افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم السبت 16 نيسان، 2016

افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الثلاثاء 28 تشرين الثاني، 2023
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الجمعة 2 كانون الأول، 2016
افتتاحيات الصحف اللبنانية، يوم الأربعاء 15 أيار، 2024

النهار
25 ساعة لهولاند في لبنان: الرئاسة أولاً… والحل توافقي
مع انه ليس خافياً على أحد ان قوى داخلية عدة تستبعد ان تؤدي زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم وغداً للبنان الى نتائج ملموسة من شأنها تحقيق اختراق في الازمة الرئاسية، فيما الاوساط الفرنسية المعنية بالزيارة نفسها تحرص على عدم تضخيم الآمال على الزيارة لهذه الجهة، فان كل ذلك لا يعني تقليل أهمية هذه الزيارة شكلاً وتوقيتاً ومضموناً. ذلك ان الرئيس هولاند الذي كان آخر رئيس دولة اجنبية حط رحاله في بيروت عشية انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، يعود اليوم الى العاصمة اللبنانية من باب الثوابت الفرنسية نفسها التي يسعى الى تأكيدها وخصوصاً لجهة اثبات كون فرنسا تقف دوما الى جانب اللبنانيين وتمضي في التعبئة الدولية لدعمهم. والزيارة في ذاتها تشكل اختراقاً من حيث تجاوز الرئيس الفرنسي العامل البروتوكولي في ذروة أزمة الفراغ الرئاسي وهو العامل الذي كان السبب في ارجاء الموعد الاول الذي حدد سابقاً للزيارة على أمل انتخاب رئيس للجمهورية ولما تمادى الفراغ ولم تنجح جهود فرنسا في حمل القوى الاقليمية المؤثرة على تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني العتيد قرر هولاند تجاوز هذا العامل والقيام بالزيارة.

يمضي الرئيس الفرنسي بين وصوله قرابة الثانية بعد ظهر اليوم ومغادرته بيروت بعد ظهر غد زهاء 25 ساعة في زيارته التي تبدأ أولى محطاتها من مجلس النواب حيث يعقد لقاء منفرداً مع رئيس المجلس نبيه بري، يليه اجتماع موسع مع اعضاء هيئة المكتب، ثم ينتقل الى السرايا للقاء رئيس الوزراء تمام سلام منفرداً أيضاً وبعده يعقد لقاء في حضور الوزراء المعنيين بالملفات التي ستطرح خلال الزيارة. وفي قصر الصنوبر ستكون للرئيس هولاند مروحة واسعة من اللقاءات مع عدد من الاقطاب السياسيين والرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة والنواب والوزراء والشخصيات الذين دعوا الى عشاء. أما الاحد، فيخص هولاند البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بلقاء منفرد قبل ان يلتقي رؤساء الطوائف ومن ثم يتوجه الى البقاع حيث يزور مخيما للاجئين السوريين في الدلهمية ويغادر بيروت بعد الظهر الى محطتيه الاخريين في مصر والاردن.

أما في المضمون المرتقب للزيارة، فافاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الرئيس الفرنسي سيدعو الاقطاب اللبنانيين الذين سيلتقيهم الى البحث عن مرشح توافقي للرئاسة من غير ان يعني ذلك خوضاً في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي لان لا مرشح لفرنسا وهي لا تريد التدخل في الصراع الداخلي ولا املاء شروطها على القوى الداخلية. وعلى رغم اعتراف فرنسا بصعوبة حل الازمة الرئاسية بعد مرور سنتين عليها، ستحاول الدفع نحو حل متجنبة التأثير لترجيح كفة مرشح على آخر بل مساعدة اللبنانيين في استكشاف الحل. وتشير المعلومات المتوافرة عشية الزيارة الى ان هولاند سيستمع الى جميع القوى السياسية والمدنية والدينية وسيحفز الجميع على سد الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل المؤسسات للافادة من الدعم الخارجي والمساعدات الدولية انطلاقا من انتخاب رئيس يحيي المؤسسات الدستورية ويعيد ثقة الشعب اللبناني بالعملية الديموقراطية. كما سيشدد هولاند على حاجة لبنان في هذه الظروف الى حماية الاستقرار السياسي والامني تمكيناً له من تجاوز الازمات والتحديات التي تحيط به. وتقول الجهات المعنية بالزيارة إنها ستشكل دلالة أخرى على الاهتمام الفرنسي بلبنان ودعم اللبنانيين في هذه الظروف التي يمر بها بلدهم، وانه يتعين على اللاعبين اللبنانيين فصل ارتباط ازمة الرئاسة عن ازمات المنطقة لان مزيداً من التأخير في التوصل الى حلول داخلية قد يعرض البلد لتداعيات خطيرة لا يريد أصدقاء لبنان حصولها. ويشار في هذا السياق الى ان “حزب الله ” أعلن أمس انه لم يحدد أي موعد بين الرئيس هولاند والحزب وليس هناك أي لقاء خلال زيارته للبنان.

لبنان في القمة
وتأتي زيارة هولاند للبنان غداة القمة الاسلامية في اسطنبول التي تضمن بيانها الختامي ترحيبا بالحوار بين الاطراف السياسيين اللبنانيين وتقديراً لتضحيات الجيش والقوى الامنية في محاربة الارهاب، فيما نددت في المقابل بـ”أعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت” وهي الفقرة التي تحفظ عنها لبنان مع دول اخرى. والتقى الرئيس سلام أمس على هامش القمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وأفادت معلومات رسمية لبنانية أن الشيخ تميم “أكد تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته” معتبراً ان “المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية وأن الجميع سواسية “. كذلك التقى سلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي “أمل ان يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية”، مشيراً الى أن “تركيا ولبنان يتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين”.

