شؤون يهودية : تراجع لجنة “ايباك" وبروز "مجموعات ضغط" أميركية جديدة

شؤون يهودية : تراجع لجنة “ايباك" وبروز "مجموعات ضغط" أميركية جديدة

“البروفسور فيليب سالم وسرطان الطائفية”
بعد غانتس، ليبرمان : “نتنياهو يجر الشعب في إسرائيل والدولة ككل إلى حرب أهلية”؟
برلسكوني يفضح أسرار "الربيع العربي" : فرنسا ساركوزي هي التي أطلقت حملة غزو ليبيا

 

في الوقت الذي يجتمع فيه 20 ألف عضو في لجنة الشؤون العامة الاميركية- "الإسرائيلية"/””ايباك”” في واشنطن، لحضور مؤتمرها السنوي، فإن هذه اللجنة أصبحت أقل أهمية وأقل فعالية في مهمتها التي بدأت منذ 50 عاماً لتعزيز الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" ومحاربة الحقوق الشرعية للفلسطينيين.
المعطيات كلها واضحة لكن اللجنة تختار أن تتجاهلها بسبب سياستها المبنية على دعم أي حكومة "إسرائيلية" في السلطة، وأي إدارة أميركية تدعم "إسرائيل" بغض النظر عن أي حزب يحكم في الوايات المتحدة.
رغم التزايد الملحوظ في عدد المنتسبين إليها، ما يزيد عن مئة الف عضو، لم يعد نموها واسعًا بين اليهود الاميركيين، وينحصر فقط بين اليهود الاميركيين الذين يميلون إلى أقصى اليمين.

يميل أنصار “ايباك” إلى معارضة حل الدولتين، وتشجيع التوسع وحتى ضم المستوطنات "الإسرائيلية" إلى الأراضي الفلسطينية. إنهم يرعون كل تشريعات معادية للفلسطينيين في الكونغرس ويعاملون أعضاء الكونغرس ككلابهم الصغيرة، ويشترون ذممهم عبر المساهمات المباشرة وغير المباشرة.

تميل قاعدة عضوية” ايباك” الجديدة إلى أن تكون أقل ليبرالية في قضايا الحقوق المدنية وأقل تسامحاً مع يهود أميركيين موضوعيين سواء علمانيين أو دينيين. وفي ما يلي أعرض الحقائق والثوابت لـ “ايباك” الجديدة:

1- اليهود الاميركيون أكثر انقسامًا من أي وقت مضى، ليس في ما يتعلق بحق إسرائيل في الوجود وكونهم أقوياء، بل يتساءلون عن سياسات الاستيطان المضللة لـ"إسرائيل"، والاستمرار في تجاهل الحقوق الإنسانية والسياسية للفلسطينيين تحت سيطرة "إسرائيل". لقد أصبحوا أكثر قبولاً بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد الذي يضمن “يهودية” دولة "إسرائيل" والطريق الوحيد المقبول أخلاقياً لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.

2- لقد تغير المشهد السياسي الأميركي وفقاً لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث في يناير من هذا العام ، فإن 79 في المئة من الجمهوريين يتعاطفون مع "إسرائيل" أكثر من الفلسطينيين، في حين أن الرقم بين الديمقراطيين (تاريخياً، الحزب الذي ينتمي إليه معظم اليهود الاميركيين)، فإن الأرقام تظهر بشكل كبير. فقط 27 في المئة من الديمقراطيين يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين.

هل تحتاج “ايباك” إلى تذكير من الذي فاز في آخر انتخابات رئاسية، ترامب أم هيلاري؟ وماذا لو فاز الديمقراطيون في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بالكونغرس، وفي عام 2020، فازوا بالبيت الأبيض؟

3- العديد من اليهود الاميركيين ليسوا سعداء بمعاملة نتنياهو الخادعة لمخاوفهم الدينية. نتنياهو تجاهل “اتفاقية الحائط الغربي” التي مارسها من أجل الحصول عليها، وذلك للحفاظ على دعمه لليهود الأرثوذكس ولمساعدته على التمسك بالسلطة، فشل نتنياهو في الاعتراف بشرعية الإصلاحيين واليهود المحافظين.

