أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إريك باهون أن "نشر وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية أماكن ما، بدا أنها مواقع عسكرية أمريكية في سوريا، يعرض القوات الأمريكية الموجودة فيها للخطر، وإن الولايات المتحدة شكت إلى تركيا من ذلك".
ويكشف تقرير الوكالة التركية عن 10 مواقع عسكرية شيدها الجيش الأمريكي في أراضي الجمهورية العربية السورية، بأدوات العدوان ومنطق الإحتلال، من دون أي حق شرعي أو مسوغ قانوني. وهذا التوسع الحربي الأمريكي، الذي بدأ منذ العام 2015، يتركز في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تطغى على تركيبتها مجموعات كردية مسلحة في الشمال السوري.
وأوضحت الوكالة التركية أن الولايات المتحدة أقامت قاعدتين جويتين، الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال غرب سوريا في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015، والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب شمال سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن القاعدة في رميلان كبيرة بقدر كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية. كما أوضحت أن قاعدة رميلان تعتبر نقطة مهمة تجري عبرها إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سوريا، فيما يأتي جزؤها الآخر عبر الحدود السورية العراقية.
وبينت الوكالة التركية الحكومية أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائما إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها. وبالإضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الأمريكية أيضا كمراكز للقيادة كلا من المباني السكنية ومعسكرات ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" والمصانع المتنقلة.
ولفتت "الأناضول" في تقريرها إلى أن القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ"الأراضي المحظورة". وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، حسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.
أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع الأمريكية، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات "Stryker" للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.
المواقع الأمريكية في الحسكة
وحددت الوكالة 3 مواقع عسكرية أمريكية تم إقامتها في أراضي محافظة الحسكة. وأشارت إلى أن الأحدث منها يقع في بلدة تل بيدر شمال المحافظة ويحتضن مئة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية تم نشرهم في إطار محاربة تنظيم "داعش".
الموقع الثاني تم إنشاؤه في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيه نحو 150 مقاتلا من القوات الخاصة الأمريكية بهدف دعم عمليات ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" ضد "داعش".
أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" والذي تقوده الولايات المتحدة.
المواقع الأمريكية في منبج
كما أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" السيطرة عليها من تنظيم "داعش".
الموقع الأول يقع في بلدة عين "دادات" قرب المدينة، وهذا المركز، بحسب الوكالة التركية، قد يستخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية لمراقبة تحركات فصائل "الجيش السوري الحر"، التي تحظى بدعم من القوات التركية.
فيما يقع مركز القيادة الثاني في بلدة "أثرية" ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" أمام "الجيش السوري الحر".
المواقع الأمريكية في الرقة
كما كشفت الوكالة التركية عن وجود موقعين عسكريين أمريكيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية. الموقع الأول يقوم في تل Mistanur جنوبي عين العرب ويأوي عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، جنوداً من القوات الخاصة الفرنسية.
الموقع الثاني موجود في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، التي تسيطر عليها ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، ويعمل في هذا الموقع، حسب الوكالة التركية الحكومية، 200 عسكري أمريكي مع 75 عنصرا من القوات الفرنسية.
المواقع الأمريكية في صرين
ذكر تقرير الوكالة التركية أن القوات الأمريكية شيدت موقعا عسكريا كبيرا في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب، ويجري استخدامه لاستقبال طائرات الشحن العسكرية. وأشارت "الأناضول" إلى أن هذا الموقع تجري عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية إلى ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية".
كما تستخدم القوات الأمريكية هذا الموقع كمركز للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد "داعش" ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم.
ومن المتوقع أن يعقب نشر هذا التقرير تدهور إضافي في العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
وكالات، 19 ـ 20 تموز/يوليو، 2017