في أي حال، تعود الملفات الداخلية الى الواجهة بعد زيارة الرئيس الفرنسي للبنان بدءا من الجلسة الـ 38 لانتخاب رئيس الجمهورية الاثنين المقبل والتي تليها جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر اليوم نفسه مخصصة لبت مشكلة أمن الدولة العالقة من جلستين سابقتين.

وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس “النهار” ان ثمة ضرورة لمقاربة ملف أمن الدولة من زاويتيّن: “الاولى، أن ولاية نائب مدير الجهاز العميد محمد الطفيلي تنتهي بعد شهر. والثانية، أن قانون إنشاء الجهاز يقضي عند إقرار المخصصات السريّة له أن يحمل الطلب توقيع المدير ونائبه كما يقول وزير المال علي حسن خليل، وهو بند أستحدث عندما كان المدير من الطائفة الشيعية وكان عند إنشاء الجهاز العميد نبيه فرحات.لكن تغييراً طرأ فأسندت رئاسة الجهاز الى كاثوليكي عندما تسلمت الطائفية الشيعية رئاسة الامن العام أيام اللواء جميل السيّد”. وأعتبر درباس ان “هذه المقاربة ستفتح الباب أمام نقاش جديّ في ملف أمن الدولة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء”. وخلص الى “ان الاجهزة الامنية تابعة لأمن المواطن وليس لطوائف المواطنين”.

السفير

فرنسا ولبنان … وسوريا ثالثتهما

شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لبنان، هي حتماً أكبر من شعبيته في فرنسا. اللبنانيون عموماً مرتبطون بعلاقة عاطفية مع فرنسا لأسباب وراثية أكثر مما هي واقعية. كثير منهم ومن ساستهم يحملون جنسيتها أو ثقافتها ولغتها. جزء منهم يفضل استخدام لغة موليير على لغة الضاد، لأسباب يسميها الفرنسيون Snobisme (خيلاء). ولبعض ساسة لبنان منازل في باريس، أبرزها منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سكنه قبله غوستاف ايفيل باني البرج الصناعي الحديدي العظيم والجميل في قلب العاصمة.

يمكن الجزم بأن أهم العلاقات الفرنسية اللبنانية قامت في عهد الحريري. وحين تقاربت باريس ودمشق. الرئيس الديغولي جاك شيراك اختصر لبنان بشخص رئيس وزرائنا الراحل. كاد يتخلى عن كل التاريخ المسيحي اللبناني القديم مع فرنسا لأجله. بات الحريري الشريك الأهم الذي فتح كل الأبواب لعودة فرنسا الى الشرق الأوسط، ولإحياء التراث الفرنكوفوني. ساعده في جودة العلاقات الفرنسية السورية الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أصر على إشراك باريس في تفاهمات نيسان بين لبنان وإسرائيل عام 1996 بالرغم من الاعتراض الأميركي آنذاك.

اليوم يصل هولاند الى لبنان، تاركاً خلفه شعبية في الحضيض. أقل من 10 في المئة من الفرنسيين يؤيدون سياسته (وفق استطلاع قناة BFM). سعى لأن يحسن هذا المستوى الكارثي عبر شاشة القناة الثانية بمقابلة مع 4 صحافيين بينهم النجمة الإعلامية اللبنانية ليا سلامة (ابنة غسان سلامة)، فكانت النتيجة أنه سجل نسبة حضور كارثية أيضا 14.3 من المشاهدين (حسب مجلة ماريان). ثمة من يقول إن سلامة ساهم في التحضير للزيارة الحالية.
هذه نسبة مثيرة فعلا للقلق قبل عام على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومقلقة كثيرا إذا ما علمنا أنه لولا التحالف الاضطراري بين اليسار واليمين في الانتخابات التشريعية الأخيرة لكان اليمين المتطرف هو الأول. كلما ضرب الإرهاب، وازداد النازحون، وتراجعت القدرات الشرائية الفرنسية، كلما كانت حظوظ اليمين المتطرف أكبر. وهي حالياً في أوجها. لعل في سوريا بعض السبب.

!Bienvenu au Liban…. mais
لا يسعنا في بلدنا المهجور بلا رئيس، والمشرّع على كل مجهول ولكل النازحين (نحو مليونين بين سوري وفلسطيني)، والمفتوح على الإرهاب والانتكاسات الأمنية، إلا أن نقول لهولاند: أهلا وسهلا بك في لبنان.. فهو تفضل بزيارتنا فيما دول كثيرة تُعاقب حاليا لبنان بذريعة «حزب الله»، ولا نجد من بين السفراء الكثيرين على الأراضي اللبنانية من تعاطف مع صحيفة «السفير» حين كادت تغلق أبوابها إلا قلة في مقدمهم السفير الفرنسي الخبير بشؤون المنطقة ايمانويل بون… بينما سفراء عرب وأجانب آخرون كانوا سيفرحون لو أُقفلت.

ولكن ما هي أسباب الزيارة؟
قرر الاتحاد الأوروبي قبل فترة تسليم مفاتيح النازحين الى تركيا. هي التي تقرر اليوم من تستقبل ومن تُمرِّر ومن تمنع. هي أيضا التي حصلت على مبالغ مالية جيدة لتهدئتها. أما لبنان والأردن البلدان الأكثر تعرّضاً للضيق الاقتصادي والديموغرافي والوظيفي بسبب النازحين فمتروكان لمواجهة مصيرهما بفُتات المساعدات. هذا طبعا واجب لبنان المؤقت حيال شعب سوريّ احتضننا واحتضن كل نازحي العرب من فلسطين الى العراق فلبنان في أوقات الشدة، ولكن الأمر يهدد فعلاً بانفجار ديموغرافي واقتصادي. لو حصل التوطين الذي جاء بعض المسؤولين الغربيين يحضروننا نفسياً له، فإن الأمر سيُحدث تغييراً ديموغرافياً يُضعف المسيحيين. فرنسا ترفض.
يأتي هولاند إذاً ليقول للبنانيين إنه يقف خلفهم في محنتهم هذه ويرفض التوطين. ولكن هل بيده حيلة؟
ربما تحريك الملف بقوة داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي مهم سياسيا وماليا. لكن هذا بحاجة الى غطاء دولي أميركي روسي. حتى الآن، يبدو أن موسكو وواشنطن مستمرتان في تهميش الأطراف الأخرى. هما تحتكران الحل السياسي وتوابعه. تشرفان على جنيف من دون شركاء فعليين. تفاهمتا بشأن الملف النووي ثم أشركتا المعترضين وغير المعترضين في حفلة التوقيع مع ايران. وهما اللتان أفشلتا المساعي الفرنسية لمؤتمر دولي حول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ينبغي عقده في أول أيار (مايو) المقبل، ذلك أن موسكو وواشنطن متمسكتان بالحل على أساس آلية اللجنة الرباعية الدولية.
لبنان هو البوابة الأقرب الى سوريا. آخر تصريحات هولاند تؤكد أن التفاوض الحالي الضروري مع الأسد لا يعني القبول ببقائه في نهاية الحل. هذا تراجع مهم حيال الرئيس السوري الذي كانت باريس تريد رحيله قبل الشروع بأية مفاوضات أو حل لكن شعبيته في بلاده تبقى أعلى من شعبية هولاند في فرنسا.
التراجع التكتيكي لا يعني أبدا أن باريس غيّرت موقفها المناهض للأسد. لعل أحد كبار المسؤولين الأمنيين اللبنانيين سمع مؤخرا كلاما فرنسيا حاسما في هذه المسألة مفاده: اننا ذهبنا كثيرا الى الأمام في مواجهة الأسد ونظامه وأي تراجع اليوم يبدو قاتلا. نشجع التفاوض لكي يرحل لا العكس. أما في دمشق فجزء لا بأس به من الشعب السوري المؤيد للأسد يعتبر فرنسا سبباً في تدمير بلاده وتشجيع الإرهاب.
مع ذلك حصلت تطورات عديدة لافتة: وفد من الاتحاد الأوروبي أعاد فتح العلاقات مع دمشق بذرائع إنسانية. برلمانيون وإعلاميون فرنسيون زاروا مؤخرا العاصمة السورية. ارتفعت أصوات كثيرة في باريس تطالب بالتفاوض مع سوريا لدرء الإرهاب عن فرنسا، كما أن وفداً أوروبياً رفيعاً بقيادة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تزور طهران ابتداءً من اليوم على رأس وفد من 7 مفوضين أوروبيين. جزء من الزيارة سيكون حول سوريا.

فصل لبنان عن سوريا
يسعى هولاند لفصل الملف السوري عن اللبناني. مهَّدت باريس بلقاءات مع «حزب الله». هذا مهم لأسباب ثلاثة، أولها أن هذه اللقاءات تأتي بالرغم من وضع السعودية والخليج وجامعة الدول العربية «حزب الله» على لائحة الإرهاب. وثانيها لأن اللقاء مع الحزب مهم أمنيا في سياق محاربة الإرهاب، وثالثها لأن العلاقة مع الحزب تتيح للفرنسيين حرية حركة أكبر في لبنان واحتمالا لنجاح مساعيهم في سياق الانتخابات الرئاسية وغيرها. باريس لا تزال كما أوروبا تعتبر الجناح العسكري فقط للحزب إرهابيا. (لا ندري كيف يفصلون العسكري عن السياسي، ولكن هكذا يفعلون).
الحركة الفرنسية في لبنان مهمة لباريس. هذا يعيد للدور الفرنسي في الشرق الأوسط بعض الوهج وسط غياب غير مبرر وحضور بريطاني وأميركي وروسي ودولي تكثف مؤخرا ربما لتشجيع التوطين. لكن الدور الفرنسي سيبقى مشروطاً بالملف السوري مهما كانت النتائج.
صحيح أن هولاند سيعلن الوقوف الى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني والحفاظ على الأمن وأشياء أخرى من هذا القبيل، لكن ثمة صعوبة تقارب الاستحالة في تحقيق نتائج مهمة، ما دام الملف السوري بهذا التعقيد، وما دامت باريس مستمرة بحركتها السياسية وربما العسكرية ضد الأسد…
هنا جوهر القضية وعقدتها… لعل هولاند لا يعرف كثيرا عن المثل القائل: «ما اجتمع اثنان إلا وكان الشيطان ثالثها»، لكن الأكيد أنه ما اجتمعت فرنسا ولبنان مرة أو تفرّقتا إلا وكانت سوريا سبب التقارب أو الفرقة. لذلك ثمة من يقول إن زيارة هولاند للبنان معنوية فقط، ويقول الفرنسيون إنه لا يملك عصا سحرية. هم على حق. العصا موجودة حاليا في واشنطن وموسكو.

الأخبار
الانترنت غير الشرعي: التحقيقات تقترب من يوسف
دهمت القوى الأمنية أمس مقرّ شركة توفيق حيسو في بربور، على خلفية استجرار الانترنت غير الشرعي. وحيسو هو «الابن المدلّل» في قطاع الانترنت لرئيس “اوجيرو” عبد المنعم يوسف. التحقيقات تقترب من يوسف، للمرة الأولى في هذه القضية

تكبر كرة الثلج في فضيحة شبكات الانترنت غير الشرعي يوماً بعد يوم، مع اصرار لجنة الاتصالات والاعلام النيابية على استكمال التحقيقات من جهة، واستعار الخلافات بين المتضررين جراء كشف الفضيحة من جهة ثانية.

ومع أن أكثر من طرف معنيّ بقضية كشف الفضيحة، أكد لـ«الأخبار» سابقاً أن المدعوّ توفيق حيسو كان أعلى الأصوات التي ارتفعت في وزارة الاتصالات ضد «الانترنت غير الشرعي»، لكونه يملك إحدى أكبر شركات توزيع الانترنت «THGV»، وهو معروف بقربه من المدير العام لهيئة «أوجيرو» عبد المنعم يوسف، حطّت مداهمات القوى الأمنية أمس في شركة حيسو في شارع بربور، بناءً على إشارة من القضاء. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن حيسو علم بأمر المداهمة قبل حصولها بقليل، وتمكن من نزع عددٍ من «السيرفيرات» والمعدات قبل وصول القوى الأمنية، ما أدى إلى انقطاع خدمات الانترنت في عددٍ من أحياء مدينة بيروت. وبحسب أكثر من مصدر، فإن حيسو تمكّن من المماطلة مع القوى الأمنية وتأجيل المداهمات لأكثر من ساعتين، حتى يتمكّن من تفكيك بعض المعدات، ما دفع بالقوى الامنية إلى طلب تعزيزات إضافية لتواكبها في عملية الدهم. وكانت قناة «أم. تي. في.» تشن هجوماً لاذعاً على حيسو ويوسف، بتغطية المداهمة عبر الخبر العاجل، على خلفية الصراع المستعر والاتهامات المتبادلة بين القناة ورئيس أوجيرو. وأوردت «أم. تي. في.» أن الأخير حاول الاتصال بالضابط المسؤول عن المداهمة والأخير رفض الردّ عليه. وبحسب معلومات «الأخبار» فإن القوى الأمنية وضعت يدها على معدات ووثائق وملفات الشركة، لتتابع تحقيقاتها، وفكّكت ليلاً 35 صحناً لاقطاً «غير مرخّصة» عائدة لشركة حيسو، وتركت عشرة صحون لاقطة تستجر الانترنت بشكل شرعي، علماً بأن قوى الأمن الداخلي أكّدت في بيان لها ليلاً أنه «جرت عملية الكشف من دون أي اعتراضات أو ممانعة من جانب أصحاب المؤسسة المذكورة، أما عملية تعزيز القوة، فقد جاءت بسبب الحاجة إلى استدعاء فنيين اختصاصيين، وبهدف المحافظة على محيط المكان».

العبث بـ«مسرح الجريمة»، كما وصفه الرئيس السابق للهيئة الناظمة للاتصالات عماد حب الله أمس عبر قناة المنار، لا يقتصر على شركة حيسو في بربور، إذ أكّد حب الله أنه «جرى العبث بمسرح الجريمة في شبكة الزعرور»، متهماً أعطى الأمر لعمال ورش شركة «أوجيرو» بتفكيك الصحون اللاقطة والمعدات في الزعرور، بأنه منع الوصول إلى المعلومات عن الجهات التي كانت تزوّد المحطة بالانترنت. وأشار حب الله إلى أنه كان من المفترض أن تطوّق الأجهزة الأمنية المكان وتمنع المساس بالموجودات، وأن تُجري التحقيقات خلال استمرار استقبال الانترنت، حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من معرفة المصادر. وتطرّق حب الله إلى إمكانية وجود خروق أمنية في الشبكات غير الشرعية، مؤكّداً أنه حتى في الشبكات الشرعية يمكن أن تنفذ جهات استخبارية عمليات الخرق، فكيف بالشبكات غير الشرعية التي تستجر الانترنت بتكلفة رخيصة ومن دون حسيب أو رقيب؟! وعن قضية حيسو، أكّد حب الله أن الأخير كان يحصل على ما يسمّى «google cash» من وزارة الاتصالات، ويتولى توزيعها على الشركات الأخرى، ما يسمح له بتوفير الأموال الطائلة، وحرمان خزينة الدولة إياها، بينما تحصل الشركات الأخرى على الخدمة مقابل بدل مالي من وزارة الاتصالات.
كلام حب الله عن «العبث بمسرح الجريمة» في الزعرور، يعيد السؤال عن سبب الأخذ والرد في التحقيق الذي تنقّل بين النيابة العسكرية والنيابة العامة التمييزية، من دون الوصول حتى الآن إلى نتائج واضحة، بشأن ما حصل لحظة المداهمة في الزعرور من اعتراض عمل القوى الأمنية وفرق عمل «أوجيرو»، وإخفاء بعض الأدلة والمعدات. ومع أن الملفّ خرج من النيابة العسكرية إلى النيابة العامة التمييزية، ثمّ عاد إلى القضاء العسكري، بعد الضغوط في لجنة الاتصالات النيابية، يطرح أكثر من طرف معني تساؤلات عن الجهات التي مارست الضغوط للإفراج عن المسؤول عن أمن محطة الزعرور المدعو إ. م. خلال أقل من 24 ساعة.
ومع استمرار تفاعل الفضيحة، وتكشّف المزيد من الحقائق، تبدو جلسة لجنة الاتصالات النيابية يوم الثلاثاء المقبل جلسة «ملتهبة» على ما أكّدت عليه مصادر اللجنة، لجهة اصرار النواب على الحصول على إجابات واضحة ومقنعة من المعنيين.
فرعيّة جزين
من جهة ثانية، تلوح بوادر معركة في الانتخابات النيابية الفرعية في جزين بين التيار الوطني الحر والرئيس نبيه برّي، على خلفية رفض الوزير جبران باسيل لمسعى التوافق في الانتخابات البلدية في المدينة، الذي طرحه النائب السابق سمير عازار. وبحسب مصادر بري، فإنه كان ينوي تمرير الانتخابات الفرعية من دون معركة، إلّا أن عرقلة مساعي التوافق في الانتخابات البلدية، وإصرار التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على معركة بلدية، يدفعان برّي إلى التفكير في خوض معركة نيابية موازية.

البناء
تلاعب سعودي بفقرات بيان القمة… والعراق لتشاور وتهدئة لإعادة تركيب الحكم
السفير السوري لـ«البناء»: بالتكامل مع موسكو وطهران القدرات السورية كافية للنصر
هولاند يقاطع عون… وحزب الله يُلغي الموعد… وأموال لبنان الأوروبية في عهدته
مع نهاية الرحلات المكوكية للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز من الرياض إلى القاهرة فأنقرة فاسطنبول، على أمل حصاد زعامة العالم الإسلامي بوجه إيران، مفتاحه مصالحة مصرية تركية دفع ثمنها غالياً وانفرط عقدها في ربع الساعة الأخيرة، وتحشيد لتركيا وباكستان بمساعٍ إسرائيلية قبض ثمنها سلفاً لضغط أميركي يثمر تجاوباً تركياً باكستانياً بوجه إيران، حلّت مكانه مساعٍ للوساطات تقدم بها أنقرة وإسلام أباد، ختم وزير خارجية السعودية عادل الجبير رحلات ملكه برحلة سرية بين فقرات البيان الختامي للقمة، مضيفاً في الفقرات الخاصة بالتضامن مع الدول الأعضاء، نصوصاً عن التضامن مع السعودية بوجه ما أسمته الفقرة الاعتداءات الإرهابية الإيرانية على بعثاتها الدبلوماسية وفي الفقرات الخاصة بدول الخليج تضامناً بوجه الأعمال الإرهابية المدعومة من إيران وحزب الله، بعدما كان التوافق قد انتهى على النص النهائي للبيان الختامي للقمة بالدعوة لحسن الجوار بين إيران وجيرانها من دول الخليج، ولأن الفقرات تخص الدول التي تضعها، مثلما نصت الفقرة الخاصة بالتضامن مع لبنان ما تقدمت به الحكومة من دعوة للتضامن مع لبنان وجيشه وشعبه بوجه الإرهاب وتأييد مساعي التوافق والحوار بين اللبنانيين بمكوّناتهم وأطرافهم كافة، أصيب ربع الساعة الأخير لأعمال القمة بالسكتة الدماغية، وكادت تنفرط أعمالها، فتدخلت الوساطات التركية والباكستانية لإنقاذ الموقف، والتأكيد على حل الخلافات بالحوار، وتحفظ لبنان وعدد من الدول على الإضافات السعودية التي حاولت تعويض الفشل بالمزيد من الفشل.

بخروج القمة من المشهد الإقليمي لمجرد حدث عابر، بعد تحولها إلى ساحة لعب على الكلام وتهريب لنصوص، وضياع الفرصة السعودية لقطاف مكانة تتيح مفاوضة من موقع قوة مع إيران، واكتفائها بالبحث عن جوائز ترضية كلامية، عادت الاهتمامات نحو الساحات الرئيسية لصناعة الحدث، حيث يستعدّ اليمن لبدء جولات الحوار السياسي في الكويت، وحيث بدأت جولة جديدة للمحادثات السورية غير المباشرة في جنيف، ليتصدر العراق المشهد بعد نجاح مساعي التهدئة التي تمخضت عن إقناع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري تقبُّل إقالته وسحب الدعوى التي تقدّم بها إلى المحكمة العليا، لأن إلغاء قرار الإقالة سيعيده رئيساً لجلسة واحدة تشهد إقالته طالما أن أغلبية نيابية قد وقعت على دعوة الإقالة، مع توقعات بارتفاع عدد المصوّتين على الإقالة، إذا طرحت للتصويت فوق المئتين أي أكثر من النصف بأربعين صوتاً، على أن يقدّم الجبوري استقالته اليوم فلا يُضطر للتراجع عن وصف قرار إقالته بغير الشرعي، وبالمقابل يكرس رئيس السن كرئيس مؤقت للبرلمان، تمهيداً لمشاورات في مناخات هادئة تتيح إعادة تركيب مؤسسات الحكم وامتصاص مناخات الغضب التي تعيشها الساحات العراقية وتعبر فوق خطوط الانقسام الطائفي للمرة الأولى.

في الشأن السوري أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في حديث لـ«البناء» عمق التفاهم السوري مع الحليفين الروسي والإيراني، وما وفّره التكامل بين الحلفاء من استنهاض لمكامن القوة السورية السياسية والعسكرية، ترجمت في الانتخابات التشريعية التي ضخت دماء جديدة في بنية المؤسسة النيابية من جهة، وحققت مشاركة العسكريين للمرة الأولى في ممارسة حق الانتخاب ما حقق قدراً عالياً من التفاعل بين المؤسسة العسكرية وتجديد المؤسسة النيابية من جهة، كما وفّرت الانتخابات دعماً لموقع سوريا الدولي الإقليمي، نافياً وجود خلاف مع موسكو حول الانتخابات، مضيفاً أن استنهاض مصادر القوة السورية عسكرياً يعبّر عن نفسه في المعارك التي يخوضها الجيش وحلفاؤه والتي تتقدّم حلب واجهتها اليوم بصورة طبيعية بعدما صار مكشوفاً حجم الأطماع التركية فيها، كما يجد تعبيره في حشد وتعبئة ألوية جديدة تدخل ساحات القتال.

لبنانياً، يستعدّ لبنان لاستقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي تحدثت مصادر مواكبة لزيارته مقاطعته للعماد ميشال عون، بينما قالت هذه المصادر عن نية حزب الله رفض اللقاء بهولاند، لما قالت أن اللقاء محصور بالصفة النيابية للحزب وليس بصفته السياسية، فيما تحدّثت مصادر أوروبية عن أن زيارة هولاند التي تأجلت أكثر من مرة لا تتصل بالاستحقاق الرئاسي ولا بسواه من شؤون السياسة بل هي محصورة بقضية اللاجئين السوريين ضمن تقسيم أدوار بين الدول الأوروبية لتثبيت اللاجئين في أماكن إقامتهم في بلدان الجوار لسوريا، حيث لبنان كان عهدة فرنسا، بعدما خصصت له مساعدة بقيمة ألف يورو سنوياً عن كل لاجئ سوري أي ما يقارب ملياري يورو سنوياً للبنان يحتجزها هولاند لصناعة دور سياسي فرنسي باستثمارها.

لبنان تحفّظ على بيان اسطنبول

سجل لبنان تحفظه على الفقرة المتعلقة بإدانة «حزب الله لقيامه بأنشطة إرهابية»، في البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت أعمالها أمس في اسطنبول، وأكد موقفه بـ«ضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى».

وقد خصصت فقرة في القمة تدين «أعمالَ حزب الله الإرهابية في سورية واليمن والبحرين والكويت التي تزعزع استقرار الدول الأعضاء»، كما حمل البيان ترحيباً «بالحوار بين الأطراف السياسية اللبنانية وثمّن تضحيات الجيش والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية».

الحرب السعودية مستمرة

وعلقت مصادر مطلعة في 8 آذار على بيان القمة لجهة إدانة حزب الله بالقول لـ«البناء»: «السعودية مستمرة بحربها على حزب الله ضمن خطة محورها التركيز على الحزب باعتباره القوة الأبرز الحليفة لإيران في ظل الهزائم التي مُنيت بها السعودية في سورية، حيث لم يعد باستطاعتها تغيير الواقع الميداني ولا السياسي لا سيما عدم قدرتها على إسقاط الرئيس بشار الأسد، فوجدت بحزب الله بديلاً من خلال تطويقه ووضعه على لائحة الإرهاب وتشويه صورته، لكنها فشلت في استصدار قرارات في الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة حزب الله بسبب الفيتو الروسي والصيني وتجاهل الولايات المتحدة، فتوجهت إلى استعمال نفوذها في المنظمات العربية والإسلامية مستخدمة الأموال الطائلة للضغط على رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية للوصول إلى وضع حزب الله مقابل تنظيم داعش».

وشددت المصادر على أن «السعودية ودول الخليج يستعملون ويستنزفون جميع أوراقهم ضد حزب الله من حصار مالي واقتصادي على لبنان وطرد العاملين اللبنانيين لديهم وغيرها من وسائل الضغط لتوظيفها في أي مفاوضات مقبلة مع إيران».

موقف الحكومة منسقاً

وأشارت المصادر إلى أن «تحفظ الوفد الحكومي على فقرة إدانة حزب الله موقف متوقع، فالحكومة لا تريد إغضاب السعودية، ومن جهة أخرى لا تريد إزعاج حزب الله وهو شريك في الحكومة نفسها، فجاء موقفها شبيهاً بمواقفها في المؤتمرات السابقة يرضي حزب الله الذي يقدّر موقف الحكومة ورئيسها».

وقالت مصادر الوفد لـ«البناء» إن «موقف الوفد اللبناني في القمة متفق عليه في الحكومة مسبقاً قبل مغادرة الوفد إلى اسطنبول، وجاء في سياق مواقف الحكومة السابقة في المؤتمرات العربية والإسلامية الماضية والمتفق عليها في جلسات الحوار الوطني، حيث أجمع أطرافها كافة على عدم تفجير البلد وأن لا يؤدي أي قرار خارجي على تهديد الاستقرار الداخلي وبالتالي ضرورة التحفظ على أي قرار يصدر من أي مؤتمر ضد حزب الله، مهما كانت الظروف وحجم الضغوط على لبنان».

قرار ترضية للسعودية…

وقالت مصادر عونية إن «موقف الحكومة كان منسجماً وموحّداً علماً أن العبارة الخاصة بحزب الله جرى تضمينها للفقرة الخاصة بدول الخليج، وهي كما جرى العرف تضعها الدول المعنية ولا تخضع للإجماع، ولذلك ليس للبنان إلا التحفظ وتختلف قيمتها عن النص الأساسي للبيان من جهة، كما أنها اتهمت الحزب بالقيام بأعمال إرهابية وليس وصف الحزب بالإرهابي. وهذه الصيغة المخففة علامة على ضعف الحيلة السعودية في فرض ما كانت تتأمل بلوغه بالحديث عما هو أكثر من وصف أعمال إرهابية وأكثر من وصف الحزب بالإرهابي، بل اتخاذ قرار بتصنيفه على لوائح الإرهاب، فبدا النص نوعاً من ترضية قبلها المشاركون لحساب السعودية دون تلبية ما كانت تسعى إليه».

سلام التقى أمير قطر وأردوغان

والتقى رئيس الحكومة تمام سلام على هامش القمة، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي أكد تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته، معتبراً «أن المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية والكل سواسية». كما التقى في حضور الوفد الوزاري المرافق، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعرب عن أمله في أن يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية، لافتاً إلى أن تركيا ولبنان تتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين.

وقالت مصادر حكومية لـ«البناء» إن «اللقاء الذي جمع سلام مع الملك السعودي خلال القمة شكل إهانة للحكومة وللبنان وعكس سياسة الانبطاح التي يعتمدها البعض تجاه السعودية التي تعاملت بسلبية مع رموز وطنية لبنانية». وتساءلت: «كيف يرضى رئيس الحكومة، وهو يمثل لبنان، بتعامل السعودية التي تريد تدفيع لبنان ثمن فشل سياساتها في المنطقة؟».

حزب الله لن يسمح بالفوضى

وفي سياق متصل، لم تظهر بعد حقيقة المعلومات المسرّبة حول قرار من المحكمة الدولية باتهام حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. إلا أن مصادر مطلعة في 8 آذار حذرت من أن «أي قرار في هذا السياق هو أشدّ وأخطر من القرارات التي تصدر في المؤتمرات العربية والإسلامية ضد حزب الله». واتهمت المصادر السعودية في إطار استكمال الحرب على حزب الله، بـ«العمل على تحريك المحكمة الدولية بعد غيابها عامين»، وشددت على أنه «حتى لو اتهمت المحكمة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بالاغتيال، فلن يكون له أي مفاعيل إجرائية بل سيكشف فقط وجه السعودية السلبي أكثر».

ولفتت إلى أن تداعيات القرار المفترض لن تكون سهلة على الساحة الداخلية، «لكن قيادة حزب الله لن تسمح بأي فوضى في الشارع، بل سيسارع السيد نصرالله إلى تطويق مفاعيله في الشارع من خلال إطلالة إعلامية يستعيد فيها قضية المحكمة والمحطات التي مرّت بها وثغراتها وفشلها في كشف الحقيقة وتجاهلها شهود الزور واتهام سورية ثم حزب الله وبالتالي سيفرغها من مضمونها».

وتوقعت المصادر أن «يكون الهدف من خلال هذا القرار، إن صدر، إعادة طرح موضوع سلاح حزب الله على طاولة البحث»، مذكرة بما قاله الرئيس سعد الحريري منذ أيام عن السلة المتكاملة لحل الأزمة الرئاسية والتي طلب أن تشمل سلاح الحزب».

على الحكومة الاعتراض لدى مجلس الأمن

وطالبت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر الحكومة «بمراجعة موقفها من تخطي حقوق لبنان السيادية بموضوع المحكمة الدولية وتغيير المرجع الصالح للنظر بجريمة اغتيال الحريري وهو القضاء اللبناني لا سيما وأن هذه المحكمة فرضت عنوة على لبنان من خلال استصدار قرار دولي».

وأضافت لـ«البناء»: «على الحكومة الاعتراض لدى مجلس الأمن على خرق المحكمة للدستور اللبناني ووقف الأموال الطائلة التي تدفعها منذ العام 2005»، وشككت المصادر بنزاهة المحكمة وبجدوى عملها لا سيما بعد استقالة العديد من قضاتها وموظفيها وتغير وجهة الاتهام والتجني على الضباط الأربعة ورفض التحقيق بفرضية الشبكات الإسرائيلية والإرهابية التي عرضها السيد نصرالله». ودعت القضاء اللبناني والحكومة إلى عدم التجاوب مع أي قرار في هذا السياق حفاظاً على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي».

هولاند في بيروت اليوم

في غضون ذلك، يصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم إلى بيروت، على أن يلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس سلام ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وقالت مصادر وزارية مطلعة على الزيارة لـ«البناء» إن «زيارة هولاند هي زيارة دعم للبنان لا سيما الضغط باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية ودعم لبنان على صعيد المساعدات المالية في تحمّله عبء النزوح السوري»، وأكدت أن «هولاند سيطرح الملف الرئاسي مع المسؤولين الذين سيلتقيهم وسيسخر علاقاته الجيدة مع جميع القيادات والأطراف لتفعيل العلاقة مع لبنان على كافة الصعد». ولفتت إلى أن «سلام سيتحدث باسم الحكومة اللبنانية وسيطرح على هولاند بعض الملفات والمشاكل التي يعاني منها لبنان لا سيما عبء النازحين السوريين».

وعلمت «البناء» بأن هولاند لن يلتقي رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون.

جلسة رئاسية ولا جديد

رئاسياً، تعقد جلسة الانتخاب الرئاسية الـ38 يوم الاثنين المقبل والتي ستنضم إلى سابقاتها، حيث لم يُسجل أي جديد على نصاب الجلسة الماضية.

وقالت مصادر تكتل التغيير والإصلاح لـ«البناء» إن «من يعرقل انتخابات الرئيس هو المصرّ على التمادي في استباحة البلد وبسط هيمنته عليه وضرب المؤسسات والشراكة الوطنية»، ورفضت المصادر «البحث مع العماد عون عن مرشحين بدائل عن عون»، مضيفة «أي طرح من هولاند لإقناع عون بأن يكون صانع الرئيس ليس وارداً».

ورفضت المصادر تحميل رئيس «القوات» سمير جعجع حزب الله مسؤولية عدم انتخاب عون، وقالت: «الأمر عملية أصوات في المجلس النيابي وطالما لم يتأمّن العدد المطلوب لانتخاب عون، فلن ينزل نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى المجلس، فكيف ينزل نواب حزب الله؟». ولفتت إلى أن «جعجع يحاول توجيه رسائل إلى حزب الله لفتح قنوات تواصل وحوار معه، ولا مانع لدى التيار بذلك، لكن ليس حزب الله من يتحمّل المسؤولية بعدم انتخاب عون».

واستبعدت المصادر أن يتراجع جعجع عن ترشيح عون، كما طلب منه الحريري، موضحة أن «هذا الترشيح شكل أجواء إيجابية وتفاهمات بين التيار والقوات الذي تطور إلى حالة شعبية على الساحة المسيحية وإلى تعاون في الانتخابات البلدية».

علي عبد الكريم: ندعم كل ما يحصّن لبنان

وأكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لـ«البناء» أن «سورية تريد أن يتفق لبنان بأحزابه وقواه وفي مجلس نوابه وفي كل القيادات للوصول إلى ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية ولتجديد مجلس النواب وإيجاد قانون انتخاب متوازن وعادل يسمح بالتمثيل الحقيقي، لأنه يحصّن لبنان. ما يحصّن لبنان، لسورية مصلحة فيه وقوة لبنان في ثالوثه الذي تباركه دمشق». وشدّد على «أن الجنرال عون هو من القامات الوطنية المحترمة، وبتحالفه مع المقاومة وعلاقته الصادقة مع سورية يشكل رصيداً حقيقياً للبنان. نحن نحرص على وصول كل من يقوّي الخط الوطني في لبنان، فهذا يقوّينا. وبالتالي نباركه، لذلك قوة المقاومة مصلحة سورية بامتياز، الجيش اللبناني القويّ أيضاً هو مصلحة لسورية بامتياز. نحن نريد قوة المؤسسات في لبنان والخط الوطني القومي».

ولفت السفير السوري إلى أن «الإقبال الذي شهدته مراكز الاقتراع بحد ذاته رسالة للعالم أن السوريين متمسكون بسيادتهم وبأرضهم، يرفضون كل معاني الابتزاز، وبعضهم حتى لو لم يكن متحمساً للانتخاب أراد أن يثبت للعالم أنه متمسك بهذه الأرض. ما حدث كان تأكيداً أن الدولة السورية مستمرة بمؤسساتها بكل فعالية، وهذا الإقبال أكد أن الشعب السوري بمحض إرادته كان متحمساً، مندفعاً، ومقبلاً على هذه الانتخابات».

وإذ أكد التنسيق والتكامل بين القيادات في سورية وروسيا وإيران لفت إلى أن «مساندة المقاومة في لبنان والحزب السوري القومي الاجتماعي كبيرة والقوى الشعبية وكتائب البعث، حتى منظمات الأحياء والقرى والمدن والعشائر الجيش السوري مقدرة وهامة».

الحريري: جهودنا مستمرة

وأكد الرئيس سعد الحريري خلال استقباله وفداً من «تيار المستقبل» «أننا ثابتون في موقفنا من انتخاب رئيس للجمهورية، مهما تعقدت الأمور ووضعت العراقيل والصعاب أمام عملية الانتخاب، كما يحدث في الوقت الحاضر وسنستمر في جهودنا في سبيل تحقيق هدف انتخاب الرئيس».

جلسة حكومية الاثنين

على صعيد آخر، تعقد الاثنين جلسة لمجلس الوزراء التي ستواجه مجدداً الخلاف حول ملف أمن الدولة الذي لم تنجح الاتصالات حتى الآن في التوصل إلى حل بشأنه.

وقال وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» غن «الجلسة ستستكمل البحث في جدول أعمال الجلسة السابقة على أن يتم بحث أمن الدول في أول الجلسة»، مرجّحاً أن «يتجه الملف إلى الحل على قاعدة تفعيل عمل هذا الجهاز الذي لا يتوقف على الأشخاص بل يذهب الأشخاص وتبقى المؤسسة التي لا تزال تلبي حاجة أمنية، إضافة إلى أنها تتبع لرئاسة الحكومة والرئيس سلام سيعمل على حل الموضوع».

ولفت جريج إلى أن «نائب المدير العام سيحال إلى التقاعد بعد شهرين والآخر سيُحال بعد سنة، لكن لا يمكن الانتظار حتى ذلك الحين وتجميد عمل الجهاز بل هناك موارد مالية لازمة يجب تأمينها لاستمرار عمله».

اللواء
دعا إلى مؤتمر دولي لحماية الفلسطينيين وانتقال سياسي في سوريا
«إعلان اسطنبول»: إدانة إيران وحزب الله لدعمهما الإرهاب
أدان «إعلان إسطنبول» الصادر في ختام أعمال الدورة الـ13 لمؤتمر القمة الإسلامي في إسطنبول «تدخلات» إيران وحزب الله في دول المنطقة واستمرار دعمهما لـ«الإرهاب»، مشددا على مركزية قضية فلسطين والقدس للأمة الإسلامية ودعمه المبدئي لحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حق تقرير المصير وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب حق اللاجئين في العودة.

وندد البيان الختامي، كما أشارت «اللواء» أمس، بـ«تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول اخرى اعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، وباستمرار دعمها للارهاب».
وأكد اهمية ان تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية والجمهورية الاسلامية في ايران قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة اراضيها.
كذلك أدانت القمة «الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران (في كانون الثاني الماضي)».
وشارك ممثلون عن 56 بلدا على مدار يومين في القمة بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني الذي لم يشارك والوفد المرافق في الاجتماع الختامي للقمة اعتراضا على هذه الاتهامات، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
ويقوم روحاني اليوم بزيارة الى انقرة حيث يستقبله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وفق ما اعلنت الرئاسة التركية.
كذلك دان بيان القمة «حزب الله لقيامه بأعمال ارهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه حركات وجماعات ارهابية».
وفي الشأن الداخلي اللبناني جددت القمة دعمها لـ«استكمال تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة» كما أدانت «بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً».
ورحبت كذلك بالحوار القائم بين الأطراف السياسية اللبنانية «لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي، والدفع بالوفاق الوطني»، مثمنة «التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية».
على الصعيد السوري، أعرب البيان الختامي لقمة اسطنبول عن «قلقه العميق إزاء تواصل العنف وسفك الدماء في سوريا» مشددا علي وحدة أراضي سوريا.
وجدد القادة دعمهم لإيجاد تسوية سياسية للنزاع الدائر في سوريا على أساس بيان جنيف، وللعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة «بغية تنفيذ عملية انتقال سياسي يقودها السوريون ويمتلكون زمامها، تُمكّن من بناء دولة سورية جديدة على أساس نظام تعددي ديمقراطي مدني قائم على مبادئ المساواة أمام القانون وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».
فلسطينياً، أكدت القمة «ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقت مبكر لوضع آلياتٍ لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية».
وبخصوص مسألة الإرهاب، أكد المشاركون في قمة اسطنبول، موقفهم ضد الإرهاب «بجميع أشكاله ومظاهره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره»، مشددين على أن محاربة هذه الظاهرة «مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون والمجتمع الدولي».
الى ذلك، حض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمته الختامية للقمة، العالم الاسلامي على محاربة «الافات الثلاث» التي تقوضه «الطائفية والعنصرية والارهاب».
وكررت منظمة التعاون الاسلامي في بيانها «موقفها المبدئي ضد الارهاب بكل اشكاله وتجلياته، مهما تكن دوافعه».

Please follow and like us:

COMMENTS