السعودية تعطي القدس والضفة الغربية لـ"إسرائيل"؟!

السعودية تعطي القدس والضفة الغربية لـ"إسرائيل"؟!

صراعات الدم : عندما يستثمر “داعش” و”الاخوان” الصراعات الافريقية لنشر الارهاب ليبيا والسودان مثالا !
“تركيا المضطربة” : أردوغان يسجن نواب الأكراد ويرسل جنوده لقتل ناخبيهم
فلسطين المحتلة : ما هي بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

رأى الباحث الأمريكي جيوفري أرونسون/ ARONSON، أن "إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، يعتبر حدثاً تاريخيا هاماً للسيطرة الإسرائيلية على القدس، يماثل إعلان بلفور الذي اعترف بحقوق [ما يسمى] الشعب اليهودي في فلسطين″.
وذكر أرونسون، في مقال له نشر على موقع The American Conservative / "ذا أمريكان كونسيرفاتيف"، أن هذا "الإعلان يمكن أن يكون جزءا من خطة أوسع لتمكين إسرائيل من السيطرة على القدس والضفة الغربية وترحيل العرب إلى دولة فلسطينية في غزة لا أكثر". وقال أن هناك معلومات جديدة تشير إلى وجود علاقة بين هذا الإعلان وخطط ترامب الأوسع في ـ ما يسمى ـ منطقة الشرق الأوسط.
ونقل هذا الباحث عن "مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، إطّلع على تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد الشهر الماضي بين محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قوله : إن عباس قد استدعي إلى الرياض في 7 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي من قبل بن سلمان في إطار الجهود التي يبذلها الأخير من أجل إقامة مشروع مشترك بين الدول العربية وأمريكا ضد إيران وحلفائها". وأشار أرونسون إلى أن "عباس لم يكن أول زعيم عربي يتم استدعاؤه. فقبل أيام من وصوله، كان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد أعلن استقالته، أو أقيل، فجأة، كجزء من الهجوم المناهض لإيران".
وقال المصدر إن الأمير بن سلمان كان ممتعضاً بشدة، فهو يقدم على مقامرة خطرة لتدعيم قيادته. “وخلال اجتماعه مع عباس قال له إن مبادرة السلام العربية، أي الصفقة التي رعتها السعودية، وكانت تعد بالاعتراف العربي بإسرائيل والسلام معها، مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة تكون القدس الشرقية عاصمتها، قد انتهت بالفعل”.
وأضاف أرونسون نقلاً عن هذا المسؤول الفلسطيني، إنه خلال هذا الإجتماع أيضاً، أبلغ بن سلمان عباس : بأن “الوقت قد حان للخطة البديلة، وهي دولة فلسطينية في قطاع غزة، معززة أو تتوسع في أراض مصرية غير محددة في شبه جزيرة سيناء. وعندما سأله الرئيس الفلسطيني المذعور كيف تعالج هذه الخطة مصير الضفة الغربية والقدس، رد ولي العهد السعودي عليه قائلا : يمكننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع. فألح عباس عليه : ماذا عن القدس والمستوطنات، والمناطق "ب"، "ج" في الضفة الغربية، فكرر ولي العهد السعودي جوابه قائلا : هذه قضايا ستكون قابلة للتفاوض ولكن بين دولتين. ونحن سنساعدك”.
ووفقا للمصدر الفلسطيني، قال أرونسون "إن بن سلمان عرض على الرئيس الفلسطيني 10 مليارات دولار، لتحلية الخطة المرة التي اقترحها للتو. لكن عباس الذي يعجز عن أن يقول لا للسعوديين، لم يستطع أن يقول لهم نعم”.
وذكر الكاتب أن صحيفة أميركية هي "نيويورك تايمز″ نشرت تقريرها الخاص عن اجتماع بن سلمان ـ عباس. واستقى التقرير معلوماته من مصادر فلسطينية وعربية وأوروبية، وكلها أكدت على أن نجل الملك السعودي ولي العهد، قد منح الفلسطينيين دعما ماليا كبيرا، بل وحتى اقترح دفع هذه الأموال مباشرة إلى عباس. لكن بحسب هذه المصادر فقد رفض عباس الخطة السعودية. وحسب “نيويورك تايمز″، فإن الخطة السعودية التي رفضها عباس، تنص على إقامة دولة فلسطينية على أجزاء منفصلة وغير متجاورة من الضفة الغربية، وتكون سيادتها محدودة على أراضيها في غزة. على أن تبقى أغلبية من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مع أنها تعتبر حتى الآن، غير شرعية من قبل معظم دول العالم.
ويرى أرونسون أن “إسرائيل هي من زرع فكرة إقامة دولة فلسطينية في غزة فقط في رأس ولي العهد السعودي”. وتابع “إن قيام دولة فلسطينية في غزة ينظر إليه منذ وقت طويل من قبل المسؤولين الإسرائيليين الرئيسيين الطريق إلى إجبار العرب على الخضوع، وإذعانهم لضم الضفة الغربية والقدس الشرقية لإسرائيل. وقد تكررت هذه الفكرة في الجناح اليميني الإسرائيلي منذ عقدين تقريبا. لكن جميعهم [المسؤولين “الإسرائيلين” من كل الأطياف السياسية للنظام الصهيوني] يتشاطرون الرغبة في التوصل إلى اتفاق مع العرب يتنازلون فيه عن أراضيهم، لتمكين إسرائيل من ابتلاع الضفة الغربية والقدس الشرقية”.
