاوين الشعب اللبناني الشقيق بمسلميه ومسيحييه، ولقاؤنا القيم اليوم يصب في هذا الاتجاه».
وأكد أن إيران لا تتدخل بشؤون لبنان الداخلية، وهذا الموضوع شأن لبناني. مؤكداً على تعزيز الوحدة الوطنية خصوصاً في هذه الظروف التي يمر بها لبنان.
كتاب استثناء
على صعيد آخر، سلم سفير لبنان في واشنطن في رسالة من الخارجية اللبنانية إلى الخارجية الأميركية «تطلب إعفاء لبنان من عقوبات يفرضها قانون قيصر وتتعلق بالكهرباء والترانزيت والمنتجات الزراعية».
وبرز تصريح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر بقوله «إن مشروع قانون قيصر لا يجب أن يؤذي لبنان»، قائلاً: «سيؤذي فقط اللبنانيين الذين يريدون التعامل مع نظام الأسد، أو يبرمون صفقات نيابةً عن نظام الأسد». وأوضح أنّه بـ»النسبة للصادرات اللبنانية المتوجّهة إلى الخليج، يمكن إجراء ترتيبات للإعفاء من العقوبات».
وعن دور الولايات المتحدة في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فشدّد شينكر على أنّ الولايات المتحدة هي «مراقب مهتم» بالمفاوضات، وأضاف: «لم تفعل الحكومة الكثير لدفع الأمور إلى الأمام. ربما يكون ذلك نتيجة لشراكتها التحالفية مع حزب الله، وهو معارض قوي للإصلاح المالي، لأنه سيضر بقدرته على جني أرباح من المؤسسات المالية اللبنانية».
في المقابل اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها الاسبوعي أن «الضغوط والحصار والعقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على لبنان وشعبه في هذه الأيّام، هي من أجل تقويض هذه القناعة الوطنيّة ولَيّ ذراع إرادة اللبنانييّن الذين يرفضون التنازل للاحتلال والخضوع للعدوّ والاستسلام لمشيئة الصهاينة المحتلّين».
على صعيد آخر نفت قيادة الجيش في بيان ما أوردته جريدة «البناء» في افتتاحيتها بعدد الأمس نقلاً عن مصدر عسكري ويتعلق بالمؤسسة العسكرية وبمسألة تسليح الجيش، داعية وسائل الاعلام» الى عدم تناول أي موضوع يتعلّق بالجيش قبل التثبت من صحته». ويهم «البناء» التأكيد بأن «المصادر العسكرية» التي نقلت عنها «البناء» ليست مصادر رسمية ولا مصدر في قيادة الجيش، بل هي مصادر غير رسمية وخبراء عسكريون، فاقتضى التوضيح.