4- احتضنت هذه اللجنة الرئيس ترامب، رغم تعصبه، واعتمدت سياسات الفاسدين، التي اتهمت تقريباً، بتأثير نفوذ بنيامين نتنياهو. ولقد أدارت ظهرها للحزب الديمقراطي وكانت غير مبالية بمخاوف الاميركيين واليهود الاميركيين الشباب الذين، في ضوء الدعم الذي قدموه إلى المرشح الرئاسي السابق بيرني ساندرز، أظهروا عدم ثقتهم في سياسات "إسرائيل" واتجاه السياسة العامة.

5- رغم احتضان ترامب لإسرائيل من خلال تعيين مؤيد قوي للمستوطنين كسفير للولايات المتحدة في "إسرائيل" ثم في ديسمبر/ كانون الأول من خلال الاعتراف بالقدس، وليس فقط القدس الغربية، كعاصمة لـ"إسرائيل"، فإن شخصية ترامب الأنانية المهووسة لا تزال تريد تنفيذ “نهاية المطاف”. بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين. مهما كانت هذه الصفقة النهائية فظيعة بالنسبة للفلسطينيين، ليس لدي أي شك في أنها ستضم عناصر سيجد كل من “ايباك” و"إسرائيل" أنها غير مقبولة على الإطلاق.

ماذا لو قامت القيادة الفلسطينية بخطوة ذكية لمرة واحدة واستخدمت الصفقة المعروضة عليها كخطوة إلى صفقة أفضل؟ سينتهي الأمر في نهاية الأمر بتأليب ترامب ضد كل من “ايباك” وحكومة "إسرائيل" اليمينية.

6- يعلم الجميع أن إدارة ترامب موجودة في خارطة "إسرائيل" وحول كل القضايا الأخرى التي تهم اليهود. نمت [ما يسمى مشاعر] معاداة السامية بشكل كبير خلال فترة ترامب. إن التزامه بتحقيق هدف "إسرائيل" بضم المستوطنات ليس مضموناً إلى حد بعيد ومتذبذب.

إن ترامب ومستشاريه الأكثر نفوذاً ليسوا غافلين عن حقيقة أن حتى اتفاقية غير كاملة أو اتفاقية سلام غير عادلة تتطلب من "إسرائيل" تقديم تضحيات، وحتى الآن، لا أحد يعرف كم هي مؤلمة.

7- في غياب التهديد الوجودي لبقاء "إسرائيل" من قبل أي مزيج من القوة العسكرية العربية أو الإيرانية، تبخر الإجماع الكبير الذي كان موجودًا من قبل بين اليهود الاميركيين على "إسرائيل". لماذا يجب أن يستمروا في دعم حكومة "إسرائيل" بشكل لا لبس فيه خصوصا تحت قيادة سياسي ينتهك السلطة وينتهي مثل نتنياهو؟

بالنسبة لكثير من اليهود الاميركيين الواعين، هناك مجموعات يهودية أفضل وأكثر اهتماما بشكل متزايد يمكن أن تتحول إلى مثل “JStreet”، وهي جماعة موالية لـ"إسرائيل" تستفيد من زوال “ايباك” بموقفها الوسطي والمؤيد للسلام. وصوت اليهود من أجل السلام “JVP” الذي يدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني ويعمل من أجل المساواة والأمان والحرية لكل من الفلسطينيين و"الإسرائيليين".

لقد ادت”JVP” دورًا بارزًا وبرزت في السلطة والنفوذ بعد دعمها القوي لرئاسة بيرني ساندرز وأجندته في "إسرائيل". وزاد نتنياهو غضب 200 الف جندي من انصاره وجيشه من خلال حرمان زعمائهم من دخول "إسرائيل".

 

لا يمكن إنكار أن “ايباك” صارت أقوى لوبي فعال في تاريخ الولايات المتحدة، ربما لا تنافسه سوى جمعية البنادق الوطنية “NRA”. ومع ذلك ، تغيرت واشنطن وتغيرت أميركا، والأهم من ذلك، أن موقف "إسرائيل"وإدراكها في أميركا قد تغير كذلك.

بشارة بحبح، أميركي من أصل فلسطيني.

13 آذار / مارس، 2018
المحرر : أعيد نشر المقال في موقع الحقول لأهميته التحليلية والتوثيقية، يوم 27 حزيران، 2018
Please follow and like us: