النهار
25 ساعة لهولاند في لبنان: الرئاسة أولاً… والحل توافقي
مع انه ليس خافياً على أحد ان قوى داخلية عدة تستبعد ان تؤدي زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم وغداً للبنان الى نتائج ملموسة من شأنها تحقيق اختراق في الازمة الرئاسية، فيما الاوساط الفرنسية المعنية بالزيارة نفسها تحرص على عدم تضخيم الآمال على الزيارة لهذه الجهة، فان كل ذلك لا يعني تقليل أهمية هذه الزيارة شكلاً وتوقيتاً ومضموناً. ذلك ان الرئيس هولاند الذي كان آخر رئيس دولة اجنبية حط رحاله في بيروت عشية انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، يعود اليوم الى العاصمة اللبنانية من باب الثوابت الفرنسية نفسها التي يسعى الى تأكيدها وخصوصاً لجهة اثبات كون فرنسا تقف دوما الى جانب اللبنانيين وتمضي في التعبئة الدولية لدعمهم. والزيارة في ذاتها تشكل اختراقاً من حيث تجاوز الرئيس الفرنسي العامل البروتوكولي في ذروة أزمة الفراغ الرئاسي وهو العامل الذي كان السبب في ارجاء الموعد الاول الذي حدد سابقاً للزيارة على أمل انتخاب رئيس للجمهورية ولما تمادى الفراغ ولم تنجح جهود فرنسا في حمل القوى الاقليمية المؤثرة على تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني العتيد قرر هولاند تجاوز هذا العامل والقيام بالزيارة.
يمضي الرئيس الفرنسي بين وصوله قرابة الثانية بعد ظهر اليوم ومغادرته بيروت بعد ظهر غد زهاء 25 ساعة في زيارته التي تبدأ أولى محطاتها من مجلس النواب حيث يعقد لقاء منفرداً مع رئيس المجلس نبيه بري، يليه اجتماع موسع مع اعضاء هيئة المكتب، ثم ينتقل الى السرايا للقاء رئيس الوزراء تمام سلام منفرداً أيضاً وبعده يعقد لقاء في حضور الوزراء المعنيين بالملفات التي ستطرح خلال الزيارة. وفي قصر الصنوبر ستكون للرئيس هولاند مروحة واسعة من اللقاءات مع عدد من الاقطاب السياسيين والرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة والنواب والوزراء والشخصيات الذين دعوا الى عشاء. أما الاحد، فيخص هولاند البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بلقاء منفرد قبل ان يلتقي رؤساء الطوائف ومن ثم يتوجه الى البقاع حيث يزور مخيما للاجئين السوريين في الدلهمية ويغادر بيروت بعد الظهر الى محطتيه الاخريين في مصر والاردن.
أما في المضمون المرتقب للزيارة، فافاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الرئيس الفرنسي سيدعو الاقطاب اللبنانيين الذين سيلتقيهم الى البحث عن مرشح توافقي للرئاسة من غير ان يعني ذلك خوضاً في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي لان لا مرشح لفرنسا وهي لا تريد التدخل في الصراع الداخلي ولا املاء شروطها على القوى الداخلية. وعلى رغم اعتراف فرنسا بصعوبة حل الازمة الرئاسية بعد مرور سنتين عليها، ستحاول الدفع نحو حل متجنبة التأثير لترجيح كفة مرشح على آخر بل مساعدة اللبنانيين في استكشاف الحل. وتشير المعلومات المتوافرة عشية الزيارة الى ان هولاند سيستمع الى جميع القوى السياسية والمدنية والدينية وسيحفز الجميع على سد الفراغ الرئاسي وتفعيل عمل المؤسسات للافادة من الدعم الخارجي والمساعدات الدولية انطلاقا من انتخاب رئيس يحيي المؤسسات الدستورية ويعيد ثقة الشعب اللبناني بالعملية الديموقراطية. كما سيشدد هولاند على حاجة لبنان في هذه الظروف الى حماية الاستقرار السياسي والامني تمكيناً له من تجاوز الازمات والتحديات التي تحيط به. وتقول الجهات المعنية بالزيارة إنها ستشكل دلالة أخرى على الاهتمام الفرنسي بلبنان ودعم اللبنانيين في هذه الظروف التي يمر بها بلدهم، وانه يتعين على اللاعبين اللبنانيين فصل ارتباط ازمة الرئاسة عن ازمات المنطقة لان مزيداً من التأخير في التوصل الى حلول داخلية قد يعرض البلد لتداعيات خطيرة لا يريد أصدقاء لبنان حصولها. ويشار في هذا السياق الى ان “حزب الله ” أعلن أمس انه لم يحدد أي موعد بين الرئيس هولاند والحزب وليس هناك أي لقاء خلال زيارته للبنان.
لبنان في القمة
وتأتي زيارة هولاند للبنان غداة القمة الاسلامية في اسطنبول التي تضمن بيانها الختامي ترحيبا بالحوار بين الاطراف السياسيين اللبنانيين وتقديراً لتضحيات الجيش والقوى الامنية في محاربة الارهاب، فيما نددت في المقابل بـ”أعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت” وهي الفقرة التي تحفظ عنها لبنان مع دول اخرى. والتقى الرئيس سلام أمس على هامش القمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني وأفادت معلومات رسمية لبنانية أن الشيخ تميم “أكد تفهم بلاده للوضع اللبناني ومكوناته” معتبراً ان “المهم تأكيد الوحدة وانتخاب رئيس للجمهورية وأن الجميع سواسية “. كذلك التقى سلام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي “أمل ان يتجاوز لبنان مشكلة عدم انتخاب رئيس للجمهورية”، مشيراً الى أن “تركيا ولبنان يتشاركان في تحمل وطأة النازحين السوريين”.
في أي حال، تعود الملفات الداخلية الى الواجهة بعد زيارة الرئيس الفرنسي للبنان بدءا من الجلسة الـ 38 لانتخاب رئيس الجمهورية الاثنين المقبل والتي تليها جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر اليوم نفسه مخصصة لبت مشكلة أمن الدولة العالقة من جلستين سابقتين.
وأبلغ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس “النهار” ان ثمة ضرورة لمقاربة ملف أمن الدولة من زاويتيّن: “الاولى، أن ولاية نائب مدير الجهاز العميد محمد الطفيلي تنتهي بعد شهر. والثانية، أن قانون إنشاء الجهاز يقضي عند إقرار المخصصات السريّة له أن يحمل الطلب توقيع المدير ونائبه كما يقول وزير المال علي حسن خليل، وهو بند أستحدث عندما كان المدير من الطائفة الشيعية وكان عند إنشاء الجهاز العميد نبيه فرحات.لكن تغييراً طرأ فأسندت رئاسة الجهاز الى كاثوليكي عندما تسلمت الطائفية الشيعية رئاسة الامن العام أيام اللواء جميل السيّد”. وأعتبر درباس ان “هذه المقاربة ستفتح الباب أمام نقاش جديّ في ملف أمن الدولة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء”. وخلص الى “ان الاجهزة الامنية تابعة لأمن المواطن وليس لطوائف المواطنين”.
السفير
فرنسا ولبنان … وسوريا ثالثتهما
شعبية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في لبنان، هي حتماً أكبر من شعبيته في فرنسا. اللبنانيون عموماً مرتبطون بعلاقة عاطفية مع فرنسا لأسباب وراثية أكثر مما هي واقعية. كثير منهم ومن ساستهم يحملون جنسيتها أو ثقافتها ولغتها. جزء منهم يفضل استخدام لغة موليير على لغة الضاد، لأسباب يسميها الفرنسيون Snobisme (خيلاء). ولبعض ساسة لبنان منازل في باريس، أبرزها منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سكنه قبله غوستاف ايفيل باني البرج الصناعي الحديدي العظيم والجميل في قلب العاصمة.
يمكن الجزم بأن أهم العلاقات الفرنسية اللبنانية قامت في عهد الحريري. وحين تقاربت باريس ودمشق. الرئيس الديغولي جاك شيراك اختصر لبنان بشخص رئيس وزرائنا الراحل. كاد يتخلى عن كل التاريخ المسيحي اللبناني القديم مع فرنسا لأجله. بات الحريري الشريك الأهم الذي فتح كل الأبواب لعودة فرنسا الى الشرق الأوسط، ولإحياء التراث الفرنكوفوني. ساعده في جودة العلاقات الفرنسية السورية الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أصر على إشراك باريس في تفاهمات نيسان بين لبنان وإسرائيل عام 1996 بالرغم من الاعتراض الأميركي آنذاك.
اليوم يصل هولاند الى لبنان، تاركاً خلفه شعبية في الحضيض. أقل من 10 في المئة من الفرنسيين يؤيدون سياسته (وفق استطلاع قناة BFM). سعى لأن يحسن هذا المستوى الكارثي عبر شاشة القناة الثانية بمقابلة مع 4 صحافيين بينهم النجمة الإعلامية اللبنانية ليا سلامة (ابنة غسان سلامة)، فكانت النتيجة أنه سجل نسبة حضور كارثية أيضا 14.3 من المشاهدين (حسب مجلة ماريان). ثمة من يقول إن سلامة ساهم في التحضير للزيارة الحالية.
هذه نسبة مثيرة فعلا للقلق قبل عام على الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ومقلقة كثيرا إذا ما علمنا أنه لولا التحالف الاضطراري بين اليسار واليمين في الانتخابات التشريعية الأخيرة لكان اليمين المتطرف هو الأول. كلما ضرب الإرهاب، وازداد النازحون، وتراجعت القدرات الشرائية الفرنسية، كلما كانت حظوظ اليمين المتطرف أكبر. وهي حالياً في أوجها. لعل في سوريا بعض السبب.
!Bienvenu au Liban…. mais
لا يسعنا في بلدنا المهجور بلا رئيس، والمشرّع على كل مجهول ولكل النازحين (نحو مليونين بين سوري وفلسطيني)، والمفتوح على الإرهاب والانتكاسات الأمنية، إلا أن نقول لهولاند: أهلا وسهلا بك في لبنان.. فهو تفضل بزيارتنا فيما دول كثيرة تُعاقب حاليا لبنان بذريعة «حزب الله»، ولا نجد من بين السفراء الكثيرين على الأراضي اللبنانية من تعاطف مع صحيفة «السفير» حين كادت تغلق أبوابها إلا قلة في مقدمهم السفير الفرنسي الخبير بشؤون المنطقة ايمانويل بون… بينما سفراء عرب وأجانب آخرون كانوا سيفرحون لو أُقفلت.
ولكن ما هي أسباب الزيارة؟
قرر الاتحاد الأوروبي قبل فترة تسليم مفاتيح النازحين الى تركيا. هي التي تقرر اليوم من تستقبل ومن تُمرِّر ومن تمنع. هي أيضا التي حصلت على مبالغ مالية جيدة لتهدئتها. أما لبنان والأردن البلدان الأكثر تعرّضاً للضيق الاقتصادي والديموغرافي والوظيفي بسبب النازحين فمتروكان لمواجهة مصيرهما بفُتات المساعدات. هذا طبعا واجب لبنان المؤقت حيال شعب سوريّ احتضننا واحتضن كل نازحي العرب من فلسطين الى العراق فلبنان في أوقات الشدة، ولكن الأمر يهدد فعلاً بانفجار ديموغرافي واقتصادي. لو حصل التوطين الذي جاء بعض المسؤولين الغربيين يحضروننا نفسياً له، فإن الأمر سيُحدث تغييراً ديموغرافياً يُضعف المسيحيين. فرنسا ترفض.
يأتي هولاند إذاً ليقول للبنانيين إنه يقف خلفهم في محنتهم هذه ويرفض التوطين. ولكن هل بيده حيلة؟
ربما تحريك الملف بقوة داخل الاتحاد الأوروبي وعلى المستوى الدولي مهم سياسيا وماليا. لكن هذا بحاجة الى غطاء دولي أميركي روسي. حتى الآن، يبدو أن موسكو وواشنطن مستمرتان في تهميش الأطراف الأخرى. هما تحتكران الحل السياسي وتوابعه. تشرفان على جنيف من دون شركاء فعليين. تفاهمتا بشأن الملف النووي ثم أشركتا المعترضين وغير المعترضين في حفلة التوقيع مع ايران. وهما اللتان أفشلتا المساعي الفرنسية لمؤتمر دولي حول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان ينبغي عقده في أول أيار (مايو) المقبل، ذلك أن موسكو وواشنطن متمسكتان بالحل على أساس آلية اللجنة الرباعية الدولية.
لبنان هو البوابة الأقرب الى سوريا. آخر تصريحات هولاند تؤكد أن التفاوض الحالي الضروري مع الأسد لا يعني القبول ببقائه في نهاية الحل. هذا تراجع مهم حيال الرئيس السوري الذي كانت باريس تريد رحيله قبل الشروع بأية مفاوضات أو حل لكن شعبيته في بلاده تبقى أعلى من شعبية هولاند في فرنسا.
التراجع التكتيكي لا يعني أبدا أن باريس غيّرت موقفها المناهض للأسد. لعل أحد كبار المسؤولين الأمنيين اللبنانيين سمع مؤخرا كلاما فرنسيا حاسما في هذه المسألة مفاده: اننا ذهبنا كثيرا الى الأمام في مواجهة الأسد ونظامه وأي تراجع اليوم يبدو قاتلا. نشجع التفاوض لكي يرحل لا العكس. أما في دمشق فجزء لا بأس به من الشعب السوري المؤيد للأسد يعتبر فرنسا سبباً في تدمير بلاده وتشجيع الإرهاب.
مع ذلك حصلت تطورات عديدة لافتة: وفد من الاتحاد الأوروبي أعاد فتح العلاقات مع دمشق بذرائع إنسانية. برلمانيون وإعلاميون فرنسيون زاروا مؤخرا العاصمة السورية. ارتفعت أصوات كثيرة في باريس تطالب بالتفاوض مع سوريا لدرء الإرهاب عن فرنسا، كما أن وفداً أوروبياً رفيعاً بقيادة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تزور طهران ابتداءً من اليوم على رأس وفد من 7 مفوضين أوروبيين. جزء من الزيارة سيكون حول سوريا.
فصل لبنان عن سوريا
يسعى هولاند لفصل الملف السوري عن اللبناني. مهَّدت باريس بلقاءات مع «حزب الله». هذا مهم لأسباب ثلاثة، أولها أن هذه اللقاءات تأتي بالرغم من وضع السعودية والخليج وجامعة الدول العربية «حزب الله» على لائحة الإرهاب. وثانيها لأن اللقاء مع الحزب مهم أمنيا في سياق محاربة الإرهاب، وثالثها لأن العلاقة مع الحزب تتيح للفرنسيين حرية حركة أكبر في لبنان واحتمالا لنجاح مساعيهم في سياق الانتخابات الرئاسية وغيرها. باريس لا تزال كما أوروبا تعتبر الجناح العسكري فقط للحزب إرهابيا. (لا ندري كيف يفصلون العسكري عن السياسي، ولكن هكذا يفعلون).
الحركة الفرنسية في لبنان مهمة لباريس. هذا يعيد للدور الفرنسي في الشرق الأوسط بعض الوهج وسط غياب غير مبرر وحضور بريطاني وأميركي وروسي ودولي تكثف مؤخرا ربما لتشجيع التوطين. لكن الدور الفرنسي سيبقى مشروطاً بالملف السوري مهما كانت النتائج.
صحيح أن هولاند سيعلن الوقوف الى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني والحفاظ على الأمن وأشياء أخرى من هذا القبيل، لكن ثمة صعوبة تقارب الاستحالة في تحقيق نتائج مهمة، ما دام الملف السوري بهذا التعقيد، وما دامت باريس مستمرة بحركتها السياسية وربما العسكرية ضد الأسد…
هنا جوهر القضية وعقدتها… لعل هولاند لا يعرف كثيرا عن المثل القائل: «ما اجتمع اثنان إلا وكان الشيطان ثالثها»، لكن الأكيد أنه ما اجتمعت فرنسا ولبنان مرة أو تفرّقتا إلا وكانت سوريا سبب التقارب أو الفرقة. لذلك ثمة من يقول إن زيارة هولاند للبنان معنوية فقط، ويقول الفرنسيون إنه لا يملك عصا سحرية. هم على حق. العصا موجودة حاليا في واشنطن وموسكو.
الأخبار
الانترنت غير الشرعي: التحقيقات تقترب من يوسف
دهمت القوى الأمنية أمس مقرّ شركة توفيق حيسو في بربور، على خلفية استجرار الانترنت غير الشرعي. وحيسو هو «الابن المدلّل» في قطاع الانترنت لرئيس “اوجيرو” عبد المنعم يوسف. التحقيقات تقترب من يوسف، للمرة الأولى في هذه القضية
اللواء
دعا إلى مؤتمر دولي لحماية الفلسطينيين وانتقال سياسي في سوريا
«إعلان اسطنبول»: إدانة إيران وحزب الله لدعمهما الإرهاب
أدان «إعلان إسطنبول» الصادر في ختام أعمال الدورة الـ13 لمؤتمر القمة الإسلامي في إسطنبول «تدخلات» إيران وحزب الله في دول المنطقة واستمرار دعمهما لـ«الإرهاب»، مشددا على مركزية قضية فلسطين والقدس للأمة الإسلامية ودعمه المبدئي لحقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حق تقرير المصير وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب حق اللاجئين في العودة.
وندد البيان الختامي، كما أشارت «اللواء» أمس، بـ«تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول اخرى اعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، وباستمرار دعمها للارهاب».
وأكد اهمية ان تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية والجمهورية الاسلامية في ايران قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة اراضيها.
كذلك أدانت القمة «الاعتداءات التي تعرضت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران (في كانون الثاني الماضي)».
وشارك ممثلون عن 56 بلدا على مدار يومين في القمة بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني الذي لم يشارك والوفد المرافق في الاجتماع الختامي للقمة اعتراضا على هذه الاتهامات، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
ويقوم روحاني اليوم بزيارة الى انقرة حيث يستقبله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وفق ما اعلنت الرئاسة التركية.
كذلك دان بيان القمة «حزب الله لقيامه بأعمال ارهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه حركات وجماعات ارهابية».
وفي الشأن الداخلي اللبناني جددت القمة دعمها لـ«استكمال تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المشروعة» كما أدانت «بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً».
ورحبت كذلك بالحوار القائم بين الأطراف السياسية اللبنانية «لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي، والدفع بالوفاق الوطني»، مثمنة «التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية».
على الصعيد السوري، أعرب البيان الختامي لقمة اسطنبول عن «قلقه العميق إزاء تواصل العنف وسفك الدماء في سوريا» مشددا علي وحدة أراضي سوريا.
وجدد القادة دعمهم لإيجاد تسوية سياسية للنزاع الدائر في سوريا على أساس بيان جنيف، وللعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة «بغية تنفيذ عملية انتقال سياسي يقودها السوريون ويمتلكون زمامها، تُمكّن من بناء دولة سورية جديدة على أساس نظام تعددي ديمقراطي مدني قائم على مبادئ المساواة أمام القانون وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».
فلسطينياً، أكدت القمة «ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقت مبكر لوضع آلياتٍ لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية».
وبخصوص مسألة الإرهاب، أكد المشاركون في قمة اسطنبول، موقفهم ضد الإرهاب «بجميع أشكاله ومظاهره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره»، مشددين على أن محاربة هذه الظاهرة «مسؤولية تقع على عاتق جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون والمجتمع الدولي».
الى ذلك، حض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمته الختامية للقمة، العالم الاسلامي على محاربة «الافات الثلاث» التي تقوضه «الطائفية والعنصرية والارهاب».
وكررت منظمة التعاون الاسلامي في بيانها «موقفها المبدئي ضد الارهاب بكل اشكاله وتجلياته، مهما تكن دوافعه».
COMMENTS