وكشف أرونسون أن "هذا الحل قد بحثه مساعد نتنياهو السابق وعميل الإستخبارات الإسرائيلية / موساد، عوزي عراد، وخليفته غيورا إيلاند، جنبا إلى جنب مع إسرائيليين آخرين خدموا مع رئيس الوزراء". ويشرح هذا الباحث الأمريكي كيف تم نقل الفكرة "الإسرائيلية" إلى الجانب السعودي، في اللحظة التي اكتمل فيها تفاهم نتنياهو وترامب على إعلان ترامب القدس عاصمة "إسرائيل". فيقول أنه "قبل أيام قليلة من اجتماع ولي العهد السعودي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انطلق إلى الرياض المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر/  Kushner، صهر الرئيس ترامب وكبير موظفي البيت الأبيض، وجيسون غرينبلات / Greenblatt، المحامي السابق لمؤسسة ترامب والمبعوث الرئاسي للسلام في الشرق الأوسط، حالياً، واستمرت مداولاتهم في هذا الشأن مع بن سلمان حتى وقت متأخر من الليل".
وأضاف أرونسون أن “كوشنر هو صديق لنتنياهو منذ فترة طويلة، حتى إنه سخَّر المؤسسة المملوكة من عائلته لتمويل مستوطنات الضفة الغربية بشكل غير قانوني [أنظر مقال  Chris RIOTTA في "نيوزويك" حول تمويل كوشنر غير الشرعي للإستيطان]”. وذكر أن "كوشنر ينتمي إلى أوساط تؤمن بأن القدس عاصمة أبدية واحدة لـ [ما يسمى] الشعب اليهودي، وأن غزة هي الحل. ولذلك فإن كسب دعم كوشنر للخطة الإسرائيلية، قد جعلها أساساً للاستراتيجية الأمريكية الجديدة (إعلان ترامب) التي تضع الإنسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية والقدس في التجميد العميق".
ولفت أرونسون إلى ما "يقال عن أنه بعدما صار زميلاً لولي العهد السعودي، فإن كوشنر يعد المصدر المفضل لدى بن سلمان لتكوين رأي في كل ما يتعلق بإسرائيل. وبما أن جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان يحملان الفكرة ذاتها عن مخطط : غزة هي الحل، فإن عدم اتفاق ولي العهد السعودي والرئيس الفلسطيني في اجتماع الرياض على هذا المخطط،  بعداً جديداً، ومزعجاً، على إعلان ترامب حول القدس".
وحسب المسؤول الفلسطيني الذي نقل عنه أرونسون فإن "هذا التفاهم السعودي ـ الأمريكي هيأ للتخلي السعودي الفعلي عن مبادرة السلام العربية. وولي العهد السعودي نفسه، كان فاعلاً مركزياً في تقويض هذه المبادرة. وذلك عندما وافقت الرياض في نيسان / أبريل 2016 على الانضمام إلى الشراكة الاستراتيجية بين مصر وإسرائيل، بناءً على أحكام معاهدة كامب ديفيد للسلام بينهما، كثمن لإعادة السيطرة السعودية على جزر البحر الأحمر الإستراتيجية تيران وصنافير، من دون أن تحصل أي تنازلات إسرائيلية لدولة فلسطينية".
ويتابع أرونسون "إن محمد بن سلمان كتب رسالة إلى نتنياهو التزم فيها بالتعهد السعودي غير المسبوق بالمشاركة مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة في دعم الشروط الأمنية لمعاهدة كامب ديفيد التاريخية، للسلام بين مصر وإسرائيل. إن قرار السعودية بالتخلي عن مبادرة السلام العربية، والإنضمام إلى معاهدة كامب ديفيد، كما رسالة بن سلمان إلى نتنياهو، قد فهم في إسرائيل على أنه إثبات حي بأن المملكة العربية السعودية مستعدة فعلا للتعامل مع إسرائيل دون شروط كإقامة دولة فلسطينية في غزة أو القدس أو في أي مكان".
وأشار أرونسون في مقاله على"ذا أمريكان كونسيرفاتيف"، إلى أنه "رغم نفي البيت الأبيض والحكومة السعودية، لمعلومات نيويورك تايمز، وإنكار متحدث باسم الرئيس الفلسطيني لوجود عرض سعودي قدمه بن سلمان إلى عباس، فإن معطيات اجتماع بن سلمان ـ عباس قد أكدها الكثيرون لكل من "ذا أمريكان كونسيرفاتيف"، وكذلك لصحيفة نيويرك تايمز. فقد أمَّن هذا الإجتماع [الذي تميز بالتخلي السعودي عن القضية الفلسطينية] بعض الحاجات الماسة، لاكتمال سياق إعلان ترامب حول القدس. إذ بات ترامب واثقاً من الدعم السعودي لخيار غزة هي الحل، ومن الإتفاق التاريخي على التعاون السعودي الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، بمعزل عن أي تقدم في [المفاوضات بشأن] فلسطين".
ويختم أرونسون : "في جهوده لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، نستطيع منح ترامب الغفران على افتراضه، بعناد، بوجود خيار سعودي. لأن مركز تلك الجهود، هو الاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس".
جيوفري أرونسون، 12 كانون الأول/ ديسمبر، 2017
المصدر بالإنكليزية قبل الترجمة إلى العربية :
http://www.theamericanconservative.com/articles/did-saudi-arabia-just-try-to-give-the-west-bank-to-israel/
مركز الحقول للدراسات والنشر 
ترجمة خاصة، 14 كانون الأول/ ديسمبر، 2017

 

 

 

 

 

 

 

By GEOFFREY ARONSON • December 12, 2017

Please follow and like us: